~¤¦¦§¦¦¤~ في رحـــاب القــرآن الكريـــم ~¤¦¦§¦¦¤~

    • آلمَوْضوُع غآيةٌ فيّ آلرّوْعـة آٌخيتيّ ،
      /
      \
      /
      لي عَودة بإذِن آللهّ
      عندَمآ يكثرَ آلحديثُ عنِي . . سوَاءَ بـ مدحٍّ أو ذمّ =)) أتأكد بأني أشَغـلتُ مَن حولِي . . لدَرجةَ آنهمَ ترَكوَآ . . مَآ يعَنيهِم وَ آهتموَآ بِي . . فَ أُوآصِل نجَآحِي . . و أدعُ لهم متعةَ آلحَديثْ . . !


    • القرآن حروف بلا معـــان


      :)
      في طليعة المشاكل التي تعاني منها قطاعات واسعة من أمتنا في تعاملها مع القرآن: "القراءة السطحية" لهذا الكتاب المجيد. إنها تتعامل مع القرآن كحروف وكلمات ميتة، وليس كمفاهيم تنبض بالحركة والحياة. إنها تستمع إلى القرآن، وتتلوا آياته ولكن كتمائم سحرية، وطلسمات غيبية، لا يكاد أحد يفهم منها شيئاً. وبذلك أصبح القرآن حروف بلا معان، وكلمات بلا مفاهيم.
      والسؤال - الآن - هو: كيف أصبحت هذه القطاعات هكذا؟ وما هي العوامل الكامنة وراء ذلك؟ والجواب:1. تشوش الرؤية، فقد ترسخت في أذهان الكثيرين فكرة تعالي القرآن عن الإدراك البشري: "إنه كتاب الله، وهل تستطيع ذرة تافهة في الوجود اسمها: الإنسان، أن تصل إلي تلك القمة الرفيعة؟" ولقد تطرف البعض في هذا الاتجاه حتى قال: "إن القرآن كله متشابه بالنسبة إلينا، ولا يجوز لنا أن نتكلم في محكمه." وعندما سأله بعض الحاضرين: "ماذا تقول في قل هو الله أحد؟ هل هذه أيضا تعتبرها آية متشابهة؟" أجاب بأن الأحد ما معناه؟ وما اشتقاقه؟ وما الفرق بينه وبين الواحد، وأطال الكلام في مثل هذا[SUP]1[/SUP].وهذا يعني أن قوله تعالى: ((إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ))، أو قوله: ((وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)) أو قوله: ((وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى))، وأمثال هذه الآيات هي آيات متشابهة، لا يحق لأحد - أي أحد - أن يحاول فهمها، أو أن يتكلم بها.2. لقد لعب عدم الاستعداد النفسي للتعمق الفكري دوراً ما في هذا المجال (بالنسبة إلى بعض الأجيال المعاصرة). إنها تبحث عن "سندويشة" طازجة تستطيع أن تتناولها بسهولة، وأما القضايا الفكرية المعمقة، فهي لا تود كثيراً البحث فيها. إنه عصر السرعة، أليس كذلك؟ولكن فات لهؤلاء أن السطحية في الرؤية والتفكير قد تُرضي شهوات الإنسان، ولكنها كثيراً ما توقعه في أخطاء قاتلة، وفاتهم كذلك أن الملاحظة الدقيقة والتفكير العميق هما الخطوة الأولى التي لا غنى عنها في أية مسيرة حضارية. ولذلك نجد أن عالماً قد يقضي من عمره عشرين عاماً أو أكثر وهو يراقب أمراً قد يبدوا تافها لنا، ولكنه يخرج من ذلك بنتائج هامة وكبيرة.3. ولا ننسى هنا الأثر الذي تركه ابتعاد الجيل المعاصر عن اللغة العربية الأصيلة، فقد ساهم هذا العامل في عدم فهم هذا الجيل لبعض الآيات القرآنية، لأنه لم يعرف المدلول الحقيقي لبعض الكلمات والجمل القرآنية مما جعله يجهل معنى الآيات التي تضمنت تلك الكلمات والجمل.


    • التدبر أم التحجر ؟؟


      هل يجوز لنا التدبر في القرآن؟ لكي نجيب على هذا السؤال لابد أن نعود إلى مصادر الإسلام النقية، ونستخرج منهل الإجابة الحاسمة.
      (1)عندما نلقي نظرة سريعة على القرآن الكريم نجد فيه دعوة صريحة إلى التدبر في آياته:1. في البداية يؤكد القرآن أن الهدف من نزوله هو أن يتدبر الناس فيه، فيقول: ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ))[SUP]1[/SUP]، ذلك لأن من الطبيعي أن يعتبر التدبر الهدف المبدئي لنزول القرآن.2. وفي سبيل الوصول إلى هذه الغاية جعل الله القرآن كتاباً ميسراً للفهم، وفي هذا ا لمجال يقول القرآن: ((وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر))[SUP]2[/SUP] ولأهمية هذا الأمر يكرر القرآن هذه الآية الكريمة في سورة القمر أربع مرات. ويقول أيضاً: ((فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون))[SUP]3[/SUP]، ويقول: ((فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا))[SUP]4[/SUP].3. والقرآن ليس فقط يدعو الناس إلى التدبر في آياته، وإنما يطلب منهم أن يمارسوا التدبر العميق أيضاً، كما نفهم من قوله سبحانه: ((أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا))[SUP]5[/SUP]، قال العلامة الطباطبائي في الميزان:الآيةُ تحضيضٌ في صورة الاستفهام. والتدبر هو أخْذ الشيء بعد الشيء، وهو في مورد الآية: التأمل في الآية عقيب الآية، أو التأمل بعد التأمل في الآية /الواحدة/، لكن لمّا كان الغرض بيان أنّ القرآن لا اختلاف فيه، وذلك إنما يكون بين أزْيَد من آية واحدة، كان المعنى الأول - أعني: التأمل في الآية عقيب الآية - هو العمدة، وإن كان ذلك لا ينفي المعنى الثاني أيضاً.فالمراد ترغيبهم أن يتدبروا في الآيات القرآنية، ويراجعوا في كل حكم نازل أو حكمة مبينة أو قصة أو عظة أو غير ذلك في جميع الآيات المرتبطة به مما نزلت مكيتها ومدنيتها ومحكمها ومتشابهها، ويضموا البعض إلى البعض حتى يظهر لهم أنه لا اختلاف بينها.فالآيات يصدق قديمها حديثها، ويشهد بعضها على بعض، من غير أن يكون بينها أي اختلاف مفروض - لا اختلاف التناقض: بأن ينفي بعضها بعضاً أو يتدافعا، ولا اختلاف التفاوت: بأن تتفاوت الآيتان من حيث تشابه البيان أو متانة المعاني والمقاصد. فارتفاع هذه الاختلافات من القرآن يهديهم إلى أنه كتاب منزل من الله، وليس من عند غيره.[SUP]6[/SUP]وإذا لاحظنا:أ. أن هذه الآية نزلت في المنافقين والمترددين، كما يظهر من الآيات السابقة.ب. أنها تدعو هؤلاء إلى التدبر في القرآن حتى يطمئنوا بأنه من عند الله، ويزول بذلك نفاقهم وترددهم.ج. أن كشف عدم الاختلاف وعدم التناقض بين الآيات القرآنية المختلفة يحتاج إلى تدبر عميق، وتأمل كبير.إذا لاحظنا ذلك لوجدنا أن القرآن يفتح للناس أبواب "التدبر الذاتي" في قضايا عميقة من القضايا القرآنية، وليس هذا فقط، بل وأنه يدعوهم إلى ذلك.4. ثم يؤكد القرآن: أن هناك "أقفالا" معينة تغلق قلوب البشر، وتصرفهم عن التدبر في آياته، ويقول:((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا))[SUP]7[/SUP]. ولكن ما هي هذه القلوب <الأقفال>[SUP]8[/SUP]؟ إنها أقفال الجهل والهوى والتهرب من المسؤوليات الثقيلة[SUP]9[/SUP]. وكما كانت هذه الأقفال قديماً، فهي موجودة حديثاً، ولكن بصور حديثة، وأشخاص جدد، وشعارات جديدة. وعلينا أن نحطم هذه الأقفال، ونفتح قلوبنا أمام نور الله المضيء عن طريق التدبر في الآيات القرآنية الكريمة[SUP]10[/SUP].(2)وعندما نعود إلى الروايات نجدها تؤكد المعنى ذاته[SUP]11[/SUP]:أ. فهي تأمر بالتأمل بالقرآن الكريم، من أجل استخراج معارفه وكنوزه الدفينة. ففي الحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "أعربوا القرآن (أي أحكموا إعراب الكلمات والجمل) والتمسوا غرائبه (أي تأملوا فيه، وتفهموا معانيه الغريبة)." وفي الكافي عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال: "آيات القرآن خزائن، فكلما فتحت خزينة ينبغي لك أن تنظر ما فيها."ب. ومن أجل ذلك ورد الأمر بترتيل القرآن لأنه أقرب إلى التركيز والتأمل، فقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى ((وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)): "بينه تبيينا ولا تهذه هذ الشعر، ولا تنثره نثر الرمل، ولكن أفزعوا قلوبكم القاسية، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة."[SUP]12[/SUP] فالهذ: سرعة القراءة، ونثر الرمل هو التباطي فيها بحيث لا ترتبط كلماتها، والتدبر في كلمات القراءة هو التأمل في الآيات، والتدبر في كلمات الله. وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "((وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)) قف عند وعده ووعيده، وتفكر في أمثاله ومواعظه."ج. وتعطينا الروايات نماذج عملية في هذا المجال، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): "كان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) يقرأ أحدهم القرآن في شهر واحد أو اقل، إنَّ القرآن لا يُقرأ هذرمة، ولكن يرتل ترتيلا، فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها واسأل الله الجنة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار." وفي حديث آخر أن الإمام الرضا (عليه السلام) كان يقرأ القرآن في فترة غير قصيرة، وعندما سُئل عن ذلك أجاب: "ما مررت بسورة إلا فكرت في مكيتها ومدنيتها وعامّها وخاصها وناسخها ومنسوخها" الخ.د. ونجد في بعض الروايات دعوة ضمنية إلى التدبر في آيات القرآن، واستنباط الأحكام والقيم الإسلامية منها - لمن كان من أهله. فعن الكافي والتهذيب والاستبصار، عن عبد مولى آل سام، قال:قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):" عثرت، فانقطع ظفري، فجعلت على إصبعي مرارة[SUP]13[/SUP]، فكيف أصنع بالوضوء؟" قال (عليه السلام): "يُعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عز وجل. قال الله عز وجل ((مَا جَعَل عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج)) امسح عليه."[SUP]14[/SUP] والمفهوم من قول الإمام "يُعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عز وجل" هو أن الأمر لا يحتاج إلى السؤال، علماً بأن الحكم يحتاج إلى تأمل، ذلك لأن الآية الكريمة تدل على عدم وجوب مسح الرجل مباشرة لأنه حرج، فيدور الأمر - في النظرة الأولية - بين:سقوط المسح رأساً، وبينبقائه، ولكن مع سقوط شرط (مباشرة الماسح للممسوح).إذن، فالآية بظاهرها لا تدل على لزوم المسح على المرارة، ولكن التأمل الدقيق يقضي بأن المسح (بما هو مسح) لا حرج فيه، إنما الموجب للحرج هو اشتراط المباشرة في المسح. إذن، فالمنفي في الآية الكريمة هو المسح المباشر وليس أصل المسح، ولذلك فالمفروض في هذه الحالة المسح على الإصبع المغطاة[SUP]15[/SUP].وهنا يجد<ر> بنا أن نشير إلى كلمة "وأشباهه" في وقول الإمام: "يُعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عز وجل،" فالإمام (عليه السلام) لم يقصر الحكم على هذه الآية الكريمة، وإنما سحب الحكم إلى كافة الآيات القرآنية المشابهة، وهكذا نجد أن الإمام (عليه السلام) يدعو أصحابه إلى التأمل في الآيات القرآنية، واستنباط المفاهيم والأحكام الدقيقة منها. هذا كله بالإضافة إلى:1. أن القرآن هو رسالة الله إلى الإنسان، كما قال الله سبحانه:((شَهْر رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاس))[SUP]16[/SUP]((هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ))[SUP]17[/SUP]ومن الطبيعي أن تكون الرسالة متناسبة مع فهم المُرسَل إليه.2. القرآن يصدر خطاباته - عادة - بكلمة ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ)) أو ((يَا أَيُّهَا الذِّينَ آمَنُوا))، أو ما أشبه، وليس صحيحاً أن يوجِّه أحدٌ الخطاب لمن لا يفهم من كلماته شيئاً.3. القرآن نزل حجة على الرسالة، وقد تحدى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) البشر أن يأتوا بسورة من مثله، ومعنى ذلك أن العرب كانوا يفهمون القرآن من ظواهره، ولو كان القرآن من قبيل الألغاز لم تصح مطالبتهم بمعارضته، ولم يثبت إعجازه لأنهم ما كانوا يستطيعون فهمه.4. لقد استوعب المسلمون الأولون معاني كثير من الآيات، وفهموها بمجرد نزولها عليهم، باستثناء آيات معينة سألوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عنها، ولم يتعاملوا يوماً مع آيات القرآن تعاملهم مع الأحاجي والألغاز.وفي ختام هذا الفصل ينبغي أن أشير إلى نقطة هامة وهي: أن الاستنباط من آيات الأحكام ونحوها يتوقف على "خِبروية" معينة، لا تحصل إلا ببلوغ الإنسان مرحلة "الاجتهاد،" فالتدبر في هذه الآيات يكون وقفاً على المجتهدين بالطبع، أما التدبر في الآيات الأخرى فهو أمر مفتوح لغيرهم أيضاً، وسنفصل الكلام في هذه النقطة في البحوث القادمة بإذن الله.
    • بِسْمِ اللهِ ذَي الشَّأنِ عَظِيمِ السُلْطَانِ




      السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ




      اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه



      مصطلحات متعلقة بالقرآن



      التفسير : لغة الشرح والبيان . واصطلاحاً : شرح كلام الله ليفهم مراده تعالى منه فيطاع في أمره ونهيه ويؤخذ بهدايته وارشاده . ويعتبر بقصصه ويتعظ بمواعظه .
      السورة : السورة قطعة من كتاب الله تشتمل على ثلاث آيات فأكثر . وسور القرآن الكريم مائة وأربع عشرة سورة أطولها (البقرة ) وأقصرها ( الكوثر )
      السور المكية : المكي من السور : ما نزل بمكة. والسور المكية غالبها يدور على بيان العقيدة وتقريرها والاحتجاج بها وضرب المثل لبيانها وتثبيتها . وأعظم أركان العقيدة : توحيد الله تعالى في عبادته , وإثبات نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وتقرير مبدأ المعاد والدار الآخرة .
      السور المدنية: ما نزل بالمدينة. يكثر فيها التشريع وبيان الأحكام من حلال وحرام .
      الآيات : جمع آية وهي لغة : العلامة وفي القرآن : جملة من كلام الله تعالى تحمل الهدى للناس بدلالتها على وجود الله تعالى وقدرته وعلمه , وعلى نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته . وآيات القرآن الكريم ست آلاف ومائتا آية وزيادة .




      الاستــعاذة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
      الاستعاذة : قول العبد : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
      أعوذ : أستجير وأتحصن
      بالله : برب كل شيء والقادر على كل شيء والعليم بكل شيء وإله الأولين والآخرين .
      الشيطان : إبليس لعنه الله
      الرجيم : المرجوم المبعد المطرود من كل رحمة وخير .






      سورة الفاتحة



      بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾

      الفاتحة: فاتحة كل شيء بدايته وفاتحة القرآن الكريم الحمد لله رب العالمين ولذا سميت الفاتحة . ولها أسماء كثيرة منها أم القرآن . والسبع المثاني وأم الكتاب والصلاة.


      شرح الكلمات:
      { بسم الله الرحمن الرحيم }
      البسملة :قول العبد: بسم الله الرحمن الرحيم.
      الاسم : لفظ جُعل علامة على مُسَمَّى يعرف به ويتميّز عن غيره.
      { الله } :إسم علم على ذات الربّ تبارك وتعالى يُعرف به.
      { الرحمن } : اسم من أسماء الله تعالى مشتق من الرحمة دال على كثرتها فيه تعالى.
      { الرحيم } : إسم وصفة لله تعالى مشتق من الرحمة ومعناه ذو الرحمة بعباده المفيضها عليهم في الدنيا والآخرة.
      معنى البسملة:
      ابتدىء قراءتى متبركا باسم الله الرحمن الرحيم مستعينا به عز وجل.



      حكم البسملة:
      مشروع للعبد مطلوبٌ منه أن يُبَسْمِل عند قراءة كل سورة من كتاب الله تعالى الا عند قراءة سورة التوبة فإنه لا يبسمل وان كان فى الصلاة المفروضة يبسمل سراً إن كانت الصلاة جهرية.

      ويسن للعبد أن يقول باسم الله. عند الأكل والشرب، ولبس الثوب. وعند دخول المسجد والخروج منه، وعند الركوب. وعند كل أمر ذى بال.


      كما يجب عليه أن يقول بسم الله والله أكبر عند الذبح والنحر.





      { الحمدلله رب العالمين }

      شرح الكلمات:

      {الحمـد }: الوصف بالجميل، والثناء به على المحمود ذى الفضائل والفواضل كالمدح والشكر.
      { للـه }: اللام حرف جر ومعناها الاستحقاق أى أن الله مستحق لجميع المحامد والله علم على ذات الرب تبارك وتعالى.
      { الـرب }: السيد المالك المصلح المعبود بحق جل جلاله.
      { العالميـن }: جمع عالم وهو كل ما سوى الله تعالى، كعالم الملائكة وعالم الجن وعالم الانس وعالم الحيوان، وعالم النبات.

      معنى الآية:
      يخبر تعالى أن جميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال هى له وحده دون من سواه؛ إذ هو رب كل شىء وخالقه ومالكه.
      وأن علينا أن نحمده ونثنى عليه بذلك.



    • الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾


      شرح الكلمات:
      تقدم شرح هاتين الكلمتين في البسملة. وأنهما اسمان وصف بهما اسم الجلالة " الله " فى قوله: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ثناءً على الله تعالى لاستحقاقه الحمد كلّه


      مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾
      شرح الكلمات:
      { مَالِك }: المالك: صاحب الملك المتصرف كيف يشاء.
      { مَلِكِ }: الملك ذو السلطان الآمر الناهى المعطى المانع بلا ممانع ولا منازع.
      { يومَ الدين }: يوم الجزاء وهو يوم القيامة حيث يجزى الله كل نفس ما كسبت
      معنى الآية:
      تمجيد لله تعالى بأنه المالك لكل ما فى يوم القيامة حيث لا تملك نفس لنفس شيئاً والملكُ الذى لا مَلِكَ يوم القيامة سواه.




      هداية الآيات:
      فى هذه الآييتان من الهداية ما يلى:
      1. أن الله تعالى يحب الحمد فلذا حمد تعالى نفسه وأمر عباده به.
      2. أن المدح يكون لمقتضٍ. وإلا فهو باطل وزور فالله تعالى لما حمد نفسه ذكر مقتضى الحمد وهو كونه ربّ العالمين والرحمن الرحيم ومالك يوم الدين.


      إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾

      شرح الكلمات:
      { إياك }:ضمير نصب يخاطب به الواحد.
      { نعبـد }:نطيع ما غاية الذل لك والتعظيم والحب.
      { نستعين }: نطلب عونك لنا على طاعتك.

      معنى الآية:
      علَّمنا الله تعالى كيف نتوسل إليه فى قبول دعائنا فقال احمدوا الله واثنوا عليه ومجدوه، والتزموا له بأن تعبدوه وحده ولا تشركوا به وتستعينوه ولا تستعينوا بغيره.



      هداية الآية:
      1. آداب الدعاء حيث يقدم السائل بين يدى دعائه حمد الله والثناء عليه وتمجيده. وزادت السنة الصلاة على النبىّ [صلى الله عليه وسلم]، ثم يسأل حاجته فإنه يستجاب له.
      2. أن لا يعبد غير ربه. وأن لا يستعينه إلاّ هو سبحانه وتعالى.



      اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾

      شرح الكلمات:
      { إهدنا }: أرشدنا وأدم هدايتنا.
      { الصراط }: الطريق الموصل إلى رضاك وجنّتك وهو الإسلام لك.
      { المستقيم }: الذى لا ميل فيه عن الحق ولا زيغ عن الهدى.



      معنى الآية:


      بتعليم من الله تعالى يقول العبد فى جملة إخوانه المؤمنين سائلا ربّه بعد أن توسل إليه بحمده والثناء عليه وتمجيده، ومعاهدته أن لا يَعْبدَ هو واخوانه المؤمنون إلا هو، وان لا يستعينوا إلا به. يسألونه أن يُديم هدايتهم للإسلام حتى لا ينقطعوا عنه.



      من هداية الآيات:
      الترغيب فى دعاء الله والتضرع إليه وفى الحديث الدعاء هو العبادة.



      صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾

      شرح الكلمات:

      { الصراط }: تقدم بيانه.
      { الذين أنعمت عليهم }: هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، وكل من أنعم الله عليهم بالإيمان به تعالى ومعرفته، ومعرفة محابه، ومساخطه، والتوفيق لفعل المحاب وترك المكاره.



      معنى الآية:


      لما سأل المؤمن له ولاخوانه الهداية الى الصراط المستقيم، وكان الصراط مجملاً بيّنه بقوله صراط الذين أنعمت عليهم وهو المنهج القويم المفضى بالعبد إلى رضوان الله تعالى والجنة وهو الاسلام القائم على الإيمان والعلم والعمل مع اجتناب الشرك والمعاصى.




      من هداية الآيات:
      الاعتراف بالنعمة.
      2. طلب حسن القدوة.




      غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾

      شرح الكلمات:
      { غيـر }: لفظ يستثنى به كإلاّ.
      { المغضوب عليهم }: من غضب الله تعالى عليهم لكفرهم وافسادهم فى الأرض كاليهود.
      { الضـاليـن }: من اخطأوا طريق الحق فعبدوا الله بما لم يرعه كالنصارى.

      معنى الآية:
      لما سأل المؤمن ربَّه الصراط المستقيم وبينه بأنه صراط من أنعم عليهم بنعمة الإيمان والعلم والعمل. ومبالغة فى طلب الهداية إلى الحق، وخوفاً من الغواية استثنى كلاً من طريق المغضوب عليهم، والضالين.



