/::\
لمياء لم تصدق ما رأته وظلت قابعه في غرفتها ولم تغادرها حتى لم تعلم عن خروج ميساء من المنزل .. تظاهرت بأنها متعبة .. ولكن الدموع لم تفارقها ولو للحظة .. لم تصدق ان الرجل الذي عانى بسببه سعد هو زوجها مهند
مهند علم من والدته عن حمل لمياء فقرر ان يفاجئها وعاد في أقرب رحلة إلى المملكة .. دخل بهدوء دون ان يحس به أحد .. ثم توجه إلى غرفته مباشرة وجد لمياء وهي مستلقية والدموع ترتسم على خدها .. اقترب منها والخوف امتلأ على وجهه .. فتمتم وشفتاه ترتعش : لمياء وش فيك حبيبتي ؟! ليش هـ الدموع ؟!
لمياء لم تستوعب وجود مهند بجانبها فتمتمت ببرود : وش اللي جابك ؟! مو على أساس شغلك ينتهي بعد اسبوع
مهند والصدمة ارتسمت على ملامحه تمتم بذهول : لمياء ليش تكلميني كذا ..!! توقعتك راح تفرحين
لمياء : أفرح على أيش مهند .. انك عطيتني كل شيء وسرقته مني في لحظة ..!!
مهند وهو يجلس بجانبها قاطعها باستغراب : وش هـ الكلام اللي جالس اسمعه منك .! انا اجرح نفسي قبل لا افكر اجرحك .. لمياء حبيبتي صارحيني أيش اللي صاير بالضبط
لمياء وجهت انظارها إلى جهازه المحمول وتمتمت بغصة : اللي شفته وسمعته خلاني مب قادرة انطق ولا اتكلم
مهند توجه سريعا إلى جهازه عله يفهم ما حدث .. بمجرد ان شاهده وقف مذعورا وكأن صاعقة نزلت على رأسه
عيناه اصبحت تنتقل بين الجهاز ولمياء .. حاول كثيرا تبرير موقفه ولم يستطع
لمياء ودمعه رسمت على خدها تمتمت بألم : وش هذا اللي سويته يا مهند ..! مسوي علاقة مع وحده متزوجة
مهند وهو يقترب من لمياء والدموع لطخت خده : سامحيني يا لمياء كل هذا صار قبل لا أعرفك ..! وبعدين انا ما كنت واعي باللي جالس يصير صحيت وانا على فراشها .. هذا كل اللي أذكرة .. لمياء صدقيني انا اخاف من الله
لمياء قاطعته بحزن : واللي يخاف من الله يسوي اللي سويته ..!! انت تعرف من زوج الحرمة اللي كنت معها
مهند قاطعها سريعا : والله ما اعرفه حاولت معها كثير تعلمني بس في كل مره كانت ترفض وما ادري ليش
لمياء قاطعته بسخرية : هذي كذبة ثانية من كذباتك صح ................!!
مهند وهو يمسك يديها : اقسم لك بالله اني ما اعرف من زوجها .. ولا كان ودي اللي صار يصير تكفين لمياء افهميني .. انا من ذاك اليوم مب قادر اسامح نفسي حاس انه الله راح يعاقبني بس الظاهر عقابي كبير
لمياء وهي تسحب يديها بهدوء تمتمت بألم: طلقني يا مهند ..!! طلقني
مهند وعيناه تتسع : إيش ........!! لا مستحيل اتخلى عنك .. لمياء إنتي صرتي كل حياتي
لمياء قاطعته بألم : انت مو بس اذيتني مهند .. كان المفروض ما تكلم انسانة وانت تعرف انها متزوجة ..! تتوقع كيف بيكون شعور زوجها وهو حاس انه مشاعر زوجته يمتلكها واحد ثاني .!! إذا قلت لك اني احب واحد بترضى
مهند وهو يبكي بحرقة : انا عارف اني غلطان .. بس لمياء بعد ما عرفتك وتزوجتك تركتها على طول
لمياء قاطعته وهي تصرخ : بعدي أيش يا مهند بعد أيش ؟!! بعد ما دمرت مشاعر اخوي وبيته ...!!
مهند وعيناه تتسع : اخوك ؟!
