مرض السكري

    • مرض السكري

      داء السكري هو متلازمة تتصف باضطراب الاستقلاب وارتفاع شاذ في تركيز سكر الدم الناجم عن عوز هرمون الأنسولين، أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين، أو كلا الأمرين. يؤدي السكري إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة المبكرة، إلا أن مريض السكري يمكنه أن يتخذ خطوات معينة للسيطرة على المرض وخفض خطر حدوث المضاعفات. يعاني المصابون بالسكري من مشاكل تحويل الغذاء إلى طاقة (الاستقلاب)، فبعد تناول وجبة الطعام، يتم تفكيكه إلى سكر يدعى: الغلوكوز ينقله الدم إلى جميع خلايا الجسم. وتحتاج أغلب خلايا الجسم إلى الأنسولين ليسمح بدخول الغلوكوز من الوسط بين الخلايا إلى داخل الخلايا.

      كنتيجة للإصابة بالسكري، لا يتم تحويل الغلوكوز إلى طاقة مما يؤدي إلى توفر كميات زائدة منه في الدم بينما تبقى الخلايا متعطشة للطاقة. ومع مرور السنين، تتطور حالة من فرط سكر الدم (باللاتينية: hyperglycemia‏) الأمر الذي يسبب أضراراً بالغة للأعصاب والأوعية الدموية، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات مثل أمراض القلب والسكتة وأمراض الكلى والعمى واعتلال الأعصاب السكري والتهابات اللثة، والقدم السكرية، بل ويمكن أن يصل الأمر إلى بتر الأعضاء.


      »أعراض مرض السكري




      تختلف اعراض السكري تبعا لنوع السكري . واحيانا، قد لا يشعر الاشخاص المصابون بـ "مقدمات" السكري (Prediabetes) او بالسكري الحملي (Pregnancy diabetes)، باية اعراض اطلاقا. او قد يشعرون ببعض من اعراض السكري النمط الاول والسكري النمط الثاني او بجميع الاعراض سوية.

      من اعراض مرض السكري :
      العطش
      التبول كثيرا، في اوقات متقاربة
      الجوع الشديد جدا
      انخفاض الوزن لاسباب غير واضحة وغير معروفة
      التعب
      تشوش الرؤية
      شفاء (التئام) الجروح ببطء
      تلوثات (عدوى) متواترة، في: اللثة، الجلد، المهبل او في المثانة البولية.

      مرض السكري من النوع 1 قد يصيب الانسان في اية مرحلة من العمر، لكنه يظهر، في الغالب، في سن الطفولة او في سن المراهقة. اما مرض السكري من النوع 2، فهو الاكثر شيوعا، يمكن ان يظهر في اي سن ويمكن الوقاية منه وتجنبه، غالبا.

      التصنيف

      سكري النمط الأول[عدل]

