ملخص كتاب تهذيب مدارج السالكين لشيخ الإسلام أبن قيم الجوزي

    • بالتوفيق إن شاء الله تعالى وفي ميزان حسناتكم .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!


    • ○مراتب الصبر ○



      وهو على ثلاثة أنواع :

      1.صبر بالله:وهو الاستعانة به ، ورؤيته أنه هو المصبر

      2.صبر لله :هو أن يكون الباعث له محبة الله ، والتقرب إليه.

      3.صبر مع الله:أي جعل نفسه وقفا على أوامره ومحابه

      ،وهو أشد انواع الصبر وهو صبر الصديقين.

      •سئل الجنيد عن الصبر فقال:هو تجرع المرارة من غير تعبس.

      •قال عمرو بن عثمان:هو الثبات مع الله ، وتلقي بلائه بالرحب والدعة .

      وقيل للصبر خمس مراتب :صابر ، ومصطبر ، ومتصبر، وصبور ، وصبار.

      الصابر :أعمها •

      المصطبر:المكتسب الصبر المليء به .

      •المتصبر:المتكلف حامل نفسه عليه .

      •الصبور :العظيم الصبر الذي صبره أشد من صبر غيره .

      •الصبار :الكثير الصبر.


      - هذا الوصف في القدر والكم ، والذي قبله في الوصف والكيف.


      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص(564، 563)


      • القرآن جنتي
    • المرتاح كتب:

      بالتوفيق إن شاء الله تعالى وفي ميزان حسناتكم .



      وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
      جزى الله عني خيرا ....من مر بي ثم أعتبر


      • القرآن جنتي
    • الصبر والهجر والصفح



      قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

      ((
      الصبر الجميل ))هو الذي لا شكوى فيه ولا معه ،

      و((
      الصفح الجميل ))هو الذي لا عتاب معه،

      و((
      الهجر الجميل )) هو الذي لا أذى معه.




      قال ابن عيينه {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا}[السجدة:24]،

      قال: ((أخذور برأس الأمر فجعلهم رؤساء)).




      اعلم أن الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر ، فإن يعقوب -عليه السلام-وعد بالصبر الجميل

      ثم قال:{إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}[يوسف:86].،



      وكذلك أيوب أخبر الله عنه :أنه وجده صابرا مع قوله:{مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}[الأنبياء:83].

      وإنما ينافي الصبر شكوى الله ، لا الشكوى إلى الله ،


      كما رأى بعضهم رجلا يشكو إلى آخر فاقة وضرورة فقال:ياهذا ، تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك ؟

      ثم أنشد:

      وإذا عرتك بلية فاصبر لها..........
      صبر الكريم فإنه بك أعلم .

      وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما...تشكو
      الرحيم إلى الذي لا يرحم...





      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 566)

      • القرآن جنتي


    • ○حلاوة أجر المحنة ○

      يستجلب العبد الصبر على المحن ويستعين عليه بثلاثة أشياء :


      1.ملاحظة حسن الجزاء ، لما يلاحظه من لذة عاقبتها وظفره بها ، ولولا ذلك لتعطلت مصالح الدنيا واﻵخرة .


      2.انتظار الفرج :فإن انتظاره ومطالعته وترقبه يخفف حمل المشقة ، ولا سيما عند قوة الرجاء ، أو القطع بالفرج .


      3.تهوين البلية بأمرين:

      1.أن يعد نعم الله وأياديه عنده، فإذا عجز عن عدها ، هان عليه ماهو فيه من البلاء .

      2.تذكر سوالف النعم التي أنعم الله بها عليه ، وملاحظة حسن الجزاء ، وانتظار الجزاء ،

      وانتظار روح الفرج، بما يتعلق بالمستقبل إحداهما في الدنيا ، والثاني يوم الجزاء.



      يحكى عن امرأة أنها عثرت ، فانقطع إصبعها، فضحكت ،

      فقال لها بعض من معها:أتضحكين ، وقد انقطعت إصبعك ؟

      فقالت :أخاطبك على قدر عقلك ، حلاوة أجرها أنستني مرارة ذكرها .

      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 571، 572).



      • القرآن جنتي


    • ●منزلة الرضا ●

      أجمع العلماء على أنه مستحب ، واختلفوا في وجوبه ، على قولين .

      الاستحباب:وهو قول اﻹمام ابن تيمية -رحمه الله - ﻷنه لم يجيء اﻷمر به ، كما جاء اﻷمر بالصبر ،

      وإنما جاء الثناء علي أصحابه ومدحهم.


      ●قال الخراسانيون:إن الله مدحهم ، وأثنى عليهم ، فدل على أنه مقدور عليهم ، فهو واجب .



