~¤¦¦§¦¦¤~ في رحـــاب القــرآن الكريـــم ~¤¦¦§¦¦¤~
-
-
-
مووووووضوع رائع ويعطيج الف خيررر
-
يسلمو
-
يسلمو
-
كلمات في التدبر
قد علم أنه من قرأ كتاباً في الطب أو الحساب او غيرهما فإنه لا بد أن يكون راغباً في فهمه وتصور معانيه ,فكيف بمن يقرأ كتاب الله تعالى الذي به هداه, وبه يعرف الحق والباطل, والخير والشر ؟ فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا يحصل معها المقصود ,إذ اللفظ إنما يراد للمعنى.
ابن تيمية
مجموع الفتاوى (74/7)
إياك يا أخي ثم إياك أن يزهدك في كتاب الله تعالى كثرة الزاهدين فيه ,ولا كثرة المحتقرين لمن يعمل به ويدعو إليه, واعلم أن العاقل الكيس الحكيم لا يكترث بانتقاد المجانين.
الشنقيطي
أضواء البيان 1/5
من موانع فهم القرآن الكريم والتلذذ به :"أن يكون التالي مصراً على ذنب ,أو متصفاً بكبر, أو مبتلى بهوى مطاع ,فإن ذلك سبب ظلمة القلب وصدئه, فالقلب مثل المرآة, والشهوات مثل الصدأ, ومعاني القرآن مثل الصور التى تتراءى في المرآة ,والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل الجلاء للمرآة".
ابن قدامة
مختصر منهاج القاصدين ص 45
لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم, كان الفهم لمعانيه أوفى المفهوم ؛لأن شرف العلم بشرف المعلوم.
ابن الجوزي
زاد المسير في علم التفسير 1\3
"وإني أحثكم أيها الشباب على الحرص التام على تدبر القرآن ومعرفة معانيه؛ لأن القرآن إنما نزل ليدبر الناس آياته وليتذكروا به ,إذ لا فائدة بتلاوة اللفظ دون فهم للمعنى, وإذ أشكل عليكم شيء فاسألوا عنه".
ابن عثيمين
لقاءات الباب المفتوح-اللقاء رقم 171
من أعظم الغبن أن يخبرنا الله في كتابه بأن جنته - التي أعدها لعباده المتقين- عرضها السماوات والأرض، ثم لا يجد أحدنا فيها موضع قدم!
صالح المغامسي
-
رسائل في التدبر
حسب ترتيب سور القرآن
سورة الفاتحة
[INDENT][INDENT]
*صليت خلف الشيخ عبدالرحمن الدوسري –رحمه الله- كثيراً فما أذكر أنه استقامت له قراءة االفاتحه بدون بكاء خصوصاً عند قوله تعالى (اياك نعبد وإياك نستعين)
[/INDENT]د.عبدالعزيز بن محمد العويد
[INDENT]*أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة (إهدنا الصراط المستقيم)فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته فلم يصبه شيء لا في الدنيا ولا في الآخرة
[/INDENT]الطــحاوي[INDENT]
*تأمل كم من الأسرار العظمية في سورة الفاتحة وخاصة تحت قوله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم ) إنها دعوة جماعية للهداية تكرس التفوق على ال (أنا) التي تحاصر الآخرين بالخطأ وتختص نفسها بالصواب فهو هتاف جماعي ينشد الهداية ويتضرع إلى الله بتحصيلها
[/INDENT]د.سلمان العودة
موقع الاسلام اليوم مقال:نقطة توازن
[/INDENT] -
[INDENT][INDENT][INDENT]
ســـورة البقــــرة[/INDENT][INDENT][INDENT][INDENT]*لما قال العبد بتوفيق ربه (اهدنا الصراط المستقيم) قيل له (ذلك الكتاب لا ريب فيه) هو مطلوبك وفيه أربك وحاجتك وهو الصراط المستقيم (هدىً للمتقين) القائلين (اهدنا الصراط المستقيم) والخائفين من حال المغضوب عليهم والضالين.
ابن الزبير الغرناطي
البرهان في تناسب سور القرآن(ص84)
*تأمل في قوله تعالى عن المنافقين (ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) كيف قال (بنورهم) فجعله واحداً ولما ذكر (ظلمات) جمعها لأن الخير واحد وهو الصراط المستقيم بخلاف طرق الجهل في الباطل فإنها متعددة متشعبة ولهذا يفرد الله الحق ويجمع الباطل كقوله ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروآ...الآيه)
ابن القيم
الفوائد (ص127)
*(وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون) فإغراق العدو أو إهلاكه نعمة وكونه ينظر إلى عدوه وهو يغرق نعمة أخرى لأنه يشفي صدره وعند عجز الناس لا يبقى إلا فعل الله عز وجل ولهذا في غزوة الأحزاب نُصروا بالريح التي أرسلها الله تعالى.
