
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة
تحية للأنفس الطاهرة البريئة ، إليكم أحبتي أضع آخر ما أنتجتهُ قريحتي المتواضعة ، وأشكركم على كرم الضيافة وحسن الصحبة وجميل العشرة ، آملاً لكم حياةً رائعة ونجاحاً دائماً في معاشكم ومعادكم ، والله الموفق لنا ولكم .
قضيتُ زمناً طويلاً أبحث في الأقطار العمانية عن قصص مؤثرةٍ واقعية ، كي أضعها في كتابي الجديد ، ولقد جمعتُ كثيراً من الوقائع الحزينة ووجدتُ بعضاً من الأمور الغريبة ، وخلتُ أني سأقتفي درب الأشبيهي في مستطرفه أو الخصيبي في زمرده .
نهجتُ نهج أدب المجالس في سرد النوادر ، وأضفتُ عليها كثيراً من اللمسات البيانية الشخصية ، ولكوني لا أرتضي بأن يكون كتابي كزبد البحر غثاءً لا جدوى منه ، أكثرتُ من تدقيقه وفحصه وتمحصيه ، كحال امرىء القيس حينما قضى ستة عشر شهراً في اكمال شطر بيتٍ من معلقته ، فحداني الأمل في أن أبلغ مرتبة الأصفهاني في أغانيه والرافعي في رسائله ، والمبرّد في جوهرته ، على أني أبرزتُ الجيد للإقتداء به وأوردتُ الردىء للإبتعاد عنه ولإظهار الحال الذي آل إليه كثيرٌ منا .
حينما كثرة الروائع ، ناداني شوق التميز في نشر الفائدة وسبر أغوار الحقيقة بلباس الفكاهة حيناً وبلسان المشفق أحياناً وبصوت الزاجر في كثيرٍ من الأحايين ، ولله الحمد فقد أنجزتُ أكثرَ من نصفه ، وتبقى لي بعض الفرائد التي أرجو أن أحسن نظمها علّني أفوق الأندلسي يوماً ، ساعياً أن أكون ابن عبد ربه العماني .
ومن خلال تجوالي ، صادفتُ رجلاً عمانياً أبياً ، فلاحاً حرث الأرض طوال تسعين عاماً ، لم يبخل على مزرعته شيئاً ولا على أغنامه ، يفتخرُ ببداوته وإن كان في أواخر عمره ارتدى ثوب المدنية والحضارة ، - رحمه الله – كان أكثر الناس إنتظاراً للكتاب ، يسألني كل يومٍ عنه ، يمنّي النفس بأن تصبح قصته حديث عمان كلها ، وأظنه كان حكيماً وحليماً ، بل حلمه يفوق قس بن ساعده وكرمه تجاوز حد حاتم وابن زائدة ، وفي حياته كثير عبر وعظيم مواقف .
وعندما توقف نبض سؤاله ، ولم أسمع عن أخباره شيئاً ، عجبتُ بأن ينقطع ذكره لأكثر من اسبوعين ، هاتفتُ أحدَ المقربين منه ، فأبلغني خبر وفاته ، وانعدام صلته من أنفاس الحياة الدنيوية ، دعوتُ الله له بطهارةٍ يوم القيامة تنجيه من نار السعير وتدخله جنة الرضوان .
حزنتُ لتأخري في سرد معالم حياته ، وكم تمنيتُ لو أني أسرعتُ في العمل ، ولكن مشيئة الله فوق كل شيء ، وقدره لا يُرد ، لذا فإني سأسردُ الآن تفاصيل ما أضمرتُ من جميل حياةٍ له ، على أني أرجو منكم التفاعل والإستئناس بحرفي المتواضع ، وأن لا تحرموني من توجيهكم قبل أن يبزغ نور الكتاب ، ولكم كل الوداد ، فهل أنتم مستعدون للإبحار معي في قاربٍ واحد ؟؟
مقدمة
تحية للأنفس الطاهرة البريئة ، إليكم أحبتي أضع آخر ما أنتجتهُ قريحتي المتواضعة ، وأشكركم على كرم الضيافة وحسن الصحبة وجميل العشرة ، آملاً لكم حياةً رائعة ونجاحاً دائماً في معاشكم ومعادكم ، والله الموفق لنا ولكم .
