ملخص كتاب تهذيب مدارج السالكين لشيخ الإسلام أبن قيم الجوزي

    • ○الخشوع تذلل واستسلام ○

      ●جماع الخشوع :

      1.التذلل لﻷمر

      2.والاستسلام للحكم

      3.والإنصات لنظر الحق
      .

      ●التذلل للأمر●

      تلقيه بذلة القبول

      ← والانقياد والامتثال ،

      ← ومواطأة الظاهر الباطن

      ←، مع إظهار الضعف ،

      ←والافتقار إلى الهداية للأمر

      ←قبل الفعل واﻹعانة عليه حال الفعل ،

      ← وقبوله بعد الفعل
      .
      ● الاستسلام للحكم الشرعي●

      ←عدم معارضته برأي أو شهوة .


      ●الاتضاع لنظر الحق●

      ○فهو اتضاع القلب والجوارح

      ومعناه :

      ( أن تضع قلبك وجوارحك ، ووضع القلب التفكر ووضع الجوارح السكون والخضوع لله

      ،وتمعن بهما التفكير وتضع ناتج فكرك؛ الأنكسارلله ،لعلمك بأنه مطلع على مافي قلبك وجوارحك ،وأنه يراك)


      ←انكسارها لنظر الرب إليها ←

      اطلاعه على تفاصيل مافي القلب والجوارح ،

      وهذا أحد التأويلين في قوله تعالى:{ولمن خاف مقام ربه جنتان}[الرحمن:46].

      ◇وهو مقام الرب على عبده بالاطلاع والقدرة والربوبية

      وخوفه من هذا المقام يوجب له خشوع القلب .

      ◇وكلما كان أشد استحضارا له كان أشد خشوعا

      ،
      ◇ وإنما يفارق القلب إذا غفل عن اطلاع الله عليه ،ونظره إليه.


      ◆والتأويل الثاني أنه مقام العبد بين يدي ربه عند لقائه..

      ●نمو الخشوع ●

      ◇بترقب آفات النفس والعمل ،

      ◇ورؤية كل ذي فضل عليك ؛

      ← فإن ظهور نقائص نفسك وعملك وعيوبهما لك يجعل القلب خاشعا .

      ◇ورؤية فضل كل ذي فضل عليك

      ←هو أن تراعي حقوق الناس فتؤديها ،

      ← ولا ترى أن ما فعلوه من حقوقك عليهم

      ←، فلا تعارضهم عليها ،

      ←فإن هذا من رعونات النفس وحماقاتها ،

      ← ولا تطالبهم بحقوق نفسك،

      ←وتعترف بفضل ذي فضل منهم ،

      ← وتنسى فضل نفسك .

      ◆ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :العارف↓

      ← لايرى له على أحد حقا ،

      ← ولا يشهد له على غيره فضلا، ◇لذلك لا يعاتب ،

      ◇ولا يطالب ،

      ◇ولا يضارب.



      ●افتقار واستتار ●

      يكمل الخشوع ب:

      1.تصفية الوقت من مراءاة الخلق

      ◆كان شيخ الاسلام ابن تيمية إذا أثنى عليه أحد في

      وجهه قال:↓
      والله إني إلى اﻵن أجدد إسلامي كل وقت ، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا.

      2.رؤية الفضل :↓

      ←هو أن لايرى الفضل واﻹحسان إلا من الله

      ● فهو المان به بلا سبب من العبد

      ◆ولا وسيلة سبقت منه توسل بها إلى إحسانه ،

      ◆بل إن جميع ما وصله من خير فمن منة الله عليه وبفضله عليه

      ◆من غير استحقاق منه

      ◆، ولا بذل عوض استوجب به ذلك

      ◆قال تعالى :{يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين}
      [الحجرات :17].

      ●وكذلك أن ما زوي عنه من الدنيا ، أو لحقه منها من ضرر وأذى ،

      ◆فهو منة أيضا من الله عليه من وجوه كثيرة ويستخرجها الفكر الصحيح .


      ○قال بعض السلف :
      ((يا ابن آدم ، لا تدري أي النعمتين عليك أفضل :نعمته عليك فيما أعطاك ، أو نعمته فيما زوى عنك)) ؟



      ●وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
      (( لا أبالي على أي حال أصبحت أو أمسيت، إن كان الغنى ، إن فيه للشكر ، وإن كان الفقر ، إن فيه للصبر )).

      ●وقال بعض السلف :
      ((نعمته فيما زوى عني من الدنيا أعظم من نعمته فيما بسط لي منها ، إني رأيته أعطاها قوما فاغتروا)).

      تهذيب مدارج السالكين
      ج1ص (441.444)



      • القرآن جنتي
    • منزلة الإخبات

      قال تعالى :{وبشر المخبتين}[ الحج :34].

      ثم كشف عن معناها فقال

      {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}

      وقال :{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون}.

      الخبت في أصل اللغة:المكان المنخفض

      .وبه فسر ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة وقالا المخبتين

      :هم المتواضعون.

      وقال مجاهد :المخبت المطمئن إلى الله عزوجل .

      وقال الكلبي :هم الرقيقة قلوبهم .


      وقال عمر بن أوس :هم الذين لا يظلمون، وإذا ظلموا لم ينتصروا.

      وهذه الاقوال تدور حول :التواضع والسكون إلى الله عزوجل .

      الإخبات يحميه من الشهوة ومن الغفلة وطلب السلوة .

      فتستغرق عصمته شهوته .

      العصمة: هي الحماية والحفظ،

      الشهوة :الميل إلى مطالب النفس

      الاستغراق:الاحتواء عليه والإحاطة به.

      فتغلب عصمته شهوته وتقهرها، وتستوفي جميع أجزائها ،

      فيكون ذلك دليلا على إخباتها .

      ودخوله في

      منزلة الطمأنينية

      وهي أول درجات الإخبات

      ومبدؤها وبه يكون ورود المأمن من الرجوع والتردد.

      ويتخلص من تردد الخواطر بين الإقبال والإدبار ،

      والرجوع والعزم إلى الاستقامة والعزم الجازم ، والجد في السير وذلك علامة السكينة. .


      وبالإخبات يقهر محبته للسلو .بحيث تسقط السلوة،

      وتقهر وارد السلوة وتدفنها في هوة ، لاتحيا بعدها أبدا.


      والحاصل :أن عصمته :تقهر شهوته .وإرادته تقهر غفلته .ومحبته تقهر سلوته
      .
      الدرجة الثانية :

      أن لايوحش قلبه عارض ، ولا يقطع عليه الطريق فتنه.

      العارض هو المخالف، كالشيء الذي يعترضك في الطريق ، فيجيء في عرضها .

      ومنها عارض: وحشة التفرد.

      قال أحدهم:لا تستوحش في طريقك من قلة السالكين، ولا تغتر بكثرة الهالكين..


      أما الفتنة التي تقطع عليه الطريق:

      گفهي الواردات التي ترد على القلوب ،

      تمنعها من مطالعة الحق وقصده

      فإذا تمكن من منزل (الإخبات) وصحة الإرادة والطلب :

      لم يطمع فيه عارض الفتنة .

      وهذه العزائم لا تصح إلا لمن أشرف على قلبه أنوار آثار الأسماء والصفات وتجلت عليه معانيها.



      الدرجة الثالثة :

      أن يستوي عنده المدح والذم ،وتدوم لائمته لنفسه.

      فلا يفرح لمدح الناس ، ولا يحزن لذمهم ،

      وهذا وصف من خرج عن حظ نفسه .

      وصار قلبه مطروحا لأشعة أنوار الأسماء والصفات

      ، وباشر حلاوة الإيمان

      واليقين قلبه .




      والوقوف على مدح الناس وذمهم:

      علامة انقطاع القلب ،

      وخلوه من الله.

      وأنه لم تباشره روح محبته ومعرفته ،

      ولم يذق حلاوة التعلق به والطمأنينة إليه.



      قال تعالى :{ولا أقسم بالنفس اللوامة}[القيامة :2].

      قال سعيد بن جبير وعكرمة:تلوم على الخير والشر، ولا تصبر على السراء،ولا على الضراء .

      وقال قتادة :اللوامة :هي الفاجرة .

      وقال مجاهد:تندم على مافات،وتقول :لوفعلت ؟ولو لم أفعل؟

      وقال الفراء :ليس من نفس برة ولا فاجرة إلا وهي تلوم نفسها:

      إن كانت عملت خيرا ،قالت:هلا زدت ،؟وإن عملت شرا قالت:ليتني لم أفعل.



      وقال الحسن :هي النفس المؤمنه إن المؤمن والله ماتراه إلا يلوم نفسه :

      ما أردت بكلمة كذا؟ما أردت بأكلة كذا؟ما أردت بكذا،؟ماأردت بكذا؟

      وإن الفاجر يمضي قدما،ولا يحاسب نفسه ولا يعاتبها.

      اعلم أن بين العبد وبين السعادة والفلاح :

      قوة عزيمة ،

      وصبر ساعة

      ،وشجاعة نفس

      ،وثبات قلب

      ،والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

      تهذيب مدارج السالكين

      ج1ص(445،450)



      • القرآن جنتي
    • ○منزلة الزهد○


      ●قال تعالى :{ماعندكم ينفد وماعند الله باق}[النحل :96].

      ●{قل متاع الدنيا قليل واﻵخرة خير وأبقى }[النساء:77].



      ◆القرآن مملوء من التزهيد في الدنيا ،واﻹخبار بخستها وقلتها وانقطاعها

      ،وسرعة فنائها ،والترغيب في اﻵخرة .واﻹخبار بشرفها ودوامها .



