"أحيوا سنته"

    • 12- تشرع مشاورة المرأة العاقلة، والأخذ برأيها إذا كان صواباً، ولكن لا يتعدى ذلك إلى تأهيلها لعضوية مجلس الشورى لأمرين رئيسين:
      الأول: مهام هذا المنصب وقراراته مرتبطان بالولاية العامة التي لا تجوز للمرأة. كما أن بيئة العمل، ومستلزماته قد
      تضطر المرأة إلى البروز إلى الناس، والاختلاط بهم، والخلوة بهم، والسفر وحدها بدون محرم، وهذه الأمور لا تحل للمرأة المسلمة بحال.
      الثاني: طبيعة المرأة، وذلك من حيث الأمور التالية:
      أ- ما وصفت به من نقص العقل والدين.
      ب- تكوينها العاطفي، والجسدي؛ بمعنى ما يعتريها من حيض ونفاس ورضاع، وانعكسات ذلك على أدائها.
      13- مشاركة المرأة في الجهاد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان بما يناسب طبيعتها، فلم تكن تبارز
      الرجال، وتلتحم في صفوفهم، إنما كانت تسقي القوم وتداويهم للضرورة، وحسب ما تقتضيه الحاجة، وقد تقاتل دفاعاً عن نفسها إن لزم الأمر وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرضخ لهن ولا يسهم لهن.

      14- قامت الصحابيات في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أوساطهن، ولم يكن يخرجن يتتبعن ويبحثن عن المنكر في أوساط الرجال.
    • 15- من مجالات تعامل المرأة مع الرجل الأجنبي: ما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية، كتبادل التحية، والإعانة والتهادي،
      وإكرام الضيف، وعيادة المرضى، والتعزية.. إلخ، وكل ذلك غير محظور بشرط أمن الفتنة، فحينها يعمل بقاعدة درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.

      16- يجوز علاج المرأة للرجل والعكس، للضرورة، حيث لم يتوفر طبيب من جنس المريض يكفي الحاجة، ولابد
      مع ذلك من مراعاة ما يلي: عدم الخلوة، وعدم الكشف والنظر إلا إلى موضع الحاجة، وتقديم الطبيب الأمين إن وجد.
      17- من مجالات تعامل المرأة مع الرجل الأجنبي: البيع والشراء، والقيام بالمهن، فكانت المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
      تعمل وتخرج لحاجتها، فقامت برعاية مالها، وأعانت زوجها، ونفعت مجتمعها، وكان عملها مناسباً لطبيعتها، غير ممتهن لها،
      ضمن ما شرعه الإسلام من ضوابط، ولم يكن عملها على
      حساب مهمتها الأساسية، وهي رعاية بيتها، وزوجها، وأولادها.

      18- ترفع المرأة حاجتها إلى القاضي. وفي أمور الشهادات اتفق العلماء على قبول شهادة امرأتين ورجل في الأموال،
      كالبيع والوقف، والإجارة والصلح، كما اتفقوا على قبول شهادتهن منفردات فيما لا يطلع عليه الرجال غالباً.
      19- صان الإسلام كرامة المرأة، وراعى حالها، وسترها حتى في حال إقامة الحد عليها.
      20- والخلاصة: إن من تأمل في عهد وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، خير الأنام، يجد أن المرأة سطرت
      صفحات مشرقة في تاريخ الأمة، وساهمت مع الرجل في مسيرة الحياة، ضمن ما يناسب طبيعتها، ويتوافق مع أحكام الشريعة.
    • هذه بعض أحاديث وأغلبها قدسية ، ستبكي .. ليس فرحاً ولا حزناً ولا خوفاً من النار ولا طمعاً في الجنة ، إنما خجلاً من حبيبنا اللـه عز وجل ..!! :-

      عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه

      قال

      : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أتاني جبريل ـ عليه السلام ـ من عند الله تبارك وتعالى، فقال: يا محمد إن الله عز وجل قال لك: إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات ، من وافاهن على وضوئهن ومواقيتهن، وسجودهن، فإن له عندي بهن عهد أن أدخله بهن الجنة، ومن لقيني قد انقص من ذلك شيئا ـ أو كلمة تشبهها ـ فليس له عندي عهد، إن شئت عذبته ، وإن شئت رحمته".

      عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما

      قال

      : "أتاني ربي في احسن صورة، فقال: يا محمد، قلت: لبيك ربي وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: ربي لا أدري ، فوضع يده بين كتفي ، فوجدت بردها بين ثديي ، فعلمت ما بين المشرق والمغرب، قال: يا محمد ، فقلت لبيك ربي وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الدرجات، والكفارات، وفي تقل الأقدام إلي الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكروهات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ومن يحافظ عليهن عاش بخيرٍ، ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه".





