جرائم التكنولوجيا..

    • في المركز كان منصور يتصبب قلقلاً.. حاول أن يقرأ مجدداً ليتأكد هل كان صحيحاً ما قرأه في أول مره..


      استمر يقرأ ويقرأ.. ويعيد قراءة نفس القطعه، وفي كل كل مره تتزاحم في رأسه شئ من الصور والمناظر المتفرقه،

      كان يقرأ العقد.. ثم يعود إلى الأسم، وبالرغم من تكرار القراءة، كانت عبارتان فقط تسقطان في رأسه،

      اسم الزوجه، اسم الزوج، التاريخ..

      الشرطي المراقب والذي لم يخفى عليه حالة منصور، ربما لأنها تحدث معهم بتكرار..


      أمر الساعي أن يحضر له كوب من الماء وبعض القهوه في انتظار الرائد ياسر، الذي ما إن وصل

      حتى تأكد من الشرطي أنه تمت إعادة حاتم إلى السجن، وأن القاتل أو الذي وجد في فيلا أبو يعقوب

      مازال تحت الحجز ولكن ليس مع حاتم في نفس الزنزانه، ثم ذهب ياسر وجاسم للاجتماع بمنصور..

      ما إن دخل ياسر حتى شكر الشرطي المراقب وأخلى الغرفه، ثم جلس بجانب جاسم والذي كان قريباً من منصور

      بل ملاصقاً له.. كان منصور شبه منهار، ولكنه مازال يحتفظ بالجلاده، نظر بخوف وقلق تجاه الاثنان..

      لدرجة أنه نسي أن يحيي أو يرد السلام على جاسم، تنفس جاسم قليلاً.. ثم أمسك الورقة التي بيد منصور،

      تناولها عنه وأعطاها إلى ياسر، الذي لفها ثم وضعها بجانبه على طاولة جانبيه بدأ جاسم في الكلام..

      جاسم: حاتم اعترف بأنه تزوج اختك..


      منصور نظر إليه دون أن يتكلم ... ولهذا فقد تابع جاسم..


      جاسم: منصور أعلم ثقل الأمر، عندما علمت من خلال التحقيق أنه كان مع فتاه، تم الاشتباه بأنها مريم..


      وأستطيع أن أفهم شعورك تماماً.. لا توجد خيانة في الأرض توازي خيانة أخ البطن..

      ولست ألومك ولا أقدم عذراً لحاتم أو أسماء.. منصور وقد تعالت في رأسه الصرخات، أراد الوقوف

      وهو يحبس دمعة الخيانة والمهانه، ولكن جاسم قبض على كفيه.. وقال..


      جاسم: لقد بكى أيضاً، حاتم بكى أيضاً.. عندما اعتقد أنني أنت، ثم رمى جسده إلى كتفي هنا وقال بأنه كان مجبور..

      نظر منصور إلى جاسم.. ومعالم الصدق تملؤ وجهه، بينما آثر ياسر الصمت بينهما..


      منصور: لقد خان الأمانه، لماذا لم يخبرني؟ لقد قربته مني.. جعلته كأخي الأصغر،

      سامحته بالرغم من كل الذي عانيته من أخته .. سامحته قدمت له يدي، قربته من عائلتي،

      فتحت له الباب فكسر النافذه.. جاسم.. هذا ابن عمك.. ابن خالتي.. خانني في أختي..


      جاسم: لقد تزوجها على سنة الله..


      منصور: في الخفاء لماذا؟ يخفيان ماذا؟ لكنت زوجتها له.. ولكنه تزوجها من وراءنا..


      جاسم وقد هاله ما يسمع: منصور، أنت تقول هذا؟


      منصور: وماذا تريدني أن أقول؟.. سكت كل من جاسم وياسر، تنفس ياسر وهو يخبره..

      وينظر إلى جاسم ولكنه كان يجب أن يتدخل..


      ياسر: أنا آسف يا جاسم، ولكنني في محاولة لتقفي الحقائق طلبت من مريم أن تسأل أسماء عن هذه القصه

      وما يتصل بها، وأعتقد أن لديها معلومات كافيه، عن اسباب ارتباط حاتم بأسماء..

      جاسم والذي يدرك مسبقاً المكانه التي تحملها مريم في قلب ياسر.. راعه أن يكون


      هناك اتصال بينهما ولكنه حاول التماسك أمام منصور..


      جاسم: إذاً سأتصل عليها ولنجتمع كلنا، أخبرتني ساره بأنها عندكم في المنزل..

      قال جاسم هذا وهو يضرب على هاتف مريم المتحرك.. مريم والتي كانت في المستشفى مع خالتها وأقنعتها

      بعدم الاتصال على منصور لأنهم يحققون مع شخص تم إلقاء القبض عليه في فيلا اختها المرحومه..


      ردت على جاسم، وهي ماتزال في اضطراب: نعم جاسم..


      جاسم: مريم هل تعرفين تفاصيل ارتباط كل من حاتم وأسماء..


      مريم وقد زاد ارتباكها : لماذا؟


      فهم جاسم، ولكنه أراد طمأنتها: من حق منصور أن يعلم..


      تنفست مريم قليلاً وهي تكاد أن تبكي: جاسم، نحن في المستشفى أسماء موصول لها جهاز مغذي،

      يبدوا أنها لم تكن تأكل جيداً .. كذلك تعرضت إلى صدمة ما، لا أستطيع تذكر ما حدث..

      في الوقت الحالي لا تخبر منصور حتى تفيق، واجعله يذهب إلى منزلنا


      تعال لأخذي وسأخبركم كل شئ في المنزل، صدقني أسماء وحاتم ضحايا، ولقد تصرفا هكذا حفاظاً على العائلة..


      جاسم، الذي يسمع أخته لأول مره، بهذا الوضوح والنضج.. ابتسم.. ثم قال حسناً.. سأتصل عليك لاحقاً..

      ثم التفت إلى منصور وطلب إليه أن يذهب إلى منزله، وأنه سيقل مريم، ثم تشرح له كل شئ في البيت..

      وافق منصور على كره، بينما نظر جاسم نظرة أخرى إلى ياسر، الذي ارتبك في مكانه،

      وعقب.. اذهبوا انتم فعندنا مشتبه به للتحقيق.


      فض الاجتماع بينهم، وياسر يشعر بأنه أصبح بعيداً بخطوات عن مريم،


      وأنه أصبح من الصعب عليه الآن أن يشرح موقفه لجاسم، ولكنه توكل على الله


      نادى على الشرطي وطلب إليه أن يحضر الكاتب ويدخل المتهم.


      منصور ذهب إلى فيلا جاسم حيث استقبلته ساره والأولاد، جلسوا قليلاً قبل أن يصل كل من مريم وجاسم..

      أخذت الخادمة الأطفال وجلست ساره بناءً على طلب من جاسم، تنفست مريم قليلاً ثم بدأت الكلام..


      مريم: هناك أحداث كثيرة جمعت بينكم أنتم الثلاثه من قبل، سارة منصور وجاسم ،

      اشياء لم يكن لي أنا أو حاتم أو أسماء أي دخل فيها، لقد قمتم بخياراتكم الخاصه، ونفذتم ما تريدونه،


      ولكن كل شئ، كل قرار قمتم بإتخاذه سقط علينا نحن.. وكان يجب علينا أن نقوم بتنفيذه رغم أننا لم نختره..


      باستغراب من ساره ومنصور وجاسم، تحدث الأخير، : مريم ماذا تقولين وما علاقة الموضوع ببعضه البعض؟


      مريم: كل العلاقه يا أخي، أرجوك دعني أنهي كلامي..


      أمام إصرار مريم، سكت الجميع لتتابع: تنفست وأعقبت؛ منصور أحب ساره، جاسم تقدم لخطبتها،

      ووافقت ساره على جاسم.. انتهى.. كان يجب أن ينتهي ولكنه لم يتوقف..


      فساره تقرر أنني يجب أن أتزوج من حاتم، وتعيد نفس الخطأ الذي فعلته خالتي أم منصور معها

      عندما كانوا أطفال وقالت ( ساره لمنصور) نفس الخطأ قررت سارة أن تعيده،

      دون أن تتذكر مشاعرها الأخويه تجاه منصور الذي أحبها بصدق.. بدى على جاسم الضيق،

      بينما شعرت ساره بالخزي والخجل وتنهد منصور بتمهل وهو يتذكر الماضي..


      تكمل مريم: تأتي خالتي أم منصور، والتي لم تنسى أو تتجاهل ما حدث، وتبعد أسرتها عنا،

      فنصبح مجهولين لبعضنا البعض، حاتم لم يرى منصور أو أسماء طوال الفتره السابقه..


      وفجأه، تقرر أنت يا جاسم، بأنه يجب أن يعود ليستقل في حياته، ويعيش وحيداً في منزل والديه بجوار خالته..

      لينفذ مازال الأوامر.. أن يتزوجني، وأن يعيش وحيداً.. وأن يدرس لكي يحمل أعباء أعمال والديه

      أليس كذلك يا منصور؟َ!!.. سألته مريم دون أن تنتظر الإجابه.. ثم أكملت..


      حسناً.. لقد كان لخالتي أم منصور مخطط آخر، أرادت أن تستغل حاتم للإنتقام من جاسم وساره،

      وذلك بدفع أسماء إليه وتقريبهما من بعضهما البعض عبر اللقاءات المدبره..


      ربما أرادت أن تجعله يصبح مرفوض من ابنتها عندما يتقدم لخطبتها،

      أو ربما عندما تتشوه سمعته بفكرة أن هناك فتاه دائماً معه ترفضه يا منصور ولا يقبل أحد في تزويجه


      أو أي شئ آخر.. اسماء التي لم تعرف حاتم أو تكبر معه، لم تعلم مخطط أمها إلاّ متأخراً..

      ولهذا لم تستطع أن تمنع نفسها من أن تحبه، وبالرغم من الخطأ الكبير الذي اقترفاه..


      فإن السبب أنه لا يوجد هناك من يستمع إليهما، فكل واحد منكم أنتم الثلاثه قرر كيف يجب أن نتصرف،


      وماذا علينا أن نفعل.. في المره الوحيده التي قرر فيها حاتم، كانت خالتي تعد له مصيدة


      ليصبح نسخة أخرى عنك يا منصور، وينتظر على ذكريات على أمل أن ينسى ابنة خالته..


      اسماء وحاتم لم يخطئوا لقد فعلوا الصواب، ربما ليس بمعرفتكم.. ولكن عندما تزوج حاتم من أسماء

      فإنه تزوج من الفتاه التي هو اختارها..



      ساره والتي بدأت تبكي حزناً على أخوها، أدركت خطأها ولكنها تفاجأت بعبارة تزوج،

      واتضح عليها الذهول قالت بصوت مرتجف: أسماء وحاتم متزوجين..


      مريم بثباات: أشارت بوجهها نعم..


