رياضة خاصة الخاصة
تجريد الشهود ، والصعود إلى الجمع ورفض المعارضات ، وقطع المعاوضات.
أي أن تعبد الله تعالى ﻷنه أهل للعبادة وما اﻷجر والثواب ألا وعد الله تعالى لك عند العمل والترك.
وقبول عملك من الله تعالى منته عليك .لا لحاجته إليها .بل هو فضل منه تعالى على عباده.سواء بالفعل أو الثواب.
وأن يربط عبادته بالعوض.
فمثلا يدعو ويطلب من الله تعالى ماشاء ﻷنه مأمور بطاعة الله ومن طاعته وحبه لله سؤاله
.الجنة ونعيمها والثواب عليها ولا تعارض بينهما .
واﻹيمان بالقضاء والقدر:جامع لجميع المقضيات والمقدورات، والشهود مترتب على هذا.
فعلى قدر العمل يكون العطاء .فالإنسان يعمل بالدعاء لدفع القدر واﻷمر كله لله عزوجل في صرفه او تبديله .
فلا يتسخط على أقدار الله في عباده .
ولا يشتكي لخلقه في النقص والمرض ونحوه ..بل جل أمره وطلبه من الله عزوجل .
وهذا معنى قطع المعاوضات:فهو تجريد المعاملة عن إرادة المعاوضة
؛ بل تجردها لذاته ، وأنه أهل أن يعبد، ولو لم يحصل لعابده عوض منه.
فإنه يستحق أن يعبد لذاته لا لعلة ،ولا لعرض، ولا لمطلوب..
وهنا يجب أن ننتبه فليس معنى ذلك أن لانطلب الأجر والثواب على أعمالنا ،
بل هو مطلب جميع اﻷنبياء والرسل وله خلقت الجنة والنار ، وفرض الدعاء للطلب والرجاء ..
قال الله تعالى حكاية عن سليمان عليه السلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [ص.35].
ولكن المقصد أن لا يمنعك استجابة الدعاء مثلا عن التوقف .
.ولا تجعل عملك عوضا لطلب دنيوي أو منصب أو سمعة .
وليس كما يقول دعاة التصوف نعبدك حبا لذاتك لاطمعا بالجنة أو خوفا من النار .
وطلب الفردوس وهو مسكن خاصة الخاصة ليس عيبا في عبوديتهم ،
ولا قدحا فيها.بل هو مطلبه. {رَبّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتنَا عَلَى رُسُلك وَلَا تُخْزِنَا يَوْم الْقِيَامَة إِنَّك لَا تُخْلِف الْمِيعَاد} .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس .فإنه وسط الجنة وأعلى الحنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة)).
مدارج السالكين
ج2ص ( 1222، 1228). بتصرف

- القرآن جنتي