"أحيوا سنته"








    • الإخوة والأخوات
      الكرام







      مازلنا مع مشروع إحياء السنة النبوية لخير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم





      وسنة اليوم هي
      : (( [B]سنن السفر
      ))..[/B]


      قال رسول الله صلى الله عليه
      وسلم


      إستحباب السفر يوم
      الخميس



      لقلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج ، إذا خرج في سفر
      ، إلا يوم الخميس .


      الراوي: كعب بن مالك المحدث:
      البخاري - المصدر:
      صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2949
      خلاصة حكم المحدث: [صحيح]










      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم





      استحباب طلب
      الرفقه وعدم السفر منفرداً


      لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ، ما سار راكب
      بليل وحده


      الراوي:
      عبدالله بن عمر المحدث:
      البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2998
      خلاصة حكم المحدث: [صحيح]




      قال رسول الله صلى الله عليه
      وسلم





      إذا
      خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم


      الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن
      مفلح
      - المصدر: الآداب الشرعية - الصفحة أو الرقم: 1/452
      خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد




      قال رسول الله صلى الله عليه
      وسلم





      عليكم بالدلجة، فإن الأرض تطوى
      بالليل


      الراوي: أنس
      بن مالك المحدث:
      السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 5523
      خلاصة حكم المحدث: صحيح


      والدلجه : هى السفر
      ليلاً



      وصلى اللهم على محمد
      وعلى آله وصحبه وسلم



    • إنَّ الحمد
      لله،
      نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومِن سيِّئات
      أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا
      الله وحْدَه لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله؛ ﴿ يَا
      أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
      وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً
      وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
      عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
      ﴾ [النساء: 1].



      ﴿ يَا أَيُّهَا
      الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
      وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
      ﴾ [الحشر:
      18].



    • إنَّ خيرَ الحديث كتاب الله، وخير الْهُدى هدى
      محمدٍ، وشَر الأمور مُحْدَثاتها، وكل بدعة ضلالة.



      لا سعادة للبَشَريَّة جَمْعاء إلاَّ بمتابعة النبي
      - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلا سعادة للناس؛ أفرادًا وجماعات ودولاً، إلاَّ
      بترسُّم هَدْي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ففيه الهداية في الدَّارَين؛ ﴿
      وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾ [النور:
      54].



      في متابعة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -
      مَحبَّة الله للمتابع ومَغفرة ذنوبه؛ ﴿ قُلْ إِنْ
      كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ
      لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
      ﴾ [آل عمران:
      31].



    • بعض هَدْي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما يتعلَّق بالسفر:

      أولاً:
      يستشير ويستخير المسافر قبل السفر
      فمن هَدْي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه إذا أراد السفر ودَّع أهْله
      وأحبابه، وأخْبرهم بسفره، فيستحبُّ للمسافر أنْ يقولَ: أستودعكم الله الذي لا تضيع
      ودائعَه، ويُستحبُّ لِمَن أرادَ أنْ يُودِّعه أنْ يقولَ له: أستودع الله دينَك
      وأمانتك، وخواتيمَ عملك.



      ويُستحبُّ للمُسافر إذا استوى على وسيلة النقْل
      مُريدًا السفرَ أنْ يدعوَ بدعاء السفر؛ فعن
      ابن عمر - عَلَّمهم - أنَّ رسول الله -
      صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا استوى على بَعِيره خارجًا إلى سفر، كَبَّر
      ثلاثًا، ثم قال: ((سبحان الذي سخَّر لنا هذا، وما كنَّا له مُقْرنين، وإنا إلى
      ربِّنا لمنقلبون، اللهم إنَّا نسألك في سفرنا هذا البِر والتقوى، ومِن العمل ما
      تَرْضى، اللهم هَوِّن علينا سَفَرنا هذا، واطوِ عنَّا بُعْده، اللهم أنتَ الصاحب في
      السفر، والخليفة في الأهْل، اللهم إني أعوذ بك من وَعْثاء السفر، وكآبة المنظر،
      وسوء المنْقَلَب؛ في المال والأهل))، وإذا رجَعَ قالَهنَّ، وزادَ فيهنَّ: ((آيبون
      تائبون، عابدون لربنا حامدون))؛ رواه مسلم (1342).