      من هداية الآية:
      الترغيب في سلوك سبيل الصالحين: والترهيب من سلوك سبيل

      تنبيهات:
      [تنبيه أول]:كلمة آمين ليست من الفاتحة: ويستحب أن يقولها الإمام إذا قرأ الفاتحة يمد بها صوته ويقولها المأموم، والمنفرد وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أمن الإِمام فأمنوا أي قولوا آمين بمعنى اللهم استجب دعاءنا، ويستحب الجهر بها؛ لحديث ابن ماجة: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال: غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال آمين حتى يسمعها أهل الصف الأول فيترج بها المسجد.



      [تنبيه ثان]: قراءة الفاتحة واجبة في كل ركعة من الصلاة، أمَّا المنفرد والإِمام فلا خلاف في ذلك، وأمَّا المأموم فإن الجمهور من الفقهاء على أنه يسن له قراءة ويكون مخصصاً لعموم حدث: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب






    • بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
      الم ﴿١﴾ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥﴾


      سورة البقرة

      الم (1)
      هذه الحروف وغيرها من الحروف المقطَّعة في أوائل السور فيها إشارة إلى إعجاز القرآن; فقد وقع به تحدي المشركين, فعجزوا عن معارضته, وهو مركَّب من هذه الحروف التي تتكون منها لغة العرب. فدَلَّ عجز العرب عن الإتيان بمثله -مع أنهم أفصح الناس- على أن القرآن وحي من الله.
      ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
      ذلك القرآن هو الكتاب العظيم الذي لا شَكَّ أنه من عند الله, فلا يصح أن يرتاب فيه أحد لوضوحه, ينتفع به المتقون بالعلم النافع والعمل الصالح وهم الذين يخافون الله, ويتبعون أحكامه.
      الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)
      وهم الذين يُصَدِّقون بالغيب الذي لا تدركه حواسُّهم ولا عقولهم وحدها; لأنه لا يُعْرف إلا بوحي الله إلى رسله, مثل الإيمان بالملائكة, والجنة, والنار, وغير ذلك مما أخبر الله به أو أخبر به رسوله،(والإيمان: كلمة جامعة للإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وتصديق الإقرار بالقول والعمل بالقلب واللسان والجوارح) وهم مع تصديقهم بالغيب يحافظون على أداء الصلاة في مواقيتها أداءً صحيحًا وَفْق ما شرع الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم, ومما أعطيناهم من المال يخرجون صدقة أموالهم الواجبة والمستحبة.
      وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
      والذين يُصَدِّقون بما أُنزل إليك أيها الرسول من القرآن, وبما أنزل إليك من الحكمة, وهي السنة, وبكل ما أُنزل مِن قبلك على الرسل من كتب, كالتوراة والإنجيل وغيرهما, ويُصَدِّقون بدار الحياة بعد الموت وما فيها من الحساب والجزاء، تصديقا بقلوبهم يظهر على ألسنتهم وجوارحهم وخص يوم الآخرة; لأن الإيمان به من أعظم البواعث على فعل الطاعات, واجتناب المحرمات, ومحاسبة النفس.
      أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
      أصحاب هذه الصفات يسيرون على نور من ربهم وبتوفيق مِن خالقهم وهاديهم, وهم الفائزون الذين أدركوا ما طلبوا, ونَجَوا من شرِّ ما منه هربوا.



    • إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٧﴾


      شرح الكلمات:

      { كفروا }: الكفر: لُغة التغطية والجحود، وشرعاً التكذيب بالله وبما جاءت به رسلُه عنه كلها أو بعضا.
      { سواء }: بمعنى مُسْتَوٍ انذارهم وعدمه، إذ لا فائدة منه لحكم الله بعدم هدايتهم.
      { أأنذرتهم }: الإنذار: التخويف بعاقبة الكفر والظلم والفساد.
      { ختم الله }: طبع إذا الختم والطبع واحد وهو وضع الخاتم أو الطابع على الظرف حتى لا يعلم ما فيه، ولا يتوصل إليه فيبدل أو يغير.
      { الغشاوة }: الغطاء يغشَّى به ما يراد منع وصول الشىء إليه.

      مناسبة الآيتين لما قبلها ومعناها:
      لما ذكر أهل الإِيمان والتقوى والهداية والفلاح ذكر بعدهم أهل الكفر والضلال والخسران فقال: { إن الذين كفروا } إلخ فأخبر بعدم استعدادهم للإِيمان حتى استوى إنذارهم وعدمه وتلك سنة الله فيهم بالطبع على قلوبهم لا تفقه، وعلى آذانهم حتى لا تسمع، وَيَجعلِ الغشاوة على أعينهم حتى لا تبصر، وذلك نتيجة مكابرتهم وعنادهم وإصرارهم على الكفر. وبذلك استوجبوا العذاب العظيم فحكم به عليهم. وهذا حكم الله تعالى فى أهل العناد والمكابرة والإصرار فى كل زمان ومكان.

      معنى الآيات:
      ذكر تعالى فى هذه الآيات الثلاث صفات المتقين من الإِيمان بالغيب واقام الصلاة وايتاء الزكاة، والايمان بما أنزل الله من كتب والايمان بالدار الآخرة وأخبر عنهم بأنهم لذلك هم على أتم هداية من ربهم، وانهم هم الفائزون فى الدنيا بالطهر والطمأنينة وفى الآخرة بدخول الجنة بعد النجاة من النار.

      من هداية الآيات:
      بيان سنة الله تعالى فى أهل العناد والمكابرة والإِصرار بأن يحرمهم لله تعالى الهداية وذلك بتعطيل حواسهم حتى لا ينتفعوا بها فلا يؤمنوا ولا يهتدوا.
      2. التحذير من الإصرار على الكفر والظلم والفساد الموجب للعذاب العظيم




    • وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾


      شرح الكلمات:
      {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر}: من بعض الناس يقول صدقنا بالله وإلهاً لا إله غيره ولا رب سواه و صدقنا بالبعث والجزاء يوم القيامة.
      { يخادعون الله }: بإظهارهم الإيما ن واخفائهم الكفر.
      {وما يخدعون الا أنفسهم}: إذ عاقبة خداعهم تعود عليهم لا على الله ولا على رسوله ولا على المؤمنين.
      {وما يشعرون}: لا يعلمون أن عاقبة خداعهم عائدة عليهم.
      {فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا }: فى قلوبهم شك ونفاق والم الخوف من افتضاح أمرهم والضرب على أيديهم وزادهم الله شكاً ونفاقاً والماً وخوفاً حسب سنة الله فى أن السيئة لا تعقب إلاّ سيئة.
      { عذاب أليم }: موجع شديد الوقع على النفس.


      مناسبة الآيتين لما قبلها ومعناها:
      أخبر تعالى أن فريقاً من الناس وهم المنافقون يدعون الايمان بألسنتهم ويضمرون الكفر فى قلوبهم. يخادعون الله والمؤمنين بهذا النفاق. ولما كانت عاقبة خداعهم عائدة عليهم، كانوا بذلك خادعين أنفسهم لا غيرهم ولكنهم لا يعلمون ذلك ولا يدرون به.
      كما أخبر تعالى أن فى قلوبهم مرضا وهو الشك والنفاق الخوف، وأن زادهم مرضا عقوبة لهم فى الدنيا وتوعدهم بالعذاب الأليم فى الآخرة بسبب كذبهم وكفرهم.
      من هداية الآيات:
      التحذير من الكذب والنفاق والخداع، وأن عاقبة الخداع تعود على صاحبها كما أن السيئة لا يتولد عنها إلا سيئة مثلها.



    • وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ ﴿١٢﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾


      شرح الكلمات:

      {الفساد فى الأرض}: الكفر وارتكاب المعاصى فيها.
      {الإِصلاح فى الأرض}: يكون بالإِيمان الصحيح والعمل الصالح، وترك الشرك والمعاصى.
      {لا يشعرون}: لا يدرون ولا يعلمون.
      {السفهاء}:

      جمع سفيه: خفيف العقل لا يحسن التصرف والتدبير.

      معنى الآيات:
      يخبر تعالى عن المنافقين أنهم إذا قال لهم أحد المؤمنين لا تفسدوا فى الأرض بالنفاق وموالاة اليهود والكافرين ردوا عليه قائلين: إنما نحن مصلحون فى زعمهم فأبطل الله تعالى هذا الزعم وقرر أنهم هم وحدهم المفسدون لا من عرضوا بهم من المؤمنين، إلا أنهم لا يعلمون ذلك لاستيلاء الكفر على قلوبهم. كما أخبر تعالى عنهم بأنهم إذا قال لهم أحد المؤمنين أصدقوا فى ايمانكم وآمنوا إيمان فلان وفلان مثل عبد الله بن سلام ردوا قائلين: أنؤمن إيمان السفهاء الذين لا رد لهم ولا بصيرة فرد الله تعالى عليهم دعواهم وأثبت السفه لهم ونفاه عن المؤمنين الصادقين ووصفهم بالجهل وعدم العلم.

      من هداية الآيات:
      1. ذم الادعاء الكاذب وهو لا يكون غالباً إلا من صفات المنافقين.
      2. الإِصلاح فى الأرض يكون بالعمل بطاعة الله ورسوله، والافساد فيها يكون بمعصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
      3. العاملون بالفساد فى الأرض يبررون دائما إفسادهم بأنه إصلاح وليس بإفساد
    • وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٦﴾


      شرح الكلمات:

      {لَقُوا}: اللقاء: والملاقاة: المواجهة وجهاً لوجه.
      {آمنوا}: الايمان الشرعى: التصديق بالله وبكل ما جاء به رسول الله عن الله، وأهله هم المؤمنون بحق.
      {خلوا}: الخلُو بالشيىء: الانفراد به.
      {شياطينهم}: الشيطان كل بعيد عن الخير قريب من الشر يفسد ولا يصلح من انسان أو جان والمراد بهم هنا رؤساؤهم فى الشر والفساد.
      {مستهزئون}: الاستهزاء: الاستخفاف والاستسخار بالمرء.
      {الطغيان}: مجاوزة الحد فى الأمر والاسراف فيه.
      {الْعَمَه}: للقلب كالعمى للبصر: عدم الرؤية وما ينتج عنه من الحيرة والضلال
      { اشتروا }: استبدلوا بالهدى الضلالة اى تركوا الإيمان وأخذوا الكفر.
      {تجارتهم}: التجارة: دفع رأس مال لشراء ما يربح إذا باعه، والمنافقون هنا دفعوا رأس مالهم وهو الإِيمان لشراء الكفر آملين أن يربحوا عزاً وغنى فى الدنيا فخسروا ولم يربحوا إذ ذُلوا وعذبوا وافتقروا بكفرهم.
      {المهتدى}: السالك سبيلاً قاصدة تصل به إلى ما يريده فى أقرب وقت وبلا عناء والضال خلاف المهتدى وهو السالك سبيلا غير قاصدة فلا تصل به إلى مراده حتى يهلك قبل الوصول.


      معنى الآيات:
      ما زالت الآيات تخبرُ عن المنافقين وتصف أحواله إذ أخبر تعالى عنهم في الآية الأولى أنهم لنفاقهم وخبثهم إذا لقوا الذين آمنوا فى مكان ما أخبروهم بأنهم مؤمنون بالله والرسول وما جاء به من الدين، وإذا انفردوا برؤسائهم فى الفتنة والضلالة فلاموهم، عما ادّعوه من الإِيمان قالوا لهم إنا معكم على دنيكم وَمَا آمنا أبداً. وإنما أظهرنا الإِيمان استهزاءً وسخرية بمحمد وأصحابه.
      كما أخبر فى الآية الثانية أنه تعالى يستهزىء بهم معالمة لهم بالمثل جزاء وفاقاً ويزيدهم حسب سنته فى أن السيئة تلد سيئة فى طغيانهم لتزداد حيرتهم واضطراب نفوسهم وجلاء عقولهم. كما أخبر فى الآية أن أولئك البعداء لفى ضلال قد استبدلوا الايمان بالكفر والإِخلاص بالنفاق فلذلك لا تربح تجارتهم ولا يهتدون الى سبيل ربح أو نجاح.

