روى الإمام مسلم عن أبي ذر الغفاري قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلاَ تَسْتَعْمِلْنِي؟ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مِنْكَبِي ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا".
وروى البخاري ومسلم عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : "يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا".
بل صرح رسول الله بما هو أوضح من ذلك، فلم يجعل الأمر على سبيل النصيحة فقط بل جعله تشريعًا؛ روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري قال: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ أَنَا وَرَجُلاَنِ مِنْ بَنِي عَمِّي، فَقَالَ أَحَدُهُمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِّرْنَا عَلَى بَعْضِ مَا وَلاَّكَ اللَّهُ . وَقَالَ الآخَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :"إِنَّا وَاللَّهِ لاَ نُوَلِّي هَذَا الْعَمْلَ أَحَدًا سَأَلَهُ، أَوْ أَحْدًا حَرَصَ عَلَيْهِ".
ففتنة الزعيم لا تعود عليه وحده بل تعود على الأمة جميعها، فالزعيم الحريص على زعامته سيرتكب كل الموبقات من أجلها، سيكذب ويزور ويقتل ويمالئ العدو، الزعيم الذي يحيا لدنياه يهمل دنيا الناس، وإذا اتخذ قرارًا ظالمًا فسيظلم به شعبًا كاملاً، وإذا مشى في طريق خاطئة فسَيُسَيِّر الناس كلهم وراءه؛ لأجل هذا رفض رسول الله شرط بيحرة بن فراس، رفضه وهو في أمسِّ الحاجة إليه، رفضه مع حالة الضعف والقلة والوحدة، ولكنها قواعد واضحة وأسس ثابتة يرسمها لنا أحكم خلق الله .
وبالطبع رفض بيحرة وبنو عامر الانضمام لرسول الله ، وقال في تعجب: أَفَتُهْدِفُ نُحُورَنَا لِلْعَرَبِ دُونَكَ، فَإِذَا أَظْهَرَكَ اللَّهُ كَانَ الأَمْرُ لِغَيْرِنَا؟ لاَ حَاجَةَ لَنَا بِأَمْرِكَ.
وهكذا فشلت مباحثات الرسول مع بني عامر.
وروى البخاري ومسلم عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : "يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا".
بل صرح رسول الله بما هو أوضح من ذلك، فلم يجعل الأمر على سبيل النصيحة فقط بل جعله تشريعًا؛ روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري قال: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ أَنَا وَرَجُلاَنِ مِنْ بَنِي عَمِّي، فَقَالَ أَحَدُهُمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِّرْنَا عَلَى بَعْضِ مَا وَلاَّكَ اللَّهُ . وَقَالَ الآخَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :"إِنَّا وَاللَّهِ لاَ نُوَلِّي هَذَا الْعَمْلَ أَحَدًا سَأَلَهُ، أَوْ أَحْدًا حَرَصَ عَلَيْهِ".
ففتنة الزعيم لا تعود عليه وحده بل تعود على الأمة جميعها، فالزعيم الحريص على زعامته سيرتكب كل الموبقات من أجلها، سيكذب ويزور ويقتل ويمالئ العدو، الزعيم الذي يحيا لدنياه يهمل دنيا الناس، وإذا اتخذ قرارًا ظالمًا فسيظلم به شعبًا كاملاً، وإذا مشى في طريق خاطئة فسَيُسَيِّر الناس كلهم وراءه؛ لأجل هذا رفض رسول الله شرط بيحرة بن فراس، رفضه وهو في أمسِّ الحاجة إليه، رفضه مع حالة الضعف والقلة والوحدة، ولكنها قواعد واضحة وأسس ثابتة يرسمها لنا أحكم خلق الله .
وبالطبع رفض بيحرة وبنو عامر الانضمام لرسول الله ، وقال في تعجب: أَفَتُهْدِفُ نُحُورَنَا لِلْعَرَبِ دُونَكَ، فَإِذَا أَظْهَرَكَ اللَّهُ كَانَ الأَمْرُ لِغَيْرِنَا؟ لاَ حَاجَةَ لَنَا بِأَمْرِكَ.
وهكذا فشلت مباحثات الرسول مع بني عامر.