برنامج تدبر،تأمل،تفكر بأيات كتاب الله...مجموعة عطاء بلا حدود...

  • الاعجاز العلمى لقصة أصحاب الكهف
    ....
    منقول


    أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ) [الكهف: 18].

    ظاهرة طبيَّة تحيّر علماء أمريكا!

    إنها ظاهرة النوم الطويل لسنوات مع بقاء العيون مفتوحة!! لنتأمل هذه الظاهرة وكيف عالجها القرآن قبل 14 قرناً .....
    ************
    طالما حاول المشككون انتقاد القرآن الكريم وطالما حاولوا أن يثبتوا لأتباعهم أن القرآن متناقض علمياً، و"يعجّ" بالخرافات والأساطير البعيدة عن المنطق العلمي، ويسوقون الأمثلة لتأييد وجهة نظرهم الواهية، ومن هذه الأمثلة قصة أصحاب الكهف.
    يقولون من على مواقعهم التشكيكية كيف يمكن أن ينام أناس لسنوات طويلة وعيونهم مفتوحة، ثم يستيقظوا؟ ويقولون إن هذا يخالف قوانين الطب إذ لا يمكن تحقيق هذه الظاهرة أي ظاهرة النوم الطويل مع بقاء العيون مفتوحة لا يمكن تحقيقها طبياً.
    وسبحان الله العظيم! كلما قرأتُ انتقاداً للقرآن وجدتُ في اكتشافات العلماء ما يؤكد صدق القرآن ويدحض حجة المعارضين للقرآن. لأن الله تعالى هو القائل في كتابه المجيد:
    (
    وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
    )[النساء: 141].
    لقد اكتشف العلماء ظاهرة حديثة نسبياً في عام 1940 من قبل Ernst Kretschmer ثم جاء العالم Bryan Jennett والعالم الأمريكي Fred Plum ليصفا هذه الظاهرة بدقة ويطلقا عليها مصطلح vegetative state أي حالة الخمول، وفي هذه الحالة يدخل المريض في حالة سُبات ونوم ولكن عيناه مفتوحتان، ويمكن أن يبتسم أحياناً ويحسّ قليلاًُ ما يجري حوله، ويمكن أن يبتلع ريقه وهو في حالة وعي جزئي، ويبدو وكأنه مستيقظ ولكنه في الحقيقة خامل. وتحدث مثل هذه الحالة نتيجة إصابة أو مرض ما.
    وقد ظنَّ العلماء في البداية أن هذه الظاهرة هي عبارة عن نوم عميق ولكن تبين أنها غير النوم بل هي ظاهرة فريدة من نوعها، وهي محيرة للعلماء لم يجدوا لها تفسيراً، ونود أن نشير إلى أن المريض في هذه الحالة بحاجة إلى المغذيات التي يتم حقنها بوسائل خاصة.
    ويقول العلماء إن الدماغ يطلق إشارات تدل على تفاعله مع محيطه، ويستطيع المصاب أن يتحرك ويستجيب للمؤثرات الخارجية، ولكنه في حالة لا شعورية. وإذا ما نظرت إلى هذا المصاب بحالة الخمول فإنه يبدو لك مستيقظاً، فعندما تحدثه يستجيب دماغه للتعليمات، ولكنه خامل وراقد وفي حالة لا شعورية.
    تدل الدراسة بواسطة جهاز fMRI التصوير بواسطة الرنين المغنطيسي الوظيفي، على أن الدماغ يكون في حالة نشاط أثناء الغيبوبة أو الخمول الذي يمر به المصاب ويبقى لسنوات نائماً، ومن هنا يحتار العلماء: مَن الذي يحرك هذا الدماغ، ومَن الذي يلهم هذا المصاب أن يبقى على قيد الحياة على الرغم من أنه غائب تماماً عن الحياة؟ ومن الذي يجعل هذا المصاب يستيقظ فجأة فيتحدث وكأن شيئاً لم يكن؟