      يتميز النمط الأول من السكري بخسارة الخلايا بيتا المنتجة للأنسولين في خلايا لانغرهانس بالبنكرياس مما يؤدي إلى نقص الأنسولين. والسبب الرئيسي لهذه الخسارة هو مناعة ذاتية
      ويُعالج النمط الأول بصورة أساسية – حتى أثناء المراحل الأولى – بحقن الأنسولين مع المراقبة المستمرة لمستويات غلوكوز الدم. ويمكن أن يصاب المريض الذي لا يتعاطى الأنسولين بالحماض الكيتوني السكري الذي يؤدي إلى غيبوبة أو الوفاة. ويجب التأكيد على المريض بأن يضبط أسلوب حياته خصوصاً فيما يتعلق بالقوت وتمرينات رياضية على الرغم من أن كل ذلك لا يمكنه أن يعوض خسارة الخلايا بيتا. وبعيداً عن الاستخدام التقليدي لحقن الأنسولين تحت الجلد، يمكن توصيل الأنسولين للدم عن طريق مضخة – يمكنها تسريب الأنسولين على مدار اليوم وبمستويات معينة – كما يمكن التحكم في الجرعات (مثل إعطاء جرعة كبيرة) – حسب الحاجة
      ويستمر علاج النمط الأول من السكري بلا نهاية. ولا يؤثر العلاج بصورة كبيرة على الأنشطة الحياتية للمريض إذا كان هناك تعود ووعي ورعاية سليمة وكذلك انتظام في أخذ الجرعات وقياس مستوى غلوكوز الدم. ولأن اتباع العلاج يكون ثقيلاً على المرضى، فإن الأنسولين يُؤخد بطريقة غير سوية وبعيدة كل البعد عن النظام المفترض. ويجب أن يكون متوسط مستوى غلوكوز الدم بالنسبة للنمط الأول قريباً قدر الإمكان من المستوى الطبيعي الآمن (80 – 120 مليجرام / ديسيلتر أو 4 – 6 مليمول / لتر) ويرجح بعض الأطباء أن يتراوح مستوى غلوكوز الدم بين 140 و150 مجم / ديلتر (7 – 7,5 مليمول / لتر) للمرضى الذين يعانون من السكري إذا كان مستوى غلوكوز الدم منخفضا لديهم (يحدث لهم انخفاض متكرر في مستوى غلوكوز الدم). أما المستويات الأعلى من 200 مجم / ديسيلتر (10 مليمول / لتر) فيصاحبها في بعض الأحيان عدم راحة وتبول متكرر يؤدي إلى جفاف. والمستويات الأعلى من 300 مجم / ديسيلتر (15 مليمول / لتر) تتطلب عادة العلاج لأنه يمكنها أن تؤدي للحماض الكيتوني السكري لكنها لا تهدد حياة المريض على أي حال. أما المستويات المنخفضة لغلوكوز الدم فيمكنها أن تسبب تشنجات أو فترات من فقد الوعي ومن الضروري وبشدة علاجها في الحال.

      سكري النمط الثاني

      يتميز النمط الثاني من السكري باختلافه عن النمط الأول من حيث وجود مقاومة مضادة لمفعول الأنسولين بالإضافة إلى قلة إفراز الأنسولين. ولا تستجيب مستقبلات الأنسولين الموجودة في الأغلفة الخلوية لمختلف أنسجة الجسم بصورة صحيحة للأنسولين. بالمراحل الأولى تكون مقاومة الأنسولين هي الشذوذ الطاغي في استجابة الأنسجة للأنسولين وتكون مصحوبة بارتفاع مستويات أنسولين في الدم. وفي هذه المرحلة يمكن تقليل مستوى غلوكوز الدم عن طريق وسائل وأدوية تزيد من فاعلية الأنسولين وتقلل إنتاج الغلوكوز من الكبد. وكلما تطور المرض تقل كفاءة إفراز الأنسولين من البنكرياس وتصبح هناك حاجة لحقن الأنسولين
      ويبدأ علاج النمط الثاني عادة عن طريق زيادة النشاط البدني وتقليل تناول النشويات وتقليل الوزن. ويمكن لهذه الإجراءات أن تستعيد فاعلية الأنسولين حتى لو كان فقد الوزن قليلاً (5 كيلوغرامات على سبيل المثال) خصوصاً لو كان من منطقة الكرش. ويمكن في بعض الحالات التحكم في مستوى غلوكوز الدم بصورة جيدة بواسطة هذه الإجراءات فقط ولفترة طويلة ولكن ميل الجسم لمقاومة الأنسولين لا ينتهي ولذلك يجب الانتباه إلى مواصلة النشاط البدني وفقد الوزن والحفاظ على نظام غذائي مناسب للمرض. وتكون الخطوة التالية من العلاج عادة هي تناول الأقراص المخفضة للسكر. ويضعف إنتاج الأنسولين إلى حد ما في بداية النمط الثاني من السكري ولذلك يمكن تعاطي دواء عن طريق الفم (يُستعمل في العديد من الوصفات الطبية التي تحتوي على مجموعة من الأدوية) لتحسين إنتاج الأنسولين (عائلة السلفونيل يوريا) أو لتنظيم الإفراز غير المناسب للغلوكوز من الكبد ولإضعاف مقاومة الأنسولين إلى حد ما (الميتفورمين) أو لإضعاف مقاومة الأنسولين بصورة كبيرة (مثل الثيازوليدينديونات). وقد وجدت إحدى الدراسات أنه بمقارنة المرضى البدناء الذين يتعاطون الميتفورمين بأولئك الذين يعتمدون على ضبط النظام الغذائي فقط فإن تعاطي الميتفورمين يقلل احتمال إصابة بمضاعفات خطيرة بنسبة 32% ويقل احتمال الموت بسبب مرض السكري بنسبة 42% بل وتقل لديهم احتمال الوفاة أو الإصابة بالسكتة الدماغية لأي سبب بنسبة 36%.[26] ويمكن للدواء الفموي أن يفشل في النهاية بسبب الضعف المتواصل لإفراز الأنسولين من الخلايا بيتا وعند الوصول لهذه المرحلة يجب تعاطي حقن الأنسولين للتحكم في غلوكوز الدم.
      يماثل سكري الحوامل النمط الثاني في العديد من الأوجه فعلى سبيل المثال يتشابهان في قلة الأنسولين النسبية وضعف استجابة أنسجة الجسم لمفعول الأنسولين. ويعاني ما بين 2 و5% من الحوامل من هذا المرض ولكنه يختفي أو تتحسن حالة الأم بعد الولادة. ويمكن الشفاء من سكري الحوامل بصورة نهائية ولكنه يتطلب مراقبة طبية دقيقة أثناء فترة الحمل. ولكن ما بين 20 و50% من الأمهات اللاتي عانين من سكري الحوامل يمكن أن يصابوا بالنمط الثاني في مراحل لاحقة من حياتهم.