      من هداية الآيات:
      1. التنديد بالمنافقين والتحذير من سلوكهم في مُلاَقَاتِهِمْ هذا بوجه وهذا بوجه آخر وفى الحديث: شراركم ذو الوجهين.
      2. إن من الناس شياطين يدعون الى الكفر والمعاصى، ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.
      3. بيان نقم الله، وانزالها بأعدائه عز وجل.

    • مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ ﴿١٧﴾ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ
      ﴿١٨﴾ أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ
      حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿١٩﴾ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ
      أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ
      بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٠﴾


      [B]شرح الكلمات


      {مثلهم}: صفتهم وحالهم.
      {استوقد}: أوقد ناراً.
      {صمٌ، بكم عميٌ}: لا يسمعون ولا ينطقون ولا يبصرون.
      {الصيّب}: المطر.
      {الظلمات}: ظلمة الليل وظلمة السحاب وظلمة المطر.
      {الرعد}: الصوت القاصف يُسمع حال تراكم السحاب ونزول المطر.
      {البرق}: ما يلمع من نور حال تراكم السحاب ونزول المطر.
      {الصواعق}: جمع صاعقة: نار هائلة تنزل اثناء قصف الرعد ولمعان البرق يصيب الله تعالى بها من يشاء.
      {حَذَرَ الموت}: توقيا للموت.
      {محيط}: المحيط المكتنف للشيء من جميع جهاته.
      {يكاد}: يقرب.
      {يخطف}: يأخذه بسرعة.
      {أبصارهم}: جمع بصر وهو العين المبصرة.

      معنى الآيات

      مثل هؤلاء المنافقين فيما يظهرون من الايمان مع ما هم مبطنون من الكفر كمثل من أوقد ناراً للاستضاءة بها فلما أضاءت لهم ما حولهم وانتفعوا بها أدنى انتفاع ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لا يبصرون. لأنهم بإيمانهم الظاهر صانوا دماءهم وأموالهم ونساءهم وذراريهم من القتل والسبي وبما يضمرون من الكفر اذا ماتوا عليه يدخلون النار فيخسرون كل شىء حتى أنفسهم هذا المثل تمضنته الآية الأولى(17).



      وأما الآية الثانية(18) فهى إخبار عن أولئك المنافقين بأنهم قد فقدوا كل استعداد للاهتداء فلا آذانهم تسمع صوت الحق ولا ألسنتهم تنطق به ولا أعينهم تبصر آثاره وذلك لتوغلهم فى الفساد لذا فهم لا يرجعون عن الكفر إلى الايمان بحال من الأحوال.

      واما الآية الثالثة والرابعة(19) (20) فهما تتضمنان مثلا آخر لهؤلاء المنافقين. وصورة المثل العجيبة والمنطقية على حالهم هى مَطر غزير فى ظلمات مصحوب برعد قاصف وبرق خاطف وهم فى وسطه مذعورون خائفون يسدون آذانهم بأنامل أصابعهم حتى لا يسمعون صوت الصواعق حذراً أن تنخلع قلوبهم فيموتوا، ولم يجدوا مفراً ولا مهرباً لأن الله تعالى محيط بهم هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن البرق لشدته وسرعته يكاد يخطف أبصارهم فيعمون، فإذا أضاء لهم البرق الطريق مشوا فى ضوئه واذا انقطع ضوء البرق وقفوا حيارى خائفين، ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم لأنه تعالى على كل شىء قدير هذه حال اولئك المنافقين والقرآن ينزل بذكر الكفر وهو ظلمات وبذكر الوعيد وهو كالصواعق والرعد وبالحجج والبينات وهى كالبرق فى قوة الاضاءة، وهم خائفون أن ينزل القرآن بكشفهم وازاحة الستار عنهم فيؤخذوا، فإذا نزل بآية لا تشير إليهم ولا تتعرض بهم مشوا فى إيمانهم الظاهر. وإذا نزل بآيات فيها التنديد بباطلهم وما هم عليه وقفوا حائرين لا يتقدمون ولا يتأخرون ولو شاء الله أخذ أسماعهم وأبصارهم لفعل لأنهم لذلك أهل وهو على كل شىء قدير.

      من هداية الآيات

      1. استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعانى إلى الأذهان.
      2. خيبة سعى أهل الباطل وسوء عاقبة أمرهم.
      3. القرآن تحيا به القلوب كما تحيا الأرض بماء المطر.
      4. شر الكفار المنافقون



      [/B]
    • يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)



      [B]شرح الكلمات

      {الناس}: لفظ جمع لا مفرد له من لفظه، واحده إنسان.
      {اعبدوا}: أطيعوا بالإيمان والامتثال للأمر والنهى مع غاية الحب لله والتعظيم.
      {ربكم}: خالقكم ومالك أمركم وإلهكم الحق.
      {خلقكم}: أوجدكم من العدم بتقدير عظيم.
      {تتقون}: تتخذون وقاية تحفظكم من الله، وذلك بالإيمان والعمل الصالح بعد ترك الشرك والمعاصى.
      {فراشا}: وطاء للجلوس عليها والنوم فوقها.
      {بناءً}: مَبْنيّة للجلوس عليها والنوم فوقها.
      {الثمرات}: جمع ثمرة وهو ما تخرجه الأرض من حبوب وخضر وتخرجه الأِجار من فواكه.
      {رزقا لكم}: قوتا لكم تقتاتون به فتحفظ حياتكم إلى أجلها.
      {أنداداً}: جمع ندّ: النظير والمثيل تعبدونه دون الله أو مع الله تضادون به الرب تبارك وتعالى.



      المناسبة ومعنى الآيات

      وَجْه المناسبة أنه تعالى لما ذكر المؤمنين المفلحين، والكافرين الخاسرين ذكر المنافقين وهم بين المؤمنين الصادقين والكافرين الخاسرين ثم على طريقة الالتفات نادى الجميع بعنوان الناس ليكون نداء عاما للبشرية جمعاء فى كل مكان وزمان وأمرهم بعبادته ليقوا أنفسهم من الخسران. معرفاً لهم نفسه ليعرفوه بصفات الجلال والكمال فيكون ذلك أَدعى لاستجابتهم له فيعبدونه عبادة تنجيهم من عذابه وتكسبهم رضاه وجنته، وختم نداءه لهم بتنبيههم عن اتخاذ شركاء له يعبدونهم معه مع علمهم أنهم لا يستحقون العبادة لعجزهم عن نفعهم أو ضرهم..

      هداية الآيات
      1. وجوب عبادة الله تعالى، اذ هى عله الحياة كلها.
      2. وجوب معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته.
      3. تحريم الشرك صغيره وكبيره ظاهره وخفيه



      وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)

      شرح الكلمات
      {الريب}: الشك مع اضطراب النفس وقلقها.
      {عبدنا}: محمد صلى الله عليه وسلم.
      {من مثله}: مثل القرآن ومثل محمد فى أمّيته.
      {شهداءكم}:أنصاركم. وآلهتكم التى تدعون انها تشهد لكم عند الله وتشفع.
      {وقودها}: ما تتقد به وتشتعل وهو الكفار والأصنام المعبودة مع الله عز وجل.
      {أعدت}: هيئت وأحضرت.
      {الكافرين}: اللاحدين لحق الله تعالى فى العبادة له وحده المكذبين برسوله وشرعه.

      المناسبة ومعنى الآيات
      لما قرر تعالى فى الآية السابقة أصل الدين وهو التوحيد الذى هو عبادة الله تعالى وحده قرر في هذه الآية أصل الدين الثانى وهو نبوة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وذلك من طريق برهانى وهو ان كنتم فى شك من القرآن الى أنزلناه على عبدنا رسولنا محمد فاتوا بسورة من مثل سوره أو من رجل أمى مثل عبدنا فى أميته فإن لم تأتوا لعجزكم فقوا أنفسكم من النار بالإيمان بالوحى الإِلهى وعبادة الله تعالى بما شرع فيه.

      من هداية الآيات
      1. تقرير نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بإثبات نزول القرآن عليه.
      2. تأكد عجز البشر عن الاتيان بسورة مثل سور القرآن الكريم لمرور ألف سنة وأربعمائة وست سنين والتحدى قائم ولم يأتوا بسورة مثل سور القرآن لقوله تعالى { ولن تفعلوا }.
      3. النار تتقى بالايمان والعمل الصالح وفى الحديث الصحيح، " اتقوا النار ولو بشق تمرة ".


      [/B]
    • وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)


      [B]شرح الكلمات

      {بشر}: التبشير: الإِخبار السَّار وذلك يكون بالمحبوب للنفس.
      {تجرى من تحتها}: تجرى الأنهار من خلال أشجارها وقصورها والأنهار هى أنهار الماء وأنهار اللبن وأنهار الخمر وأنهار العسل.
      {وأتوا به متشابهاً}: أعطوا الثمار وقدم لهم يشبه بعضه بعضاً فى اللون مختلف فى الطعم.
      {مطهّرة}: من دم الحيض والنفاس وسائر المعائب والنقائص.
      {خالدون}: باقون فيها لا يخرجون منها أبداً.

      المناسبة والمعنى
      لما ذكر تعالى النار وأهلها ناسب أن يذكر الجنة وأهلها ليتم الترهيب والترغيب وهما أداة الهداية والإصلاح.
      فى هذه الآية الكريمة أمر الله تعالى رسوله أن يبشر المؤمنين المستقيمين بما رزقهم من جنات من تحتها الأنهار لهم فيها أزواج مطهرات نقيات من كل أذى وقذر وهم فيها خالدون. كما أخبر عنهم بأنهم إذا قدم لهم أنواع الثمار المختلفون قالوا هذا الذى رزقنا مثله فى الدنيا. كما أخبر تعالى أنهم اوتوه متشابها فى اللون غير متشابه فى الطعم زيادة فى حسنه وكماله. وعظيم الالتذاذ به

      هداية الآيات
      1. فضل الايمان والعمل الصالح إذ بهما كان النعيم المذكور فى الآية لأصحابهما.
      2. تشويق المؤمنين الى دار السلام، وما فيها من نعيم مقيم ليزدادوا رغبة فيهما وعملا لها.
      بفعل الخيرات وترك المنكرات



      إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)
      شرح الكلمات
      {الحق}: الواجب الثبوت الذى يحيل العقل عدم وجوده.
      {الفاسقون}: الفسق الخروج عن الطاعة، والفاسقون: هم التاركون لأمر الله تعالى بالايمان والعمل الصالح، وبترك الشرك والمعاصى.
      {ينقضون}: النقض الحلّ بعد الإبرام.
      {عهد الله}: ما عهد به إلى الناس من الإيمان والطاعة له ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
      {من بعد ميثاقه}: من بعد إبراهمه وتوثيقه بالحلف أو الإِشهاد عليه.
      {يقطعون ما أمر الله به أن يوصل}: من إدامة الإِيمان والتوحيد والطاعة وصلة الأرحام.
      {يفسدون في الأرض}: الإفساد فى الأرض يكون بالكفر وارتكاب المعاصى.
      { الخاسرون }: الكاملون فى الخسران بحث يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة.