      ◆والتحقيق في المسألة :

      أن الرضا كسبي باعتبار سببه ، موهبي باعتبار حقيقته،

      فيمكن أن يكتسب بأخذ أسبابه ، فإذا تمكن في أسبابه ، جنى منها ثمرة الرضا .فإن الرضا آخر التوكل .


      ●فإن من رسخ قدمه في التوكل والتسليم والتفويض :حصل له الرضا ولا بد .


      ●قال النبي صلى الله عليه وسلم ((ذاق طعم اﻹيمان من رضي بالله ربا، وباﻹسلام دينا ، وبمحمد رسولا)).

      ●وقال((من قال حين يسمع النداء :رضيت بالله ربا ، وباﻹسلام دينا ، وبمحمد رسولا ، غفرت له ذنوبه)).رواه مسلم .

      ●الدعوى باللسان سهلة ، وهي من أصعب اﻷمور عند حقيقة الامتحان .

      لا سيما إذا جاء مايخالف هوى النفس ومرادها .


      1.الرضا :بما يؤمر به ، والرضا بما يقدر عليه .

      2.الرضا بنبيه رسولا:فيتضمن كمال الانقياد له ، والتسليم المطلق له ،

      بحيث يكون أولى به من نفسه ، فلا يحاكم إلا إليه ، ولا يرضى بحكم غيره .


      3.الرضا بدينه:فإذا قال ، أو حكم ، أو أمر ، أو نهى :رضي كل الرضا ،

      ولم يبق في قلبه حرج من حكمه، وسلم له تسليما،

      ولو كان مخالفا لمراد نفسه أو هواها .أو قول شيخه وطائفته.


      ●هنا يوحشك الناس ، فإياك أن تستوحش من التفرد ، فكلما وجدت مس الاغتراب ، ذقت حلاوة اﻹيمان .


      ●من أعظم أسباب حصول الرضا

      :أن يلزم ما جعل الله رضاه فيه ، فإنه يوصله إلى مقام الرضا ولا بد .

      ●قيل ليحيى بن معاذ:متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا ؟

      فقال :إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه ،

      فيقول :إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت ، وإن دعوتني أجبت .


      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 575، 598)
      • القرآن جنتي




    • الهمة العالية شيمتها الرضا


      ●ليس من شروط (الرضا) ألا يحس باﻷلم والمكاره، بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطه.

      ●اعلم أن وجود التألم وكراهة النفس له لا ينافي الرضا، كرضا المريض بشرب الدواء الكريه.



      ●قيل للحسين بن علي رضي الله عنهما:

      إن أبا ذر رضي الله عنه يقول: الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة،

      فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير ما اختار الله له.




      ●سئل أبو عثمان عن قول النبي صلى الله عليه وسلم:

      ((
      أسألك الرضا بعد القضاء)) صحيح رواه النسائي .

      فقال:ﻷن الرضا قبل القضاء عزم على الرضا، والرضا بعد القضاء هو الرضا .



      ●كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى رضي الله عنهما :

      ((أما بعد ، فإن الخير كله في الرضا ، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر)).


      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 579، 581)
      • القرآن جنتي
    • ...
      بارك الله فيك
      اختي
      روؤيا
      .
      .
      نفيد ونستفيد من ما تخطه يمناك
      .
      فعلا انها الاهداف الساميه التي خلف من اجلها الانسان
      هي التعبد بشكل صحيح واستخدام نعم الله عليه
      في الذي يرضي رب العباد
      .
      تقبل مروري
      تحياتي
      كان تبغي..., الكلام اللــــ،ـي عليه كلام...!ْ صك قلبك ...ُعن قلوب العــــ،ـرب واستريح..#$ْ مر بعيون خلق اللـــــــ،ـه مرور...؟ الكرام...#ْ مايضرك ملام ولا يسرــ،ـك مديح...!#ْ


    • ○حلاوة اﻹيمان○



      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

      (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة اﻹيمان :من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما،

      ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان يكره أن يرجع إلى الكفر -بعد إذ أنقذه الله منه-

      كما يكره أن يلقى في النار
      )) صحيح .



      المحبة التامة :هي ميل القلب بكليته إلى المحبوب ، كان ذلك الميل حاملا على طاعته وتعظيمه،

      كلما كان الميل أقوى:كانت الطاعة أتم ، والتعظيم أوفر ، وهذا الميل يلازم اﻹيمان.



      علق ذوق اﻹيمان بالرضا بالله ربا ، وعلق وجود حلاوته بما هو موقوف عليه،

      ولا يتم إلا به، وهو كونه سبحانه أحب اﻷشياء إلى العبد هو ورسوله.

      وميل القلب بكليته إليه، ورضاه عن ربه تابع لهذا الرضا به، فمن رضي بالله رضيه الله له عبدا.

