بنت قابوس كتب:
هلا أختي عيون هند...
بدأت أشعر بأننا أصبحنا ندور في دائرة مغلقة..
فنحن نكرر نفس الكلام...
سأحاول البحث عن محاور جديدة للنقاش....
أعتذر إن كنت قد خرجت عن سياق المقالة..
وبشكل عام، فإنني أرى الخوف والتقليد والجهل.. هما السبب الرئيسي الذي يعتقل حريتنا..
ذكرت الخوف، في تبيان الأثر الاجتماعي في اختياراتنا وحرياتنا..
وسأنهي فقط ما بدأت، ثم سيكون التفرع في نقاطك كما هو لك.. فأنا لست ضد الحرية..
ولكنني أتحدى من يقول أنها موجوده.
نأتي إلى التقليد..
ربما عندما آتي إلى هذه النقطه، الكل سيقول " حرية التقليد" ..
والتي انتشرت بين أفراد ومراهقين بل وشباب من مجتمعنا في الجنسين..
فحمى التقليد في اللبس والمأكولات المفضله، ونوح الترفيه وأشياء لا نجترأ أن نفكر فيها..
مثل الذوق والاختيار وحتى طبيعة الأماكن.. ماهي إلاّ قيد آخر لف حول معاصمنا وعقولنا..
والأساس، أننا علمناهم التقليد منذ كانوا أطفالاً.. إفعل مثل فلان، كن كفلان، طيب الأخلاق
أنظر كيف يفعل ألا تستطيع أن تكون مثله، هو شخص ناجح وأنت مغمور، والعديد من التهكمات
التربويه، التي لا تجعل لهم قيم خاصه بهم ومبادئ وحريات وشخصيات.. بل نريدهم نسخ جاهزه
نجح فلان في تربية ولده، أريدك مثله.. انتهى..
نسينا أن نجتهد، نسينا أن نستمتع بصفة أبناءنا ومميزاتهم الخاصه، أصبح التنافس على الكمال..
حتى أصبحوا مثلما نحن قررنا أن يكون، نسخ أخرى.. فهل استطعم الحرية منذ ولادته حتى
يشتاق إليها فتياً؟؟!!..
مزاولات خاطئه، نبررها.. بأنه لن يخرج عن عادات مجتمعه، لن يسقط أخلاق أسرته..
وكأن ذلك بلغ مبلغ السمو والرفعه، لكل شئ عيب وخطأ.. فدعوهم يخطئوا ويتحملوا نتائج فعلهم
لماذا نخاف إذا أخطأوا..؟ من ماذا نخاف؟؟ هذه ستعيدنا إلى النقطه الأولى النظرة الاجتماعية..
ذلك الرقيب الذي لم نعد نراه ونترقبه..
ليس معنى ذلك، أنني أقف مع كل ماهو حرام وخارج عن الأخلاق.. ولكنني أطالب أن نكون أحرار
نختار ونقدر اختياراتنا.. ويبدوا هذا مستحيلاً... لأن في نظر الجميع سوف نقع شر سقطه..
إذاً.. لماذا لا يكون بجانبنا.. فإذا كدنا أن نقع أمسكوا بأيدينا.. بدلاً من أن يحيطونا بسياج من الأوهام
نقفزه في العام مايزيد عن المئة مره؟؟!!..
سأعود لأكمل.. أخيراً الجهل..
كيف نكون أحرار، وغيم وظلل من الجهل تخيم على مصائرنا، وطموحنا..
فإن لم يكن عيب، فهو حرام.. وإن لم يكن حرام فهو شبهه، وإن لم يكن شبهه فهو مكروه
ولا علم لنا أصلا بما هو حقاً.. وإنما تكرهه أنفسنا فنكره من يأتي به.. ولو اطلعنا لرأينا السلامة
فيما تركنا.. ولكن جهلنا لحقيقة الأمور وسلامتها، وافتراضنا أن كل شئ غيبي ومجهول
يجعلنا نقبل على الظاهر، وندع التحقيق والتيقن، فنصبح كالمبصر يمشي أعمىً.. كما وصفهم الله
لا يرون شئ، وإن أبصروه.. سيختلفون فيه..
أختي بنت قابوس..
ختاماً أقول.. الحرية شعور جميل.. أن تشعر أنك تملك نفسك وقراراتك، وبأن حاضرك بين يديك..
عندما لا يكون هناك بأس من المنافسة والاختلاف، بل المصارعة والخلاف، والمجابهة بين الأحلاف..
فهو أمر يسير ومضمون، فلستي إذا رفضتي أمراً.. تدخل القاصي والداني.. وأذهل ذوي الأمر..
أتخرجين عن خير أتاك؟؟!!.. ربما لا نريد هذا الخير.. هي حرية شخصية... ولكنها غير مكفولة هنا..
أذكر عندما كنا في الصف الأول، جمعتنا المعلمه لنأخذ صورة جماعيه.. كنت ومجموعة من البنات
رفضنا ذلك.. ولكنها صاحت فينا.. " انتوا تطولوا حد يصوركم، روحوا يالله" يومها بالفعل كان الحزن يخيم
علينا.. لأنه ليس قرارانا.. وكأننا مجبورين.. بالرغم من انهم قالوا " اختياري"
لاحقاً، توالت في المدرسة، هذه الكلمة.. ليس لكم قرار، وبالفعل كان التنفيذ وفقط هو اللغة المستخدمه
أعتقد أن جلوسهم لإقناعنا لم يكن ضرورياً، أو مناقشتنا في الخطوات التي نقوم بها..
هذا ولد لاحقاً، جيل التنفيذ.. وليس جيل التعمير.. المهم.. لا أستطيع أن أرى الحرية بيننا..