      سبب النزول ومعنى الآيات
      لما ضرب الله تعالى المثلين السابقين النارى والمائى قال المنافقون: الله أعلى وأجل أن يضرب هذا المثل فانزل الله تعالى رداً عليهم قوله { إن الله لا يستحى }، فأخبر تعالى أن لا يمنعه الاستحياء ان يجعل مثلا بعوضة فما دونها فضلا عما هو أكبر. وان الناس حيال ما يضرب الله من أمثال قسمان مؤمنون فيعلمون أنه الحق من ربهم. والكافرون: ينكرونها ويقولون كالمعترضين: ماذا أراد الله بهذا مثلا!؟.
      كما أخبر تعالى أن ما يضرب من مثل يهدى به كثيراً من الناس ويضل به كثيرا، وانه لا يضل به إلا الفاسقين الذين وصفهم بقوله: { الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به ان يوصل، ويفسدون فى الأرض }. وحكم عليهم بالخسران التام يوم القيامة فقال: { أُولئكَ هُمْ الخَاسِرُون }


      من هداية الآيات
      1. أن الحياء لا ينبغى أن يمنع من فعل المعروف وقوله والأمر به.
      2. يستحسن ضرب الأمثال لتقريب المعانى الى الاذهان.
      3. اذا أنزل الله خيراً من هدى وغيره ويزداد به المؤمنون هدى وخيراً، ويزداد به الكافرون ضلالاً وشرا، وذلك لاستعداد الفريقين النفسى المختلف.
      4. التحذير من الفسق وما يستتبعه من نقض العهد، وقطع الخير، ومنع المعروف.


      كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)


      شرح الكلمات
      {كيف تكفرون بالله}: الاستفهام هنا للتعجب مع التقريع والتوبيخ. لعدم وجود مقتض للكفر.
      {وكنتم أمواتاً فأحياكم}: هذا برهان على بطلان كفرهم، إذ كيف يكفر العبد ربه وهو الذى خلقه بعد أن لم يك شيئا.
      {ثم يميتكم ثم يحييكم}: إن إماتة الحى واحياء الميت كلاهما دال على وجود الرب تعالى وقدرته.
      {ثم إليه ترجعون}: يريد بعد الحياة الثانية وهو البعث الآخر.
      {ثم استوى الى السماء}: علا وارتفع قهرا لها فكونها سبع سماوات.


      معنى الآيات
      ما زال الخطاب مع الكافرين الذين سبق وصفهم بأخس الصفات وأسوأ الأحوال حيث قال لهم على طريقة الالتفات موبخاً مقرعاً، { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم } .
      وذكر من أدلة وُجوده وكرمه تعالى ما يجعل الكفر به من أقبح الأمور وصاحبه من احط الخلائق وأسوأهم حالا ومالا. فمن أدلة وجوده سبحانه الاحياء بعد الموت والإِماتة بعد الإِحياء ومن أدلة كرمه وقدرته أن خلق الناس فى الأرض جميعا لتوقف حياتهم عليه وخلق السموات السبع، وهو مع ذلك كله علمه محيط بكل شىء سبحانه لا إله إلا هو ولا رب سواه.

      من هداية الآيات
      1. إنكار الكفر بالله تعالى.
      2. إقامة البرهان على وجود الله وقدرته ورحمته.
      3. حلّية كل ما فى الأرض من مطاعم ومشارب وملابس ومراكب الا ما حرمه الدليل من الكتاب أو السنة لقوله: { خلق لكم ما في الأرض جميعا }.
      [/B]
    • وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)


      [B]شرح الكلمات

      {الخليفة}:من يخلف غيره، والمراد به هنا آدم عليه السلام.
      {يسفك}:يسيل الدماء بالقَتْلِ وَالجَرْحِ.
      {نسبح بحمدك}:نقول سبحان الله وبحمده. والتسبيح: التنزيه عما لا يليق بالله تعالى.
      {ونقدس لك}:فننزهك عما لا يليق بك. والتقديس: التطهير والبعد عما لا ينبغى. واللام فى لك زائدة لتقوية المعنى إذ فعل قدس يتعدى بنفسه يقال قدّسَه.


      معنى الآية
      يأمر تعالى رسوله أن يذكر قوله للملائكة انى جاعل فى الأرض خليفة يخلفه فى إجراء أحكامه فى الأرض، وان الملائكة تساءلت متخوفة من أن يكون هذا الخليفة ممن يسفك الدماء ويفسد فى الأرض بالكفر والمعاصى قياساً على خلق من الجن حصل منهم ما تخوفوه. فأعلمهم ربهم أنه يعلم من الْحِكم والمصالح ما لا يعلمون.
      والمراد من هذا التذكير: المزيد من ذكر الأدلة الدالة على جود الله تعالى وقدرته وعلمه وحكمته الموجبة للايمان به تعالى ولعبادته دون غيره.


      هداية الآية
      1. سؤال من لا يعلم غيره ممن يعلم.
      2. عدم انتهار السائل وإجابته أو صرفه بلطف.
      3. معرفة بدء الخلق.
      4. شرف آدم وفضله


      وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ(33)

      شرح الكلمات
      {الأسماء}:أسماء الأجناس كلها كالماء والنبات والحيوان والانسان.
      {عرضهم}:عرض المسميات أمامهم، ولما كان بينهم العقلاء غلب جانبهم، وإلا لقال عرضها
      {أنبئونى}:أخبرونى.
      {هؤلاء}:المعروضين عليهم من سائر المخلوقات.
      {غيب السموات}:ما غاب عن الأنظار فى السموات والأرض.
      {تبدون}:تظهرون من قولهم.
      { الحكيم }:الحكيم الذى يضع كل شىء فى موضعه، ولا يفعل ولا يترك الا لحكمه.
      { تكتمون }: تبطنون وتخفون يريد ما أضمره إبليس من مخالفة أمر الله تعالى وعدم طاعته.


      معنى الآيات
      يخبر تعالى فى معرض مظاهر قدرته وعلمه ورحمته لعباده دون سواه أنه علم آدم اسماء الموجودات كلها، ثم عرض الموجودات على الملائكة وقال أنبؤني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين فى دعوى أنكم أكرم المخلوقات وأعلمهم فعجزوا وأَعْلَنُوا اعْتِرَافَهُم بذلك وقالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ثم قال تعالى لآدم أنبئهم بأسماء تلك المخلوقات المعروضة فأنبأهم بأسمائهم واحداً واحداً، وهنا ظهر شرف آدم عليهم، وَعَتَبَ عليهم ربهم بقوله: {ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون}. الذين وصفهم بقوله: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به ان يوصل، ويفسدون فى الأرض}. وحكم عليهم بالخسران التام يوم القيامة فقال: { أُولئكَ هُمْ الخَاسِرُون }


      من هداية الآيات
      1. بيان قدرة الله تعالى حيث علم آدم أسماء المخلوقات كلها فعلمها.
      2. شرف العلم وفضل العالم على الجاهل.
      3. فضيلة الاعتراف بالعجز والقصور.
      4. جواز العتاب على من ادعى دعوى هو غير متأهل لها.


      وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)


      شرح الكلمات
      {إبليس}:قيل كان اسمه الحارث ولما تكبر عن طاعة الله أبلسه الله أى أيأسه من كل خير ومسخه شيطاناً
      {أبى}:امتنع ورفض السجود لآدم.
      {استكبر}:تعاظم فى نفسه فمنعه الاستكبار والحسد من الطاعة بالسجود لآدم.
      {الكافرين}:جمع كافر. من كذب بالله تعالى أو كذب بشىء من آياته أو بواحد من رسله أو أنكر طاعته.


      معنى الآية
      يذكّر تعالى عبادَه بعلمه وحكمته وإفضاله عليهم بقوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم...} سجود تحية وإكرام فسجدوا إلا إبليس تعاظم فى نفسه وامتنع عن السجود الذى هو طاعة الله، وتحية آدم. تكبراً وحسداً لآدم فى شرفه فكان بامتناعه عن طاعة الله من الكافرين الفاسقين عن أمر الله، الأمر الذى استوجب ابلاسه وطرده.



      من هداية الآيات
      1. التذكير بإفضال الله الأمر الذى يوجب الشكر ويرغب فيه.
      2. التحذير من الكبر والحسد حيث كانا سبب ابلاس الشيطان، وامتناع اليهود من قبول الاسلام.
      3. تقرير عداوة ابليس، والتنبيه الى انه عدوّ عداوته أبداً.
      4. التنبيه الى أن من المعاصى ما يكون كفراً أو يقود الى الكفر.
      [/B]



    • وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)


      [B]شرح الكلمات

      {رغداً}: العيش الهنيّ الواسع يقال له الرَّغَد.
      {فأزلهما}: أوقعهما في الزلل، وهو مخالفتهما لنهى الله تعالى لهما عن الأكل من الشجرة
      {مستقر}: المستقر: مكان الاستقرار والاقامة.
      {إلى حين}: الحين: الوقت مطلقا قد يقصر أو يطول والمراد به نهاية الحياة.
      {فتلقى آدم}: أخذ آدم ما ألقى الله تعالى إليه من كلمات التوبة.

      معنى الآيات
      فى الآية الأولى يخبر تعالى عن إكرامه لآدم وزوجه حواء حيث أباح لهما جنته يسكنانها ويأكلان من نعيمها ما شاءا إلا شجرة واحدة فقد نهاهما عن قربها والأكل من ثمرها حتى لا يكونا من الظالمين.وفى الآية الثانية اخبر تعالى أن الشيطان أوقع آدم وزوجه فى الخطيئة حيث زين لهما الأكل من الشجرة فأكلا منها فبدت لهما سَوْءَاتُهُمها فلم يصبحا أهلا للبقاء فى الجنة فأهبطا الى الأرض مع عدوهما إبليس ليعيسوا بها بضعهم لبعض عدو إلى نهاية الحياة. وفى الآية الثالثة يخبر تعالى أن آدم تلقى كلمات التوبة من ربه تعالى وهى:
      { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين }
      فقالاها توبة فتاب الله عليهما وهو التواب الرحيم.

      هداية الآيات
      1. كرامة آدم وذريته على ربهم تعالى.
      2. شؤم المعصية ودورها فى تحويل النعمة إلى نقمة.
      3. عداوة الشيطان للإنسان ووجوب معرفة ذلك لاتقاء وسوسته.
      4. وجوب التوبة من الذنب وهى الاستغفار بعد الاعتراف بالذنب وتركه والندم على فعله




      قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)




      معنى الآيات
      يخبر تعالى أنه أمر آدم وحواء وإبليس بالهبوط إلى الأرض بعد أن وسوس الشيطان لهما فأكلا من الشجرة، وأعلمهم أنه إن أتاهم منه هدى فاتبعوه ولم يحيدوا عنه بأمنوا ويسعدوا فلن يخافوا ولن يحزنوا، وتوعد من كفر به وكذب رسوله فلم يؤمن ولم يعمل صالحاً بالخلود فى النار.


      من هداية الآيات
      1. المعصية تسبب الشقاء والحرمان.
      2. العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يسبب الأمن والإسعاد، والإعراض عنهما يسبب الخوف والحزن والشقاء والحرمان.
      3. الكفر والكذيب جزاء صاحبهما الخلود فى النار.

      [/B]
    • يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)


      [B]شرح الكلمات

      {بنو إسرائيل}: اسرائيل هو يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام وبنوه هم اليهود، لأنهم يعودون فى أصولهم الى أولاد يعقوب الأنثى عشر.
      { أوفوا بعهدى}: الوفاء بالعهد اتمامه وعهد الله عليهم أن يبينّوا أمر محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمنوا به
      {أوف بعهدكم}: أتم لكم عهدكم بإدخالكم الجنة بعد إكرامكم فى الدنيا وعزكم فيها.
      {ولا تشتروا بآياتي}: لا تعتاضوا عن بيان الحق فى أمر محمد صلى الله عليه وسلم.
      {ثمناً قليلاً}: متاع الحياة الدنيا.
      {الباطل}: وذلك قولهم: محمد نبىّ ولكن مبعوث إلى العرب لا إلى بنى إسرائيل.