      ●قال شيخ الإسلام ابن تيمية :الزهد ترك مالا ينفع في اﻵخرة .والورع ترك ما تخاف ضرره في اﻵخرة.


      ●قال الجنيد :الزهد في قوله تعالى :{لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور }.[الحديد:23].

      ◆فالزاهد لا يفرح من الدنيا بموجود ،ولا يتأسف منها على مفقود .



      ●وقيل :هو عزوف القلب عن الدنيا بلا تكلف.


      ●وقال الجنيد :الزهد خلو القلب عما خلت منه اليد .


      ●وقال اﻹمام أحمد :الزهد في الدنيا قصر اﻷمل .



      ●وقال يحيى بن معاذ :لا يبلغ أحدكم حقيقة الزهد حتى يكون فيه ثلاث خصال:

      عمل بلا علاقة،وقول بلا طمع ،وعز بلا رياسة.



      ●قال اﻹمام أحمد بن حنبل :↓

      ←الزهد على ثلاثة أوجه:

      ●الأول :ترك الحرام

      ◇وهو زهد العوام ،

      ●والثاني : ترك الفضول من الحلال

      ◇،وهو زهد الخواص


      ● ،والثالث :ترك مايشغل عن الله

      ◇وهو ز
      هد العارفين .


      ●ولا يستحق العبد اسم الزهد حتى يزهد في ستة أشياء ↓

      المال،والرياسة ،والناس،والنفس،

      والصور،وكل ما دون الله.


      ●وليس المراد رفضها من الملك ،فقد كان سليمان وداود عليهما السلام

      من أزهد أهل زمانهما،ولهما من المال والملك والنساء ما لهما

      ■،وكان نبينا صلى الله عليه وسلم من أزهد البشر على اﻹطلاق وله تسع نسوة .



      ■،وكان علي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير

      وعثمان رضي الله عنهم من الزهاد مع ماكان لهم من أموال ،

      ■وكان الحسن بن علي رضي الله عنه من الزهاد ،مع أنه أكثر اﻷمة محبة للنساء ونكاحا لهن ،وأغناهم.


      ■،وكان عبدالله بن المبارك من الائمة الزهاد مع مال كثير ،وكذلك الليث بن سعد من أئمة الزهاد.

      ●فليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ،ولا إضاعة المال ،

      ←ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك ،

      وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو لم تصبك ..

      تهذيب مدارج السالكين

      ج1ص(451،455).
      • القرآن جنتي


    • ○استبراء واستعلاء ○





      ●وهو على ثلاث درجات:

      ◆الأولى:الزهد في الشبهة ،بعد ترك الحرام بالحذر من المعتبة ،واﻷنفة من المنقصة،وكراهة مشاركة الفساق .




      ●أما الزهد في الشبهة:


      فهو ترك مايشتبه على العبد :هل حلال أم حرام ؟



      ◇كما في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم

      ((الحلال بين ، والحرام بين ، وبين ذلك أمور مشتبهات ،

      لايعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات اتقى الحرام، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. ..........الخ)).


      ●يأنف لنفسه من نقصه عند ربه ، وسقوطه من عينيه، لا أنفته من نقصه عند الناس،

      وسقوطه من أعينهم، وإن كان ذلك ليس مذموما، ولكن المذموم أن تكون أنفته كلها من الناس ولا يأنف من الله .




      ◇كراهة مشاركة الفساق


      ←:قيل لبعضهم :ما الذي زهدك في الدنيا؟ قال:قلة وفائها ، وكثرة جفائها، وخسة شركائها .

      ●الفساق يتزاحمون على الرغبة في الدنيا ، ويتزاحمون في طلبها والزاهد يأنف مشاركتهم في هذا الزحام ويرفع نفسه عنها .


      ●الدرجة الثانية:اغتنام التفرغ إلى عمارة الوقت ، وحسم الجأش.

      ←ﻷنه إذا اشتغل بفضل الدنيا ،

      ←فاته نصيبه من انتهاز فرصة الوقت ،

      فالوقت كالسيف إن لم تقطعه وإلا قطعك .

      ●وعمارة الوقت:الاشتغال في جميع آنائه بما يقرب إلى الله ،

      أو يعين على ذلك من مأكل أو مشرب أو منكح ، أو منام، أو راحة،

      فإنه متى أخذها بنية القوة على مايحبه الله،

      وتجنب ما يسخطه كانت من عمارة الوقت، وإن كان له فيها أتم لذة،

      ←فلا تحسب عمارة الوقت بهجر اللذات والطيبات ..


      ●فالمحب الصادق ربما كان سيره القلبي في حال أكله وشربه وراحته ، أقوى من سيره البدني في بعض اﻷحيان .


      ●ولا ريب أن النفس إذا نالت حظا صالحا من الدنيا قويت به وسرت ، واستجمعت قواها وزال تشتتها .



      ◇أما حسم الجأش :



      فهو قطع اضطراب القلب ، المتعلق بأسباب الدنيا،رغبة ورهبة ،وحبا وبغضا ، وسعيا ، بأن لايلتفت إليها ،ولا يتعلق بها .


      ●الدرجة الثالثة:الزهد في الزهد .


      ويفسرها ثلاثة أشياء:

      1.احتقار ما زهد فيه،

      فإن من امتلأ قلبه بمحبة الله وتعظيمه،

      ←لايرى أن ما تركه ﻷجله من الدنيا يستحق أن يجعل قربانا ،

      ← ﻷن الدنيا بحذافيرها لاتساوي عند الله جناح بعوضه
      .


      2.استواء الحالات عنده:

      فهو يرى ترك ما زهد فيه وأخذه :متساويين عنده،

      إذ همته أعلى عن ملاحظته أخذا وتركا ، لصغره في عينيه
      .


      3.الذهاب عن شهود الاكتساب :

      أن يشاهد تفرد الله بالعطاء والمنع ،

      ← فلا يرى أنه ترك شيئا ولا أخذ شيئا ،

      ● بل الله وحده هو المعطي المانع ،

      ● فما أخذه فهو مجرى لعطاء الله إياه ،

      كمجرى الماء في النهر ، ←وماتركه لله ،

      فالله سبحانه وتعالى هو الذي منعه منه .

      تهذيب مدارج السالكين

      ج1ص(456، 460)
      • القرآن جنتي


    • ○منزلة الورع ○


      ● قال تعالى-:{وثيابك فطهر}[المدثر :4].

      ●قال قتادة ومجاهد :نفسك فطهر من الذنب .، فكنى عن النفس بالثوب.

      ●تقول العرب في وصف الرجل

      بالصدق والوفاء :طاهر الثياب،

      ◇وتقول للغادر والفاجر :دنس الثياب .

      ●والمقصود:أن الورع يطهر دنس القلب ونجاسته ، كما يطهر الماء دنس الثوب ونجاسته

      ●، وبين الثياب والقلوب مناسبة ظاهرة وباطنة ،

      ← ولذلك تدل ثياب المرء في المنام على قلبه وحاله ..



      ■وقد نهي عن لباس الحرير والذهب ،و جلود السباع

      ←، لما تؤثر في القلب من الهيئة المنافية للعبودية والخشوع .




      ●قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)).

      ←وهذا يعني ترك :

      الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة .


      ●قال يحيى بن معاذ :الورع الوقوف على حد العلم من غير تأويل .

      ●وقال الورع على وجهين:ورع في الظاهر ، وورع في الباطن،

      ◆ورع الظاهر:أن لايتحرك إلا لله ،

      ◆ورع الباطن:
      هو أن لا تدخل قلبك سواه .



      ●قال سفيان الثوري:مارأيت أسهل من الورع ، ماحاك في نفسك فاتركه.

      ●قال بعض السلف :لا يبلغ العبد حقيقة التقوى، حتى يدع مالابأس به حذرا مما به بأس.





      ○انتباه القلب يصون الجوارح. ○

      ●الورع عموما يبعث على تجنب القبائح ،

      ← لصون النفس،

      ←وتوفير الحسنات ،

      ← وصيانة اﻹيمان .


      ↓↓↓↓↓↓↓↓↓

      ●.صون النفس هو:

      ← حفظها

      ← وحمايتها عما يشينها ويعيبها ويزري بها عند الله عزوجل وملائكته ، وعباده المؤمنين وسائر خلقه .



      ●فإن من كرمت عليه نفسه ،

      ←وكبرت عنده صانها

      ←وحماها وزكاها وعلاها،

      ←ووضعها في أعلى المحال،

      ←وزاحم بها أهل العزائم والكمالات .

      ●ومن هانت عليه نفسه وصغرت عنده، ألقاها في الرذائل .





      ● وأما توفير الحسنات فمن وجهين:

      1. توفير زمانه على اكتساب الحسنات ، فإذا اشتغل بالقبائح نقصت عليه الحسنات التي كان مستعدا لتحصينها .

      2.توفير الحسنات المفعولة عن نقصانها ، بموازنة السيئات وحبوطها .

      ← فإن السيئات قد تحبط الحسنات ،

      ← وقد تستغرقها بالكلية أو تنقصها ،

      ← فتجنبها يوفر ديوان الحسنات .




      ● صيانة الإيمان :

      ←فاﻹيمان عند جميع أهل السنة يزيد بالطاعة وينقص. بالمعصية ،

      □وإضعاف المعاصي للإيمان أمر معلوم بالذوق والوجود قال تعالى:{كلا بل ران على قلوبهم ماكانوايكسبون}[المطففين:14].

      ●فالقبائح تسود القلب، وتطفئ نوره ،

      ● واﻹيمان هو نور القلب

      ◆.والقبائح تذهب به أو تقلله قطعا،

      ← فالحسنات تزيد نور القلب ،

      ←والسيئات تطفئ نور القلب .





