( حينما أكتب عن صحار فإني أكتب عن مدينة أو مقاطعة كما جاء ذكرها في بعض كتب التاريخ .. تلك هي صحار التي تحررت من البطش البرتغالي عام 1643م .. حينما أكتب عن صحار يتبادر إلى ذهني الكاتب فيلكس جونز المبعوث الفرنسي إلى مسقط وصحار والمقيم السياسي في الخليج في عام 1859م .. حينما أكتب عن صحار تتسطر أمام ناظري أول حمولة أنزلت على شواطئها في عام 1859م تتكون من مدفعين كبيرين و 200 برميل و 400 قذيفة إضافة إلى 30.000 دولار للسيد تركي هدية من أخيه ماجد .. حينما أكتب عن صحار يتهادى إلي ذكرى الخلاف الذي وقع بين السيد ثويني والسيد تركي على ولايتها .. تلك هي صحار أقرأها في سطور السندباد البحري وفي أسواق العرب في الجاهلية حتى أن أسمها قي يعود لأحفاد النبي نوح عليه السلام وهو صحار بن أرم بن حازم بن نوح عليه السلام .. تلك هي صحار بقراها التسعة والتسعين وبأعداد سكانها ( 90809) نسمة وبمسافتها الشاسعة التي تبلغ 1728 كيلو متر .. تلك هي صحار كما جاء في كتاب المقدسي ( صحار هي مدخل الصين ومخزن العراق والشرق ومعبر اليمن ) ، حيث قال عنها الأصطخري في كتابه ( المسالك والممالك ) " بأنه لا يمكن أن توجد على الخليج ولا في بلاد الإسلام مدينة أكثر غنى وجمالاً من صحار " ويكفي صحار فخراً أن أشرق من فيضها نور الإسلام حينما إستقبلت موفد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهو الصحابي الجليل " عمر بن العاص " في دعوته لأهل عمان لدخول الإسلام . هي صحار مزيج من التاريخ العريق ومن حاضر مشرق )
جزء من مقالي ( صحار تاريخ وحضارة )
نشر بتاريخ 7/10/2001 يوم الأحد / جريدة عمان
جزء من مقالي ( صحار تاريخ وحضارة )
نشر بتاريخ 7/10/2001 يوم الأحد / جريدة عمان