      ساره: نظرت إلى منصور وجاسم.. والذين أومآ برأسهما إلى الأسفل إشارة على صحة ما تقول..


      سارة بدأت تتكلم بصوت منفعل: لماذا؟ لماذا تزوجا؟ وهي تهز مريم


      مريم التي لم تفهم السؤال، بدت محتاره، ثم أجابت ببراءه: لأنهما يحبان بعضهما، ألم تسمعيني؟


      ساره: مريم، لماذا تزوجها في الخفاء لماذا؟


      مريم: لم تكونوا لتوافقوا لهما..


      جاسم تنهد وأبعد بين ساره ومريم، أخبر مريم أن تذهب إلى غرفتها.. ثم نظر إلى ساره..

      أمسكها من يديها وأجلسها بجانبه.. ثم قال للأثنين..


      جاسم: أسماء الآن في المستشفى في حالة إغماء ثم نظر إلى ساعته وأشار بأنه ستكون قد افاقت

      في مثل هذا الوقت، ثم أتبع.. سوف نعرف كل شئ من حاتم عندما يخرج من السجن،

      وحتى ذلك لا تخبروا خالتي أم منصور، لابد أنها ستلوم نفسها بدون طائل ولا نعلم ما قد يجري..


      ضرب منصور قبضته على اليد الأخرى، منصور: أمي.. كيف تتصرف هكذا؟


      جاسم بعد أن تنهد، لا بأس يا منصور، تحمّل حتى نعرف الحقيقه، والرجل الذي ألقي القبض عليه اليوم

      وجدت معه السكين التي قتلت الضحيه، فربما نكون قد اقتربنا من الحقيقة.
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • على قلق وحزن وخوف اصبح كل من ساره ومنصور ينتظرون نهاية التحقيق، خرج منصور من عند جاسم وساره

      وليس لديه الرغبة في العودة إلى منزله.. فاتصل على زينب علّه يستطيع أن يراها أو يجلس معها،

      كان منصور وزينب قد عقدوا قرانهم في احتفال عائلي.. خلال الأسبوع المنصرم ولكن لم يتم


      تحديد موعد الزفاف حتى تنتهي قضية حاتم، وكان هذا أول اتصال لمنصور بمريم منذ أن تم عقد قرانهم،

      بسبب ما يحدث مع ابن خالته وأيضاً لأنه كان محرج من عائلة زوجته، فلم يعطهم فتره كافيه،

      عندما كان يشترط الاستعجال في كل شئ إلاّ الزواج، ولولا أن زينب تحبه حقاً ورفضت الكثيرين سابقاً من أجله،

      فإن أهلها ما كانوا ليقبلوا بتصرفات منصور الطفوليه.


      زينب أخبرته أنه لا بأس في أن يزورها، وفاجأها أنه عند الباب أخذت بعض الوقت لتستعد استعداداً سريعاً

      ثم نزلت لتدخله إلى غرفة خاصة حيث يستطيع أن يتحدث على راحته، وتركت الباب مفتوحاً قليلاً..

      بعد أن أحضرت ضيافه مناسبه.. أمضى منصور بعض الوقت مع زينب والتي لم تضغط عليه ليخبرها مافي صدره،

      حاولت أن تخفف عنه قليلاً.. وما كان أحد ليستطيع غيرها، وهكذا جلس منصور حتى أذن لصلاة العصر،

      ثم طلب منها أن يزورها بين فترة وأخرى، وافقت له شريطة أن يعلمها قبلها بوقت كافٍ..


      ذهب منصور حاملاً حزنه وسر زواج اخته في الخفاء .. ولكنه شعر بارتياح أكبر،

      وأنها بالفعل الزوجة التي تناسبه.. صلى في أقرب مسجد ثم ذهب إلى المنزل حيث أخبرته أمه ما جرى لأسماء،

      نظر إلى أمه قليلاً ثم ابتسم.. وزار اخته أسماء في غرفتها كانت بالفعل ضعيفة جداً، وخسرت وزناً

      ولكنه يلاحظ هذا لأول مره، تمنى لها الصحة، قبلها على رأسها وخانته دمعة وصلت إلى جبهتها

      فحركت أصابعها في وجهه، وهي تمسح عن عينه و تبتسم ..


      أسماء: أنا بخير..


      منصور: بخير إن شاء الله.. كُلي ..


      أسماء: حاضر يا أخي..


      نزل منصور وذهب إلى غرفته، وهو نادم على إهمال أخته، ولكنه لا يستطيع أن يقبل زواجها خفيه،

      أو أن تخفي عليه مخطط أمها.. فكر، يجب أن أتقرب من أختي أكثر، كان يحدث نفسه، عندما ذهب في نوم طويل..


      ياسر في وقت سابق اجتمع مع السارق وواجهه بالأسئله ولكنه رفض الكلام إلاّ بوجود محاميه..


      فتم إغلاق المحضر، واستدعاء المحامي مع احتجاز المتهم. من جهة أخرى وصلت نتائج التحليل

      تثبت أن الدم الموجود في السكين هو دم الضحيه.. وأنه توجد بصمه للضحيه، وبصمه لأسرار مطلقة أحمد،

      مما استدعى استجلاب أمر تفتيش لمنزل المتهمه واعتقالها بتهمة الاشتراك في جريمة قتل.


      تم التحري عن السيارة ووجد أنها سيارة مستأجره، تتابع التحقيق حول اسم المستأجر،

      فكان الشاب المقبوض عليه تحت ذمة التحقيق قد استأجرها لمدة يومين،

      كل هذه المعطيات كانت تؤكد للمحققين ولياسر خاصة بأن هذا الجريمة كانت مدبره ومعد لها.


      عادت أسرارإلى المكتب وهي مستاءه من طريقة معاملتها وسبب استحضارها بالرغم من كل المعلومات

      التي أعطتها للمحقق، وقف ياسر هذه المره حيث تحسنت قدمه كثيراً عن المرة السابقه وقال:

      ياسر: لو سمحتي بهدوء سنعيد الاستجواب تفضلي بالجلوس.


      ياسر: لنعد إلى أقوالك مجدداً يا سيدة أسرار.. قالها ياسر ببطء وتمهل.. أربك أسرار وأقلقها..


      لقد أخبرتنا بأنك ذهبت في رحلات إلى العلاج، وأنك قد شفيتي تماماً من العلة التي كانت تمنعك من أن تكوني أم،

      أو ( امرأة كاملة ) كما وصفتي.. أليس كذلك؟ بحذر وارتباك ردت أسرار: نعم، قلت هذا..


      ياسر، حسناً.. وأنك في اليوم الذي ذهبتي فيه إلى زيارة إليها في حوالي الساعة السابعه،

      أو أقل من ذلك وحسب التسجيل الصوتي الذي بحوزتنا.. قد واجهتي


      اعتداءها عليك بالسكين، بأنك قد تلافيتي الطعنه، ثم دفعتيها إلى الخلف، في محاولة لإنقاذ نفسك..

      وأخبرتها أنها لا تستحق أن تفكري فيها حتى لأنها خائنه...


      بدأت اسرار تبلغ قصة في حلقها، ولكنها أجابت: لا أذكر المشاحنه بالضبط ولكنني أذكر أنها كانت حيه عندما تركتها..


      ابتسم ياسر بهدوء.. ثم أكمل.. ولكن بصماتك كانت فوق دم الضحيه على السكين التي وجهت عليها..

      أي أنك أمسكت بالسكين والدم كان يسيل عليها.. أسرار، والتي هالها ما يقوله المحقق،

      سكتت وهي في حيرة شديده.. كيف يقولون هذا..؟ ومن أين لهم أداة الجريمة.. ؟

      بدأت ترتبك في مقعدها وكأنها تود الهروب ولكن ياسر اقترب منها، ووجه إليها نظرات طويله.. وجاده، ثم قال..


      ياسر: أعلم أن لك شركاء وربما كنتي ضحية أخرى، أو أنه ليس لديك نية قتل وإنما جاءت بالصدفه..

      ولكنني سأحتاج إلى تعاونك وشهادتك ستخفف عنك الأحكامالتي سوف تتخذ ضدك، لقد قمت بالبحث،

      لا توجد أمراض نسائيه ضد العقم يتم علاجها كلياً من خلال زيارات بسيطه كالزيارات التي قمتي

      بها للخارج حتى مع أقوى العقارات، في مدة أقل من ستة شهور، إنه ليس من الممكن..

      أن تكون سفراتك للعلاج، وأنك أصبحت " كامله " كما تقولين، بهذه الفترة الوجيزه.. فما بالك بعقم لا تتم معالجته

      في مستشفياتنا هنا ويستوجب الإستشاره من الخارج؟؟!!.. وأنا أكيد أن طبيبك النسائي سيثبت هذا،

      فإن لم تعطيني اسم طبيبك المعالج أو العيادة التي داومتي على زيارتها،

      فإنني سأنظر إلى رحلاتك بأنها رحلات للتآمر على زوجك وابيه من أجل إنهاء أعمالهم ومصالحهم... أليس كذلك؟؟


      ارتبكت أسرار، وبدااا جلياً ضيقها وخوفها، فأكمل ياسر..


      ياسر: لقد قمنا بالقبض على طرف آخر الرجل الذي كان يساعدك لتنفيذ مخططك

      وسوف يبقى علينا أن نجد شريككم الثالث، إذا تعاونتي وقدّمتي أدلة تفيدنا فإننا بالتأكيد سنأخذ


      هذا في الحسبان، تنهدت اسرار، ولكنها حاولت أن تتماسك.. ثم قالت


      أسرار: إذاً أنا متهمه في القضيه..


      ياسر: نعم..


      أسرار: لن أتكلم إلاّ بحضور المحامي..


      بناءً على طلب أسرار تم إقفال المحضر حتى استدعاء المحامي، وفي ذلك الوقت يتم حبسها على ذمة التحقيق..


      مع خروج أسرار ورد اتصال من المستشفى، بأن مها تريد أن ترى المحقق وتسجل إفادتها بالكامل..

      وهي مستعجله جداً على ذلك.. مما اضطر ياسر أن يذهب بسرعه مع كاتب المحضر، ويزورون المستشفى مجدداً..

      كانت الساعة تقريباً الثالثه والنصف عندما وصل ياسر إلى حيث مها..


      مها: ليس هو.. لقد قبضتم على الشخص الخطأ.. أنا أعتذر أنني لم أتعرف عليه،

      أرجوكم أخرجوه إنه برئ.. لم أره في حياتي.. وجهاً لوجه.


      ياسر: مها، ارجوكي اهدئي وأخبريني .. أجوبتك بعد تفكير ،


      مها: أومأت برأسها ثم قالت ، نعم


      ياسر جلس حيث جلس في الصباح، إلاّ أنه قرب الكرسي قليلاً.. حتى يحظى بتركيز مها.. ثم بدأ يخبر كاتب السجل..


