~¤¦¦§¦¦¤~ في رحـــاب القــرآن الكريـــم ~¤¦¦§¦¦¤~




    • النسخ و ســنة التدرج


      [TABLE='width: 100%']
      [TR]
      [TD='align: right']

      تعريف النسخ:
      يرد النسخ في اللغة لمعنيين : أحدهما : التحويل والنقل ، ومنه نسخ الكتاب وهو أن يحول من كتاب إلى كتاب . والثاني: الرفع ، يقال نسخت الشمس الظل أي ذهبت به وأبطلته .



      والنسخ في الاصطلاح : هو إزالة ما استقر من الحكم الشرعي بخطاب وارد متراخياً لولاه لكان السابق ثابتاً.
      وقد أجمع السلف على وجود النسخ والنسخ لا يدخل إلا الأحكام ، فلا يدخل النسخ على الأخبار وهو مذهب جمهور أهل العلم. وللنسخ فوائد منها إظهار امتثال العباد أوامر الرب جل وعلا ، ومنها التخفيف على العباد وهذا الغالب ، ومنها كذلك التدرج في الأحكام كنسخ الأحكام التي أباحت بعض الأمور التي كان عليها المسلمون إلى الحرمة . وقد ينسخ الأثقل إلى الأخف والأخف إلى الأثقل كنسخ صيام يوم عاشوراء والأيام المعدودة برمضان ، وينسخ المثل بمثله نقلاً وخفة كالقبلة ، وينسخ الشيء لا إلى بدل كصدقة النجوى. والنسخ في القرآن على وجوه:
      أحدهما : أن يثبت الخط وينسخ الحكم مثل آية الوصية للأقارب وآية عدة الوفاة بالحول وآية التخفيف في القتال ومنها أن ترفع تلاوتها أصلاً عن المصحف وعن القلوب ، كما روي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: أن قوماً من الصحابة رضي الله عنهم قاموا ليلة ليقرؤوا سورة فلم يذكروا منها إلا بسم الله الرحمن الرحيم فغدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال صلى الله عليه وسلم : "تلك سورة رفعت تلاوتها وأحكامها" .


      فأما التدرج فهو سنة كونية، وسنة شرعية أيضاً.

      ولهذا خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام، وكان قادراً أن يقول: كوني فتكون، ولكنه خلقها في أيام ستة من أيام الله تعالى، أي في ستة أطوار أو أزمنة يعلمها الله، فليست هي أيامنا هذه إذ هي قبل خلق الشمس والأرض وما يتبعهما من ليل أو نهار.وكذلك نرى خلق الإنسان والحيوان والنبات، كلها تتدرج في مراحل حتى تبلغ نماءها وكمالها.فهذا من الناحية الكونية، وأما من الناحية الشرعية، فقد بدأ الإسلام بالدعوة إلى التوحيد وتثبيت العقيدة السليمة، ثم كان التشريع شيئاً فشيئاً. فقد فرضت الفرائض وحرمت المحرمات بالتدريج، كما هو ثابت في فرض الصلاة والصيام والزكاة، وتحريم الخمر وغيرها، ولهذا افترق القرآن المكي عن المدني. وفي هذا المعنى تقول عائشة رضي الله عنها، واصفة تدرج التشريع ونزول القرآن: إنما أنزل أول ما أنزل من القرآن سور فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر ولا تزنوا، لقالوا: لا ندع الخمر ولا الزنى أبداً [رواه البخاري ].وقد أراد عمر أن يعود بالحياة إلى هدي الخلفاء الأربعة وذلك بعد أن يتمكن ويمسك الخيوط في يديه، ولكن كان ابنه الشاب الغيور عبد الملك من الأتقياء المتحمسين، ينكر على أبيه عدم إسراعه في إزالة كل بقايا الانحراف والمظالم ورد الأمور إلى سنن الراشدين، فكان جواب الأب الفقيه المؤمن: لا تعجل يا بني، فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في الثالثة،وإني أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدعوه جملة، فيكون من ذا فتنة [الموافقات 2/94 ]
      [B]



      التضييق في دعاوى النسخ :

      إن الله تعالى لم ينزل كتابه إلا ليهتدى بهداه، ويعمل بأحكامه، وكل دعوى لنسخ آية أو بعض آية منه فهي على خلاف الأصل، وما جاء على خلاف الأصل لا يقبل إلا ببرهان يقطع الشك باليقين.
      ولو طبقنا ما وضعه علماء أصول الدين وعلماء أصول الفقه وعلماء أصول التفسير وعلماء أصول الحديث من ضوابط وشروط، فإننا لا نكاد نجد آية في القرآن الكريم مقطوعا بنسخها، وما لم يقطع بنسخه فيجب أن يبقى حكمه ثابتا ملزما كما أنزل الله تعالى، ولا ننسخه ونبطل حكمه بمحض الظن، فإن الظن لا يغني من الحق شيئا.