      ○رجال المراتب العالية ○

      ◇يرتقي الورع بصاحبه حتى يؤدي به إلى حفظ الحدود عندما لا بأس به

      ←.إبقاء على الصيانة والتقوى ،

      ←وتخلصا عن اقتحام الحدود .






      ●فمن صعد إلى هذه الدرجة من الورع:



      ←يترك كثيرا مما لا بأس به من المباح ،

      ←إبقاء على صيانته ،

      ←وخوفا عليها أن يتكدر صفوها ويطفأ نورها .


      ●فالعارف يترك كثيرا من المباح إبقاء على صيانته .



      ○التخلص عن اقتحام الحدود○

      ←الحدود هي النهايات

      ← وهي مقاطع الحلال والحرام،

      ●فحيث ينقطع وينتهي ، فذلك حده ،

      ← فمن اقتحمه

      ← وقع في المعصية

      ← وقد نهى الله تعالى عن تعدي حدوده وقربانه

      ● قال تعالى:{تلك حدود الله فلا تقربوها}[البقرة:187].

      ●فالحدود أوائل الحرام

      ◆الورع يخلص العبد من قربان هذه وتعدي هذه ، وهو اقتحام الحدود.

      تهذيب مدارج السالكين

      ج1ص(461، 468)
      • القرآن جنتي

    • اعلم أن :



      ●الخوف← يثمر الورع. والاستعانة وقصر اﻷمل .


      ●قوة اﻹيمان بالقاء ←تثمر الزهد .


      ●المعرفة تثمر ←المحبة والخوف والرجاء .


      ●القناعة تثمر← الرضا .


      ●الذكر يثمر ←حياة القلوب .


      ●الإيمان بالقدر يثمر ←التوكل .


      دوام تأمل اﻷسماء والصفات يثمر← المعرفة


      ●الورع يثمر← الزهد أيضا


      ●التوبة تثمر← المحبة.


      ●دوام الذكر يثمر← التوبة .


      ●الرضا يثمر ←الشكر .


      ●العزيمة والصبر يثمران ←جميع اﻷحوال والمقامات .


      ●اﻹخلاص والصدق←كلا منهما يثمر اﻵخر ويقضيه .


      ●العفة تثمر← الخلق .


      ●الفكر يثمر ←العزيمة .


      ●المراقبة تثمر ←عمارةالوقت وحفظ اﻷيام .


      ●الحياء يثمر← الخشية واﻹنابة.


      ●إماتة النفس وإذلالها وكسرها ← يوجب حياة القلب وعزه وجبره .


      ●معرفة النفس ومقتها ←يوجب الحياءمن الله عزوجل.


      ●صحة البصيرة تثمر ←اليقين .


      ●حسن التأمل لما ترى وتسمع من اﻵيات المشهودة والمتلوة← يثمر صحة البصيرة.


      تهذيب مدارج السالكين
      ج1ص ( 468)
      • القرآن جنتي


    • منزلة التبتل

      قال تعالى { واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا}[المزمل :8 ].


      التبتل :الانقطاع وسميت مريم (البتول) لانقطاعها عن الأزواج .



      فالتبتل :الانقطاع إلى الله بالكلية

      وقوله عزوجل:{له دعوة الحق}[الرعد:14].




      أي التجريد المحض ،

      أي التبتل عن ملاحظة الأعواض ،(إي لا يطلب عوضا على عبادته لله )

      بحيث لايكون المتبتل كالأجير

      الذي لايخدم إلا لأجل الأجرة .




      والاستشهاد بقوله (له دعوة الحق)

      أي صاحب دعوة الحق لذاته وصفاته ،

      وإن لم يوجب لداعية بها ثوابا




      ، فإنه يستحقها لذاته ،

      فهو أهل أن يعبد وحده ،

      ويقصد ويشكر ويحمد

      ويحب ويرجى ويخاف

      ويتوكل عليه ويستعان به

      ويستجار به ويلجأ إليه

      ويصمد إليه



      ، فتكون الدعوة الآلهية الحق له وحده .

      ومن قام بقلبه هذا صح له مقام التبتل والتجريد المحض .



      قال علي رضي الله عنه:دعوة الحق (التوحيد).

      قال ابن عباس رضي الله عنهما(شهادة أن لا إله إلا الله).



      وقيل: الدعاء باﻹخلاص، والدعاء الخالص لايكون إلا لله .



      اتصال ...وانفصال


      التبتل يجمع أمرين :

      1.اتصال

      2.وانفصال،

      لا يصح إلا بهما .





      فالانفصال :

      انقطاع قلبه عن حظوظ النفس المزاحمة لمراد الرب منه ،

      وعن التفات قلبه إلى ما سوى الله .





      والاتصال :

      لا يصح إلا بعد هذا الانفصال،

      وهو اتصال القلب بالله، وإقباله عليه ، وإقامة وجهه له،

      حبا لله وخوفا ورجاء وإنابة وتوكلا .



      ويحسم ذلك :

      الرضا بحكم الله عزوجل وقسمه لك ،

      فمن رضي بحكم الله وقسمه ،

      لم يبق لرجاء الخلق في قلبه موضع .




      والذي يحسم مادة الخوف:

      هو التسليم لله ،

      فإن من سلم لله واستسلم له،

      وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ،

      لم يبق لخوف المخلوقين في قلبه موضع أبدا .



      لأنه سلم نفسه لله فلا معنى للخوف من غير الله .





      فائدة التسليم لله :

      أنه إذا سلمها لله فقد أودعها عنده ،

      وجعلت تحت كنفه ، حيث لا تنالها يد عدو عاد ، ولا بغي باغ عات .


      فهذا هو الانقطاع عن الخلق .





      لكن التبتل لا يكتمل

      حتى يكون انقطاع المتبتل عن النفس بمجانبة الهوى ،

      وتنسم الروح الأنس،

      فإن في مجانبة الهوى ومخالفته

      ونهي نفسه عنه :

      تنسم روح اï»·نس بالله ،

      والروح للروح كالروح للبدن،

      فهو روحها وراحتها

      إذ النفس لابد لها من التعلق ،

      فلما انقطع تعلقها من هواها ،

      وجدت روح اï»·نس بالله ، وهبت عليها نسماته ،

      فريحتها وأحيتها ،

      فجعلت صاحبها

      حبسا على مراد الله الديني ،


      وتنفيذه بين أهل العناد والمعارضة والبغي ،


      فينغمس فيهم ، ويمزقون أديمه ، ويرمونه بالعظائم ويخيفونه بأنواع المخاوف،


      لا تأخذه في جهادهم في الله لومة لائم

      ، يصدع بالحق عند من يخافه ويرجوه

      ، قد زهد في مدحهم وثنائهم ،



      يصيح فيهم بالنصائح جهارا

      ويعلن لهم بها ويسر لهم إسرارا.

      تهذيب مدارج السالكين

      ج1ص (471، 473)

      • القرآن جنتي

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة روؤيا ().

    • منزلة الرجاء


      قال تعالى :{أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه}[الأسراء :57].



      فابتغاء الوسيلة إليه :طلب القرب بالعبودية والمحبة

      فالإيمان قائم على :الحب،والخوف، والرجاء .



      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

      ( يقول الله عزوجل :أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ماشاء)).صحيح رواه احمد.


      الرجاء:حاد يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب

      ، وهو الله


      والدار الآخرة ، ويطيب لها السير .

      وقيل :هو الاستبشار بجود وفضل الرب تبارك وتعالى.

      والارتياح لمطالعة كرمه سبحانه .

      وقيل :هو الثقة بجود الرب تعالى.


      الفرق بين الرجاء والتمني

      التمني يكون مع الكسل ، ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد.

      وهو كحال من يتمنى أن يكون له أرض يبذرها ويأخذ زرعها.

      الرجاء :يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل .

      وهو كحال من يشق أرضه ويفلحها ويبذرها ، ويرجو طلوع الزرع .




      ولهذا الرجاء لايصلح إلا مع العمل .





      والرجاء ثلاثة أنواع :

      1.رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله، فهو راج لثوابه .



      2.ورجل أذنب ذنوبا ثم تاب منها ، فهو راج لمغفرة الله تعالى وعفوه وإحسانه وجوده وحلمه وكرمه.



      3.رجل متماد في التفريط والخطايا ، يرجو رحمة الله بلا عمل ،

      فهذا هو الغرور والتمني ، والرجاء الكاذب .



      وللسالك نظران

      نظر إلى نفسه وعيوبه وآفات عمله ،

      يفتح عليه باب الخوف إلى سعة فضل ربه وكرمه وبره ،

      ونظر يفتح عليه باب الرجاء.


      ولهذا قيل حد الرجاء :

      هو النظر إلى سعة رحمة الله.


      سئل أحمد بن عاصم :ما علامة الرجاء في العبد؟

      فقال :أن يكون إذا أحاط به الإحسان ألهم الشكر ، راجيا لتمام النعمة من الله عليه في الدنيا والآخرة ، وتمام عفوه عنه في الآخرة .


      اي الرجاءين أكمل ؟

      رجاء المحسن ثواب إحسانه

      أو رجاء المسيء التائب مغفرة ربه وعفوه؟



      طائفة رجحت رجاء المحسن ،

      لقوة أسباب الرجاء معه

      وطائفة رجحت رجاء المذنب ،

      لأن رجاءه مجرد عن علة رؤية العمل ، مقرون بذلة رؤية الذنب .


      قال يحيى بن معاذ :إلهي ، أحلى العطايا في قلبي رجاؤك ،

      وأعذب الكلام على لساني ثناؤك ، وأحب الساعات إلي ساعة يكون فيها لقاؤك .



