قال تعالى:{هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم}[الفتح:4].
كان ابن تيمية وابن القيم يقرآن آيات السكينة عند اضطراب القلب
وأصل السكينة :هي الطمأنينية والوقار،والسكون الذي ينزله الله عزوجل في قلب عبده،عند اضطرابه من شدة المخاوف. فلا ينزعج بعد ذلك، ويوجب له زيادة الإيمان، وقوة اليقين والثبات.
ولهذا ثبت المؤمنون عبر مواقفهم المختلفة مع المشركين لما ثبتهم الله عزوجل بالسكينة.
مثل حادثة صلح الحديبية حين اضطربت قلوبهم من تحكم الكفار عليهم، ودخلوا تحت شروطهم التي لا تحملها النفوس.
المعنى الأول للسكينة سكينة بني إسرائيل التي أعطوها في التابوت. قال أهل التفسير: هي ريح هفافة، وذكروا صفاتها.
واختلفوا هل هي عين قائمة بنفسها-شيء مرئي-، أو معنى؟على قولين: 1. أنها عين: فقال بن أبي طالب رضي الله عنه: (هي ريح هفافة، لها رأسان ووجه كوجه اﻹنسان). ويروى عن مجاهد أنها صورة هرة لها جناحان، وعينان لهما شعاع، وجناحاها من زمرد وزبرجد، إذا سمعوا صوتها أيقنوا بالنصر. وقال ابن عباس: هي طست من ذهب من الجنة، كان يغسل فيه قلوب الأنبياء. وقال وهب: هي روح من روح الله تتكلم إذا اختلفوا في شيء أخبرتهم ببيان مايريدون.
2. أنها معنى ويكون معنى قوله تعالى: {فيه سكينة من ربكم} [البقرة:248]. أي مجيئه إليكم، سكينة لكم وطمأنينة. وعلى المعنى الأول: أن السكينة في نفس التابوت.
قال عطاء: {فيه سكينة} هي ما تعرفون من الآيات، فتسكنون إليها. وقال قتادة والكلبي: هي من السكون، أي الطمأنينية من ربكم.ففي أي مكان كان التابوت اطمأنوا إليه وسكنوا.
1. للخائف: إذا طال عليه الخوف، وأراد الله أن يريحه ويحمل عنه: أنزل عليه السكينة فاستراح قلبه. 2. وللضجر : أي من أدركه الضجر من قوة التكاليف وأعباء الأمر وأثقاله لاسيما من يبلغ عن الله ويجاهد أعداء الله،
فإن ما يحمله فوق ما يحمله الناس ويتحملونه، فلابد أن يضعف ويضجر،
فإذا أراد الله أن يريحه ويحمل عنه أنزل سكينته، فاطمأن وعلم أن لن يصيبه إلا ماكتب الله له.
3. وللمبتلى: إذا قويت مشاهدته للمثوبة سكن قلبه واطمأن بمشاهدة العوض، وإنما يشتد عليه البلاء إذا غاب عنه ملاحظة الثواب.
والهمة:توجه القلب وقصده. فالهم بداية الإرادة والهمة نهايتها.
وعلى قدر الهمة تكون العزيمة والحسم في الأمور.
فقيمة كل امرئ مايطلب ..والمراد بالقيمة همته وطلبه.
وقيمة كل امرئ مايحسن..
ولاشيء أوحش عند القلب مما يحول بينه وبين مطلوبه .
ولذالك كان من نازع الناس أموالهم،وطلبها منهم:أوحش شيء إلى الزهاد وأبغضه..
لذا تحمله الهمة على الرغبة في الباقي ،وهو الحق سبحانه.
فيتخلص صاحبها من الفتور والتواني، الذي يسبب الإضاعة والتفريط.
تدور حول المعاني التالية: 1.الصفاء والبياض، ومنه قولهم لصفاء الأسنان ونضارتها حبب الأسنان.
2.العلو والظهور، ومنه حبب الماء وحبابه، وهو مايعلوه عند المطر الشديد. 3. اللزوم والثبات، ومنه:حب البعير وأحب، إذا برك فلم يقم. 4. اللب ،ومنه حبة القلب،للبه وداخله،ومنه :الحبة لوحدة الحبوب إذ هي أصل الشيء ومادته. 5. الحفظ والإمساك.ومنه حِبُ الماء للوعاء الذي يحفظ فيه ويمسكه.
وهذه الخمسة من لوازم المحبة.
فإذا اجتمعت سميت (حب). فالحاء من أقصى الحلق والباء في نهايته،فالحاء الابتداء،والباء الانتهاء.
وهذا شأن المحبة وتعلقها بالمحبوب، فإن ابتداءها منه وانتهاءها إليه.فيقال حَـبَه وأحَبَّه.
1.المحبة الميل الدائم،بالقلب .
