طُيورٌ محلقةٌ خارج السربِ

    • طُيورٌ محلقةٌ خارج السربِ

      لعلكم سمعتم عن قضية الشاب "حــمزة كاشغري" الذي أطلقَ تغريداتٍ ثلاث, حلّق بها بعيدًا عن سرب الإيمان بأجنحةٍ من نارٍ, أحــرقتْهُ قبل أن يصلَ إلى أرضٍ ذات قرار!!

      ليس"حمزة" الطائر الشارد الأول! ولن يكون الأخير في قافلة تلك الطيور الضائعة التي تــاهت وحلَّقت بعيدًا عن السرب, ترجو فضاءً أرحب, لاحدود له ولا أســوار, فضاء جهنميٌّ يحسبُه الظمآن ماء وهو ســراب بل نار !

      لعله كان جــريئًا, فجاهــر بــ" اسمه " الحقيقي, بما يختمر في فــكره , وتختنقُ به روحه, فتقيأهُ سمًّا زُعــافا في مساحته الخاصة التي أنشاها في الفضاء الشبكي, ليشكك في الله ربًّا وخالقا ومعبودا, وفي محمدٍ نبيًّا ورسولًا, ويشكك في ثوابت وقيم!

      و أمثال" حمزة" كُــثرٌ من الشباب الذي تاه وضاع في عالمٍ منفتح , يعجُّ بالمتناقضاتِ ومختلف الثقافات والمعتقدات, قد يتفاوتون في مقدار بعدهم عن فضاء"الإيمان واليقين" وقد يختلفون في اختيارهم لشكل الفضاء البديل.

      ويمضي بهم الزمن , منهم من يعودُ تائبا مستغفرا نادما, ومنهم من لا يعود استكبارًأ وعتوا وغرورًا, ومنهم من يبقى مترددًا متحيرًا تضيئهُ أنوارُ الإيمان تارةً, وتعميهُ ظلمات الشكِّ تارةً أخرى.

      وكلُّ إناء بما فيه ينضح! منهم مَن ينضحُ فكرَه الضالَّ بصراحة ووضوح كــ "حمزة ", ومنهم مـن يتسربل بأسماء مستعارة, تدلُّ أحيانا على مكنون قلبه التائه ومخزون فكره المنحرف, ومنهم من يحبسها في نفسه إلى حين, فتضيق وتضيق إلى أن تفجرَه أشلاء ومِزق لاهــوية لــها, لاشكل لها ولا لون, تماما كنفسه الــحائرة الضائعة بلا وطنٍ ولا مأوى.

      لا أريدُ أن أتحدث عن " حمزة " وأمثاله كــ " شخص" أو " أشخاص ", وإنما أريدُ أن أتحدث عنهم كــ"ظاهرة ".

      ظاهرة الانحراف الفكري عند بعض الشباب, والتي لا نستطيع أن ننكر وجودها في عصر صعب, وعالم منفتح بمختلف وسائل الاتصالات والتقنيات.

      لنتناقش ونتحاور :
      مــاأسباب ظاهرة الانحراف الفكري لدى الشباب ؟

      كيفية علاجها والوقاية منها؟

      وكيف يمكن أن نكوّن "ا
      لحصانة الفكرية والأخلاقية " لدى الشباب, والتي تجعله ينطلق إلى العالم المنفتح من معتقدات راسخة ومبادئ ثابتة ويقينيات قوية ؟!

      .

    • فكر.. مرحباً بك أخيه من مشاركه ومتابعة..

      إلى كاتبة موضوع مستقل، أهنئ الساحة بك.. وأهنئ الفكر..


      يشدني عند قراءة حروفك عبارة السرب.. وأتساءل .. هل يوجد " سرب"؟ هل حقاً.. هم خارج السرب أم أنهم ينطلقون نحوه ونحن من هم خارجه؟!!..

      مجرد خاطر ... وأعود لأجيب على أسئلتك..

      مــاأسباب ظاهرة الانحراف الفكري لدى الشباب ؟

      الانحراف هو الميل، أليس كذلك.. إذاً حقاً لا يوجد انحراف فكري.. لأننا مادمنا نفكر نحن نتخذ الوجهة التي نريدها..

      ولا يوجد فكر مستقيم، ولكن توجد أخلاق مستقيمة.. الإنحراف الفكري والذي نتبأ بأنه يعني الابتعاد عن الفكر الاسلامي..

      يعتبر ارتداد.. في الدين.. وهي قضية دينية لها ثوابت وأسباب وعواقب أيضاً.. ويتوجب عدم الاستهانه بها لأنها ليست مجرد آراء..

      أما بخصوص الآراء والأفكار والمناهج الفكرية.. فهي مباحة لنقتحمها بالصورة التي تعجبنا.. ولكننا لن نأخذ منها إلاّ بأسلوب التعلم.



      وكيف يمكن أن نكوّن "الحصانة الفكرية والأخلاقية " لدى الشباب, والتي تجعله ينطلق إلى العالم المنفتح من معتقدات راسخة ومبادئ ثابتة ويقينيات قوية ؟!



      بالتربية الدينية.. بتطبيق الدين من الحكومة واحترامه واعتباره الدستور واللغة المتعارف بها.. بسحق الامتيازات المالية والدرجات الاجتماعية

      في محيطنا الانساني، لابأس من وجود فروق لكي يسعى الإنسان للإنماء فنحن لسنا نظام شيوعي، ولكن يتوجب أن تكون هناك ثوابت تحفظ مال الفقير

      وتعينه ليزداد، وتفرض رسوماً على الغني، ليساند الدولة في رعاية الفقراء، واليتامى وغيرهم.

      أعتقد، أن الهاربون من السرب.. هم أولئك الذين أهملتهم دولتهم.. أعتقد.. وسأتابع معك..
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • مــاأسباب ظاهرة الانحراف الفكري لدى الشباب ؟
      ضعف إيمان و فراغ بالإضافة إلى من يتعامل معهم وثقته بهم بدون تفكير وقدرتهم على جره إلى هكذا طرق ودروب ولا ننكر دور الأسرة أيضا وعدم وجود قاعدة متينة راسخة لتربية وتنشئة الأبناء بشكل صحيح

      كيفية علاجها والوقاية منها؟
      وكيف يمكن أن نكوّن "الحصانة الفكرية والأخلاقية " لدى الشباب, والتي تجعله ينطلق إلى العالم المنفتح من معتقدات راسخة ومبادئ ثابتة ويقينيات قوية ؟!
      بداية مراقبة الأهل لكل صغيرة وكبيرة في حياة الشاب أو الفتاه وخاصة في هذا العمر الخطير الذي يستقصده مرضى العقول والنفوس و هو مابين العشرين والخامسة والعشرين
      أو ما قبل ذلك بقليل . و تربيتهم تربية صحيحة نابعة من ديننا الإسلامي تساعده على مواجهة ما سيقابله من أخطار في العالم الخارجي وهو مجتمع المدرسة والجامعة وما بعدها العمل والمؤسسات
      بالإضافة إذا أحس ولي الأمر بخلل أو تغير في مسار حياة وتعاملات إبنائهم يحاولون متابعتهم ومناقشتهم بجميع الطرق المباشرة وغير المباشرة. والوصول معهم لنتيجة ترضي الطرفين من غير مشادات
      ف بالتربية الصالحة تزرع قيم ومبادىء تساعد الشاب والفتاة على التصدي لمثل هذه الإنجرافات والحياد عن الطريق الصحيحة
      نسأل الله الهداية لجميع شبابنا وليتقي أصحاب هذه الحركات الإلحادية الله في أبناء المسلمين .
      فما ذنب الأسر الذين ربوا أبنائهم على الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا ومحمد نبيا.
      اللهم ثبتنا على طاعة الله>
      لماذا نغلق أعيننا ... عندما نضحكـ بشده ,,, و عندما نحلم و عندما ^نتعانق^ ,,, و عندما نبكي و عند الخشـــــوع! لأن أجمل ما في " الحياه " لن تراه بعينيكـ ,,,,, بل ستشعر به بقلبكـ >>
    • عيون هند كتب:

      فكر.. مرحباً بك أخيه من مشاركه ومتابعة..

      إلى كاتبة موضوع مستقل، أهنئ الساحة بك.. وأهنئ الفكر..


      يشدني عند قراءة حروفك عبارة السرب.. وأتساءل .. هل يوجد " سرب"؟ هل حقاً.. هم خارج السرب أم أنهم ينطلقون نحوه ونحن من هم خارجه؟!!..

      مجرد خاطر ... وأعود لأجيب على أسئلتك..





      أهـــلا عزيزتي : عيون هند .

      سبحان الله, قد شدتك كلمة " سـِـــرْب " أما أنا فسؤالك ذكــرني بطفلة صغيرة سألتني مرة عن " سرب " في موقف مفاجئ , لن أذكــره خشية أن يُدخلنا في جــدالات لغوية, قد تُخرجنا عن الموضوع .

      طيورٌ محلقةٌ خارج السرب , استخدمتها من باب المجاز اللغوي, ولها دلالة على ما أعنيه في موضوعي هذا.

      ******

      مــاأسباب ظاهرة الانحراف الفكري لدى الشباب ؟

      الانحراف هو الميل، أليس كذلك.. إذاً حقاً لا يوجد انحراف فكري.. لأننا مادمنا نفكر نحن نتخذ الوجهة التي نريدها..

