كان يحمل حقيبته عائدا من مدرسته ..... صامتا شارد الذهن .. صديقه يناديه : إلى أين تتجه؟؟!! هيا بنا نعود إلى منازلنا .
أجابه : تقدمني أنت ... سأتأخر قليلا.. لدي أمر علي أن أقوم به.
قالها وانصرف دونما أن يسمع رد صديقه الذي انصرف هو الآخر.
تقدمت خطواته مقتربة من قبر أخيه ولكن ليس بمفرده .. معه ذكريات يكاد قلبه ينفطر منها.. الدموع في عينيه كسيل منهمر.. والأسى يملأ قلبه .
يكاد يتعثر من شدة الموقف ولكن شخصا ما بجواره يمسك بيده مانعا اياه من السقوط.. شخصا من بين المئات يقفون بجانبه .. كل منهم جاء يعزي نفسه قرب من يحب .. كل منهم له دنيا يناجيها مع من هو ليس بميت وانما ساكن في جنان الخلد.
يقترب من قبره وآهات نفسه تكاد تسمع:
أخي أين أنت؟... تركتني بمفردي في هذه الدنيا الفانيه... تركتني ورحلت.
آه أخي ... ما أقواك ما أمضى همتك ما أروعها تتمثل الآن بخاطري وأنت تقف مواجها عدوا يهوديا جائرا .... لا تمتلك من السلاح إلا إيمانا بالله سرى في يدك فحملت حجرا رميته في وجهه فصوب مدفعه الجبار نحوك.
يا إلهي... انها حرب غير متكافئة هذه التي نعيشها ... لكنك لم تنتظر أية معونة من قوم نسونا فأصبح سلوانا بهم أن : رب اكفني أصحابي أما أعدائي فأنا كفيل بهم.
رحلت أخي وتركت أما لا تزال تبكيك وستظل... أم تفطر قلبها لكثرة ما فقدت من الخلان والأحباب... أم تتمنى كل لحظة أن لا تعيش للتي تليها ..رأت من الفضائع ما يعجز القلب عن تصديقها.. فجعت بأب وأخ وأم وابن وآآآآآآآه ما أكثرهم..... أم كل نظرة من عينيها تردد :
أيا موت زر ان الحياة دميمة ***** ويا نفس جدي ان دهرك هازل
تركتني وبقربي أب يحاول جاهدا إخفاء دموعه...وأنت من كان يعينه ... كنت صديقه وحبيبه .... يبكيك أخي في كل حين.... ويبكي قوما شغلتهم دنياهم فنسونا .... نعم رأيتهم .... شاهدتهم يوم العيد يضحكوم ويمرحون ويلعبون.... أولئك الذين كنت تقول لي أنهم أخوة لنا في الله !! رأيت فيهم النخوة وقد غدت سرابا يترآى نحونا .... رأيت البذخ والترف الذي يعيشونه.... رأيت لهوهم الذي ابتعدوا به عنا وعن مآسينا.
أخي أحتاجك بقربي فأين أنت؟ تركت أصحابك وأحبابك وأهلك .... وتركتني أنا..... وحيدا ضعيفا .... لا أحد أبوح بما في نفسي ولا مرشد يعينني في دنياي.
وصلتني رسالتك التي ضربتها لي وأنت تتقدم من حتفك..... وصلتني أخي وجئت لا أدري أؤودعك أم أني أقترب الآن منك؟؟!!
أجابه : تقدمني أنت ... سأتأخر قليلا.. لدي أمر علي أن أقوم به.
قالها وانصرف دونما أن يسمع رد صديقه الذي انصرف هو الآخر.
تقدمت خطواته مقتربة من قبر أخيه ولكن ليس بمفرده .. معه ذكريات يكاد قلبه ينفطر منها.. الدموع في عينيه كسيل منهمر.. والأسى يملأ قلبه .
يكاد يتعثر من شدة الموقف ولكن شخصا ما بجواره يمسك بيده مانعا اياه من السقوط.. شخصا من بين المئات يقفون بجانبه .. كل منهم جاء يعزي نفسه قرب من يحب .. كل منهم له دنيا يناجيها مع من هو ليس بميت وانما ساكن في جنان الخلد.
يقترب من قبره وآهات نفسه تكاد تسمع:
أخي أين أنت؟... تركتني بمفردي في هذه الدنيا الفانيه... تركتني ورحلت.
آه أخي ... ما أقواك ما أمضى همتك ما أروعها تتمثل الآن بخاطري وأنت تقف مواجها عدوا يهوديا جائرا .... لا تمتلك من السلاح إلا إيمانا بالله سرى في يدك فحملت حجرا رميته في وجهه فصوب مدفعه الجبار نحوك.
يا إلهي... انها حرب غير متكافئة هذه التي نعيشها ... لكنك لم تنتظر أية معونة من قوم نسونا فأصبح سلوانا بهم أن : رب اكفني أصحابي أما أعدائي فأنا كفيل بهم.
رحلت أخي وتركت أما لا تزال تبكيك وستظل... أم تفطر قلبها لكثرة ما فقدت من الخلان والأحباب... أم تتمنى كل لحظة أن لا تعيش للتي تليها ..رأت من الفضائع ما يعجز القلب عن تصديقها.. فجعت بأب وأخ وأم وابن وآآآآآآآه ما أكثرهم..... أم كل نظرة من عينيها تردد :
أيا موت زر ان الحياة دميمة ***** ويا نفس جدي ان دهرك هازل
تركتني وبقربي أب يحاول جاهدا إخفاء دموعه...وأنت من كان يعينه ... كنت صديقه وحبيبه .... يبكيك أخي في كل حين.... ويبكي قوما شغلتهم دنياهم فنسونا .... نعم رأيتهم .... شاهدتهم يوم العيد يضحكوم ويمرحون ويلعبون.... أولئك الذين كنت تقول لي أنهم أخوة لنا في الله !! رأيت فيهم النخوة وقد غدت سرابا يترآى نحونا .... رأيت البذخ والترف الذي يعيشونه.... رأيت لهوهم الذي ابتعدوا به عنا وعن مآسينا.
أخي أحتاجك بقربي فأين أنت؟ تركت أصحابك وأحبابك وأهلك .... وتركتني أنا..... وحيدا ضعيفا .... لا أحد أبوح بما في نفسي ولا مرشد يعينني في دنياي.
وصلتني رسالتك التي ضربتها لي وأنت تتقدم من حتفك..... وصلتني أخي وجئت لا أدري أؤودعك أم أني أقترب الآن منك؟؟!!