      ياسر: اكتب من فضلك، بناءً على اللقاء الذي تم صباحاً بين المشتبه به حاتم، والمعتدى عليها بالطعن السيدة مها،

      فإن الأخرى أفادت بأنه ليس المجرم الذي حاول طعنها..


      توجه ياسر إلى مها قائلاً: ولكنك قلتي بأنك لن تتعرفي عليه جيداً.. ( أقصد المعتدي)


      تنفست مها ثم أجابت: لقد سمعت صوته، وليس هو نفس صوت المجرم بالرغم من أن الآخر كان يضع

      لثماماً على وجهه، ثم اسقطت رأسها قليلاً وهي تفكر..


      ياسر وقد قرأ قلقها: لقد وجدنا صورة المشتبه به في هاتفك المتحرك عندما تم القبض عليه،

      فهل انتي تحاولين التستر عليه؟ وماهي علاقتك به؟


      رفعت مها رأسها بسرعه، وهي في دهشة وعيناها قد فتحتا على اتساعهما: لا توجد علاقة بيننا ،

      أنا لم أره في حياتي إلاّ من خلال هذه الصوره والتي التقطتها صديقتي لتريني صورة زوجها،

      فلقد اتفقنا منذ زمن بأن كل واحدة منا ستأخذ رأي صديقتها في زوج المستقبل..

      ولم أتخيل يوماً أن اتفاقنا سينتهي إلى دمار زواجينا.. فزوجي يعتقد بأنني أخونه، وزوجها متهم

      بسبب الصورة التي على هاتفي.. قالت مها هذا وهي تبكي.. حيث لم تستطع منع نفسها..


      تنفس ياسر بهدوء وهو يقول: هل تتذكرين متى أعطتك الصوره..


      مها: في نفس اليوم، الذي دخل المجرمون علي.. لقد اتصلت تخبرني بأنها تزوجت

      ولكن ليس لديها مكان تمكث فيه حتى انتهاء محاضراتها.. فطلبت إليها أن تأتيني.. كان الوقت كهذا..

      الثالثه أو شئ من ذلك لا أذكر، بعدما أذنت لها بالدخول اتصلت عليها لأذكرها بالوعد،

      أخبرتني لاحقاً أنها اتصلت على زوجها وأخبرته أن يدخل.. ثم التقطت الصوره بدون أن يشعر،

      ثم ضحكت وهي تخبرني .. بأنه غضب عندما قالت له "نسيت ماذا أريد"..


      ياسر: ولكن هذا لم يظهر في الأمر الصوتي، فأنتي أذنتي لأسماء فقط بالدخول..


      مها: أجل، أذنت لأسماء.. ولكن قبل أن يقفل الباب إلكترونياً.. يعطي فترة 5 دقائق بين الفتح والإغلاق..


      هز ياسر رأسه بتعجب، ثم سألها.. حسناً.. هل تذكرين الأحداث في تلك الليله...


      مها: لن أستطيع نسيانها ولو أردت.. ثم مدت بصرها إلى أسفل وكأنها تسترجع مكان الخياطه..


      ياسر: مها أتمنى أن تخبريني ما حدث بدون إنفعال.. وأن تحاولي قدر المستطاع أن تتذكري

      فإن لم تستطيعي فقط أخبريني


      مها بابتسامه: حاضر،


      ياسر: حسناً، من بدأ بالاتصال بالآخر أنتي أم أسرار في ذلك اليوم؟ ولماذا جاءت؟


      مها بتعجب: هل عرفتم وجود أسرار في تلك الليله، أشار لها ياسر بإيماءة أنه نعم.. تنهدت ثم قالت..


      مها بحزن: بدأ كل شئ مع زيارة أحمد المفاجئه، وكانت المفاجأة الأكبر أنه صدق كلام أسرار..

      وفتح في هاتفي ثم أخبرني بأنني خائنه.. قال بأنه جاء ليعتذر مني، لأنه كان يشك فيني، ولكن مع هذه الصوره

      فإنني أثبت الجريمة على نفسي.. حاولت أن أشرح له، أن أتكلم.. ولكنه لم ينظر إلي، قال لي.. أنتي طالق..

      وخرج.. شعرت بالحزن والإنكسار موقفي أصبح أصعب خصوصاً مع وجود ابني .. لا أنكر أنني فكرت بأنه


      سبب شك أحمد فيني لأنني أخبرته أنني حامل في الوقت الذي جميع الرسائل تؤكد أنني أخونه..

      تنهدت بحزن وأكملت.. ذهبت إلى غرفتي لأضع ملابس في الحقيبة ولكنني تذكرت اسرار،

      وأسلوبها في التفريق بيني وبين عائلتي.. وكيف عرفت بوجود الصوره في هاتفي


      كان يجب أن أتأكد.. فاتصلت عليها وطلبت منها أن تأتي لكلام ضروري بيننا.. ردت علي بأنفه

      بأنه لا يوجد كلام يجمعنا.. أخبرتها أنه يوجد وأن غشها لأحمد قد يسكت عنه،

      ولكن عمي أبو أحمد لو عرف أنها تلاعبت بابنه طوال تلك السنوات فإنه سيقضى عليها..

      بعد بعض الوقت وافقت أن تأتي تركت غرفتي لأراقب كل شئ، عندما دخلت الخادمه، وأرسلت من هاتفي

      صورة زوج صديقتي إلى أسرار، أعتقد أنها أسرار وإلاّ من يهمه أي شئ في هاتفي،

      وقفت فوق رأسها هذه أنتي!!.. بعد أن قمت بمعاملتك بذلك الإحسان، وأبقيت عليك رغم عدم رغبة زوجي

      لأنك عملتي مع أسرار..تردين لي الجميل بأن تنقلي أخباري.. بالتأكيد كان لن يفيد الندم،

      وإن كنت في لحظة غضب ضربتها وأهنتها ووجهت لها عبارات قاسيه، لن تفي ما أشعر به.


      جاءت أسرار على الموعد، وتحدثت بكلام فارغ وكأنها تريد استثارتي وفقط،

      جئت بها لأهددها حتى تبتعد عن عائلتي لأنني سأعود إلى أحمد، والخادمه ستغادر


      وأشرت لها إلى بطني بأن الولد في بطني سيشهد بأنني صادقه، وبأنها وتحاليلها مخادعه..

      أخبرتها أن أحمد لن يعود لها.. وأنني وإياه سنحظى بابننا..


      حينها استثارت وبدأت ترميني على الأرض، في محاولة لقتل جنيني، أو إجهاضه... لا أعلم..

      لقد كانت كالوحش، تريده أن يذهب أن يختفي.. دافعت عن نفسي، ولكنني كنت متعبه وفوجئت فجأه بجثة رجل

      يخرج من وراءها ثم يطعنني بالسكين، وكأنها التفتت إليه وقالت أسمه، " سعد" بتفاجئ.. سمعت صوته وأنا أسقط


      بعد ذلك لم أرى إلاّ أحمد، أو أعتقد أنني رأيته قبل أن يجتمع الأطباء حولي ليأخذوا ابني..


      كانت مها قد بللت وجهها بالدموع، التي تتساقط مع كلماتها، وهي تشعر بأنها تتخلص من كل أفكارها،

      وقفت عند آخر عباره وهي تبكي وزادت أنفاسهاوزفراتها مع عبارتها،

      حاولت أن لا تؤذي نفسها بسبب الخياطه فأسندت رأسها إلى الخلف وكأنها تحتاج إلى الراحه،


      قطع ياسر ذلك قائلاً: أختي، إذا كنتي أنهيت أقوالك، وليس هناك ما تضيفيه فأرجوا أن توقعي على الأوراق..


      مها تنفست ثم قالت: أمسكت بالرجل الخطأ ليس هو من قتلني..


      قال ياسر بابتسامه: أعلم، ولقد أثبتت الأدله ذلك، ولكن أرجوا أن توقعي على أقوالك ليتم الإفراج عنه..


      ابتسمت مها رغماً عنها، ثم وقعت.. شكرها ياسر وتمنى لها كاتب السجل الشفاء قريباً..

      شكرته على استحياء ذهب الاثنان، ودخل زوجها والذي سمع الحوار الذي دار بينهم،

      دخل وعينه يملؤها الأمل، الأمل الذي زرعه جاسم في قلبه بعد كل تلك الجلسات التي يقضيانها معاً..

      أخبره بأنه يجب أن لا ييأس من رحمة الله، وأنه يجب أن لا يخاف مواجهة الإنسانة التي يحبها،

      أخبره عن بعض الذي حدث له، وشجعه أن يسترد زوجته.. دخل أحمد وجلس بعيداً قليلاً وهو يتمنى لها السلامه،

      وبدأ في كلام طويل .. انتهى بابتسامة أمل .. بنظرة خاطفة إلى معدتها .. إلى حيرة هل ستستطيع النسيان،

      هل تريد أن تعيش مرة أخرى في ذلك المكان.. أسئلة لن نعرف إجابتها.. لأن الإجابة في مها..

      وهي منحت نفسها وقتاً طويلاً قبل أن ترد، وإذا أرادها أحمد حقاً فعليه أن ينتظر..


      في منزل جاسم كانت الأوضاع هادئة في الظاهر، ملغومة من الداخل، جاسم عنده اسئلة ومخاوف

      ماذا يحدث بين مريم وياسر لقد أهمل إحاطتهما.. كما أن الأحداث جعلته يبتعد عنها ويقترب من زوجته أكثر،

      عند ساره، تخاف أن يكون سبباً غير سعيد ما جمع بين اسماء وحاتم، ولماذا يخبئ عنها رغم معزته لديها،

      مريم مازالت قلقه على أسماء وشعرت بطريقة ما بأن جاسم لابد أنه عرف بالاتصالات بينها وبين ياسر..
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • تلك العبارات غير المباحة بينهم، جمعتهم في لحظة من الوجوم والغلق،

      كلمات مريم مازالت تتردد على آذان كل من ساره وجاسم ..


      في دقيقة ما من ذلك الصمت الذي يجمعهم، كسرت نغمات هاتف جاسم المحمول الصوت،

      لتنذر بوصول اتصال.. تنهد جاسم، وأصدر حمحمة خفيفة ثم أجاب..


      جاسم: السلام عليكم ورحمة الله


      ياسر : وعليكم السلام والرحمه


      جاسم ونظراته إلى مريم: مرحباً ياسر.. ماذا هناك؟


      ياسر ويتضح في صوته الابتسامه: أخبارٌ جيده


      جاسم باستغراب: اسرع بها..


      ياسر: لقد ثبتت براءة حاتم، وسوف يتم إخلاء سبيله غداً صباحاً..


      وقف جاسم وقد علت وجهه ابتسامة عريضه: متأكد يا ياسر..