ابن عثيمين
تفسير القرآن3/125
يتبع بإذن الله
[/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT] -
[INDENT][INDENT][INDENT][INDENT][INDENT]تابع لسورة البقرة
[/INDENT][INDENT]*(ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة) فائدة تشبيه قسوة القلب بالحجارة مع أن في الموجودات ماهو أشد صلابة منها: هيأن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار بخلاف الحجارة
[/INDENT][INDENT]
[/INDENT][INDENT]بن سعدي
تفسير السعدي ص 55
[/INDENT][INDENT]
[/INDENT][INDENT]*إذا ذكر أهل الكتاب في القرآن بصيغة(الذين آتيناهم الكتاب)فهذا لا يذكر الله إلا في معرض المدح وإذا ذكر بصيغة (أوتوا نصيباً من الكتاب) فلا تكون إلا في معرض الذم وإن قيل فيهم (أوتوا الكتاب) عمت الفريقين كليهما
[/INDENT][INDENT]
[/INDENT][INDENT]ابن القيم
مفتاح دار السعادة1/104
[/INDENT][INDENT]
[/INDENT][INDENT]*لقد كان نبي الله إبراهيم يحمل هم هداية الأجيال القادمه ولم يقصر نظر على حيلى أو بيته أو أهله فقال ( ربنا وأبعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك) فيا له من هم وما أكمله ويالها من نفس ما أزكاها
[/INDENT][INDENT]
[/INDENT][INDENT]د.محمد الخضيري
[/INDENT][INDENT]
[/INDENT][INDENT]*قال تعالى (إن الله غفورا رحيم) قيل في سبب تقديم الغفور على الرحيم أن المغفرة سلامه والرحمة غنيمة والسلامة مطلوبة قبلالغنيمة
[/INDENT][INDENT]
[/INDENT][INDENT]د.السامرائي
النعيم القرآني ص 57
[/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT] -
[INDENT][INDENT][INDENT][INDENT][INDENT][INDENT][INDENT][INDENT]تابع لسورة البقرة
*(فمن عُفي له من أخيه شيءٌ) إطلاق وصف الأخ على المماثل في الاسلام أصل جاء به القرآن وجعل التوافق في العقيدة كالتوافق في نسب الإخوة بل أشد وحقا فإن التوافق في الدين رابطة نفسانية في نفس رابطة جسدية والروح أشرف من الجسد
ابن عاشور
التحرير والتنوير 2/141
*قال بعض السلف متى أطلق الله لسانك بالدعاء والطلب فاعلم أنه يريد أن يعطيك وذلك لصدق الوعد بإجابة من دعاه ألم يقل الله تعالى (فإني قريبٌ أجيبُ دعوة الداعِ إذا دعان)
شرح القيدة العطائية ص 85
*تأمل قوله تعالى (هن لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن) وما فيها من تربية الذوق والأدب في الكلام وإضافة إلى ما في اللباس من دلالة (الستر والحماية والجمال والقرب) وهل أحد الزوجين للآخر إلا كذلك؟ وإن كانت المرأة في ذلك أظهر أثرا كما يشير إلى ذلك البدء بضميرها (هن)
د.عويض العطوي
*(كذلك يبين الله ءاياته للناس لعلهم يتقون) إن العلم الصحيح سبب للتقوى لأنهم إذا بان لهم الحق اتبعوه وإذا بان لهم الباطل اجتنبوه ومن علم الحق فتركه والباطل فاتبعه كان أعظم لجرمه وأشد لإثمه
السعدي
خلاصة تفسير القرآن ص 171
*جاء لفظ القرآن في بيان الرخصة بالأسهل فالأسهل (ففديةٌ من صيام أو صدقةٍ أو نسك) ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن عجرة بذلك أرشده إلى الأفضل فالأفضل فقال ( انسك شاة أو أطعم ستة مساكين أو صم ثلاثة أيام ) متفق عليه فكل شيء حسن في مقامه
ابن كثير
تفسير القرآن العظيم 1/536
[/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT] -
تابع لسورة البقرة
[INDENT][INDENT][INDENT][INDENT][INDENT][INDENT]
*قال تعالى (ولا تحلقوا رءوسكم) ولم يقل ولا تقصروا ففيه دلاله على ان الحلق أفضل وخو مقتضى قول الرسول صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين مرة.
القرطبي
تفسير القرآن العظيم 1/ 81
*بعد ان اباح الله التعجل لمن اتقاه قال ( واعلموا انكم إليه تحشرون) فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعي لتقوى الله فلهذا حث تعالى عى العلم بذلك
ابن سعدي
تفسيره ص 93
*أعظم آية يوعظ بها آكلوا الربا وأصحاب الأموال الذين أشغلتهم أموالهم عن طاعة الله ماختم الله به آيات الربا وهي آخر ماأنزله من وحيه وهي قوله (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفسٍ ماكسبت وهم لا يظلمون)
د.محمد الربيعة
*(لها ماكسبت وعليها ماكتسبت)جاءت العبارةبــــ(لها) في الحسنات لأنها مما ينتفع العبد به وجاءت بــ(عليها) في السيئات لأنها مما يضر العبد.