      ولا يوجد فكر مستقيم، ولكن توجد أخلاق مستقيمة.. الإنحراف الفكري والذي نتبأ بأنه يعني الابتعاد عن الفكر الاسلامي..

      يعتبر ارتداد.. في الدين.. وهي قضية دينية لها ثوابت وأسباب وعواقب أيضاً.. ويتوجب عدم الاستهانه بها لأنها ليست مجرد آراء..

      أما بخصوص الآراء والأفكار والمناهج الفكرية.. فهي مباحة لنقتحمها بالصورة التي تعجبنا.. ولكننا لن نأخذ منها إلاّ بأسلوب التعلم.





      نعم , إن مفهوم الانحراف الفكري مفهوم نسبيٌّ, فما هو منحرفٌ في الفكر الإسلامي , لا يُعدُّ كذلك في الفكر الشيوعي الالحادي مثلا. وعلى ذلك كان للانحراف الفكري تعريفات عدة .

      ولعلي أتبنى تعريف أحد الباحثين (راشد الدوسري) الذي عرَّف الانحراف الفكري بأنه : "
      ميلُ الفكر ومُخالفته لدين المجتمع, وما يؤمن به من قيم وأخلاق، وما تسود فيه من ثقافة، وما تحكمهُ من أنظمة وقوانين، وانحرافه عن الوسطية والاعتدال باتجاه التطرف سواء في التشدد أو التفريط " .

      بضدها تتميز الأشياء, هناك فكر ضال أو فكر منحرف , فلماذا لا يوجد فكر رشيد أو فكر قويم أو فكــر مستقيم ؟!

      مثلا : انكار وجود الله, تكذيب النبي عليه الصلاة والسلام, الطعن والتشكيك في الثوابت والأصول, التقليد الأعمى لأفكار العقائد المخالفة, هذه بعض مظاهر الانحراف الفكري.

      وما هو ضدٌّ لها يُعدُّ مظهرا من مظاهر الفكر القويم : الإيمان بالله وتصديق الأنبياء والأخذ بالثوابت والأصول, والابتعاد عن كل ما يخالف العقيدة الصحيحة.

      أمّا الآراء والأفكار التي لاتخالف شيئا من الثوابت والأصول, فتعد من المناهج والمذاهب الفكرية - كما ذكرتِ- كحال المذاهب الفقهية .












    • لم أستغرب حقيقة استخدام كلمة السرب، ولكن شدني نقطة السرب ذاتها.. على العموم لا جدوى من توضيح فكرة جانبيه..


      نختلف كثيراً.. فما تعتبرينه انحرافاً فكرياً أو فساداً.. أعتقده ارتداد عن الدين وفقاً للشريعة.. الثوابت والطباع أحياناً تكون متهالكه وبدون قيمة..

      مثل في السابق، كانت هناك مهن للعبيد ومهن للسادة.. هي من الأفكار العقيمة وإن كانت الثابته قديمة.. تعليم المرأة.. إعتبار القوة للمال.. وإهمال العطاء الخيري..

      كل هذه المثل الخاطئة، تم تحسينها.. مع تتابع العصور..

      إذاً.. عندما نعتبر الثوابت هي دينيه.. إذاً نحن نتحدث من منطلق الشريعة.. وجاء حكمهم في الدين.. في القرآن الكريم.. والخروج عن الدين هو ( ارتداد) وليس انحراف..

      وله وسائل أخرى لعلاجها..
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • عزيزتي عيون هند :

      العلاقة المنطقية بين الانحراف الفكري والارتداد عن الدين هي علاقة عام بخاص, وكــلّ بــجزء .

      لا أتوقــع أننا مختلفتان في الرأي, دعينا نحدد مفهوم كل مصطلح , لنصل إلى نقطة إلتقاء, وتتضحُ الصورة أكثر .

      ماذا يعني لك كلا من :

      الفكر الإسىلامي

      الانحراف الفكري

      الارتداد عن الدين

      الثوابت والمتغيرات

      الأصول والفروع


      ****


      معذرة أختاه ( علما أنني لم أكمل ردي على ردك الأول, لكن لابأس , سأعود إليه في وقت آخر )

      وأعتذر للأخت سماء البنفسج , سأعودُ إلى مشاركتك بعد الفراغ من هذه النقطة بإذن الله

    • وضحت رأيي مسبقاً.. وكنت في انتظار رأيك..

      على العموم، لأكون أكثر دقة..

      الفكر الإٍسلامي، هو فكر يعتني بالفطرة البشرية ويحترم العقل الإنساني ويهذب الروح عبر مجموعة من اللوائح والتشريعات التي توافق على وجود تمرد داخلي للإنسان

      وتقر بوجود نزعة إجرامية في الإنسان، كما وأنه يوجد نبض خيري وان مقياس الخير والشر يكون بسبب النفعية سواء منفعة آجلة أو عاجلة.. باختصار الفكر الإسلامي

      هو فكر حديث مرن واسع ومتشعب.. ويتميز بوجود حدود ولوائح واضحة ومدروسه.. ويمكن أن يتحول إلى سلم للارتقاء الفكري أو الإسلامي.. أو يمكن البقاء على نفس

      المستوى الديني فيه.. وأنا أحترمه جداً.. وأعتقد أن الفكر الإسلامي فكر عبقري.. وأنه الفكر الأوحد المقبول

      الإرتداد عن الدين: هو التدين بالدين الاسلامي سواء بالوراثة، أو بالتصديق، أو بالعلم، أو بالبحث أو بأي طريقة أخرى..

      عندما نعتنق الدين الاسلامي ثم لا نلتمس التميز الذي فيه، الصدق ، الحقيقية حتى إذا عرفناه فقط من خلال الكتب والدراسات باللغة العربية

      ولا يوجد أب مصلي أو أم متعبده، ولكن نعرف أننا مسلمون وأن لنا إله واحد هو الله الذي لا إله إلاّ هو، وأننا نعبد الله ولا نعبد الحجارة والاصنام،

      والتماثيل وغيرها من التصورات البشرية الأخرى، نتوكل عليه وفقط.. ثم نقول بأن هذا غير منطقي.. وأنه ليس هناك شئ من الصحة في هذا..

      أعوام من الفتوحات الإسلامية، تاريخ قتل فيه الصحابة آباءهم وأبناءهم وأخوانهم وأقاربهم في غزوة أحد..

      لأنهم كانوا يكفرون بالله ويقاتلون الرسول عليه الصلاة والسلام .. ثم يأتي أحدهم ويقول، لا معنى للأسلام ولا يوجد نبي اسمه محمد..

      كيف يمكن تبرئة هؤلاء.. كيف يمكن أن يغفر لهم.. بعبارة ( انحراف فكري) وكأن الدين فكر.. وكأن أحدهم فكر أنه لماذا لا ينزل علي الوحي؟!!

      استغفرك ربي وأتوب إليك.. لا نقاش.. الارتداد هو الارتداد..

      أتعلمين أنهم كانوا يفتحون دول الكفر، فيقول المسيحي أنا مسلم، أشهد....، ثم يعود ليرتد..

      فيقتل وهو مسيحي وأراد أن يحفظ ماله من دفع الجزية.. الرده هي الرده.. ولو أسلم بالأمس.
      هذه هي النقاط الهامه بالنسبة لي ،


      أدرك الأصول والفروع وشرحها أخي محب بائن، وكانت لي وجهة نظر خاصة فيها وقد وضحتها في موضوعه أتوقع وجهات نظر وأختلاف الرأي

      كذلك الثوابت التي أدين بها تختلف عن الثوابت التي تدينين بها.. ولكل منها وجهات نظر في الثوابت والمتغيرات.. وإذا جئنا إلى الأمور العامة..

      فإن الثوابت هي اختلاف الليل والنهار، والموت والميلاد، والذكر والأنثى..

      والمتغيرات هي في أحوال كل منها.. سواء الكسوف والخسوف وما ينتج عنها وما يؤدي إليها، ما يحدث في الميلاد، وما ينطوي عنه

      وما يكون بعد الموت وما يحدث فيه، وعمل كل من الذكر والأنثى واختلاف بعضهما لبعض ..

      سيبقى الانحراف الفكري، لا أؤمن بوجود انحراف فكري، ولكن يوجد فكر منحرف.. ولكن الانحراف الفكري..

      لا أتوافق مع هذه اللفظة مع الاحترام الشديد لوجهة نظر راشد الدوسري، بالنسبة لي دائماً الفكر خلاق وهو طريقة خاصة للتعبير عن النفس..

      ولكن هناك من يستخدم الفكر بطريقة منحرفة بعيدة عن الاخلاق لجني أرباح سريعة، أو لأهداف شخصية.


      حسناً.. هذا ما لدي.. في انتظار تعقيبك.. تحيتي
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • بسم الله
      ربّ اغفر و ارحم ..... و يسّر و أعن


      "الإنحراف الفكري" أو "الفكر المنحرف" -و لامشاحة في الإصطلاح ما دمنا نتّفق على المضمون- موجودٌ و لا يمكن نكرانه
      لكن هل هو "ظاهرةٌ" فعلا؟ أم أنّه يتمّ تضخيمه لغايةٍ في أنفس من يقومون بذلك؟

      طبعاً أنا هنا أنطلقُ من فهمي للموضوع على أنه نقاشٌ حول جنوح بعضٍ من أبناء "الفكر الإسلامي" إلى الإنحراف عن طريقه، و التنكّر لمبادئه، و الإرتداد على ثوابته

      فمن خلال متابعتي القاصرة، أجد انّ معظم أو كل هؤلاء "المنحرفين" ليسوا من المعروفين أو المشهود لهم بالعلم و الفهم، و إنما اشتهروا بسبب "انحرافهم"
      و مثال ذلك "حمزة الكاشغي" فلم أسمع به حتى تمّ ذكره مثالاً على الموضوع!