لمياء بألم : أيه يا مهند اخوي .. نور تصير زوجة سعد اخوي والظاهر الرجال اللي صدتها وهي تكلمه انت .! لا وكانت تاخذ موانع حمل عشان أيش ..!! عشان ما يكون فيه شيء يربطها و تستمر في هـ الزواج .. اخوي صار له ثلاث سنين ينتظر بشوق تبشره بحملها وشوف لما حملت طلع من مين الطفل .! منك انت مهند
مهند وهو يتلقى صفعة اخرى تمتم بالم : لمياء انتي انهبلتي ..!!
نور كاتبه في اخر الفلم انه سعد صار يعرف انه الولد اللي في بطنها هو ولد مهند . وعرف قبل موته بلحظات
تعرف أيش معناته هذا ..!! معناه شيء واحد .. انه اخوي مات من القهر وبسببك انت .. إيه امي وابوي اخوي توفوا بسببك ..! حرام عليك يا مهند وش اللي سويته فينا .. مو كافي سرقت زوجته بعد سرقت حياته ..!!
مهند قاطعها بالم : لمياء تكفين لا تصدقيها نور هذي كذابة .. وهذا مستحيل يكون ولدي
لمياء قاطعته وهي تصرخ : وليش ما يكون ولدك ..!! انت سويت معها علاقة كاملة وقبل حملها باسابيع بس ..!
مهند وهو يمسك يديها : لمياء انا عرفت الطريق الصح معاك .. ابوس ايدك لا تتركيني
لمياء وهي تسحب يديها بهدوء : هذي البنت اللي كنت مفتخر بكبريائها وغرورها .. كنت ما تحبني لاني ضعيفة
وشخصيتي مش قوية نفس ما كنت تتمنى .! لكن شوف قوة نور لحد وين وصلتك .! صرت مجرم بسببها . صرت خاين ودست على حرمات الناس .. هذي القوة اللي كنت تباني امتلكها مهند ..!! تكلم قول ؟؟؟؟؟؟؟؟!!
مهند : لمياء تكفين اسمعيني بس وعطيني فرصة
لمياء وهي تنظر أليه بألم : مهند كل اللي بينا أنتهى خلاص .! وتقدر ترجع تكمل مشوارك مع نور عن أذنك
مهند وهو يمشي خلفها : لمياء الله يخليك لا تسوين كذا .. بس عطيني فرصه وخليني افهمك كل اللي صار
لمياء اغلقت الباب في وجهه مهند استند على الباب وتمتم بألم : لمياء الله يخليك بس اسمعيني
لمياء سمعت ما قالة مهند تملكها الألم اكثر ... تذكرت ما كان يعانية سعد بسببه .. تذكرت تلك الدموع التي ذرفها بسبب نور ومهند سنوات طويلة ضغطت على يدها بقوة وتابعت خطواتها بثبات ولكن هناك حديث شدها فاوقفها
ام مهند : وهذي لمياء وصارت حامل من مهند وما اعتقد فيه شيء راح يفرق بينهم .! باقي بس لمياء
ابو مهند بثقة : أيه انا عرفت انه تركي وصل اليوم السعودية .. بس قدرت اخذ رقمه في حال اتصل فيني اعرفه
ام مهند : ايه وطي صوتك لمياء وميساء ما لازم يعرفون انه عمهم حي ..
بو مهند : لا تحاتين .. لمياء قالت بعد كم يوم راح تسويلي توكيل على كل شيء وبكذا ما راح نخاف من تركي
ام مهند : أيه والله اشوى انها اقتنعت
لمياء وعيناها تتسع تمتمت بذهول : عمي تركي بعده عايش ..!! وما مات نفس ما اوهمونا .. انا لازم اجيب رقمه
لازم اتخلص من هـ الضيم اللي عايشة فيه .. وجودنا هنا مش حب فينا كل واحد يبا يسرق منا شيء
/::\
صالح وهو ينظر إلى عمران بألم : وبعدين يا عمران .. كذا راح نخسرها
عمران: صالح جود صارت مش متقبلة الحياه وهـ الشيء راح يضرها .. إذا تمت على هـ الحال بنفقدها في أي لحظة .. انت لازم تتصرف وتقنعها انها لازم تسافر .. دام الأمل موجود ما يصير نقتله بكل سهولة
صالح ودمعه رسمت على خده : عمران حاولت معها كثير بالأول كانت مقتنعة بس بعد ما طلعت من معها ورجعت وكأنه كل شيء تغير .. والدنيا تصكرت في وجهها .. جود مش متقبلة هـ الشيء تقول تبا تموت وترتاح
عمران : لا فيه طريقة وحده اهلها لازم يعرفوا عن مرضها كذا راح يضغطوا عليها اكثر
صالح : لا إلا هـ الخيار انا وعدت جود ومستحيل اسوي شيء هي ما تباه
عمران : صالح شو يعني وعدت جود ..!! البنت راح تموت وانت تقول وعدتها .!!
