جعله الله في ميزان حسناتك
ملخص كتاب تهذيب مدارج السالكين لشيخ الإسلام أبن قيم الجوزي
-
-
آمين .. آمين .. آمين
- القرآن جنتي
-
درجات اﻹحسان
ثانيا:اﻹحسان في اﻷحوال.
وهو أن يراعيها غيرة ويسترها،ويصححها تحقيقا.
أي يراعيها بحفظها حتى لاتحول عنه بدوام الوفاء.والانقياد إلى حكمها إذا وافق اﻷمر :أي الشرع.
ويسترها عن الناس ما أمكنه لئلا يعلموا بها،ولا يظهرها إلا لحجة.أو حاجةأو مصلحة راجحة.
فإن إظهارها بدون حاجة آفة .
وإظهار الحال للناس عند الصادقين:حمق وعجز.
وتصحيحها:أي يجتهد في تحقيق أحواله .فإنه يمتزج بحق وباطل.
مدارج السالكين
ج(4626.2624)
- القرآن جنتي
-
الفرق بين الوارد الملكي والشيطاني
كل وارد يبقي اﻹنسان نشيطا مسرورا فإنه ملكي،وكل وارد يبقيه خبيث النفس كسلان،
ثقيل اﻷعضاء والروح فهو وارد شيطاني.
كل وارد أعقب القلب:معرفة الله ومحبة له،وطمأنينية بذكره،وسكونا فهو ملكي.وخلافه شيطاني.
كل وارد أعقبه تقدم إلى الله والدار اﻵخرة،كأنه يشاهد الجنة والجحيم فهو ملكي،وخلافه شيطاني.
وكل وارد جمعك على الله فهو ملكي، وكل وارد فرقك عنه،وأخذك منه :فهو من الشيطان.
الوارد الملكي :لا يتناقض،ولا يتفاوت،ولا يختلف،
بل يصدق بعضه بعضا.والشيطاني بخلافه يكذب بعضه بعضا .
مدارج السالكين
ج4 (2626، 2629)- القرآن جنتي
-
الهجرة إلى الله
لله على كل قلب هجرتان:
1.هجرة إلى الله عزوجل بالتوحيد واﻹخلاص،
واﻹنابة والحب،والخوف والرجاء والعبودية.
2.هجرة إلى رسوله بالتحكيم له والتسليم والتفويض،
والانقياد لحكمه وتلقي أحكام الظاهر والباطن من مشكاته.
فما لم يكن لقلبه هاتان الهجرتان فليحث على رأسه الرماد.وليراجع اﻹيمان من أصله..
مدارج السالكين
ج4 (2631)- القرآن جنتي
-
الحث على العلم.
من لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث لايقتدى به في اﻷمر،
ﻷن العلم مقيد بالكتاب والسنة.
قال أبو حفص-رحمه الله-: من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة،
ولم يتهم خواطره، فلا يعد في ديوان الرجال.
قال أحمد بن أبي الخواري: من عمل
عملا بلا اتباع سنة، فباطل عمله.
قال محمد بن الفضل
البلخي: ذهاب اﻹسلام من أربعة:
* لا يعملون بما يعلمون
* ويعملون بما لايعلمون
* ولا يتعلمون ما لايعلمون
* ويمنعون الناس عن التعلم أو التعليم .
مدارج السالكين
ج4 (2632، 2637)- القرآن جنتي
-
فضل العلم
العلم إمام، والعمل مأموم ، وهو قائد والعمل تابع.
وهو الصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة، واﻷنيس في الوحشة،
والكاشف عن الشبهة،
والغني الذي لا فقر على من ظفر بكنزه،
مذاكرته تسبيح،
والبحث عنه جهاد،
وطلبه قربه،
وبذله صدقة،
ومدارسته تعدل الصيام والقيام،
والحاجة إليه أعظم منها إلى الطعام والشراب.
قال الشافعي-رحمه الله-:طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.
مدارج السالكين
ج4 (2647،2646)- القرآن جنتي
-
العلم
هو ماقام بدليل، ورفع الجهل
العلم علامة قبله ماقام به الدليل.
وعلامة بعده:رفع الجهل.
درجات العلم
أولا:علم جلي :
وهو الظاهر، والذي لا خفاء به
وهو ثلاثة أنواع:
1.ماوقع عن عيان .وهو البصر.