بل نحن محرومون حتى من حرية البناء ففي هذه تدخل عدة جهات مختلفة لتجبرك على نظام محدد
فأين الحرية؟؟
وبشكل عام، فإنني أرى الخوف والتقليد والجهل.. هما السبب الرئيسي الذي يعتقل حريتنا..
ذكرت الخوف، في تبيان الأثر الاجتماعي في اختياراتنا وحرياتنا..
وسأنهي فقط ما بدأت، ثم سيكون التفرع في نقاطك كما هو لك.. فأنا لست ضد الحرية..
ولكنني أتحدى من يقول أنها موجوده.
نأتي إلى التقليد..
ربما عندما آتي إلى هذه النقطه، الكل سيقول " حرية التقليد" ..
والتي انتشرت بين أفراد ومراهقين بل وشباب من مجتمعنا في الجنسين..
فحمى التقليد في اللبس والمأكولات المفضله، ونوح الترفيه وأشياء لا نجترأ أن نفكر فيها..
مثل الذوق والاختيار وحتى طبيعة الأماكن.. ماهي إلاّ قيد آخر لف حول معاصمنا وعقولنا..
والأساس، أننا علمناهم التقليد منذ كانوا أطفالاً.. إفعل مثل فلان، كن كفلان، طيب الأخلاق
أنظر كيف يفعل ألا تستطيع أن تكون مثله، هو شخص ناجح وأنت مغمور، والعديد من التهكمات
التربويه، التي لا تجعل لهم قيم خاصه بهم ومبادئ وحريات وشخصيات.. بل نريدهم نسخ جاهزه
نجح فلان في تربية ولده، أريدك مثله.. انتهى..
نسينا أن نجتهد، نسينا أن نستمتع بصفة أبناءنا ومميزاتهم الخاصه، أصبح التنافس على الكمال..
حتى أصبحوا مثلما نحن قررنا أن يكون، نسخ أخرى.. فهل استطعم الحرية منذ ولادته حتى
يشتاق إليها فتياً؟؟!!..
مزاولات خاطئه، نبررها.. بأنه لن يخرج عن عادات مجتمعه، لن يسقط أخلاق أسرته..
وكأن ذلك بلغ مبلغ السمو والرفعه، لكل شئ عيب وخطأ.. فدعوهم يخطئوا ويتحملوا نتائج فعلهم
لماذا نخاف إذا أخطأوا..؟ من ماذا نخاف؟؟ هذه ستعيدنا إلى النقطه الأولى النظرة الاجتماعية..
ذلك الرقيب الذي لم نعد نراه ونترقبه..
ليس معنى ذلك، أنني أقف مع كل ماهو حرام وخارج عن الأخلاق.. ولكنني أطالب أن نكون أحرار
نختار ونقدر اختياراتنا.. ويبدوا هذا مستحيلاً... لأن في نظر الجميع سوف نقع شر سقطه..
إذاً.. لماذا لا يكون بجانبنا.. فإذا كدنا أن نقع أمسكوا بأيدينا.. بدلاً من أن يحيطونا بسياج من الأوهام
نقفزه في العام مايزيد عن المئة مره؟؟!!..
سأعود لأكمل.. أخيراً الجهل..
كيف نكون أحرار، وغيم وظلل من الجهل تخيم على مصائرنا، وطموحنا..
فإن لم يكن عيب، فهو حرام.. وإن لم يكن حرام فهو شبهه، وإن لم يكن شبهه فهو مكروه
ولا علم لنا أصلا بما هو حقاً.. وإنما تكرهه أنفسنا فنكره من يأتي به.. ولو اطلعنا لرأينا السلامة
فيما تركنا.. ولكن جهلنا لحقيقة الأمور وسلامتها، وافتراضنا أن كل شئ غيبي ومجهول
يجعلنا نقبل على الظاهر، وندع التحقيق والتيقن، فنصبح كالمبصر يمشي أعمىً.. كما وصفهم الله
لا يرون شئ، وإن أبصروه.. سيختلفون فيه..
أختي بنت قابوس..
ختاماً أقول.. الحرية شعور جميل.. أن تشعر أنك تملك نفسك وقراراتك، وبأن حاضرك بين يديك..
عندما لا يكون هناك بأس من المنافسة والاختلاف، بل المصارعة والخلاف، والمجابهة بين الأحلاف..
فهو أمر يسير ومضمون، فلستي إذا رفضتي أمراً.. تدخل القاصي والداني.. وأذهل ذوي الأمر..
أتخرجين عن خير أتاك؟؟!!.. ربما لا نريد هذا الخير.. هي حرية شخصية... ولكنها غير مكفولة هنا..
أذكر عندما كنا في الصف الأول، جمعتنا المعلمه لنأخذ صورة جماعيه.. كنت ومجموعة من البنات
رفضنا ذلك.. ولكنها صاحت فينا.. " انتوا تطولوا حد يصوركم، روحوا يالله" يومها بالفعل كان الحزن يخيم
علينا.. لأنه ليس قرارانا.. وكأننا مجبورين.. بالرغم من انهم قالوا " اختياري"
لاحقاً، توالت في المدرسة، هذه الكلمة.. ليس لكم قرار، وبالفعل كان التنفيذ وفقط هو اللغة المستخدمه
أعتقد أن جلوسهم لإقناعنا لم يكن ضرورياً، أو مناقشتنا في الخطوات التي نقوم بها..
هذا ولد لاحقاً، جيل التنفيذ.. وليس جيل التعمير.. المهم.. لا أستطيع أن أرى الحرية بيننا..
بل نحن محرومون حتى من حرية البناء ففي هذه تدخل عدة جهات مختلفة لتجبرك على نظام محدد
فأين الحرية؟؟