2.إيثار المحبوب،وهذا حكم من أحكام المحبة وأثر من آثارها.
3.موافقة الحبيب،في المشهد والمغيب،فإن لم يشهد الموافقة فمحبته معلولة.
4.محو المحب لصفاته،وإثبات المحبوب لذاته.
5.مواطأة القلب لمرادات المحبوب.
6.بذل المقدور للمحبوب،ولو ناله من محبوبه أيسر شيء لاستكثره واستعظمه.
7.استيلاء ذكر المحبوب وصفاته وأسمائه على قلب المحب.
8.أن تهب كلك لمن أحببت.
9.أن تمحو من القلب ماسوى المحبوب.
10.أن لاتزال عاتبا على نفسك في مرضاة المحبوب.
11.أن تغار على المحبوب.
12.حب يعمي ويصم عن تأمل قبائح ومساوئ المحبوب.
13.نار في القلب، تحرق ماسوى مراد المحبوب.
14.بذل المجهود،وترك الاعتراض على المحبوب.
15.سفر القلب في طلب المحبوب،ولهج اللسان بذكره على الدوام.
16.هي مالا ينقص بالجفاء،ولايزيد بالبر.
1.،قراءة القرآن بتدبر ،والتفهم لمعانيه.
2.التقرب لله بالنوافل .
3.دوام ذكره على كل حال.
4.إيثارمحابه على محابك عند غلبات الهوى.
5.مطالعة القلب لأسمائه وصفاته.
6.مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ،ونعمه الظاهرة والباطنة.
7.انكسار القلب بين يديه.
8.الخلوة به وقت النزول الإلهي،لمناجاته وتلاوة كلامه.والوقوف بالقلب والتأدب بين يديه،ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
9.مجالسة المحبين الصادقين،والتقاط أطايب ثمرات كلماتهم.
10.مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عزوجل.
وملاذ ذلك كله أمران:
استعداد الروح لهذا الشأن.
انفتاح عين البصيرة .
أهل السنة والجماعة يثبتون محبة الله لأوليائه وأنبيائه ورسله.ويثبتون محبة العبد لله عزوجل
،وهي حقيقة لا إله إلا الله ،فالمحبة أثرها وموجبها .
قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين
يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم} …
ذكر لهم أربع صفات: 1.أذلة على المؤمنين:أي رحماء أرقاء مشفقين عليهم .
2.أعزة على الكافرين:أشداء عليهم كالأسد على فريسته.
3.الجهاد في سبيل الله.
4.لاتأخذهم في الله لومة لائم.
انظر روضة المحبين والصواعق المرسلة وطريق الهجرتين. للنظر في الأدلة..
سببها مطالعة الصفات وشهود معاني آياته المسموعة، وتبعث على إيثار الحق على غيره.
تجعل اللسان لهجاً بذكره، فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره.
ويكون ب:
1. إثبات الصفات.
2. معرفتها.
3. نفي التحريف والتعطيل عن نصوصها.
4. نفي التمثيل والتكيف عن معانيها.
5. نظر الفكر والاعتبار إلى آياته المشهودة والمسموعة.
لانها أدلة على
صفات كماله، ونعت جلاله، وتوحيد ربوبيته وإلهيته.
ويسمى ما سبق رياضة وملكة التدبر في الإسلام والإيمان والإحسان.
1.غيرة من الشيء:كراهة مزاحمته ومشاركته لك في محبوبك.
2.غيرة على الشيء:شدة حرصك على المحبوب أن يفوز به غيرك،.أويشاركك في الفوز به.
3.غيرة الحق تعالى على عبده بأن جعله عبدا له لا لغيره.
فلا يجعل له فيه شركاء متشاكسون؛بل يفرده لنفسه ويضن به على غيره .
4.وغيرة العبد لربه :أن لا يجعل شيئا من أعماله وأقواله وأحواله لغير ربه.وأن يغضب لمحارمه إذا انتهكت.
5.الغيرة على الله،وهي من الجهل وصورتها ،أن يكره أحدٌ غيره يذكر الله.
فتراه يتمنى أن يسكت الذاكر لله ،ولا يشاركه
القلق في اللغة:الانزعاج. المراد بالقلق :هو ضيق العابد لله عن احتمال الأغيار، فلا شيء أبغض إلى صاحبه من اجتماعه بالخَلقَ .
لمافيه ذلك من تنافر بين حاله وبين مخالطتهم.
وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:يخرج أحيانا إلى الصحراء يخلو عن الناس بالله،لقوة مايرد عليه.
فهو قلق في صحبة المنشغلين في الدنيا مضطرب لايسكن له حال.
لمايرد على قلبه من حب الخلوة بالله وإشغال نفسه بالذكر والتعبد .
فهو مشتاق يلتذ بذكرالله أكثر من الأنس بالناس.(بتصرف)