      مبنى المحبة على الرجاء

      قال رسول الله صلى الله عليه
      (يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ماكان منك ولا أبالي )) رواه الترمذي

      وعلى حسب المحبة وقوتها يكون الرجاء،

      فكل محب راج خائف بالضرورة

      ، فهو أرجى مايكون لحبيبه

      أحب مايكون إليه وكذلك خوفه ،

      فإنه يخاف سقوطه من عينيه ،

      وطرد محبوبه له وإبعاده ، واحتجابه عنه


      ، فخوفه أشد خوف ،

      ورجاؤه ذاتي للمحبة ،

      فإنه يرجوه قبل لقائه

      والوصول إليه

      ، فإذا لقيه ووصل إليه

      اشتد الرجاء له ،

      لما يحصل له

      به من حياة روحه،

      ونعيم قلبه من ألطاف محبوبه

      وبره وإقباله عليه ،

      وغير ذلك مما لا حياة للمحب ،

      ولا نعيم ولافوز

      إلا بوصوله إليه من محبوبه .

      وعلى قدر تمكنها يشتد خوفه ورجاؤه

      ، لكن خوف المحب لايصحبه وحشة ،

      بخلاف خوف المسيء.


      تهذيب مدارج السالكين
      ج1ص(475، 480)





      • القرآن جنتي

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة روؤيا ().



    • ◇رب غفور يحب أن نرجوه

      ●اعلم أنه ليس في الرجاء ولافي الدعاء معارضة لتصرف الله في ملكه ، كما يظن بعض الجهلة .


      ●اعلم أن الفضل أحب إلى الله من العدل

      ← والعفو أحب إليه من الانتقام

      ←، والمسامحة أحب إليه من الاستقصاء

      ←، والترك أحب إليه من الاستيفاء

      ←،ورحمته غلبت غضبه .


      ●فالراجي علق رجاءه بتصرف المحبوب له المرضي له ،

      ← فلم يوجب رجاؤه خروجه عن تصرفه في ملكه ،

      ◆ بل اقتضى عبوديته ◆وحصول أحب التصرفين إليه .


      ●اعلم أن الله تعالى لا ينتفع بعقوبة العبد ،

      ← وإنما العبد استدعى العقوبة ،

      ←وأخذ الحق منه لشركه بالله وكفره به ، واجتهاده في غضبه فهو المهلك لنفسه
      .



      ●الله تعالى ليس له ثأر عند عبده فيدركه بعقوبته ، ولا يتشفى بعقابه ، ولايزيد ذلك في ملكه مثقال ذرة .

      ←والرحمة أوسع من العقوبة

      ←وهو قد كتب على نفسه الرحمة

      ←، فرجاء العبد له لا ينقص شيئا من حكمته

      ← ،ولا ينقص ذرة من ملكه،

      ←ولايخرجه عن كمال تصرفه،

      ← ولايوجب خلاف كماله، ←ولا تعطيل أوصافه وأسمائه،

      ← ولولا أن العبد هو الذي ◇سد على نفسه طرق الخيرات ،

      ◇ وأغلق دونها أبواب الرحمة

      ◇ بسوء اختياره لنفسه ، ←لكان ربه له فوق رجائه وفوق أمله .


      ●فوائد الرجاء :

      1.إظهار العبودية والفاقة وأنه لا يستغني

      عن فضل خالقه وإحسانه طرفة عين .

      2.محبة الله :فإن الله يحب من عباده أن يؤملوه. ويرجوه، ويسألوه من فضله في الحديث:

      ((من لم يسأل الله يغضب عليه)).رواه أحمد.

      ←والسائل راج وطالب ، فمن لم يرج الله يغضب عليه .





      3.الرجاء حاد يحدو به في سيره إلى الله ،

      ← فإن الخوف وحده لايحرك العبد ،

      ←وإنما يحركه الحب ←ويزعجه الخوف ، ←ويحدوه الرجاء .


      4.الرجاء يطرحه على عتبة المحبة ←فإنه كلما اشتد رجاؤه ←وحصل له مايرجوه ←، ازداد حبا لله تعالى ،← وشكرا له ورضا به .

      5.أنه يعلو به لمرتبة الشكر الذي هو خلاصة العبودية .


      6.يوجب له المزيد من معرفة الله وأسمائه ومعانيها والتعلق بها

      ◆ فإن الراجي متعلق بأسماء الله وصفاته ،

      ◆ متعبد بها قال تعالى
      :{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}[اﻷعراف:180].

      7.الخوف مستلزم الرجاء والرجاء مستلزم للخوف

      قال تعالى
      :{مالكم لا ترجون لله وقارا}[نوح :13].

      ←أي مالكم لا تخافون لله عظمة؟.

      ← قيل إن:الرجاء بمعنى الخوف

      ←..فكل راج خائف من فوات مرجوه،

      ← والخوف بلا رجاء يأس وقنوط .





      8.أن العبد إذا تعلق قلبه برجاء ربه،

      ◆ فأعطاه ما رجاه:

      ←كان ذلك ألطف موقعا،

      ← وأحلى عند العبد.


      ●فعلى قدر رجائهم وخوفهم يكون فرحهم في القيامة .




      9.أن الله سبحانه وتعالى يريد من عبده تكميل مراتب عبوديته:

      من الذل ، والانكسار ، والتوكل والاستعانة ، والخوف، والرجاء، والصبر والشكر ، والرضا واﻹنابة ،

      ← ولهذا قدر عليه الذنب وابتلاه.




      10.أن في الرجاء انتظار وترقب وتوقع لفضل الله ما

      ←يوجب تعلق القلب بذكره

      ←، ودوام الالتفات إليه

      ◆بملاحظة أسمائه وصفاته





      11.أن المحب الصادق في رجائه ←لابد أن يقارنه أحيانا فرح بمحبوبه

      ←، ويرى مواقع لطفه به ، وبره به،

      ← وإحسانه إليه،

      ← وحسن دفاعه عنه، ←والتلطف في إيصاله المنافع

      ← ودفع المضار والمكاره عنه بكل طريق.


      ◆.وكلما فتش عن ذلك اطلع منه على أمور عجيبة ،

      ← فيدخله من شهود هذه الحالة نوع انبساط .




      12.سرعة السير ،

      ●وهذا كمن هو سائر إلى مدينة ، فإذا شارفها ورآها،اشتد سيره واستفرغ قوى

      سيره إليها، وكذلك الصادق في آخر عمره

      ←أقوى عزما

      ← وقصدا من أوله ،

      ●لقربه من الغاية التي يجري إليها فيعاين نعيم اﻵخرة

      ←فيسرع السير .


      تهذيب مدارج السالكين ج1ص ( 480، 486).



      • القرآن جنتي


    • ○قبل الاقتحام ....شوق○

      ●اعلم أن أول الرجاء:↓

      ←رجاء يبعث العامل على الاجتهاد ،

      ← ويولد التلذذ بالخدمة،

      ←ويوقظ الطباع للسماحة

      ◆بترك المناهي ،


      ← فينشطه لبذل جهده

      ←لمايرجوه من ثواب ربه

      ◆، فإن من عرف قدر مطلوبه هان عليه مايبذل فيه .

      ●أما توليده للتلذذ بالخدمة

      ←:فإنه كلما طالع قلبه ثمرتها وحسن عاقبتها
      ←التذ بها ،


      وأما إيقاظ الطباع للسماحة بترك المناهي:↓

      ←فإن الطباع لها معلوم ورسوم تتقاضاها من العبد ،

      ← ولا تسمح له بتركها

      ◆إلا بعوض ↓
      ←هو أحب إليها .


      ●فإن النفس لاتترك محبوبا ←إلا لمحبوب

      ◆ هو أحب إليها منه ،
      ← أو حذرا من مخوف


      ◆ هو أعظم مفسدة لها من حصول مصلحتها بذلك المحبوب ،

      ●فما ترك محبوبا إلا لما هو أحب إليها .

      ●وأعلى من هذا :

      ←رجاء أرباب القلوب ،

      ←وهو رجاء لقاء الخالق

      ←الباعث على الاشتياق ،

      ←المبغض المنغص للعيش ←

      ، المزهد في الخلق .


      ●قال تعالى :{فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}[العنكبوت :5].

      ←وهذا الرجاء محض اﻹيمان وزبدته

      ←.وإليه شخصت أبصار المشتاقين ،


      ◆ ولذلك سلاهم الله تعالى بإتيان أجل لقائه ،

      ◆ وضرب لهم أجلا يسكن نفوسهم ويطمئنها.


      ●والاشتياق← هو سفر القلب في طلب محبوبه .

      ●ولاريب أن عيش المشتاق منغص←↓

      ← حتى يلقى محبوبه ،

      ◆ فهناك تقر عينه،

      ◆ ويزول عن عيشه تنغيصه

      ←، ﻷن صاحبه طالب للأنس بالله والقرب منه

      ●فهو أزهد شيء في الخلق← إلا من أعانه على هذا المطلوب منهم
      ← وأوصله إليه ،

      فهو أحب خلق الله إليه ،

      ◆ولا يأنس من الخلق بغيره

      ◆، ولا يسكن إلى سواه ،

      ←فعليك بطلب هذا الرفيق جهدك ،

      ● فإن لم تظفر به فاتخذ الله صاحبا ، ودع الناس كلهم جنبا.

      تهذيب مدارج السالكين
      ج1ص ( 488، 489)
      • القرآن جنتي



    • منزلة تعظيم الحرمات

      ●قال تعالى :{ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}[الحج:30].

      ●قال جماعة من المفسرين :
      ◆حرمات الله ههنا ←مغاضبه ،← وما

      نهى عنه،

      ◆وتعظيمها← ترك ملابستها .