      عن أنس ـ رضي الله عنه



      قال

      : نزلت (يا أيها الناس اتقوا ربكم) إلي قوله (ولكن عذاب الله شديد) على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في مسير له، فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال: "أتدرون أي يوم؟" هذا يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعثاً إلي النار: من كل ألف تسع مائةٍ وتسعة وتسعين إلي النار و واحداً إلي الجنة" فكبر ذلك على المسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سددوا وقاربوا وابشروا ، فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة، إن معكم لخليقتين ما كانتا في شيء قط إلا كثرتاه: يأجوج و مأجوج ، ومن هلك من كفرة الجن والإنس".





      يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي

      (( ما من يوم إلا ويستأذن البحر ربه يقول يأرب ااذن لي أن أُغرق ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك وتقول السماوات يأرب ااذن لي أن أطبق على ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك و تقول الأرض يارب أأذن لي أن ابتلع ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك فيقول الله تعالى دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم ))


      يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي

      (( أنا والأنس والجن في نبا عظيم اخلق ويعبد غيري ارزق ويشكر سوايا ، خيري إلى العباد نازل و شرهم أليا صاعد أتودد أليهم برحمتي وأنا الغنى عنهم ويتبغضون أليا بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إلي أهل ذكرى أهل مجالستي فمن أراد أن يجالسني فاليذكرنى أهل طاعتي أهل محبتي أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تابوا أليا فانا حبيبهم وان أبوا فانا طبيبهم ابتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب الحسنة عندي بعشر أمثالها و أزيَـد والسيئة عندي بمثلها واعفوا و عزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم من اتانى منهم تائبا تلقيته من بعيد ومن اعرض عنى ناديته من قريب أقول لة أين تذهب ألك رب سواي ألك رب سواي )


      · يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي

      ((يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم لو لقيتني بتراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شئ لأتيتك بترابها مغفرة

      · يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي

      (( أذنب عبدا ذنب فيقول يارب أذنبت ذنبا فاغفرة لي فقال الله علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ثم عاد فأذنب ذنبا فقال اى ربى أذنبت ذنبا فاغفر لي فقال الله علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ثم عاد عبدي فأذنب ذنبا فقال يارب أذنبت ذنبا فقال الله عز وجل علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي فليفعل عبدي ما شاء ما دام يستغفرني ويتوب إلى ))


      · يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي

      (( ما غضبت على احد كغضبى على عبدا أتى معصية فتعاظمت عليه في جنب عفوي ))


      · يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي

      (( لما عصى إبليس الله فقال الله له اخرج من الجنة فقال لة وعزتك وجلالك لأغوينهم ما دامت أرواحهم في أبدانهم فقال الله عز وجل وعزتي وجلالي لاغفرلهم ما داموا يستغفرونني))


      · يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي

      (( أوحى الله إلى داود يا داود لو يعلم المدبرين عن شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقا أليا يا داود هذة رغبتي والمدبرون فكيف محبتي بالمقبلين عليا ))

      · يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي

      (( أني لاجدنى استحى من عبدي يرفع أليا يدية يقول يارب ارب فاردهما فتقول الملائكة إلى هنا أنة ليس أهلا لان تغفر لة فيقول الله ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أنى قد غفرت لعبدي ))

      · جاء في الحديث أن العبد إذا رفع يدة إلى السماء وهو عاصي فيقول يارب فتحجب الملائكة صوتة فيكررها فيقول يارب فتحجب الملائكة صوتة فيكررها فيقول يارب فتحجب الملائكة صوتة فيكررها فيقول يارب فيقول الله عز وجل إلى متى تحجبون صوت عبدي عنى لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي ))

      تم تحرير الموضوع 7 مرة, آخر مرة بواسطة عزووووز: الخط ().

    • احترس من سوء الظن

      1- يدمر علاقاتك بالناس :


      سوء الظن كالقنبلة التي تنفجر فتدمر كل جميل في الوجود ، لا تعترف بزرع أو زهر أو بستان , أو طائر وديع أو حيوان أليف أو إنسان رحيم .

      سوء الظن كاللغم إذا انفجر ، يخدعك باختفائه ، وتصدم بإهلاكه , حين لا يكون إعتبار لصغير أو كبير ، لإمرأة أو رجل ، لشيخ أو شاب .