      وعلى الرغم من أن الإصابة وقتية وليست دائمة إلا أن سكري الحوامل يمكن أن يدمر صحة الأم الحامل أو صحة الجنين. ومن المخاطر التي يتعرض لها الجنين: تضخم جسد الجنين، أي زيادة وزنه عند الولادة، تشوهات في القلب أو الجهاز العصبي المركزي، وكذلك تشوهات في الجهاز الهيكلي. ويمكن لزيادة نسبة الأنسولين في الجنين أن تمنع إنتاج المواد السطحية وتؤدي لمتلازمة ضيق التنفس ويمكن أن يحدث يرقان نتيجة تدمير خلايا الدم الحمراء. وفي الحالات الخطيرة يمكن أن يموت الجنين قبل الولادة ويحدث ذلك في معظم الحالات نتيجة قلة التغذية عبر المشيمة بسبب ضعف الأوعية الدموية. ويمكن حث الولادة في حالة هبوط وظيفة المشيمة. ويمكن إجراء عملية قيصرية إذا كان هناك صعوبة في إخراج الجنين أو احتمال إصابته نتيجة تضخم جسده مثل صعوبة إخراج الكتفين.

      »أسباب وعوامل خطر مرض السكري


      اسباب وعوامل خطر السكريالوزن الزائد و قلة النشاط الجسماني يزيدان من خطر الاصابة بمرض السكري

      عوامل مرض السكري من النوع الاول:

      في مرض السكري من النوع الاول، يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المسؤولة عن افراز الانسولين في البنكرياس ويتلفها، بدلا من مهاجمة وتدمير الجراثيم و/او الفيروسات الضارة، كما يفعل في الحالات الطبيعية (السليمة) عادة. ونتيجة لذلك، يبقى الجسم مع كمية قليلة من الانسولين، او بدون انسولين على الاطلاق. في هذه الحالة، يتجمع السكر ويتراكم في الدورة الدموية، بدلا من ان يتوزع على الخلايا المختلفة في الجسم.

      ليس معروفا، حتى الان، المسبب العيني الحقيقي لمرض السكري من النوع 1، لكن يبدو ان التاريخ العائلي يلعب، على الارجح، دورا مهما. فخطر الاصابة بمرض السكري من النوع الاول يزداد لدى الاشخاص الذين يعاني احد والديهم او اخوتهم واخواتهم من مرض السكري. وهنالك عوامل اضافية، ايضا، قد تكون مسببة لمرض السكري، مثل التعرض لامراض فيروسية.