2.ما استند إلى السمع .وهو علم الاستفاضة.
3.ما استند إلى العقل .وهو علم التجربة.
فطرق العلم وأبوابه ثلاث :البصر، السمع، العقل،
ولاتنحصر فيهم ، فإن سائر الحواس توجب العلم.
مثل :مايدرك بالباطن.وهي الوجدانيات.
وخبر المخبر الصادق، وإن كان واحدا.
ومايحصل بالفكر والاستنباط .
مدارج السالكين
ج4 (2650، 2652)- القرآن جنتي
-
العلم
العلم ماقام به دليل: أي يستند أو يعتمد على دليل يؤدي لرفع الجهل.
وللعلم علامتان:
علامة قبله؛ وهي الحاجة للمعرفة عن طريق السؤال
والتفكر والتوصل للدليل المثبت للمعرفه أو العلم.
وعلامة بعده؛ أي بعد البحث والسؤال والاستنباط تصل لنتيجة وهي رفع الجهل عنك.
فكل ما لا يرفع الجهل فليس علما.
مدارج السالكين
ج4 (2650)بتصرف*
- القرآن جنتي
-
العلم والمعرفة
1.المعرفة لب العلم، ونسبة العلم إليها كنسبة الإيمان إلى الإحسان.
2.المعرفة هو علم تتصل به الرعاية أي المراجعة والمذاكرة وتثبيت العلم.
3.المعرفة شاهدة لنفسها، وهي بمنزلة الأمور الوجدانية-أي اليقينية-، التي لايمكن لصاحبها أن يشك فيها،
وكشف المعرفة أتم من كشف العلم .
مدارج السالكين
ج4 (2652)
- القرآن جنتي
-
الحكمة
قال الله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا} [البقرة:269].
الحكمة في كتاب الله نوعان:
1. مفردة: فسرت بالنبوة، وفسرت بالقرآن.
قال ابن عباس -رضي الله عنه: (هي علم القرآن:ناسخه ومنسوخه،
ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه ، وأمثاله).
قال النخعي: هي معاني الأشياء وفهمها.
قال الحسن: الورع في الدين.
2. الحكمة المقرونة بالكتاب:وهي السنة، قاله الشافعي وغيره.
قال مجاهد ومالك: إنها معرفة الحق والعمل به،
والإصابة في القول والعمل، وهذا أحسن ماقيل.
مدارج السالكين
ج4 (2665، 2666)
- القرآن جنتي
-
أنواع الحكمة
1 . علمية: وهي الاطلاع على بواطن الأشياء، ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها، خلقا وأمرا وقدرا وشرعا.
2 . عملية: وهي وضع الشيء في موضعه.
درجات الحكمة
أولا: أن تعطي كل شيء حقه، ولا تعديه حده، ولا تعجله عن وقته، ولا تؤخره عنه.
وهذا عام لجميع لأسباب مع مسبباتها شرعا وقدرا، فإضاعتها تعطيل للحكمة بمنزلة إضاعة البذر وسقي الأرض.
وتعدي الحق: كسقيها فوق حاجتها فتموت.
وتعجيلها عن وقتها: كحصاده قبل إدراكه وكماله.
فالحكمة إذا: فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي.
أركان الحكمة
العلم والحلم والأناة.
وضدها: الجهل والطيش والعجلة.
فلا حكمة لجاهل، ولا طائش، ولا عجول.
مدارج السالكين
ج4 (2667، 2670)
- القرآن جنتي
-
تابع درجات الحكمة
ثانيا:
أن تشهد نظر الله في وعيده، وتعرف عدله في حكمه، وتلحظ بره في منعه.
قال تعالى:{إن الله لايظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} [النساء :40].
فتشهد عدله في وعيده،-أي تعذيب العصاة بذنوبهم -،
وإحسانه في وعده،-أي إثابة الطائع لله بالجنة -، وكل قائم بحكمته.
وتعرف عدله في أحكامه الشرعية ،
والكونية الجارية على الخلائق، فإنه لا ظلم فيها.
.ومن جرت على يديه هو الظالم.
.
وما منع من فضله إلا لحكمة كاملة في ذلك .فإنه الجواد الحكيم.