      قال النبي صلى الله عليه وسلم:

      ((من قال كل يوم:رضيت بالله ربا، وباﻹسلام دينا، وبمحمد نبيا:

      إلا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة)) صحيح رواه أحمد .



      فإن العبد قد يرضى عن الله ربه فيما أعطاه ومنعه، ولكن لا يرضى به وحده معبودا وإلها،

      ولهذا ضمن رضا العبد يوم القيامة لمن رضي به ربا.

      قال تعالى :{خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه}[البينة :8].

      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 587، 589)



      • القرآن جنتي
    • بنت المسرات كتب:

      ...
      بارك الله فيك
      اختي
      روؤيا
      .
      .
      نفيد ونستفيد من ما تخطه يمناك
      .
      فعلا انها الاهداف الساميه التي خلف من اجلها الانسان
      هي التعبد بشكل صحيح واستخدام نعم الله عليه
      في الذي يرضي رب العباد
      .
      تقبل مروري
      تحياتي


      أسعدني مرورك بنت المسراااااااااات
      لولا تعبدنا لله لضعنا وأضعنا
      ففله الحمد على نعمه وفضله
      • القرآن جنتي
    • الفرق بين مشيئة الله ومحبته



      اعلم أنه مشيئة الله للشيء لا تلزم محبته ورضاه له.

      قال تعالى :{وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم مالهم بذلك من علم} [الزخرف:20].



      فهم استدلوا على محبته لشركهم ورضاه عنه بمشيئته لذلك.وعارضوا بهذا الدليل أمره ونهيه.

      والصحيح أن المشيئة للشيء لا تعني محبته.ولا تلازم بينهما،بل قد يشاء الله مالا يحبه،ويحب مالا يشاء كونه ..مثل:

      1.مشيئته لوجود إبليس وجنوده،ومشيئته العامة لجميع مافي الكون مع بغضه لبعضه.

      2.محبته لطاعات الفجار، وعدل الظالمين،وتوبة الفاسقين،ولو شاء لوجد كله وكان جميعه،فإنه ماشاء كان،ومالم يشأ لم يكن.

      ●اعلم أن المراد نوعان: مراد لنفسه:



      1.مطلوب محبوب لذاته لما فيه من الخير .


      2.ومراد لغيره:


      قد لايكون في نفسه مقصودا للمريد،ولافيه مصلحه له بالنظر إلى ذاته، وإن كان وسيلة إلى مقصوده ومراده،


      فيجتمع فيه الأمران: بغضه، وإرادته،ولا يتنافيا، لاختلاف متعلقهما،

      وهو كقطع المسافة الشاقة جدا إذا علم أنها توصله إلى مراده ومحبوبه.


      والله تعالى خلق إبليس، الذي هو مادة لفساد اﻷديان واﻷعمال،وهو سبب شقاوة العبيد، وعملهم بما يغضب الرب تبارك وتعالى..



      تهذيب مدارج السالكين
      ج2ص ( 590، 593)
      • القرآن جنتي


    • خلق الله عزوجل إبليس وسيلة إلى محاب كثيرة للرب :


      1.تظهر للعباد قدرة الرب تعالى على خلق المتضادات المتقابلات،

      فخلق ذات هي أخبث الذوات وشرها في مقابل ذات جبريل عليه السلام،التي هي أشرف الذوات.



      2.ظهور آثار أسمائه القهرية،مثل القهار،المنتقم،والعدل،والضار، وشديد العقاب،الخافض المذل،وسريع الحساب.

      فلا بد من وجود متعلقها،ولو كان الخلق على طبيعة الملك:لم تظهر أثر هذه اﻷسماء واﻷفعال.


      3.ظهور آثار أسمائه المتضمنة لحلمه وعفوه،ومغفرته وستره،قال صلى الله عليه وسلم :

      (
      لو لم تذنبوا لذهب الله بكم،ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله،فيغفر لهم) حسن رواه البزار.



      4.حصول العبودية المتنوعة التي لولا خلق إبليس لما حصلت،كالموالاة فيه سبحانه،

      والحب فيه،والبغض فيه،وعبودية اﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وعبودية الصبر ومخالفة الهوى .

      5.عبودية التوبة،والرجوع إليه واستغفاره،فلو عطلت اﻷسباب التي يتاب منها لتعطلت عبودية التوبة والاستغفار.

      6.عبودية مخالفة عدوه،ومراغمته في الله،وإغاظته فيه،وهي من أحب أنواع العبودية إليه.

      7.أن يتعبد له بالاستعاذة من عدوه،وسؤاله أن يجيره منه،ويعصمه من كيده وأذاه.

      8.أنهم ينالون ثواب مخالفته ومعاداته،فأكثر عبادات القلوب والجوارح مرتبة على مخالفته.

