[ الليل متاجر مغلقة / رطوبة أنثى لزجة / حانات مخنوقة بالدخان والصراخ وكثير من الكؤوس الملونة وراقصة تتلوى على طاولة مرتفعة تسلط عليها الأضواء الدائرة من أعلى لتظهر بعض عريها ، ورفاق الليل مصطخبون وهائجون كموج البحر .. تراهم هائمون على وجوههم من ثمالة تلك الكؤوس وهم يبعثرون ما في جيوبهم من أوراق نقدية إما إلى ورد يطوق به عنق تلك الراقصة أو لذاك الذي يقف على أبواب دورات المياه يتحصل نفس الأوراق .. وهم يوزعون ويقهقون .. وعلى طاولة أخرى من ذاك الركن المظلم ثمة رجل حزين يرتشف مما نذر له نفسه ويبكي بعدما ينفث من فمه دخان سجائره الكثيف ، وإمرأة تتوسط رجلين توزع إبتساماتها الهازئة تدعوهم إلى إرتشاف المزيد من جرعات النبيذ حتى إذا غاب أحدهم عن وعيه مدت أناملها الرقيقة نحو جيوبهم لتأخذ هي الأخرى نصيبها من تلك الأوراق .
هكذا يتعثر الضوء هنا في هذا الليل والرفاق يرددون مع بعضهم في صوت واحد ويغنون ' يا ليل طول شويه ' ترى على أية وتيرة يطول هذا الليل . هل على صخب الموسيقى ، أم على دخان السيجار ، أم على الهمجية التي تجعل المرء بلا عقل . هكذا يضحك دونما سبب ويبكي دونما سبب ويغني دونما سبب ثم يعود ليراقص ذاته إلى أن يقع فيتقيأ على كل شيء .. على أي شيء يطول هذا الليل والصورة عابسة وزواياها قاتمة يلفها معطف أسود ويكسوها سواد خانق .. على ماذا يطول الليل والإنسان يحطم ذاته وقيمه ويتجرد من كل شيء ويظن أن تلك هي السعادة وهي الحرية رامياً وراءه أعراف الدين والتقاليد وأعراف الذات الإنسانية وكرامتها .. على أي شيء يطول هذا الليل ورفاقه يركضون خلف غانية يرشقونها بالورود وبأوراق النقد وبكلمات ساذجة ويظنون أنهم يعانقون الحرية المفقودة .. يظنون لجهلهم أنهم يركبون هودج السعادة.. يظنون أن الحياة الحقيقية تكمن هنا وما عدا ذلك تخلف ورجعية وموت وفناء .
لا يا أيها الليل لا تقم هنا فالزمن زمن القبح الجميل .. زمن ضياع الإيمان .. زمن الإباحة والجنون ...
جزء من مقالي .
لم ينشر بعد [/
هكذا يتعثر الضوء هنا في هذا الليل والرفاق يرددون مع بعضهم في صوت واحد ويغنون ' يا ليل طول شويه ' ترى على أية وتيرة يطول هذا الليل . هل على صخب الموسيقى ، أم على دخان السيجار ، أم على الهمجية التي تجعل المرء بلا عقل . هكذا يضحك دونما سبب ويبكي دونما سبب ويغني دونما سبب ثم يعود ليراقص ذاته إلى أن يقع فيتقيأ على كل شيء .. على أي شيء يطول هذا الليل والصورة عابسة وزواياها قاتمة يلفها معطف أسود ويكسوها سواد خانق .. على ماذا يطول الليل والإنسان يحطم ذاته وقيمه ويتجرد من كل شيء ويظن أن تلك هي السعادة وهي الحرية رامياً وراءه أعراف الدين والتقاليد وأعراف الذات الإنسانية وكرامتها .. على أي شيء يطول هذا الليل ورفاقه يركضون خلف غانية يرشقونها بالورود وبأوراق النقد وبكلمات ساذجة ويظنون أنهم يعانقون الحرية المفقودة .. يظنون لجهلهم أنهم يركبون هودج السعادة.. يظنون أن الحياة الحقيقية تكمن هنا وما عدا ذلك تخلف ورجعية وموت وفناء .
لا يا أيها الليل لا تقم هنا فالزمن زمن القبح الجميل .. زمن ضياع الإيمان .. زمن الإباحة والجنون ...
جزء من مقالي .
لم ينشر بعد [/