      عند المصابين بـ "مقدمات السكري" - التي قد تتفاقم وتتحول الى السكري من النوع الثاني - والسكري من النوع الثاني، تقاوم الخلايا تاثير عمل الانسولين بينما يفشل البنكرياس في انتاج كمية كافية من الانسولين للتغلب على هذه المقاومة. في هذه الحالات، يتجمع السكر ويتراكم في الدورة الدموية بدل ان يتوزع على الخلايا ويصل اليها في مختلف اعضاء الجسم. والسبب المباشر لحدوث هذه الحالات لا يزال غير معروف، لكن يبدو ان الدهنيات الزائدة - وخاصة في البطن – وقلة النشاط البدني هي عوامل مهمة في حدوث ذلك. ولا يزال الباحثون يبحثون عن اجابة حقيقية ودقيقة على السؤال التالي: لماذا تصيب حالتا "مقدمات السكري" و السكري من النوع 2 اشخاصا محددين، بعينهم، دون غيرهم. ومع ذلك، هنالك عدة عوامل من الواضح انها تزيد من خطر الاصابة بمرض السكري، من بينها:
      عمر اكبر او يساوي 45
      وزن زائد معرف على انه BMI اكبر او يساوي 25.
      قريب عائلة من الدرجة الاولى مريض بمرض السكري.
      فئات عرقية معينة والمعروف عن خطورة مرتفعة لديها للاصابة بمرض السكري.
      قلة النشاط البدني.
      فرط/ارتفاع ضغط الدم والمعرف بواسطة قيم ضغط دم اعلى من mmHg 90/140.
      فرط الكولسترول الضار LDL
      مستوى مرتفع من ثلاثي الغليسيريد في الدم وهو احد انواع الدهنيات الموجودة في الجسم. قيم اعلى من mg/dL 250.
      متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
      تاريخ شخصي لامراض الاوعية الدموية.
      تاريخ شخصي لدى النساء يشمل ولادة طفل ذو وزن اعلى من 4.1 كغم (وزن الطفل فور الولادة).
      تاريخ شخصي لسكري الحمل.
      قيم الهيموجلوبين الجلوكوزيلاتي HBA1C اكبر او تساوي 5.7%.
      من لديهم نقص/ضعف في تحمل الجلوكوز Impaired glucose tolerance
      من لديهم تعلل/مشكلة في قيم الجلوكوز (السكر) في فحص ما بعد الصيام impaired fasting glucose

      عندما تظهر هذه العوامل – فرط ضغط الدم، فرط سكر الدم ودهنيات في الدم اعلى من المستوى الطبيعي - سوية مع السمنة (الوزن الزائد) تنشا علاقة بينها، معا، وبين مقاومة الانسولين.
      مضاعفات مرض السكري


      تختلف المضاعفات الناتجة عن مرض السكري تبعا لنوع السكري.

      مضاعفات السكري من النوعين الاول والثاني:

      المضاعفات القصيرة المدى الناجمة عن السكري من النوعين الاول والثاني تتطلب المعالجة الفورية. فمثل هذه الحالات التي لا تتم معالجتها، فورا، قد تؤدي الى حصول اختلاجات (Convulsions) والى غيبوبة (Coma).
      فرط السكر في الدم (Hyperglycemia)
      مستوى مرتفع من الكيتونات في البول (حماض كيتوني سكري - Diabetic ketoacidosis)
      نقص السكر في الدم (Hypoglycemia).

      اما المضاعفات طويلة المدى الناجمة عن السكري فهي تظهر بشكل تدريجي. ويزداد خطر ظهور المضاعفات كلما كانت الاصابة بالسكري في سن اصغر ولدى الاشخاص الذين لا يحرصون على موازنة مستوى السكر في الدم. وقد تؤدي مضاعفات السكري، في نهاية المطاف، الى حصول اعاقات او حتى الى الموت.
      مرض قلبي وعائي (في القلب والاوعية الدموية)
      ضرر في الاعصاب (اعتلال عصبي - Neuropathy)
      ضرر في الكليتين (اعتلال الكلية - Nephropathy)
      ضرر في العينين
      ضرر في كفتي القدمين
      امراض في الجلد وفي الفم
      مشاكل في العظام وفي المفاصل
      »
      تشخيص مرض السكري


      هنالك العديد من فحوصات الدم، التي يمكن بواسطتها تشخيص اعراض السكري النمط الاول او اعراض السكري النمط الثاني، من بينها:
      فحص عشوائي لمستوى السكري في الدم.
      فحص مستوى السكري في الدم اثناء الصيام.