      9.اتخاذه عدوا من أكبر أنواع العبودية وأجلها،قال تعالى:{إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}[فاطر :6].

      10.إن طبيعة البشر مشتملةعلى الخير والشر،والطيب والخبيث،

      فخلق الشيطان مستخرجا لما في طبائع أهل الشر،

      وأرسل الرسل مستخرجا مافي طبيعة أهل الخير،ليترتب عليه آثاره.

      11.إن ظهور كثير من آياته وعجائب صنعه،حصل بسبب وقوع الكفر والشر من النفوس الكافرة الظالمة،

      كآية الطوفان،وآية الريح.

      12.إن خلق اﻷسباب المتقابلة التي يقهر بعضها بعضا،ويكسر بعضها بعض،

      هو من شأن كمال الربوبية،والقدرة النافذة،والحكمة التامة،والملك الكامل .


      سؤال؟ هل يمكن وجود تلك الحكم بدون هذه اﻷسباب؟...

      هذا سؤال باطل،إذ هو فرض وجود الملزوم بدون لازمه،كفرض وجود الابن بدون الأب،

      والحركة بدون المتحرك،والتوبة بدون التائب.

      تهذيب مدارج السالكين
      ج2ص ( 593، 596)



      • القرآن جنتي
    • ثمرات الرضا اليانعة





      1.تمام عبوديته في جريان مايكرهه من الأحكام عليه،وليس الشأن الرضا بالقضاء الملائم للطبيعة،

      إنما الشأن في القضاء المؤلم المنافر للطبع،ولولم يجر عليه لكان أبعد شيء عن عبودية ربه.





      2.رضا العبد عن ربه يثمر رضا الرب عنه.فإذا رضي بالقليل من الرزق رضي ربه عنه بالقليل من العمل.



      3.الرضا يخلصه من الهم والحزن والغم.ويفتح له باب جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.




      4.يوجب له الطمأنينية،وبرد القلب،وسكونه.




      5.تنزل السكينة عليه وتستقيم أحواله.




      6.الرضا يخلص العبد من مخاصمة الرب تعالى في أحكامه وأقضيته،

      فإن السخط مخاصمة،وهو أصل مخاصمة إبليس لله .




      7.حكم الرب تعالى ماض في عبده،وقضاؤه عدل فيه ،



      ((ماض في حكمك عدل في قضاؤك))


      .ومن لم يرض فهو من أهل الظلم .







      8.اليقين بأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه،وما أصابه لم يكن ليخطئه،فلا فائدة في سخطه،فسخطه يفوت عليه ماينفعه وحصول مايضره.





      9.يفتح له باب السلامة،فيجعل قلبه سليما نقيا،ولاينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم.



      10.السخط يفتح عليه باب الشك في الله،وقضائه وقدره،وحكمته وعلمه.





      11.أن من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنى وأمنا وقناعة،وفرغ قلبه لمحبته،واشتغل بمافيه سعادته.


      12.الرضا يثمر الشكر،وهو حقيقة الإيمان والسخط يثمر الكفر .






      13.الشيطان يظفر بالأنسان غالبا عند السخط والشهوة،فهناك يصطاده،فيقول مالايرضي الرب ،

      وخصوصا عند الموت الذي يسخط فيه أكثر الناس،فيتكلمون بما لايرضي الله،ويفعلون مالايرضيه.

      لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



      ((ولا نقول إلا مايرضي الرب))عند موت ابنه إبراهيم.






      14.الرضا يخرج الهوى من القلب،فالراضي هواه تبع لمراد ربه منه.




      الخلاصة:الراضي واقف مع اختيار الله له، معرض عن اختياره لنفسه،لقوة معرفته بربه تعالى،ومعرفته بنفسه.



      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 598، 602).

      • القرآن جنتي
    • رضا الله عن العبد

      اعلم أن رضا الله عن العبد أكبر من الجنة ومافيها،لأن الرضا صفة الله والجنة خلقه ،

      قال تعالى:{ورضوان من الله أكبر}[التوبة :72].


      بعد قوله {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
      ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم
      }.


      قلب الراضي بارد

      قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله:أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القدر.




      أعمال القلوب


      اعلم أن أعمال الجوارح تضاعف إلى حد معلوم،
      أما أعمال القلوب فلا ينتهي تضعيفها، وإن توارى شهود العبد لها.



      مثال :حال نائم راضي محب، وقائم الليل غافل عن الله،
      فالله سبحانه إنما ينظر إلى القلوب والهمم والعزائم،

      لا إلى صور الأعمال،وقيمة العبد همته وإرادته.