      معنى الآيات[/B]

      لما كان السياق في الآيات السابقة فى شأن آدم وتكريمه، وسجود الملائكة له وامتناع إبليس لكِبْره. وحسده وكان هذا معلوماً لليهود لأنهم أهل كتاب مناسب أن يخاطب الله تعالى بني إسرائيل مذكراً إياهم بما يجب عليهم من الإِيمان والاستقامة. فناداهم بعنوان بُنوتهم لإِسرائيل عليه السلام فأمرهم ونهاهم، أمرهم بذكر نعمته عليهم ليشكروه تعالى بطاعته فيؤمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الهدى وأمرهم بالوفاء بما أخذ عليهم من عهد لينجز لهم ما وعدهم، وأمرهم أن يرهبوه ولا يرهبوا غيره من خلقه وأمرهم أن يؤمنوا بالقرآن الكريم. وان لا يكونوا أول من يكفر به. ونهاهم عن الاعتياض عن بيان الحق في أمر الإِيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم ثمناً قليلا من متاع الحياة الدنيا وأمرهم بتقواه فى ذلك وحذرهم ان هم كتموا الحق ان ينزل بهم عذابه. ونهاهم عن خلط الحق بالباطل دفعاً للحق وبعدا عنه حتى لا يؤمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم بإقام الصلاة وايتاء الزكاة الاذعان لله تعالى بقبول الاسلام والدخول فيه كسائر المسلمين.


      [B]هداية الآية

      1. وجوب ذكر النعم لشكر الله تعالى عليها.
      2. وجوب الوفاء بالعهد لا سيما ما عاهد عليه العبد ربه تعالى.
      3. وجوب بيان الحق وحُرمة كتمانه.
      4. حرمة خلط الحق بالباطل تضليلا للناس وصرفهم عنه كقول اليهود: محمد نبىّ ولكن للعرب خاصة حتى لا يؤمن به يهود
      [/B]
    • أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)


      [B]شرح الكلمات

      {البر}: البر لفظ جامع لكل خير. والمراد هنا: الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والدخول فى الاسلام.
      {تلاوة الكتاب}: قراءته، والكتاب هنا التوراه التى بأيدى اليهود.
      {الاستعانة}: طلب العون للقدر على القول والعمل.
      {الصبر}: حبس النفس على ما تكره.
      {الخشوع}: حضور القلب وسكون الجوارح، والمراد هنا الخضوع لله والطاعة لأمره ونهيه.

      معنى الآيات
      يستنكر الحق تبارك وتعالى فى الآية الأولى على علماء بنى اسرائيل أمرهم بعض العرب بالإِيمان بالإسلام ونبيه، ويتركون أنفسهم فلا يأمرونها بذلك والحال أنهم يقرأون التوراة، وفيها بعث النبى محمد بالإِيمان به واتباعه ويقرعهم موبخاً لهم بقوله: أفلا تعقلون، إذ العاقل يسبق الى الخير ثم يدعو إليه.
      وفى الآيتين الثانية والثالثة يرشد الله تعالى بنى اسرائيل الى الاستعانة بالصبر والصلاة حتى يقدروا على مواجهة الحقيقة والتصريح بها وهى الإيمان بمحمد والدخول في دينه، ثم يعلمهم أن هذه المواجهة صعبه شاقة على النفس لا يقدر عليها الا المخبتون لربهم الموقنون بلقاء الله، والرجوع إليه.


      هداية الآيات
      1. قبح تعالى السلوك من يأمر غيره بالخير ولا يفعله.
      2. السيئة قبيحة وكونها من عالم أشد قبحا.
      3. مشروعية الاستعانة على صعاب الأمور وشاقها بالصبر والصلاة، إذْ كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا حز به أمر فزع الى الصلاة.
      4. فضلية الخشوع لله والتطامن له، وذكر الموت، والرجوع إلى الله تعالى للحساب والجزاء


      يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)


      شرح الكلمات
      {فضلتكم على العالمين}: آتاهم من النعم الدينية والدنيوية ما لم يؤت غيرهم من الناس وذلك على عهد موسى عليه السلام وفى أزمنة صلاحهم واستقامتهم.
      {لا تجزى نفس}: لا تغنى نفس عن نفس أخرى أى غنىً. ما دامت كافرة.
      {ولا يقبل منها شفاعة}: هذه النفس الكافرة اذ هى التى لا تنفعها شفاعة الشافعين.
      {ولا يؤخذ منها عدل}: على فرض أنها تقدَّمت بِعَدْلٍ وهو الفداء فإنه لا يؤخذ منها.
      {ولا هم ينصرون}: بدفع العذاب عنهم.


      معنى الآيات
      ينادى الله سبحانه وتعالى بنى إسرائيل مطالباً إياهم بذكر نعمه عليهم ليشكروها بالإِيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وقبول ما جاء به من الدين الحق وهو الإسلام. محذراً إياهم من عذاب يوم القيامة، آمراً باتقائه بالايمان وصالح الأعمال. لأنه يوم عظيم لا تقبل فيه شفاعة لِكَافِرٍ، ولا يؤخذ منه عدل أي فداء، ولا ينصره بدفع العذاب عَنْهُ أحد.

      من هداية الآيات
      1. وجوب ذكر النعم تشكر الله بحمده وطاعته.
      2. وجوب اتقاء عذاب يوم القيامة بالإيمان والعمل الصالح بعد ترك الشرك والمعاصى.
      3. تقرير أن الشفاعة لا تكون لنفس كافرة. وأنّ الفداء يوم القيامة لا يقبل أبداً.
      [/B]

    • وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)


      [B]شرح الكلمات

      {آل فرعون}: أتباع فرعون. وفرعون ملك مصر على عهد موسى عليه السلام
      {يسومونكم سوء العذاب}: يبغونك سوء العذاب وهو أشده وأفظعه ويذيقونكم إياه.
      {يستحيون نساءكم}: يتركون ذبح البنات ليكبرن للخدمة، ويذبحون الأولاد خوفاً منهم إذا كبروا.
      {فرقنا بكم البحر}: صيرناه فرقتين، وما بَيْنَهُمَا يَبس لا ماء فيه لتسلكوه فتنجوا والبحر هو بحر القلزم (الأحمر)
      {اتخذتم العجل}: عجل من ذهب صاغه لهم السامرى ودعاهم الى عبادته فعبدوه أكثرهم، وذلك فى غيبة موسى عنهم.
      {الكتاب والفرقان}: الكتاب: التوراة، والفرقان: المعجزات التى فرق الله تعالى بها بين الحق والباطل.


      معنى الآيات
      تضمنت هذه الآيات الخمس أربع نعم عظمى انعم الله بها على بنى اسرائيل وهى التى امرهم بذكرها ليشكروه عليها بالايمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم ودينه الاسلام.
      فالنعمة الأولى: انجاؤهم من فرعون وآله بتخليصهم من حكمهم الظالم وما كانوا يصبونه عليهم من ألوان العذاب. من ذلك: ذبح الذكور من أولادهم وترك البنات لاستخدامهن فى المنازل كرقيقات.
      والثانية: فلق البحر لهم وإغراق عدوهم بعد نجاتهم وهم ينظرون.
      والثالثة: عفوه تعالى عن أكبر زلة زلوها وجريمة اقترفوها وهى اتخاذهم عجلاً صناعياً الهاً وعبادتهم له. فعفا تعالى عنه ولم يؤاخذهم بالعذاب لعلة أن يشكروه تعالى بعبادته وحده دون سواه.
      والرابعة: ما أكرم به نبيهم موسى عليه السلام من التوراة التى فيها الهدى والنور والمعجزات التى أبطلت باطل فرعون، وأحقت دعوة الحق التى جاء بها موسى عليه السلام.
      هذه النعم هى محتوى الآيات الخمس، ومعرفتها معرفة لمعانى الآيات فى الجملة اللهم الا جملة { وفى ذلكم بلاء من بركم عظيم } فى الآية الأولى فانها: اخبار بأن الذى حصل لبنى اسرائيل من عذاب على أيدى فرعون وملئه انما كان امتحاناً من الله واختباراً عظيما لهم. كما أن الآية الثالثة فيها ذكر مواعدة الله تعالى لموسى بعد نجاة بنى اسرائيل أربعين ليلة وهى القعدة وعشر الحجة ليعطيه التوراه يحكم بها بنى اسرائيل فحدث فى غيابه ان جمع السامرى حلى لنساء بني إسرائيل وصنع منه عجلاً ودعاهم الى عبادته فعبدوه فاستوجبوا العذاب إلا أن الله منّ عليهم بالعفو ليشكروه.

      هداية الآيات
      1. ذكر النعم يحمل على شكرها، والشكر هو الغاية من ذكر النعمة.
      2. أن الله تعالى يبتلى عباده لحكم عالية فلا يجوز الاعتراض على الله تعالى فيما يبتلى به عباده.
      3. الشرك ظلم لأنه وضع العبادة فى غير موضعها.
      4. إرسال وإنزال الكتب الحكمة فيهما هداية الناس إلى معرفة ربهم وطريقة التقرب إليه ليعبدوه فيكملوا ويسعدوا فى الحياتين.[/B]

    • وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)


      [B]شرح الكلمات

      {ظلم النفس}:تدسيتها بسّيئة الجريمة.
      {باتخاذكم العجل}:بجعلكم العجل الذى صاغه السامرى من حلّى نسائكم إلهاً عبدتموه.
      {فاقتلوا انفسكم}:أمرهم أن يقتل من لم يعبد العجل من عبدَة منهم وجعل ذلك توبتهم ففعلوا فتاب عليهم بقبول توبتهم.
      {المن والسلوى}: المنّ: مادة لزجة حُلْوَةٌ كالعسل، والسلوى: طائر يقال له السُّمانى.
      معنى الآيات
      لما ذكّر الله تعالى اليهود بما أنعم على أسلافهم مطالباً إياهم بشكرها فيؤمنوا برسوله. ذكرهم هنا ببعض ذنوب اسلافهم ليتعظوا فيؤمنوا فذكرهم بحادثة اتخاذهم العجل إلهاً وعبادتهم له. وذلك بعد نجاتهم من آل فرعون وذهاب موسى لمناجاة الله تعالى، وتركه هارون خليفة له فيهم، فصنع السامرى لهم عجلاً من ذهب وقال لهم هذا إلهكم وإله موسى فاعبدوه فأطاعه أكثرهم وعبدوا العجل فكانا مرتدين بذلك فجعل الله توبتهم من ردتهم ان يقتل من لم يعبد العجل من عبده فقتلوا منهم سبعين ألفاً فكان ذلك توبتهم فتاب الله عليهم انه هو التواب الرحيم كما ذكرهم بحادثة أخرى وهى انه لما عبدوا العجل وكانت ردة اختار موسى بامر الله تعالى منهم سبعين رجلاً من خيارهم ممن لم يتورطوا فى جريمة عبادة العجل، وذهب بهم الى جبل الطور ليعتذروا الى ربهم سبحانه وتعالى من عبادة إخوانهم العجل، فلما وصلوا قالوا لموسى اطلب لنا ربك أن يُسمعنا كلامه فأسمعهم قوله: إنى أنا الله لا إله إلا أنا أخرجتكم من أرض مصر بيدٍ شديدة فاعبدونى ولا تعبدوا غيرى. ولما أعلمهم موسى بأن الله تعالى جعل توبتهم بقتلهم أنفسهم، قالوا: لن نؤمن لك أى لن نتابعك على قولك فيما ذكرت من توبتنا بقتل بعضنا بعضا حتى نرى الله جهرة وكان هذا منهم ذنباً عظيماً لتكذيبهم رسولهم فغضب الله عليهم فأنزل عليهم صاعقة فأهلكتهم فماتوا واحدا واحدا وهم ينظرون ثم أحياهم تعالى بعد يوم وليلة، وذلك ليشكروه بعبادته وحده دون سواه كما ذكرهم بنعمة أخرى وهى اكرامه لهم وانعامه عليهم بتظليل الغمام عليهم، وإنزال المنّ والسلوى أيام حادثة التيه فى صحراء سيناء وفى قوله تعالى: { وما ظلمناهم } إشارة الى ان محنة التيه كانت عقوبة لهم على تركهم الجهاد وجرأتهم على نبيّهم اذ قالوا له: { اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون }. وما ظلمهم فى محنة التيه، ولكن كانوا هم الظالمين لأنفسهم.