ابن جزي
التسهيل لعلوم ابن جزي 1/157
تمت بحمد الله سورة البقرة
[/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT] -
(إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم)فاتحة الكتاب هي أكثر سورة يتلوها المؤمن في نهاره وليله.
فهو يتلوها في كل ركعة من كل صلاة فريضةً أو نافلة ..
أكثر من سبعة عشر مرةً في اليوم إذا اكتفى بالفريضة وأكثر من ثلاثين إذا أضفنا إليها السنن الراتبة.
وفي كل مرة يتلو الفرد المؤمن فيها الفاتحة فإن عليه التوجه إلى الله بطلب الإعانة والهداية ليس له وحده ولكن له ولإخوته المؤمنين أيضاً،فلا يقول:اهدني،بل يقول:"اهدنا الصراط المستقيم".
وفي هذا تعزيز لروح الجماعة لدى الفرد المؤمن واستشعار لعمقه الاجتماعي.
فالمؤمن الحق ليس أنانياً بل مشفقاً على إخوانه المؤمنين شفقته على نفسه وراجياً الخير والهداية لهم كما يرجوه لنفسه.
وبهذه الروح تتكون النواة للمجتمع المتآخي المتواد المتراحم مثله كمثل الجسد الواحد. -
(فسبح بحمد ربك واستغفره)
ما العلاقة بين مجيئ نصر الله والفتح وبين استغفار الله؟
يميل طبع الإنسان في لحظات الظفر والانتصار إلى الفرح والنشوة التي تخرجه عن سكينته ووقاره.
وربما دفعته نشوة الانتصار إلى النطق بأقوال والقيام بأفعال يندم عليها بعد ذلك.
وفي لحظات الفرح يغفل الإنسان عن النظر والتدبر في العواقب فلا يبصر سوى اللحظة.
لكن الإسلام حرص على تزكية الإنسان وتأديبه في مختلف الأحوال،"لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم".
لأن طغيان الفرح أو الحزن هو غفلة عن الله.
والإنسان عبد لله ينبغي أن ظل قلبه معلقاً به في جميع احواله.أما النصر والهزيمة فهي أمور ثانوية إذا قورنت بالغاية الأسمى وهي تزكية الإنسان وتطهيره.
وربما تبع النصر هزيمةٌ والعسر يأتي بعده اليسر فليس من العقل أو الإيمان أن يرهن الإنسان نفسه لأحداث مؤقتة وأحوال عابرة.
ولكنه يبقى على اتصاله بالله بتسبيحاً واستغفاراً حتى ولو كان في أوج القمة ولحظات الظفر. -
(وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون18)
تبين لنا الآية الثامنة عشر من سورة يوسف موقف سيدنا يعقوب عليه السلام تجاه إضاعة أبنائه لأخيهم يوسف الذي هو أعز أبنائه على نفسه.
ويتضح من موقف سيدنا يعقوب عليه السلام مدى رحمته بأبنائه رغم خطئهم ولينه وقدرته على ملك نفسه في أشد الأوقات فرغم شناعة الخطأ الذي ارتكبوه بحق أعز أبنائه عليه الذي لم يكن يحتمل فراقه لساعات قليلة حتى إنه رفض طلبهم باصطحابه لأنه يحزنه أن يذهبوا به إلا أنه لم يطردهم ولم يغضب عليهم أو يدعو عليهم وإنما اكتفى بالاحتساب والصبر الجميل والاستعانة بالله.
تصوروا لو أن أحدنا رجع إلى بيته ووجد أبناءه قد أضاعوا أخاً لهم بدون قصد فماذا سيكون فعله،سيطردهم وربما ضربهم وسيدعو عليهم وسيغضب عليهم حتى وإن لم يكونوا يقصدوا ذلك لكن سيدنا يعقوب عليه السلام لم يفعل شيئاً من ذلك رغم أن أبناءه فعلوا ذلك عن سوء قصد وعن سبق إصرار
وفي هذا درس للآباء بالرفق واللين مع أبنائهم حتى وإن اخطأوا وعدم الدعاء عليهم والغضب عليهم.
وإذا قال قائل بأن يعقوب لم يطردهم لأنه كان شيخاً كبيراً ولم يكن له حيلة بهم نرد عليه بأنه كان على الأقل يستطيع الدعاء عليهم ولكنه لم يفعل ذلك.