      ياسر: متأكد، لقد قامت المعتدى عليها بنفي التهمة عنه، وفسرت سبب وجود الصوره،

      كما أنه لا توجد هناك بصمات على السكين التي طعنت المعتدى عليها .. و


      أوقفه جاسم وهو يضحك: ياسر ، متى أخبرني متى سيخرج؟


      ياسر وقد أدرك السعادة التي فيها جاسم: غداً صباحاً إن شاء الله ستبدأ إجراءات الإفراج عنه..


      سأحضره وآتيكم به، ولكن أين؟


      جاسم: نظر حوله ثم قال.. تعال إلى منزل خالتي أم منصور..


      ياسر: كما تشاء، وألف مبروك..


      جاسم: ياسر، هذا بسبب جهودك.. شكراً لك..


      ياسر: هذا بفضل معلمي الأول..


      ابتسم جاسم برضا، وأنهى المكالمه.. نظر حوله، وإذا بأعين ساره ومريم معلقتين عليه..


      جاسم مازال يبتسم وقد اعتلت وجنتيه حمرة من حرارة الموقف: سيفرجون عن حاتم غداً صباحاً..


      بدهشه، لم تستوعب أي من الفتاتين ما يقوله جاسم في تلك اللحظه، فأعاد جاسم العباره..


      جاسم: ثبتت براءة حاتم، وسيخرجونه غداً صباحاً .. هكذا قالها بصوتٍ عالي..

      جعل كل واحدة منهن تقفز إلى صدر الأخرى في عناق وبكاء وضحك.. أرادت مريم أن تتصل على أسماء

      ولكن جاسم منعها، وأخبرها أنه من الأفضل أن يحدث كل شئ أمامهم، خوفاً على أسماء من منصور،

      أو أي مواجهة مع أم منصور..ساره لم تعرف ماذا تفعل، فانطلقت إلى المطبخ تجهز بعض الأطباق التي يحبها حاتم،

      وتعد بعض الأكلات التي يجب تجهيزها مساءً ثم تسخينها في اليوم التالي..

      أما جاسم فقد أمسك بيد أخته مريم وذهب معها إلى الأعلى..


      جاسم: مريم لنا فترة كبيره لم نتحدث مع بعضنا البعض..


      مريم : تفضل أخي..


      تنهد جاسم ثم قال: كيف وصل رقم هاتفك المحمول إلى ياسر؟


      مريم بخجل: هل تذكر أول ليلة عندما وعدتك أن أذهب إلى المدرسه وفوجئت بالخادمه..


      جاسم باستغراب: قبل حادثة السرقه..


      أومأت مريم برأسها، ثم أخبرت أخاها بكل ماكان بينها وبين ياسر حتى اليوم، وأنها أرادت أن تساعد


      في حل القضيه، وليتمكنوا من تخليص ابن عمها.. تنهد جاسم وهو يشعر بالعرفان،


      أن ياسر كان يعرف رقم مريم.. وإلاّ لا يعرف ماذا كان حدث وهو في المستشفى وهي وحيده


      مع عصابة مختصة بالسرقة والقتل.. ولكنه لم يظهر هذا لمريم..


      جاسم: مريم أنا أثق بك كثيراً، لطالما كان وجودك عوناً لي ولياسر في حل قضايانا، ولا أريدك أن تخوني ثقتي..


      مريم: أعرف يا أخي وأعتز بثقتك ولن أخونها..


      جاسم: ماهي مشاعرك لياسر؟


      مريم: وقد فاجأها سؤال جاسم.. مشاعر؟ ماذا تقصد يا أخي؟


      جاسم: ارتبك.. لا يعلم ماذا يقول ولكنه تابع، لقد كنتي طوال حياتك مخطوبه لحاتم،


      ولكنه الآن تزوج من ابنة خالته.. فهل تشعرين بمكانة لياسر حتى يعوّض مكان حاتم؟


      مريم: التي أخجلها كلام أخيها، لم تستطع أن تتنفس بانتظام، أخذت شهيقاً طويلاً.. ثم سكتت..


      لام جاسم نفسه، على العبارات التي ألقاها على مسامع أخته، والتي كانت تبحر في حيرة..


      عن سبب عبارات أخيها... تنهد جاسم، ثم وقف وتركها مغادراً.. عندما استوقفته بصوت مخنوق..


      مريم: جاسم، أنا لم أفكر في حاتم أبداً كزوج، وإن كنت أعد نفسي لقبول خطبته بناءً على رغبة ساره..


      وقف جاسم وهو يتذكر عبارة حاتم، فسرت في أجزاءه رعشة بالذنب الذي اقترفه في حقهما معاً

      عندما وافق على شرط ساره..


      وأكملت مريم: أما ياسر فأنت تعرفه أكثر عني، ولكن صدقني لم أتجاوز حدود الأخلاق معه،


      ومازال هناك وقت طويل أمامي قبل أن أفكر في مسألة الخطبة والزواج، فأنا أدرس،


      وأمامي السنة القادمه الثانوية العامه.. هناك الكثير الذي يشغلني ولست مضطرة إلى الزواج بسرعة أبداً..


      ابتسم جاسم بارتياح: لقد كبرتي يا مريم.. وأصبحت مختلفه عن السابق..


      مريم بخجل: ربما الأحداث الأخيره جعلتني أفهم أن هناك أهم من الجرائم والأدله..

      بأن هناك أشخاص واسباب وراء كل جريمه..


      جاسم الذي عانقها، ابتسم لها قائلاً: إذاً لن تأتيني المكتب بعد الآن،


      مريم بضحك: فقط بنتيجة الثانوية العامة..


      ضحك الإثنين، ونزلوا إلى حيث ساره.. يساعدونها ويسخرون من استعجالها

      وعدد الأطباق التي لن يستطيع حاتم أن يأكلها..
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • بلسم الحياة كتب:

      أحدااااث في غاية الرووووووعة
      سلمت أناملك المبدعة


      وبانتظار البقية
      :)


      حياك الله أختي..


      وأشكر لك متابعتك الدائمه.. :)

      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!



    • الشكوى لله..

      النصوص التي لم تظهر.. هي عبارة عن تكملة ونهاية القصة #i


      وألحين.. احم.. بسبب خطأ إلكتروني.. لازم أكتبهم من جديد...

      حشى .. انتقام التكنولوجيا كان لازم أسمي القصه.. ~!@@ad


      قريباً.. ننتهي:)
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • هلا عيـــــــــــــون
      حلووو انتقام التكنولوجيا ... #i

      بصراحة فكرت إنك متعمدة هالحركة عشان تشوقينا أكثر :slap:
      ع العموم نترقب التكملة بشوق ولهفة
      ودمتم
      $ شـُــــــكـــراً $$9
    • عيون هند كتب:

      الشكوى لله..

      النصوص التي لم تظهر.. هي عبارة عن تكملة ونهاية القصة #i


      وألحين.. احم.. بسبب خطأ إلكتروني.. لازم أكتبهم من جديد...

      حشى .. انتقام التكنولوجيا كان لازم أسمي القصه.. ~!@@ad


      قريباً.. ننتهي:)




      وانا اقول ليييييييش المشاركة فاضية
      طلع إنتقام التكنلوجيا


      أوكي نحن بالانتظار؟؟
      اليوم ولا بكرة بتنزلي النهاية؟؟؟
      ؟؟؟!!!!
    • ودمع العين ينذرني بأني بت معتدياً..



      وهاذا الحرف يفضحني بقول الحق مبتدءاً..



      ظلمت الزر تضغطه تعيد الطعن معتمداً..



      ....




      أعود لأكتب.. ~!@n


      ----------------------------------------




      اتصلت سارة على خالتها تخبرها بزيارتهم الصباحيه وأنها قد عزمت نفسها وزوجها واخته مريم إلى الإفطار..




      ابتسمت الخالة وردت برضى، بأنها ستكون في انتظارهم وسيكونون جميعاً في استقبالهم.. كانت هذه هي




      الخالة الجديده لساره، والتي تغيرت معاملتها تماماً وأسدلت ستارةً غليظة على الماضي، وخلال فترة بسيطه




      تتراوح الأسبوعين استطاعت أن تستعيد الجميع حولها، وتصبح امرأة مختلفة .. بل أن تكون نفسها كما كانت




      قبل الحادث، في منزل أم منصور كانت الاستعدادات قائمة لاستقبال عائلة ساره، وبالرغم من التنظيم الدائم




      إلاّ أن أم منصور أصرت أن تقوم بالإشراف مرة أخرى على كل شئ، مما استدعى بعض القلق عند الخادمات




      كذلك فإنها قامت بعمل أكله خاصة بيديها من أجل ابنة اختها، وتركت الباقي للطباخ ينفذه، كان كل شئ معد




      عند ساره كان هناك لقاء مع الخوف والألم وذكريات مزعجه تسجل حضورها مع كل اقتراب لهم من منزل خالتها




      كانت معالم الطريق تعيدها إلى الذكريات أو أنها كانت تسترجع من الطريق بعضها،




      عندما تمر من زاوية احتضنت خلافاً لها مع زينت في طفولتها، أو عمود وقفت إليه مع صديقتها يبثان أحزانهما،




      وطريق المدرسة، وأحزان الطريق مع هموم الواجبات والكتاب المدرسي، عبرت ماكان يشبه محلاً صغيراً




      توسع وأصبح كأنه سوبر ماركت يقدم عروضاً خاصة في واجهته، ابتسمت قليلاً.. وهي تتذكر مقالبهن مع صاحب المحل،




      شعرت بأن كل شئ تغير ولكن هناك شئ أرادت أن تتأكد منه، ففتحت زجاج النافذه لتشم رائحة الأرض، افتقدتها،




      ربما بحزن شعرت كل شئ تغير، رفعت رأسها إلى الأمام، كان منزل والديها، يظهر أمامهم، بهدوءه بجلاله وكأنه معبد ،




      نظرت إليه ساره وقد عقدت يدها إلى صدرها، شعر جاسم ومريم بالخوف الذي يعتريها، وكأن الاهتزازة التي في جسدها وصلت إليهم،




      فأمسك يدها ونظر إليها بحنان، عانقت أصابعه، وهي تنظر إلى ذلك الشبح العملاق،




      يظهر من خلف بيتهم حيث يقبع بيت خالتها.. تنفست ساره خوفاً أو رهبه، أيهما لم تكترث




      ولكنها استرجعت طفولة ومراهقة تحيطان بهذين المنزلين يتصلان بسلسلة لن تنقطع،




      سيبقى منزل والديها البوابة الرئيسية التي تستقبل الزائر إلى منزل خالتها.. هكذا كما شاءت الظروف،




      كما أرادت خالتها أن تتصل دائماً بأختها، وتبقى بجوارها، حانت منها دمعه.. رغم أنها كانت كبيره




      إلاّ أنها لا تتذكر أمها بقدر ما تسترجع خالتها، أمها بحنانها برائحتها، تلك الرائحة التي لم تفارقها يوماً..