      هداية الآيات
      1. عبادة المؤمن غير الله وهو يعلم أنها عبادة لغير الله تعتبر ردة منه وشركاً.
      2. مشروعية قتال المرتدين، وفى الحديث: " من بدّل دينه فاقتلوه " ، ولكن بعد استتابته.
      3. شكر الله تعالى بعبادته وحده.
      4. الحلال، من المطاعم والمشارب وغيرها، ما أحله الله والحرام ما حرمه الله عز وجل.[/B]
    • وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)

      [B]شرح الكلمات

      {القرية}:مدينة القدس.
      {حِطّة}:حِطّة: فِعْلَةٌ مثل ردة وحدة من رددت وحددت، أمرهم أن يقولوا حِطة بمعنى احطط عنا خطايانا ورفع (حِطةٌ) على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: دخولنا الباب سجداً حِطةٌ لذنوبنا.
      {فبدل}:غيروا القول الذى قيل لهم قولوه وهو حِطة فقالوا: حبَّة في شَعْرة.
      {رجزاً}:وباء الطاعون.
      {يفسقون}:يخرجون عن طاعة الله ورسوله إليهم، وهو يوشع عليه السلام.

      معنى الآيات
      تضمنت الآية الأولى تذكير اليهود بحادثة عظيمة حدثت لأسلافهم تجلت فيها نعمة الله على بنى اسرائيل وهى حال تستوجب الشكر، وذلك أنه لما انتهت مدة التيه وكان قد مات كل من موسى وهارون وخلفهما فى بنى اسرائيل فتى موسى يوشع بن نون وغزا بهم العمالقة وفتح الله تعالى عليه بلاد القدس أمرهم الله تعالى أمرٍ إكرام وإنعام فقال ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً. واشكروا لى هذا الإِنعام بان تدخلوا باب المدينة راكعين متطامنين قائلين دخولنا الباب سجداً حطةٌ لذنُوبنا التى اقترفناها بنكولنا عن الجهاد على عهد موسى وهارون. نثبكم بمغفرة ذنوبكم ونزيد المحسنين منكم ثواباً كما تضمنت الآية الثانية حادثة أخرى تجلت فيها حقيقة سوء طباع اليهود وكثرة رعوناتهم وذلك بتغييرهم الفعل الذي أمروا به والقول الذي قيل لهم فدخلوا الباب زاحفين على أستاههم قائلين: حبة فى شعيرة!! ومن ثم انتقم الله منهم فأنزل على الظالمين منهم طاعوناً أفنى منهم خلقاً كثيراًجزاء فسقهم عن أمر الله عز وجل. وكان فيما ذكر عظة لليهود لو كانوا يتعظون.

      هداية الآيات
      1. تذكير الأبناء بأيام الآباء للعظة والاعتبار.
      2. ترك الجهاد إذا وجب يسبب للامة الذل والخسران.
      3. التحذير من عاقبة الظلم والفسق والتمرد على أوامر الشارع.
      4. حرمة تأويل النصوص الشرعية للخروج بها عن مراد الشارع منها.
      5. فضيلة الاحسان فى القول والعمل.


      وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)


      شرح الكلمات
      {استسقى}: طلب لهم من الله السقيا أى الماء للشرب وغيره.
      {بعصاك الحجر}: عصا موصى التى كانت معه منذ خرج من بلاد مدين. وهل هى من شجر الجنة هبط بها آدم كذا قيل والله أعلم. والحجر هو حجر مربع الشكل من نوع الكذَّان رخو كالمدر. وهل هو الذى فر بثوب موسى فى حادثة معروفة ذا قيل او هو حجر من سائر الأحجار؟ والله أعلم.
      {ولا تعثوا}: العَثَيّ والعِثِيّ: أكبر الفساد وفعله عِثي كرضي يعثي كيرضي وعثا يعثوا كعدا يعدو.
      {البقل}: وجمعه البقول سائر أنواع الخضر كالجزر والخردل والبطاطس ونحوها.
      {القثاء}: الخيار والقته ونحوها.
      {الفُوم}: الفوم: الحِنطة وقيل الثوم لذكر البصل بعده.
      {ضربت عليهم الذلة والمسكنة }: احاطت بهم ولازمتهم الذلة وهى الصغار والاحتقار.: والمسكنة وهى الفقر والمهانة
      {باءوا بغضب}: رجعوا من طول عملهم وكثرة كسبهم بغضب الله وسخطه عليهم وبئس ما رجعوا به.
      {الاعتداء}: مجاوزة الحق الى الباطل، والمعروف إلى المنكر. والعدل الى الظلم.

      معنى الآيات
      في الآية الأولى رغم ذكرهم بأنهم لما عطشوا فى التيه استسقى موسى ربه فسقاهم بأمر خارق للعادة ليكون لهم ذلك آية ليلزموا الايمان والطاعة وهو أن يضرب موسى عليه السلام بعصاه الحجر فيتفجر الماء منه اثنى عشر موضعاً كل موضع يمثل عيناً يشرب منها سبط من أسباطهم الاثنى عشر حتى لا يتزاحموا فيتضرروا أكرمهم الله بهذه النعمة، ونهاهم عن الفساد في الأرض بارتكاب المعاصي.
      وفى الآية الثانية ذكرهم بسوء أخلاق كانت فى سلفهم منها عدم الصبر، والتعنت وسوء التدبير والجهالة بالخير، وغيرها. وهذا ظاهر فى قولهم يا موسى بدل يا نبي الله او رسول الله لن نصبر على طعام واحد. وقولهم أدع لنا ربك بدل ادع الله لنا أو ادع لنا ربنا عز وجل. وفى مللهم اللحم والعسل وطلبهم الفوم والبصل بدلا عنهما وفى قول موسى عليه السلام أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ما يقرر ذلك ذكرهم بالعاقبة المرة التي كانت لهم نتيجة كفرهم بآيات الله وقتلهم الانبياء، واعتدائهم وعصيانهم، وهى أن ضرب الله تعالى عليهم الذلة والمسكنة وغضب عليهم ،كل هذا وغيره مما ذكَّر الله تعالى اليهود به فى كتابه من أجل أن يذكروا فيتظوا ويشكروا فيؤمنوا بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويدخلوا فى دينه فيكملوا ويسعدوا بعد ان ينجوا مما حق بهم من الذلة والمسكنة والغضب فى الدنيا، ومن عذاب النار يوم القيامة.
      هداية الآيات
      1. استحسان الوعظ والتذكير بنعم الله تعالى ونقمه فى الناس.
      2. مطالبة ذى النعمة بشكرها، وذلك بطاعة الله تعالى بفعل أوامره. وترك نواهيه.
      3. ذم الأخلاق السيئة والتنديد بأهلها للعظة والاعتبار.
      4. التنديد بكبائر الذنوب كالكفر وقتل النفس بغير الحق لا سيما قتل الأنبياء أو خلفائهم وهم العلماء الآمرون بالعدل فى الأمة.

      إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)


      شرح الكلمات
      {الذين آمنوا}: هم المسلمون آمنوا بالله ووحدوه وآمنوا برسوله واتبعوه.
      {الذين هادوا}: هم اليهود سُموا يهوداً لقولهم: انا هدنا اليك اى تبنا ورجعنا.
      {النصارى}: الصليبيون سموا نصارى إما لأنهم يتناصرون أو لنزول مريم بولدها عيسى قرية الناصرة، والواحد نصران أو نصرانى وهو الشائع على الألسنة.
      {الصابئون}: امة كانت بالموصل يقولون لا إله إلا الله. ويقرأون الزبور. ليسوا يهودا ولا نصارى واحدهم صابيء، ولذا كانت قريش تقول لمن قال لا إله الا الله صابيء أى مائل عن دين آبائه الى دين جديد وحَدَ فيه الله تعالى.


      مناسبة ومعنى الآية
      لما كانت الآية فى سياق دعوة اليهود إلى الاسلام ناسب أن يعلموا أن النِّسَبَ لا قيمة لها وانما العبرة بالإِيمان الصحيح والعمل الصالح المزكى للروح البشرية والمطهرة لها فلذا المسلمون واليهود والنصارى والصابئون وغيرهم كالمجوس وسائر أهل الأديان من آمن منهم بالله واليوم الآخر حق الإِيمان وعمل صالحاً مما شرع الله تعالى من عبادات فلا خوف عليهم بعد توبتهم ولا حزن ينتابهم عند موتهم من أجل ما تكروا من الدنيا، إذ الآخرة خير وأبقى. والإِيمان الصحيح لا يتم لأحد إلا بالايمان بالنبى الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم والعمل الصالح لا يكون إلا بما جاء به النبى الخاتم فى كتابه وما أوحى إليه، إذ بشريعته نسخ الله سائر الشرائع قبله وبالنسخ بطل مفعولها فهى لا تزكى النفس ولا تطهرها والسعادة الأخروية متوقفة على زكاة النفس وطهارتها.


      هداية الآية
      1. العبرة بالحقائق لا بالألفاظ فالمنافق إذا قال هو مؤمن أو مسلم، ولم يؤمن بقلبه ولم يسلم بجوارحه لا تغنى النسبة عنه شيئاً، واليهودي والنصرانى والصابىء وكل ذى دين نسبته إلى دين قد نسخ وبطل العمل بما فيه فأصبح لا يزكى النفس، هذه النسبة لا تنفعه، وانما الذى ينفع الايمان الصحيح والعمل الصالح.
      2. أهل الإِيمان الصحيح والاستقامة على ما أمر الله مبشرون بنفي الخوف عنهم والحزن وإذا انتفى الخوف حصل الأمن واذا انتفى الحزن حصل السرور والفرح وتلك السعادة[/B]

    • وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۖ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٤﴾ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴿٦٥﴾ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٦٦﴾

      [B]شرح الكلمات

      {الميثاق}:العهد المؤكد باليمين.
      {الطور}:جبل أو هو الجبل الذى ناجى الله تعالى عليه موسى عليه السلام.
      {توليتم}: رجعتم عما التزمتم القيامة به من العمل بما فى التوراة.
      {اعتدوا فى السبت}:تجاوزوا الحدَّ فيه حيث حرم عليهم الصيد فيه فصادوا.
      {خاسئين}:مبعدين عن الخير ذليلين مهانين.
      {نكالاً}:عقبة شديدة تمنع من رآها أو علمها من فعل ما كانت سبباً فيه.