      قال الإمام المحقق ابن القيم:
      "ومراد عامة السلف بالناسخ والمنسوخ، رفع الحكم بجملته تارة ـ وهو اصطلاح المتأخرين ـ ورفع دلالة العام والمطلق وغيرها تارة، إما بتخصيص عام أو تقييد مطلق وحمله على المقيد، وتفسيره وتبيينه، حتى إنهم يسمون الاستثناء والشرط والصفة نسخًا، لتضمن ذلك رفع دلالة الظاهر وبيان المراد، فالنسخ عندهم وفي لسانهم هو: بيان المراد بغير ذلك اللفظ، بل بأمر خارج عنه، ومن تأمل كلامهم رأى من ذلك فيه ما لا يُحصى، وزال عنه به إشكالات أوجبها حمل كلامهم على الاصطلاح الحادث المتأخر "

      [/B][/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]

    • آداب تلاوة القرآن



      [TABLE='width: 100%']
      [TR]
      [TD]
      ينبغي لقارئ القرآن أن يستحضر في نفسه أنه يناجي الله تعالى فيراعي الأدب مع القرآن ومع كلامه سبحانه، فمن الآداب التي ينبغي مراعاتها وتعاهدها:


      ‎‎1. الطهارة والسواك:‏
      - يستحب لمن أراد قراءة القرآن من ليل أونهار أن يتطهر لذلك وأن يستاك، لأن في ذلك تعظيماً للقرآن الذي هو كلام الله عز وجل، ولأن الملائكة تدنو منه عند تلاوته للقرآن.
      - ويجوز له أن يقرأ من غير طهارة، لكن لايمس المصحف بل يقرأ من حفظه.‏
      - أما الجنب والحائض فإنه يحرم عليهما قراءة القرآن، سواء كان آية أو أقل منها، ويرخص للحائض عند الضرورة، كخوف نسيان أو في مقام التعليم أن تقرأ القرآن وتحمله مع وجود حائل كالقفازين. ‏
      - ويباح للجنب أو الحائض إذا ظهرت عند عدم وجود الماء التيمم وقراءة القرآن والصلاة


      .‏
      2. القراءة في مكان ملائم:‏
      - ‏ يستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار، وأفضل الأماكن المسجد، لكونه جامعاً للنظافة وشرف البقعة. وتكره القراءة في مكان مستقذر، كأماكن قضاء الحاجة والمزابل ونحو ذلك.‏
      - ويستحب عند القراءة أن يستقبل القبلة


      .‏
      3.‏ الاستعاذة والبسملة:‏
      إذا أراد الشروع في القراءة فإنه يستحب له أن يستعيذ، لقوله تعالى:
      {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } [النحل: 98].
      أي: إذا أردت القراءة.‏
      - وصفة الاستعاذة المختارة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.‏
      ‎‎ ومن استعاذ بغيرها من الصيغ الواردة فجائز. ‏ويجهر بالاستعاذة إذا كان بحضرة من يسمعه، لأن الجهر بالتعوذ إظهار شعار القراءة، وحتى ينصت السامع للقراءة من أولها لئلا يفوته منها شيء.‏
      - وإذا قطع القراءة أو فصلها بفاصل وطال استأنف الاستعاذة. ‏
      - وأن يقول بعدها: بسم الله الرحمن الرحيم
      ‎‎ - ويستحب أن يحافظ على قراءة البسملة في أول كل سورة سوى براءة.‏


      4. ومن آداب التلاوة: ‎‎
      حضور القلب، والخشوع والتدبر للمقروء.
      - ‏وأن يقرأ القرآن جالساً متخشعاً بسكينة ووقار مطرقاً رأسه، ولو قرأ قائماً أو مضطجعاً أو على فراشه أو على غير ذلك من الأحوال جاز وله أجر، ولكن ذلك خلاف الأَولى.‏
      - ويستحب أن يُحضر قلبه الحزن عند القراءة وأن يتباكى، وأن يتأمل مافيه من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في ذلك،
      قال تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشآءُ ومن يضلل الله فماله من هاد } [الزمر: 23].‏ فإن لم يحضره حزن وبكاء، فليبك على فقد ذلك، فإنه من أعظم المصائب.‏
      ‎‎ - وقد ذم الله عز وجل من استمع القرآن فلم يخشع له قلبه فقال: {أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون }. [النجم: 59-60] . ‏



      5. الترتيل والتجويد:‏
      - ‏يستحب للقارئ أن يرتل قراءته؛ لما فيه من التدبر والتفكر، ولأنه أقرب إلى الإجلال والتوقير، وأشد تأثيراً في القلب، قال تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا }. [المزمل: 4]. ‏
      ‎‎ - وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراءة جزأين في قدر ذلك الزمان بلا ترتيل .‏
      ‎‎ - قال رجل لابن مسعود: "إني قرأت المفصل في ركعة ، فقال ابن مسعود: هذّاً كهَذّ الشّعر؟ لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين سورتين في كل ركعة ". متفق عليه وهذا لفظ مسلم.‏