انتظروني في وقفات أخرى إن شاء الله
جزى الله خيراً كل من ساهم في نشر هذه المواد على المنتديات ومواقع الانترنت وغيرها -
(.........ياأبانا إن ابنك سرق
وما شهدنا إلا بما عملنا
وما كنا للغيب حافظين81
وسئل القرية التي كنا فيها
والعير التي أقبلنا فيها
وإنا لصادقون82)
في هاتين الآيتين استعمل إخوة يوسف كل هذه المؤكدات لإقناع أبيهم بعدم مسئوليتهم عن إضاعة أخيهم الثاني ورغم
أنهم كانوا صادقين هذه المرة إلا أن أباهم رد عليهم: "بل سولت لكم أنفسكم أمراً" وذلك لأنهم حين كذبوا في المرة
الأولى عندما تخلصوا من يوسف فإنهم فقدوا الثقة لدى أبيهم فلم يعد يصدقهم حتى ولو كانوا صادقين فعلاً.
وفي المقابل حين اتهمت امرأة العزيز يوسف بأنه راودها عن نفسها لم يزد سيدنا يوسف عن القول: "هي راودتني عن نفسي" فلم يحلف ولم يجهد نفسه بمحاولة إثبات البراءة وإنما نطق بالحقيقة بكل بساطة ومع ذلك فقد ظهرت براءته
على الفور فقال العزيز لامرأته وقد تبين له الحق: "إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم"
الدرس المستفاد:
حين تكسب ثقة الناس وتكون صادقاً بينهم فإنك لست بحاجة إلى بذل مجهود في إقناعهم بصحة موقفك ولكن يكفي أن تصرح بالحقيقة بكل بساطة و سيقتنعون بها.
أما حين تفقد ثقة الناس فإن كل الأيمان والمؤكدات لن تكون كافية ليصدقك الناس وسيكذبونك حتى وإن صدقت فعلاً في بعض المرات لأنك كذبت عليهم في مرات سابقة.
(ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون*قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون)
تصور هذه الآية حال إخوة يوسف عندما تفاجئوا بفتيان يوسف يلاحقونهم ليقبضوا عليهم بتهمة السرقة .
وإخوة يوسف على ثقة بأنهم لم يسرقوا.فما كان منهم -وبسلوك لا شعوري- إلا أن التفتوا لطالبيهم وأقبلوا عليهم
يسألونهم ماذا يفقدون.وهم بهذا السلوك يريدون ان يظهروا بالفعل قبل القول براءتهم.فلو كانوا سارقين فإن السلوك
المتوقع هو أن يفروا بعيداً عن طالبيهم لا أن يقبلوا عليهم.وهذا هو المعنى الذي تضيفه جملة:"وأقبلوا عليهم".
ومثل هذه اللفتات تنبهنا إلى بعد جديد من أبعاد الإعجاز في القرآن الكريم وهو الإعجاز النفسي الذي يرصد السلوك
البشري في القرآن الكريم فيبين حقيقة ما تحتويه صدور الناس من أفكار ويدعم ما يلفظونه من أقوال. -
(ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار39)
لم يغفل سيدنا يوسف عليه السلام عن دعوته حتى وهو سجين ظلماً بل استثمر وجوده داخل السجن في الدعوة إلى الله وتبيان عقيدة التوحيد لمن دخل معه السجن .
وهكذا هم أصحاب الدعوات لا تعرف الراحة والفتور إليهم سبيلاً فكل الأماكن بالنسبة لهم ميادين دعوة وكل لحظة تمر عليهم فرصة يجب استثمارها في كسب المزيد من أنصار الدعوة.فلا تعوقهم المحن والشدائد عن السير في طريق الله ولا يدفعهم الظلم الواقع عليهم إلى اليأس والسكون .
اللهم اجز كل من ساهم في نشر هذا العلم في المنتديات ومواقع الانترنت أو بأي طريقة أخرى خير الجزاء -
(فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه...)
عمد سيدنا يوسف عليه السلام إلى التورية الأمنية حتى لا يكتشف إخوته خطته.فلو أنه فتش وعاء أخيه الذي جعل
السقاية فيه مباشرة لربما تسرب الشك إلى نفوس إخوته بأن هذا الأمر تدبير منه وهو لا يريد أن يعلموا بذلك فبدأ
بأوعيتهم من أجل التعمية على هدفه المقصود ثم استخرجها من وعاء أخيه.
وفي هذا درس لنا بمراعاة الجانب الأمني في أفعالنا وخططنا حتى يكتب لها النجاح. -
(قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) طه59
ينبغي من أصحاب الدعوات أن يحسنوا الاستفادة من جميع الوسائل الإعلامية التي يتيحها لهم الزمن الذي يحيون فيه
لنشر دعوتهم وتبيانها لأكبر عدد ممكن من الناس .
فلا يعقل أن يدعو أصحاب الباطل إلى باطلهم عبر فضائيات يشاهدها الملايين وعبر مواقع الكترونية وصحف وكتب
وإذاعات ويكتفي أنصار الحق بدعوة الناس فرداً فرداً. ولكن علينا أن نواجههم بذات الأساليب والوسائل التي يواجهونها
بنا .
