ان النساء في الشرق يعشن في عالم ضيق خاص وفي عزله تامة عن عالم الرجال وفي حجاب تام عنهم لا يرين ولا يكلمن الا النفر القليل من محارمهن أي اقرب القربى إليهن وبعض خدمهن ومع ان القاعدة السائدة ان الخطيبين لا يرى ولا يكلم احدهما الآخر الا في ليلة الزفاف فالواقع ان الحجاب لا يمنع دوما الاتصال والتعارف بين الجنسين فالفتاة تستطيع ان ترى خطيبها من نافذة غرفتها كما يستطيع الشاب ان يلمح خطيبة عرضا وعلى كل حال فان كلا من الخطيبين لا يبقى جاهلا كل الجهل بشؤون الخطيب الآخر فالأمهات والأخوات والعمات والخالات يتنافسن في نقل أخبار كل من وقد يكون الخطيبان من أصدقاء الطفولة والصبا فالبنات يخالطن الصبيان ويلعبن معهم حتى يفرض عليهن الحجاب عند بلوغهن التاسعة من أعمارهن ومهما تكن وسيلة التعارف والاتصال فان طلب يد الفتاة يتم عن طريق أبيها أو ولى أمرها ويفترض في الخطيب أو يجب علية ان يتظاهر بأنه لم يسبق له ان رأى أو عرف زوجته المقبلة ولذلك فان اول سؤال يوجهه الأب لمن تقدم يد ابنته هو كيف تيسر لك ان ترى أو تعرف ابنتي؟ والجواب التقليدي في مثل هذه المقابلة ومهما كانت الحقيقة هو إنني لم أتشرف برؤية أو معرفة ابنتكم المصونة ولكن أهلي وقريباتي حدثني عن كامل أوصافها وحسن أخلاقها ولا يقابل بالرفض القاطع من اول مرة عادة الا غير المرغوب فيه نهائيا ولا يفاتح ابنته أو زوجته بالموضوع بل يظل يرقب الأمور ويرصدها في داره ليكتشف ما اذا كانت الأنباء قد سبقته الى الدار ثم يختلي بابنته وزوجه ويعلن لهم عن عزمه على إقامة حفلة عشاء لبعض أصدقائه ويبدأ بتعداد أسماء هؤلاء الأصدقاء المدعوين الى حفلته ثم يدس بينهم اسم الخطيب أو أبيه ويدقق النظر وهو ينطق باسمه في وجهي زوجه وابنته ليرصد رد الفعل لديهما فإذا لمح علامة الرضا و السرور على وجه البنت أو أمها علم بان النساء من خلفه قد أكملن الصفقة ولم يبق له الا الحفاظ على المظاهر وعندئذ لا يتحرج من أخبار ابنته ان فلانا الفلاني قد طلب يدها وان الأمر موقوف بكليته على قرارها النهائي واذا ما تمت الخطبة انطلقت خادمات بيت العروس وهن في أبهى حللهن وزينتهن يطفن على بيوت الأهل والمعارف ليعلن خبر الخطبة ولان فترة الخطبة لا تدوم اعتياديا اكثر من شهر أو بضعة أسابيع لهذا فما ان تعلن الخطبة حتى تبدأ الاستعدادات لحفلة الزفاف فينقلب بيت العروس الى خلية نحل كبيرة ومركز عمل مستمر صداق المرأة يتآلف حسب مقام العروسين ومقام أهليهما وهو في كل حال لا يخلو من الملابس والحلل وبعض العبيد من الجنسين وبعض الدور والمزارع وشئ من النقود الذهبية هذا عدا عما ينصب على العروس من الهدايا من إفراد عائلتها وعائلة زوجها ومن الأقارب والأصدقاء ويكون كل هذا ملكا خالصا لها وملابس النساء في كل كان وزمان هي شغلهن الشاغل وتستعد الفتاة لأيام العرس بكمية منوعة كافية من الملابس فالمفروض في العروس ذات اليسار ان تغير ثيابها مرتين أو ثلاث مرات في اليوم خلال الأسبوع الأول من الزواج ويشمل التغير قطعة من قطع اللباس من قمة رأسها حتى أخمص قدميها وتلعب العطور دورا بارزا في عمليات الاستعداد والعطور الشرقية