السلام عليكم ...
هذه قصة من تأليفي..
أتمنى أن تنال رضاكم ...|a|a
لم تكن تعلم أنها في يوم من الأيام ستزاح من قوقعتها الجميلة وستفقد أغلى ما لديها منذ أن أوجدها صاحبها إلى أن صارت يافعة وجميلة تبهر الناظرين ... كانت وردة ندية رائعة تميزت بين مثيلاتها برائحتها الذكية وصفاء أوراقها اللؤلؤية وسيقانها من الأشواك الحجرية..أوراقها الحمراء صافية كالينبوع الدافئ. تبهر المار في صفائها وإخلاصها المتفاني في المحافظة على استقامتها وروعتها وأناقتها.... كان صاحبها يأتي إليها كل يوم يكحل عينية برؤيتها...ويقطف ما بدا له من منافساتها ولكن ما أن يقترب منها حتى يبتعد عنها وكأن شيئاً يسحبه من وراءه حتى لا يقطفها فيتركها
فكانت تسحر أعين عشاقها، حيث أنها تجلب لصاحبها الكثير من الزوار ليل نهار...
تدور الأيام، يأتي يوم لا مفر منه ..يوم تقابل القدر وجهاً لوجهه ...
تحين لحظة الفراق بينها وبين أوراقها الحمراء السبع والتي بدونها تفقد رونقها وحياتها... فأوراق الزهرة هي أساس كل زهرة فإذا فقدت ورقة فإنها تصبح كالمرأة التي تخلت شعرها وأصبحت صلعاء...
أتى ذلك اليوم بدأت الرياح فيه هادئة ..،،،، فجاءة عصفت بكل ما أمامها من أوراق وأشجار وغصون وطار فيه الهواء وكأنها شبح يلتهم كل ما يراه أمامه ...
فقدت الوردة الندية أوراقها السبع الحمراء وكم كانت تلك الحادثة مروعة لها وقع واثر سيئ عليها وعلى صاحبها...
فقد فقدت اعز ما تملك ولكنها لم تفكر لبرهة واحدة ...أنها تحمل أجيالها القادمة في صلبها فكان البذر ما زال في أساسها ينتظر من يقتنيه ليزرعه...
ولينمو ذلك البذر اليانع مكان أمه التي طالما أبدى كل ناظر عند رؤيتها إعجابه....وعهدت الوردة الأم بأبنائها إلى صاحبها ليتكفل بإكمال ما بدأته... فجاء صاحب الحديقة الغناء وأخذ أبناها برفق فكانت أثمن ما يثمن....وأخذهم ونقاءهم..بدأ بزراعة ورود ندية من أمثالها ، حتى تعيد ماضي أمها التي كانت ذا صيت في المثالية التي تكاد تعدم في العالم الوحشي...لقد كانت صبورة متواضعة حكيمة، لم تعتز يوماً بجمالها ...
كانت مثال في صفاء النفس والطيبة ...
بدأت الورود الندية الصغيرة بإكمال الطريق الذي سلكته الأم بعدما عرفت حياة أمها من مثيلاتها التي بقين على ذكرها... واقسمن جميعهن أن يحذون حذوها في الحياة ويكن مثال للأبناء المخلصين لأسلافهم مهما طال الزمن...
انتهت الاقصوصة...:D:D
بعض الصور عن واقع في الحياة...;)