      هذا ما تتذكره من أمها، سجادة الصلاة ورائحتها وحنان يديها.. كم ندمت أنها كانت بعيدة عنها بسبب افكار المغامره واهتمامات المراهقه




      التي جعلتها تهتم بصديقاتها وأناقة خالتها.. تنهدت بغربه عندما شعرت بتوقف السيارة أمام منزل خالتها أم منصور،




      ونزول الأخيره إليهم عبر درجات القصر.. نزلت ساره وهي تلقي نظرة إلى حيث منزلهم.. استرجعت الكثير ،




      أول كعكه تعدها لمناسبة زيارة عمها وجاسم وأم جاسم، وكيف دخل يعقوب في ذلك اليوم وهو يسيل دماً من قدميه،




      وعندما قفزت تسأله.. أجابها بأنه سقط على الزجاج المكسور أثناء مباراة كرة القدم وأن هذه أخطاء الأطفال الذين،




      وقبل أن يكمل هرولت إلى أمها لتقديم الاسعافات الأوليه، ولكنه التهم جزءً كبيراً من كعكتها مما أحزنها فأخذت تكيل عليه السباب،




      وهربت إلى غرفتها باكيه.. وبعد بعض الوقت.. جاء إليها معتذراً وفي يديه صحن به قطعة كبيره،




      قبلها على رأسها وأخبرها أنها أفضل كعكه، عبارة لم تسمعها من جاسم عندما قدمتها له سراً فيما بعد.




      تنهدت نظرت إلى جاسم وكأنها تعاتبه، ثم ابتسمت ابتسامة شاحبه، تحجب دمعة تكاد أن تسقط،




      والتفتت إلى خالتها التي بادرتها هامسه وهي تضمها إليها..




      أم منصور: أعيش على ظلال ذكراهم..




      ارتجفت أوصال ساره، وشعرت بالقرب الشديد من خالتها، فضغطت عليها ثم ابتعدت ونظرت مبسمة وقالت:




      ساره: سيعيشون هنا من جديد..




      كانت ساره تعني حاتم وأسماء ولكن الخالة لم تفهمها، فصمتت وأدخلتهم إلى الداخل دون أن تلقي أي بال.
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • بعد استقرارهم في في القاعة الرئيسية، بدأت سارة تبعثر نظراتها على أجزاء وأركان معينه..

      احتفظت بها أم منصور كما هي،فبعثت إحساساً مريحاً فيها.. كما أن التغييرات التي أضافتها تبدوا إنفرادية

      ممزوجة بألوان الجرئه والتغيير. وقفت ساره مبتسمة وهي تطالع القطع المضافه.. وتمرر عليها يدها باستغراب..


      حتى وصلت إلى ركنها المفضل، عندما كانت صغيره، وتلعب دور شهرزاد ذلك الدور الذي أتقنه معها منصور وزينب..

      فكانوا يلفون قطع الحرير.. تقوم المربية بتصفيق يدها باتزان، وكأنها تأمر بفتح الأبواب..

      فتدخل ساره، وزينب معها، وكأنها أختها في القصه، بينما يضطجع شهريار ( منصور) آمراً إياها بالجلوس..

      فتجلس بجواره.. وتجلس زينب على مبعده.. ويبدأون يتحدثون عن قصص حقيقيه،


      حدثت مع أصدقاءهم.. ويتخاصمون ويتعادون بين ضحك وسخرية ثم يرمي منصور عمامته،

      مسرعاً إلى غرفته ليأتي بلعبة أفضل من التي يلعبونها.. ابتسمت وهي تمسك بقماش الستارة المتدلي على وجه النافذه،

      راودت منصور نفس الذكرى فابتسم أيضاً وأسقط رأسه إلى الأسفل شعر جاسم بما يجري بينهما

      وبالرغم من الأسف على سنوات الماضي، فإنه ابتسم متطلعاً إليها، واثقاً بأنه سينسج معها ذكريات جديده.


      استدارت سارة إلى وجه خالتها التي تساعد الخادمه في وضع الضيافه، وأشارت لها..


      سارة: ألا نستطيع أن ننقل وجبتنا إلى الحديقة الخارجيه؟


      أم منصور بارتباك: سيكون رائعاً.. هل حقاً تريدين ذلك..


      كانت أم منصور تخاف أن تهيج الحديقة الخارجيه ذكريات ساره أكثر،

      خصوصاً وأنها مازالت تتراءى لها صور من ماضيهما، ولكن سارة نظرت إلى زوجها ومريم ومنصور.. ثم أجابت..


      سارة: نعم، سيكون رائعاً..


      ابتسمت أم منصور، وأمرت الخادمه أن تنقل الأغراض، بينما استقام كل من منصور وجاسم..

      كل يحمل أحد الطفلين، وذهبوا جميعاً إلى الخارج، يتعالى ضجيج صحبتهم ليتسرب بين جدران البيت

      فتمنحه شعوراً مميزاً.. كذلك تهادى صوتهم إلى أسماء في غرفتها عندما تحركت من فراشها

      وهي مازالت تعاني بعض الأرهاق والضعف نظرت إلى الخارج ورأت مجموعة صغيرة يتحركون نحو الباحة

      التي تجمع بين حديقة منزلهم، وحديقة منزل بيت خالتها المرحومه، لم تستطع أن ترى كل شئ،

      لأن الزاوية التي تتخذها غرفتها لا تعطيها صورة كاملة عن الحديقه، تنفست بهدوء وهي تفتقد حاتم،



      نظرت إلى الأعلى حيث كانت تلتقي طيفه أو اعتادت أن تراه قبل الذهاب إلى المدرسة أمام زجاج نافذتها


      طالعت وجهه من خلال زجاج غرفته المطلة عليها.. صعقت قليلاً..

      وهي تبحر بعينيها طرف غرفتها لابد أنه الإعياء كانت تعتقد في نفسها، عندما أعادت الوقوف أمام نافذتها ولم تشاهده،

      تنفست .. ونظرت إلى زاوية امتلآت بالضجيج، والضحك.. رأت ما يشبه الشئ الأسود يتحرك إلى داخل الفيلا،

      توقعت أنها مريم.. ابتسمت بخبث وهي تتوقع مقلباً جديداً منها .. قررت تمثيل دور المريضه عليها،

      التفتت إلى الخلف عندما لمحت مجدداً طيف حاتم خلف زجاج غرفته، وقفت في دهشه،


      تشاهده وهو يطالع ساره والأسرة في باحة الحديقة.. وقفت مبتسمه وكأنه طيف آخر وسيختفي

      شعرت بأنها مازالت طفله، وكادت أن تغلق الستارة، عندما رفع رأسه والتقت أنظارهما،

      فتح زجاج النافذه وكأنه يؤكد لها صحة ما تراه، وضعت يديها على وجهها..


      وكأنها تكتم نفساً قد يخرج منها.. وبحركة عفوية تحركت إلى الخلف حتى اختفى جسدها بين تغضنات الستائر..
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!

    • تنهد حاتم في حزن، ولكنه ارتاح للمنظر العام، بالفعل أسرته أصبحت عائله، يلتقون ببعضهم البعض،

      وعادوا إحياء بعض المظاهر التي افتقدها منذ زمن، منذ كانت أمه وخالته يجتمعون في صبيحة كل يوم

      على هذه الأرض الممتده بين منزليهما، في قلق لم يعد يعلم هل سيتقبلون تصرفه، أم أنه سيكون السبب في فراقهم من جديد.

      والأصل أنه عندما أنهى ياسر إجراءات افراج حاتم، طلب منه الآخر أن يأخذه إلى حيث تجتمع الأسره،

      هذا الخبر الذي واجهه بدهشة جلية على معالم وجهه، أخبره ياسر منها كيف تطورت العلاقة بين أسرتيهم،

      وأوعز إليه أنه لم يتم إعلام أم منصور أي شئ عن علاقة حاتم وأسماء حتى وصوله، تنهد حاتم قليلاً.. ثم ابتسم قائلاً:

      حاتم: دعني اغتسل أولاً من آثار السجن، سنذهب إلى منزل والدي.. ثم نفاجئهم.

      نظر إليه ياسر، والذي اقتنع بطلب حاتم، فأخذه عند الحلاق، منذ الصباح الباكر.. ثم عاد به إلى منزلهم دخل حاتم مباشرة إلى غرفته،

      هناك رأته أسماء أول مره، ولم ينتبه لها.. ثم وهو خارج من غرفته إلى الصاله حيث يجلس ياسر،

      لفت انتباهه منظر الأهل وهم يجلسون حيث تتوسط استراحة زاهيه بقبة دائريه.. الحديقة المفتوحة بين بيتيهما..

      في تصميم راقي قررت أم منصور منذ أن بدأ زوجها في تعمير منزلهم، أن تبني مساحة كالبركة الخضراء مثلما كانت تصفها لأختها،

      حيث هي مساحة محاطة بزهور بيضاء ثم في المنتصف يعلوا بناء من القرميد الأحمر.. يعطي إحساساً تراثياً ببناءه..

      ويتميز بحواف دائرية كالقنوات المائيه، تنتهي إلى الأمام لينسكب الماء في وعاء طويل من الطين..

      كالذي تستخدمه النساء قديماً في نقل الماء.. ليعطي خريراً متواصلاً وعذباً يضيف إلى الجلسة العربية في الداخل إحساساً متناغماً..

      يبعث على الراحه، وسط خضرة مريحة للعينين.. كان الجميع يجلس إلى الأرض، وهم يستعيدون ذكريات الزمن القديم،

      وأحداث كانت ممزوجة بين القديم، والتراث.. كانت أم منصور تتلقى فنجان القهوه من ساره،

      وهن يتحدثن عن أبو منصور وعن موعد قدوم رحلته، عند أشخصت بصرها في القادم إليها عبر الطرف الآخر من الحديقة.

      في الأعلى دخلت مريم مباشرة على أسماء لتفاجأها بصوت جهوري ولكنها توقفت متفاجأة من منظر أسماء المصدومه وكأنها رأت شبح،

      أسماء وهي تطالع مريم بنظرات زائغة: حاتم، حاتم لقد عاد ..

      بلعت مريم ريقها في قلق، ولكن أسماء أكملت وهي توجه نظراتها نحو الستاره

      أسماء: لقد كان في منزلهم، رأيته من نافذة منزلهم الآن..

      ابتسمت مريم، وهي تضم صديقتها: لقد أفرج عنه، ثبتت براءته وهذه مفاجأة نحملها معنا اليوم.. لقد رأيتهِ هو .. رأيته حقاً يا أسماء،

      نهضت أسماء من بين يدي مريم وهي تغلبها ابتسامة وكأن الجزع كان من أنها كانت تتوهم، وانطلقت إلى النافذة مجدداً..