صالح " افهمني يا عمران جود عطتني كل الثقة ومستحيل اغدر فيها بكل سهولة
عمران : طيب والحل
صالح : انا عندي الحل ..........................!!.
/::\
ميساء توجهت مع نرجس إلى حيث يقام الحفل .. كان منزلا فخما ولكنه بعيدا عن الناس بعض الشيء وهذا ما اخاف ميساء قليلا .. ولكن كانت مقتنعه ان هذا قرارها ويجب ان تتحمله كيف ما كانت النتيجة ..
نرجس وهي تنظر إلى ميساء تمتمت باستغراب : ميساء راح تنزلي ولا أيش سالفتك بالضبط
ميساء والخوف بداء يدب في جسدها : انا مو مرتاحه كثير لهـ المكان ..! متأكده انه كل اللي فيه بنات وبس
نرجس وهي تشدها من يدها : أنتي إذا مو مصدقه تعالي داخل وراح تتأكدين بنفسك .. يلا عاد تأخرنا
مشت ميساء خلف نرجس بخطوات متثاقلة بعض الشي كانت تحس بأحساس غريب وكأن هناك شيء سيء ينتظرها .. دخلت بهدوء بدأت تقلب عينيها يمنة ويسرى وكأنها تبحث عن شيء يقنعها بأنها اتخذت القرار الصحيح .. ولكن دون جدوى .. فكل ما حولها بداء يثبت لها رداءة المكان الذي وصلت أليه
عم نرجس وهو يقترب منها تمتم بثقة : امممممممم هذي عروستنا لليوم
نرجس : أيه هذي وكــالعادة الدفع مقدم وبعدها سوي اللي تبيه
ميساء وعيناها تتسع تمتمت بذهول : عروس أيش ؟!! نرجس اي دفع مقدم اللي جالسه تتكلمين عنه
نرجس بابتسامه : ميسو حبيبتي لا تخافي كل اللي هنا من جماعة الأيمو راح يتونسون معك شوي وبعدها نرجع
ميساء والدموع بدأت تتساقط على خدها : يتونسون ؟!! نرجس انا وثقت فيك ما يصير تسوين فيني كذا
نرجس وهي تدفعها بقوة على الأرض : عمي تقدر بالأول تشتغل ع الوشم عشان تصير من جماعتنا .. وبعدها خلوا الشباب والبنات يتسلوا فيها .. اليوم احتفالنا الكبير ولازم نحتفل فيه صح ونتلذذ بعذاب ميساء
ميساء وجسدها اصبح يرتعش تمتمت بألم : لمياء وينك تعالي .! ليتني سمعت كلامك ولا جيت لهـ المكان ..
نرجس وهي تقترب من ميساء وتحاول ان تزيل العباءة التي ترتديها: ميساء لا تخافي صدقيني راح تستانسين .! اليوم بس راح تزعلي شوي لكن بكرة راح تتعودي وتفرحي اكثر لما تشوفي اكثر من بنت تعيش نفس خوفك
ميساء وهي ترمي بها بعيدا تمتمت بخوف : أنتي وحده مريضة ..!! الله يسامحني يوم أني مشيت وراك
نرجس قاطعتها بغضب : الظاهر انتي الطيب ما ينفع معاك ..! عشان كذا انا لازم اتصرف واخليك تسوي اللي ابيه
نرجس رمقت عمها بنظرة فدعا بعض من رجالة وتوجهوا مباشرة إلى ميساء
ميساء وهي تزحف ببطء تمتمت بخوف : إنتوا أيش اللي ناويين عليه
تجمع الرجال حول ميساء وثبتوها على الأرضية .بدأت نرجس تزيل عباءتها ولكن اوقفهم صوت الباب وهو ينفتح
راكان بصوت أجش وهو يحمل مسدس بين يديه : ولا واحد فيكم يتحرك من مكانة .. هاتوا ميساء وبسرعه
ميساء بمجرد ان سمعت صوت راكان نهضت بسرعة فاختبأت خلفة وهي تشكر الله بداخلها لأنه بعثه
راكان : ميساء أنتي بخير .؟!