      6. تحسين الصوت بالقرآن:‏
      - ‏يستحب تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها، فإن لم يكن حسن الصوت فليحسنه ما استطاع، قال صلى الله عليه وسلم: (زيِّنوا القرآن بأصواتكم ) رواه أبو داود والنسائي وأحمد وصححه.‏
      ‎‎ - وقال البراء رضي الله عنه: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء بالتين والزيتون ، فما سمعت أحداً أحسن صوتاً منه " رواه البخاري ومسلم.‏‎‎ - ويستحب طلب القراءة من حسن الصوت والإصغاء إليها ، قال ابن مسعود رضى الله عنه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اقرأ عليَّ القرآن "فقلت " يارسول الله ، أقرأ عليك وعليك أُنزل، قال: "إني أحب أن أسمعه من غيري ). رواه البخاري ومسلم.‏ وكان جماعة من الصحابة رضي الله عنهم يطلبون ممن صوته حسنٌ قراءة القرآن .‏‎‎ - وينبغي لمن رزقه الله حسن الصوت بالقرآن أن يعلم أن الله عز وجل قد خصّه بخير عظيم، وليجعل مراده حين يقرأ للناس أن ينتبه أهل الغفلة من غفلتهم، فيرغبوا فيما رغبهم الله عز وجل، وينتهوا عما نهاهم، وبهذا ينتفع بحسن صوته وينتفع الناس به.‏



      7. السجود عند آيات السجود:‏
      - ‏يسن للقارئ والمستمع أن يسجد للتلاوة كلما مرّ بسجدة، وسواء كان في الصلاة أو غيرها، فإنه بذلك يرضي رّبه عز وجل، ويغيظ عدّوه الشيطان.‏ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي ويقول: يا ويلتى، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فعصيته فلي النار ) رواه مسلم.‏

      - وفي القرآن خمس عشرة سجدة، وردت في السور التالية: الأعراف:206، والرعد: 105، والنحل: 50، والإسراء: 109، ومريم: 58، وفي الحج سجدتان: 18-77، والفرقان: 60، والنمل: 26، والسجدة: 15، وص: 24، وفصلت: 38، والنجم: 62، والانشقاق: 21، والعلق: 19.‏

      - ويستحب لمن يسجد للتلاوة: أن يسبح ثلاث مرات (سبحان ربي الأعلى ) ثم يقول: (اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوّره، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين ). رواه مسلم . ‏
      - ويقول: (اللهم اكتب لي بها عندك أجراً ، واجعلها لي عندك ذخراً، وضع عني بها وزراً، واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود ). رواه الترمذي ، وحسنه الألباني.‏



      ‎8. الدعاء عند التلاوة:‏
      - ‏يستحب للقارئ إذا مرّ بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مرّ بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب، أو يقول: اللهم إني أسألك العافية أو أسألك المعافاة من كل مكروه، أو نحو ذلك. وإذا مرّ بآية تنزيه لله تعالى نزّهه فقال: سبحانه وتعالى، أو تبارك وتعالى، أوجلت عظمة ربنا.‏
      قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة .. فقلت يركع عند المئة ، ثم مضى ، فقلت يصلي بها، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، يقرأ مترسلاً إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوذ تعوّذ ) رواه البخاري. ‏

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]

    • أحوال السلف الصالح مع القرآن الكريم

      [TABLE='width: 100%']
      [TR]
      [TD] عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : " إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار " .
      عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : " ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس مفطرون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون ، وببكائه إذا الناس يختالون"

      قال عثمان بن عفان وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: ( لو طهرت القلوب لم تشبع من قراءة القرآن ... ) .

      وعن الفضيل بن عياض قال : " حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن " .

      قال عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : ( لقد عشنا دهرا طويلا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها ، وما ينبغي أن يقف عنده منها ، ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين الفاتحة إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره وما ينبغي أن يقف عنده منه ، ينثره نثر الدقل !! ). الدقل - أي التمر الرديء.
      قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( لا تهذوا القرآن هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة ) .
      قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( رب تال للقرآن والقرآن يلعنه ) .
      قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( كنا نحفظ العشر آيات فلا ننتقل إلى ما بعدها حتى نعمل بهن ) وروي عنه أنه حفظ سورة البقرة في تسع سنين.. و ليس ذلك للإنشغال عن الحفظ أو رداءة الفهم حاشاه رضي الله عنه ولكن بسبب التدقيق والتطبيق ..

      قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( إنّا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن وسهل علينا العمل به ، وإنّ من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به ) .

      قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( إذا أردتم العلم فانثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين ).
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]

    • [TABLE='width: 100%']
      [TR]
      [TD='align: center'][h=1]فضل تعلم القرآن والعمل به وتلاوته وحفظه[/h][/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD='align: right'][TABLE='width: 100%']
      [TR]
      [TD]■ أهل القرآن هم أهل الله
      - عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته).[صحيح الجامع2165]
      - حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). [صحيح مسلم]
      - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها).[صحيح الجامع8122]

      ■ صاحب القرآن يلبس حلة الكرامة وتاج الوقار
      - حديث أبى هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه ، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة ) .(حسن)[صحيح الجامع8030]
      - عن بريدة بن الحصيب الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب يقول: هل تعرفني؟ فيقول له: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن، الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، قال: فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين، لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: يأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في (درج) الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام (يقرأ) هذا كان أو ترتيلا)[حديث حسن - تفسير ابن كثير 1/53]
      - عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) . (حسن)[صحيح الجامع 2199]

      ■ القرآن يرفع صاحبه ويقدمه
      - قال عمر رضي الله عنه : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) .[صحيح مسلم]
      (يرفع بهذا الكتاب): أي بقراءته والعمل به (ويضع به) : أي بالإعراض عنه وترك العمل بمقتضاه.
      - وقال صلى الله عليه وسلم "عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء" [صحيح الترغيب]
      - حديث جابر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد. [صحيح البخاري]

      ■ فضل تلاوة القرآن
      - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف). [صحيح الجامع 6469]
      - حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، ريحها طيب وطعمها طيب . ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو . ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر). [البخاري ومسلم]

      ■ فضل تعلم القرآن و تعليمه
      - حديث عثمان رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). [صحيح البخاري]
      - حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).[صحيح مسلم]

      ■ تعلم القرآن خير من متاع الدنيا
      - عن عقبة بن عامر الجهني قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال : ( أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان والعقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله ولاقطع (قطيعة) رحم ؟ ) قالوا : كلنا يا رسول الله ، قال : (فلئن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خيرا له من ناقتين وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل). [صحيح مسلم]
      - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل و النهار) [صحيح البخاري]

      ■ فضل حفظ القرآن
      - حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران) [صحيح البخاري]
      - وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب" [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح].
      نسأل الله أن يوفقنا لتعلم كتابة العزيز والعمل به وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
      وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً


      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • [h=1]كيف نتدبر القرآن ؟[/h]
      [TABLE='width: 100%']
      [TR]
      [TD]
      التدبر هو الثمرة الحقيقية لتلاوة القرآن الكريم، ومن أهم آداب تلاوة القرآن على الإطلاق
      فكيف نتدبر القرآن ؟ والجواب هناك عدة أسباب تعيين على التدبر منها:
      1- التفكر في عظمة الله سبحانه وتعالى وعلوه وفضله ولطفه بخلقه، عندما أنزل علينا هذا الكتاب، فإن القرآن عظيم، لأنه كلام الله، والله عز وجل عظيم، ومع ذلك فقد جعل كلامه مدركا لعقول البشر المحدودة، وإلا هو فوق طاقتنا، ولكن جعل كلامه عز وجل مفهوماً: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ )[القمر:40] ولولا أنه جعله مُيسراً ما استطعنا تلاوته ولا حفظه ولا فهمه؛ لأنه فوق عقولنا، لكن الله سبحانه وتعالى سهَّله وقرَّبه لنا، وجعله بلغة العرب وهي أكمل لغات العالم. وعلى الإنسان أن يستحضر في قلبه عظمة المتكلم وهو الله سبحانه وتعالى وكان بعض السلف وهوعكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه إذا نشر المصحف غُشي عليه، ويقول: [كلام ربي.. كلام ربي..] فتعظيم الكلام تعظيمٌ للمتكلم.

      2- قراءة تفسير القرآن، كيف يتدبر وهو لا يعرف المعنى من كلام أهل العلم؟ هل يريد أن يفهمه لوحده؟ هل هو سليم السليقة؟ هل عايش التنزيل؟ كلا. هل هو عالم؟ كثيرٌ من الناس ليس عندهم هذه الشروط مطلقاً. إذاً: كيف يتدبر وهو لا يعرف ما قاله أهل العلم في الآية.. هل يتدبر من تلقاء نفسه؟ كما حصل لبعضهم عندما مرّ بآية (رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ)[آل عمران:117] قال: فهمت الصراصير الليل، والصِر: هو البرد. قد يفهم الإنسان أشياء كثيرة خطأ؛ بسبب جهله باللغة، وبأسباب النزول.. ونحو ذلك. إذاً لا يمكن أن يأتي التدبر إلا بعد قراءة التفسير، كقراءة ما جاء عن [B]مجاهد
      audio.islamweb.net/audio/index…p=alam&id=1000172&spid=35 عن[B]ابن عباسaudio.islamweb.net/audio/index…p=alam&id=1000019&spid=35 ، فإن [B]مجاهدaudio.islamweb.net/audio/index…p=alam&id=1000172&spid=35 عرض القرآن على [B]ابن عباسaudio.islamweb.net/audio/index…p=alam&id=1000019&spid=35 ثلاث مرات، يستوقفه عند كل آيةٍ يسأله عنها.