      أسباب هذا "الجنوح" و "الإنحراف" كثيرةٌ متعدّدة
      لكنني سأذكر هنا سبباً أجدُ انّه سببُ رئيس، و قد وقعَ فيه الكثير من أصحاب الرأي و الفهم

      جميعنا يعلم أنّه مرّت فتراتٌ طويلةٌ على الفكر الإسلامي انتشرت فيه ظاهرة تقديس "النقول" و تحييد "العقول"
      كما انتشر العجزُ و التقاعسُ عن بذل الجهد لبلوغ مراتب الإجتهاد و التبصّر، و الركون إلى الإعتماد على أفهام العلماء، و تفسير الحكماء، دون تفريقٍ بين ما هو "اجتهادُ عالم" و "أصل دين"

      و كما هو معلومٌ فإن "الإفراط" في أمرٍ ما، سيؤدّي حتماً إلى بروز تيّارٍ معارضٍ يجنح إلى "التفريط"

      ففرارهم من مغبّة "تقديس النقول" أوقعهم في فخّ "تقديس العقول"
      و تفلّتُهم من أسر "تسليم القياد الأعمى للعلماء" رمى بهم في مهاوي "التنطّع و الغرور و التطاول على أهل العلم"

      و ساعد على كلّ ذلك ما يتمّ نشرُه من ثقافةٍ تقومُ على تقديس الفرد، و الإعلاء من شأنه، و جعل حاجته إلى من يشرحُ له أمر دينه أمراً فيه حطٌّ من قدر الفرد!!
      و لعلّي تطرّقتُ إلى هذا الأمر في موضوعي "ثقافة وجهات النظر و اختلاف الآراء"

      فالملاحظ أنه يتمّ بصورةٍ تدعو إلى الريبة و الشكّ، نشرُ ثقافةٍ تهدفُ إلى تمييع أي ثابتٍ أو أصل عندنا، و جعله أمر رأيٍ و اجتهاد
      و فتح باب الرأي و الإجتهاد لكلّ والج، دون قيودٍ أو حدود

      و هذا أمرٌ وقع فيه الكثير، و لعلّ البعض قد يرى في كلامي ترديداً و "لفاً و دوراناً" على نفس الفكرة في الكثير من أطروحاتي و مداخلاتي
      لكن السبب في ذلك هو ما أراه من شيوع هذه الفكرة و انخداع الكثيرين بها

      و لكم أن تقرأوا هذا الكمّ الكثير من المشاركات "الإنشائية" في مواضيع فكرية علمية، لا تعتمد على دليل، و لا تهتدي إلى سبيل، و لعلّ بعضها يخلطُ المفاهيم و يبدّل الموازين
      ثمّ حين يتمّ تبيين الحق، يُرفع لواء "الرأي و الرأي الآخر"، فكلّ أمر -حتى و لو كان أمراً قطعيا- أصبح مجالاً خصباً للآراء!!

      لعلّ في موضوع الكريمة "آنسة فلورا" المستعرض لكتاب "العقل بين جموح الطبع و ترويض الشرع" طرقٌ لمواضيع لهاشرحٌ و تفصيلٌ لبعض محاور النقاش هنا
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أختي فكر موضوع مهم جدا ويتكلم عن مشكلة كبيرة يواجه المجتمع الاسلامي وسوف اجيب بما اره مناسب

      مــاأسباب ظاهرة الانحراف الفكري لدى الشباب ؟
      التعمق والتفكير في الغيبيات والتي لا يجب على المسلم الانشغال به والتعمق به بحيث نحن كلنا نعلم ومتأكدين بإن الله عز وجل اوجدنا من العدم إلى الوجود وأوجد كل موجود وبإنه لا يخفى عليه شيء في هذا الوجود فلذلك لما أفكر أنا بصيرتي القصير وأتعمق كيف أتى هذا وكيف صار هذا فالشيطان سوف يجد له باب وتبدأ الوسواسة ويبدأ عقلي بالتعمق في هذه الوسوسة حتى تهتز معي الثقة بالله العلي القدير فلذلك التفكر في الكون مطلوب ولكن ليس بالغيبيات والله أعلم
      كيفية علاجها والوقاية منها؟
      لابد من عقيدة قوية ويكون اساسها متين وأن نبتعد عن أمور توصلين في النهاية إلى الغيبيات
      وكيف يمكن أن نكوّن "ا
      لحصانة الفكرية والأخلاقية " لدى الشباب, والتي تجعله ينطلق إلى العالم المنفتح من معتقدات راسخة ومبادئ ثابتة ويقينيات قوية ؟!

      العقيدة هي اهم ما يحتاج المرء

      والله اعلم


    • مــاأسباب ظاهرة الانحراف الفكري لدى الشباب ؟

      كيفية علاجها والوقاية منها؟

      وكيف يمكن أن نكوّن "الحصانة الفكرية والأخلاقية " لدى الشباب, والتي تجعله ينطلق إلى العالم المنفتح من معتقدات راسخة ومبادئ ثابتة ويقينيات قوية ؟!

      موضوع مُهم جداً ..
      ولكن قبل أن نتطرق إلى الشباب والأنحراف الفِكري يجب أن نتكلم عن أمور كثيرة جداً ..فالشباب كلما نعلمُ هم عماد الأمة وقوامها وهم الذي يُعول عليهم تحمل نشر رسالة الإسلام ، وهل قام الإسلام إلا بالشباب ،ولذا رُبما كان سؤالي من هُم وراء الشباب هل هناك قوة غُربية أو جماعة مُوكلٌ بها تشتيت عقول الشباب وغزوهم فِكرياً أم أنفتاح الدنيا على الصغير والكبير ساهم في حد كبير إلى أن نرى الشباب المُسلم ترك دينه ومن أجل ماذا لذة وشهوة فانية ..يُخبُرني أحد الدعُأة وهو يقول وبينما أتجول أنا وأخوتي ندعو إلى الله ونتكلم مع الشباب إذ بنا نجد شاباً قد وضع الصليب على رقبته فطلبنا منه أن يذهب معنا للمسجد لنستمع إلى محاضرة دينية فقال ولكنني لستُ مُسلم ،مع أنه من نفس المنطقة ويعرفونه فهو ليس أجنبي ،عموماً أتضح بعد ذلك أن هذا الشاب عندما تعرف على أمرأة أجنبية لا داعي لذكر جنسيتها أغوته بالزنا والخمر ومن ثم حضور الكنيسة وبالتالي شيئاً فشئ وبما أنه شاب لا يُصلي تنصر ..تكملة القصة أن صاحبي زاره في البيت حتى أجتهد عليه والحمدلله رجع إلى دينه وصلاته ولكن العجيب في هذا الأمر ما الذي قاله هذا الشاب لصاحبي قال له:هل تعجب أنني كنت على دين النصارى قال صاحبي نعم :قال إذاً هناك أكثر من عشرون شاباً أخر هم تنصروا ويحضروا معنا الكنيسة ..
      عموماً ما اردت قوله قبل ذكر الاسباب التي تفضلت بها أختي فكر وهي أسباب ظاهرة الأنحراف الفكري ..
      اردت أن أقول بأن هناك مصائب على هذه الأمة بسبب هجر كتاب الله وترك سنة رسول الله وبسبب بُعد الناس عن بيوت الله وبسبب إنشغال الناس بالُدنيا والدعوة إلى الدنيا أمرها عجيب وغريب بعض الشئ فنحن عندما نكون في المسجد ونريد أن ننظر إلى الساعة بالهاتف النقال نجد بأن هناك رسالة دعوية دنيوية لشئ من المعارض أو المحلات التجارية كدعاية للتنزيلات في الأسعار أو عرض لسيارة جديدة أو لسلعة جديدة بما معناهـ أن الدعوات الدنيوية تصلنا حتى ونحن في بيوت الله أو في أي مكان قد يكون بينما الدعوة للحق لا نجد من يقوم بها إلا قِلة قليلة من الناس التي تحرص على نشر الدين وترسيخ القيم والأخلاق النبيلة لدى الناس ..
      ولذلك ظهر الجنس الرابع وستظهر أمور أخطر بكثير وأقسم بالله لولا مقالة عُمر بن الخطاب رضي الله عنه (أحيوا الحق بذكره وأميطوا الباطل بعدم ذكره) لذكرت لكم ما تُشيب له الولدان أمور عظيمة وجسيمة تخلط الحابل بالنابل المسئلة في نظري أعظم بكثير فالأخلاق والقيم تُخرج من حياة الناس ولأسباب كثيرة كتاب الله يُهجر لإنشغال الناس بما سواه فلا يقرئونه إلا في الجُمع أو متى ما وجد الواحد فيهم الوقت لذلك ،سُنة النبي صلى الله عليه وسلم يُعاب عليها ،المساجد تكاد تخلو من المُصلين إلا من رحم الله ،النساء تَغيرن والأسباب كثيرة ،الخلل في التربية والخلل في التعليم ،الخلل في من يتلذذون بأسماع الناس أصواتهم كُقراء ولكن أين هُم من عامة الناس أين هُم من حاجة الناس إليهم ،المخدرات تنتشر كأنتشار النار في الهشيم ،ولا نجد من يقف وقفة حازمة ،صدق المؤلف أبو الحسن علي الحسني الندوي في كتابه (ماذا خسر العالم بإنحطاط المسلمين) أين هُم المسلمين أين هم الصادقين بل أين هُم التقاة ،حتى نحن من نتحدث ونتكلم لا زلنا في تلك المعمة وتلك الفوضى وكأننا نحاول أن ننتشل أنفسنا من أوحال الدنيا فالمسئلة ليست مسئلة ظاهرة ولكنها ظواهر وكل ظاهرة ألعن من ظاهرة وأكبر مرض أصاب وتفشى في هذه الأمة مرض نقص الإيمان واليقين بسبب حُب الدنيا والركض وراء شهواتها تيارات جارفة لم ينتبه إليها الُعلماء وهي السبب وراء الأنحراف الفكري أو ربما أنتبهوا لها ولكن لم يجدوا من يأخذ على أيديهم في دعوتهم لصد تلك التيارات الجارفة المعادية للدين ..
      اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)
    • أيـــهــا الأخوة والأخـــوات :

      أسعدتني مشاركاتكم ومداخلاتكم هــنا , وأستميحــكم عذرا , لظروف طـــارئة ومــشاغل عــاجلة لن أستطيع الرد عليها خلال هذه الأيام القليلة لضيق الوقت المتاح لي .