      ●قال الليث:حرمات الله:مالا يحل انتهاكها.

      ●قال الزجاج:الحرمة ماوجب القيام به، وحرم التفريط فيه.

      ●وقال قوم:الحرمات هاهنا المناسك ، ومشاعر الحج زمانا ومكانا.


      ◆والصواب:أن الحرمات تعم هذا كله..

      ●وهي جمع حرمة:وهي مايجب احترامه وحفظه:

      من الحقوق، واﻷشخاص، واﻷزمنة ، واﻷماكن ،

      ●فتعظيمها:

      ◆توفيتها حقها ،


      ◆وحفظها من الإضاعة ، والخروج من المخالفة ،

      ◆وخسارة اﻹقدام عليها


      ←بتعظيم الأمر والنهي ،

      ◆خوفا من العقوبة ،

      ◆وطلبا للمثوبة .

      ●مقتدين باﻷنبياء والرسل والصديقين ،

      ← ودعائهم وسؤالهم ،

      ←والثناء عليهم بخوفهم من النار ،


      ← ورجائهم للجنة .

      ●قال تعالى :{إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين }[اﻷنبياء :90].

      أي رغبا فيما عندنا،ورهبا من عذابنا، ←والضمير في قوله ((إنهم)) عائد على الأنبياء.

      ◇(
      والرغب والرهب) رجاء الرحمه، والخوف من النار عندهم أجمعين.

      ●وذكر الله سبحانه عباده ، الذين هم خواص خلقه ،

      ●وأثنى عليهم بأحسن الأعمال ،

      ● وجعل منها :استعاذتهم به من النار ،


      ● فقال تعالى:{والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها

      ساءت مستقرا ومقاما}
      [ الفرقان:65، 66]..

      ←وأخبر :أنهم توسلوا إليه بإيمانهم أن ينجيهم من النار.

      ● قال تعالى:{الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار}[آل عمران:16].

      ●فجعلوا أعظم وسائلهم إليه :وسيلة الإيمان ، وأن ينجيهم من النار .

      ●وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته :

      ←أن يسألوا له في وقت الإجابة -عقيب الأذان-أعلى منزلة في الجنة


      ←وأخبر:أن من سألها له ((حلت له شفاعته))

      ←وقال له سليم اﻷنصاري


      ((أما إني أسأل الله الجنة ، أستعيذ به من النار، لا أحسن دندنتك ، ولا دندنة معاذ ، فقال :أنا ومعاذ حولها ندندن )).

      ◆والعمل على طلب الجنة والنجاة من النار مقصود الشارع من أمته

      ←ليكونا دائما على ذكر منهم

      ◆ فلا ينسونهما ،


      ◆ وﻷن اﻹيمان بهما شرط في النجاة ،

      ◆والعمل على حصول الجنة والنجاة من النار هو ←محض اﻹيمان.

      ●وإذا خلا القلب من ملاحظة الجنة والنار

      ←ورجاء هذه

      ←، والهرب من هذه:

      ◆فترت عزائمه،

      ◆ وضعفت همته،

      ◆ووهى باعثه ،

      ●وكلما كان أشد طلبا للجنة ، وعملا لها،

      ←كان الباعث له أقوى ،

      ←والهمة أشد

      ←والسعي أتم ،


      ● وهذا أمر معلوم بالذوق ←ولو لم يكن هذا مطلوبا للشارع لما وصف الجنة لعباده ،

      ووصفها لهم ، وعرضها عليهم ، وأخبرهم عن تفاصيل ماتصل إليه عقولهم منها ،

      أخبرهم به مجملا ، كل هذا تشويقا لهم إليها ، وحثا لهم على السعي لها سعيا.


      ●قال تعالى :{والله يدعو إلى دار السلام }[يونس:25].

      وهذا حث على إجابة هذه الدعوة ، والمبادرة إليها "والمسارعة في اﻹجابة .

      ●اعلم أن خير العباد من يريد الله ويريد ثوابه

      ● قال تعالى :{وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار اﻵخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما}[اﻷحزاب :29] .

      ●فهذا خطابه لخير نساء العالمين ، أزواج نبيه صلى الله عليه وسلم.

      ● وقال تعالى :{ومن أراد اﻵخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا}[اﻹسراء:19].



      ●فأخبر أن السعي المشكور هو سعي من أراد اﻵخرة

      ← وأصرح منها قوله تعالى:{منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة }[آل عمران:152 ].

      ●فقسمهم لقسمين لا ثالث لهما .

      ●وقد غلط من قال :فأين من يريد الله ؟

      ◆فإن إرادة الآخرة عبارة عن إرادة الله وثوابه.

      ◆.فإرادة الثواب لا تنافي إرادة الله .


      تهذيب مدارج السالكين
      ج1ص ( 503، 510)
      • القرآن جنتي
    • ○منزلة الرغبة

      قال تعالى :{ويدعوننا رغبا ورهبا}[اﻷنبياء :90].

      الفرق بين الرغبة والرجاء .

      ◆أن الرجاء← طمع ،

      ◆والرغبة← طلب ،

      ●فهي ثمرة الرجاء ،

      ← فإنه إذا رجا الشيء طلبه ،




      ◆ والرغبة من الرجاء كالهرب من الخوف ،

      ← فمن رجا شيئا طلبه ورغب فيه

      ←، ومن خاف شيئا هرب منه .



      ●فالراجي طالب ، والخائف هارب .




      ●اعلم أن الرغبة هي ←:

      الرجاء بالحقيقة ،

      ← ﻷن الرجاء طمع يحتاج إلى تحقيق :↓

      ←أي هي طمع في مغيب عن الراجي




      ←مشكوك في حصوله

      ◆وإن كان متحققا في نفسه ،

      ← كرجاء العبد دخوله الجنة ،.

      ← فإن الجنة متحققة لاشك فيها،


      ← وإنما الشك في دخوله إليها ،


      ◆ بخلاف الرغبة ،

      ← فإنها طلب ،

      ◇فإذا قوي الطمع ، صار طلبا ...




      ●وأولها :رغبة


      تتولد من العلم ،

      ← فتبعث على الاجتهاد المنوط بالشهود،

      ← وتصون السالك عن وهن الفترة والكسل .

      ●وهذا مرتبط بشهود مشهد اﻹحسان ،


      ← وهو أن تعبد الله كأنك تراه .




      ◆وتتصاعد الرغبة حتى

      ← لا تبقي من المجهود مبذولا،

      ← ولا تدع للهمة ذبولا،

      ←ولا تترك غير القصد مأمولا.




      ●فإذا اكتملت،←↓
      ← اكتمل معها خلق الإيمان وهي:

      ←مراعاة العلم وحفظه بالعمل ،

      ← ومراعاة العمل باﻹحسان والإخلاص ،

      ←وحفظه من المفسدات ، وصيانته.




      تهذيب مدارج السالكين

      ج1ص ( 491، 492).
      • القرآن جنتي

    • على معالم السنة←...بلا تأويل ○

      ● ذروة تعظيمنا لحرمات الله تعالى: إجراء الخبر على ظاهره،

      ← وهو أن تبقي أعلام التوحيد الخبرية على ظواهرها،

      ← لا نتكلف لها تأويلا، ←ولا نتجاوز ظواهرها تمثيلا.




      ●حفظ حرمة نصوص اﻷسماء والصفات:↓

      ←بإجراء أخبارها على ظواهرها،

      (كما قال مالك رحمه الله، وقد سئل عن قوله تعالى:{{الرحمن على العرش استوى}[طه:5].

      ←كيف استوى؟ فأطرق مالك، حتى علاه الرحضاء،

      ←ثم قال: الاستواء معلوم،


      ← والكيف غير معقول،

      ←واﻹيمان به واجب،

      ←والسؤال عنه بدعة
      ). رواه الدارمي في الرد على الجهمية.

      ●ففرق بين (المعلوم) من هذه اللفظة،

      ← وبين (الكيف)


      ← الذي لا يعقله البشر، ◆وهذا الجواب من مالك رضي الله عنه

      ←شاف عام في جميع
      مسائل الصفات.

      ●فمن سأل عن قوله: {إنني معكما أسمع وأرى}[طه:46 ].

      ◆كيف يسمع ويرى؟

      ← أجيب بهذا الجواب بعينه،

      ← فقيل له: السمع والبصر ←معلوم، ←والكيف غير معقول.


      ● وكذلك سائر الصفات من سأل عن العلم، والحياة، والحياة، والقدرة،

      والإرادة،والنزول، والغضب، والرضا، والرحمة، والضحك، وغير ذلك.



      ●فمعانيها كلها مفهومة،

      ●وأما كيفيتها: فغير معقولة،

      ←إذ تعقل الكيفية فرع العلم بكيفية الذات وكنهها،

      ← فإذا كان ذلك غير معقول للبشر،

      ◆ فكيف يعقل لهم كيفية الصفات.

      ●والعصمة النافعة في هذا الباب:↓

      ←أن يوصف الله بما وصف به نفسه،

      ←وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم،

      ← من غير تحريف ولا تعطيل،

      ←ومن غير تكييف

      ← ولا تمثيل،

      ◆بل تثبت له اﻷسماء والصفات،

      ◆ وتنفي عنه مشابهة المخلوقات،
      ← فيكون إثباتك منزها عن التشبيه،

      ←ونفيك منزها عن التعطيل،

      ◆ فمن نفى حقيقة الاستواء فهو ←معطل،

      ◆ومن شبهه باستواء المخلوق على المخلوق↓ ←
      فهو ممثل،

      ◆ ومن قال: استواء ليس كمثله شيء ، فهو الموحد المنزه.