ميساء وهي تتشبث بظهره جيدا تمتمت بخوف : أيه انا بخير.. راكان خلنا نطلع من هنا ..! انا خايفه كثير
راكان : تعالي ميساء .. وانتوا إذا اي واحد فيكم تحرك يعتبره اخر يوم في حياته ...
اخذ راكان ميساء إلى السيارة وغادروا المكان بسرعة .. بعد ان ابلغ الشرطة عن ما يحدث ..
نرجس احست بالخوف فالخطر بداء يحوم حلوها
عما وهو يقترب منها : حسبالك راح نخرب الحفلة .. كل شيء راح يصير نفس ما خخطنا له ؟!
نرجس وهي ترتعش : أيش قصدك عمي ؟!!
عم نرجس قاطعها بثقة : البنت طارت وكل اللي موجودين هنا عليهم وشوم ومروا بالمرحلة اللي بعدها باقي انتي
نرجس وعيناها تتسع : ايش اللي ناوي عليه بالضبط يا عمي
العم : شباب بنات اليوم ضحيتنا وحفلتنا راح تكون على شرف نرجس اللي هي سبب ضياعكم كلكم .. عطيتكم الضوء الاخضر .. سووا فيها اللي تبون .. أهم شيء نستانس وننفذ مراسيمنا الأسبوعية صح
نرجس ودمعه رسمت على خدها : وهذا اليوم اللي خايفه منه صار .. ليتني ما اخترتك يا ميساء ليتني ما اخترتك
/::\
مصعب سمع كل الحكاية من والدته العنود .. تركي كان يشعر بالخجل .. لأنه هو سبب كل الظروف التي مروا بها
ضم مصعب والدته بحب وظل يبكي على صدرها للساعات طويلة .. اما والده فاصبح يحمل له بعض الضغينة
تركي ودمعه رسمت على خده : وانا يا مصعب ما راح تضمني على صدرك
مصعب تمتم بغضب : كيف تباني اضمك على صدري وانا اسمع الضيم اللي عاشته امي بسببك ..!! يمكن انا اليوم عرفت من ابوي بس تمنيت أني ما عرفته
تركي لم يتحمل ما قالة مصعب واحس بنفس الاختناق ففك بعض من ازراره ..
رائد شعر بالخوف فتمتم بحزن : عمي تركي فيك شيء ..!! أنت بروحك عندك الضغط واي انفعال راح يضرك .. أنت صار لك كذا يوم تتلقى صدمات وكل صدمة أكبر من الثانية .. واهمالك لنفسك راح يعرضك لجلطة وانا نبهتك
العنود كلام رائد جعل الخوف يدب في قلبها .. تركي كان حبها الأول والأخير ولا تتحمل اي مكروه يصيبه
تركي تمتم بحزن : رائد ساعدني انا لازم ارجع عمان جود بالمستشفى ولازم اكون معها .. أقلها هي اللي فاهمتني وقدَرت كل ظروفي وسمعتني للاخر .. بس العنود وأولادها رفضوا يسمعوني .. صدقني انا ما الومهم لهم الحق لو يكرهوني لكن الله العالم كيف كانت حالتي طول هـ السنين .. العذاب اللي عاشتة العنود انا بعد عشته
العنود ودمعه رسمت على خدها : تركي وش اللي خلاك تتركني
تركي تفاجأ من سؤال العنود ولكنه شعر بالارتياح لأنه احس انها بدأت تتقبله : العنود انا حبيتك كثير.. حبيتك لدرجة ما كنت متخيل في يوم أني المح الحزن بعيونك .. كنتي دايما تقولي ما راح اتحمل أعيش حياتي من غيرك. !! وهـ الشي اللي خلاني اخاف اكثر ..!! وأتسرع بقراري ..!! في اليوم اللي كنتي راح تعلميني فيه عن حملك اكتشفت انه عندي سرطان
العنود وعيناها تتسع : أيش؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!