    • ويشرع للجماعة؛ سواء كانوا من أسرة واحدة أو مُتفرِّقين أنْ يُؤَمِّروا خيرَهم إذا
      سافروا، فيكون مسؤولاً عنهم فيما يتعلَّق بشؤون السفر؛ فعن أبي سعيد وأبي هريرة -
      رضي الله تعالى عنهما - قالا: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا خرَجَ
      ثلاثة في سفرٍ، فليؤمِّروا أحدَهم))"؛ رواه أبو داود (2608) (2609)، وحَسَّن
      إسنادَه النوويُّ في "رياض الصالحين"
      (960).



      لأنهم إذا لم يؤمِّروا أحدَهم دبَّ الخلاف بينهم،
      ورُبَّما تسبَّب الشيطان في إيقاع العداوة بينهم، فيستشيرهم الأمير، ثم يحسمُ
      المسائل التي تختلف فيها الآراء؛ من الوقوف والسير، واختيار المكان وغير ذلك مما
      يتعلَّق بالسفر، فيطيعونه بالمعروف.

    • ومن سُنن السفر التكبيرُ، فيكرِّر الله أكبر حينما يعلو المسافر مكانًا مرتفعًا،
      كالجبل والنفود، وحين إقلاع الطائرة، ويُسَنُّ التسبيح، فيكرِّر المسافر: سبحان
      الله حينما ينزل مكانًا منخفضًا، كالأَوْدِية، وحين تستعدُّ الطائرة للهبوط؛ عن
      جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: "كنَّا إذا صَعدْنا كبَّرْنا، وإذا نزلْنا
      سبَّحْنا"؛ رواه البخاري (2993)، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رجلاً قال:
      يا رسول الله، إني أريد أنْ أسافرَ؛ فأوصني، قال: ((عليك بتقوى الله، والتكبير على
      كلِّ شَرَفٍ)) والشَّرَف: ما ارتفعَ من الأرض، فلمَّا أنْ وَلَّى الرجلُ، قال:
      ((اللهم اطْوِ له الأرض، وهَوِّن عليه السفر))؛ رواه الترمذي (3445)،
      وحَسَّنه.
    • ومن السُّنن أثناء السير التنفُّل على وسيلة النقل؛ سواء كانتْ دابَّة أو سيارة أو
      طائرة، أو قطارًا أو غير ذلك، مما يستجدُّ من وسائل النقل، وإنْ تيسَّر أن يفتتحَ
      الصلاة مستقبِلاً القِبلة فحَسن؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -
      صلَّى الله عليه وسلَّم - "كان إذا سافَرَ فأرادَ أن يتطوَّعَ استقبل بناقته
      القِبلة، فكبَّر ثُمَّ صلَّى حيث وجَّهه ركابه"؛ رواه أحمد (12696)، وغيره بإسناد
      حَسَن.
    • وله أن يفتتحَ الصلاة لغير القِبلة؛ فاستقبالُ
      القِبلة ليس شرطًا في صلاة النافلة في السفر، ويومِئ برأْسه وهو على المقعد؛ فعن
      سالم بن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - عن أبيه أنَّ رسول الله - صلَّى الله
      عليه وسلَّم - "كان يُسبِّحُ على ظَهْر راحلته؛ حيث كان وجْهُه يومِئ برأْسه، وكان
      ابن عمر يفعله"؛ رواه البخاري (1105).



      ويكون الركوع والسجود بالإيماء بالرأْس فقط، ويجعل
      السجود أخْفَضَ من الركوع؛ فعن جابر قال: بَعَثني رسول الله - صلَّى الله عليه
      وسلَّم - في حاجة، قال: فجئتُ وهو يصلِّي على راحلته نحو المشْرِق، والسجود أخفض من
      الركوع"؛ رواه أبو داود (1227) وغيرُه بإسنادٍ صحيح.