      ●والمراد بالتأويل المنهي عنه ههنا:↓

      ←التأويل الاصطلاحي،

      ←وهو صرف اللفظ عن ظاهره،

      ← وعن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح.

      وقد أجمع السلف على تركه.

      تهذيب مدارج السالكين
      ج1ص ( 510، 509)
      • القرآن جنتي
    • ○منزلة الإخلاص○

      ●قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}[البينة:5].

      ●قال الفضيل بن عياض:

      ← هو أخلصه

      ← وأصوبه،


      ← قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟

      ← فقال: إن العمل إذا

      ◆ كان خالصا، ولم يكن صوابا، لم يقبل،

      ◆وإذا كان صوابا، ولم يكن خالصا،

      ←لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا،


      ●والخالص: أن يكون لله، ←والصواب: أن يكون على السنة،


      ● ثم قرأ قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} [الكهف:110].

      {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن
      } [النساء:125].

      ●فإسلام الوجه: إخلاص القصد والعمل لله،

      ■ واﻹحسان فيه: متابعة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنته.


      ●قال تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} [الفرقان:23].

      ● وهي اﻷعمال التي كانت على غير السنة.

      ● أو أريد بها غير وجه الله.


      ●قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:

      ((إنك لن تخلف، فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به خيرا ، ودرجة، ورفعة)).رواه البخاري.

      وأخبر عن أول ثلاثة تسعر بهم النار:

      ← قارئ القرآن

      ← والمجاهد

      ← والمتصدق بماله،

      ◆ الذين فعلوا ذلك ليقال:←فلان قارئ،

      ←فلان شجاع،

      ← فلان متصدق،

      ◆ ولم تكن أعمالهم خالصة لله.


      ● وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم:

      (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم )).رواه مسلم .

      ●تنوعت عبارات السلف في الإخلاص والصدق ←والقصد واحد .

      فقيل : هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة.

      ●وقيل :تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين.

      ●وقيل:

      ◆استواء اعمال العبد في الظاهر والباطن،

      ◆والرياء أن يكون ظاهره خيرا من باطنه،


      ● والصدق في اﻹخلاص أن يكون باطنه أعمر من ظاهره.

      ●ومن كلام الفضيل:

      ←ترك العمل من أجل الناس رياء

      ←، والعمل من أجل الناس شرك ،

      ← واﻹخلاص أن

      يعافيك الله منهما.


      ●وقال بعضهم: اﻹخلاص

      ◆ أن لا تطلب على عملك شاهدا غير الله

      ◆ولا مجازيا سواه.

      ●وقال مكحول: ما أخلص عبد قط أربعين يوما

      ← إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه .

      ●وقال أبو سليمان الداراني:

      ← إذا أخلص العبد←↓

      ← انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء.


      تهذيب مدارج السالكين
      ج1ص ( 513، 516)
      • القرآن جنتي


    • تنقية العمل من الشوائب


      اعلم أن كل خير في العبد

      هو فضل الله ومنته،

      وإحسانه ونعمته،

      وهو المحمود عليه..

      يجب على العبد في عمله:

      1. أن يطالع في عمله عيوبه وآفاته، وتقصيره.

      وما فيه من حظ، ونصيب الشيطان،

      فقل عمل من الأعمال إلا والشيطان فيه نصيب،

      وإن قل، وللنفس فيه حظ.

      ڈسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في صلاته؟

      فقال((هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد)) رواه البخاري.

      فإذا كان هذا التفات طرفه أو لحظه.

      فكيف التفات قلبه إلى سوى الله؟

      هذا أعظم نصيب الشيطان من العبودية.

      2 علمه بما يستحقه الرب جل جلاله من حقوق العبودية

      وآدابها الظاهرة والباطنة،

      وشروطها،

      وأن العبد أضعف وأعجز وأقل من أن يوفيها حقا.

      فالعارف

      لايرضى بشيء من عمله لربه،

      ويستحيي من مقابلة الله بعمله .

      قال بعضهم: آفة العبدرضاه عن نفسه،

      ومن لم يتهم نفسه على دوام الأوقات فهو مغرور.




      عمل لاينفي الخجل

      قيل: لابد من الخجل من العمل، مع بذل المجهود.

      قال تعالى: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} [المؤمنون:60].

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هو الرجل يصوم، ويصلي، ويتصدق، ويخاف أن لا يقبل منه)).

      فالمؤمن:جمع إحسانا في مخافة،
      وسوء ظن بنفسه،

      والمغرور: جمع حسن الظن بنفسه مع إساءته

      وهذان الأمران هما عبودية هاتين الآيتين: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين} [التكوير29:28.].

      اعلم أن كل سير لا يصحبه علم، يخاف عليه أن يكون من خدع الشيطان.

      وهذا القدر هو الذي أفسد على أهل الثغور ثغورهم، وشردهم عن الله حيث لم يحكموا العلم حتى انسلخوا عن حقائق الأيمان، وشرائع الإسلام
      .


      اعلم أن المعرفة الصحيحة

      هي روح العلم،

      وأن العلم الصحيح والعمل المستقيم

      هما ميزان المعرفة الصحيحة.


      اعلم أن گعدم الإخلاص وعدم المتابعة

      ينعكس على صاحبه فيسير إلى الخلف،


      وإن لم يبذل جهده ويوحد طلبه سار سير المقيد.

      وإن اجتمع له الإخلاص والمتابعة

      فذلك الذي لا يجارى في مضمار سيره،


      وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

      تهذيب مدارج السالكين
      ج1ص ( 516، 521).
      • القرآن جنتي


    • منزلة التهذيب



      هي منزلة التهذيب والتصفية

      وهو سبك العبودية في كير الامتحان،


      طلبا لأخراج مافيها من الخبث والغش.

      وأولها تهذيب الخدمة:

      أن لا يخالجها جهالة،

      ولا يشوبها عادة،

      ولا يقف عندها همة.



      1.مخالطة لجهالة،

      فإن الجهالة متى خالطت العبودية،

      أوردها العبد غير موردها،

      ووضعها في غير موضعها،

      وفعلها في غير مستحقها،

      وفعل أفعال يعتقد أنها صلاح،

      وهي إفساد لخدمته وعبوديته .


      بأن يتحرك في موضع السكون ،

      أو يسكن في موضع التحرك ، أو يقدم في موضع إحجام ، أو يقف

      في موضع تقدم



      ونحو ذلك من الحركات التي هي في حق الخدمة

      كحركات الثقيل البغيض في حقوق الناس.



      فالخدمة مالم يصحبها


      علم بآدابها

      وحقوقها،

      غير العلم بها نفسها،

      كانت في مظنة أن تبعد صاحبها،


      وإن كان مراده بها التقرب.

      ولا يلزم حبوط ثوا
      بها وأجرها.



      فهي إن لم تبعده عن الأجر والثواب


      أبعدته عن المنزلة والقربة.

      2.شوب العادة ،

      وهو أن يمازج العبودية


      حكم من أحكام عوائد النفس

      تكون منفذا لها، معينة عليها،


      وصاحبها يعتقد قربة وطاعة.


      كمن اعتاد الصوم وتمرن عليه،

      فألفته النفس،

      وصار لها عادة تتقاضاها أشد اقتضاء

      فيظن أن هذا التقاضي محض العبودية،

      وإنما هو تقاضي العادة.

      وعلامة ذلك أنه

      إذا عرض علها طاعة دون ذلك،

      وأيسر منه،

      وأتم مصلحة

      لم تؤثرها إيثارها لما اعتادته وألفته.


      فاعبد الله

      على مقتضى أمره،

      لا على ماتراه من رأيك. ولا يكون الباعث لك داعي العادة .



      وخلاصة الأمر:

      أن لا يكون باعث العبادة

      مجرد رأي،

      وموافقة هوى،

      ومحبة،

      وعادة.
      بل الباعث مجرد الأمر ،

      والرأي والمحبة.

      وهذه نكته لا ينتبه لها إلا أهل البصائر .



      3.وقوف همته عند الخدمة،

      وذلك علامة ضعفها وقصورها،


      فإنها عين الحرمان، فالمحب لايقنع بشيء دون محبوبه.





      تهذيب القصد

      ويكمل تهذيب الخدمة

      بتهذيب القصد،

      وهي تصفيته من ذل الإكراه،

      وحفظه من مرض الفتور.

      ونصرته على فضول العلم.



      ثلاثة أشياء في تهذيب قصد العامل وتصفيته:


      1.تصفيته من ذل الأكراه، أي لا يسوق نفسه إلى الله كرها.


      كالأجير المسخر المكلف، بل تكون دواعي قلبه

      وجواذبه منساقة إلى الله ومحبة وإيثار.

      جريان الماء في منحدره.


      وهذه حال المحبين الصادقين
      فإن عبادتهم تكون


      طوعا

      ومحبة

      ورضا


      ففيها قرة عيونهم، وسرور قلوبهم،


      ولذة أرواحهم


      قال النبي صلى الله عليه وسلم:

      (وجعلت قرة عيني في الصلاة الصلاة) رواه النسائي.




      2.تحفظه من مرض الفتور،

      أي توقيه من مرض فتور قصده،


      وخمود نار طلبه،

      فإن العزم هو


      روح القصد،

      ونشاطه كالصحة له،

      وفتوره مرض من أمراضه.

      ويتحفظ منه


      بالحمية عن فضول كل
      شيء،

      وترك ما لا يعينه،

      ولا يتكلم إلا فيما يرجو فيه زيادة إيمانه،

      ولا يصحب إلا من يعينه على ذلك،

      فإن بلي بمن لا يعنيه فليدرأه عنه ما استطاع.