مدارج السالكين
ج4 (2670، 2671)- القرآن جنتي
-
[B][B][B][B]السلام عليكم
[/B][/B]
[/B][/B] -
تابع درجات الحكمة
ثالثا:أن تبلغ في استدلالك البصيرة، وفي إرشادك الحقيقة، وفي إشاراتك الغاية.
أي أن تصل باستدلالك إلى أعلى درجات العلم .وهي البصيرة التي تكون نسبة العلوم فيها إلى القلب كنسبة المرئي إلى البصر.
قال تعالى:{قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني }[يوسف:108].
أي أنا وأتباعي على بصيرة.
ومن ليس منهم فليس من أتباع الحقيقة والموافقة.وإن كان من أتباعه على الانتساب والدعوى.
أي يدعي أنه على بصيرة، وهو جاهل بدينه وطرق الدعوة، ويعظ الناس بدون علم ولاحق مبين.بل على جهالة .
مدارج السالكين
ج4 (2674، 2676)- القرآن جنتي
-
اللهم اصلح احوال قلوبنا
-
منزلة الفراسة
قال الله تعالى: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} [الحجر:75].
قال مجاهد -رحمه الله: المتفرسين.
قال ابن عباس -رضي الله عنه: للناظرين.
قال قتادة: للمعتبرين.
قال مقاتل: للمتفكرين.
قال ابن الأثير: يقال بمعنيين:
1. ما دل عليه ظاهر حديث رسول الله صلى الله: (اتقوا فراسة المؤمن)،
وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه، فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس.
2. نوع يتكلم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق، فتعرف به أحوال الناس.
ولا تنافي بين هذه الأقوال، فإن الناظر متى نظر في آثار ديار المكذبين، وما آل إليه أمرهم أورثه فراسة وعبر وفكرة.
قال الله تعالى: {ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول } [محمد:30].
مدارج السالكين.
ج4 (2677، 2678)- القرآن جنتي
-
أنواع اللحن
اللحن ضربان :صواب وخطأ.
أولا: اللحن الصواب نوعان:
1.الفطنة .ومنه(ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض)).
2.التعريض والإشارة، كقولك للبخيل :ما أقبح البخل. وهو قريب من الكناية.
ثانيا:فساد المنطق في اللإعراب.
وحقيقته:تغيير الكلام عن وجهه:إما إلى خطأ به وإما إلى معنى خفي لم يوضع له اللفظ.
مدارج السالكين
ج4 (2678، 2680)- القرآن جنتي
-
ما شاء الله
موضوع قيّم من حيث الفكرة
والفائدة التي يقدمها
لا تقدر بثمن ..
أستمتع و أستفدت بمروري هنا
كم سأكون حاضر هنا بين الحين و الآخر
حتى أنهل المعرفة..و زداد علماً
تقبل مروري
وأسأل الله لك الصحة و العافية
والخير العميم في الدنيا و الآخرةلابد بان يكون لديك يقين ،،انك شخص مختلف ستضيف لما حولك ،،ويبقى أثرك و ان رحلت -
Nacl كتب:
ما شاء الله
موضوع قيّم من حيث الفكرة
والفائدة التي يقدمها
لا تقدر بثمن ..
أستمتع و أستفدت بمروري هنا
كم سأكون حاضر هنا بين الحين و الآخر
حتى أنهل المعرفة..و زداد علماً
تقبل مروري
وأسأل الله لك الصحة و العافية
والخير العميم في الدنيا و الآخرة
سعدت بمرورك وكلامك.
لعل الله يتقبل منا ,نسأل الله عزوجل العفو والعافية في الدنيا والآخرة
وأن يتقبل طاعتنا ,آمين- القرآن جنتي
-
أفرس الناس
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-:
((أفرس الناس ثلاثة:
العزيز في يوسف، حيث قال لامرأته:{أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا }[يوسف:21]،
وابنة شعيب حين قالت لأبيها في موسى :{استئجره}[القصص:26]،
وأبوبكر في عمر، حيث استخلفه.
وفي رواية أخرى:وامرأة فرعون حين قالت:{قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا}[القصص:9].
مدارج السالكين
ج4 (2684، 2685)- القرآن جنتي
-
الفراسة الثالثة
الخلقية: وهي التي صنف فيها الأطباء، كالاستدلال بصغر الرأس على قلة العقل والعكس.
واعتدالها يكون اعتدال الأخلاق والأفعال.