      الإلحاح بالدعاء


      الدعاء لا ينافي الرضا، ولايقدح في مقام الرضا،
      ففي البخاري قول أبوبكر الصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم :

      ( يارسول الله،قد ألححت على ربك)). فهذا الإلحاح عين العبودية.

      وفي سنن ابن ماجة ((من لم يسأل الله يغضب عليه)).


      قال بعض العارفين :إنه لتكون لي حاجة إلى الله،فأسأله إياها،فيفتح علي من مناجاته ومعرفته،

      والتذلل له والتملق بين يديه ما أحب معه أن يؤخر عني قضاءها،وتدوم لي تلك الحالة .

      تهذيب مدارج السالكين
      ج2ص ( 603،608)


      • القرآن جنتي


    • منزلة الشكر


      الشكر نصف الإيمان،وقد أمر الله به،ونهى عن ضده،

      قال تعالى:{
      واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون}[البقرة:172].

      وأثنى على أهله،واشتق لهم اسما من أسمائه،فإنه سبحانه هو
      (الشكور

      وهم قلة قال تعالى {
      وقليل من عبادي الشكور}[سبأ:13 ].

      النبي صلى الله عليه وسلم قام حتى تورمت قدماه فقيل له:تفعل هذا وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر؟

      فقال(أفلا أكون عبدا شكورا؟).

      ومن وصاياه لمعاذ :

      ((
      والله يامعاذ،إني لأحبك،فلا تنس أن تقول في دبر كل صلاة:اللهم أعني على ذكرك، وشكرك،وحسن عبادتك ))

      صحيح رواه أبو داود والنسائي.

      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 609، 610).



      • القرآن جنتي


    • قواعد الشكر



      أصل (
      الشكر) ظهور أثر الغذاء في أبدان الحيوان ظهورابينا،

      يقال شكرت الدابة تشكر شكراعلى ورزن سمنت تسمن سمنا،إذا ظهر عليها أثر العلف.

      وفي صحيح مسلم ((حتى إن الدواب لتشكر من لحومهم)) أي لتسمن من كثرة ما تأكل منها.



      وحقيقة الشكر في العبودية،هو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءواعترافا،

      وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة.





      قواعد الشكر خمسة:

      1.خضوع الشاكر للمشكور.

      2.حبه له.

      3.اعترافه بنعمته.

      4.ثناؤه عليه بها.

      5.أن لايستعملها فيما يكره.


      متى عدم واحد منها اختلت قاعدة من قواعد الشكر.




      (الشاكرون قسمان):

      1.شكر العامة:
      على المطعم والمشرب والملبس وقوت اﻷبدان.

      2.شكر الخاصة: على التوحيد واﻹيمان وقوت القلوب.




      قال الجنيد-وقد سأله سري عن الشكر، وهو صبي؟-الشكر:

      أن لا يستعان بشيء من نعم الله على معاصيه.فقال: من أين لك هذا؟قال: من مجالستك.

      وقيل من قصرت يداه عن المكافآت فليطل لسانه بالشكر.

      والشكر معه المزيد أبدا، لقوله {
      لئن شكرتم ﻷزيدنكم}[إبراهيم:7]..

      وقيل من كتم النعمة فقد كفرها، ومن أظهرها ونشرها فقد شكرها.


      وهو مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم:

      (إن الله إذا أنعم على عبده بنعمة أحب أن يرى أثر نعمته على عبده)

      صحيح رواه ابن سعد وله شاهد عند ابن حبان وغيره.

      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 611، 613).





      • القرآن جنتي




    • التحدث عن النعمة

      معرفة النعمة:هو إحضارها في الذهن،و مشاهدتها وتمييزها.

      الثناء على النعمة،نوعان:

      1.عام:
      وصفه بالجود والكرم،وسعةالعطاء.

      2.خاص:التحدث بنعمه،والإخبار لوصولها إليه من جهته قال تعالى:{وأما بنعمة ربك فحدث}[الضحى:11].

      التحديث المأمور به قولان:

      القول الأول
      :ذكر النعمة،والإخبار بها،وقوله أنعم الله علي بكذا وكذا .


      لحديث جابر مرفوعا: ((من صنع إليه معروف فليجز به،فإن لم يجد به فليثن،

      فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره،وإن كتمه فقد كفره،وتحلى بما لم يعط،كان كلابس ثوبي زور
      )) صحيح البخاري .

      فالخلق ثلاثة أصناف:

      شاكر النعمة المثني بها،والجاحد لها والكاتم لها،والمظهر أنه من أهلها،فهو متحل بما لم يعطه.

      وفي أثر مرفوع ((من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير،ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله،

      والتحدث بنعمة الله شكر،وتركه كفر،والجماعة رحمة،والفرقة عذاب
      )).حسن رواه أحمد.