      كانت مفتوحه، والستائر المتطايرة على الهواء تعلن تنفس الغرفه، ابتسمت.. وفتحت زجاج نافذتها،

      فسمعت أصوات الضحك والصراخ، ورأت جسد أمرأة ينطلق بسرعة تجاه بيت خالتها المرحومه، دققت،

      وكان حاتم وياسر قادمين باتجاه الجمع، أشارت لمريم أن تأتي وترى معها.. وهي لا تستطيع أن تخفي ابتسامتها التي تميل إلى الضحك.
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • كفيت وأبدعتي أختي
      جميله
      شكرا لكي بحق ما أسعدتيني
      ~!@q تدور الايام بين رحايا العاشقين غزل وهم وجراح مكروبين فهل بشفتيكي اكون حزين الدكتور شديد أستمتعوا معنا في الاستوديو التحليلي بساحه الشعر المنقول ~!@q شارك shokry.ahlamontada.net
    • بلسم الحياة كتب:

      شووووو وينك؟؟
      من زمان أنتظر البقية....مافيه جديد
      ولا خلاص خلصت الرواية
      :rolleyes:



      ما اعتقد خلصت ..
      اعتقد بقي فك خيوط الجريمة ~!@q
      ومصير العلاقة بين ياسر ومريم ..

      او يمكن النهاية مفتوحة
      ننتظر عيون هند للايضاح
      $$x$$x
    • صدقت أخوي..

      للأسف فاجأني كلام أخوي الدكتور شديد..

      سعيدة أنكم تنتظرون توضيح للأحداث..


      شكراً.. وكل التحية..
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • تتضح الحقيقة وتعود النفس البشرية، إلى مسالك الشمس، فتنتشي بعد ليال مملوءة بالغربة والخوف، وتتنفس، كما تنفس أبطال قصتنا في ارتياح،


      تنهدت أسماء وكأنها ترسل بأنفاسها آخر رسالة من أرض النكران، أسندت رأسها المخملي إلى أطراف نافذتها، آذنة لبعض خصيلات الشعر أن تتدلى في نفور..


      مرسلة أهداب عينيها بين الحديقة والنافذة المقابلة بستارتها البيضاء المتراقصة، حاملة آخر إشارات الاستسلام.


      رفعت مريم رأسها طرف أسماء وتحدثت، : أسماء، هيا لننزل.. لابد أن حاتم يفتقدك..


      تنبهت أسماء إلى عبارة مريم، فأومأت برأسها ، ثم حركت جسدها وذهبت نحو فراشها وهي تقول.. : لن أذهب..


      مريم: لماذا؟


      بعد بعض الصمت، مريم.. : لا تكوني أنانيه، أنتي ابنة خالته انزلي وهنئيه بالبراءه


      أسماء وقد أرخت رأسها إلى وسادتها، تحدثت وعيناها إلى السطح: لن أستطيع أن أراه ، سيفهمون كل شئ.. لن أستطيع أن أخفي مشاعري..


      استغربت مريم كلماتها لثانيه، ثم استعادت منظراً ماكانت لتفهمه، عندما رأت حاتم وياسر مقبلين، لم تستطع حينها أن ترفع ناظريها عن ياسر،


      حتى رأت ساره تعانق حاتم، ولولا حالة أسماء لكانت كشفتها، سرت رعشة خفيفة في جسد مريم، كشفت ماذا؟ لا يوجد شئ أقوم بتخبأته..


      أنكرت مريم مجدداً أفكارها ولكن لتطمئن قررت أيضاً عدم الانضمام إليهم، واكتفت بأن تجالس أسماء في مثل هذا الوقت..


      بعد بعض الصمت.. قلبت أسماء رأسها طرف مريم، نظرت إليها بعمق ثم جذبت وشاحها الأسود وهي تحاول أن تخفي اضطرابها..


      ابتسمت مريم، وهي تستعيده منها، فتتشادانه.. وقالت: تحدثي..


      أسماء بحزن، ابتسمت: لقد تسرعنا أليس كذلك؟


      مريم: لماذا؟ هل أنتي نادمه؟


      اسماء وهي تشير بوجهها علامة النفي: مطلقاً..


      مريم: إذاً..


      تنهدت أسماء وكأنها تغرق في لحظات من الحيرة ..: إذا كان مقدراً لنا أن نكون معاً.. فلماذا خفنا من رفضهم،


      لماذا لم نحاول على الأقل أن نتواصل معهم، حتى نسمع الرفض، ثم نقرر..


      كانت مريم، تسمع عبارات أسماء وهي متيقنه بأنها اضطرت لما حدث بينهما، وتعلم أنها ستلوم نفسها دائماً فقررت الصمت حتى تستوفي أسماء مخاوفها..


      أكملت .. أسماء: أترينهم الآن.. لابد أنهم كانوا سيباركون مشاعرنا، لو أنهم كانوا كاليوم.. لقد تسرعنا كثيراً..


      قالت أسماء هذه الكلمه، وكأنها تفقد آخر مقاومة أمام الهواجس التي استولت على رأسها وجسدها.. فهمت مريم كل شئ.. وكان يجب أن تكون بقوة الموقف،


      أن تصبح ناضجه، كما رآها أخوها بالأمس، أن تقف بجانب أسماء وتكون صادقة وصريحة، لم تعرف ماذا تقول..


      ولكنها وقفت ولفت حتى جلست مقابل أسماء، ساعدتها لتجلس باعتدال، ثم تحدثت..


      مريم: أسماء، ربما أنتي تفكرين هذا الآن، ولكن لابد أن مشاعرك ومخاوفك كانت مختلفة آنذاك، أقصد عندما قررتي أن توافقي حاتم على مخططه..


      انتبهت أسماء، إلى مشاعر الخوف من أن تكشف أمها مشاعرها تجاه حاتم، وتقبل تزويجها من أول خاطب لكي تمنعه عنها،


      تذكرت صلاة الاستخاره، تذكرت عبارات حاتم لها.. مما أربكها.. ولكن مريم أكملت..


      مريم: لن يفيد الآن الندم على أمر اتخذناه في وقت ما، لاعتقادنا بأنه الأنسب.. ربما لو كانت علاقتك بمنصور قويه،


      أو كانت لديك صديقة أو قريبة تستطيعين اللجوء إليها، لم تكوني لعمل كل هذا لوحدك أليس كذلك؟


      تنهدت مريم، ثم أضافت: عندما دخلت إلى الفيلا في يوم السرقه، ندمت كثيراً، على كثير من التصرفات المتهوره التي قمت بها، ولكن لو لم أخطأ، لو لم أتهور.. ربما لم أكن لأعيش..


      ابتسمت مريم وهي تنظر إلى أسماء وتقربها منها: أسماء، لقد تسرعتي جداً، واتخذت قراراً مصيرياً بدون اللجوء إلى أحد،


      يجب أن تتحملي جزء من عاقبة أفعالك اليوم، ولكن لا بأس.. لأنك عندما فعلتي ذلك كنتي تعتقدينه الصواب، أليس كذلك؟


      أسماء، وعيناها تذرفان الدموع أومأت برأسها إيجاباً.. ابتسمت مريم وضمتها إليها وهي تقول: سيكون كل شئ على خير ما يرام،


      حاتم هنا الآن.. وستتضح الأمور، لا تقلقي.. مسحت مريم دموع أسماء، ثم أعادتها إلى الفراش.. وهي تطمئنها وتحاول التخفيف عنها..


      في الأسفل كان الاجتماع صاخباً، والأحداث تملؤها الدموع والابتسامات والأدعية والتساؤلات، يئس حاتم تماماً من نزول أسماء،


      كما فقد ياسر أمله بأن يرى مريم.. فانصب اهتمامهم على تلقي العبارات الوديه من الجالسين، واستقبال أكواب الشاي وفناجين القهوه من ساره وأم منصور.
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • عيون هند كتب:

      صدقت أخوي..

      للأسف فاجأني كلام أخوي الدكتور شديد..

      سعيدة أنكم تنتظرون توضيح للأحداث..


      شكراً.. وكل التحية..


      لا أدري ما يغضبك من كلامي ولم للاسف لانها أعجبتني
      نقول كفيتي ابداع أي وصلتي لمرحله نضج وتحدي
      وأني مستمتع بها واشكرك علي الاستمتاع بها
      لم الاسف
      نحفزك لي نصل معك للنهايه ولنختم قصتنا
      شكرا ساتابع معكي حتي النهايه بصمت
      حتي لا اغضبك $$t
      ~!@q تدور الايام بين رحايا العاشقين غزل وهم وجراح مكروبين فهل بشفتيكي اكون حزين الدكتور شديد أستمتعوا معنا في الاستوديو التحليلي بساحه الشعر المنقول ~!@q شارك shokry.ahlamontada.net
    • جاسم والذي كان ينتظر توضيحاً على الملابسات التي حدثت خصوصاً مع سرعة الإفراج عن حاتم،




      ما إن استقرت الأنفاس، وهدأت الضوضاء.. ابتدر متساءلاً.. فجاء صوته مباشراً.. واستقبله ياسر بابتسامة كذلك استقبل نظرات الأسئلة من الذين هم حولهم.. واستدرك قائلاً..




      ياسر: ربما هي صدفه، ولكن جريمة القتل أو محاولة القتل بالأحرى جاءت لمصلحة التحقيق ومصلحتك يا حاتم..




      الجميع اندهش من عبارة ياسر الغريبه، خصوصاً حاتم الذي لا يعتقد بوجود جريمة أكبر من القتل.. ولكن ياسر استكمل قائلاً: لأنك برئ..




      فإنه كان من الصعب مسح جريمة الخيانة الزوجيه ( الزنا) عن أي منكما.. أما جريمة القتل.. فإنها جعلتنا نحقق في الملابسات، وندقق في الأدلة والمعطيات..




      أومأ جاسم بالتأكيد قائلاً: إن الخيانة الزوجيه هي علاقة محرمه، ما إن تثبت على أي منهما خصوصاً مع الصورة في الهاتف النقال،




      وعبارة أحمد التي أطلعنا إياها بأن زوجته خائنه، وأنه طلقها لأنه مريض لا ينجب وهي حامل، لما كان هناك مجال أن تكون القضيه إلاّ بالصورة المشينه،




      التي كانت ستؤثر ليس في عائلة أبو أحمد فقط بل وفي عائلتنا أيضاً.. ولابد أنه كان سيتم التحفظ على التحقيق أو حتى غلقه خصوصاً مع النفوذ الكبير لأبو أحمد..




      ابتسم ياسر وهو يقول: لقد جاءني بالفعل أبو أحمد، وطلب إغلاق ملف القضيه، وزج المتهم بأي أدله وحتى أنه سوف يحضر الأدلة بطريقته الخاصه..




      تعجب الجميع وتابع ياسر: إن وجود قضية القتل هو الشئ الوحيد الذي استطعنا من خلاله الاستمرار في التحقيق،




      وبالرغم من ذلك إلاّ أننا أستطعنا التكتم على القضية بأفضل طريقة حتى يستطيع الجميع معاودة حياتهم دون أي إيذاء أو إشارة من المجتمع..




