كان المساء كئيباً في تلك الليلة ونحن فيه نقيم صلاة الرحيل ونتلو أحزان الوداع وكلانا كان بدموعه ومناديله البيضاء والمدار من حولنا خاشع في محراب الظلام ونحن بعيدين عن عيون الناس ولأول مرة بعيدين بقلوبنا عن بعضنا فأحرقنا ليلتها رسائل الغرام وصور العشق ومكاتيب الهوى فاحترقت معها الليالي الجميلة وكل المواعيد العاطفية وقتلنا ليلتها كل الأحلام الوردية والبنفسجية وكل الأماني ومات المستقبل بصمت فلم تعد لنا بعدها نظرة قادمة ولا موعد آت ولا مهاتفة تقض مضجعنا بإبتسامة ولا حتى عتاب .. لم يعد غير الفراق الذي رسم نهاية أبدية لحب عاش في قلوبنا سنينا .. لحب سقيناه من الآهات والدموع كثيرا وتبادلنا فيه كلام الود وكلام العتب .. لحب لم يرد له الزمن أن يستمر ولهذا إفترقنا وكل منا ذهب إلى غايته . هكذا كان في ذاك المساء الذي شهد ولادة درب جديدة فيها منعطف آخر لم تلجه أقدامنا بعد ولم يكن لنا يوماً له تصور أن يأتي لكنه قدم مع الأيام وإفترقنا .
كانت الليلة الأولى بطيئة بعد الفراق ساعاتها مثقلة وليلها طويل ومن يومها كان شريط الذكريات وحده الحاضر في هذا المأتم العابس يمرر أحداث كل الزمان الذي دار بيننا منذ أن إلتقينا في طريق عابر من غير قصد وحتى أن إنتهينا بفراق كنا نقصده .. كانت كل الأحداث مؤرخة ومتتالية وساعات أبتسم وساعات أخرى ترتسم الحيرة على وجنتاي وساعات تتفجر ينابيع البكاء في داخلي فابكي بصوت مسموع وأنفث دم الحسرة والندم فأحدق في زوايا غرفتي لتطالعني الأشياء بالسؤال عنك إذ تسأل عنك غرفتي / وسادتي / الشرشف الأبيض / المرآة المهشمة / أحمر الشفاه الذي نسيته ذات مساء أملس على الأريكة المكسورة / التفاحة الرخامية / المصحف الصغير / روزنامة تاريخ العام الفائت / الميدالية الفضية / الخاتم / وساعة يدك التي تعطلت وقصاصة دعاء علقتها ذات مساء على باب غرفتي كي أخلو من الحسد والقلم المذهب وقارورة العطر الذي أهديتيني إياها في عيد العشاق الثالث وديوان نزار قباني ( أشعار فوق القانون ) والشال الكشميري المطرز والخرزة الزرقاء التي كنا نتراشقها بعد أن سقطت من جدائل شعرك وصورتك الوحيدة التي تسكن ساعة يدي والإسطوانة التي سجلنا عليها قصائد قرأناها باصواتنا وصدى صوتك بين جدران هذه الغرفة وكثير من ملامح خيالك وكثير من الذكريات التي لم تمت ، كلها كانت حاضرة رغم أننا تعمدنا أن ......
جزء من مقالي لم ينشر بعد .
كانت الليلة الأولى بطيئة بعد الفراق ساعاتها مثقلة وليلها طويل ومن يومها كان شريط الذكريات وحده الحاضر في هذا المأتم العابس يمرر أحداث كل الزمان الذي دار بيننا منذ أن إلتقينا في طريق عابر من غير قصد وحتى أن إنتهينا بفراق كنا نقصده .. كانت كل الأحداث مؤرخة ومتتالية وساعات أبتسم وساعات أخرى ترتسم الحيرة على وجنتاي وساعات تتفجر ينابيع البكاء في داخلي فابكي بصوت مسموع وأنفث دم الحسرة والندم فأحدق في زوايا غرفتي لتطالعني الأشياء بالسؤال عنك إذ تسأل عنك غرفتي / وسادتي / الشرشف الأبيض / المرآة المهشمة / أحمر الشفاه الذي نسيته ذات مساء أملس على الأريكة المكسورة / التفاحة الرخامية / المصحف الصغير / روزنامة تاريخ العام الفائت / الميدالية الفضية / الخاتم / وساعة يدك التي تعطلت وقصاصة دعاء علقتها ذات مساء على باب غرفتي كي أخلو من الحسد والقلم المذهب وقارورة العطر الذي أهديتيني إياها في عيد العشاق الثالث وديوان نزار قباني ( أشعار فوق القانون ) والشال الكشميري المطرز والخرزة الزرقاء التي كنا نتراشقها بعد أن سقطت من جدائل شعرك وصورتك الوحيدة التي تسكن ساعة يدي والإسطوانة التي سجلنا عليها قصائد قرأناها باصواتنا وصدى صوتك بين جدران هذه الغرفة وكثير من ملامح خيالك وكثير من الذكريات التي لم تمت ، كلها كانت حاضرة رغم أننا تعمدنا أن ......
جزء من مقالي لم ينشر بعد .