      شــاكـــرة لكم عطاءكم الرائــــع .

      أختكم في الله : فــــكر
    • أستميح الأخت "فكر" العذر
      لكن وددتُ أن أطرح بعض النقاط هنا أرى أنها لصيقةٌ بالموضوع، و أتمنّى أن نجعلها حاضرةً حين نكتب مداخلاتنا

      أولا: ما هو "الإنحراف الفكري" و "الإنحراف السلوكي" و هل هناك علاقة بينهما؟
      ثانياً: ما طبيعة العلاقة بين الإنحرافين؟ هل أحدهما نتاجٌ للآخر؟ و هل وجود أحدهما يستدعي الآخر؟
    • أخواتي الفاضلات إخواني الأعزاء دعونا نمضي قدما في إثراء هذا الموضوع المهم ولنركن جانبا ما وقع من لبس غير مقصود نسال الله ان يجزيكم الخير والآجر على طرح هذه القضايا والنقاش فيها بما يعود نفعه على الجميع قاصدين بذلك وجه الله تعالى منكم نتعلم ونستفيد فعلمونا المفيد واعينوننا على كل ما شكل علينا والله ما جئنا معلمين بقدر ما جئنا متعلمين فخذوا بأيدينا لنخرج بسمو افكاركم النيرة وعلو هممكم وبلاغة اللغة لديكم وتلك العاطفة التي تحملونها في قلوبكم اتجاه ما يعصف بهذه الامة من إخطار تهدد كيانها وتزلزل أركانها مما نراه و نسمعه فلنتحد ولنتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولنبدأ ب بسم الله الرحمن الرحيم اعذروني على كلماتي البسيطة المتواضعة فليس من اللائق ان يحشر التلميذ انفه امام اساتذته .*
      اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)
    • عيون هند كتب:

      ولا يوجد فكر مستقيم، ولكن توجد أخلاق مستقيمة.. الإنحراف الفكري والذي نتبأ بأنه يعني الابتعاد عن الفكر الاسلامي..

      يعتبر ارتداد.. في الدين.. وهي قضية دينية لها ثوابت وأسباب وعواقب أيضاً.. ويتوجب عدم الاستهانه بها لأنها ليست مجرد آراء..

      أما بخصوص الآراء والأفكار والمناهج الفكرية.. فهي مباحة لنقتحمها بالصورة التي تعجبنا.. ولكننا لن نأخذ منها إلاّ بأسلوب التعلم.






      الكريمة "عيون هند"
      الإرتداد عن الدين يكون بإنكار ما عُلم من الدين بالضرورة
      فتارك الصلاة لا يُعتبرُ مرتداً ما دام لا يُنكر فرضيتها، لكنه إن أنكر فرضيتها فهو مرتد، لأنه أنكر أصلاً من أصول الدين ثبت بدليل قطعي (هو القرآن الكريم هنا)

      و لذلك سألتُ سابقا عن الفرق بين "الفكر" و "السلوك"
      فكثيرٌ -مثلاً- يتهاونون في أداء الصلاة -و العياذ بالله- مع إيمانهم بوجوبها، و هؤلاء لا يعتبرون مرتدين و لا يطبّق بهم حدّ الردّة





      عيون هند كتب:



      بالتربية الدينية.. بتطبيق الدين من الحكومة واحترامه واعتباره الدستور واللغة المتعارف بها.. بسحق الامتيازات المالية والدرجات الاجتماعية

      في محيطنا الانساني، لابأس من وجود فروق لكي يسعى الإنسان للإنماء فنحن لسنا نظام شيوعي، ولكن يتوجب أن تكون هناك ثوابت تحفظ مال الفقير

      وتعينه ليزداد، وتفرض رسوماً على الغني، ليساند الدولة في رعاية الفقراء، واليتامى وغيرهم.

      أعتقد، أن الهاربون من السرب.. هم أولئك الذين أهملتهم دولتهم.. أعتقد.. وسأتابع معك..



      اممممم، أجدُني غير متقبّلٍ لفكرة إعطاء العذر لأمثال هؤلاء و إلقاء اللوم على الحكومات!!
      حسناً، إذا كان الأمر كذلك، لمَ نجدُ الملتزمين بين من هم سواسيةٌ مع هؤلاء في الظلم الواقع عليهم و الغبن المفروض عليهم؟!

      ثمّ ألم ينشأ أفضل جيلٍ عرفته الأمة (جيل الصحابة رضوان الله عليهم) في ظلّ مجتمعٍ سلطتُه الرسميّة المتعارف عليها كانت أسوأ السلطات من حيث التمييز الطبقي و الإجتماعي؟!
    • ســمــ البنفسج ـــاء كتب:

      مــاأسباب ظاهرة الانحراف الفكري لدى الشباب ؟
      ضعف إيمان و فراغ بالإضافة إلى من يتعامل معهم وثقته بهم بدون تفكير وقدرتهم على جره إلى هكذا طرق ودروب ولا ننكر دور الأسرة أيضا وعدم وجود قاعدة متينة راسخة لتربية وتنشئة الأبناء بشكل صحيح

      كيفية علاجها والوقاية منها؟
      وكيف يمكن أن نكوّن "الحصانة الفكرية والأخلاقية " لدى الشباب, والتي تجعله ينطلق إلى العالم المنفتح من معتقدات راسخة ومبادئ ثابتة ويقينيات قوية ؟!
      بداية مراقبة الأهل لكل صغيرة وكبيرة في حياة الشاب أو الفتاه وخاصة في هذا العمر الخطير الذي يستقصده مرضى العقول والنفوس و هو مابين العشرين والخامسة والعشرين
      أو ما قبل ذلك بقليل . و تربيتهم تربية صحيحة نابعة من ديننا الإسلامي تساعده على مواجهة ما سيقابله من أخطار في العالم الخارجي وهو مجتمع المدرسة والجامعة وما بعدها العمل والمؤسسات
      بالإضافة إذا أحس ولي الأمر بخلل أو تغير في مسار حياة وتعاملات إبنائهم يحاولون متابعتهم ومناقشتهم بجميع الطرق المباشرة وغير المباشرة. والوصول معهم لنتيجة ترضي الطرفين من غير مشادات
      ف بالتربية الصالحة تزرع قيم ومبادىء تساعد الشاب والفتاة على التصدي لمثل هذه الإنجرافات والحياد عن الطريق الصحيحة
      نسأل الله الهداية لجميع شبابنا وليتقي أصحاب هذه الحركات الإلحادية الله في أبناء المسلمين .
      فما ذنب الأسر الذين ربوا أبنائهم على الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا ومحمد نبيا.
      اللهم ثبتنا على طاعة الله>



      الكريمة "سماء البنفسج"
      مداخلةٌ جميلة

      ضعف الإيمان ذكرتِه سببا للفكر المنحرف، لكن
      هل هو سبب أم نتيجة؟ و هل هو سبب بذاته أم له اسبابٌ أدت إليه؟

      أتفق معك في أن غياب "التربية" بمدلولها العميق و الشامل سببٌ رئيسٌ للفكر المنحرف

      الرقابة لا بدّ منها، لكن الرقابة "الذاتية" أهم و أجدى
      فكيف يمكن أن نبني تلك الرقابة الذاتية؟
    • Sorrowful Man2 كتب:

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أختي فكر موضوع مهم جدا ويتكلم عن مشكلة كبيرة يواجه المجتمع الاسلامي وسوف اجيب بما اره مناسب

      مــاأسباب ظاهرة الانحراف الفكري لدى الشباب ؟
      التعمق والتفكير في الغيبيات والتي لا يجب على المسلم الانشغال به والتعمق به بحيث نحن كلنا نعلم ومتأكدين بإن الله عز وجل اوجدنا من العدم إلى الوجود وأوجد كل موجود وبإنه لا يخفى عليه شيء في هذا الوجود فلذلك لما أفكر أنا بصيرتي القصير وأتعمق كيف أتى هذا وكيف صار هذا فالشيطان سوف يجد له باب وتبدأ الوسواسة ويبدأ عقلي بالتعمق في هذه الوسوسة حتى تهتز معي الثقة بالله العلي القدير فلذلك التفكر في الكون مطلوب ولكن ليس بالغيبيات والله أعلم
      كيفية علاجها والوقاية منها؟
      لابد من عقيدة قوية ويكون اساسها متين وأن نبتعد عن أمور توصلين في النهاية إلى الغيبيات
      وكيف يمكن أن نكوّن "ا
      لحصانة الفكرية والأخلاقية " لدى الشباب, والتي تجعله ينطلق إلى العالم المنفتح من معتقدات راسخة ومبادئ ثابتة ويقينيات قوية ؟!