      سوء الظن القنبلة أو اللغم ، هو الذي يدمر العلاقات بين الأفراد ، ويفجر الصلات بين المجتمع ، ويفكك الروابط بين العائلات ، ويجفف العواطف بين الناس ، يقول تعالي : ( قل أعوذ برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ، من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة والناس ) سورة الناس
    • أدعية قصيرة .. 50 دعاء لـ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام


      1- " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"


      2- "اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم"

      3- "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات"

      4- "اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء"

      5- "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر"

      6- "اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى"

      7- "اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها"

      8- "اللهم اهدني وسددني، اللهم إني أسألك الهدى والسداد"

      9- "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك"

      10- "اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل"

      11- "اللهم أكثر مالي، وولدي، وبارك لي فيما أعطيتني" يدل عليه دعاء
      النبي صلى الله عليه وسلم لأنس "اللهم أكثر ماله، وولده وبارك له فيما أعطيته"متفق عليه "وأصلح حياتي على طاعتك وأحسن عملي واغفر لي"

      12- "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم"

      13- "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت"

      14- "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" رواه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ولفظه"دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له"

      15- "اللهم إني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضي فيّ حكمك، عدل في قضاؤك. أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي"

      16- "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك"

      17- "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي. وقد قالت أم سلمة رضي الله عنها "كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم".

      18- "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة" رواه الترمذي ولفظه " سلو الله العافية في الدنيا والآخرة"وفي لفظ: "سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية"

      19- "اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة"

      20- "رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكاراً، لك ذكاراً، لك مطواعاً، إليك مخبتاً أواهاً منيباً، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي"

      21- "اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله"

      22- "اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي"

      23- "اللهم إني أعوذ بك من البرص، والجنون، والجذام، ومن سيئ الأسقام"

      24- "اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء"

      25- "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني"

      26- "اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي، وترحمني، وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك" رواه أحمد بلفظه والترمذي بنحوه والحاكم وحسنه الترمذي وقال سألت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - فقال: هذا حديث حسن صحيح. وفي آخر الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "إنها حق فادرسوها وتعلموها".

      27- "اللهم إني أسألك من الخير كله: عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم. اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه عبدك ونبيك. اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً"

      28- "اللهم احفظني بالإسلام قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تشمت بي عدواً ولا حاسداً. اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك"

      29- "اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا"

      30- "اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر"

      31- "اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي"

      32- "اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت. فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم"

      33- "اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني. أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون"

      34- "اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار"

      35- "اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني، وانقطاع عمري"

      36- "اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي"

      37- "اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنه لا يملكها إلا أنت"

      38- "اللهم إني أعوذ بك من التردي، والهدم، والغرق، والحرق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً، وأعوذ بك أن أموت لديغاً"

      39- "اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة" رواه أبو داود ، والنسائي

      40- "اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، والقسوة، والغفلة، والعيلة، والذلة، والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر، والكفر، والفسوق، والشقاق، والنفاق، والسمعة، والرياء، وأعوذ بك من الصمم، والبكم، والجنون، والجذام، والبرص، وسيئ الأسقام"

      41- "اللهم إني أعوذ بك من الفقر، والقلة، والذلة، وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم"

      42- "اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة؛ فإن جار البادية يتحول"

      43- "اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع. أعوذ بك من هؤلاء الأربع"

      44- "اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء في دار المقامة"

      45- "اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار"(ثلاث مرات) رواه الترمذي وابن ماجه والنسائي ولفظه"من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار".

      46- "اللهم فقهني في الدين" يدل عليه رواية البخاري ومسلم في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما

      47- "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم"

      48- "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً"

      49- "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً"

      50- "اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد، الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم"


      - "اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وانا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "
    • أول ثلاثة يدخلون الجنة
      روى الترمذي بإسناد حسن عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
      عُرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة : " شهيد ، وعفيف متعفف ، وعبد أحسن عبادة الله ، ونصح مواليه" .



      تربة الجنة
      ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك عن أبي ذر في حديث المعراج قال:
      قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك ".

      وروى أحمد والترمذي والدارمي عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول الله، مم خلق الخلق ؟ قال:ٍ
      " من ماء". قلنا: الجنة ما بناؤها؟ قال : " لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وملاطها المسك الأظفر، وحصباؤها الدر والياقوت، وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم ، ولا يبأس، ويخلد ولا يموت ، ولا يبلى ثيابهم ، ولا يفنى شبابهم ".
    • قال الرسول (ص): "أفضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان".

      قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم
      القلب؟


      قال: "التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا
      حسد".


      ﴿إلاّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (الشعراء/
      89).