فإذا تحقق التكافؤ في فرص كل من أصحاب الحق والباطل لتبليغ دعوتهم للناس كانت الغلبة لأصحاب الحق يقيناً بما
يحمله الحق من قدرة ذاتية على إقناع الناس:
"وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى"
وفي المواجهة بين موسى وفرعون اختار موسى يوم عيد من الأعياد الجامعة , يتفرغ فيه الناس ويقطعون شواغلهم
(قال:موعدكم يوم الزينة). وطلب أن يجمع الناس ضحى , ليكون المكان مكشوفا والوقت ضاحيا . فقابل التحدي بمثله
وزاد عليه اختيار الوقت في أوضح فترة من النهار وأشدها تجمعا في يوم العيد . لا في الصباح الباكر حيث لا يكون
الجميع قد غادروا البيوت . ولا في الظهيرة فقد يعوقهم الحر , ولا في المساء حيث يمنعهم الظلام من التجمع أو من
وضوح الرؤية . . !! -
(بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل) الأنعام 28
في أعماق كل نفس بشرية تستقر الحقيقة الساطعة كأثر للشهادة التي أخذها ربنا منا عندما كنا في عالم الذر:
"وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ" [الأعراف:172]
وفي تفسير هذه الآية من سورة الأعراف يقول العالم الزاهد أبو علي الروذباري المتوفى سنة 322 هـ:
((النطق الذي ظهر الحق به و نطق به في الأزل صار كاملا في نفوس الخلق حين خاطب الحق بقوله ألست بربكم قالوا بلى
فبقيت حلاوة الخطاب في الأسرار فما كان في القلوب من رقة ووجد و حقيقة فهو من تلك الحلاوة التي خاطب بها في
النشأ الأول لأن الأعضاء كلها ناطقة بذكره مستطيبة بسره )).
لكن غلبة الهوى وتزيين الشيطان والإخلاد إلى الأرض أحاط الحقيقة بالغبار والصدأ حتى احتجبت عن الظهور،لكنها تظل
راسخة في الأعماق فإذا جاءت الآيات الدالة عليها تمايز الناس إلى فريقين:متبع للهدى ومتبع للهوى..
أما من يتبع الهدى فإنه يتذكر وينتبه من غفلته ويجاهد نفسه لإجلاء الصدأ عن قلبه ويتبع نداء الحقيقة المنبعث من
أعماقه.
أما متبع الهوى فإنه يغمض عينيه عن النور ويصم أذنيه عن نداء الحقيقة ويؤثر البقاء في سكرته وعماه ويفر من الحق
المنبعث من فطرته:"كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة".
وليس هذا كله سوى عناداً وكبراً واتباعاً للهوى،لأن العقل لا يمكن أن يهدي صاحبه إلى الكفر والضلال.وطريق العقل
إن تجردت من الهوى تمام التجرد فإنها يقيناً ستوصل صاحبها إلى الله..
والكفر يستحيل أن يكون قناعات عقلية لأن الكافر يهتدي إلى الحقيقة في أول الأمر:
"يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها"
"وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ"
لكنه ينتكس بعد ذلك ويؤثر البقاء في الضلال استكباراً منه وإيثاراً للعاجلة على الآجلة.
وربما سعى لإلباس هواه لباس العقل لإسكات نداء الحقيقة عن الإلحاح عليه والتزيين لنفسه بأنه على هدى
وصواب.وهو بذلك إنما يغطي الحقيقة ويحجبها عن السطوع ومن هنا سمي الكافر كافراً فالكفر لغةً هو التغطية.
لكن الحق يبقى حقاً والباطل باطلاً والله تكفل بإحقاق الحق وإبطال الباطل ولو كره الكافرون..
ويوم القيامة هو يوم العرض الذي لا تخفى فيه خافية والوزن يومئذ الحق والقاضي هو الله والحساب بمثاقيل الذرة.
فإن كانوا قد خدعوا أنفسهم في الدنيا ودفنوا الحق في صدورهم فهم يوم القيامة في مكاشفة صريحة مع أنفسهم
دون حجب وغطاءات.ونداء الله الذي انبعث من أعماقهم في الدنيا فأخفوه هو باد لهم اليوم لا يستطيعون إنكاره
(بل بدا لهم من الله ما كانوا يخفون من قبل)
والله تعالى أعلم -
(رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين)
هذه هي الحلقة الأخيرة من مسلسل حافل بالأحداث بدأت تفاصيله بغلام صغير يتآمر عليه إخوته فيلقوه
في غيابت الجب فينجيه الله من مكرهم .
وتتواصل الأحداث من محنة إلى محنة ومع كل محنة يصبر فيها سيدنا يوسف ينال قدراً من التمكين وها نحن في نهاية
القصة وقد مكن الله ليوسف في الأرض وعلمه من تأويل الأحاديث فجمع له بين الحكم والعلم وأعطاه من نعمه الكثير.