تركي : أيه يا العنود عشان كذا قلت الأفضل اني اطلقك عشان ترجعي تكملي حياتك مع اهلك وتظل صورتي شينه وانا ضنيت أنه هـ الصورة راح تخليك تكرهيني اكثر .. وبتعيشين حياتك بعدها صح .. وغيابي ما بيأثر عليك .. وفي اليوم اللي كنتي راح تولدي فيه اتصل فيني الدكتور وعلمني أنه صار غلط بالفحوصات ساعتها جنيت .! اول شيء فكرت اسويه ادور عليك والاقيك وفي ذاك اليوم بعد اكتشفت بموضوع حملك صدفة .. العنود انا الألم اللي كان بداخلي طول هـ الأشهر بسبب بعدي عنك الحزن اللي بداخلي كان اكبر من مرضي .. عشان كذا ما جلست ادقق فيه أو الاحظ علامات المرض ظهرت فيني او لا .. أنتي يا العنود كنتي سبب مرضي ..بعدك هو اللي قتلني
لما رجعت وعرفت مكانك حسيت انه الروح بدت ترجع لي في كل خطوة اقترب فيها منك .. بس أول ما وصلت المستشفى انصدمت لما شفتها تحترق فكرت فيك أنتي وفي اللي في بطنك دخلت هناك دورت عليك كثير بس ما لقيتك .. ناديت عليك وما رديتي علي .. ساعتها عرفت أنك رحتي وتركتيني .. كان ودي ادور عليك اكثر لكن خوفي على بنتنا اللي تمنينا سنين طويلة نجيبها تروح مني في لحظة .. فقررت احافظ على بذرة حبنا عشان كل ما تكبر أحس بحبي لك يكبر يوم بعد يوم .. العنود ادري اللي سويته فيك كان قاسي لكن تكفين لا تقسي علي اكثر وسامحيني .. انا وبنتك جود محتاجين لك كثير .. ارجعي لزوجك وبنتك .. واغفري لي كل زلاتي معاك
العنود وهي تبكي بحرقة فكلام تركي هزها من الداخل .. قرأت عبارات الصدق في عينيه تمتمت بالم : انت طلقتني
تركي : أنتي كنتي وقتها حامل يعني طلاقي كان باطل .. وأنتي للحين على ذمتي
دارين تمتمت بصوت منخفض : ابوك قطع قلبي .. ما بيصير اللي تعملوه فيه هو غلط والسنين هذي كان عايشها فعذاب الضمير ما بيصير تصيروا أنتوا والزمن عليه .. سامح ابوك مثل ما انا سامحتك وغفرت لك كل زلاتك
مصعب نظر إلى دارين بحب ثم توجه إلى والده وضمه بقوة إلى صدره .. وظل يبكي بصمت
تركي لم يصدق ردت فعل مصعب .. أحس كأن ما يعيش به حلم أغمض عينيه ولكن قام بفتحهما سريعا حتى يتأكد ان ما يعيش به الأن ليس مجرد حلم بل حقيقة .. وجد مصعب لا زال بصدرة وهو يبكي بحرقة .. ضمه تركي وغرق هو معه في دوامة الدموع .. نجود لم تتحمل هي الأخرى فتوجهت ألى والدها وضمته إلى صدرها
العنود تأثرت كثيرا من هذا الموقف .. ظلت واقفه مكانها تائه لا تعرف كيف تتصرف
عائشة قاطعتها بحب : راح اقولك سر .. انا قبل لا اجي هـ الدار كنت اشوف بأحلامي حرمه عجوز تقولي لا تتركيها لحد ما ترجعيها لطريق الأمان اللي مرت فيه هـ لبنت كان صعب كثير .. وخليك دايما جنبها .. تعرفي من طلعت هـ العجوز يا العنود كانت امك .. دورت على أختك ريما كثير قدرت اوصل لبيتكم ما كان فيه أحد هناك .. طلعت على طول وقبل ما اطلع لقيت صورة امك معلقه ع الحيط .. العنود امك كانت معاك بطريقة غير مباشرة يعني هي مسامحتك وخايفه عليك عشان كذا ريحيها في قبرها ومدي أيدك لزوجك وارسمي طريق السعادة لحياتكم
العنود وعيناها تتسع : ماما كانت تجيك في الحلم
عائشة : ايه امك يا العنود .. امك سامحتك رغم كل شيء .. عشان كذا لازم تسامحي تركي وتبدوا من جديد
العنود : طيب يا عائشة والألم اللي عشت فيه طول هـ السنين ..!! الضياع والخوف كيف راح انساه
عائشة : ابتسامة تركي وسعادة اولادك هذي راح تخليك تنسي كل اللي عشتيه بيوم وليلة ..
