( على كرسي مهزوز )
متكئاً على كرسي مهزوز أنفث دخان الجراح من أرجيلة الوقت وأشرب شيئاً من كأس المرارة وأتقيأ .. هكذا كل حين أهدهد بذلك وجع السنين وأغسل بالدموع عيني التي نساها النوم . ياااااااه يا أيها النوم الذي تحتاج إلى راحة بال طويلة أين أنت فقد زرع السهاد مساميره بين الأجفان وأنت بعيد عن عالمي وأنا كعادتي وحيد أقيم مع الغربة بلا سهاد .. يا وجع الذكريات التي لم يتبقى منها غير الرموز .. لم يتبقى منها غير رمز الحرف ، ورمز الكلمة ، ورمز المكان ، ورمز وشم أخير على جدار القلب من آخر حب كان يسكنه ، وأنا أتأرجح على هذا الكرسي ويتأرجح العمر معي خلف ضباب مستقبل غير مرأي وبلا نقطة ضوء تبقى بل تتساقط كل الأضواء كأنها في سباق محموم وأنا دونما خجل عار ببؤسي وباكياً بلا دموع ومنادياً بلا صوت أنظر خلفي فلا أجد إلا ليل البارحة وهو يلتهم قرص الشمس ، وأنظر إلى واقعي فأرى شطآن البحار إنكفئت على رقعة جسد الجحيم وأحدق ملياً فلا تبصر عيناي غير نهر الجحيم الذي يسير بإتجاه بحر الذات الفاغر فاه أحاول أن أمسد جرحي عبر جدائل الليل الطويلة لكن ليس سوى الكهوف والمستنقعات أمامي حيث يقيم فيها الرعب مأتمه وتسبح فيها الأرواح فمن فتح كل هذه الجراح وجعل كل المسافات تتأرجح كهذا الكرسي المهزوز الذي أنفث من عليه دخان الجراح عبر أرجيلة الوقت حتى أتقيأ .
ثلاثون عاماً والعواصف تجلجل بهديرها الوحشي في ذاتي .. ثلاثون عاماً وأنا أركض خلف أحلام تطير .. ثلاثون عاماً والليل أعمى وأصم .. ثلاثون عاماً والقمر شاحباً في سماء حياتي وحنجرتي الوحيدة قد أغرقتها أمواج الحرمان من عيون كانت تبكي ثم تحدق في الظلام لعلها تجد دليلاً يسير بصاحبها إلى غير الضياع فلا تلمني ولا تلم إنكساري الذليل ولا تلم النور الذي خذله الضباب الكثيف ولا تلم ساعات الوقت التي إنكسرت في ذاك المساء بعد أن تعب بندولها من الترنح يحسب الدقائق والساعات لعلها تمر .. لكنه الوقت قد مر ولا يزال ذاك البندول مترنحاً مثلي تماماً حينما يؤرجحني هذا الكرسي المهزوز الذي أنفث من عليه دخان الجراح عبر أرجيلة الوقت حتى أتقيأ .
جزء من مقالي لم ينشر بعد
متكئاً على كرسي مهزوز أنفث دخان الجراح من أرجيلة الوقت وأشرب شيئاً من كأس المرارة وأتقيأ .. هكذا كل حين أهدهد بذلك وجع السنين وأغسل بالدموع عيني التي نساها النوم . ياااااااه يا أيها النوم الذي تحتاج إلى راحة بال طويلة أين أنت فقد زرع السهاد مساميره بين الأجفان وأنت بعيد عن عالمي وأنا كعادتي وحيد أقيم مع الغربة بلا سهاد .. يا وجع الذكريات التي لم يتبقى منها غير الرموز .. لم يتبقى منها غير رمز الحرف ، ورمز الكلمة ، ورمز المكان ، ورمز وشم أخير على جدار القلب من آخر حب كان يسكنه ، وأنا أتأرجح على هذا الكرسي ويتأرجح العمر معي خلف ضباب مستقبل غير مرأي وبلا نقطة ضوء تبقى بل تتساقط كل الأضواء كأنها في سباق محموم وأنا دونما خجل عار ببؤسي وباكياً بلا دموع ومنادياً بلا صوت أنظر خلفي فلا أجد إلا ليل البارحة وهو يلتهم قرص الشمس ، وأنظر إلى واقعي فأرى شطآن البحار إنكفئت على رقعة جسد الجحيم وأحدق ملياً فلا تبصر عيناي غير نهر الجحيم الذي يسير بإتجاه بحر الذات الفاغر فاه أحاول أن أمسد جرحي عبر جدائل الليل الطويلة لكن ليس سوى الكهوف والمستنقعات أمامي حيث يقيم فيها الرعب مأتمه وتسبح فيها الأرواح فمن فتح كل هذه الجراح وجعل كل المسافات تتأرجح كهذا الكرسي المهزوز الذي أنفث من عليه دخان الجراح عبر أرجيلة الوقت حتى أتقيأ .
ثلاثون عاماً والعواصف تجلجل بهديرها الوحشي في ذاتي .. ثلاثون عاماً وأنا أركض خلف أحلام تطير .. ثلاثون عاماً والليل أعمى وأصم .. ثلاثون عاماً والقمر شاحباً في سماء حياتي وحنجرتي الوحيدة قد أغرقتها أمواج الحرمان من عيون كانت تبكي ثم تحدق في الظلام لعلها تجد دليلاً يسير بصاحبها إلى غير الضياع فلا تلمني ولا تلم إنكساري الذليل ولا تلم النور الذي خذله الضباب الكثيف ولا تلم ساعات الوقت التي إنكسرت في ذاك المساء بعد أن تعب بندولها من الترنح يحسب الدقائق والساعات لعلها تمر .. لكنه الوقت قد مر ولا يزال ذاك البندول مترنحاً مثلي تماماً حينما يؤرجحني هذا الكرسي المهزوز الذي أنفث من عليه دخان الجراح عبر أرجيلة الوقت حتى أتقيأ .
جزء من مقالي لم ينشر بعد