      العقيدة هي اهم ما يحتاج المرء

      والله اعلم


      و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
      مداخلة مثرية أخي الكريم

      أتفق أن التفكير في أمورٍ خارج حدود العقل و طاقاته مما يؤدّي إلى كبوته و ضلاله
      لذا أتى الأمر الشريف بعدم التفكّر في ذات الله -مثلا- فالذات العلية تتقاصر دون بلوغ حقيقتها أفكار البشر، و تنحسر دون بلوغ شأوها حظوظ النظر

      العقيدة إن انغرست مبادئ ثابتة، لا شك أن لها أثرها البالغ، لكن كيف هي السبل لغرس تلك العقيدة في النفوس؟
      و كيف نتأكّد أن تلك العقيدة التي نغرسها لا تعاني هي نفسها انحرافاً ما؟
    • ورود المحبة كتب:


      وأكبر مرض أصاب وتفشى في هذه الأمة مرض نقص الإيمان واليقين بسبب حُب الدنيا والركض وراء شهواتها تيارات جارفة لم ينتبه إليها الُعلماء وهي السبب وراء الأنحراف الفكري أو ربما أنتبهوا لها ولكن لم يجدوا من يأخذ على أيديهم في دعوتهم لصد تلك التيارات الجارفة المعادية للدين ..




      مداخلة ثرية كالعادة أخي "ورود"

      لكن أتتفق معي أن ما ذكرتَه إنما هي انحرافاتٌ سلوكية أكثر منها انحرافات فكرية
      هل أفهم أن الإنحراف في السلوك يتبعُه انحرافٌ في الفكر؟ أم ان إنحراف الفكر سابقٌ لإنحراف السلوك؟ أم ليس هناك علاقةٌ بينهما؟
    • محب بائن كتب:

      مداخلة ثرية كالعادة أخي "ورود"

      لكن أتتفق معي أن ما ذكرتَه إنما هي انحرافاتٌ سلوكية أكثر منها انحرافات فكرية
      هل أفهم أن الإنحراف في السلوك يتبعُه انحرافٌ في الفكر؟ أم ان إنحراف الفكر سابقٌ لإنحراف السلوك؟ أم ليس هناك علاقةٌ بينهما؟


      جزاك الله خير أخي العزيز ...
      أولاً أشكرك لإستلام دفة الحوار هُنا بارك الله فيك وفي أمثالك ومن ثم أحببت التنويه بأن الأخت فكر لديها بعض الألتزامات خلال هذا الأسبوع وستكون معنا بإذن الله خلال الاسبوع القادم نسأل الله ان يُيسر عليها ، بالنسبة لسؤالك سأجيب ..الإنحراف في السلوك قد يتبعه أنحرافٌ في الفكر ولما لا فالشيطان يستولي على القلوب البعيدة عن ذِكر الله ومن السهل جداً ترسيخ أية مفاهيم خاطئة لأولئك الشباب الذين لم يتسلحوا بسلاح العِلم فنجدهم يتخبطون بتشبههم بالغرب ولذلك نجد ما يسمون بـ(الأيمو) وهم عبدة الشيطان هنا في الدول العربية مع أنه فِكر ناشئ في الدول الغربية ناهيك عن المعاصي كالمخدرات وغيرها كذلك من السهل جداً إقناع هذه العقول بأية أفكار لكونها عقول خاوية ومن السهل السيطرة عليها ، وفي الوقت نفسه أقول إيضاً من المُمكن أن يكُون كذلك إنحراف
      الفكر سابق لإنحراف السلوك بمعنى شاب إنحرف في الفكر لأسباب كثيرة كان يكون قرأ بعضاً من الكتُب وتأثر بها أو أنه سافر للدراسة وكذلك تاثر بفِكر مُعين وذلك الفِكر نعم قد يؤثر على السلوك إذا كان من يتضمن في شرعه بان بعض السلوكيات التي نراها خاطئة تكون بالنسبة لذلك الفكر هي حلال وجائزة ..الخ ..لذا فجوابي بأن هناك علاقة بين الأثنين إنحراف في السلوك قد يتبعه إنحراف في الفكر وإنحراف في الفكر قد يتبعه إنحراف في السلوك ..(مثال 1) شاب غير مستقيم دينياً عندما أستقام تغيرت أخلاقه وسلوكياته ومعتقداته ..ألخ (مثال2)
      شاب مستقيم ولكنه ترك الإستقامة تغيرت أخلاقه وسلوكياته ومعتقداته ..
      في ظِنك أخي محب بائن أيهما أخطر وأصعب معالجةٍ من الآخر !
      الإنحراف السلوكي أم الإنحراف الفِكري
      أم كلاهما ؟ ولماذا ؟
      اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)
    • ورود المحبة كتب:


      جزاك الله خير أخي العزيز ...
      أولاً أشكرك لإستلام دفة الحوار هُنا بارك الله فيك وفي أمثالك ومن ثم أحببت التنويه بأن الأخت فكر لديها بعض الألتزامات خلال هذا الأسبوع وستكون معنا بإذن الله خلال الاسبوع القادم نسأل الله ان يُيسر عليها ، بالنسبة لسؤالك سأجيب ..الإنحراف في السلوك قد يتبعه أنحرافٌ في الفكر ولما لا فالشيطان يستولي على القلوب البعيدة عن ذِكر الله ومن السهل جداً ترسيخ أية مفاهيم خاطئة لأولئك الشباب الذين لم يتسلحوا بسلاح العِلم فنجدهم يتخبطون بتشبههم بالغرب ولذلك نجد ما يسمون بـ(الأيمو) وهم عبدة الشيطان هنا في الدول العربية مع أنه فِكر ناشئ في الدول الغربية ناهيك عن المعاصي كالمخدرات وغيرها كذلك من السهل جداً إقناع هذه العقول بأية أفكار لكونها عقول خاوية ومن السهل السيطرة عليها ، وفي الوقت نفسه أقول إيضاً من المُمكن أن يكُون كذلك إنحراف
      الفكر سابق لإنحراف السلوك بمعنى شاب إنحرف في الفكر لأسباب كثيرة كان يكون قرأ بعضاً من الكتُب وتأثر بها أو أنه سافر للدراسة وكذلك تاثر بفِكر مُعين وذلك الفِكر نعم قد يؤثر على السلوك إذا كان من يتضمن في شرعه بان بعض السلوكيات التي نراها خاطئة تكون بالنسبة لذلك الفكر هي حلال وجائزة ..الخ ..لذا فجوابي بأن هناك علاقة بين الأثنين إنحراف في السلوك قد يتبعه إنحراف في الفكر وإنحراف في الفكر قد يتبعه إنحراف في السلوك ..(مثال 1) شاب غير مستقيم دينياً عندما أستقام تغيرت أخلاقه وسلوكياته ومعتقداته ..ألخ (مثال2)
      شاب مستقيم ولكنه ترك الإستقامة تغيرت أخلاقه وسلوكياته ومعتقداته ..
      في ظِنك أخي محب بائن أيهما أخطر وأصعب معالجةٍ من الآخر !
      الإنحراف السلوكي أم الإنحراف الفِكري
      أم كلاهما ؟ ولماذا ؟



      أهلا بك أخي الكريم "ورود"

      إذاً ترى أن إنحراف السلوك " قد يتبعه أنحرافٌ في الفكر " و أن انحراف "الفكر سابق لإنحراف السلوك "
      و هو أمرٌ أتفق معه على العموم
      و يعضده ما نعلمه من بدء الدعوة الإسلامية، فإنها بدأت دعوةً "فكرية عقدية" و ظلّت كذلك سنين عدّة قبل أن تتنزّل الأحكام و التشريعات العملية.

      لكنّ إهمال جانب السلوك، سيجعلُ المرء عرضةً -كما بيّنتَ في مداخلتك- للمفاهيم الخاطئة، و ذلك أن الدين الإسلاميّ جمع بين إيمان القلب و أفعال الجوارح، فتغليبُ أحدهما على الآخر، أو إهمال أحدهما، سيؤدّي إلى انفراط عقد "شخصيّة" الفرد المسلم

      حين يكون الإنحراف في السلوك ناشئاً عن انحرافٍ "فكريّ"، فإنّه -بلا شكّ- ينبغي إصلاحُ الفكر أولاً ليظهرَ أثرُ ذلك الصلاح في السلوك
      و حين تنحرف "الأفكار" تستلزم الكثير لإصلاحها و تقويمها، و لذا جاءت آياتٌ كثيرة تُعنى بهذا الجانب، بل إن معظم السور و الآيات المكية كانت في هذا الإطار
      و حين يتمّ إصلاح الفكر و تقويمه يسهلُ بعد ذلك إصلاح السلوك و تقويمه

      لكن، هناك انحرافات سلوكيّة، قد لا تكونُ ناشئةً عن انحراف "فكريّ" بمعناه العميق، و إن كان أي سلوكٍ معبّراً عن فكرٍ ما
      من ذلك ما ذكرتُه سابقاً من تقصيرٍ في أداء الواجبات أو انتهاكٍ للمحرّمات، مع إقرار فاعل ذلك بوجوب الواجبات و تحريم المحرّمات
      بل يكونُ ذلك أكثر ما يكون بسبب غلّبةِ شهوة، أو ضعف همّة

      و علاجُ هذا النوع من الإنحراف السلوكيّ، أرى -و لستُ من أهل الرأي- أنه أسهل و أقرب.