      منصور: إذاً كيف اكتشفتم الحقيقة، أقصد براءة حاتم..




      نظر ياسر إلى حاتم، والبقيه ثم قال: حتى الآن لم يتم الكشف عن جميع الملابسات، يبدوا جلياً تورط مجموعة من التجار والأسماء الكبيره في هذه الحادثه




      والتي استخدمت مطلقة أحمد لتكون الطعم للدخول إلى عائلة أبوأحمد..




      قاطعته أم منصور قائله: أنا أعرف أسرار، امرأه طموحه وجريئه، ولكن أبو أحمد سامحه الله




      لم يمنحها أبداً حقوقها الشرعيه في إرث أهلها، واستمر في المماطله حتى بعد أن طلقها ابنه.




      ياسر تنهد بحزن: بالفعل ياخاله، للاسف أسرار ضحيه أخرى ولكن بطريقه غير مباشره، ولقد نصحت بتحويلها إلى طبيب نفسي ليقيم حالتها وقدرتها على الإدراك..




      لابد أنه كان أمر مرهق أن تخرج من منزل زوجها لتتصل بجماعة لصوص عالميه، وعدوها بأن تستعيد أموالها من أبو أحمد وهم يهدفون إلى سرقة أمواله..




      لاشئ في أيدينا لتبرئتها خصوصاً وأنها كانت المحرك الوحيد للأحداث في القضيه. لولا أن أسماء رأت وجه القاتل،




      وميزت السيارة التي كانوا يستخدمونها ثم تعرفت عليه لما ارادوا استعادت أداة الجريمة.




      منصور باستغراب: أسماء تعرفت عليهم؟!.. وماذا عن أداة الجريمة؟




      ياسر وقد ارتبك قليلاً وحاول أن يبعد ناظريه عن البقيه، حيث سقطت الكلمات دون انتباه منه، أجاب عن الجزء الثاني من السؤال:




      يبدوا أن هدفهم كان تأكيد عملية القتل عليه، إذا استيقظ حاتم وحاول الهرب فتكون أداة الجريمة إثبات على قيامه بها،




      ولكن لأن حاتم لم يهرب في ذلك الوقت، أصبحت السكين دليل براءة له، فمن كان يخبئها لابد أنه كان يتعمد الإيقاع به،




      كانوا ينتظرون أن تهدأ الأوضاع ثم يأخذون السكين، ولكنهم استعجلوا عندما اكتشفوا نظام الحماية الذي كان أحمد يستخدمه




      في حواسيبه والأفخاخ الفيروسيه التي أحاط بها مواقعه وشبكات الاتصال الخاصة بالشركة والممولين وغيرها.. كان يجب أن يتم تعديل الخطه،




      ولكن أسرار رفضت التعاون معهم مجدداً.. بعد الجريمة التي رأتها عندما حاول أحدهم طعن مها، وهكذا أرادوا استخراج أداة




      الجريمة لتهديدها حتى تستمر في تنفيذ طلباتهم أو أن بصمتها التي في السكين، مع وجودها في منزل مها كلها ستكون في غير صالحها.




      جاسم: وماذا بعد، ؟




      ياسر بابتسامه: لا شئ ، أسرار مثلما قالت أم منصور، فتاه ذكيه وجريئه، رفضت أن تخضع لتهديداتهم وما إن واجهناها بأقوال القاتل والذي قمنا بالامساك به ومعه أداة الجريمة،




      حتى اعترفت بكل شئ ووضحت علاقتها بهم، وكيف تم الاتصال معهم، ولقد تم نقل ملف القضية إلى ( الانتربول) والذين سيعملون معنا للإمساك بالمجرمين.
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!

    • سارة باستغراب: وما علاقة اللصوص أو التجار بجريمة القتل؟ ولماذا يقتلون مها؟


      نظر جاسم بحنق، لأنه كان يود معرفة الإجابة ويطلعها ساره، ولكنه اتبع نظراته إلى ياسر والذي استشعر اهتمام كل من جاسم وساره، فوضح..


      ياسر: لهذا قلت لك يا حاتم، بأنه من الجيد أن التحقيق كان حول جريمة القتل، فالمجموعة كانت تهدف إلى استخدام قضيه حرجة، كقضية الشرف لدينا،


      لتكون غطاء يمنعنا البحث أو التعمق في الهدف الحقيقي والذي هو ( قرصنة) أو محاولة الدخول إلى قاعدة بيانات عملاء وشركاء الأملاك والتجار والذين يتعامل معهم أبوأحمد..


      كما قاموا بزراعة أجهزة تجسس ومراقبه وكانوا يريدون البدء قليلاً قليلاً.. حتى يستطيعون الدخول إلى الشركة الأم،


      بواسطة بناء علاقة جديده بين أسرار وأحمد، بعد أن يتم التخلص من مها، تماماً.. إن وجود حاتم كان ظرفياً فقط..


      لأن مها زوجة وفيه من عائلة متدينه، وربما كان الخلاف الذي وقع بينها وبين أحمد، وحيث لم يعلم أحد بأنه طلقها،


      فأرادوا اقتناص الفرصة والتعجيل في تنفيذها فأومأوا للخادمه أن تقول بإرسال صورة الشاب في هاتف مها، وهكذا تعرفت أسرار عليه، وتربصوا به والبقية كما تعرفونها..


      تنهد الجميع، وبدأ القلق يتسرب من نظراتهم وكأن الخوف من أن يتم تلبيس أي أحد منهم قضيه دون علم منه أو معرفه،


      أمر لم يكن أحد ليتصور كم هو سهل على بعض الأقوام، بدأت الأفكار تدور بهم وهم في صمت واجمون،


      عندما تذكرت أم منصور كلمات ياسر وسألت.. : ماهو دخل أسماء في القضيه؟


      قلق ياسر ونظر إلى حاتم والذي قرر أن يكمل، فأسقط رأسه قليلاً.. ثم بدأ في الكلام..


      خالتي أم منصور، منصور.. لابد أن أخبركم بهذا الأمر.. أرجوكم تحملّوني واعلموا أنني ابنكم إذا أخطأت فمنكم العفو، وإذا لم تستطيعوا مسامحتي


      فعاقبوني بما تشاؤون إلاّ أمر واحد، قاطعته أم منصور بقلق..


      أم منصور؛ تحدث يا حاتم.. ولن يعاقبك أحد وأنا على قيد الحياه.. قالت هذه العباره وهي تنظر إلى منصور وساره.. وكأنها تشك بأنه سيطلب يد ابنتها أسماء


      هدأت نفس حاتم وأكمل: خلال فترة وجودي هنا، قمتم جميعاً بالترحيب بي وأحسنتم معاملتي، فتغيرت والفضل يعود لكم جميعاً.. بداية مع جاسم الذي جعلني


      أعيش في منزل والدي وأستقل بحياتي وأدرك صعوبة العيش بدون عائله، ثم وجود منصور والذي كان لي كالسند القوي ثم أنتي يا خالتي بعطفك ورعايتك ..


      تنفس قليلاً وهو يشعر بإحراج كبير، ثم أضاف.. ساره؛ لقد كنتي نعم الأخت الكبرى، لم تجعليني أشعر بحاجة إلى أحد غيرك، حتى تخرجت من الثانوية العامه.


      ولكنني تعرفت في بيت خالتي على الفتاه التي من أجلها شعرت بكل تلك التغييرات، وبأنني حقاً أصبحت شخصاً مختلفاً، وبأنني صرت قادراً على الاعتماد على ذاتي


      " تذكرت ساره، منظره وهو يطلب منها الذهاب معه إلى منزلهم، إذا كان هناك من يزعجها، وكيف كان حقاً يبدوا مستقلاً لدرجة أثارت إعجابها واستغرابها"


      تنهدت بابتسامه، بينما أكمل حاتم، خالتي أم منصور، منصور.. لقد تزوجت اسماء في المحكمة بعقد شرعي وسليم في يوم الحادثه..


      منصور والذي كان يعلم، نظر إلى أمه، التي فتحت عينيها كاملة .. أرادت الوقوف ولكن خانتها قدماها.. بدأت تسري رجفة في أوصالها أحالت جسدها إلى قطعة


      هشة .. كورقة يابسه.. داست عليها قدم ضخمه.. اقتربت ساره إلى جسد خالتها البارد.. وبدأت تلفها بيدها.. ولكن أم منصور كانت لا تتكلم.. ولا ترمش ولا تتحرك..


      جلست تنظر مباشرة إلى حاتم.. وعينيها تذرفان الدمع، ندماً على تسرعها، خوفاً من زواجهما خفيه.. عم الصمت الجميع.. فبادر جاسم بالكلام لتنجلي الأمور أكثر


      جاسم: حاتم، لماذا أخفيتما زواجكما؟


      حاتم: نحن لم نخفي زواجنا، ولكن تزوجنا دون علمكم.. وكنت سأخبر خالتي في نفس اليوم لولا الحادثه..


      حاتم والذي هاله منظر خالته: تقدم منها بخطوات بطيئه، ثم أدار جسدها إليه، وناداها ..خالتي أنا أحب أسماء وأنتي ما كنتي لتوافقي علي .. لذلك قررنا هذا التصرف


      تنفست أم منصور وهي تقول.. حاتم، هي ابنتي.... ابنتي الوحيده.. لقد أخذتها دون علمي دون موافقتي ...


      حاتم وهو يعجب من عبارات خالته: هي ابنتك، مازالت ابنتك.. لم آخذها ياخالتي ولن تبعد عن هذا البيت.. إنني أعبر بها ممر الحديقة المقابل فقط..


      منصور والذي وقف واضعاً يده على كتف حاتم: وكيف تأخذها؟


      حاتم وقد فهم سؤاله: وقف بحزم وقد فتح عينه، عزيزة وكريمة بنت خالتي وزوجتي ..


      منصور: حاتم..


      حاتم: هل تشك في أخلاقي، أم في أخلاق أختك يا منصور؟


      منصور وقد هاله السؤال..: إذاً لماذا في السر، ؟


      حاتم: لأنكم ماكنتم لتقبلون بزواجنا، ربما أنتم الآن هكذا.. ولكن كيف كنتم قبل دخولي إلى المحتجز.. هل اجتمعنا أبداً ؟


      صمت الجميع، وكان تأنيب الذنب مخيماً على اوجههم..


      أم منصور: أمسكت بيد حاتم وأجلسته بجوارها، أخبرني ما حدث يا حاتم..


      حاتم: ولن تغضبي..


      أم منصور، تنفست بهدوء: .. أعدك..


      أخبرها حاتم بما أخبرت أسماء به مريم، تذكرت أم منصور كل ذلك.. وأدركت أنها كانت السبب وراء ما يجري الان..