      3.نصرة قصده على منازعات فضول العلم ،

      ومعنى ذلك

      نصرة خاطر العبودية المحضة،

      والإقبال على الله بكلية القلب،

      وإبعاد القلب عن مجاذبات تفاريع مسائل العلم الخلافية

      وفضلاته التي تشوش عليه

      وتضعف انتباهه إلى قواعد العلم الشرعي الجامعة.


      التي هي حياة القلب واستقامة السير .


      تهذيب مدارج السالكين

      ج1ص ( 523، 526)





      • القرآن جنتي


    • منزلة الاستقامة



      قال تعالى :

      {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}[فصلت :30].



      سئل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه -عن الاستقامة ؟ فقال

      (
      أن لا تشرك بالله شيئا )).



      فإن من استقام على محض التوحيد الصادق بأسماء الله وصفاته ، استقام في كل شأنه على الصراط المستقيم .


      قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

      (
      الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي ، ولا تروغ روغان الثعلب)).

      قال عثمان بن عفان-رضي الله عنه-:

      ((استقاموا :أخلصوا العمل لله)).



      قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -وابن عباس -رضي الله عنهما:

      ((
      استقاموا أدوا الفرائض)).



      قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -
      استقاموا على محبته وعبوديته ، فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة.



      في صحيح مسلم ، عن سفيان بن عبدالله رضي الله عنه، قال :قلت :

      ((
      يارسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك ، قال :قل آمنت بالله ثم استقم)) .


      اعلم أن الاستقامة كلمة جامعة تتعلق بالأقوال والأفعال ، والأحوال ، والنيات ،

      فالاستقامة فيها وقوعها لله، وبالله ، وعلى أمر الله.


      تهذيب مدارج السالكين

      ج 2ص(527، 529)
      • القرآن جنتي
    • منزلة التوكل

      قال تعالى:{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}[الطلاق:3].


      {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}[المائدة:23 ] .


      {ومالنا أن لا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا}[إبراهيم:12].



      آفة العبد إما من عدم الهداية ، وإما من عدم التوكل ، فإذا جمع التوكل إلى الهداية؛ فقد جمع الإيمان كله.

      وفي الصحيحين -حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب-:

      ((هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون)).



      عن عمر رضي الله عنه مرفوعا:

      ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله؛ لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدوا خماصا ، وتروح بطانا))

      صحيح رواه الترمذي .




      قال الإمام أحمد :التوكل عمل القلب ، ومعنى ذلك أنه عمل قلبي ،

      ليس بقول اللسان ، ولا عمل الجوارح ، ولا هو من باب العلوم والإدراك





      قال سهل :التوكل الاسترسال مع الله ،مع مايريد.

      ومنهم من قال :التوكل الرضا ، فيقول :هو الرضا بالمقدور .




      والصحيح :أن التوكل حال مركب من مجموع أمور ، لا تتم حقيقة التوكل إلا بها



      .تهذيب مدارج السالكين

      ج 2ص ( 533، 537)




      • القرآن جنتي
    • ●إثبات الأسباب والمسببات●






      -اعلم أن نفاة اﻷسباب ،لايستقيم لهم التوكل ألبتة، ﻷن التوكل من أقوى الأسباب ،

      في حصول المتوكل فيه ، فهو كالدعاء الذي جعله الله سببا في حصول المدعو به ،

      فإذا اعتقد العبد أن توكله لم ينصبه الله سببا ، ولا جعل دعاءه سببا لنيل شيء ، فقد وقع في الوهم الباطل.





      فإن الله قضى بحصول الشبع إذا أكل المرء، والري إذا شرب، فإذا لم يفعل لم يشبع ولم يرو.

      ●وقضى بدخول الجنة إذا أسلم ، وأتى باﻷعمال الصالحة ، فإذا ترك اﻹسلام ولم يعمل الصالحات لم يدخلها أبدا.






      ●منكروا اﻷسباب ضيعوا اﻷسباب .


      ● فقالوا :إن كان قضي لي وسبق في اﻷزل حصول الشبع ،والري ،

      فلابد أن يصل إلي، تحركت أو سكنت، وإن لم يكن قضي لي، لم يحصل لي أيضا ، فعلت أو تركت .

      ●فهل يعد أحد هذا من جملة العقلاء ؟ وهل البهائم إلا أفقه منه؟

      ●فإن البهيمة تسعى في السبب بالهداية العامة.





      ●التوكل من أعظم اﻷسباب التي يحصل بها المطلوب ، ويندفع بها المكروه،

      ●فمن أنكر اﻷسباب لم يستقم منه التوكل ،

      ● ولكن من تمام التوكل عدم الركون إلى اﻷسباب ،

      ●وقطع علاقة القلب بها ، ◆فيكون حال قلبه قيامه بالله لابها، وحال بدنه قيامه بها.




      ●فاﻷسباب محل حكمة الله وأمره ودينه.

      ●والتوكل متعلق بربوبيته وقضائه وقدره .




      ●التجرد من اﻷسباب جملة ممتنع عقلا وشرعا وحسا،

      وما أخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء من اﻷسباب ،

      وقد ظهر بين درعين يوم أحد، ولم يحضر الصف قط عريانا، واستأجر دليلا مشركا على دين قومه ،

      يدله على طريق الهجرة ، وقد هدى الله به العالمين ، وعصمه من الناس أجمعين ،

      وكان إذا سافر في جهاد أو حج أو عمرة حمل الزاد والمزاد، وجميع أصحابه.



      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص (538، 359)








      • القرآن جنتي
    • ●اللجوء إلى الله ●

      ◇هو:اعتماد القلب على الله ، واستناده إليه، وسكونه إليه.




      ◆بحيث لايبقى فيه اضطراب من تشويش اﻷسباب ، ولا سكون إليها،

      بل يخلع السكون إليها من قلبه ، ويلبسه السكون إلى مسببها.





      ●وعلامة هذا:أنه لايبالي بإقبالها وإدبارها.

      ● ولايضطرب قلبه ويخفق عند إدبار مايحب منها، وإقبال مايكره،

      ﻷن اعتماده على الله ، وسكونه إليه، واستناده إليه .





      ●فعلى حسن ظنك بربك ورجائك له

      ،يكون توكلك عليه ،

      ولذلك فسر بعضهم التوكل ،
      بحسن الظن بالله.

      ◆والتحقيق :أن حسن الظن به يدعوه إلى التوكل عليه.



      تهذيب مدارج السالكين

      ج 2ص (540، 541)
      • القرآن جنتي


    • من درجات التوكل الاستسلام



      استسلام القلب له، وانجذاب دواعيه كلها إليه ، وقطع منازعته.

      فاستطاعته بيد الله ،فهو مالكها دونه، فإن لم يعطه الاستطاعة فهو عاجز ،



      فهو لا يتحرك إلا بالله لابنفسه، فكيف يأمن المكر وهو محرك لا محرك؟

      يحركه من حركته بيده، فإن شاء ثبطه وأقعده مع القاعدين،


      قال تعالى:{ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين}[التوبة:46].

      فهذا مكر الله بالعبد أن يقطع عنه مواد توفيقيه،

      ويخلي بينه وبين نفسه، ولا يبعث دواعيه،





      ولا يحركه إلى مراضيه ومحابه، وليس هذا حقا على الله ، فيكون ظالما بمنعه ،

      بل هو مجرد فضله الذي يحمد ، على بذله لمن بذله وعلى منعه لمن منعه إياه، فله الحمد على هذا وهذا .


      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص (541، 542)
      • القرآن جنتي


    • ○نفوض أمرنا إلى الله○




      التفويض:هو روح التوكل ولبه وحقيقته، وهو إلقاء أموره كلها إلى الله ،

      وإنزالها به طلبا واختيارا، لا كرها واضطرارا،



      كتفويض الابن العاجز الضعيف المغلوب على أمره كل أموره إلى أبيه، العالم بشفقته عليه ورحمته، وحسن ولايته له ، وتدبيره له.

      قال تعالى {وأفوض أمري إلى الله}[غافر :44].



      المفوض لايفوض أمره إلى الله إلا ﻹرادته أن يقضي له ماهو خير له في معاشه ومعاده،

      وإن كان المقضي له خلاف مايظنه خيرا ، فهو راض به.ﻷنه يعلم أنه خير له ، وإن خفيت عليه جهة المصلحة فيه .


      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص (542، 543).


      • القرآن جنتي


    • الرضا ثمرة التوكل

      إذا توكل العبد على الله حق التوكل ، رضي بما يفعله .



      وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستخارة :

      ((اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم)).





      فهذا توكل وتفويض، ثم قال ((فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علام الغيوب)) .

      فهذا تبرؤ إلى الله من العلم والحول والقوة، وتوسل إليه سبحانه بصفاته،

      التي هي أحب ماتوسل إليه بها المتوسلون، ثم سأل ربه ،

      أن يقضي له ذلك اﻷمر إن كان فيه مصلحته ،عاجلا ، أو آجلا ....الخ...





      قال بشر الحافي :

      يقول أحدهم:توكلت على الله ، يكذب على الله ، لو توكل على الله لرضي بما يفعله الله به.



      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 543، 544).





      • القرآن جنتي


    • ●أوهام بعض المتوكلين●



      1.اشتباه التفويض باﻹضاعة،

      فيضيع العبد حظه ظنا منه أن ذلك تفويض وتوكل، وإنما ذلك تضييع لا تفويض.




      2.اشتباه التوكل بالراحة، وإلقاء حمل الكل، فيظن صاحبه أنه متوكل.