      لكن أخي "ورود"
      كثيرٌ من أصحاب ما قد يعتبره كثيرون "فكراً منحرفاً" لا يرونه كذلك
      و مثال ذلك "حمزة كاشغري" الذي قال عن آرائه "أعتبر ما قمت به طريقًا إلى الحرية. كنت أطالب بحقي بممارسة أبسط حقوق الإنسان (حرية التعبير و الفكر) ولم أقم بشيء عبثًا"

      و نحن شخصياً كثيراً ما نرى فيما نعتنقه من أفكار و آراء "حرّيةَ تعبيرٍ و فكر"
      فكيف نتأكّد أنّنا لسنا على خطأ أو أن ما نحسبه "حرية فكر و تعبير" إنما هو انحراف؟ و أننا لسنا "حمزة كاشغري" مثلا؟
    • محب بائن كتب:

      و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
      مداخلة مثرية أخي الكريم

      أتفق أن التفكير في أمورٍ خارج حدود العقل و طاقاته مما يؤدّي إلى كبوته و ضلاله
      لذا أتى الأمر الشريف بعدم التفكّر في ذات الله -مثلا- فالذات العلية تتقاصر دون بلوغ حقيقتها أفكار البشر، و تنحسر دون بلوغ شأوها حظوظ النظر

      العقيدة إن انغرست مبادئ ثابتة، لا شك أن لها أثرها البالغ، لكن كيف هي السبل لغرس تلك العقيدة في النفوس؟
      و كيف نتأكّد أن تلك العقيدة التي نغرسها لا تعاني هي نفسها انحرافاً ما؟


      صباح الخير أخي العزيز محب

      كيف هي السبل لغرس تلك العقيدة في النفوس؟

      الطريقة في غرس العقيدة الصحيحة يجب من بداية المشوار على كل ولي امر أن يربي أبنائه على أن الله واحد أحد وكما لا شك فيه أول ما يجب على المكلف معرفة (
      وجود الله تعالى ومعرفة وحدته وصانعيته للعالم وصفاته وسائر أحكام ألوهيته).(أبي مسلم البهلاني) وبإن هناك عقاب وجزاء وأنبياء أولالهم سيدنا آدم وأخرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبإن هناك ملائكة لا يعصون الله والايمان بكتب الله عز وجل والايمان بقضائه خيره وشره وباليوم الاخر وإذا نشاء الانسان على هذه العقيدة وتم تغريسها في نفسه وأصبحت كالاساس القوي المتين فلن تأثر به تيارات التغير والافكار الخارجية والغربية وكم نعرف بإن معنى كلمة العقيدة هي ما ينعقد في القلب سوى حق او باطل وكم يجب على ولي الأمر الحث في طلب العلم لأبنائه والله أعلم.

      كيف نتأكّد أن تلك العقيدة التي نغرسها لا تعاني هي نفسها انحرافاً ما؟

      عليك بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبعدها سوف تعلم بإن العقيدة ليس بها انحرافا:)

      تعرف المشكلة الكبيرة هي العاطفة التي تأثر على العقيدة بحيث وكم كلنا نعلم بإنه هناك الولاء والبراء وحاليا يواجه العالم الاسلامي هذه المشكلة بحيث اصبح الناس توالي العاصي وتعبره منهم وإذا يقول الله عز وجل(( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )) ومن هنا يأتي الخلل في العقيدة ويبدأ الانحراف والتنازل عن العقيدة حتى يصبح الشخص بلا عقيدة ويتخبط في الدنيا متذبذ والله أعلم
    • لكن أخي "ورود"
      كثيرٌ من أصحاب ما قد يعتبره كثيرون "فكراً منحرفاً" لا يرونه كذلك
      و مثال ذلك "حمزة كاشغري" الذي قال عن آرائه "أعتبر ما قمت به طريقًا إلى الحرية. كنت أطالب بحقي بممارسة أبسط حقوق الإنسان (حرية التعبير و الفكر) ولم أقم بشيء عبثًا"

      و نحن شخصياً كثيراً ما نرى فيما نعتنقه من أفكار و آراء "حرّيةَ تعبيرٍ و فكر"
      فكيف نتأكّد أنّنا لسنا على خطأ أو أن ما نحسبه "حرية فكر و تعبير" إنما هو انحراف؟ و أننا لسنا "حمزة كاشغري" مثلا؟[/QUOTE]

      ( الدنيا سجُن المؤمن وجنة الكافر)
      ليست كل الأفكار من الممكن أعتناقها أو أراء تكون حرية تعبير وفكر ..
      هناك حدود لكل شئ ..فالغرب مثلاً يقول لك بأن المرأة لها حريتها الشخصية
      فهي بإمكانها أن تُضاجع من شاءت وتتزوج دون قيد ولا شرط ..
      وكذلك بالنسبة للشاب طالما بلغ الـ ثامنة عشر هو حُر يتصرف كيفما يشاء في حياته..
      نحن كمسلمين لا نُفسر الحُرية بحسب ما نشاء ..فعندك مثلاً الرجل عورته من السُرة للركبة ..
      لو قال أنا حُر في ما ألبس إذاً هناك مخالفة صريحة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ..
      كذلك الخلوة بالمرأة الأجنبية فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال : بأن الحمو الموت ..
      نأتي نحن ونقول هي حرية شخصية أن أخلو بأي فتاة دون أن تكون هناك حدود أو ضوابط ..
      إذاً الحرية يجب أن تكون بحسب ما شرعه الله من نظام في هذا الكون ..
      تركت فيكم شيئين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسُنتي ..
      فهناك شرع هناك قانون سماوي آلهي ..الحرية في التعبير عن الرأي أو الفكر شرط
      أن لا يكون مخالف للتعاليم الدينية ..ووفق ما شرعه الرب عز وجل ..
      الحرية أن تُعبر عن رأيك الشخصي أو أية أفكار شرط أن لا تكون أفكار ألحادية..
      نُهينا حتى عن السؤال عن الله من أين هو كيف جاء من كان قبله لأنها أشياء
      قد تؤدي بنا للكفر والعياذ بالله إذاً هناك حدود ونظام لكل شئ ..
      عندما سُئل أبوبكر رضي الله عنه عن الأية (الرحمن على العرش أستوى)
      قال الأستواء معلوم فالله قال: أستوى ولكن الكيف مجهول ..لذلك تأتي
      المُجسمة وغيرها من الطوائف والنحل والملل والجماعات لتقول بأن الله له يد وله
      رجل وله جسد وله وله وله ..هذه كلها أمور خطيرة قد يكُفر بها الأنسان من باب
      حرية التعبير عن الرأي في العقيدة والشرع غيرها ..
      أبو بكر الذي أستقى من النبي صلى الله عليه وسلم وتعلم ..
      عندما سُئل عن الأية (عُرباً أترابا) قال :

      أي سماء تظلني وأي أرض تقُلني إن قُلت في كتاب الله بغيرحق ..
      الصحابة حتى في مسئلة الإفتاء كان الواحد يرسل الثاني إلى صحابي أخر
      والثاني يقول إذهب لفلان الخوف من الله والورع رغم ما كان عندهم من علم وفقه ..
      نحن الأن نفتي بكل سهولة رغم الحديث القائل ( من أفتى في مسئلة أو فسر
      رؤيا بغير علم فكأنما خر من السماء فتهوى به الريح في بئر عميق ) أو كما
      ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
      أخي محُب بائن ..
      ما هي الحدود أو الضوابط أو الأنظمة التي من المُمكن أن يتم فيها التعبير
      عن حُرية الرأي أو الفكر ..حسب ما تعرف من الشريعة الأسلامية أو حتى
      القوانين الوضعية الأخرى ؟
      اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)
    • Sorrowful Man2 كتب:

      صباح الخير أخي العزيز محب

      تعرف المشكلة الكبيرة هي العاطفة التي تأثر على العقيدة بحيث وكم كلنا نعلم بإنه هناك الولاء والبراء وحاليا يواجه العالم الاسلامي هذه المشكلة بحيث اصبح الناس توالي العاصي وتعبره منهم وإذا يقول الله عز وجل(( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )) ومن هنا يأتي الخلل في العقيدة ويبدأ الانحراف والتنازل عن العقيدة حتى يصبح الشخص بلا عقيدة ويتخبط في الدنيا متذبذ والله أعلم


      أهلا بك أخي العزيز

      طرق غرس العقيدة موضوعٌ شائك، و لعلّي لا أملك القدرة للخوض فيه

      ذكرتَ -أخي الكريم- نقطةً مهمّة جداً و هي تأثير العاطفة على العقيدة و ما يعتنقه المرء من أفكار
      و لقد وضعتَ يدّك على داءٍ عظيم، يقعُ فيه كثيرٌ منا، فكثيراً ما ننساق لعاطفتنا و نغيّبُ نداء العقل أو نكتمُه

      فمن خلال متابعتي القاصرة، أجدُ أن كثيراً حين يتحدّثون عن أمور العقيدة يكون حديثُهم حديثا عاطفياً يدغدغ المشاعر و يستثير الأحاسيس أكثر منه حديثاً علمياً رصينا يستثير الفكر و يخاطب العقل و يناقش الدلائل و يمحّصُها
      و للأسف أن يكون ممن ينهجون ذلك النهج "دكاترةٌ" مشهورون
      أذكر أن أحدهم نصحني بالإستماع لدكتور يتحدّث في موضوع عقدي، و حين استمعتُ إليه لم أجد في كلامه الذي استمرّ لساعاتٍ كلاماً علمياً أو عقلياً إلا النزر اليسير الذي لا يكادُ يُذكر، فيما كان معظم الكلام عاطفياً إنشائيا!!