      قال شيخ الإسلام ابن تيمية: يجب أن يُعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيَّن لأصحابه معاني القرآن، كما بيَّن لهم ألفاظه، فقوله تعالى: [B]{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}
      1, يتناول هذا وهذا، وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن. كعثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعًا، ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة، قال أنس: "كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا" "رواه أحمد في مسنده". وأقام ابن عمر على حفظ البقرة ثماني سنين، أخرجه مالك في الموطأ، وذلك أن الله تعالى قال: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ}، وقال: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن، وأيضًا فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابًا في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه. فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم"[/B][/B][/B][/B]
      [B][B][/B][/B]

      [B][B][B]
      3- ترك حديث النفس، قال الله تعالى: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ )[مريم:12] أي: بجدٍ واجتهاد، وأخذه بالجد أن يكون متجرداً عند قراءته، منصرف الهمة إلى القرآن فقط، مفرغاً لذهنه وقلبه من أي شواغل أخرى غير القرآن، وقيل لبعض السلف: إذا قرأت القرآن تحدث نفسك بشيء؟ فقال: أو شيءٌ أحب إليّ من القرآن حتى أحدث به نفسي! وكان بعض السلف إذا قرأ آيةً لم يكن قلبه فيها -أي: سها- أثناء القراءة أعادها ثانيةً، وهذه الصفة هي صفة حضور القلب، وتتولد من استشعار عظمة المتكلم، فإن المعظم للكلام الذي يتلوه يركز ذهنه فيه، ويفرغ قلبه له، كيف لو جاءته رسالة من ملكٍ عظيم أو رئيسٍ كبير لوجدت قلبه منشغلاً بفحو الرسالة والكلام ويُعيد القراءة ويركز فيها، لأن الرسالة من عظيم، لو جاءته رسالة من الملك، لركزَّ فيها وأعاد النظر، وقرأها عدة مرات، واهتم لها أشد الاهتمام، فكيف وهذه الرسالة من ملك الملوك!! ولا خير في تلاوةٍ لا تدبر فيها، كما ورد عن بعض السلف ، فليتدبر ولكن لو كان يتابع الإمام في القراءة فإنه يتدبر في الآيات التي يقرأها الإمام وإن تعدى الإمام لآياتٍ أخرى تبعه بالتدبر ولا يبقى في تدبر آيةٍ سابقة، والإمام يواصل القراءة في آيةٍ جديدة، لكنه إذا قرأ لنفسه تدبر، وإذا وجد مجالاً للتدبر في آية لم يجاوزها إلى غيرها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة بآيةٍ واحدة: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[المائدة:118] هذه الآية جاءت في حديث [B]أبي ذر
      audio.islamweb.net/audio/index…p=alam&id=1000061&spid=35 (أن النبي صلى الله عليه وسلم: قام فينا ليلة بآيةٍ يرددها) أخرجه[B]النسائيaudio.islamweb.net/audio/index…p=alam&id=1000039&spid=35 و[B]ابن ماجةaudio.islamweb.net/audio/index…p=alam&id=1000041&spid=35، وقال [B]العراقيaudio.islamweb.net/audio/index…p=alam&id=1000435&spid=35 سنده صحيح. وقام [B]تميم الداريaudio.islamweb.net/audio/index…p=alam&id=1000128&spid=35 ليلةً بقوله تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )[الجاثية:21]. وقام[B]سعيد بن جبيرaudio.islamweb.net/audio/index…p=alam&id=1000437&spid=35 ليلةً يردد هذه الآية: (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ )[يس:59]. وقال بعضهم: إني لأفتتح السورة فيوقفني بعض ما أشهد فيها عن الفراغ منها حتى يطلع الفجر. أي: بعض ما أجد فيها يشغلني عن إتمامها والفراغ منها حتى يطلع الفجر. [/B][/B][/B][/B][/B][B][B][B][B][/B][/B][/B][/B]

      [B][B][B][B][B]
      4- التخصيص: أي: أن يظن ويعتقد أنه مقصود بالخطاب، وأنه خاصٌ به موجهٌ إليه، ليس إلى غيره. فإذا سمع قصص الأولين والأنبياء علم أنه ليس المقصود هو التسلي بالأحداث والسمر بها، أو الأخذ بروعة القصة وأحداثها دون أن يكون معنياً بما فيها من العبر، وكذلك إذا سمع الوعد والوعيد، يظن نفسه مقصوداً، إذا سمع قصص الأنبياء عرف أن المقصود منها هو تثبيت الفؤاد، لأن الله قال: (مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ )[هود:120] فيتأمل في أحوال الأنبياء وصبرهم على الإيذاء، وثباتهم في الدين، وكيف نصرهم الله سبحانه وتعالى. هذا القرآن رسائل أتتنا من قبل الله عز وجل، نتدبرها في الصلوات، ونقف عليها، وننفذها، وكان [B]مالك بن دينار
      audio.islamweb.net/audio/index…p=alam&id=1000452&spid=35 يقول: "ما زرع القرآن في قلوبكم يأهل القرآن، إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض". وقال [B]قتادةaudio.islamweb.net/audio/index…p=alam&id=1000356&spid=35 : [لم يجالس أحدٌ هذا القرآن إلا قام عنه بزيادةٍ أو نقصان]، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً )[الإسراء:82]. 8- ومن التدبر: أنه إذا مرَّ بآية الرحمة سأل، وإذا مر بآية الوعيد استعاذ، فإذا مرَّ بقول الله عز وجل: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ )[طه:82] أرعى سمعه لها، لأن ما سيأتي بعدها شروط: (لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى )[طه:82]، وإذا قال الله عز وجل: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ )[العصر:1-2]، وإذا سمعت إلا وتفطن لهؤلاء الذين ينجون من الخسار؟ (لَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).[/B]