وهنا في نهاية المطاف يقف سيدنا يوسف خاشعاً بين يدي ربه وكل ما يهمه بعد أن أتم الله عليه نعمته في الدنيا هو أن
يتوفاه مسلماً ويلحقه بالصالحين.فهذه هي الغاية النهائية لكل مؤمن عبر التاريخ .والدنيا بما فيها من ملك ومناصب
وأموال تفقد قيمتها إن لم توصل بالآخرة لأن الهدف الحقيقي هو الفوز بالآخرة لا بالدنيا. -
(وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين42)
قال أكثر المفسرين: إن الشيطان أنسى يوسف ذِكر ربه حتى ابتغى الفرج من غيره، واستعان بمخلوقٍ مثله في دفع
الضرر. وتلك غفلةٌ عرضت ليوسف،ورغم أن معظم الناس يقعون كثيراً في مثل هذه الغفلات ولا يعدونها مخالفةً بل أخذاً
بالأسباب إلا أن الله عز وجل أدب يوسف عليها باللبث في السجن بضع سنين وذلك لمحبته إياه واصطفائه فأراد أن يطهر
قلبه حتى لا يرجو المعونة من أحد غير الله.
وكما قال الجوزي:
تأملت فإذا الله سبحانه يغار على قلب المؤمن أن يجعل له شيئا يأنس به فهو يكدر عليه الدنيا وأهلها ليكون أنسه بالله وحده"،
لذلك إذا أحب الله عبداً ابتلاه وقد كان الأنبياء أشد الناس بلاءً فهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم توفي أبوه وهو في
بطن أمه ثم أمه ثم جده وفي عام الحزن فقد أقرب اثنين إليه وهما عمه أبوطالب وزوجته خديجة التي صدقته إذ كذبه
الناس وآوته إذ شرده الناس، وتوفي جميع أبنائه وبناته في حياته باستثناء فاطمة، وقتل عمه حمزة في أحد وابن عمه
جعفر في مؤتة وكل ذلك اصطفاء من الله لنبيه حتى لا يبقى في قلبه ذرة تعلق بأحد غير الله.
وإبراهيم عليه السلام امتحنه الله في ابنه الذي جاءه بعد أن بلغ من الكبر عتياً فلما بلغ معه السعي رأى في المنام أنه
يذبحه ،وهذا إمعان في البلاء فلو أن الأمر بذبح إسماعيل كان صريحاً ومباشراً في اليقظة لكان ذلك أدعى للتلبية لكن
أن يرى إشارة لطيفةً في هذا الأمر العظيم ويتبعها فهذا هو البلاء المبين: "إن هذا لهو البلاؤ المبين" لا يقدر عليه إلا عباد
الله المخلصين لذلك امتدح الله إبراهيم عليه السلام بين يدي هذه القصة في سورة الصافات:
"وإن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم"
والقلب السليم هو الذي سلم من التعلق بأي شيئ سوى الله وهو الذي ينفع صاحبه يوم القيامة كما قال الله تعالى في نفس السورة:
"يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"
وقد كان ابتلاء سيدنا يوسف بين يدي التمكين له في الأرض وآتى هذا الابتلاء أكله فلم يعد يرجو معونةً من أحد من
الخلق حتى إن الملك عندما دعاه ليستخلصه لنفسه لم يسارع لتلبية الدعوة والخروج من السجن بعد هذه السنوات الطويلة
ولكن قال للرسول:
"ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم"
فهذا هو استعلاء الإيمان واليقين عند يوسف عليه السلام تفوق على حبه للخلاص من السجن.
وقد امتدح نبينا محمد هذا الموقف لسيدنا يوسف وقدره فقال:
"رحم الله أخي يوسف ! لو أنا أتاني الرسول بعد طول الحبس لأسرعت الإجابة"
جزى الله خيراً كل من ساهم في نشر هذا العلم في المنتديات والمواقع الالكترونية وغيرها من الوسائل -
ولا تمنن تستكثر
المدثر5
مهما عمل الإنسان من خير في حياته فإن عمله قليل لا يوفي حق عشر معشار نعمة واحدة أنعمها الله عليه. فكيف ونحن لا نستطيع أن نحصي نعم الله علينا.
وكيف نستكثر عملاً يسيراً ثمناً لسلعة غالية هي الجنة فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون.وكيف
نستكثر صوم ساعات من نهار وقيام ركعات في الليل وإنفاق شيء من أموالنا ونحن نفعل ذلك اتقاءً لنار وقودها الناس
والحجارة لا يموت الإنسان فيها ولا يحيى ويبقى خالداً مخلداً فيها.
لكن هذا النهي الإلهي عن استكثار فعل الخير بالإضافة لكونه مقتضى حق الله على عباده الذي لا يوفونه إياه ولو
أفنوا أعمارهم راكعين ساجدين،فله وظيفة حيوية نلمسها في دنيانا.فالإنسان إذا استكثر عمله أصابه الغرور والرضا
عن النفس فيفتر ويتراخى ويقل عمله فينتكس بعد صحوة ويرتد على أدباره بعدما تبين له الحق.