    • وهذه السُّنة عامَّة
      للراكب والسائق،
      فإنْ قيلَ السائق يحتاج إلى الالتفات ورفْع الرأْس للنظر في
      المرآة، فيُقال: لا مانعَ من ذلك من غير كَرَاهة؛ فالالتفات في الصلاة للحاجة جائزٌ
      من غير كراهة، فالْتَفَتَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في صلاة الفرْض، وكذلك
      أبو بكر لحاجةٍ.



      فالنَّفْل المطْلَق سُنَّة للمسافر؛ سواء كان في
      الطريق أو حين يَصِل للبلد الذي قَصَده حتى يعود، وكان النبي يحافظ على الوِتْر
      وراتبة الفجر في السفر، ولم يكنْ يحافظ على السُّنن الرواتب غير راتبة الفجر، وليس
      معنى ذلك الانقطاع عن النَّفْل المطْلَق، لا سيَّما إذا كان المسافر في مكان فاضلٍ؛
      كمكةَ والمدينة.



    • وردَ النهي أنْ يَقْدِم الرجلُ المسافر على أهْله
      ليلاً؛ فعن جابر بن عبدالله يقول: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا
      أطالَ أحدُكم الغَيبة، فلا يطرقْ أهْلَه ليلاً))؛ رواه البخاري (5244).



      وهذا في حقِّ شخصٍ لا يعلم أهْله بقُدومه، فإذا
      قَدِم نهارًا فسوف يشيع خبرُ قدومه قبل وصوله زوجتَه، فتستعد له، فالنهي عن القُدوم
      ليلاً؛ حتى لا يُفَاجِئ زوجتَه بقُدومه، ولم تستعدَّ له، فالمرأة إذا كان زوجُها
      غائبًا لا تهتمُّ بنفسها كما تهتمُّ إذا كان زوجها حاضرًا؛ فعن جابر بن عبدالله،
      قال: قفلْنا مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من غزوة، فلمَّا ذهبْنا لندخلَ،
      قال: ((أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً؛ أي: عشاءً؛ لكي تمتشطَ الشَّعثة، وتَسْتَحِدَّ
      الْمُغيبة))؛ رواه البخاري (5079)، ومسلم (715).



    • وفي زماننا يُمكن أن يتَّصِل المسافر بأهله،
      فيخبرهم بقدومه، فيتهيَّؤون له، فلا يدخل في النهي؛ قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (9/340): "مَن أعْلَمَ أهْله بوصوله، وأنَّه
      يَقْدِم في وقتِ كذا مثلاً، لا يتناوله هذا النهي".



      ومن السُّنة إذا دَنَا المسافر من مدينته وأشْرَف
      عليها أنْ يُكرِّر هذا الذِّكْر: "آيبون تائبون، عابدون لربنا حامدون" حتى يدخل
      مدينته؛ فعن أنس بن مالك قال: أقبلْنا مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى إذا
      كنَّا بظهر المدينة، قال: ((آيبون تائبون، عابدون لربنا حامدون))، فلم يَزَلْ يقول
      ذلك حتى قَدِمْنا المدينة"؛ رواه البخاري (3086)، مسلم (1345).



      وإذا دخل المدينة يُسَنُّ له قبل الذهاب إلى بيته
      أنْ يَقْصِد المسجد، فيُصَلِّي فيه ركعتين، وهما سُنة القدوم من السفر، ثم يذهب إلى
      بيته، وهذه السُّنة ثابتة عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من قوله وفِعْله؛
      ففي حديث كعب بن مالك الطويل في قصة تخلُّفه قال: "وكان إذا قَدِم من سفرٍ بدأ
      بالمسجد، فيركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس"؛ رواه البخاري (4418)، ومسلم
      (716).



    • وعن جابر بن عبدالله قال: "اشترى منِّي رسول الله -
      صلَّى الله عليه وسلَّم - بعيرًا، فلمَّا قَدِم المدينة أَمَرني أنْ آتي المسجدَ
      فأصلِّي ركعتين"؛ رواه البخاري (2097)، ومسلم (715).



      كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُصلِّي
      الصلاة في وقْتها إذا كان مسافرًا، لكن إذا جَدَّ به السير جَمَع بين الظهر والعصر،
      وبين المغرب والعشاء؛ فعن أنس قال كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - "إذا
      ارتحلَ قبل أن تزيغَ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثم يجمع بينهما، وإذا زاغتْ
      صلَّى الظهر ثم ركبَ"؛ رواه البخاري (1111)، ومسلم (704).



      وعنه - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى
      الله عليه وسلَّم - "كان يجمعُ بين هاتين الصلاتين في السفر؛ يعني: المغرب
      والعشاء"؛ رواه البخاري (1111)، ومسلم (704).


    • إما إذا كان حالاًّ
      غير مُرتَحِل،
      فكان يصلِّي الصلاة في وقْتها ولا يجمعها، ولم يثبتْ عن النبي
      - صلَّى الله عليه وسلَّم - حديث صحيح صريحٌ في الجمع وهو حالٌّ من غير حاجة،
      إنَّما كان يجمع للحاجة، كما جَمَع بين الظهر والعصر في عَرَفة وهو مُقِيم لأَجْل
      أنْ يتفرَّغ للذِّكْر والدعاء، فمَن يذهب لرحلة بريَّة أو تنزُّه ونحو ذلك، ويجمع
      من غير حاجة، فعملُه خلاف هَدْي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.


      اخوتي في الله
      ليكنْ لكم أثرٌ على مَن تخالطونهم في حِلِّكم وتَرحالكم في بيان هَدْي النبي -
      صلَّى الله عليه وسلَّم - بالحال قبل المقال، فالناس تتأثَّر بالعمل أكثر من
      تأثُّرهم بالأقوال، فالكثير يحسن القول بخلاف العمل.

      حفظكم الله في حلكم وترحالكم
      وهدانا وإياكم
      الى طاعته ومرضاته
      آآآآآآآآآآآمين


    • اجتناب الشبهات
      عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
      وسلم يقول " إن الحلال بين و الحرام بين , وبينهما مشتبهات قد لا يعلمهن كثير من
      الناس , فمن اتقى
      الشبهات فقد استبرأ
      لدينه وعرضه , ومن وقع في
      الشبهات فقد وقع في
      الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه , ألا وأن لكل ملك حمى ,ألا وإن
      حمى الله محارمه , إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد
      الجسد كله , ألا وهي القلب " رواه البخاري ومسلم

    • الشرح :
      قسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام
      : قسم حلال بين لا اشتباه فيه , وقسم حرام بين لا اشتباه فيه , وهذان واضحان أما الحلال
      فحلال ولا يأثم الإنسان به , وأما الحرام فحرام ويأثم الإنسان به
      .
      مثال
      الأول : حل بهيمة الأنعام ... ومثال الثاني
      : تحريم الخمر .
      أما القسم الثالث : فهم الأمرالمشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلال أم
      من الحرام ؟ ويخفى حكمه على كثير منالناس , وإلا فهو معلوم عند آخرين
      .

      فهذا
      يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الورع تركه وأن لا يقع فيه ولهذا قال : " فمن اتقى
      الشبهات فقد
      استبرأ لدينه وعرضه " استبرأ لدينه فيما بينه وبين الله , واستبرأ لعرضه فيما بينه
      وبين الناس بحيث لا يقولون : فلان وقع في الحرام , حيث إنهم يعلمونه وهو عند مشتبه
      .
      ثم ضرب
      النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لذلك بالراعي يرعى حول الحمى "أي حول الأرض المحمية
      التي لا ترعها البهائم فتكون خضراء , لأنها لم ترعى فيها فإنها تجذب البهائم حتى
      تدب إليها وترعاها " - " كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه " ثم قال عليه
      الصلاة والسلام : " ألا وأن لكل ملك حمى "يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون
      شيئا من الرياض التي يكون فيها العشب الكثير والزرع الكثير
      . " ألا
      وإن حمى الله محارمه " أي ما حرمه على عباده فهو حماه , لأنه منعهم أن يقعوا فيه ثم
      بين أن في الجسد مضغة يعني لحمة بقدر ما يمضغه الأكل إذا صلحت صلح الجسد كله ثم
      بينها بقوله " ألا وهي القلب " وهو إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يراعي ما في
      قلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والأمور المشتبهات
      .
    • فيستفاد من هذا الحديث :

      أولا :
      أن الشريعة الإسلامية .. حلالها بين وحرامها بين , والمشتبه منها يعلمه بعض الناس
      .