      اذا تم تشخيص اصابة شخص ما باعراض السكري، طبقا لنتائج الفحوص، فمن المحتمل ان يقرر الطبيب اجراء فحوصات اضافية من اجل تحديد نوع مرض السكري (السكري النوع الاول ام السكري النوع الثاني)، وذلك بهدف اختيار علاج السكري المناسب والناجع، علما بان طرق العلاج تختلف من نوع السكري الى اخر. كما يمكن ان يوصي الطبيب، ايضا، باجراء اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (Hemoglobin A1C / Glycosylated hemoglobin test).

      فحوصات لكشف مرض السكري الحملي:

      اختبارات الكشف عن مرض السكري الحملي هي جزء لا يتجزا من الفحوصات العادية، الروتينية، في فترة الحمل. وينصح معظم المهنيين في المجال الطبي بالخضوع لفحص دم لمرض السكري يدعى "اختبار تحدي الجلوكوز" (Glucose Challenge Test). والذي يجرى اثناء الحمل، بين الاسبوع الرابع والعشرين والاسبوع الثامن والعشرين من الحمل، او قبل ذلك لدى النساء الاكثر عرضة للاصابة بمرض السكري الحملي.

      يبدا "اختبار تحدي الجلوكوز" بشرب محلول شراب السكر. وبعد مرور ساعة على ذلك يجرى فحص دم لقياس مستوى (تركيز) السكري في الدم. اذا كان السكري في الدم اعلى من 140 ملغم/ دل (mg/dl)، فهذا يدل عادة على وجود السكري الحملي. ولكن، في غالبية الحالات هنالك حاجة لتكرار الاختبار بغية تاكيد تشخيص السكري.

      تحضيرا للفحص المعاد (الاضافي)، ينبغي على الحامل التي تخضع للفحص ان تصوم طوال الليلة التي تسبق الفحص. وهنا، مرة اخرى، يتم شرب محلول حلو المذاق يحتوي هذه المرة على تركيز اعلى من الجلوكوز، ثم يتم قياس مستوى السكري في الدم كل ساعة، على مدى ثلاث ساعات.

      فحوصات لكشف "مقدمات السكري":

      توصي الكلية الامريكية لعلم الغدد الصم (الجهاز الهرموني - Endocrinology)، عادة، باجراء فحص الكشف عن "مقدمات السكري" لكل شخص لديه تاريخ عائلي من سكري النمط الثاني، للذين يعانون من فرط السمنة او المصابين بالمتلازمة الايضية (Metabolic syndrome). كما يحبذ ان تخضع لهذا الفحص، ايضا، النساء اللواتي اصبن في الماضي بمرض السكري الحملي.

      وقد يوصي الطبيب بالخضوع لاحد الفحصين التاليين لتشخيص "مقدمات السكري":
      فحص السكري في الدم اثناء الصوم
      اختبار تحمل الغلوكوز (Glucose tolerance test).

      »
      علاج مرض السكري


      علاج مرض السكري من نوع 2:

      يختلف علاج السكري من شخص الى اخر وذلك بحسب الفحوصات المخبرية الشخصية التي يقوم بها كل مريض وقيم الجلوكوز (السكر) في الدم لديهم.

      من الجدير بالذكر ووفقا لمضاعفات مرض السكري التي قمنا بعرضها سابقا فان خطورة الاصابة بامراض وعائية مجهرية وامراض وعائية ترى عيانا (microvascular & macrovascular) هي عالية كلما كان تركيز السكر في الدم اعلى على مدى فترات طويلة من المرض. بالاضافة الى الامراض الوعائية القلبية٬ والتي تزداد ايضا خطورتها كلما كان عمر المريض اكبر والمدة الزمنية لمرض السكري اكبر. لهذا علينا علاج هذه الفئة بشكل جدي وموازنة قيم تركيز الجلوكوز (السكر) في الدم قدر المستطاع.