      إنّ سلامة القلب هي أفضل طريق إلى الجنة، وهي مرتبة عالية من
      الأخلاق الرفيعة والمناقب النبيلة، التي لا ينالها العبد إلا بجهاد نفسه وتعهدها
      بالترويض والتدريب فلا يدع في قلبه ذرة من شرك أو نفاق، ولا يترك فيه حقداً ولا
      غلاً ولا حسداً، فيسلم بذلك قلبه وتنقى سريرته. وفي توضيح مفهوم سلامة القلب، وسبل
      بلوغها، يتحدث الدكتور إبراهيم الجنابي، الواعظ الديني والباحث في العلوم
      الإسلامية. الذي يستهل حديثه موضحاً أنّ الإسلام حث على الإهتمام بالقلب أيما
      إهتمام، وحكم بالفوز يوم القيامة لمن جاء بقلب سليم ولمن جاء بقلب منيب، وقد ورد
      ذلك واضحاً في نصوص القرآن الكريم. يقول الله تعالى على لسان أبي الأنبياء الخليل
      إبراهيم (ع) في (سورة الشعراء الآيات من 87-90): ﴿وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ
      يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ
      بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾، فحكم أنّه لا ينفع
      الإنسان يوم القيامة ماله مهما كثَر، ولا أبناؤه وإن كثروا، وأنّ النفع الحقيقي
      إنما يأتيه من سلامة قلبه.

    • ويقول تعالى في معرض الكلام عن أهوال يوم القيامة في (سورة
      ق الآيات من 31-35): ﴿وَأُزْلِفَتِ
      الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ
      حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ *
      ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا
      وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾، فتبيَّن من خلال الآيات أهمية صلاح القلب وإنابته لربه،
      وأنّه هو السبب في نجاة صاحبه يوم القيامة وفي دخوله
      الجنة.


      ويقول تعالى في معرض الكلام عن الإعتبار والتفكر وذلك في (سورة
      الحج الآيتان 45 و46): ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ
      فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ *
      أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ
      آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى
      الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾، فتبين أنّ العمى الحقيقي ليس عمى البصر، بل هو
      عمى القلب حين لا يبصر الحقيقة ولا يهتدي إليها ويعرض عن الدلائل الواضحة البينة
      التي نصبها الله تعالى أمامه ليأخذ منها العبرة والعظة في دينه
      ودنياه.

    • ويقول تعالى في معرض كلامه عن حال المعرضين عن الهدى، وكيف
      تبلدت أحاسيسهم ومشاعرهم فصاروا كالبهائم العجماء بل أشر منها، وذلك في (سورة
      الأعراف الآية 179): ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ
      وَالإنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ
      بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ
      أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾.


      وفي السنة النبوية المطهرة جاء التأكيد على صلاح القلب وأنّه
      الأساس في صلاح حال الإنسان، يقول رسول الله (ص): "ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت
      صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي
      القلب".




      - كيف
      تتحقق سلامة القلب؟


      سلامة القلب وصلاحه يتحققان بثلاثة محاور: الأوّل هو سلامة
      القلب من الشرك ومن النفاق ومن الشبهات التي تشككه في الدين. والثاني هو سلامة
      القلب من الأمراض كالغل والحسد والتكبر والكراهية والبغضاء والشحناء والأنانية.
      والثالث هو سلامة القلب من الشهوات والتعلق بالدنيا الفانية التي أهلكت من كان
      قبلنا.

    • فأما المحور الأوّل، وهو سلامة القلب من الشرك والنفاق
      والشبهات التي تشككه في الدين، فلأنّ الشرك بالله تعالى هو أعظم الذنوب على
      الإطلاق، وهو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله تعالى لمن مات عليه ولم يتب منه، قال
      تعالى في (سورة النساء الآية 48): ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
      وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ
      افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾، ويقول تعالى في الآية 116 من السورة ذاتها: ﴿إِنَّ
      اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ
      يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا﴾. فحكم في الآيتين
      أنّه تعالى لا يغفر الشرك ويغفر ما عداه من الذنوب، ووصف الشرك بالإفتراء العظيم
      والضلال البعيد.


      والمشرك مُحرم عليه دخول الجنة، وممنوع من ذوق نعيمها، قال
      تعالى على لسان نبيه عيسى (ع) في (الآية 72 من سورة المائدة): ﴿.. وَقَالَ
      الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ
      مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ
      النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾، وقال تعالى على لسان أهل الجنة في
      (سورة الأعراف الآية 50): ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ
      أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ
      اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾.

    • ولهذا فإنّ الله تعالى بعث جميع الأنبياء (ع) بالدعوة إلى
      عبادته وتوحيده ونبذ عبادة الأوثان. قال تعالى مخبراً عن هذه الحقيقة في (سورة
      النحل الآية 36): ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اعْبُدُوا
      اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ
      حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ
      عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾، وقال تعالى في (سورة الأنبياء الآية 25): ﴿وَمَا
      أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ
      إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾.


      ومعنى الشرك أن يعبد مع الله غيره ويعظم ذلك المعبود كتعظيمه
      لله أو أكثر، فمن المشركين مَن يعبد الكواكب، ومنهم مَن يعبد الأصنام، ومنهم مَن
      يعبد هواه، ومنهم مَن يعبد البشر. وكل هذه الأفعال باطلة بينة البطلان، فلا يستحق
      أحد أن يُعبد إلا الله عزّ وجلّ، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، أي: معبود بحق إلا
      الله.