أما إذا استقل عمله فإنه يظل حذراً متحفزاً.يخشى من قلة الزاد فيسعى للمزيد.وما دام على هذا الحذر والخوف فإنه
ينتقل من تقدم إلى تقدم دون أن يقنع بذلك ويظل متحفزاً خائفاً ألا يبلغ مراده.ينسى حسناته ويرى زلاته جبلاً عظيماً يوشك أن يهوي به.
هذا المنهج في نسيان حسنات النفس وعدم الامتنان في فعل الخيرات لا يقتصر على الأفعال التعبدية الفردية.ولكنه منهج
شامل ينبغي أن نتبعه في مختلف شئون حياتنا آحاداً وجماعات،دولاً وحضارات،أمماً وشعوباً.وهل يهلك كل هؤلاء
سوى اغترارهم بحسناتهم والغفلة عن سيئاتهم؟؟ -
(......أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين22) النمل
في هذه الآية يخبر الهدهد وهو الطائر البهيم سيدنا سليمان بأنه أحاط بما لم يحط به وهو النبي الملك.
وفي هذا درس لنا فسيدنا سليمان الذي قال الله في حقه في الآية15 من نفس السورة :
(ولقد آتينا داود وسليمان علماً وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين)
وفي الآية التي تلتها خاطب سليمان الناس:
(وقال ياأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ إن هذا لهو الفضل المبين)
ومع هذا العلم والفضل والملك فقد أحاط الهدهد بما لم يحط به النبي سليمان.
والدرس الذي نتعلمه في حياتنا من هذا المشهد بألا يتكبر أحد على أحد في أخذ التعلم والاستفادة فربما أخفيت مسألة عن عالم كبير وفتح الله بها على غلام صغير . -
(قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجةً وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين44) النمل
هناك ربط واضح في هذه الآية بين مظاهر التقدم الحضاري والعمراني الذي رأته بلقيس في مملكة سليمان عليه السلام وبين إعلان إسلامها.
فخلافاً لقصص الدعاة في القرآن الكريم في دعوتهم الناس إلى الإيمان عن طريق تذكيرهم بالله وآياته وباليوم الآخر إلا أن هناك أسلوباً دعوياً آخر يظهر أثره في هذه الآية وهو الإنجاز الحضاري.
فالناس في أي زمان يميلون إلى اتباع الدولة الأقوى حضارياً و يدخلون في دينها أفواجاً حتى لو لم يكن دينها الحق.
وهنا تظهر القيمة البلاغية في تقديم معية سليمان في الآية:"وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين"والتقديم دائماً للأهمية.
فدافعها الاول إلى الإسلام كان ما رأته من مظاهر القوة والبأس عنده بدءً من رده لهديتها التي أرادت أن تجس نبضه بها:
(قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما أتاكم)
ورسالة القوة التي أرسلها سليمان:
"ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون37"
ومروراً برؤيتها لعرشها وقد سبقها إلى سليمان وما عناه ذلك من مظاهر علم وقوة:"قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو..."
وانتهاءً برؤيتها للصرح الممرد من قوارير وما مثله ذلك لها من "صدمة حضارية "
وفي هذا درس للمسلمين في هذا الزمان بأن تراجعهم الحضاري وتقدم غيرهم فيه فتنة للناس الذين يدخلون في دين الأقوياء ويتركون دين الضعفاء ولو كان هو الحق.
منهج التجريد في القرآن الكريم
من يتأمل الأسلوب القرآني في سرد قصص الأولين وفي معالجة الأحداث التي وقعت زمن البعثة النبوية يلاحظ إغفالاً واضحاً لذكر أسماء الأشخاص والأماكن والتواريخ وتركيزه على الحدث مجرداً بعد فك ارتباطه بإحداثيات الزمان والمكان الذي وقع فيه.فمثلاً عندما يحدثنا عن قصة بلقيس لا يذكر اسمها ولكن يقول:"امرأةً تملكهم"،وعندما يحدثنا عن قصة الخضر مع موسى لا يذكر اسمه ولكن يكتفي بموضع الاعتبار من القصة:"فوجدا عبدأمن عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً".وكثير من القصص كان يرمز إلى شخصياتها بالأسماء الموصولة دون ذكر أسمائهم:"الذي -الذين" .
وعندما يسرد مزاعم قريش حول الدعوة الإسلامية التي كانوا يواجهون بها النبي محمد لا يقول:قالت قريش،ولكن يقول: "وقال الذين كفروا" .
ورغم أن القرآن الكريم من أوله لآخره هو خطاب موجه للنبي محمد إلا أننا لا نلمس نداءً صريحاً للنبي محمد سوى في ىيات قليلة جداً:"ياأيها النبي-ياايها الرسول"
ولعل احد وجوه الحكمة من أسلوب التجريد هو استعلاء القرآن عن محدودية الزمان والمكان ليصبح قانوناً خالداً يصلح لكل زمان ومكان .