      على العلاج في هذه الفئة من الاشخاص ان يحوي منع لحالات الهبوط الحاد في تركيز السكر في الدم (Hypoglycemia)، او الهبوط الحاد في الدورة الدموية (انخفاض حاد في ضغط الدم hypotension). وكذلك الانتباه الى الحالة الصحية الشاملة للمريض ومجمل الادوية التي يعالج بها بحيث انه من الممكن ان يعاني المريض بالسكري من اكثر من مرض بالاضافة الى السكري.

      نستطيع تقسيم علاج مرض السكري الى عدة اقسام:

      تغييرات في نمط الحياة:
      التغذية الصحية والملائمة لهذه الفئة من المرضى.
      الرياضة البدنية الموصى بها من قبل الاطباء المعالجين والتي تلاءم لكل مريض بشكل خاص بحسب مجمل الامراض التي يعاني منها والتي من الممكن ان تؤثر على القيام برياضة بدنية بشكل منتظم وسليم كامراض القلب، والاعاقات الجسدية وغيرها من الامراض.
      تخفيض الوزن وال BMI والذي من شانه ان يساعد الجسم في التخفيف من مقاومة الانسولين والتي تسبب مرض السكري.

      العلاج بواسطة الادوية المتناولة بشكل فموي:
      الميتفورمين (Metformin): وهو يعتبر خط علاج اولي خاصة للاشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. يعمل هذا الدواء بواسطة كبت/منع انتاج الجلوكوز في الكبد مما يؤدي الى تخفيض تركيز الجلوكوز في الدم. من التاثيرات الجانبية المعروفة لهذا الدواء هو الانخفاض في الوزن وتاثيرات على الجهاز الهضمي. الاشخاص الذين يعانون من امراض الفشل الكلوي المزمن من الممكن ان يكون هذا النوع من الدواء غير ملائم لا بل ومضر كذلك.
      السولفانيل-اوريا (Sulfonylurea): وهو من الادوية التي تساعد على افراز الانسولين في الجسم بواسطة تغييرات في الشحنة الكهربائية لغشاء الخلايا التي تفرز الانسولين. من التاثيرات الجانبية المعروفة والشائعة لهذه الادوية هو كسب الوزن الزائد والهبوط الحاد في تركيز الجلوكوز (السكر) في الدم (Hypoglycemia). الاشخاص المسنين والمعرضين لحالات متكررة من الهبوط الحاد في تركيز الجلوكوز (السكر) في الدم (Hypoglycemia) عليهم توخي الحذر من تناول هذه الادوية والتي من الممكن ان تكون غير ملائمة لهم.
      الثيازوليدينيديونز (thiazolidinediones): هذا النوع من الادوية يقوم بتحسين مقاومة الانسولين في الجسم، وكذلك من الممكن ان يحث على افراز الانسولين.
      ميجليتينيد (Meglitinides): هذه الادوية تعمل بصورة مشابه لادوية السولفانيل-اوريا. من التاثيرات الجانبية المعروفة لهذه الفئة من الادوية هي كسب الوزن الزائد.
      مثبطات الفا-جلوكوزيداز (Alpha-glucosidase inhibitors): تعمل هذه الادوية بواسطة ابطاء امتتصاص السكر في الجهاز الهضمي. من التاثيرات الجانبية المعروفة لهذه الفئة من الادوية تطبل البطن (الانتفاخ) والاسهال.
      مثبطات دي بي بي 4 (DPP-IV inhibitors): هذه الادوية تساعد في عملية تنظيم تركيز الجلوكوز (السكر) في الجسم. بشكل عام هذه الادوية ليست قوية وليست ذات فعالية عالية لتخفيض الهيموجلوبين الجلوكوزيلاتي HBA1C بشكل ملحوظ كباقي الادوية. من الجدير بالذكر ان هذه الادوية لا تقوم بزيادة الوزن وكذلك ليست ذات خطورة عالية لحدوث هبوط حاد في تركيز الجلوكوز (السكر) في الجسم.
      ادوية ال GLP-1: تعمل هذه الادوية بواسطة دور البيبتيدات في الجهاز الهضمي على توازن تركيز الجلوكوز في الدم ومنها ال GLP-1. من التاثيرات الجانبية المعروفة لهذا الدواء تخفيض الوزن، التقيؤ، الغثيان والاسهال.