      ثانيا
      : أنه ينبغي للإنسان إذا اشتبه عليه
      الأمر أ حلال هو أم حرام أن يجتنبه حتى يتبين له أنه حلال
      .

      *
      ومن فوائد الحديث : أن الإنسان إذا وقع في الأمور المشتبه هان عليه أن يقع في
      الأمور الواضحة فإذا مارس الشيء المشتبه فإن نفسه تدعوه إلى أن يفعل الشيء البين
      وحينئذ يهلك .
      * ومن فوائد هذا الحديث : جواز ضرب المثل من أجل أن
      يتبين الأمر المعنوي بضرب الحسي , أي أن تشبيه المعقول بالمحسوس ليقرب فهمه
      . * ومن
      فوائد هذا الحديث : حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام بضربه للأمثال وتوضيحها
      . * ومن
      فوائد هذا الحديث : أن المدار في الصلاح والفاسد على القلب وينبني على هذه الفائدة
      أنه يجب على الإنسان العناية بقلبه دائما وأبدا حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون
      عليه . *
      ومن فوائد الحديث : أن فاسد الظاهر دليل على فاسد الباطن لقول النبي صلى الله عليه
      وسلم " إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله " ففساد الظاهر عنوان
      فساد الباطن .


      وفقنا الله جميعا لما فيه الخير والعمل
      الصالح

    • السنة عند القيام من المجلس

      أن تقول كفارة المجلس وهو ( سبحانك اللهم وبحمدك
      أشهد أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك ) رواه أصحاب السنن.

      • وكم من
      المجالس التي يجلسها المسلم في يومه وليلته إنها مجالس كثيرة وإليك بيان ذلك
      بالتفصيل :
      1- عندما تتناول الوجبات الثلاثة … فلا شك أنك سوف تتحدث في الغالب
      مع من يجالسك …
      2- عندما ترى شخصاً من أصحابك أو جيرانك وتتحدث معه ولو كنت
      واقفاً .. .
      3- في جلوسك لمن معك من الزملاء والأصحاب وأنت في دائرة العمل أو
      على مقاعد الدراسة ..
      4- في جلوسك مع زوجتك وأولادك وأنت تتحدث إليهم وهم
      يتحدثون إليك .
      5- في طريقك وأنت في السيارة لمن كان معك في الطريق من زوجة أو
      صديق …
      6- في حضورك لمحاضرة أو درس …
      • فانظر يا رعاك الله كم مرة قلت هذا
      الذكر في يومك وليلتك فتكون دائم الصلة بالله ، فكم مرة أثنيت على ربك ونزهته عما
      لا يليق به وعظمته عندما تقول (سبحانك اللهم وبحمدك ) .
      • وكم مرة جدَدت التوبة
      والاستغفار مع ربك في يومك وليلتك ، مما حصل منك في تلك المجالس عندما تقول (
      أستغفرك وأتوب إليك ) .
      • وكم مرة أقررت لله تعالى بالوحدانية ، الوحدانية في
      الربوبية ، والوحدانية في الألوهية ، والوحدانية في أسمائه وصفاته عندما تقول (
      أشهد أن لا إله إلا أنت ) .
      • فتكون طيلة يومك وليلتك بين توحيد الله وتنزيهه
      وبين الإستغفار والتوبة إليه مما حصل منك .
      ثمرة تطبيق هذه السنة :
      تكفير
      الذنوب والخطايا التي حدثت في تلك المجالس .