    أصحاب الكهف


    يحدثنا رب العزة تبارك وتعالى عن فتية آمنوا بربهم وهربوا من الملك الظالم ليفوزوا بدينهم وآخرتهم ولجأوا إلى كهف فأكرمهم الله بمعجزة عظيمة وليكونوا آية لقومهم في ذلك الزمن، يقول تعالى: ( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ) [الكهف: 10-12].
    ولو تأملنا هذه القصة وجدناها تطابق الظواهر الطبية العلمية، في طريقة نوم أصحاب الكهف وطريقة تقليبهم ذات اليمين وذات الشمال. ويقول العلماء الذين أجروا مسحاً لدماغ مثل هؤلاء المصابين بحالة النوم الطويل أو (الخمول) أن نتائج المسح أظهرت أن الدماغ لديهم يشبه تماماً الدماغ الطبيعي السليم في نشاطه. إن هؤلاء المرضى يبدون طبيعيين جداً ويحسبهم الإنسان في حالة صحيحة ويقظة.
    وهنا نتذكر قول الله تعالى عندما وصف أصحاب الكهف: (
    وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ) [الكهف: 18]. ويصف تقلبهم وهذه ردود أفعال يستجيب لها الراقد بشكل طبيعي، يقول تعالى: ( وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ
    ) [الكهف: 18].
    من هنا نستنتج أن القرآن منطقي جداً في وصفه لهذه القصة، ولكن المعجزة هنا تكمن في رقود هؤلاء الفتية لفترة طويلة جداً تبلغ 309 سنوات، بدون طعام أو شراب. وهذه معجزة إلهية ينبغي علينا كمؤمنين أن نستيقن بها، ولكن موضوع النوم لسنوات طويلة فهذه حالة طبية عادية جداً.

    العلماء يحتارون


    منذ أيام من تاريخ كتابة هذه المقالة كانت مصابة أمريكية بحالة الخمول vegetative state بقيت لمدة ست سنوات في هذه الحالة، وفجأة استيقظت وتحدثت مع أهلها وكأن شيئاً لم يكن، وبقيت مستيقظة ثلاثة أيام تكلم من حولها ثم عادت إلى حالتها الأولى! ويقول الأطباء إنها استيقظت أربع مرات خلال فترة سُباتها، وأن أكثر ما يحير في هذه الظاهرة أنها ليس نوماً وليست غيبوبة، وهذا ما يزيد من حيرتهم. والعجيب أخي القارئ أن الله تعالى سمَّى ظاهرة شبيهة حدثت مع أصحاب الكهف بالرقاد فقال:
    (
    وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ
    ).
    كما أن الأطباء يعتبرون أن عودتها للحياة تمثل معجزة!! وقد حيَّرت هذه الظاهرة علماء أمريكا لأنهم لم يجدوا لها تفسيراً، ويعتبرون هذه الحالات شبه معجزة، والسؤال: إذا كان علماء الغرب يرون بأعينهم أناساً ينامون سنوات طويلة فلماذا لا يقتنعون بصدق كتاب الله تعالى عندما يحدثهم عن أصحاب الكهف؟
    والسؤال الثاني: كيف استطاع النبي الكريم لو لم يكن رسولاً من عند الله أن يصِف لنا بدقة حالة هؤلاء النائمين ويقول: (
    وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ )؟ إنه كلام الله تعالى أودع فيه من البراهين ما يثبت صدقه ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ) [النساء: 87]

    [h=5]للمزيد من مواضيعي[/h]






    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
  • تعلمنا
    خلق الصبر ...الثبات ..الدعاء ... التوكل ...
    ....
    وهناك الابتلاء الذى يختبر به عمل المرء
    ...
    الابتلاء فى الدين
    ....

    ومازالت هنااااك دورس كثيرة حوتها
    أيات الله الكريمةةةةةةةة
    ....
    تابعونااا مع الايات القااااااادمة
    الابتلاء ... الاخلااااق...


    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
  • بالعفل أطوار
    سورة الكهف مليئة بالقصص والعِبر التي يجب الوقوف عليها
    معجزة أصحاب الكهف تحمل الكثير من الدلالات ولكن هل من معتبر ؟؟
    ما رأيك في التفسير العلمي للقرآن ..هل تؤيدي هذا النوع من التفاسير ؟؟
    :/
    ودمتم
    $ شـُــــــكـــراً $$9
  • سورة الكهف .... عظيمة.......
    بدروسها ... وبقصصهااااااا
    بوصفهااااااا..........
    ...
    نعم أؤيد التفسير العلمى ...........
    ليس لإثبات القرءان .... بل لإثبات النقص فى علم الناااااس\الذى صل متأخر
    فى إكتشفاته ............
    التى جاءت بالقرءان الكريمة قبل 14 قرنااااااااا
    .......
    وكل عصر يخاااطب بلغة .......ولغة هذا العصر العلم والاكتشافات
    .......
    أيضا هى تعمق الايماااااان ...فكلما إكتشف الانسان
    عظيم قدرة الله ....عرف قدره وعظمته ...وهذا سبيل لزيادة الايمان
    والتفكر يقود لذلك ......
    ....

