كان لا يتفاهم معي ولا يكلمني إلا بلغة الضرب بين فينة وفينة عصاه تنهش لحمي وعلامة الكف في وجهي...

سألت نفسي لماذا يفعل ذلك معي هل أنا عدوه أو أبنه هل يثأر مني أو يهدني ويخاف علي؟؟؟؟
رأيت أبن جارنا يضحك ويمزح مع أبيه وكأنه صديقه فلما أنا أخاف من أبي ولماذا يفصلني جدار الخوف عن مصارحة أبي؟؟؟

لماذا أتخذ أبي التربية على منهج الترهيب وليس الترغيب فهيا معي نتعمق ونتحدث عن التربية بين الترهيب و الترغيب...
التربية هي أن نربي أبنائنا على الصراط المستقيم وعلى فعل الخير وترك المنكرات وعلى ما أمرنا به الأسلام الحنيف ومن هذه المنطلق يلجأ بعض اولياء الأمور إلى ضرب أبنائهم على كل شيء معتقدين أن سياسية الترهيب والضرب ستجعل الأبناء يمشون على الطريق الصحيح غافلون أن هذه سيولد الحقد والعقدة النفسية والكره والهروب من البيت والعصيان وعقوق الوالدين ...
وكما أنه بعضهم يأخذ سياسة الترغيب بدون ترهيب وبشكل مفرط مما يضر الأبناء ويولد معهم عدم الإنصياع والتخاذل في أنجاز الأمور وكذلك تؤدي هذه التربية إلى تنشئة جيال أتكالي مفرط في حقوقه وبعضهم يتجه إلى عالم المخدرات..
التربية لا بد أن تكون بين الشد واللين وأن نتهاون في بعض الامور ونشد في بعضها لكي نستتطيع أن نبي شخصية منتجة وبارزة ومحافظة في المجتمع ولهذه سأذكر مثال يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر)) او كما قال صلى الله عليه وسلم فمن هنا نستنتج أن علينا تعويد الطفل قبل الضرب أي علي أن أمره أن يفعل وأكرر هذه الطلب وأن رفض أتجه إلى الضرب ولكن أقيس عليه عدد الضربات لكي لا أؤثر على جسده كما قال نور الدين السالمي رحمه الله في تلقين الصبيان أضرب وقيس عليه عدد الضربات او كما قال وإذا أتخذنا هذه المنهج لعدلنا في تربية أولادنا..
لأنه حينما نتكلم بلغة الضرب والصراخ نبني بدون قصد جدار فاصل بيننا وبين أبنائنا مما يؤدي إلى العقدة النفسية وعدم مصارحتنا أثناء وقوعهم في الخطاء وكما أننا نربيهم على الكذب بحيث خوفهم منا يدفعهم إلى الكذب والتمرد علينا فلذلك نجد الأبناء يتجهوا إلى الطريق الخاطئ والسبب هم أولياء الأمور...
واللين الزائد يدفع الأبناء إلى الدلع والضياع وعدم تحمل المسؤولية لأنهم إذا تركوا على منهج أفعل ما تحب فهنا سوف يتمرد فكما كلنا نعلم بإن النفس أمارة بالسوء يقول عز وجل (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
لابد من أخذ الأمور بعين الأعتبار والتربية لا تأتي على حسب هوانا وأنما هناك منهج تربوي يجب التقيد به فنحن مسؤولون عن تنشئة الأجيال بحكم اننا أولياء أمورهم فلذلك علينا أخذ الأمور والجلوس مع الأبناء وفهم مما يشتكون والسؤال عن أصدقائهم وعلينا كسب ثقتهم بنا لأن الأبناء يظنون أننا خرقون نستطيع فعل أي شيء وكما يجب أن نجيب على تسألتهم...
علينا أن نثقف أنفسنا في فن التربية بكل الوسائل المتاحة وأن نمنحهم القوة ليستتطيعوا مواصلة تحقيق أحلامهم من خلال الكلام الطيب والثقة التي نمنحهم...
والله ولي التوفيق