      القول الثاني:التحدث بالنعمة المأمور به هو الدعوة إلى الله،وتبليغ رسالته،وتعليم الأمة،

      قال مجاهد :هي النبوة،

      قال الزجاج:أي بلغ ما أرسلت به.


      والصواب :أنه يعم النوعين،إذ كل منهما نعمة مأمور بشكرهاوالتحدث بها،وإظهارها من شكرها.

      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 613، 615)
      • القرآن جنتي
    • شكر العبد


      اعلم أن شكر العبد إحسان منه إلى نفسه دنيا وأخرى،فإنه إنما هو محسن إلى نفسه بالشكر،

      قال تعالى:{
      ومن شكر فإنما يشكر لنفسه}[لقمان، 12].

      لا لأنه مكافيء به لنعم الرب،فالرب تعالى لا يستطيع أحد أن يكافىء نعمه أبدا،ولا أقلها.

      ومن تمام نعمته سبحانه،وعظيم بره وكرمه وجوده محبته له على هذا الشكر،

      ورضاه منه به،وثناؤه عليه به،ومنفعته وفائدته مختصة بالعبد.

      شكر أعلى من شكر

      اعلم أن الشكر على المكاره أشد وأصعب من الشكر على المحاب،

      ولهذا فهو فوقه في الدرجة،ولا يكون إلا من أحد رجلين:

      1.رجل لايميز بين الحالات،بل يستوي عنده المكروه والمحبوب،فشكره:إظهار للرضا بما نزل به.
      .
      2.رجل يميز بين الأحوال،فهو لا يحب المكروه ولايرضى به.

      فإذا نزل به مكروه شكر الله تعالى عليه،فكان شكره كظما للغيظ الذي أصابه،

      وسترا للشكوى،ورعاية للأدب،فإن العلم والأدب يأمران بشكر الله على السراء والضراء .

      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 615، 617).
      • القرآن جنتي


    • منزلة الحياء



      قال تعالى:{ألم يعلم بأن الله يرى}[العلق:14].

      {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}[غافر:19 ].

      وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه:

      ((
      مر برجل -وهو يعظ أخاه في الحياء-فقال:دعه،فإن الحياء من الإيمان)).

      وفي الصحيح:

      ((
      إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ماشئت)) وفي هذا قولان:

      1.أنه أمر تهديد،ومعناه الخبر،أي من لم يستح صنع ماشاء.


      2.أنه أمر إباحة،أي انظر إلى الفعل الذي تريد فعله،

      فإن كان مما لايستحى منه فافعله،والأول أصح،وهو قول الأكثرين.

      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص ( 619، 620).


      • القرآن جنتي


    • حياة القلب في الحياء

      (الحياء)من الحياة،ومنه الحيا للمطر،ويكون حسب قوة حياة القلب،وقلة الحياء من موت القلب والروح.

      قال الجنيد-رحمه الله-:الحياء رؤية الآلاء،ورؤية التقصير،

      فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء،وحقيقته خلق يبعث على ترك القبائح،

      ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق.

      قال السري:إن الحياء والأنس يطرقان القلب،فإن وجدا فيه الزهد والورع وإلا رحلا.

      قال الفضيل بن عياض:خمس من علامات الشقوة :القسوة في القلب،وجمود العين،

      وقلة الحياء،والرغبة في الدنيا،وطول الأمل
      .

      وقال يحيى بن معاذ:من استحيا من الله مطيعا استحيا الله منه وهو مذنب.

      تهذيب مدارج السالكين

      ج2ص (620، 621).
      • القرآن جنتي
    • أنواع الحياء



      قسم الحياء على عشرة أوجه:

      1.حياء جناية: فمنه حياء آدم عليه السلام لما فر هاربا في الجنة،

      قال الله تعالى:أفرارا مني يا آدم؟ قال:لا يارب،بل حياء منك.


      2.حياء التقصير :كحياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون،

      فإذا كان يوم القيامة قالوا:سبحانك!ماعبدناك حق عبادتك.


      3.حياء اﻹجلال:وهو حياء المعرفة،وعلى حسب معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه.

      4.حياء الكرم:كحياء النبي صلى الله عليه وسلم من القوم الذين دعاهم إلى وليمة زينب،

      وطولوا الجلوس عنده،فقام واستحيا أن يقول لهم انصرفوا


      5.حياء الحشمة:كحياء علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي لمكان ابنته منه.

      6.حياء الاستحقار،واستصغار النفس:كحياء العبد من ربه عزوجل حين يسأله حوائجه،

      ويكون ذلك لسببين:استحقار السائل نفسه،واستعظام مسؤوله.

      7.حياء المحبة:فهو حياء المحب من محبوبه،حتى إنه إذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحياء من قلبه،

      وأحس به في وجهه،وكذلك يعرض للمحبوب عند ملاقاته محبوبه ومفاجأته له روعة شديدة.