      [B]
      6- يتأمل ما في هذا القرآن من الختم والطبع على قلوب الذين لا يفقهون ولا يعقلون، ويدعو الله ألا يكون منهم؛ لأن الذين طبع الله على قلوبهم غير موفقين ولا مؤهلين لتدبر القرآن، ويندرج تحت التدبر التخلي عن موانع الفهم التي تمنع الفهم، فإن أكثر الناس منعوا عن فهم معاني القرآن بأسباب، وحجب من الشيطان؛ فعميت عليهم عجائب القرآن فصاروا لا يفهمون ولا يفقهون منه شيئاً، كأنه بالنسبة لهم طلاسم.

      [B]ومن الموانع التي تمنع وتحجب الفهم:
      [B]أ- أن يكون التأمل مقصوراً على إخراج الحروف من مخارجها دون التدبر في المعاني، فيكون كل همه في تجويد الحرف، نعم هذا يكون -أحياناً- عندما يجلس إلى شيخٍ يقرأ عليه، لكن لا يكون همه دائماً في إقامة الحروف وينسى المعنى.
      [B]
      ب- التعصب، فإن بعض الناس يقولون: لسنا بأهل للتدبر في القرآن، ذلك للأئمة وكبار العلماء، أما نحن فنقرأ فقط ولا يجوز لنا أن نفهم أو أن نُعمل فكرنا فيه.

      [B]ج- الذنوب والإصرار عليها، فإن الإنسان لو كان متصفاً بكبرٍ، أو مبتلىً بهوى، فإن ذلك يسبب ظلمة القلب وصدأه، والمرآة صدأها يمنع الصورة الجلية، فالقلب مثل المرآة، والشهوات مثل الصدأ، ومعاني القرآن مثل الصور التي تتراءى في المرآة، فكلما كانت المرآة نظيفة كانت المعاني التي تظهر في الصور أوضح. ولذلك فإن الله قال: (تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ )[ق:8] فإذا لم يكن منيباً لم يكن القرآن له تبصرةً ولا ذكراً. وقال الله عز وجل: (وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ)[غافر:13] فالذين لا ينيبون وليسوا في مقام الإنابة لا يفهمون القرآن.
      [/B][/B][/B][B][B][/B][/B]
      [B][B][/B][/B][/B][/B][/B][/B][/B][/B][/B][/B][/B][/B][/B][/B][/B][/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • [h=1]:: قواعد حفظ القرآن الكريم[/h]
      لا بد لأي عمل ناجح أن يعتمد التنظيم والتخطيط، وإن شئت قل: أن يقوم على منهجية وخطة واضحة؛ ليُثمر النتائج المرجوة. وانطلاقًا مما تقدم، نحاول التذكير والتركيز على بعض القواعد المهمة التي تساعد على حفظ القرآن:

      القاعدة الأولى: الإخلاص
      والإخلاص مطلب أساس من مطالب أي عبادة، وهو أحد الركنين الأساسين اللذين تُقبل على أساسهما العبادة، قال تعالى: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحد } (الكهف:110) فمن أراد أن يكرمه الله بحفظ كتابه فلا بد أن ينويَ بعمله هذا وجه الله، من غير أن يقصد من وراء ذلك أي مكسب مادي أو معنوي .

      القاعدة الثانية:
      [B]تصحيح النطق والقراءة
      هذا الجانب هو الركن الثاني من ركني قبول العمل، وهو ركن صوابية العمل وموافقته للسنة، فمن أراد حفظ كتاب الله فعليه أن يتلقى القرآن عن أهله المتقنين له، ولا يكفيه أن يعتمد على نفسه فحسب، وذلك أن أهم خصائص القرآن الكريم أنه لا يُؤخذ إلا بالتلقي عن أهله، يرشد لهذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه عن جبريل، والصحابة رضي الله عنهم أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا حتى وصل إلينا محفوظاً من كل تحريف وتبديل ونقص .

      القاعدة الثالثة:
      [B]تحديد نسبة الحفظ اليومي
      الالتزام بهذه القاعدة من الأمور الميسِّرة لحفظ كتاب الله، فهي تقدم نوعًا من الالتزام اليومي لمن يريد الحفظ، فيخصص عدداً من الآيات لحفظها يوميًا، أو صفحة أو صفحتين. ونحن هنا ننصح بالتزام منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: ( خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وأحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه، وإن قلَّ ) رواه البخاري ومسلم، وكما قالوا: قليل دائم خير من كثير منقطع.