    وكم من علماء الغربين من أمن عندما إكتشفوا أن ما إكتشااااااافوه هو موجود بالقرءان الكريم.....
    ....
    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
  • السور القرآنية فيها من الإعجاز الشيء الكثير والذي قد لا تدركه العقول إلا بعد مدة طويلة
    وبلا شك ان إظهار هذا الإعجاز يدفع الكثيرين للتعمق والتدبر في آيات الله سبحانه
    ولكن اخية..
    التفاسير العلمية في الغالب تبنى على إكتشافات ونظريات قد تكون خاطئة
    وبالتالي قيامنا بربط هذه النظريات بسور القرآن قد يكون خاطيء لأنه بشكل أو بآخر يجعل من سور القرآن عرضة للتشكيك
    مجرد رأي ،،
    :/
    ودمتم

    $ شـُــــــكـــراً $$9
  • نحن لا نثبت صدق القرءان بالاكتشافات
    ولكن القرءان الاصل .....
    الاكتشافات هى من يثبت صدقها بالقرءان
    فتستخدم حجة على أصحابهااااااااااااا..............
    ...
    وما ينافى القرءان يسقط...............
    ..................
    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
  • لم يكن هذا قصدي ..
    بالتأكيد نحن لا نسعى لإثبات صحة القرآن فهو منزه عن هذا فهو من عند العلي القدير
    ولكني عرضت وجهة نظر أجد أنها تستحق الوقوف عندها لان البعض للأسف ينساق وراء تفسيرات غريبة ويربطها بآيات القرآن الكريم

    وهذا في نظري لا يجوز
    وتبقى مجرد وجهة نظر ،،
    ودمتم

    $ شـُــــــكـــراً $$9
  • ربما أختى أنا والحزن هناك من يربط كل شئ بالقرءان الكريم
    بدون التأكد من صحته,,
    ولكن الاعجاز العلمى تخصص به علماء أجلاء بالوقت الحاضر مثل
    الدكتور زغلول راغب النجار
    الدكتور محمد النابلسي .....
    وهناك علماء تخصصوا كلا بمجااااااااااااال
    لإظهار عظمة هذا الكتاب العظيم
    ....
    والقرءان معجزة كونه بقى بلا تحريف كله هذا الزمن ...

    وأنه أنزل على النبى الامي عليه الصلاة والسلااااااام

    والله تعهد بحفظه الى يوم القياااااااامةةةةةةة
    ومعجزاته لا تنقطع .....
    ويكفى كل من يسمع أيات القرءان يوقن بداخله يستحيل أن يكون من عند بشر
    سبحان الله.............

    والحمدالله الذى جعلنا مسلمين
    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
  • نقف هنااااااااا عند سورة الكهف .......
    وسنكمل التدبر بها إن شاء الله بعد عرض تدبر بعض السور

    نبدأ بسورة....
    الفرقاااااااااااااان مع سن .................

    ............
    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
  • السلام عليكم و رحمة الله وبركاته...

    اهلااا بكم جميعاااا ..


    مع سورة جديدة من سور كتاب الله الكريم...و سورتنااا هي:






    [ATTACH=CONFIG]69834[/ATTACH]


    سيكون العرض كالتالي:

    اولاا الايااات الكريمة

    ثانيا...معاني الكلمات

    و ثالثا... المعنى العام للايااات

    الصور
    • سورة-الفرقاااا&#15.gif

      4.05 kB, 300×60, تمت مشاهدة الصورة 101 مرة

  • [ATTACH=CONFIG]69866[/ATTACH]


    سورة مكية عند الجمهور..و نزلت بعد سورة يس.. و هي بعد سورة النور في ترتيب القرآن الكريم.. و عدد آياتها 77 آية...

    هدف السورة هو: التحدث عن سوء عاقبة من يكذب بالله و رسوله و كتابه...

    الان سنتدبر سويه خمس آيات من السورة على دفعات .. و ذلك ليسهل عليكم.. فهم السورة الكريمة...


    فكونوااا معنااا.. و عسى الله ينفعنا بمااا علمناااا...