      8.حياء العبودية:فهو حياء ممتزج من محبة وخوف،ومشاهدة عدم صلاح عبوديته لمعبوده.وأن قدره أعلى وأجل منها.

      9.حياء الشرف والعزة :فحياء النفس العظيمة الكبيرة إذا صدر منها ماهو دون قدرها،فإنه يستحي،

      وهذا له سببان:

      اﻷول ذكر سابقا،والثاني:استحياؤه من اﻵخذ حتى كأنه هو اﻵخذ السائل،وهو حياء التكرم،ﻷنه يستحي من خجلة اﻵخذ.

      10.حياء المرء من نفسه:فهو حياء النفوس الشريفة من رضاها لنفسها بالنقص،وبيعها بالدون

      فيجد نفسه مستحيا من نفسه،كأن له نفسين،وهذا أكمل مايكون من الحياء،

      فإن العبد إذا استحى من نفسه،فهو بأن يستحي من غيره أجدر.

      مدارج السالكين(بتصرف)
      ج2ص (2087، 2092
      • القرآن جنتي
    • حياة القلوب


      قال تعالى:{ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}[طه:124].

      فسرت المعشية الضنك:بعذاب القبر،

      والصحيح أنها في الدنيا، وفي البرزخ.

      فإن من أعرض عن ذكره الذي أنزله، فله من ضيق الصدر، ونكد العيش،

      وكثرة الخوف، وشدة الحرص والتعب على الدنيا،

      والتحسر على فواتها قبل حصولها وبعد حصولها،

      وآلالام -التي في خلال ذلك- مالا يشعر به القلب لسكرته، وانغماسه في المسكر .

      فهو لايصحو ساعة إلا شعر بهذا الألم،

      فيبادر إلى إزالته بسكر ثان،


      فهو هكذا مدة حياته، وأي معيشة أضيق من هذه لو كان للقلب شعور؟؟

      والعبد قد يصيبه ألم حسي فيطرحه عن قلبه، ويقطع التفاته عنه، ويجعل إقباله على غيره،

      لئلا يشعر به جملة، فلو زال عنه ذلك الالتفات، لصاح من شدة الألم، فما الظن بعذاب القلوب وآلامها؟؟


      فقلوب أهل البدع والمعرضين عن القرآن، وأهل الغفلة عن الله،

      وأهل المعاصي في جحيم، وقلوب الأبرار في نعيم قبل النعيم اï»·كبر

      {إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم} [الانفطار:13، 14].

      وهذا في دورهم الثلاث وكماله في الدار الآخرة.

      مدارج السالكين

      ج2ص (1095، 1097)

      • القرآن جنتي
    • وهج السلام كتب:

      يثبت لأهميته وروعة طرحة

      دمتم في حفظ الله ورعايته



      جزاك الله خيرا. وبارك فيك
      نسأل الله التوفيق لكل من قرأ وأنتفع
      العلم له مذاق لذيذ من ذاقه لن يفرط فيه
      ولحلاوة الكتاب وحلاوة محتواه
      آثرت على نقله لكم
      نفعنا الله به

      • القرآن جنتي


    • آثار الحسنات والذنوب

      جعل الله تعالى للحسنات والطاعات آثار محبوبة لذيذة طيبة .

      لذتها فوق لذة المعصية بأضعاف مضاعفة،وجعل للسيئات والمعاصي آلاما وآثارا مكروهة،

      وحزازات تربو على لذة تناولها بأضعاف مضاعفة.

      قال ابن عباس-رضي الله عنه-:
      ((إن للحسنة نورا في القلب وضياء في الوجه،وقوة في البدن،وزيادة في الرزق،
      ومحبة في قلوب الخلق.وإن للسيئة سوادا في الوجه،وظلمة في القلب،
      ووهنا في البدن،ونقصا في الرزق،وبغضة في قلوب الخلق
      )
      ذكره شيخ اﻹسلام في مجموع الفتاوى،وفي الحلية ﻷبي نعيم نحوه عن أنس.

      فيشهد هذا من نفسه ومن غيره.

      فما حصل للعبد حال مكروهة قط إلا بذنب،ومايعفو الله عنه أكثر.

      قال تعالى:{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}[الشورى:30].

      فكل نقص وبلاء وشر في الدنيا واﻵخرة فبسبب الذنوب،

      ومخالفة أوامر الرب،فليس في العالم شر قط إلا الذنوب وموجباتها.

      قال بعض الناس:إذا صدر مني ذنب ولم أبادره،ولم أتداركه بالتوبة:انتظر أثره السيء.