      نقطةٌ أخرى بغاية الأهميّة أشكرك لإثارتها و هي نقطة التساهل في قبول الإنحراف
      فالملاحظ أن الكثير يتعلّل بـ"حسن الخلق" و "الأخذ بالحسنى" ليبرّر تخاذلَه في مجابهة الإنحراف، و تقويم المنحرفين
      و استغلال مبدأ "الرأي و الرأي الآخر" لنشر تلك الإنحرافات
    • ورود المحبة كتب:


      ليست كل الأفكار من الممكن أعتناقها أو أراء تكون حرية تعبير وفكر ..
      هناك حدود لكل شئ ....
      نحن كمسلمين لا نُفسر الحُرية بحسب ما نشاء ..
      إذاً الحرية يجب أن تكون بحسب ما شرعه الله من نظام في هذا الكون ..
      تركت فيكم شيئين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسُنتي ..
      فهناك شرع هناك قانون سماوي آلهي ..
      الحرية في التعبير عن الرأي أو الفكر شرط
      أن لا يكون مخالف للتعاليم الدينية ..ووفق ما شرعه الرب عز وجل ..
      الحرية أن تُعبر عن رأيك الشخصي أو أية أفكار شرط أن لا تكون أفكار ألحادية..
      أخي محُب بائن ..
      ما هي الحدود أو الضوابط أو الأنظمة التي من المُمكن أن يتم فيها التعبير
      عن حُرية الرأي أو الفكر ..حسب ما تعرف من الشريعة الأسلامية أو حتى
      القوانين الوضعية الأخرى ؟



      الكريم "ورود"
      اعذرني فيبدو أن فهمي تقاصر عن إدراك موضع إجابة سؤالي!!

      لا بأس، فيما ذكرته أعلاه أمورٌ نتّفقُ عليها كوننا مسلمين نؤمن بكتاب ربّنا و سنّة نبينا الكريم (صلوات ربي و سلامه عليه)
      لكن لو أخذنا (حمزة كاشغري) مثالاً، فهو أيضاً يرى أنه "مسلمٌ مؤمن" و لا يرى فيما أتى به سوى (حرّيةَ رأيٍ و تعبير)

      و لو خاطبناه بالنقاط التي ذكرتَها أعلاه، لرفضها و اعتبرها تقييداً لحريّة الرأي و التعبير! و هذا ما ينادي به الكثيرون من أمثاله

      امممم، لو تتبعنا نمط التفكير عند الجيل السابق لنا، أعني جيل آبائنا (أو أجدادنا لمن كان آباؤه ما زالوا شبابا) فماذا نلاحظ؟
      حسناً، سأدلي بملاحظتي الشخصية التي قد تتفقون أو تختلفون معي فيها

      رغم شيوع الأمّيّة في ذلك الجيل، إلا أنّهم لم يكونوا "جهلة" من حيث استقاء الإجابات و التوجيهات
      كان يوجدُ لديهم تقديرٌ كبيرٌ للعلماء، و كان يندرُ أن يتكلّم أيّ شخصٍ فيما لا يعلم
      كانوا يجيبون حين سؤالهم عن أي أمرٍ يجهلونه "لا نعلم"
      و يشتدّ نكيرُهم على من تكلّم في أمرٍ ما دون علم
      لذا كان يندر أن تجد من يتظاهر بالعلم و هو ليس أهلاً له، حتى لو وُجد، فإنّه يكون منبوذاً غير موثوقٍ به
      و كان المجتمعُ حينها لا يشجّع على أن يتطاول المرء أو "يغترّ" بفكره و عقله

      لكن ما الحاصلُ الآن؟
      يتمّ بصورةٍ عجيبةٍ و غريبة، نشرُ ثقافةَ أنّ كلّ أحدٍ "عقلُه برأسه" و لديه القدرة أن يتحدّث في كلّ أمر، و يناقش كلّ قضيّة، و يتّخذ فيها موقفا!!
      و الأعجب أن هذا الأمر خاصٌّ بأمور العقيدة و الدين و الثوابت دون غيرها من علومٍ كونيةّ

      فمثلاً لكي يكون الفردُ "فيزيائياً" يُقبلُ قولُه في الفيزياء، فإنّه يُطلب منه أن ينتظم في دراسة الفيزياء سنواتٍ عدّة و يتحصّل على شهادةٍ علميّةٍ فيها
      لكن حين يأتي الحديث عن العقيدة و الدين و الثوابت الإسلاميّة، فإن المرء له حق "الرأي و التعبير" و لو كان لا يعرف الفرق بين الفرض و الندب، و لا بين الناسخ و المنسوخ، و لا بين الرأي و الدين، و لا بين الأصل و الفرع
      و تراه يفسّر الآيات و الأحاديث و هو يجهلُ قراءة جملةٍ فصيحة باللغة العربية!!!
    • جزاك الله خير..
      لم يتقاصر فُهمك بل فهُمنا نحن فأين نحن من عِلمك إنما نتعلم منك إستاذي القدير ونحاول قدر المستطاع أن نتواصل معك بفهِمنا القاصر وإنما تقول ذلك من تواضعك أخي الكريم مُحب بائن ..
      كلامك صحيح وهذا هو الواقع بسبب النت والمعلومات المنتشرة فيه بسبب التلفاز والقنوات والإستماع لكثير من العُلماء وكذلك الكتب أصبحت في متناول الجميع فلا تكاد تتحدث مع أحدهم في موضوع عقائدي بحت أو ما يخص الشرع حتى تجده يُجيبك مباشرة مع إن الاحوط والأصح الرجوع لمن لديهم القُدرة على الإفتاء والخوض في الأمور الشرعية كأهل العِلم من طلبة معهد القضاء مثلاً وغيرهم ممن لديهم ألمام بتلك النواحي ..
      وكما تفضلت كلٌ لديه أختصاصه الذي يبرعُ فيه حتى في الطب نجد أختصاصي لا يستطيع البت إلا في إختصاصه تبقى رُبما مسئلة حُرية التعبير عن الرأي تجاهـ قضية معينة تمُس الرأي العام كقضية متداولة في المجتمع تتعلق بشئ من النواحي الدينية ..ولا تتعلق بأصول الفقه الشرعي
      لا زلت أنتظر جوابك في مُداخلتي السابقة وهو :-
      ما هي الحدود أو الضوابط أو الأنظمة التي من تكفل حرية التعبير
      عن الرأي أو الفكر .. وهل هناك حرية مفتوحة أو مقيدة بشروط معينة ؟
      اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)
    • ورود المحبة كتب:

      لا زلت أنتظر جوابك في مُداخلتي السابقة وهو :-
      ما هي الحدود أو الضوابط أو الأنظمة التي من تكفل حرية التعبير
      عن الرأي أو الفكر .. وهل هناك حرية مفتوحة أو مقيدة بشروط معينة ؟



      الكريم "ورود"
      أعتذر منك ثانيةً، فيبدو أن كلامي سابقاً لم يكن واضحاً لإيصال ما قلتُه إجابةً على سؤالك "ما هي الحدود أو الضوابط أو الأنظمة التي من المُمكن أن يتم فيها التعبير عن حُرية الرأي أو الفكر ..حسب ما تعرف من الشريعة الأسلامية أو حتى
      القوانين الوضعية الأخرى
      "

      إنّ أهم ضابطٍ هو أن يتحدّث المتحدّث فيما "يعلم"
      فكلّ فردٍ له أن يتحدّث و يبدي رأيّه و فكره، و يناقش و يجادل كما يشاء عارضاً دليله و حجّتَه، لكن يكون ذلك عن علم
      أن تتوفّر فيه شروط من يحقّ له أن يتكلّم في ذلك الأمر

      مثال: لا يستطيع اقتراح علاج مرضٍ ما، أو يناقش في نجاعة دواءٍ ما، إلا من كان لديه علمٌ بالطبّ و صناعته
      فأن يأتي "مهندس" فيصف الدواء، و يجادل في جدوى علاج مرضٍ ما، دون أن يكون له أساسٌ علميّ معروف، فهو "تخريصٌ" و "هرفٌ بما لا يعرف" و لو كان "مهندساً" بلغ الغاية في مجال اختصاصه

      أما "ما هي الحدود أو الضوابط أو الأنظمة التي من تكفل حرية التعبير عن الرأي أو الفكر "
      فالحدود الشرعية و النظام الإسلاميّ كفلا ذلك

      و أما "وهل هناك حرية مفتوحة أو مقيدة بشروط معينة ؟"
      فقد اجبتَ عليها -أخي الكريم- حين قلت "ليست كل الأفكار من الممكن أعتناقها أو أراء تكون حرية تعبير وفكر ..هناك حدود لكل شئ"
    • محب بائن كتب:

      الكريمة "سماء البنفسج"
      مداخلةٌ جميلة

      ضعف الإيمان ذكرتِه سببا للفكر المنحرف، لكن
      هل هو سبب أم نتيجة؟ و هل هو سبب بذاته أم له اسبابٌ أدت إليه؟

      أتفق معك في أن غياب "التربية" بمدلولها العميق و الشامل سببٌ رئيسٌ للفكر المنحرف

      الرقابة لا بدّ منها، لكن الرقابة "الذاتية" أهم و أجدى
      فكيف يمكن أن نبني تلك الرقابة الذاتية؟


      جزيل شكري لك أخي محب بائن

      ضعف الإيمان ذكرتِه سببا للفكر المنحرف، لكن
      هل هو سبب أم نتيجة؟
      ضعف الإيمان هو سبب يؤدي للانحرافات و السلوكيات الخاطئة .
      و هو نتيجة وله اسبابٌ أدت إليه ايضا لعدم اهتمام الفرد نفسه والأسرة في ترسيخ المبادىء الإيمان الصحيحة وغرسها
      و مراعاة الله في كل التصرفات و مراقبة النفس وتقييمها الدائم ومعرفة مدى قربه من الله واتباعه وتمسكه بدينه


      فكيف يمكن أن نبني تلك الرقابة الذاتية؟
      الرقابة الذاتية الجزء الأكبر فيها يقع على عاتق الوالدين وكيفية تربيتهم وكيفية مقابلة تصرفات أبنائهم
      هل بالتغاضي أم بمناقشة كل تصرف وتعريف الإبن مدى صحة أو خطأ هذا التصرف.
      من هذا المنطق يبدأ الإبن بتقييم جميع تصرفاته في كل خطوة يخطو بها
      ويصبح منهاج حياته ومبدأه مراعاة الله في كل تصرفاته. فلا يتساهل في بعض المواقف لإرضاء أحدهم و إنما لإرضاء ربه
      هنا تتشكل الرقابة الذاتية لدى الإبن ويمكن للأهل اختبارها بوضع إبنهم في مواقف مختلفة ليطمأنوا على ردة فعل الإبن تجاه أي موقف مشابه قد يتعرض له

      ولا ننسى دور الأقران والزملاء والأصدقاء والمجتمع الخارجي وجميع من لهم علاقة بهذا الإبن .
      هنا الأهل يجب أن لايغفلون هذه النقطة ولا يتجاهلونها أبدا لأنها من النواحي التي تؤثر على إبنهم فيكونون حريصين على نوعية الزملاءالذين يتعامل معهم إبنه



      و من وجهة نظري حرية التعبير من حق أي شخص ولكن تنتهي حرية شخص عند المساس بحرية شخص أخر.
      فكيف بالمساس بالدين والإلحاد به ؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!

      وحرية الشخص في المتغيرات أو الأمور التي تختلف بين شخص و أخر.
      ولكن حرية في تغير ثوابت و فروض دينيه منزلة في الكتاب و السنه فهذا إلحاد وليس حريه شخصيه.
      هل هي حريه شخصية من يقول أن الصلاة و الزكاة للناس البسطاء فقط
      العياذ بالله من هكذا حريات و أفكار ؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!
      لماذا نغلق أعيننا ... عندما نضحكـ بشده ,,, و عندما نحلم و عندما ^نتعانق^ ,,, و عندما نبكي و عند الخشـــــوع! لأن أجمل ما في " الحياه " لن تراه بعينيكـ ,,,,, بل ستشعر به بقلبكـ >>
    • نقاش متشعب
      ..
      سأجيب على السؤال الأخير..
      المتعلق بالحصانة..
      وقبل أن ننادى بالحصانة الفكرية..
      علينا نحرص على بلوغ التحصن.
      أو التحصن الإيماني ع سياق حصانة
      ولن أقول تحصن فكري..
      فيظل الفكر قاصر عن معرفة الخالق
      وهل الهوة التي يسقط فيها
      أولئك المبتعدين عن السور الإيماني.
      ..
      الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
    • محب بائن كتب:

      أهلا بك أخي العزيز

      طرق غرس العقيدة موضوعٌ شائك، و لعلّي لا أملك القدرة للخوض فيه

      ذكرتَ -أخي الكريم- نقطةً مهمّة جداً و هي تأثير العاطفة على العقيدة و ما يعتنقه المرء من أفكار
      و لقد وضعتَ يدّك على داءٍ عظيم، يقعُ فيه كثيرٌ منا، فكثيراً ما ننساق لعاطفتنا و نغيّبُ نداء العقل أو نكتمُه

      فمن خلال متابعتي القاصرة، أجدُ أن كثيراً حين يتحدّثون عن أمور العقيدة يكون حديثُهم حديثا عاطفياً يدغدغ المشاعر و يستثير الأحاسيس أكثر منه حديثاً علمياً رصينا يستثير الفكر و يخاطب العقل و يناقش الدلائل و يمحّصُها
      و للأسف أن يكون ممن ينهجون ذلك النهج "دكاترةٌ" مشهورون
      أذكر أن أحدهم نصحني بالإستماع لدكتور يتحدّث في موضوع عقدي، و حين استمعتُ إليه لم أجد في كلامه الذي استمرّ لساعاتٍ كلاماً علمياً أو عقلياً إلا النزر اليسير الذي لا يكادُ يُذكر، فيما كان معظم الكلام عاطفياً إنشائيا!!



      نقطةٌ أخرى بغاية الأهميّة أشكرك لإثارتها و هي نقطة التساهل في قبول الإنحراف
      فالملاحظ أن الكثير يتعلّل بـ"حسن الخلق" و "الأخذ بالحسنى" ليبرّر تخاذلَه في مجابهة الإنحراف، و تقويم المنحرفين
      و استغلال مبدأ "الرأي و الرأي الآخر" لنشر تلك الإنحرافات


      اخي العزيز
      هذه هي المشكلة التي خلت صفوف المسلمين أصبح
      العاصي رمز الفخر والتفاخر ونسوا قول عز وجل مَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا ولكن لا حياة لمن تنادي ويقول الشاعر قَد أَسمَعت لَو نادَيت حَياً وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَماد واليوم أصبح حال الكثيرين مثل الرماد وهناك مشكلة أخرى وهي حينما يتحدث أحد الدكاترة المشهورين وكلامه معسول تجد الكثيرين ينخدع به ويستمتع بكلامه بدون النظر لأفعاله التي تدل على عدم استقامته واذا يقول الله عز وجل في هولاء الناس يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ))

      يوم الجمعة كنت معزوم للغدى في بيت شخص وكان يتكلم كثيرا بكلام لا ينشرح له الصدر ويقول بمنطلق العاطفة وحينما ترد على كلامه
      يحاجك بحجج واهيه حتى أني تصورت أنه الناس كلها اصبحت عالمة وتستطيع الرد بإي فتوى.



    • أخي مُحب بائن ..
      الدولة - المجتمع - الأسرة .
      كما نعلم بأن الدول سابقاً وأعني الدول الأسلامية كانت تحرص حرصاً شديداً على أن يتعلم النشئ أغلب علوم الدين ..
      فتكون مُقررة للتعليم منذً الصِغر ..الأن وفي زماننا ما يتعلمه الأطفال هي العلوم الحضارية المتطورة كالفيزياء والكيمياء
      والأحياء والجغرافيا وشئ اللغة العربية وشئ التاريخ وشئ الدراسات الأسلامية ..
      ولقد كان المجتمع يحرص على تعليم أبناءه ما يعود عليه بالنفع وعلى الفرد نفسه فتكون تنمية مهارات الفرد في ما يتعلق
      بالعلوم التي يحتاجها كعلوم التاريخ والجغرافيا والطب وعلوم القرآن والشريعة الأسلامية ..
      وكذلك الحال بالنسبة للأسر يُنشأ الأطفال على حفظ كتاب الله وتعلُم السنن النبوية وغيرها من التعاليم الدينية ..
      في زمننا نجد شباب جامعيين وغيرهم طلبة دبلوم عام لا يكاد الواحد منهم يعرف كيفية غُسل الجنابة وعلوم الحال
      لماذا أصبحت النظرة في زماننا هذا دنيوية فنجد يصرف الأباء الألأف من الريالات ليتخرج الأبناء مهندسين أو فنيي
      حاسب آلي أو اية علوم أخرى تعود على الأسرة بالنفع المادي البحت بينما يكاد الأبن أو الأبنة تجهل تعاليم الدين ..
      فنرى الأن مجتمع غير متوازن مختل إيمانيا يكاد يتصدع بسبب الجهل في العلوم الدينية ولذلك يتسابق الجميع لنيل
      أعلى الشهادات الجامعية لغرض المادة فقط والشهرة والجاهـ ..
      هل لهذه النظرة الدنيوية من قِبل الدول والمجتمعات والأسر تؤثر تأثيراً سلبياً على نمط الحياة المجتمعي عامة وعلى
      الفرد خاصة بحيث أن الأفكار الدخيلة الغريبة قد تسيطر على عقول أبنائنا بسبب تلك النظرة متناسين الأمور المتعلقة
      بالشرع والدين والتي هي أساس لكل شئ كالقيم والأخلاق والأدب والنخوة وغيرها من الصفات الطيبة الحميدة ..
      وما هو دور عُلماء الأمة في توجيه الحُكام والمجتمعات والأفراد للحفاظ على أصول الدين وعقول النشأ من الأنحراف
      الفكري الذي يكون سبباً في الإنتشار على الأقران ليتعاظم شرُهـ ..
      اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)