العنود وهي تضم عائشة إلى صدرها : ربي لا يحرمني منك كنتي دايما معاي وانا فعلا كل اللي وصلت له بسببك
عائشة : امك ساعدتني بعد ..!! الله يرحمها هي وابوك .. لا تكرري غلط ابوك وتفرقي الاخوان عن بعض
العنود ابتسمت بما تفوهت به عائشة ثم توجهت إلى تركي وتمتمت بالم : انا سامحتك تركي وراضيه ارجع معاك
تركي ابتعد عن نجود ومصعب وضم العنود إلى صدرة وأخذ يبكي بحرقة
العنود والخجل ارتسم على ملامحها تمتمت بصوت منخفض : تركي خلاص ما يصير ..........
رائد اقترب من نجود وتمتم بحب : وهذا انا نفذت لك وعدك يا نجود .. راح ترجعين لعمان بس عملي حسابك ما راح تطولي هناك كثير .. كلها كم شهر وترجعين هنا السعودية
نجود والخجل ارتسم على ملامحها تمتمت بصوت منخفض : أيش تقصد يا رائد ؟!
رائد : يعني راح تصيرين زوجتي على سنه الله ورسوله .. هذا طبعا إذا وافقتي
مصعب قاطعه بابتسامه : لا هي شكلها بتتثيقل عليك وما بتعطيك وجه .. فخذ الراي مني وانا اخوك انا موافق
نجود وهي تنظر إلى مصعب شعرت بالسعادة لأنه تغير كثيرا .. وأصبح يعاملها وكأنها شقيقته وليس حبيبه
/::\
ليان وهي تمسح دموعها : وهذا كل اللي صار يا هيثم ..!!
هيثم وقف مذعورا لم يصدق ان كل ما تفوهت به راما كان حقيقة. . ولكن ما كان يخيفه هو الكره الذي زرع بقلب والدته .. ترك ليان ثم توجه للخارج وجد والدته امامة وتمتم وهو يصرخ : ليش سويتي كذا ليش ؟!
ام هيثم شعرت بالخوف أحست ان ليان اخبرته بكل ما ما حدث فتمتمت بخوف : لا تصدقها يا هيثم ليان تكذب عليك
هيثم : الحين فهمت العبارة اللي كانت ترددها حور .. انا فعلا كنت احبها ومن اعماق قلبي بس بعدين استغربت ليش طلقتها .. ليش ما كنت متحمل كل تصرفاتها.. عشان تنتقمين من ابو بندر دمرتي خمسة اشخاص .. دمرتيني انا وراما وحور يوم فرقتينا عن بعض .. ودمرتي غسان يوم دبرتي له قضية مخدرات وورطيه فيها ودمرتي ليان يوم فكرتي تسلبي روحها ..! وكل هذا عشان أيش ..!! عشان بس تنتقمي من ابو بندر اللي قتل ابوي نفس ما سمعت
ابو بندر قاطعهم بحيرة : بس انا ما قتلت أحد .. وبعدين من ابوك انا ما أعرفه ولا عمري شفته
ام هيثم نهضت من على كرسيها ثم توجهت إلى ابا بندر وبدأت تضربه بقوة على صدره وتمتمت بقهر : أيش الحين ما تعرفه .. الرجال اللي مات بسبب اهمالك من سنين وكل الجرايد تكلموا عنه كان زوجي ..!!
ابوبندر : أيه اعرف هـ الرجال بس انا ما قتلته .............!!