      وأنها بالفعل لولا حادثة ساره، ودخول صفيه وفهد إلى حياتهم، ماكانت لتضع الإنتقام جانباً.. بعد أن انتهى حاتم من الموضوع


      نظر إليهم.. ثم أعاد بصره إلى خالته، التي احتضنته وهي تقول..


      أم منصور: رعيت ابنتي الصغيرة أكثر مني، وأنا استخدمتها لأنتقم بها.. كنت تعلم هدفي وتزوجتها.. ستكون مصاريف زواجك علي..


      ولن يكتمل العام إلاّ وهي تسكن في البيت المقابل..


      ابتسم حاتم، ووقف منصور: لن تتزوج أختي الصغرى قبلي.. فإذا كان زواجها قبل اكتمال العامل.. فزواجي بعد ثلاثة أشهر..


      قرر منصور من ساعته وسط استغراب الجميع وفرحتهم.. فانتقلوا يباركون لهذا وذاك وحاتم ومنصور في سعادة غامره.


      ذهبت أم منصور وساره ، إلى أسماء ومريم.. وهناك عانقتا أسماء وباركا لها، وأخبراها ما قررته أم منصور وما قاله أخوها


      فاستبشرت وكذلك مريم، التي ارتسمت عليها علامات فرح وسعادة لصديقتها.. نزلتا مباشرة إلى الأسفل.. بعد إلحاح من ساره


      التي أصرت على أسماء أن ترتدي ملابس لائقه وتجلس مع زوجها قليلاً في الصالة الداخلية.. وبالرغم من إحراجها الشديد


      كانت اسماء حقاً تريد أن تراه وتجلس معه، فتركت وجهها لساره تضيف إليها مساحيق التجميل، وكان انتقاء الثوب مهمة مريم


      التي لم تجد صعوبة وسط كل تلك الموديلات الجميله التي تحتفظ بها خزانة أسماء .. ثم نزلت إلى حيث كان جاسم ينتظرها ..


      بخجل وابتسامات متقطعه.. تقابلت أنظارهما.. وكأنهما يهربان من أعين الناس .. كانت مريم وساره معهما وبدآ في التعليقات المضحكه


      التي كان يجب أن تقال لتجعل الموقف أصعب مما هو عليه، غضب حاتم من أخته، واستفزها حتى خرجت.. أما مريم فجلست لصيقة


      بأسماء وأسماء تمسك بيدها لا تتركها.. نظر إليهما حاتم ولكنه يخجل من مريم دائماً بسبب الذي سببه لها..


      بدأ يتحدث إلى أسماء في محاولة منه أن تترك مريم.. ولكنها لم تفعل.. فقال بعبارة واضحه..


      حاتم: إذا تريدينها لهذه الدرجه.. فسأترككما مع بعضكما البعض، في تلك اللحظه.. رفعت أسماء يدها عن مريم ..


      فضحك الإثنين، ونظرت إليها مريم وكأنها غاضبه منها .. أشارت لحاتم.. سأعطيك هدية عقاباً لها.. افتح هاتفك..


      فتح حاتم البلوتوث، تأكدت منه.. ثم أرسلت مقطع الصوت المسجل لأسماء وهي تصف حاتم.. ما إن تم الإرسال


      وشغله حاتم وهو يضعه على أذنه، حتى نظر إلى أسماء التي لم تفهم أي شئ بين ابتسامات مريم وحاتم.. زادت حمرة حاتم..


      وأسماء تنظر إلى مريم، فأنزل حاتم الهاتف ووضعه على السبيكر.. وخرج صوتها وهي تتنهد في وصف عينه..


      نظرت إلى مريم التي هربت ما إن جعله على السبيكر، أرادت اللحاق بها.. ولكن يداً أخرى أمسكتها..


      ...............


      قد يصبح تصرفاً واحداً غير محسوب، جريمة .. كجرائم التكنولوجيا.. كالهاتف المتحرك الذي يبعث أكثر من رسالة أو اتصال..


      كصورة في هاتف متحرك أبقت حاتم معلقاً على طرف حبل المشنقه، وجعلت من سيدة محترمه "خائنه" ..


      قد تصبح جريمة.. كاختيارات تنافسيه غير سليمه، كأن نعتقد أننا تحت حماية إلكترونيه..


      ولكنها لن تكون جريمة، إذا استخدمناها لنجعل منها لحظات سعيدة، بقلوب بريئه


      كصورة عائليه، كرسالة صوتيه، كسؤال عبر رسائل الاتصال.. كما كانت تفعل مها.. عندما جعلت التكنولوجيا لتحفظ عائلتها..


      كتصرف مريم، عندما أذابت الثلج بتصرفها.. كلحظات ثمينه.. نتشاركها.. لا تحتاج إلى تحقيق لنكتشف أننا كنا سعداء في تلك اللحظات..


      انتهيت اليوم.. أتمنى أن أكون أحسنت..


      تحياتي
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • أبدعتي أختي عيون الهند
      قصة رائعة بالفعل...ونهاية أروع
      وخاصة بتصافي القلوب وعودة المياه لمجاريها



      نصيحة
      لا تعصبي بسرعة...حتى من المزاح
      خخخخ...عن تزعلي
      :)

      وبانتظارك في قصة وراوية جديدة
      ؟؟؟!!!!
    • عيــــــــــــون
      أجدتي بالفعل :)
      |a أخذتنا بإسلوبك الرائع إلى عمق الشخصيات بالفعل تعايشنا معهم من خلال وصفك وإسهابك في تحليل شخصياتهم
      وكما أسلفتي التكنولوجيا سلاح ذو حدين علينا أن نحسن إستخدامه
      وما اجمل أن تتصافى القلوب وتعود المياه لمجراه الطبيعي
      أصدقك القول كنت أعتقد بأنك ستجعلين النهاية على غير ما قرأت ولكنك دائماً تفاجئيني ....جعلتني النهاية سعيدة ومتوقعة وهذا كان بالنسبة لي غير متوقعة من عيون !!|a
      ولكنك أجدت اخيه ....وجعلتينا بالفعل نأخذ العبرة والإفادة من هذه القصة
      في إنتظار إبداعك القادم فحرفك جميل أينما وجد...يشدنا ويجبرنا على المتابعة $$e
      لكِ كل الود
      ودمتم
      $ شـُــــــكـــراً $$9


    • بسم الله الرحمن الرحيم..

      أخواتي الأنيقات، الودودات... الحاضرات دائماً لشد همتي.. شكراً ..

      النهاية متوقعه بشكل غير متوقع، ربما انكسار آخر لنوقف سيل الدماء..

      انتظار العاقبه الأسوأ، الخوف من أسوأ مخاوفنا، افتراض أقسى ظروفنا .. ليس دائماً تشويق..

      أحياناً يتحول إلى حمى.. تأكلنا.. تأخذنا إلى متاهات من الخذلان.. والتخاذل.. فنتأخر.. ونرضخ.. خوفاً..

      لم أعالج شخصياتي بمصداقيه، بل استوردتهم من عالم منسوج بأضواء من الخيال.. من البعد الغير مقبول وإن كان منطقياً..

      كل شئ منطقي، أن لا تكون علاقة ساره وجاسم مثاليه، أن هناك دافع وراء اتهام حاتم بالذات.. أن أحمد ليس بالشخص النقي

      وإن كان رجل أعمال ذكي ومدلل، فربما هو من دفع أسرار إليهم، لتكشف أسرار عائلته ويقوم على والده.. ربما استغل ضعفها..

      شخصية طموحه مثل أحمد، هل منطقي حقاً أن يتوقف أمام تحليل قامت زوجته باستلام نتائجه، ومع كل أسفاره لم يحاول التوصل إلى الحقيقه..

      أمر مشكوك فيه.. هناك في كل قفزه قمت بها بين تحليلات شخصياتنا الورديه، كانت بعض الثغرات الذهنيه، التي لا تجعلنا نرى الأبيض صافياً..

      فإن كان الأبيض على سطح أبيض في عالم من البياض، فإنه لا يوجد ما قد نراه حقاً.. أليس كذلك..



      تحياتي لكن أخواتي.. وأبداً لم أتضايق، ويسوءني أن تعتقدي هذا أختي.. فالدكتور شديد كأخي.. ولكنني فقط تفاجأت.. ليس إلاّ..

      شكري لك.. واعتذاري منه..


      كل التحية..
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • |asmssah32smssah32smssah32smssah32smssah32smssah32:tasfeeq::tasfeeq::tasfeeq::tasfeeq::tasfeeq::tasfeeq::tasfeeq::tasfeeq::tasfeeq::tasfeeq::tasfeeq::tasfeeq::tasfeeq:|w:110103_hl:110103_hl:110103_hl:110103_hl:110103_hl:110103_hl:110103_hl:110103_hl
      شكرا أختي كفيت الابداع حتي نظر أليك ليتعلم
      ~!@q تدور الايام بين رحايا العاشقين غزل وهم وجراح مكروبين فهل بشفتيكي اكون حزين الدكتور شديد أستمتعوا معنا في الاستوديو التحليلي بساحه الشعر المنقول ~!@q شارك shokry.ahlamontada.net
    • نهاية سعيدة لكل الاطراف
      في الحقيقة لم اتوقعها كذلك إلا انها رائعة جدا
      ابدعتي .. في السرد وربط الاحداث

      ليس مجاملة في قولي بانكِ تمتلكين موهبة كتابة القصص وجذب القارئ للمتابعة
      ولذلك اتمنى ان لا تكون اول واخر قصة لكِ هنا
      :)


    • أخوتي الدكتور شديد، قلم رصاص..

      جميل تواجدكم ودعمكم ..

      أستغرب حقاً الرغبه في أن تكون النهاية غير سعيده.. لأنها إذا لم تكن سعيده فهي غير مقنعه..

      أعتقد.. بأن الجميع سينتظر مطالباً بالخبر السعيد.. فإذا فشل ياسر في إثبات براءة حاتم.. وتم تحويل القضيه إلى المحكمة الجنائيه..

      حيث سيتلاعب أبو أحمد بالشهود والأحداث، وتستيقظ مها على ذنب الخطيئه، وتتحول إلى طبيب نفسي لإستكمال علاجها ..

      بينما تقف أسرار بصورة المنقذ، الذي يمنع تدهور تجارة أبو أحمد من الضياع بعد أن يلازم أحمد زوجته، ويصبح منصب جاسم

      متأخراً عليه.. بسبب سمعة احد أقاربه، فلا تتم ترقيته.. وتكتشف أم منصور بأن ابنتها الوحيده متزوجه من ابن اختها المحتجز..

      لتصاب بجلطه، أو صدمه عصبيه.. أو غيرها..

      هل حقاً ستصبح القصه أكثر تشويقاً؟؟ ... أتعجب..


      شكراً لرأيك.. سأحاول حقاً ولكنني لن أعد.. فأنا أدرك أن لي عثراتي..


      كل التحية .. اختك
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!