وبحسب انحراف الخلقة والصورة عن الاعتدال؛ يقع الانحراف في الأخلاق والأعمال.
ولكن صاحب الصورة المعتدلة يكتسب أخلاق من يقارنه ويعاشره، فيصير من أخبث الناس أخلاقا وأفعالا.
وكذلك صاحب الخلقة والصورة المنحرفة عن الاعتدال؛ يكتسب بصحبة الكاملين وخلطتهم أخلاقا وأفعالا شريفة تصير له كالطبيعة.
فإن الدواء والمزاولات تعطي الملكات والأخلاق.
لهذا لا تعجل بالحكم بناء على الشكل، فإن هذه أسباب وقد تختلف أحكامها لفوات شرط أو وجود مانع.
مدارج السالكين
ج4 (2689، 2691)- القرآن جنتي
-
الفراسة الثانية
فراسة الرياضة والجوع، والسهر والتخلي .
اعلم إن الفراسة مشتركة بين المؤمن والكافر.ولاتدل على إيمان ولا على ولاية.وكثير من الجهال يغتر بها.
وهي فراسة لا تكشف عن حق نافع، ولا عن طريق مستقيم؛ بل كشفها جزئي من جنس فراسة الولاة، وأصحاب معبري الرؤى والأطباء ونحوهم.
وقريب من نصف الطب:فراسة صادقة، يقترن بها تجربة.
مدارج السالكين
ج4 (2688، 2689)- القرآن جنتي
-
تعلق الفراسة
الفراسة تتعلق بثلاثة أشياء:بالعين .والأذن.والقلب.
فعينه للعلامات.
وأذنه:للكلام وتصريحه
وتعريضه، ومنطوقه ومفهومه، وفحواه، وإشاراته، ولحنه وإيمائه.
وقلبه:للعبور والاستدلال من المنظور والمسموع إلى باطنه وخفيه.فيعبر إلى ما ظاهره.
وكذلك نقد أهل الحديث.فإنه يمر بهم بإسناد ظاهر كالشمس على متن مكذوب. فيخرجه نقدهم، كما يخرج الصيرفي الدرهم المغشوش.
وكذلك فراسة التمييز بين الصادق من الكاذب.في أقواله وأفعاله وأحواله.
مدارج السالكين.
ج4 (2692، 2693)- القرآن جنتي
-
أسباب الفراسة
1.جودة ذهن المتفرس، وحدة قلبه، وحسن ظنه.
2.ظهور العلامات والأدلة على المتفرس فيه.
فإذا اجتمع السببان لم تكد تخطئ للعبد فراسة.
وإذا انتفيا لم تكد تصح له فراسة.
وإذا قوى أحدهما وضعف الآخر:كانت فراسته بين بين.
كان إياس بن معاوية من أعظم الناس فراسة .وكذلك الشافعي -رحمه الله-.
من فراسة ابن تيمية،أنه أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنه تسع وتسعين وستمائة،
وأن جيوش المسلمين تكسر،هذا قبل أن يهم بهم التتار بالحركة.
ثم أخبر الناس سنة اثنين وسبعمائة لماتحرك وقصدوا الشام:أن الدائرة عليهم وأن النصر للمسلمين.وأقسم على ذلك سبعين يمينا.
فيقال له :قل إن شاء الله. فيقول :إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا.
وكانت فراسته خلال هاتين الوقعتين مثل المطر.
مدارج السالكين
ج4 (2694، 2695)- القرآن جنتي
-
منزلة التعظيم
على قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب.
وأعرف الناس به :أشدهم له تعظيما وإجلالا.
وقد ذم الله تعالى من لم يعظمه حق عظمته.ولا عرفه حق معرفته،
ولا وصفه حق صفته.قال تعالى:{مالكم لا ترجون لله وقارا}[نوح:13].
قال ابن عباس ومجاهد:لاترجون لله عظمة.
قال البغوي-رحمه الله -: (الرجاء)بمعنى الخوف .و(الوقار)العظمة.اسم من التوقير .وهو التعظيم.
قال الحسن:لا تعرفون لله حقا، ولا تشكرون له نعمه.
وروح العبادة هو الإجلال والمحبة .فإذا خلا أحدهما عن الآخر فسدت العبودية،
فإذا اقترن بهما الثناء على المحبوب المعظم.فذلك حقيقة الحمد.