      القاعدة الرابعة:
      [B]تثبيت ما تمَّ حفظه قبل الانتقال إلى غيره
      فلا ينبغي لمن شرع في حفظ كتاب الله أن ينتقل إلى محفوظ جديد قبل تثبت ما تم حفظه تماماً، ومما يُعين على هذا الأمر تكرار المحفوظ كلما سمح الوقت بذلك، كتكراره أثناء الصلوات المفروضة والمسنونة، ووقت انتظار الصلاة، ونحوه، ففي ذلك كله عون على تثبيت ما تم حفظه .

      القاعدة الخامسة:
      [B]المحافظة على مصحف واحد للحفظ
      وهذه القاعدة من الأمور المساعدة على حفظ كتاب الله؛ وبيان ذلك أن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع، فمواضع الآيات في المصحف تُرسم في الذهن مع كثرة القراءة والنظر في المصحف، فإذا غيَّر الحافظ مصحفه، أدَّى ذلك إلى تشتيت الذهن، لذا كان الأفضل الالتزام بمصحف واحد، ويفضل هنا ما يُطلق عليه "مصحف الحفاظ" الذي تبدأ صفحاته بآية وتنتهي بآية .

      القاعدة السادسة:
      [B]اقتران الفهم بالحفظ
      من أعظم ما يُعين الحافظ على حفظه فهم الآيات التي يحفظها، ومعرفة ارتباط بعضها ببعض. والذي ينبغي ملاحظته هنا، تلازم الحفظ والفهم معاً، وأن أحدهما يكمِّل الآخر ويسانده ويدعمه، ولا يستغني أحدهما عن الآخر بحال .

      القاعدة السابعة:
      [B] الربط بين أول السورة وآخرها
      بعد أن يتم حفظ السورة كاملة يُستحسن لمن يحفظ ألا ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد أن يتم ربط أول السورة المحفوظة بآخرها. وبهذا يُشكِّل حفظ كل سورة وحدة مترابطة متماسكة لا انفصام بينها .

      القاعدة الثامنة:
      [B]تعاهد المحفوظ بالمراجعة والمدارسة
      وهذه القاعدة من الأهمية بمكان، إذ ينبغي لمن وفَّقه الله لحفظ كتابه أن يتعاهده بالمراجعة والمدارسة بشكل مستمر، ويُفضَّل أن تتم المراجعة مع حافظ آخر، ففي ذلك خير كثير؛ يساعد من ناحية على تثبيت المحفوظ، ويساعد من ناحية ثانية على تصحيح ما تمَّ حفظه بشكل غير صحيح، فضلاً عن أن التزام المدارسة مع حافظ آخر ييسِّر المراجعة المستمرة، فالإنسان عادة ينشط بغيره ما لا ينشط بنفسه، وقد قال تعالى: { سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا } (القصص:35) وتخصيص وِرْدٍ يومي للمراجعة أمر مهم ومفيد هنا .

      ولا يخفى عليك - أخي الكريم - أن القرآن الكريم بقَدْر ما يسَّره الله للحفظ، بقَدْر ما هو سريع التفلُّت والنسيان، إذا لم يتعهده ويتعاهده الحافظ بالمراجعة والتكرار، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ( تعاهدوا هذا القرآن، والذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلُّتًا من الإبل في عُقُلِها ) رواه البخاري ومسلم .
      [/B][/B][/B][/B][/B][/B][/B]
    • في رحاب القرأن الكريم ،،،،،
      صفحاات رائعة بكل مااا حوته من آييات عطرة وآداب وقواعد وفضاائل للقران الكريم ،،،،
      تقديم ممتاز وذو فوائذ جمة ،،،،،،،
      جزاكي المولى جناته وخيراتهااا ورضى الله عنك وأرضاك أخيتي ،،،،،،

      ‏​‏​الاستغفار قصہ طويلہ بدايتها الدنيا و نهايتها الجنہ استغفراللّه العظيم الذي لاإله إلا هو الحي القيوم واتوب اليہ ..
    • [TABLE='width: 100%']
      [TR]
      [TD][/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD][h=1]المنهج الميسر في طلب علوم القرآن:)[/h][/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD]كثير من طلبة العلم يخبط خبط عشواء بسبب افتقاده للمنهجية في التعلم ، فهو لا يعرف ماذا يدرس ؟ بماذا يبدأ ؟ ما هي الكتب التي عليه أن يقتنيها ؟ والأمر سهل ميسور ـ بإذن الله تعالى ـ لكن في البداية عليك أن تتذكر هذه التنبيهات أولاً:
      · العلم كثير ، والعمر قصير ، فلا تشتغل بمفضول عن فاضل ، فخذ من كل علم بطرفه بادئ الأمر ثمَّ ترقَّ في الدرجات.
      · لابد من المنهجية والمرحلية ، فلكل علم ثلاث مراتب : اقتصار ، واقتصاد ، واستقصاء .
      فهن ثلاث مراحل: للمبتدئ ، والمتوسط ، والمنتهي . ولا يجوز بحال أنْ تأخذ ما جُعل لمن هو أرقى منك درجة ، وإلا بنيت من غير أسس صحيحة ، وتلك آفة التَّسرع والعجلة ، فلا تعجلْ .
      · علومنا منها علوم وسائل، ومنها علوم ثمرات، فابدأ بالبذر، واصبر في زمان السقي، وارتقب حصول الثمرة لتحصدها.
      · لا يمر بك يوم دون تحصيل، فوقتك رأس مالك، والعلماء أبخل النَّاس بزمانهم
      الوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع


      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]

    • أولاً : حفظ القرآن الكريم
      قال أهل العلم : أول العلم حفظ القرآن . فلابد أن يبدأ طالب العلم بحفظ القرآن الكريم كاملاً ، نعم حفظ القرآن فرض كفاية على الجملة ، لكنَّا نقول بتعينه على طلبة العلم الملتزمين في عصرنا ، فإذا تقاعس هؤلاء فمن يسد الثغرة ويكفَّ عن الأمة ؟
      1)
      ومن أقرب الوسائل لذلك إدمان التلاوة ، واستغلال الأوقات المباركة كالسحر والبكور ، والتزام طبعة واحدة من المصحف لترتسم في مخيلتك صورة تتابع الآيات في الصفحة ، ودوام المراجعة في أداء نوافل الصلاة والقيام والسير في الطرقات ، وغض البصر فإنَّه من أكثر المعينات لحفظ العلوم كافة .

      2)
      تأدب بآداب حفظ القرآن ، واقتنِ في ذلك ، " التبيان في آداب حملة القرآن " للإمام النووي ـ رحمه الله.

      3)
      استثمر سني الحفظ الذهبية ( حتى الثالثة والعشرين من عمرك ) ، ومن فاتته فلا ييأس ، فالموفق من وفقه الله تعالى ، واستعن بالله ولا تعجز .

      ومن الكتب النافعة في مسألة حفظ القرآن:
      القواعد الذهبية في حفظ القرآن الكريم للشيخ /عبد الرحمن عبد الخالق.
    • ثانياً : أحكام التلاوة والتجويد
      لابد من المشافهة في تعلم هذا العلم . اتقن قراءة من القراءات كحفص عن عاصم ، وينبغي لمن أراد حفظ القرآن أن يصحح نطقه على شيخ متقن.
      فابدأ : بمتن تحفة الأطفال
      ومن شروحه : فتح الأقفال شرح متن تحفة الأطفال للناظم سليمان الجمزوري.
      بغية الكمال شرح تحفة الأطفال الشيخ / أسامة عبد الوهاب .
      ثم : متن الجزرية .
      ومن شروحه " فتح المريد في علم التجويد " عبد الحميد يوسف منصور .

    • رابعاً : أصول التفسير
      ابدأ بـ : أصول في التفسير للشيخ محمد الصالح العثيمين
      ثم بـ : رسالة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية. وهناك العديد من الشروح لها د. مساعد بن سليمان الطيار
      وأخيرًا : قواعد التفسير جمعًا ودراسة خالد بن عثمان السبت فإنَّه جيد في هذا الباب .


    • خامساً : كتب التفسير
      ابدأ بـ : التفسير الميسر لمجموعة علماء . ويمكنك تحميل المصحف الالكتروني بالتفسير الميسر من الموقع
      ثم تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبد الرحمن السعدي
      ثمَّ : اليسير في اختصار تفسير ابن كثير. (جاري رفعه على الموقع بمشيئة الله)
      أما أسباب النزول فعليك بكتاب: الصحيح المسند من أسباب النزول للشيخ مقبل بن هادي الوادعي

    • سادساً : في غريب القرآن
      كلمات القرآن تفسير وبيان
      مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني .
      اقتنِ " مختار الصحاح ". ثمَّ ابدأ في التعامل مع المعاجم المختلفة بأنواعها : كالوسيط والوجيز ، ولسان العرب لابن منظور ، والبحر المحيط للفيروز آبادي .
    • سابعاً : علوم اللغة
      قال الشاطبي المجتهد في اللغة مجتهد في الشرع. فلا تقل : علوم لغة ، وعلوم شرع ، فإنَّما سقمت الأفهام يوم صرنا أعاجم فعلوم اللغة جزء خطير من علوم الشريعة ، فعليها مدار ضبط الأفهام فتنبه .

      -
      الكفاف في علوم اللغة (كتاب الكتروني من إعداد الموقع) كتاب ملخص ومفيد لقواعد النحو والصرف.
      - الأجرومية واستأنس بشرح التحفة السنية عليها للشيخ / محمد محيي الدين عبد الحميد .
      - النحو الواضح و البلاغة الواضحة لعلي الجارم ومصطفى أمين