      وأما النفاق فهو من أعظم الذنوب وأكبر الآثام، لأنّ المنافق
      يتظاهر بالإيمان ويبطن في قلبه الكفر، فهو يحاول خداع أهل الإيمان ولكنه في الحقيقة
      لا يخدع إلا نفسه. ولهذا فقد توعد الله تعالى المنافقين بالدرك الأسفل من النار،
      وهو أشدها حرارة وأعظمها عذاباً.


      وأمّا الشكوك والشبهات فهي دليل على عدم تمكن الإيمان من قلب
      صاحبها، ولهذا يجب عليه طرد تلك الوساوس والشبهات، وأن يجدد إيمانه بربه كلما طرأ
      شيء من الشكوك والشبهات، وينبغي له الرجوع إلى العلماء الربانيين ليزيلوا بنور
      العلم ظلام الشبهات حتى يكون المؤمن على نور من ربه
      وهدى.

    • وأمّا المحور الثاني وهو سلامة القلب من الأمراض المعنوية
      كالحسد والغل والبغضاء والأنانية والكراهية وغيرها. فلأن هذه الأمراض في حقيقتها
      إنّما تتمكن من ضعيف الإيمان الذي لم يتمكن من المعرفة الصحيحة التامة، فقد يعرف
      شيئاً من دينه ويجهل أضعافاً مضاعفة. وإلا فلم يحسد الإنسان يا ترى، إلا إذا كان
      قليل الإيمان بالله؟ ولم يدخل الغل إلى قلبه، إلا إذا كان ضعيف اليقين بربه؟ ولم
      يكون أنانياً، إلا إذا لم يعرف أن كل شيء بيد الله؟ ولم يكره الناس، إلا إذا لم
      يتحقق أنهم خلق الله؟ ولماذا يغتر بما في يده، ما لم يوقن أنّه لا يدوم له وأنّ
      الله يدخر له خيراً منه في الجنة إن كان مؤمناً
      تقياً؟

    • أمّا المحور الثالث، وهو تعلق القلب بالشهوات والدنيا الفانية،
      لأنّ الشهوات إنما وجدت في الدنيا ليأخذ منها المؤمن ما أحل الله له منها ويتنزه
      عما حرم الله عليه منها، ولهذا لا نجد شهوة تكون سبباً في إغواء الناس إلا وقد وجد
      من الشهوة الحلال ما هو أفضل منها.


      فشهوة النساء، التي هي أعظم البلاء وأشدها خطراً وفتكاً
      بالناس، إنما حرم الله على الناس منها ما يضرهم. فحرم الزنا، لكونه سبباً في إختلاط
      الأنساب وتنازع الناس، فيكون سبباً في عدم الإستقرار النفسي والأسري والمجتمعي.
      ولهذا لا تجد مجتمعاً تشيع فيه الفواحش والعلاقات المحرمة إلا وابتلي بالأمراض
      النفسية والشقاء الأسري والبلاء المجتمعي. وفي المقابل أباح لهم الزواج الذي تُنال
      به اللذة الحلال، ويحصل به الإستقرار النفسي والأسري
      والمجتمعي.


      وكذا شهوة المال التي هي من أعظم الفتن التي يتخبط فيها الناس،
      فيرتكبون المحرمات ويتجاوزون الحدود من أجل الوصول إليه، فكم من قاتل وسارق ومختلس
      وغشاش كان همهم الوحيد الوصول إلى المال. وكذا غيرهم كثير. فحرّم الله تعالى على
      المسلم كسب المال الحرام، وأباح له المكاسب الحلال وهي أكثر وأطيب من المكاسب
      المحرمة.

    • وقد جاء النص القرآني معبراً عن تعلق الناس بهذه الشهوات في
      قوله تعالى في (سورة آل عمران الآيتان 14 و15): ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ
      الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ
      الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ
      ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ
      أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ
      جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ
      مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾، فوعدهم بما
      هو خير منها إن هم أعرضوا عن حرامها واكتفوا
      بحلالها.


      ومن الشهوات شهوة العلو على الناس والإرتفاع فوقهم وحب التصدر
      في كل شيء وهي شهوة خفية قد لا ينتبه إليها كثير من الناس، فينبغي على المسلم
      المخلص ألا يستصغر أحداً من المسلمين، بل يعاملهم بالمحبة والإحترام، فيجعل كبيرهم
      أباً وأوسطهم أخاً وأصغرهم بنا.