تصوروا لو أن القرآن كتب بنفس أسلوب البشر في كتابة القصص وكان حافلاً بذكر الأسماء والأماكن والتواريخ ،لظهر بانه كتاب خاص بمرحلة الوحي وانه موجه لهم دون غيرهم،ولكن الألفاظ القرآنية في معظمها الغالب تفيد الإطلاق والتعالي عن زمان ومكان بعينه فيحصل كل قارئ للقرآن في أي زمان او مكان أو حال على نصيبه من التوجيه الإلهي ويستشعر بان هذا الكلام موجه له بعينه وليست مجرد وثيقة تاريخية قديمة.
هذه الحكمة البالغة لا يفقهها المتكلفون فتجدهم يذبحون اوقاتهم في دراسات عقيمة للخوض فيما سكت عنه القرآن لمعرفة من المقصود في هذه الآية أو تلك دون أن يعلموا بأننا جميعاً مقصودون في هذه الآيات وليس قوماً دون قوم وزمان دون آخر.
.ولو كان في ذكر هذه الأسماء خير لنا لذكرها لنا القرآن.ولكنه اكتفى بذكر العبر والعظات التي تنفعنا .
****
للمزيد حول هذه القضية أنصحكم بزيارة هذا الرابط والاطلاع على ما كتبه المفكر المغربي المقرئ أبوزيد الإدريسي في ذات القضية من كلام قيم:
67.205.74.211/~abouzaid/doc/IV-2.pdf -
(قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَ
[سبأ:46]
تشكل التقاليد والأنماط السائدة في المجتمعات عائقاً من أكبر العوائق التي تصد الإنسان عن اتباع الحق.
فكثيراً ما يتبين للإنسان الحق ولكن يشق عليه أن يخالف قومه فيما اجتمعوا عليه فيرفض الحق ويؤثر البقاء على منظومة القيم والأفكار الخاطئة التي ألفها المجتمع.
هذه الحقيقة نلمسها بقوة في حياة المجتمعات فربما وجدت إنساناً ذكياً وحائزاً على أعلى الدرجات العلمية ولكن حين يتعلق الأمر بالموروثات الاجتماعية لا تجد لذكائه وعلمه أثراً ولو ناقشته في جدوى هذه الموروثات لربما اتفق معك في بطلانها فإذا سألته لماذا لا يتركها سيقول لك بأنها العادة والتقليد.
إذاً فللمجتمع سلطان يبسطه على الأفراد لا يسمح لهم بتجاوزه.وكثيراً ما أجهضت الأفكار الجيدة لعدم تقبل المجتمع لها.
لذا فإن التحرر من الضغط الجماعي هو شرط ضروري لاتباع الحق وبدون تحقيق هذا الشرط يظل عقل الإنسان مستأجراً من قبل المجتمع لا يرى الحق والباطل إلا من خلاله.
ومن هنا كانت دعوة القرآن للناس بالقيام مثنى وفرادى فخلو الفرد مع صاحبه الواحد أو مع نفسه يبعده عن ضجيج المجتمع ويوفر له الفرصة الملائمة للتفكر دون مؤثرات خارجية فيرى الحق حقاً والباطل باطلاً ويسهل اتباعه للحق ما دام قد حرر نفسه من سطوة المجتمع .
ةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا .........) -
ذو القرنين مثال للإدارة الناجحة
((حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ))
شكا هؤلاء القوم البسطاء لذي القرنين من يأجوج ومأجوج وعرضوا عليه خرجاً من أموالهم على أن ينشئ سداً
يحميهم.لكن ذا القرنين زهد في خراجهم وطلب منهم المساعدة بقواهم البدنية التي حباهم الله بها .
وفي هذا مثال على استثمار الموارد البشرية والعمل على تنميتها.ويظهر هذا التوجه في كثرة استخدام أفعال الأمر من
قبل ذي القرنين التي تفيد استثمار القوة البدنية: "أعينوني بقوة-آتوني زبر الحديد-انفخوا-آتوني افرغ عليه قطراً"
فالقائد الناجح يبحث عن عناصر القوة لدى أفراده ويوجهها بما يخدم الصالح العام وهذا خير لهم من أن أخذ أموالهم
كأجرة فيتعودوا على الكسل والخمول وتنطفئ مواهبهم لقلة استعمالها.
وفي هذا دليل على تقوى ذي القرنين وزهده فلم يفعل كما تفعل الدول العظمى من استنزاف ثروات الفقراء
واستعبادهم واستغلال حاجاتهم أبشع استغلال.
ويختم ذو القرنين هذا العمل العظيم بإظهار التذلل والتواضع بين يدي الله فلم ينسب الفضل لنفسه ولم يغتر بقوته ولكنه
قال:هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء" -
-
-
بارك الله فيك واحسن مثواااكــ
♥ الفرح في قلوبنا لـا يرحل هو فقط قد يغفو قليلآ ، ليأتي أجمل ツ ♥ -
شكرااا لكل من تواجد هناااااااااااااااااااااا:)