    • سنن اللباس

      ومن الأمور التي تتكرر مع غالب الناس في يومهم وليلهم خلع الثياب
      ولبسها إما لأجل الغسل أو النوم أو غير ذلك من الأمور :
      • ولخلع الثياب ولبسها
      سنن :
      1- أن يقول [ بسم الله ] سواء عند الخلع أو اللبس ، قال النووي : وهي
      مستحبة في جميع الأعمال.
      2- كان إذا لبس ثوباً أو قميصاً أو رداءً أو عمامة
      يقول : ( اللهم إني أسألك من خيره وخير ما هو له ، وأعوذ بك من شره وشر ما هو له )
      رواه أبو داود والترمذي ، وأحمد وصححه ابن حبان والحاكم وقال على شرط مسلم ووافقه
      الذهبي .
      3- البدء باليمين عند اللبس ، لحديث النبي  : ( إذا لبستم فابدءوا
      بأيمانكم ) رواه الترمذي وأبوداود وابن ماجه وهو صحيح .
      4- ويخلع ثيابه وسراويله
      بالأيسر ثم الأيمن .

    • السنة في لبس النعال

      قال  : ( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى وإذا خلع
      فليبدأ بالشمال ، ولينعلهما جميعاً أو ليخلعها جميعاً ) رواه مسلم .
      • وهذه
      السنة تتكرر مع المسلم في يومه وليله عدة مرات فهو يلبسه لدخوله وخروجه إلى المسجد
      ، ولدخوله وخروجه من الحمام ، ولدخوله وخروجه إلى العمل خارج المنزل ، فتتكرر هذه
      السنة في لبس النعال مرات كثيرة في اليوم والليلة ، وكلما كان لبسه أو خلعه على
      السنة ، ويستحضر هذه النية حصل له خير عظيم وتكون جميع حركاته وسكناته على السنة
      .
    • الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه ومن
      تبعه إلى يوم الدين، وبعد:


      فهذه كلمات موجزة في الاستغفار وفضائله وأوقاته وصيغه مع بيان فوائد الذكر وأفضله، نسأل الله أن ينفع بها.




      فضائله:

      1 - أنه طاعة لله عز وجل.

      2 - أنه سبب لمغفرة الذنوب: " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ
      إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراًا
      "[نوح:10].


      3 - نزول الأمطار" يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم
      مِّدْرَاراً
      "
      [نوح:11].


      4 - الإمداد بالأموال والبنين " وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ
      وَبَنِينَ
      "
      [نوح:12].


      5 - دخول الجنات " وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ
      " [نوح:12].


      6 - زيادة القوة بكل معانيها " وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى
      قُوَّتِكُمْ
      "
      [هود:52].


      7 - المتاع الحسن يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً
      [هود:3].



    • 8 - دفع البلاء " وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ
      وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
      " [الأنفال:33].


      9 - وهو سبب لايتاء كل ذي فضل فضله " وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ
      " [هود:3].


      10 - العباد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار، لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فاذا
      استغفروا الله غفر الله لهم.


      11 - الاستغفار سبب لنزول الرحمة " لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ
      لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
      " [النمل:46].


      12 - وهو كفارة للمجلس.

      13 - وهو تأسٍ بالنبي "؛ لأنه كان يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة،
      وفي رواية: مائة مرة.

    • أقوال في الاستغفار:

      1 - يروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه: ( يا بني، عوِّد لسانك: اللهم
      اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً ).


      2 - قالت عائشة رضي الله عنها: ( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ).


      3 - قال قتادة: ( إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب،
      وأما دوائكم فالاستغفار ).


      4 - قال أبو المنهال: ( ما جاور عبد في قبره من جار أحب من الاستغفار ).

      5 - قال الحسن: ( أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم،
      وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة ).


      6 - قال أعرابي: ( من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار، فان مع الاستغفار
      القطار )، والقطار: السحاب العظيم القطر.

    • أوقات الاستغفار:

      الاستغفار مشروع في كل وقت، ولكنه يجب عند فعل الذنوب، ويستحب بعد الأعمال
      الصالحة، كالاستغفار ثلاثاً بعد الصلاة، وكالاستغفار بعد الحج وغير ذلك.