ام هيثم : لا قتلتة يا صالح قتلته .. وبعدها رشيت لك كم قاضي عشان يسجلوا القضية على انها حادثة عادية
ابو بندر : من قالك هـ الكلام .. لو كان كلامك صح نفس ما حضرتك قلتي كان انا ما تابعت القضية لين يومك هذا
ام هيثم وعيناها تتسع تمتمت بذهل : تابعت القضية ؟؟!!
ابو بندر :زوجك مات مقتول صح وللحين جاري البحث عن المجرم والمحقق علمني انهم لقوه واعترف بكل شيء
ام هيثم وهي تنظر إليه باستغراب : طيب من هو ..! علمني عشان اروح وأشرب من دمه
هيثم قاطعها بغضب : بعد أيش ماما بعد أيش ..!! بعد ما قتلتي احساس السعادة فينا
رغد وهي تبكي بحرقة : كنت شاكة بس ما توقعت انه الحقد اللي بداخلك راح يخليك تصيري مجرمة ..!!
ام هيثم : انا كل اللي يهمني اشوف بس من قتل ابوكم .. لانه محد حس باللي عانيته غيري
ابو بندر : بعد شوي راح يوصل .. الضابط قال راح يجبيه بنفسه بس انا شخصيا ما اعرف مين هوه ..!!
الضابط قاطعهم بابتسامه : الظاهر كنتوا تتكلموا عني وعن المجرم اللي قتل زوجك وتلاعب بعقلك
ام هيثم : تلاعب بعقلي ؟!!
الضابط : اللي قتل زوجك يا ام هيثم هو اخوك من لحمك ودمك ابو امجد
الكل ذهل مما تفوه به الضابط .. فسكتوا وهم يحاولون استيعاب ما حدث ..
الضابط : ابو امجد تقدر تشرح لهم كل اللي صار بالضبط
ابو امجد وهو ينظر إلى ام هيثم تمتم بألم : ايه اختي انا اللي قتلت زوجك .. لأني بسبب زوجك خسرت اعز انسانة على قلبي ام بندر ..
ابو بندر وعيناه تتسع : أيش
ابو امجد :أيه انا حبيتها كثير وكان خاطري فيها من زمان من لما كنا صغار .. كبرت وبدا هـ الحب يكبر بداخلي ..
وفي اليوم اللي فكرت اتقدم لها عرفت بالصدفة انه ابو هيثم وصَل لأخوها الكبير كلام .. وخبره عن نيتي ! اخوها ما كان يحبني كثير وابو هيثم اقنعه انه ضروري ام بندر تاخذك انت يا صالح .. كرهته بعدها !! بسببه هو خسرت كل حياتي .. وعشان اكون قريب منها تزوجت اختها مو حبا فيها لا بس عشان ما انحرم من شوفة اللي حبها قلبي .. كل مره اشوفكم مستانسين مع بعض يبداء الكره يشب بداخلي .. كرهت ابو هيثم لأنه هو اللي حرمني منها عشان كذا قررت اتخلص منه وبعدها اتخلص منك وارجَع ام بندر على ذمتي .. وذاك اليوم كنا نشتغل انا وهو بنفس المكان كنا نتمازح وبعدين دفعته بيدي وخليته يتعثر توسلني كثير عشان اساعده بس انا سهلت موته ورميته .. واوهمت اختي انه ابو بندر هو سبب موت زوجها عشان الحقد اللي نما داخلي ينما بداخلها .. وشوي شوي أتخلص منه نفس ما اتخلصت من ابو هيثم بالضبط
أياد شعر بالغضب وتمتم وهو يصرخ : طيب هذا بينك وبين ابوي ليان وش ذنبها
ابو امجد : ابوك متعلق كثير بليان وتوقعت موتها راح يخليه ينجلط .. وبكذا ينتهي يختفي وما يبقى له أي اثر
ام هيثم وقفت مذعورة مما سمعت . أحست ان شقيقها تلاعب بها لهدف يصبوا اليه بنفسه .. شعرت بالندم لأنها رضخت لكل تلك الأفكار السوداء .. بداء الضابط يقترب منها وكبل لها يديها .. نظرت إلى هيثم ورغد نظرة أخيرة وكأنها تودعهم .. ثم تمتمت وهي تصرخ : مستحيييييييييييييييييييييييييل
الضابط اقترب منها وصفد يديها بمجرد ان احست انها ساعدت من قتل زوجها لم تتحمل فسقطت مغشي عليها .