      علاج السكري بواسطة الحقن:
      الانسولين: اصبح العلاج بواسطة الانسولين شائعا اكثر في الفترة الاخيرة، رغم رفض العديد من المرضى تقبل العلاج بواسطة حقن بشكل يومي. ينقسم علاج الانسولين الى نوعين:
      1.العلاج بواسطة انسولين ذو فعالية طويلة الامد (يومية) (long acting)، وهو عبارة عن حقن يومية توفر للجسم كمية الانسولين الاساسية (basal). وهو ما يهون على المريض قبول العلاج اكثر نظرا لعدم الحاجة الى الحقن لاكثر من مرة يوميا. من الممكن وصف هذا النوع من العلاج مع ادوية اخرى يتم تناولها بواسطة الفم لموازنة المرض بشكل اكثر نجاعة.
      2.العلاج بواسطة انسولين ذو فعالية قصيرة الامد (short acting)، وهو الانسولين الذي يؤخذ مباشرة بعد تناول الوجبات اليومية وعادة ما يتم ملاءمة كمية الاكل لكمية الانسولين قصيرة الامد المتناولة بعده.
      البراملينيتيد (Pramlintide) : بشكل عام يعطى بواسطة حقن مرافقة للانسولين.

      مراقبة تركيز الجلوكوز (السكر) في الدم:

      تعتبر مراقبة تركيز الجلوكوز (السكر) في الدم خاصة في ساعات الصباح مهمة وهي عادة ما تعطينا معلومات حول موازنة المرض لدى اولئك المرضى. كما وان الاطباء عادة يهتمون بهذه التسجيلات كي يقرروا العلاج المناسب للمرضى والحاجة الى اضافة ادوية اخرى لموازنة المرض بشكل افضل.

      بالاضافة للعلاج المباشر لتخفيض تركيز الجلوكوز في الدم هنالك علاج لا يقل اهمية والذي يعنى بتقليل خطورة الاصابة بالامراض الوعائية القلبية، والذي يشتمل على:
      الحد من التدخين قدر المستطاع. في بعض الاحيان هنالك دورات جماعية منظمة ينصح فيها الاطباء للمساعدة على الاقلاع على التدخين:
      علاج فرط ضغط الدم
      علاج فرط شحميات الدم
      العلاج بواسطة الاسبيرين
      كما ذكرنا سابقا العيش بشكل صحي وسليم من حيث الغذاء والرياضة.

      علاج السكري نوع 1:

      مراقبة وتسجيل قيم تركيز الجلوكوز (السكر في الجسم):

      لقد اثبتت البحوثات اهمية مراقبة وتسجيل قيم الجلوكوز في الدم بشكل يومي ولاكثر من مرة، ومدى مساعدتها في علاج هذه الفئة من المرضى بشكل افضل، وكذلك لملاءمة جرعة الانسولين المناسبة. نستطيع مراقبة وتسجيل قيم تركيز الجلوكوز في الجسم بطريقتين:
      القياس بواسطة عصا خاصة للاصبع (fingerstick) لقياس تركيز الجلوكوز بواسطة قطرة دم من الاصبع.
      اجهزة الكترونية متطورة تحت الجلد لقياس تركيز الجلوكوز بالجسم بشكل متعاقب وعلى مدار ساعات النهار (بحسب برنامح مبرمج مسبقا من الجهة المعالجة).

      حقن الانسولين:

      ونستطيع ان نقسم العلاج بواسطة الانسولين لهذه الفئة لقسمين:
      1.العلاج بواسطة الانسولين ذو فعالية طويلة الامد (يومية)، وهو عبارة عن حقن يومي توفر للجسم كمية الانسولين الاساسية (basal). وهو ما يهون على المريض قبول العلاج اكثر نظرا لعدم الحاجة الى الحقن لاكثر من مرة يوميا. من الممكن وصف هذا النوع من العلاج مع ادوية اخرى تتناول بواسطة الفم لموازنة المرض بشكل ناجع اكثر.
      2.العلاج بواسطة الانسولين ذو فعالية قصيرة الامد، وهو الانسولين الذي يؤخذ مباشرة بعد تناول الوجبات اليومية وعادة ما يتم ملاءمة كمية الاكل وتركيز الجلوكوز في الدم لكمية الانسولين قصيرة الامد المتناولة بعده.

