[B]بسم الله الرحمن الرحيم[/B]
[B]أكبر أخطاء العرب أنهم لم يستطيعوا حتى الآن أن يحددوا علاقتهم الاستراتيجية بإيران، وما إن كانت عدواً أم صديقاً. السبب المباشر في ذلك يعود أولاً إلى تفاوت التقديرات الاستراتيجية لكل دولة على حدة، سواء بالنسبة لمصادر تهديد الأمن القومي أو تحديد العوامل المطلوبة للاستقرار الإقليمي.[/B]
[B]الآن وبعد أن نفت تصريحات بعض المسؤولين السياسيين العرب تدخل إيران في الشؤون العربية، ورفضوا فكرة أن إيران تمثل تهديداً لهم وأنه ليس من مصلحة أحد معاداتها، يكون من المهم استراتيجياً، وبعيداً عن أي تأثيرات طائفية أو خلافات تاريخية قومية، فارسية وعربية، أو خلافات طائفية مبنية على الاختلاف المذهبي، سنة وشيعة... إعادة تعريف إيران بالنسبة للعرب وتحديد ما إذا كانت تمثل تهديداً لأمنهم القومي أم لا.[/B]
[B]العرب محتاجون إلى إعادة معرفة إيران بشكلها الحقيقي كي يستطيعوا التعامل معها. وهناك جملة من العوامل تجعلنا نقول إن إيران صديقة للعرب، فهي دولة إسلامية، وهي تشترك مع العرب في عدائها لإسرائيل، وهي جارة للعديد من الدول العربية. وفي المقابل، هناك مبررات تجعلها عدوة للعرب، فهي تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، وتهدد بضم أجزاء أخرى من البحرين والسعودية، وتمارس زعزعة الاستقرار في دول عربية كالعراق واليمن، وتتدخل في شؤون بعض الدول العربية مثل اليمن ولبنان ومصر. وهذا دفع لأن يكون هناك رأيان عربيان في إيران؛ فالبعض يراها حليفة للعرب، وليس للعرب مصلحة في معاداتها. وهناك اتجاه آخر يرى أنها لا تختلف في طموحاتها عن إسرائيل، وبالتالي فهيخطر شأنها شأن إسرائيل تماماً، وأن باب المقارنة بينهما يجب ألا يستمر طويلاً بل يجب إغلاقه، فكلتاهما تمثل خطراً.[/B]
[B]نريد أن نعيد إيران إلى بعدها السياسي الاستراتيجي، بعيداً عن دائرة الإثارة وأدبيات الحنين الديني والمذهبي، وبعيداً عن الأحكام العاطفية؛ لنفهم من هي إيران بالنسبة لنا نحن العرب؟![/B]
[B]في الحقيقة، بدت إيران أكثر ذكاءً من العرب في أكثر من موقف، واستفادت من الخلافات العربية وحققت مصالحها. ومع ذلك، فالسياسيون العرب في تصريحاتهم الأخيرة نفوا ذلك، فبدا وكأنّ الأمر مسألة مزاجية، حيث يتم إقرار إيران عدواً مرة وصديقاً مرة أخرى، وهي طريقة لا تنسجم مع منطق التفكير الاستراتيجي، بل تجعل الرؤية مشوشة.[/B]
[B]المطلوب هو لقاء مصارحة عربية يعرف خلالها الجميع وضع إيران في الاستراتيجية العربية، بعد أن يتم رصد كل ما هو واقعي وعلى الأرض، وحتى لا تكون الأحكام على إيران عبارة عن أهواء وتصورات آراء طارئة؛ لأن ترك الوضع دون تحديد ليس في مصلحة الأمن القومي العربي ولا المصالح الاستراتيجية، خاصة أن إيران تحالفت مرات مع قوى إقليمية ودولية وفق مصالحها وعلى حساب الأمن القومي العربي، وهي الآن تحاول امتلاك السلاح النووي، ليس فقط من أجل محاربة إسرائيل، كما يعتقد بعض العرب، بل سيكون العرب أيضاً ضمن نطاق تهديدها.[/B]
[B]إيران تتعامل مع كل الدول بمنظور واحد، هو "مصلحتها أولاً"، بعيداً عن الاعتبارات الأخرى. وقد أثبتت ذلك أكثر من مرة. لذا غريب أن نجد بعض العرب يسعون لترضيتها، إما بتصريحاتهم، كما حدث مؤخراً، أو بعدم معارضة ما تنتهجه من سياسات تتعارض مع المصالح العربية ككل.[/B]
[B][/B]
[B][B][B][B][B]فهل [/B][/B][/B]ترى ان ايران صديق للعرب ؟[/B][/B]
[B]ام ايران عدو للعرب؟[/B]
[B]نتمنى النقاش الهادف والواعي [/B]

تم تحرير الموضوع 2 مرة, آخر مرة بواسطة عيون هند ().