مدارج السالكين
ج4 (2709، 2711)- القرآن جنتي
-
التعظيم ودرجاته
التعظيم: معرفة العظمة مع التذلل لها، وهو ثلاث درجات.
أولا: تعظيم الأمر والنهي، وهو أن لا يعارضا بترخيص جاف،
ولا يعارضا لتشدد غال، ولا يحملا على علة توهن الانقياد.
الأمور التي تنافي التعظيم:
1. الترخص الذي يحمل صاحبه على عدم الامتثال (تفريط).
2. الغلو الذي يتجاوز به صاحبه حدود الأمر والنهي (إفراط).
وما أمر الله بأمر إلا كان للشيطان فيه نزغتان:
إما إلى تفريط وإضاعة.
وإما إلى إفراط وغلو.
ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه.
فالجافي مضيع للأمر بتقصيره، والغالي مضيع له بتعديه عن الحد.
3. ولا يحملا على علة: أي يبحث عن السبب في الأمر دون التزامه.
مدارج السالكين
ج4 (2711)- القرآن جنتي
-
الغلو
قال تعالى:{قل يا أهل الكتاب لاتغلوا في دينكم غير الحق}[المائدة:77].
أنواع الغلو:
1.نوع يخرجه عن كونه مطيعا .كمن زاد في الصلاة ركعة.أو صام الدهر مع أيام النهي،
أو رمى الجمار بالصخرات الكبار، أو سعى بين الصفا والمروة عشرا، ونحو ذلك.
2.غلو يخاف منه الانقطاع والاستحسار.كقيام الليل كله .
وسرد الصيام الدهر أجمع، بدون صوم أيام النهي، والجور على النفس في العبادات والأوراد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.(ليصل أحدكم نشاطه.فإذا فتر فليرقد)).رواه البخاري.
وفي صحيح مسلم عنه(هلك المتنطعون-قالها ثلاثا)) وهم المتعمقون المتشددون.
وفي صحيح البخاري عنه(عليكم من الأعمال ما تطيقون، فوالله لايمل الله حتى تملوا)).
مدارج السالكين
ج4 (2712، 2713)- القرآن جنتي
-
العلل التي توهن الانقياد
1. أن لا يتأول في الأمر والنهي علة تعود عليه بلإبطال، وهذا باطل يؤدي إلى الانسلاخ من الدين جملة.
كما تأول بعضهم تحريم الخمر بأنه معلل بإيقاع العداوة والبغضاء، فإذا أمن هذا جاز.
2. أن يعلل الحكم بعلة ضعيفة، لم تكن هي الباعثة في اï»·مر،
فيضعف انقياده إذا قام عنده أن هذه هي علة الحكم، ولهذا لا تعرض العلل خوفا من هذا.
وفي بعض الآثار: ((يابني إسرائيل لا تقولوا: لم أمر ربنا؟ ولكن قولوا: بم أمرنا ربنا؟)).
إذا لم يمتثل اï»·مر حتى تظهر علته، لم يكن منقادا لأمر الله، وإن انقاد يكون انقياده ضعيفا.
وكل هذا ترك تعظيم الأمر والنهي، فأوهنت العلل الانقياد لله وعطلت أمره، وأباحت النهي، وحرمت المباح.
مدارج السالكين
ج4 (2713، 2716)- القرآن جنتي
-
الدرجة الثانية للتعظيم
تعظيم الحكم الديني الشرعي وكذلك الحكم الكوني القضائي.
*ويكون ب:
1. أن لا يبغي له عوجا: أي يطلب له عوجا، أو يرى فيه عوجا بل يرى كله مستقيما، ﻷنه من الله عزوجل وقضاؤه حق.
2. أن لا يدفعه بعلم: قضاء الله وقدره وحكمه الكوني، لا يناقض دينه وشرعه وحكمه الديني.
ﻷن هذه مشيئته الكونيه، وهذا إرادته الدينية، وإن كان المرادان يتدافعان ويتعارضان، كالمحيي والمميت، لكن من تعظيم كل منهما، أن لا يدافع باﻵخر ولا يعارض.
وهو المعيذ من نفسه بنفسه كقولنا: (أعوذ برضاك من سخطك،وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك).
هذا محض العبودية والمعرفة، واﻹيمان بالقدر، والاستسلام له والقيام باﻷمر.
مدارج السالكين
ج4 (2716، 2720)- القرآن جنتي