وقعتُ مخبولاً على الأريكةِ المنقطة بالسواد .. و في داخلي مستنقعٌ من السأم..
أنفاسي .. تهبُّ كالرياح الجافة غدوةً ، و كالنسيم البارد رواحاً ..
الكون .. أصبح قطرةً حائرة .. بين الوقوع و السقوط ..
و المسافة .. أعمارٌ ضوئية من الحلكة .
أبطالُ الرواية يتصارعون في مخيلتي ..
الواقعي .. الذي يساند العالم و يتصدى له و يجابهه .. روبنسون كروزو
و عديم المعارف و فقير الوسائل و العمل ، الفار من المعركة و الحارد من المواجهة .. دون كيشوت.
و خليفة الزناتي .. هه .. و هو يقول : " أين ذؤيُبُكم ؟ يا هلاليات.. هل هو ذؤيب يبرز أم ذؤيبٌ يلبد ؟ "
و ترتخي الستائرُ .. و ينتشر الظلامُ في الغرفة .. و ينسكبُ الظلامُ في رئتَي و قلبي ..
و وقعتُ فريسة الاستبداد ..
تستغرقني الأفكارُ .. و أرنو إلى بعيدٍ .. و نافذتي الصدئة .. دهورٌ من النبض ..
باتتْ نظراتي تنزلق على صفحاتٍ من الأشياءِ دون أن تميزها ..
كانت أياماً .. تلتقي فيها بعض النظراتُ بوجوهٍ شتى ..
وجهٌ مضيءٌ .. مؤطرٌ بشعر مسبل .. فوق عنق ناصع الأحلام و الرؤى ..
أبيض جميل .. كسحابة بين ليلكتين.
وجهٌ تبحر منه الأماني و تعود في مواسم الشوق اليومية ..
ألقتْ عليه روحي منذ الوهلة الأولى .. مشقةَ سفرها من عمقِ الموت .. إلى زحمةِ الحياة .
و لا وجهٌ آخر .. رغم انتشار الوجوه على النوافذ القريبة ..
لم يكن ذلك الوجهُ الجميل .. إلا حلماً يكابد مشقة التحقيق..
حلما يجسد المسافة الهائلة بين الهرب و المواجهة ... بين الصدق و الخطأ الناتج عنه .
كان حلماً بورجوازياً ضئيلاً .. التقى و الأحلامَ المرهفةَ الفارعةَ.
و في اللحظة التالية ..
تردف النفس الخطواتَ المتسارعة .. و اجترار للذكريات الملعونة..
تصطدم بالسد العملاق من المباديء الهشة .. و عظام أجنة العظمة المتراكمة دونه ..
أوراقٌ متناثرة .. تحمل تواقيعاً صارخة ..
" العلاقة بين المرأة والرجل ليست مجرد علاقة جنسين ببعضهما "
" حبٌ ينطلق من اتحادٍ كاملٍ بين كائنين بشريين ... "
كلٌ يقف أمامَ الآخر .. يصطلي منه دفءَ الوجود ... و تسري إلى أنامله رعشةُ الكينونة .
لا طيوفٌ ترتحل بينهما .. و لا ثلجٌ يتشظى على طاولة المسافة بينهما .. و لا أكؤسٌ فارغة ..
لا نارٌ تشتعل .. و لا طوفان يجرف الصقيع الفكري بينهما ...
أين وصلتَ أيها المخبول؟؟
هنا أنا .. ههنا .. أليس كذلك ؟
.
.
سقطتِ القطرة .. و سكنتِ الرياح .. و جفّ مستنقع السأم ..
و أنا ..
لم أجد نفسي حيث وقعتُ أول مرة ..
(( وحـــيــــد ))
22 / ابريل / 2005
أنفاسي .. تهبُّ كالرياح الجافة غدوةً ، و كالنسيم البارد رواحاً ..
الكون .. أصبح قطرةً حائرة .. بين الوقوع و السقوط ..
و المسافة .. أعمارٌ ضوئية من الحلكة .
أبطالُ الرواية يتصارعون في مخيلتي ..
الواقعي .. الذي يساند العالم و يتصدى له و يجابهه .. روبنسون كروزو
و عديم المعارف و فقير الوسائل و العمل ، الفار من المعركة و الحارد من المواجهة .. دون كيشوت.
و خليفة الزناتي .. هه .. و هو يقول : " أين ذؤيُبُكم ؟ يا هلاليات.. هل هو ذؤيب يبرز أم ذؤيبٌ يلبد ؟ "
و ترتخي الستائرُ .. و ينتشر الظلامُ في الغرفة .. و ينسكبُ الظلامُ في رئتَي و قلبي ..
و وقعتُ فريسة الاستبداد ..
تستغرقني الأفكارُ .. و أرنو إلى بعيدٍ .. و نافذتي الصدئة .. دهورٌ من النبض ..
باتتْ نظراتي تنزلق على صفحاتٍ من الأشياءِ دون أن تميزها ..
كانت أياماً .. تلتقي فيها بعض النظراتُ بوجوهٍ شتى ..
وجهٌ مضيءٌ .. مؤطرٌ بشعر مسبل .. فوق عنق ناصع الأحلام و الرؤى ..
أبيض جميل .. كسحابة بين ليلكتين.
وجهٌ تبحر منه الأماني و تعود في مواسم الشوق اليومية ..
ألقتْ عليه روحي منذ الوهلة الأولى .. مشقةَ سفرها من عمقِ الموت .. إلى زحمةِ الحياة .
و لا وجهٌ آخر .. رغم انتشار الوجوه على النوافذ القريبة ..
لم يكن ذلك الوجهُ الجميل .. إلا حلماً يكابد مشقة التحقيق..
حلما يجسد المسافة الهائلة بين الهرب و المواجهة ... بين الصدق و الخطأ الناتج عنه .
كان حلماً بورجوازياً ضئيلاً .. التقى و الأحلامَ المرهفةَ الفارعةَ.
و في اللحظة التالية ..
تردف النفس الخطواتَ المتسارعة .. و اجترار للذكريات الملعونة..
تصطدم بالسد العملاق من المباديء الهشة .. و عظام أجنة العظمة المتراكمة دونه ..
أوراقٌ متناثرة .. تحمل تواقيعاً صارخة ..
" العلاقة بين المرأة والرجل ليست مجرد علاقة جنسين ببعضهما "
" حبٌ ينطلق من اتحادٍ كاملٍ بين كائنين بشريين ... "
كلٌ يقف أمامَ الآخر .. يصطلي منه دفءَ الوجود ... و تسري إلى أنامله رعشةُ الكينونة .
لا طيوفٌ ترتحل بينهما .. و لا ثلجٌ يتشظى على طاولة المسافة بينهما .. و لا أكؤسٌ فارغة ..
لا نارٌ تشتعل .. و لا طوفان يجرف الصقيع الفكري بينهما ...
أين وصلتَ أيها المخبول؟؟
هنا أنا .. ههنا .. أليس كذلك ؟
.
.
سقطتِ القطرة .. و سكنتِ الرياح .. و جفّ مستنقع السأم ..
و أنا ..
لم أجد نفسي حيث وقعتُ أول مرة ..
(( وحـــيــــد ))
22 / ابريل / 2005