      فكل ما تراه من شر وألم وعقوبة،وجدب وخوف،ونقص-في نفسك وفي غيرك-
      فهو من قيام الرب تعالى بالقسط،وهو عدل الله وقسطه،وإن أجراه على يد ظالم .

      قال تعالى:

      {بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا}[اﻹسراء:5].

      مدارج السالكين
      ج2ص ( 1101، 1097).
      • القرآن جنتي


    • الذنوب صغائر وكبائر



      الذنوب مثل السموم مضرة بالذات.

      فإن تداركها من سقي باﻷدوية المقاومة لها وإلا قهرت القوة اﻹيمانية،وكان الهلاك.

      كما قال بعض السلف: (المعاصي بريد الكفر،كما أن الحمى بريد الموت)).

      ثمرات الإقلاع

      من أقلع وباشر اﻷسباب التي تفضي به إلى ضد هذه الحال،يرى العز بعد الذل،

      والغنى بعد الفقر،والسرور بعد الحزن،

      واﻷمن بعد الخوف،والقوة في قلبه-بعد ضعفه ووهنه-فيزداد إيمانا مع إيمانه.

      قال تعالى: {ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون} [الزمر:35].

      متى تبصر اﻹنسان في هذا، وأعطاه حقه،صار من أطباء القلوب،

      العالمين بدائها ودوائها،فنفعه الله في نفسه،ونفع به من شاء من خلقه.

      مدارج السالكين
      ج2ص ( 1101، 1102 )
      • القرآن جنتي


    • منزلة الرياضة

      هي تمرين النفس على الصدق والإخلاص.

      قال صاحب المنازل هي
      (تمرين النفس على قبول الصدق))

      ويراد بها أمران:

      1.تمرينها على قبول الصدق إذا عرضه عليها في أقواله وأفعاله وإرادته.
      فإذا عرض عليها الصدق قبلته وانقادت له، وأذعنت له.

      2.قبول الحق ممن عرضه عليه. قال تعالى:{والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون}[الزمر:33].

      فلا يكفي صدقك، بل لابد من صدقك وتصديقك
      للصادقين.


      فكثير من الناس يصدق، ولكن يمنعه من التصديق كبر أو حسد أو غير ذلك.

      الرياضه على ثلاث درجات:

      أولا
      :رياضة العامة ، وهي تهذيب الأخلاق بالعلم،

      وتصفية الأعمال بالإخلاص ، وتوفير الحقوق في المعاملة.


      بالعلم :عن طريق إصلاحها بموجب العلم.فلا يتحرك بحركة ظاهرة أو باطنة إلا بمقتضى العلم.

      فتكون حركات ظاهره وباطنه موزونة بميزان الشرع.


      وتصفيتهابالأخلاص :هو تجريدها من أن يشوبها باعث لغير الله.وهو عبارة عن توحيد المراد.

      أما توفير الحقوق في المعاملة :فهو أن تعطي ما أمرت به من حق الله وحقوق العباد كاملا موفورا

      ولما كانت هذه الثلاثة شاقة على النفس جدا ؛ كان تكلفها رياضة، فإذا اعتادها صارت خلقا.


      مدارج السالكين
      ج2ص (1218، 1219).


      • القرآن جنتي
    • رياضة الخاصة


      حسم التفرق، وقطع الالتفات إلى المقام الذي جاوزه، وإبقاء العلم يجري مجراه.

      حسم التفرق:قطع مايفرق قلبك عن الله بالجمعيةعليه، واﻹقبال عليه بكليتك، حاضرا معه بقلبك كله، لا تلتفت إلى غيره.

      قطع الالتفات إلى المقام الذي جاوزه،مقبلا على الله ، طالبا للزيادة، فهمته حفظه، ولا ينظر إلى ورائه، همته التقدم دون التوقف واﻷكتفاء.بل هو في زيادة كل يوم...(بتصرف).

      إبقاء العلم يجري مجراه، فالذاهب مع داعي العلم أين ذهب به والجري معه في تياره أين جرى .

      فالواجب تسليط العلم على الحال ، وتحكيمه عليه ، وأن لايعارض به.وهذا صعب جدا إلا على الصادقين.

      وكثير من الناس إذا غلبه حال أو ذوق:خلى العلم وراء ظهره، ونبذه وراءه.

      وهي حال أكثر المنحرفين، ولهذا عظمت وصية أهل الاستقامة من الشيوخ بالعلم والتمسك به.


      مدارج السالكين

      ج2ص ( 1120، 1121).
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      الجمعية:اجتماع الهمم في التوجه إلى الله تعالى، والاشتغال به عما سواه، وضد ذلك التفرقه.

      الجمع:الاشتغال بشهود الله عما سواه ، والتفرقه هي الاشتغال عن الله بما سواه.
      • القرآن جنتي