      ويستحب أيضاً في الأسحار، لأن الله تعالى أثنى على المستغفرين في الأسحار.
    • صيغ الاستغفار:

      1 - سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد: ( اللهم أنت ربي لا إله الا
      أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء
      لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).


      2 - أستغفر الله.

      3 - رب اغفر لي.

      4 - ( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).

      5 - ( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم ).

      6 - ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي
      مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ).


      7 - ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ).
    • فوائد الذكر

      فوائد الذكر كثيرة منها:

      1 - يطرد الشيطان.

      2 - يرضي الرحمن.

      3 - يزيل الهم والغم.

      4 - يجلب البسط والسرور.

      5 - ينور الوجه.

      6 - يجلب الرزق.

      7 - يورث محبة الله للعبد.

      8 - يورث محبة العبد لله، ومراقبته، ومعرفته، والرجوع إليه، والقرب منه.

      9 - يورث ذكر الله للذاكر.

      10- يحيي القلب.

      11 - يزيل الوحشة بين العبد وربه.

      12 - يحط السيئات.

      13 - ينفع صاحبه عند الشدائد.

      14 - سبب لتنزّل السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة.

      15 - أن فيه شغلاً عن الغيبة، والنميمة، والفحش من القول.

      16 - أنه يؤمَّن من الحسرة يوم القيامة.

      17 - أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله للعبد يوم القيامة تحت ظل عرشه.


      18 - الذكر أمان من نسيان الله.

      19 - أنه أمان من النفاق.

      20 - أنه أيسر العبادات وأقلها مشقة، ومع ذلك فهو يعدل عتق الرقاب، ويرتب عليه
      من الجزاء مالا يرتب على غيره.


      21 - أنه غراس الجنة.

      22 - يغني القلب ويسد حاجته.

      23 - يجمع على القلب ما تفرق من إرادته وعزومه.

      24 - ويفرق عليه ما اجتمع من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات.

      25 - ويفرق عليه ما اجتمع على حربه من جند الشيطان.

      26 - يقرب من الآخرة، ويباعد من الدنيا.

      27 - الذكر رأس الشكر، فما شكر الله من لم يذكره

      28 - أكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطباً من ذكر الله.

      29 - الذكر يذيب قسوة القلب.

      30 - يوجب صلاة الله وملائكته.

      31 - جميع الأعمال ما شرعت إلا لإقامة ذكر الله.

      32 - يباهي الله عز وجل بالذاكرين ملائكته.

      33 - يسهل الصعاب ويخفف المشاق وييسر الأمور.

      34 - يجلب بركة الوقت.

      35 - للذكر تأثير عجيب في حصول الأمن، فليس للخائف الذي اشتد خوفه أنفع من
      الذكر.


      36 - سبب للنصر على الأعداء.

      37 - سبب لقوة القلب.

      38 - الجبال والقفار تباهي وتبشر بمن يذكر الله عليها.

      39 - دوام الذكر في الطريق، والبيت والحضر والسفر، والبقاع تكثير لشهود العبد
      يوم القيامة.


      40 - للذكر من بين الأعمال لذة لا يعدلها لذة.
    • ومن الأذكار العظيمة:

      لا حول ولا قوة إلا بالله: فهي كنز من كنوز الجنة، لها تأثير عجيب في
      معاناة الأثقال ومكابدة الأهوال، ونيل رفيع الأحوال.


      ومنها، سبحان الله وبحمده: فمن قالها في اليوم مائة مرة غفرت ذنوبه وإن
      كانت مثل زبد البحر.


      ومنها، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم: فهما كلمتان خفيفتان على
      اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن.


      وكذلك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد: فمن قالها
      في اليوم عشر مرات فكأنما أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، ومن قالها في اليوم مائة
      مرة كتبت له مائة حسنة، وحُطّت عنه مائة سيئة، وكأنما أعتق عشر رقاب، وكانت له
      حرزاً في يومه ذلك.


      وخلاصة القول: أن ثمرات الذكر تحصل بكثرته، وباستحضار ما يقال فيه،
      وبالمداومة على أذكار طرفي النهار، والأذكار المقيدة والمطلقة، وبالحذر من
      الابتداع، ومخالفة المشروع.


      وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    • التعامل المشروع للمرأة مع الرجل الأجنبي في ضوء السنة


      1- كانت المرأة قبل بزوغ الإسلام في درجة وضيعة منحطة، فجاء الإسلام وأعزها وأعلى مكانتها، وشرع لها حقوقاً.
      2- ينظر الإسلام إلى المرأة إلى أنها مساوية للرجل في أصل الإنسانية، وعليهما أقام بناء المجتمع الإسلامي، وبهما سارت دفة الأمور.
      3- الأصل في المرأة القرار في بيتها، وتخرج منه لحاجتها، ومسؤوليتها الأساسية رعاية هذا البيت، والقيام بحقوق أسرتها، و
      تربية نشئها، وهذا من تكريم الإسلام للمرأة؛ إذ صانها في بيتها ولم يحملها مسؤولية النفقة والخروج للسعي والبحث عن الرزق، بل هذه مسؤولية الرجل أباً وزوجاً.
      4- لا يعني قرار المرأة في بيتها تعطيلها عن فاعليتها في الحياة، أو أنها محبوسة الطاقات، كما يدعي البعض
      إما جهلاً وإما مكراً، ومن يعي أبعاد مسؤولية رعاية الأسرة، ويدرك خطورة التقصير في تربية النشء، وضرره الذي يرجع على الأمة – وليس فقط على الأسرة – لشعر بمكانة المرأة العظيمة، ودورها الخطير.

      5- المرأة تشارك الرجل في تعاملات كثيرة، وصيانة لعلاقة المرأة بالرجل الأجنبي من الفساد، شرع الإسلام ضوابط تحكم هذه العلاقات، وتسد ذرائع الفتن.
    • 6- مشاركة المرأة للرجل لا يعني اختلاطها به، فالمتأمل في واقع النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
      يجدهن فاعلات في المجتمع، مع كونهن مصونات، بعيدات عن الخلطة بالرجال، ودواعي الفتنة.
      7- من ضوابط التعاملات بين المرأة والرجل الأجنبي: أن لا تخرج المرأة من بيتها إلا لحاجة؛ فتخرج متسترة
      بعيدة عن الزينة والطيب، ومن الضوابط: غض البصر، وتجنب الخلوة، والملامسة، والخضوع في القول.

      8- من مجالات تعاملات المرأة مع الرجل الأجنبي: التعليم؛ فالصحابيات كن حريصات على تعلم أمور دينهن، ولكن د
      ون اختلاط بالرجال، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يفرد لهن يوماً خاصاً، أو ينعزلن عن صفوف الرجال.
      كذلك ساهمن في تبليغ دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ونشر علمه، وكم من سنة قد تلقتها الأمة بالقبول من امرأة واحدة من الصحابة.
    • 9- ومن مجالات تعاملات المرأة مع الرجل الأجنبي: مجال العبادات؛ فشهدت الصحابيات الصلوات في المساجد ولكن
      بعيداً عن الطيب، والزينة، ودواعي الفتنة، والخلطة بالرجال، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمكث في مقامه
      يسيراً قبل أن يقوم من مصلاه، فكان يفعل ذلك لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال. كما اعتكفن في
      المساجد، مع الاستتار بشيء، فأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لما أردن الاعتكاف أمرن بأخبيتهن فضربت.

      10- للمرأة دور فاعل في بعض المجالات السياسية: وليس يعني ذلك إدارة دفة البلاد، أو تولي القضاء فإن هذا من القوامة
      العامة التي نهيت عن توليها، وإنما المراد أنه كان لها قدر من المشاركة في شؤون عامة كالبيعة، وأمان بعض الحربيين، وفداء الأسرى، ومشاركة في الهجرة والجهاد.
      11- بيعة النساء للرسول صلى الله عليه وسلم لا يعني حكمهن بتوليته، إنما هي بيعة إقرار، وأتباع له صلى الله عليه وسلم وعهد على ما ورد في آية الممتحنة.