على أنواعها أهمها (( الريحة )) وهو دهن للشعر غالي الثمن ويتكون من خشب الصندل المطحون والمسك والزعفران مخلوطا بدهن الورد وتستخرج العطور من الورد والياسمين والنباتات العطرية كما تستعمل أنواع البخور لتعطير الجو والمكان وأغلاها وأفخرها هو (( العود)) ويصنع من خلط الند والمسك والعنبر ومن العادات الغريبة في مراسم العرس في الشرق عادة توجب على العروس ان تقضي أسبوعها الأخير في دنيا العذارى في غرفة مظلمة تتخفف فيها من جميع ملابسها الا من قميص خفيف ترتديه ساعات محدودات من النهار فقط وذلك على افتراض ان هذا الحبس الاختياري يجعلها تبدو أنضر عودا وارق بشرة في الساعة الموعودة وفي هذا الأسبوع و الأسبوع الذي قبله تكون العروس عرضه لزيارات كثيرة ومتعددة من أناس لم تسمع بهم من قبل لو لم تراهم منذ زمن طويل وعلى رأس هاته الزائرات مربياتها اللواتي لم تقع عينها عليهن منذ سنين وسنين وفي اليوم الموعود يوم عقد القران تتم المراسم عقد القران مساء في بيت احد العروسين وليس كما هو الشائع ويقوم بها قاضي المدينة أو من ينوب بها عنه احد رجال الدين أو من عرف في الجماعة بالورع والتقوى
وحين تصل البنت بيت الزوجية الجديد يستقبلها العريس وأهله وينثروا بين قدميها النقود والحلويات ثم يأخذونها الى غرفتها الخاصة وبعد ان تستقر هناك تستأذن النسوة منها بالانصراف ولا تخلو اللحظات الاخيرة من قواعد صارمة واجبة الإتباع فبعد انصراف النسوة يدخل العريس الغرفة على عروسة وتقضي الأصول ان تنهض الفتاة لاستقباله الا اذا كانت اعلى منه مقاما فإنها تستقبله جالسة في مقعدها وعلى أي حال فان العروس لا تكلم زوجها وإنما يجب ان يبدأ هو بالتحية والكلام وان يرفع عن وجهها البرقع السميك الثمين الذي مازال يغطي وجهها ليتسنى له ان يرى ذلك الوجه وربما لأول مرة وإظهارا لاعجابة بوجه العروس وترضية لها عن رفع برقعها فلابد من هدية بهذه المناسبة تكون عند فقراء الناس بضع دريهمات ولكنها عند أغنياء القوم حفنات كبيرة من الذهب والفضة ونحن نجهل جهلا تاما شهر العسل وإنما يختلي العروسان في بيتهما أسبوعا أو أسبوعين لا يقابلان احد ثم يخرج بعدها الرجل الى عمله وتبدأ المرأة تستقبل مساء كل يوم المهنئات من أهلها وصديقاتها ثم تعوج طبيعية يوما بعد يوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... عندما طرح شوك الورد تلخيص هذا الكتاب ... كانت لدي ظروف ولم أتمكن من متابعته معكم ... ولكني سأحاول أن أعود له ... والخبر الأهم هو.... لكل من يحب أن يقرأ هذا الكتاب الجميل والشائق.... هناك طبعة جديدة متوفرة في الأسواق ... وستجدونها في كارفور مثلا... سعر الكتاب ريالين ونصف ريال عماني.... كتاب جميل من خلاله ستتعرف على تاريخ عمان الاجتماعي والسياسي في تلك الفترة ...
مواضيعك تجاوزت المواضيع
تخطت مقاييس الجمال
وقلمك يفرض واقع جميل
ويصنع الجمال أينما حل
كم جميل هذا العطاء سنكون متابعين لك ولي عودة لقرائة من تبقي من الموضوع تحية عبقة
أكتب ما اشعر به وأقول ما أنا مؤمن به
انقل هموم المجتمع لتصل الي المسئولين
وفي النهاية كلنا نخدم الوطن والمواطن