قضيتُ زمناً طويلاً أبحث في الأقطار العمانية عن قصص مؤثرةٍ واقعية ، كي أضعها في كتابي الجديد ، ولقد جمعتُ كثيراً من الوقائع الحزينة ووجدتُ بعضاً من الأمور الغريبة ، وخلتُ أني سأقتفي درب الأشبيهي في مستطرفه أو الخصيبي في زمرده .
نهجتُ نهج أدب المجالس في سرد النوادر ، وأضفتُ عليها كثيراً من اللمسات البيانية الشخصية ، ولكوني لا أرتضي بأن يكون كتابي كزبد البحر غثاءً لا جدوى منه ، أكثرتُ من تدقيقه وفحصه وتمحصيه ، كحال امرىء القيس حينما قضى ستة عشر شهراً في اكمال شطر بيتٍ من معلقته ، فحداني الأمل في أن أبلغ مرتبة الأصفهاني في أغانيه والرافعي في رسائله ، والمبرّد في جوهرته ، على أني أبرزتُ الجيد للإقتداء به وأوردتُ الردىء للإبتعاد عنه ولإظهار الحال الذي آل إليه كثيرٌ منا .
حينما كثرة الروائع ، ناداني شوق التميز في نشر الفائدة وسبر أغوار الحقيقة بلباس الفكاهة حيناً وبلسان المشفق أحياناً وبصوت الزاجر في كثيرٍ من الأحايين ، ولله الحمد فقد أنجزتُ أكثرَ من نصفه ، وتبقى لي بعض الفرائد التي أرجو أن أحسن نظمها علّني أفوق الأندلسي يوماً ، ساعياً أن أكون ابن عبد ربه العماني .
ومن خلال تجوالي ، صادفتُ رجلاً عمانياً أبياً ، فلاحاً حرث الأرض طوال تسعين عاماً ، لم يبخل على مزرعته شيئاً ولا على أغنامه ، يفتخرُ ببداوته وإن كان في أواخر عمره ارتدى ثوب المدنية والحضارة ، - رحمه الله – كان أكثر الناس إنتظاراً للكتاب ، يسألني كل يومٍ عنه ، يمنّي النفس بأن تصبح قصته حديث عمان كلها ، وأظنه كان حكيماً وحليماً ، بل حلمه يفوق قس بن ساعده وكرمه تجاوز حد حاتم وابن زائدة ، وفي حياته كثير عبر وعظيم مواقف .
وعندما توقف نبض سؤاله ، ولم أسمع عن أخباره شيئاً ، عجبتُ بأن ينقطع ذكره لأكثر من اسبوعين ، هاتفتُ أحدَ المقربين منه ، فأبلغني خبر وفاته ، وانعدام صلته من أنفاس الحياة الدنيوية ، دعوتُ الله له بطهارةٍ يوم القيامة تنجيه من نار السعير وتدخله جنة الرضوان .
حزنتُ لتأخري في سرد معالم حياته ، وكم تمنيتُ لو أني أسرعتُ في العمل ، ولكن مشيئة الله فوق كل شيء ، وقدره لا يُرد ، لذا فإني سأسردُ الآن تفاصيل ما أضمرتُ من جميل حياةٍ له ، على أني أرجو منكم التفاعل والإستئناس بحرفي المتواضع ، وأن لا تحرموني من توجيهكم قبل أن يبزغ نور الكتاب ، ولكم كل الوداد ، فهل أنتم مستعدون للإبحار معي في قاربٍ واحد ؟؟
يتبع