    • من فوائد سلامة الصدر:
      سلامة الصدر ترفع الإنسان عند ربه تعالى وتعلي مكانته يوم
      القيامة. فعن أنس بن مالك أنّه قال: كنا جلوساً مع رسول الله (ص)، فقال: "يطلع
      عليكم الآن رجل من أهل الجنة"، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق
      نعليه في يده الشمال. فلما كان الغد قال النبي (ص) مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك
      الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي (ص) تبعه عبدالله بن عمرو بن العاص، فقد
      إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي
      فعلت. قال: نعم. قال أنس: وكان عبدالله يُحَدث أنّه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم
      يره يقوم من الليل شيئاً غير أنّه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عزّ وجلّ وكبر
      حتى يقوم لصلاة الفجر. قال عبدالله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضت
      الثلاث ليالٍ وكدت أحتقر عمله، قلت، يا عبدالله، إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا
      هجر، ولكن سمعت رسول الله (ص) يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل
      الجنة، فطلعت أنت الثلاث مرار، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فاقتدي به، فلم أرك
      تعمل كثير عمل، فمال الذي بلغ بك ما قار رسول الله (ص)؟ فقال: ما هو إلا ما رأيتز
      قال: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من
      المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبدالله: هذه التي
      بلغت بك وهي التي لا نطيق. فهذا الرجل الأنصاري إنما ارتفع على غيره بسلامة صدره من
      الغش والحسد، فبشره النبي (ص) بدخول الجنة ثلاث
      مرات.

    • ومن وصايا الصالحين قولهم: كن طاهر القلب نقي الجسد من الذنوب
      والخطايا، نقي اليدين من المظالم، سليم القلب من الغش والمكر والخيانة خالي البطن
      من الحرام، فإنّه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت. كف يصرك عن الناس، ولا تمشين بغير
      حاجة. ذكره في حلية الأولياء.



      ومن فوائد سلامة القلب: اليقين بالله تعالى، والثقة المطلقة به
      جل جلاله، والقرب منه تعالى في كل الأحوال، والفوز بالجنة ودار النعيم. ومن فوائدها
      أيضاً الطمأنينة والراحة والسكون، ومحبة الخلق والسعي في نفعهم والفوز بمحبة
      الآخرين وثقتهم، فضلاً عن السعادة الغامرة في كل تفاصيل الحياة، والإستقرار العائلي
      والمجتمعي، وخلو المجتمع من الظواهر السلبية الناتجة عن الحقد والكراهية
      والحسد.

    • حظي الوقت بنصيب وافر من العناية فيما
      نُقِلَ عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال،
      ويمكننا تناول ذلك من خلال المحاور التالية:

      أولاً: الوقت نعمة
      عظيمة

      تؤكد السنة المطهرة ما جاء في القرآن الكريم من أن الوقت من نعم الله
      على عباده وأنهم مأمورون بحفظه ومسؤولون عنه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال
      رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( نعمتان مغبونٌ فيهما
      كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ)).(1) ومعنى قوله صلى الله عليه
      وسلم: (( كثيرٌ من الناس )): "أي أن الذي يوفق لذلك قليل... فقد يكون
      الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنياً ولا يكون
      صحيحاً، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون"،(2) و"النعمة ما يتنعم
      به الإنسان ويستلذه، والغبن أن يشتري بأضعاف الثمن أو يبيع بدون ثمن المثل".(3)

    • وفي هذا الحديث "ضرب النبي صلى الله عليه
      وسلم للمكلف مثلاً بالتاجر الذي له رأس مال، فهو يبتغي الربح مع سلامة رأس
      المال، فطريقُه في ذلك أن يتحرى فيمن يعامله، ويلزم الصدق والحذق لئلا يُغبن،
      فالصحة والفراغ رأس مال، وينبغي له أن يعامل الله بالإيمان، ومجاهدة النفس وعدو
      الدين، ليربح خيري الدنيا والآخرة".(4)

      فمن صحَّ بدنه وتفرّغ من الأشغال العائقة ولم يسعَ لاستثمار هذه الصحة وهذا الفراغ لإصلاح آخرته ودنياه، فيستثمرهما الاستثمار الأمثل في تحقيق أهدافه التي تعينه على العيش الرغيد في الدنيا، وترقى به إلى مدارج الصالحين في الآخرة، فمن لم يكن كذلك فهو كالمغبون فيهما.

    • ثانيا ً: الوقت مسؤولية كبرى

      وقت المسلم أمانة عنده، وهو مسؤول عنه يوم
      القيامة، هذا ما تؤكده السنة المطهرة، فهناك أربعة أسئلة سيُسألها العبد أمام الله
      عز وجل يوم القيامة، منها سؤالان خاصان بالوقت، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى
      يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعن ماله من أين
      اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه )).(5) أي أن العبد في ذلك الموقف
      العصيب، يوم القيامة، لن تزول قدماه، ولن يبرح ذلك المكان، حتى يسأل ويحاسب عن مدة
      عمره بعامّة كيف قضاها، وعن فترة شبابه بخاصة كيف أمضاها، ذلك أن الشباب هو محور
      القوة والحيوية والنشاط، وعليه الاعتماد في العمل أكثر من غيره من مراحل العمر
      الأخرى، لذا فقد خُص بالسؤال عنه مستقلاً مع أنه داخل ضمن السؤال عن العمر وذلك
      لأهميته.



    • الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاً للخائفين، ونوراً للمستوحشين،
      والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين، وسيد الراكعين والساجدين، وعلى آله
      وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:

      فإن قيام الليل هو دأب
      الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم،
      ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم
      قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من
      أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.

      صفة صلاة قيام الليل


      أن يفتتح صلاته بركعتين خفيفتين ثمَّ يُصلي بعدهما بما شاء والدليل على ذلك
      قول وفعل رسولنا صلى الله عليه وسلم فعن عائشة - رضي اللهُ عنها وحشرني معها - قالت
      " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يُصلي افتتح
      صلاته بركعتين خفيفتين
      ".

      كذلك عليه أن يوقظ أهله فعن أبي هريرة رضي
      الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( رحم الله رجلاً قام
      من الليل فصلّى فأيقظ امرأته فإن أبى نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من
      الليل فصلّت فأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء
      )) . // وغيـرها من
      الآداب ..

      نأتي الآن إلى ذكر صفة صـلاة الليل :-

      صلاة الليل هي ما
      يُصلى بين العشاء والفجر وتدخل ضمن صلاة التطوع ، وهي على خمسة أضرب " أقصد صلاة
      التطوع " :-

      الأول / السنن الراتبة أي الثابتة
      المُستمِّرة وهي التابعة للفرائض .

      الثاني / الوتر
      - ووقته مابين صلاة العشاء والفجر وأقله ركعة لقوله صلى الله عليه وسلم (( الوتر
      ركعة من آخر الليل )) رواه مسلم .

      وأكثره إحدى عشر ركعة ، وأدنى الكمال
      ثلاث بتسليمتين وعلل من قال بهذا القول أن الواحدة اختلف في كراهتها فلذلك كانت
      الثلاث أدنى للكمال وذهب بعض أهل العلم إلى أن أدنى الكمال واحدة لثبوت مشروعية
      الوتر بواحدة من قوله وفعله صلى الله عليه وسلم ؛ وهذا هو الأقرب ... ويقنت في
      الثالثة بعد الركوع ..

      الثالث / التطوع المطلق
      وتطوع الليل أفضل من تطوع النهار لقوله صلى الله عليه وسلم (( أفضل الصلاة بعد
      الفريضة صلاة الليل )) . رواه مسلم ، والنصف الأخير أفضل من الأول ، - انظـر شرح
      عُمـدة الفقه لابن قدامه -

      أما صفة الصلاة /

      فإن
      صلاة الليل مثنى مثنى لقول النبي صلى الله عليه وسلم :


      (( صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة ))
      رواه البخاري ..

      أي أن الإنسان يصلي ما تيسَّر له ركعتين ركعتين يعني يصلي
      ركعتين ثم يسلِّم ثم يقوم ويصلي ركعتين ويسلِّم وهكذا ، والنبي صلى الله عليه وسلم
      ما كان يزيد على إحدى عشرة ركعة، ولكنه -أحياناً- يقرأ في الركعة الواحدة بالبقرة
      وآل عمران والنساء.

      فإن شاء أن يطيل القراءة ويقلِّل الركعات، وإن شاء أن
      يقصّر القراءة ويكثر من الركعات ..

      ♡̷̷̷̷̷̷̷ سألوني أي رجـل تحبين؟ فـقلت : من انتظرني تسعه أشهر و أستقبلني بـفرحته و رباني على حساب صحتـه هو الذي سيبقى أعظم حـب بـقلبي للأبد عذراً لـجميع الرجال فـلا أحد يشبه أبي ♥♡
    • ثالثاً: الوقت وعاء العبادة

      الصلاة والزكاة والصيام والحج ونحوها عبادات
      محددة بأوقات معينة، لا يصح تأخيرها عنها، وبعضها لا يقبل إذا أدي في غير وقته، فهي
      مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالوقت، الذي هو عبارة عن الظرف أو الوعاء الذي تؤدى
      فيه.

      ومما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحث
      على أداء العبادات في وقتها قوله حين سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: (( الصلاة لوقتها
      )).(6) وكان (ص) يقول إذا رأى الهلال: (( اللهم أهلّه علينا باليُمن والإيمان،
      والسلامة والإسلام، ربي وربك الله )).(7) وكان يقول عن هلال رمضان: (( صوموا لرؤيته
      وأفطروا لرؤيته )).(8)

    • عليه الصلاة والسلام
      ♡̷̷̷̷̷̷̷ سألوني أي رجـل تحبين؟ فـقلت : من انتظرني تسعه أشهر و أستقبلني بـفرحته و رباني على حساب صحتـه هو الذي سيبقى أعظم حـب بـقلبي للأبد عذراً لـجميع الرجال فـلا أحد يشبه أبي ♥♡
    • وجاء عنه صلى الله عليه وسلم في الحث على قيام الليل وذكر
      الله فيه قوله: (( أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن
      تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن )).(9)

      كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم الحث على اغتنام عشر ذي الحجة بالعمل الصالح،
      وذلك في قوله: ((ما العمل في أيام أفضل منها في هذه )) قالوا ولا الجهاد قال: ((
      ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء )).(10)


    • رابعاً: الوقت في أفعال النبي (ص) :

      كان النبي صلى الله
      عليه وسلم من أشد الناس حرصاً على وقته، وكان لا يمضي له وقت في غير عمل لله
      تعالى، أو فيما لا بد منه لصلاح نفسه، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه يصف حال
      النبي صلى الله عليه وسلم بأنه: (( كان إذا أوى إلى منزله
      جزّأ نفسه دخوله ثلاثة أجزاء، جزءاً لله، وجزءاً لأهله، وجزءاً لنفسه، ثم جزأ جُزأه
      بينه وبين الناس )).(11)

    • كما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على إعمار وقته
      بالعبادة والطاعة، فقد جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي (ص) كان
      يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: (( لم تصنع هذا يارسول الله وقد غفر
      الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً )).(12)

    • خامساً: تقسيم الوقت وتنظيمه

      يحث النبي صلى الله عليه
      وسلم الأمة على الاهتمام بتنظيم الوقت وتوجيهه لمعالي الأمور في الحياة
      الخاصة والعامة، فيقول فيما يرويه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
      دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (( ألم
      أُخْبَر أنّك تقوم الليل وتصوم النهار؟ قلت: بلى. قال: فلا تفعل، قم ونم وصم وأفطر،
      فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لِزَورِكَ (*) عليك حقاً، وإن لزوجك
      عليك حقاً )).(1) ومن الأولى بالمسلم ألا يخل بهذه الموازنة بل الواجب عليه أن يوزع
      وقته للوفاء بهذه الحقوق دون إخلال بأحدها لصالح الآخر، وليس المقصود توزيع الوقت
      بين هذه الحقوق بالتساوي، وإنما المراد التسديد والمقاربة في الوفاء بها جميعاً قدر
      الاستطاعة.

    • ومما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن صحف إبراهيم عليه
      السلام قوله: (( على العاقل - مالم يكن مغلوباً على عقله- أن تكون له ساعات: ساعة
      يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع الله، وساعة يخلو
      فيها لحاجته من المطعم والمشرب )).(2)

    • ومن تنظيم الوقت أن يكون فيه جزء للراحة والترويح، فإن النفس تسأم بطول الجِدِّ،
      والقلوب تمل كما تملّ الأبدان، فلا بد من قدر من اللهو والترفيه المباح، فعن حنظلة
      الأُسيدي رضي الله عنه أنه دخل على النبي صلى الله عليه
      وسلم فقال: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله صلى
      الله عليه وسلم وما ذاك ؟ قلت: يارسول الله نكون عندك تذكّرنا بالنار والجنة
      حتى كأنَّا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا (*) الأزواج والأولاد والضيعات
      نسينا كثيراً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      (( والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على
      فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة )) كررها ثلاث مرات.
    • (3) هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه ويبين
      لهم أن القلوب تكل وتتعب وتتقلب فيجب العمل على مراعاتها والتنفيس عنها بين الفينة
      والأخرى بما أحل الله، وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم ذلك ووعوه وطبقوه في
      حياتهم العمليّة فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (أريحوا القلوب، فإن القلب
      إذا أكره عمي)، (4) وروى عنه أنه قال أيضاً: (إن للقلوب شهوة وإقبالاً، وفترة
      وإدباراً، فخذوها عند شهواتها وإقبالها، وذروها عند فترتها وإدبارها)، (5) وجاء عن
      أبي الدرداء رضي الله عنه قوله: (إنّي لأستجمّ نفسي بالشيء من الباطل غير المحرّم
      فيكون أقوى لها على الحق). (6)

    • سادساً: الحث على اغتنام الوقت والتحذير من إضاعته

      من الأقوال المأثورة في
      الحث على استثمار الوقت واقتناص فرصه، حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول
      الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: (( اغتنم خمساً
      قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغَنَاءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك،
      وحياتك قبل موتك )). (7) فقد لخّص النبي (ص) في هذه الكلمات الموجزة البليغة ما
      تناوله الباحثون في كتب عدة، فهو من جوامع الكلِم، إذ تحدّث عن أهمية الوقت
      والمبادرة إلى استثماره واغتنام قوة الشباب وفرص الفراغ في العمل الصالح المثمر،
      وحذر من خمس معوّقات لاستثمار الأوقات، كل ذلك في عبارات وجيزة لا تبلغ العشرين
      كلمة.