      معنى الآيات
      يذكر الحق عز وجل اليهود بما كان لاسلافهم من أحداث لعلهم يعتبرون فيذكرهم بحادثة امتناعهم من تحمل العمل بالتوراة واصرارهم على ذلك حتى رفع الله تعالى فوقهم جبلاً فأصبح كالظلة فوق رؤسهم حينئذ أذعنوا غير أنهم تراجعوا بعد ذلك ولم يفوا بما التزموا به فاستوجبوا الخسران لولا رحمة الله بهم، كما يذكرهم بجريمة كانت لبعض أسلافهم وهى أنه تعالى حرم عليهم الصيد يوم السبت فاحتالت طائفة منهم على الشرع واصطادوا فنكل الله تعالى بهم فخفسهم قردة، وجعلهم عظة وعبرة للمعتبرين.



      هداية الآيات
      1. وجوب الوفاء باعهود والمواثيق.
      2. يجب أخذ أحكام الشرع بحزم، وذكرها وعدم نسيانها أو تناسيها.
      3. لا تتم التقوى لعبد إلا إذا أخذ أحكام الشرع بحزم وعزم.
      4. حرمة الاحتيال لإِباحة المحرّم وسوء عاقبة المحتالين المعتدين[/B]



    • وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)

      [B]شرح الكلمات

      {الجاهل}:الذى يقول او يفعل مالا ينبغي قوله أو فعله.
      {الفارض}:المسنة، والبكر الصغيرة التى لم تلد بعد. والعوان: النّصَفُ وسط بين المسنة والصغيرة.
      {فاقع}:يقال: أصفر فاقع شديدة الصفرة كأحمر قانىء وأبيض ناصع.
      {تثير الأرض}:تقبلها بالمحراث فيثور غبارها بمعنى أنها لم تستعمل فى الحرث ولا فى سقاية الزرع أى لم يُسن عليها، وذلك لصغرها.
      {مسلّمة}:سليمة من العيوب كالعور والعرج.
      {لا شية فيها}:الشية العلامة أي لا يوجد فيها لون غير لونها من سواد أو بياض.


      معنى الآيات
      واذكر يا رسولنا لهؤلاء اليهود عيباً آخر من عيوب أسلافهم الذي يَعْتزُّونَ بهم وهو سوء سلوكهم مع أنبيائهم فيكون توبيخاً لهم لعلهم يرجعون عن غيهم فيؤمنوا بك وبما جئت به من الهدى ودين الحق. اذكر لهم قصة الرجل الذى قتله ابن أخيه استعجالا لإِرثه ثم ألقاه تعمية فى حى غير الحى الذي هو منه، ولما اختلفوا فى القاتل قالوا نذهب الى موسى يدعو لنا ربه ليبين لنا من هو القاتل فجاءوه فقال لهم ان الله تعالى يأمركم ان تذبحوا بقرة من أجل ان يضربوا القتيل بجزء منها فينطق مبيناً من قتله فلما قال لهم ذلك قالوا أتتخذنا هزؤاً فوصفوا نبى الله بالسخرية واللعب وهذا ذنب قبيح وما زالوا يسألونه عن البقرة ويتشددون حتى شدد الله تعالى عليهم الأمر الذى كادوا معه لا يذبحون مع أنهم لو تناولوا بقرة من عرض الشارع وذبحوها لكفتهم. ولكن شددوا فشدد الله عليهم فعثروا على البقرة المطلوبة بعد جهد جهيد وغالى فيها صاحبها فباعها منهم بملء جلدها ذهباً.

      هداية الآيات
      1. بيان ما كان عليه قوم موسى من بنى اسرائيل من العجرفة وسوء الأخلاق ليتجنب مثلها المسلمون.
      2. حرمة الاعتراض على الشارع ووجوب تسليم أمره أو نهيه ولو لم تعرف فائدة الأمر والنهى وعلتها.
      3. الندب الى الأخذ بالمتيسر وكراهة التشدد فى الأمور.
      4. بيان فائدة الاستثناء بقوله إن شاء الله، إذ لو لم يقل اليهود ان شاء الله لمهتدون ما كانوا ليهتدوا إلى معرفة البقرة المطلوبة.
      5. ينبغي تحاشي الكلمات التى قد يفهم منها نتقاص الأنبياء مثل قولهم الآن جئت بالحق، اذ مفهومه أنه ما جاءهم بالحق إلا فى هذه المرة من عدة مرات سبقت!![/B]



    • وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)

      وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72)
      واذكروا إذ قتلتم نفسًا فتنازعتم بشأنها, كلٌّ يدفع عن نفسه تهمة القتل, والله مخرج ما كنتم تخفون مِن قَتْل القتيل.
      فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)
      فقلنا: اضربوا القتيل بجزء من هذه البقرة المذبوحة, فإن الله سيبعثه حيًا, ويخبركم عن قاتله. فضربوه ببعضها فأحياه الله وأخبر بقاتله. كذلك يُحيي الله الموتى يوم القيامة, ويريكم- يا بني إسرائيل- معجزاته الدالة على كمال قدرته تعالى; لكي تتفكروا بعقولكم, فتمتنعوا عن معاصيه.
      ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)
      ولكنكم لم تنتفعوا بذلك; إذ بعد كل هذه المعجزات الخارقة اشتدت قلوبكم وغلظت, فلم يَنْفُذ إليها خير, ولم تَلِنْ أمام الآيات الباهرة التي أريتكموها, حتى صارت قلوبكم مثل الحجارة الصمَّاء, بل هي أشد منها غلظة; لأن من الحجارة ما يتسع وينفرج حتى تنصبَّ منه المياه صبًا, فتصير أنهارًا جاريةً, ومن الحجارة ما يتصدع فينشق, فتخرج منه العيون والينابيع, ومن الحجارة ما يسقط من أعالي الجبال مِن خشية الله تعالى وتعظيمه. وما الله بغافل عما تعملون.
      أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)
      أيها المسلمون أنسيتم أفعال بني إسرائيل, فطمعت نفوسكم أن يصدِّق اليهودُ بدينكم؟ وقد كان علماؤهم يسمعون كلام الله من التوراة, ثم يحرفونه بِصَرْفِه إلى غير معناه الصحيح بعد ما عقلوا حقيقته, أو بتحريف ألفاظه, وهم يعلمون أنهم يحرفون كلام رب العالمين عمدًا وكذبًا.
      وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (76)
      هؤلاء اليهود إذا لقوا الذين آمنوا قالوا بلسانهم: آمنَّا بدينكم ورسولكم المبشَّر به في التوراة, وإذا خلا بعض هؤلاء المنافقين من اليهود إلى بعض قالوا في إنكار: أتحدِّثون المؤمنين بما بيَّن الله لكم في التوراة من أمر محمد; لتكون لهم الحجة عليكم عند ربكم يوم القيامة؟ أفلا تفقهون فتحذروا؟



    • أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)
      أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)
      أيفعلون كلَّ هذه الجرائم, ولا يعلمون أن الله يعلم جميع ما يخفونه وما يظهرونه؟
      وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ (78)
      ومن اليهود جماعة يجهلون القراءة والكتابة, ولا يعلمون التوراة وما فيها من صفات نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وما عندهم من ذلك إلا أكاذيبُ وظنون فاسدة.
      فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)
      فهلاك ووعيد شديد لأحبار السوء من اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم, ثم يقولون: هذا من عند الله وهو مخالف لما أنزل الله على نبيِّه موسى عليه الصلاة والسلام; ليأخذوا في مقابل هذا عرض الدنيا. فلهم عقوبة مهلكة بسبب كتابتهم هذا الباطل بأيديهم, ولهم عقوبة مهلكة بسبب ما يأخذونه في المقابل من المال الحرام, كالرشوة وغيرها.
      وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80)
      وقال بنو إسرائيل: لن تصيبنا النار في الآخرة إلا أيامًا قليلة العدد. قل لهم -أيها الرسول مبطلا دعواهم-: أعندكم عهد من الله بهذا, فإن الله لا يخلف عهده؟ بل إنكم تقولون على الله ما لا تعلمون بافترائكم الكذب.
      بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)
      فحُكْمُ الله ثابت: أن من ارتكب الآثام حتى جَرَّته إلى الكفر, واستولت عليه ذنوبه مِن جميع جوانبه وهذا لا يكون إلا فيمن أشرك بالله, فالمشركون والكفار هم الذين يلازمون نار جهنم ملازمة دائمةً لا تنقطع.

    • وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)

      [B]شرح الكلمات

      {حسناً}: حسن القول: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمخاطبة باللين، والكلم الطيب الخالي من البذاءة والفحش.
      {توليتم}: رجعتم عما التزمتم به مصممين على أن لا تتوبوا.
      {تظاهرون}: قرىء تظّاهرون، وتظاهرون بتاء واحدة ومعناه تتعاونون.
      {بالإِثم والعدوان}:الإِثم: الضار الموجب للعقوبة، والعدوان الظلم.
      {الخزي}: الذل والمهانة.

      معنى الآيات
      ما زال السياق الكريم في تذكير اليهود بما كان لأسلافهم من خير وغيره والمراد هدايتهم لو كانوا يهتدون، فقد ذكرهم في الآية (83) بما أخذ الله تعالى عليهم في التوراة من عهود ومواثيق على أن يعبدوا الله وحده ولا يشركوا في عبادته سواه. وأن يحسنوا للوالدين ولذى القربى واليتامى والمساكين وأن يقولوا للناس الحسن من القول ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، وندّد بصنيعهم حيث ينقض هذا العهد والميثاق أكثرهم ولم يفوا به وفي الآية الثانية (84) ذكرهم بميثاق خاص أخذه عليهم في التوراة أيضاً وهو الإِسرائيلي لا يقتل الإِسرائيلي ولا يخرجه من داره بغياً وعدواناً عليه، وإذا وقع في الأسر وجب فكاكه بكل وسيلة ولا يجوز تركه أسيرا بحال، أخذ عليهم بهذا ميثاقاً غليظاً وأقروا به وشهدوا عليه وفي الآية الثالثة (85) وبّخهم على عدم وفائهم بما التزموا به حيث صار اليهودي يقتل اليهودي ويخرجه من داره بغياً وعدواناً عليه. وفي نفس الوقت إن أتاهم يهودي أسيراً فََدَوهُ بالغالي والرخيص، فندد الله تعالى بصنيعهم هذا الذي هو إهما لواجب وقيامٌ بآخر تبعاً لأهوائهم فكانوا كمن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ومن هنا توعدهم بخزي الدنيا وعذاب الآخرة. وفي الآية الرابع (86) أخبر أنهم بصنيعهم ذلك اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فكان جزاؤهم عذاب الآخرة حيث لا يخفف عنهم ولا ينصرون فيه بدفعه عنهم.

      هداية الآيات
      1. مشروعية تذكير الناس ووعظهم بما يكون سبباً لهدايتهم.
      2. وجوب عبادة الله وتوحيده فيها.
      3. وجوب الإِحسان إلى الوالدين ولذوي القربى واليتامى والمساكين.
      4. وجوب معاملة الناس بحسن الأدب.
      5. تعرض أمة الإِسلام لخزي الدنيا وعذاب الآخرة بتطبيقها بعض أحكام الشريعة وإهمالها البعض الآخر.
      6. كفر من يتخير أحكام الشرع فيعمل ما يوافق مصالحه وهواه، ويهمل ما لا يوافق.
      7. كفر من لا يقيم دين الله إعراضاً عنه وعدم مبالاة به.[/B]