      علاج السكري الحملي (Pregnancy diabetes):

      بهدف المحافظة على صحة الجنين ومنع حصول مضاعفات خلال الولادة، يجب موازنة مستوى السكر في الدم. فبالاضافة الى الحرص على التغذية الصحية وممارسة الرياضة، من الممكن ان يشمل علاج السكري، ايضا، متابعة مستوى السكر في الدم، بل واستعمال الانسولين في بعض الحالات.

      يتولى الطاقم الطبي المعالج متابعة مستوى السكر في الدم، بما في ذلك اثناء عملية الولادة. لانه اذا ما ارتفع مستوى السكر في دم المراة الحامل، فقد يفرز جسم الجنين هرمون الانسولين بتركيز عال، مما سيؤدي الى هبوط مستوى السكر في الدم بعد الولادة، مباشرة.

      علاج مقدمات السكري (Prediabetes):
      يستطيع العديد من المصابين بمقدمات السكري، من خلال المحافظة على نمط حياة صحي، اعادة مستوى السكر في الدم الى مستواه الطبيعي (السليم) او على الاقل، منع ارتفاعه الى مستويات مماثلة لتلك التي يتم تسجيلها لدى مرضى السكري من النوع الثاني. وقد يكون من المفيد، ايضا، الحفاظ على وزن صحي، بواسطة ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.

      قد تشكل الادوية، بعض الاحيان، بديلا علاجيا مناسبا وناجعا لمرض وعلاج السكري، بالنسبة لاشخاص في احدى المجموعات المعرضة للخطر. وتشمل هذه: الحالات التي يتفاقم فيها مرض "مقدمات السكري"، او التي يعاني فيها مريض السكري من مرض اخر، سواء كان مرضا قلبيا وعائيا (Cardiovascular disease)، مرض الكبد الدهني (FLD - Fatty liver disease) او متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (Polycystic ovary syndrome).

      الادوية المقصودة هنا هي ادوية علاج السكري يتم تناولها فمويا، مثل: ميتفورمين (Metformin).

      في حالات اخرى، ثمة حاجة الى ادوية لموازنة مستوى الكولسترول في الدم - وخاصة من فئة الستاتينات (Statins) وادوية لمعالجة فرط ضغط الدم. ومن المحتمل ان يصف الطبيب جرعة منخفضة من الاسبيرين (Aspirin) كاجراء للوقاية من المرض. ومع ذلك، يبقى نمط الحياة الصحي هو مفتاح النجاح.

      »
      الوقاية من مرض السكري


      لا يمكن منع السكري من النوع الاول. لكن نمط الحياة الصحي الذي يساهم في معالجة مرحلة واعراض ما قبل السكري، السكري من النوع الثاني والسكري الحملي يمكن ان يساهم ايضا في الوقاية منها ومنعها.
      الحرص على تغذية صحية
      زيادة النشاط البدني
      التخلص من الوزن الزائد.

      1. يمكن، في بعض الاحيان، استعمال الادوية. فادوية علاج السكري التي يتم تناولها فمويا، مثل: ميتفورمين (metformin) وروزيجليتزون (rosiglitazone) يمكن ان تقلل من خطر الاصابة بالسكري من النوع الثاني. ولكن، يبقى الحفاظ على نمط حياة صحي على درجة عالية جدا من الاهمية.
      مع تمنياتي بدوام الصحة
    • موضوع ضربني بالوتر الحساس :(
      الله يرحم جنتي اكثر من ثمان سنوات كله بين مستشفى ومستشفى والسبب هالعدو السكري اللي اتلف النظر والكلى ووسببلها امور كثيره يااااااااااه اوجاع كثيرة سببها هالمورض
      الله يشفي كل مريض يارب ويرحم جنتي وكل امهمات المسلمين...
      بارك الله فيك فراوله واتمنى بالفعل الجميع يستفيد ويثقف من هالمرض لانه خبيث يجئ فجأه وبدون سابق إنذار
      رحيل أمي أنفاس متقطعة