فحولت سريعا إلى غرفة العناية لحالتها الخطرة
ريما وهي تقترب من ابو بندر تمتمت بألم : ما تعلمت شيء من هـ الدرس .. كنت تحيك الدسائس لبنت تركي وفي ناس كانت تنبش قبرك بأيدها .. اللي يصير في ليان صار في جود .. ونفس ما انت ضحية تركي بعد ضحيه
ابو بندر لأول مره يشعر بأنه قلبه تحجر لم يتحمل كلام ريما فتوجه إلى احدى الزوايا وانخرط في بكاء شديد
وتذكر كل محاولاته للقضاء على تركي أحس ان حب الانتقام ارهقه وجعل حياته كومة من السواد
ولكنه عاهد نفسة ان يصلح كل شيء حتى لو كان قرارة متأخرا
رغد وهيثم كانوا ينتظران خبر عن والدتهما .. لأنها اصيبت بجلطة بعد ما عرفت بغدر شقيقها لها
الدكتور خرج من غرفة العناية وبداء عليه الأعياء الشديد
رغد وهي تتوجه نحوه : دكتور كيفها ماما ...........؟؟!!
الدكتور هز برأسه ثم ولى ذاهبا
رغد لم تتحمل ما سمعته فصرخت صرخة رجت كل ارجاء المشفى .. ذهب هيثم وضمها إلى صدره
فانخرط الأثنين في بكاء شديد
/::\
راكان بالم : ميساء أنتي بخير ؟!
ميساء قاطعته بحزن : وش اللي يخليك تسوي كل هذا ..!! انا طول الوقت كنت اعاملك بقسوة
راكان ودمعه رسمت على خده : للحين ما عرفتي ليش يا ميساء
ميساء وهي تخفض راسها قاطعته بحزن : انا ما استاهل هـ الحب راكان
راكان وعيناه تتسع تمتم بذهول : يعني عارفه أني احبك ؟!
ميساء : واللي ما تعرفه أني انا بعد حبيتك وتعلقت فيك بس خوفي اني اخسرك خلاني اتمرد واسوي تصرفات تكرهك فيني .. كنت خايفه احبك وبعدها تروح وتتركني نفس ما تركني ماما وبابا وسعد
راكان وهو ينظر إلى ميساء تمتم باستغراب : ممكن تعيدي الكلمه اللي قلتيها من شوي
ميساء وهي تعقد بحاجبيها : اي كلمه ..؟!!
راكان : تكفين ميساء قوليها وريحي قلبي اللي ناطر على نار
ميساء قاطعته بخجل : أحبك ..........
راكان والسعادة تغمره : تتزوجيني ميساء ؟! خلاص مستحيل أعيش لحظة وحده وانا بعيده عنك
ميساء وبعض من الخجل تملكها : أيه انا موافقه ..............
راكان خرج من سيارته ومن شدة سعادته صرخ بأعلى صوته وتمتم بسعادة : واخيرا ميساء قالت احبككككككككك
/::\
لمياء دخلت إلى مكتب عمها بهدوء ظلت تبحث عن رقم تركي حتى وجدته .. فاتصلت به سريعا
تركي : الووو يا هلا
لمياء بصوت منخفض ودمعه رسمت على خدها : عمي هذي انا لمياء بنت اخوك سعود انت وينك
تركي وملامح وجهه تغيرت : لمياء انتوا وين ؟! صار لي فتره ادور عليكم وما لقيتكم
لمياء : عمي انا ما اقدر اطول احجز لنا تذكرتين انا وميساء اليوم ومن اوصل عمان انتظرني بالمطار
تركي والخوف يسري بجسده : لمياء إنتي وش فيك بالضبط ؟!!
لمياء : قلت لك مو قادرة اتكلم لا رجعت عمان افهمك بكل شيء .. ولا تتصل ع هـ الرقم عشان محد يكشفني
تركي : لمياء فهميني أيش اللي صاير لمياء ... طوط طوط طوط
/::\