      3.اشتباه خلع اﻷسباب بتعطيلها، فخلعها توحيد، وتعطيلها إلحاد وزندقه،

      -وهذا غير صحيح -فخلعها عدم اعتماد القلب عليها ووثوقه وركونه إليها مع قيامه بها، وتعطيلها إلغاؤها عن الجوارح.



      4.اشتباه الثقة بالله بالغرور والعجز،

      والفرق بينهما:

      أن الواثق بالله قد فعل ما أمره الله به، ووثق بالله في طلوع ثمره،

      بعد أخذه أسبابها، من غرس ، وبذر، أما المغتر العاجز قد فرط فيما أمر به،

      وزعم أنه واثق بالله، والثقة إنما تصح بعد بذل المجهود.



      5.اشتباه الطمأنينية إلى الله والسكون إليه، بالطمأنينية إلى المعلوم،

      وسكون القلب إليه، ولايميز بين الحالين إلا صاحب البصيرة.



      عن أبي سليمان الداراني أنه رأى رجلا بمكة

      لا يتناول شيئا إلا شربة من ماء زمزم، فمضى عليه أيام،

      فقال أبو سليمان يوما: أرأيت لو غارت زمزم، أي شيء كنت تشرب؟

      فقام وقبل رأسه، وقال: جزاك الله خيرا، حيث أرشدتني،

      فإني كنت أعبد زمزم منذ أيام، ثم تركه ومضى.



      وأكثر المتوكلين سكونهم وطمأنينيتهم إلى المعلوم،

      وهم يظنون أنه إلى الله، وعلامة ذلك أنه متى انقطع معلوم أحدهم

      حضره همه وبثه وخوفه، فعلم أن طمأنينيته وسكونه لم يكن إلى الله.




      6. اشتباه علم التوكل بحال المتوكل، فكثير من الناس يعرف التوكل وحقيقته وتفاصيله،

      فيظن أنه متوكل، وليس من أهل التوكل، فحال التوكل أمر آخر من وراء العلم به،

      وهذا كمعرفة المحبة والعلم بها وأسبابها ودواعيها،

      وحال المحب العاشق وراء ذلك، وكمعرفة علم الخوف، وحال الخائف وراء ذلك.



      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص (544، 546)
      • القرآن جنتي


    • الهمة الواطئة والخلابة



      كثير من المتوكلين يكون مغبونا في توكله، كمن صرف توكله،

      إلى حاجة جزئية، استفرغ فيها قوة توكله، ويمكنه نيلها بأيسر شيء.





      كمن يصرف همته وتوكله ودعاءه، إلى وجع يمكن مداواته بأدنى شيء،

      أو جوع، يمكن زواله بنصف رغيف، ويدع صرفه إلى نصرة الدين،

      وقمع المبتدعين، وزيادة اﻹيمان، ومصالح المسلمين.




      همم الصحابة -رضي الله عنهم-في توكلهم، كان في فتح بصائر القلوب،

      أن يعبد الله في جميع البلاد، فملؤوا بتوكلهم القلوب هدى وإيمانا،

      وفتحوا بلاد الكفر، وجعلوها دار إيمان.


      همم كانت في التوكل أعلى وأجل من أن يصرف أحدهم قوة توكله،

      واعتماده على الله، في شيء يحصل بأدنى حيلة وسعي، فيجعله نصب عينيه، ويحمل عليه قوﻻ توكله.

      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 546، 547)





      • القرآن جنتي


    • منزلة الثقة




      الثقة بالله تعالى هي:سويداء القلب، فإن القلب أشرف مافيه سويداؤه.


      وهي المهجة التي تكون بها الحياة، وهي في وسطه، فلو كان (التفويض) قلبا لكانت (الثقة) سويداءه.



      من تحقق بمعرفة الله، وأن ما قضاه الله فلا مرد له ألبتة،

      أمن من فوت نصيبه الذي قسمه الله له،

      وأمن من نقصان ماكتبه الله له، وسطر في الكتاب المسطور، فيظفر بروح الرضا.

      أي براحته ولذته ونعيمه، ﻷن صاحب الرضا في راحة ولذة وسرور.


      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 551، 552)
      • القرآن جنتي
    • فطرة تلهمنا تغنينا عن طلب اﻷدلة


      أول التسليم أن لا تطلب على التوحيد دليلا.



      فالفطرة تقر بالرب سبحانه خالق العالم، ولم تحتج فيه إلى نظر واستدلال،
      ولهذا ..


      لم تدع الرسل قط الأمم إلى اﻹقرار بالصانع سبحانه وتعالى، وإنما دعوهم إلى عبادته وتوحيده.

      قال تعالى: {قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات واﻷرض}[إبراهيم:10].

      المتكلم والباحث عن الدليل يفني زمانه في تقرير حدوث العالم، وإثبات وجود الصانع،

      وهذا أمر مفروغ منه عند صاحب اليقين.


      -همة المتكلم البحث.

      - صاحب اليقين قد جاوزها إلى جمع القلب على المكون، وعبوديته بمقتضى أسمائه وصفاته،

      لا يلتفت إلى غيره، ولا يشتغل قلبه بسواه، ولا يتعلق في سيره بدليل،

      فيجمع أمره بالتسليم والعبادة لله تعالى.

      فهمته العبادة والطاعة.


      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 553، 554)
      • القرآن جنتي


    • ○الشبهات والشهوات ○



      من تمام التسليم الخلاص من شبهة تعارض الخبر ،

      أو شهوة تعارض اﻷمر ،

      أو إرادة تعارض اﻹخلاص،

      أو اعتراض يعارض القدر والشرع .

      التسليم عن المنازعة بترك شبهات المتكلمين الباطلة.

      وترك الشهوة المعارضة والتسليم لله.



      والتخلص من اعتراض حكمته في خلقه وأمره، بأن يظن أن مقتضى الحكمة خلاف ما شرع،

      وخلاف ما قضى وقدر ، فالتسليم التخلص من هذه المنازعات كلها.


      اعلم أن التسليم هو محض الصديقية، التي هي بعد درجة النبوة، وأن أكمل الناس تسليما أكملهم صديقية.

      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص (555)



      • القرآن جنتي


    • أرفع الصبر ما كان اختيارا

      -الصبر لغة:الحبس والكف.

      -شرعا:حبس النفس عن الجزع والتسخط ، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن التشويش.


      الصبر ثلاثة انواع:

      1.صبر على طاعة الله.
      2.صبر عن معصية الله.
      3.صبر على امتحان الله.

      •اﻷولان:صبر على مايتعلق بالكسب، والثالث:صبر على مالا كسب للعبد فيه.

      •قال ابن تيمية- رحمه الله -:كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته في الجب، وبيعه ،

      فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره لاكسب له فيها ، ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر ،

      وأما صبره عن المعصية فصبر اختيار ورضا ، ومحاربة للنفس ، وإيثارا لما عند الله


      تهذيب مدارج السالكين
      ج2ص ( 561، 562)
      • القرآن جنتي
    • منزلة الصبر

      ذكر الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعا.

      وهو واجب بإجماع الأمة ، وهو نصف الإيمان ، فإن الإيمان نصفان :نصف صبر ، ونصف شكر .

      -ذكر في القرآن ستة عشرة نوعا:

      1.الأمر به قال تعالى :{واصبر وماصبرك إلا بالله } [النحل :127].

      2.النهي عن ضده قال تعالى:{فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم }[الأحقاف:35].

      3.الثناء على أهله قال تعالى :{والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}[البقرة:177 ].

      4.إيجابه سبحانه محبته لهم كقوله :{والله يحب الصابرين}[البقرة :146].


      5.إيجاب معيته لهم ،وهي معية خاصة، تتضمن حفظهم ونصرهم وتأييدهم قال تعالى :{ واصبروا إن الله مع الصابرين}[الأنفال :46].

      6.إخباره بأن الصبر خيرلأصحابه ، كقوله:{وأن تصبروا خير لكم }[النساء 25].

      7.إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم، كقوله تعالى:{ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون }[النحل :96].

      8.إيجابه سبحانه الجزاء لهم بغير حساب ، كقوله :{إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }[الزمر :10].

      9.إطلاق البشرى لأهل الصبر ، كقوله تعالى :{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}[البقرة:155].

      10.ضمان النصر والمدد لهم، كقوله تعالى :{بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين }[آل عمران :125 ].

      11.الإخبار منه تعالى بأن أهل الصبر هم أهل العزائم ، كقوله تعالى :{ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور }[الشورى :43].

      12.الإخبار أنه مايلقى الأعمال الصالحة وجزاءها والحظوظ العظيمة إلا أهل الصبر

      1، كقوله تعالى
      :{(وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون}[القصص:80].

      12.الأخبار أنه إنما ينتفع بالآيات والعبر أهل الصبر ،

      كقوله تعالى :{
      أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور }[إبراهيم :5].

      14.الأخبار بأن الفوز المطلوب المحبوب ، والنجاة من المكروه المرهوب ، ودخول الجنة ،

      إنما نالوه بالصبر ، كقوله تعالى
      :{والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار }[الرعد :23، 24 ].

      15.أنه يورث صاحبه درجة الإمامة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -:بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين

      ثم تلى قوله تعالى :{
      وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون }[السجدة :24].

      16.اقترانه بمقامات الإسلام ، والإيمان ، كما قرنه الله سبحانه باليقين وبالإيمان ، وبالتقوى والتوكل ، وبالشكر والعمل الصالح والرحمة .

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أعطي أحد عطاء خيرا له وأوسع من الصبر ) رواه البخاري .

      تهذيب مدارج السالكين
      ج2ص ( 557، 561)
      • القرآن جنتي