    الصور
    • سورة-الفرقاااا&#15.gif

      4.05 kB, 300×60, تمت مشاهدة الصورة 88 مرة
  • الايات من(1- 5)

    { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا *
    الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ْ*
    وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا
    [FONT=&amp] *
    [/FONT]
    [FONT=&amp]وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا *
    وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا[/FONT]
    [FONT=&amp]*}[/FONT][FONT=&amp]

    [/FONT]
    معاني الكلمات

    تبارك : تعاظم و تمجد" الله تعالى"
    الفرقان : القرآن...المفرق بيت الحق والباطل
    إفك : الكذب والاختلاق شيء لا وجود له اصلا
    اساطير : اكاذيب و خرافات القدماء

    المعنى العام للآيات من (1-5)

    تنزيه الله تعالى عن كل ما يعيب.. لانه عزوجل نزل كتابا بفرق فيه بين الحق والباطل... الحلال و الحرام...و هذاا الفرقااان هو القرآن الكريم... و هو يعتبر معجزة الرسول "صلى الله عليه وآله و سلم" الكبرى...و انزله الله على الرسول ليكون محذرا للانس والجن كافة...

    طبعا الله تعالى هو مالك كل شيء فالكون...و هو المتصرف فيه ...و لم يساعده احدا في ذلك ..فهو لم يتخذ شريكا له في ملكه... وقدر خلق كل شيء بحكمه و بمقدار محدد...و لم يخلق اي شيء فهذا الكون عبثا...انما كل شيء موجدود حولنا .. و جد من اجل حكمة يعلمهااا الله وحده عزوجل...

    لكن بالرغم من الاياات الكثيرة المحيطة حولنااا...الا ان بعض الناس...كفروا بالله و اشركوااا اخرين في ملكه و عبادته...و لم يتفكروا في ذلك... لان الله تعالى خلق كل شيء حتى المعبودين من دونه..و هؤلاء المخلوقين اصلا لا يملكون لانفسهم لا ضرا ولا نفعااا.. و لا يتحكمون فالحياة او الموت... انما هم محكومين بقضاء الله و قدره...

    لما دعاهم رسول الله ليعبدوا الله وحده و ينبذوا من دونه... قال الكفار والمشركون عن الرسول:
    هذا كلام اختلقه محمد كذبا و زورا من عند نفسه...و قالو ايضا هذا القرآن مجرد كلام يحفظه محمد و هو عبارة عن خرافات الاولين...


  • مـــآ شــآء الله .. مجودآ يستحق آلثنــآء ..,,,~

    بوركتمـ ... وجعله الله في ميزآن حسنــآتكمـ ...

    وفقتمـ..,~
    . . . لاشيء يتغير, الأحداث باردة وغرف القلب باردة و العالم كومة صقيع...,, . . .
  • حيااااك الله اختي سديم...

    سنكمل الان..فتابعوناااا..

    [ATTACH=CONFIG]69865[/ATTACH]
    الايات من(6-10)


    [FONT=&amp]{ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا[/FONT][FONT=&amp] *
    [/FONT]
    [FONT=&amp]وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا *
    أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا *
    انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا *
    تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا[/FONT]
    [FONT=&amp] *[/FONT][FONT=&amp]}[/FONT][FONT=&amp]

    [/FONT]
    المعنى العام للآيات من (6-10)

    هنا...الله تعالى يرد على هؤلاء الكفار.. ويقول لهم: ان هذا القرآن قد انزله الله تعالى... الذي يعلم كل شيء...يعلم السر و كل شيء...حتى اللي فبالك هو يعلمه و هو يعلم نياتنا و كل شيء.. فهو العليم سبحاانه...
    بعد ذلك هؤلاء الكفار يتسآلون... لماذا هالرسول مثلنا.. يأكل و يجوع و يخالطنا فالاسواق و يتزوج...؟؟؟
    يقولو : لو انزل مع هالرسول الانسي رسول من السماء مثل الملك.. عشااان عالاااقل نصدقه فيمااا يدعيه...
    و بعد قالو ايضا: لو ينزل عليه كنز من السماء و ينفقه على نفسه بدل ما ينزل السوق و يخالطنا... او يكون معه بستان ياكل منه...
    وبعدين قالو للي اتبعو الرسول: هالرسول رجل مسحور...و مغلوب على عقله ...
    فالله تعالى يقول للرسول: شوف يا محمد كيف هالكفار قالو عنك انك مسحور و انك محتاج تنفق و لازم يكون معك ملك عشان يدعمك ...لكن بقولهم هذااا اعلم يا محمد انهم ضلو و حادو عن الطريق القويم...
    و انت يا محمد و من يتبعك...سيكون لك كل ذلك فالآخرة.. فسيكون هناك جنات فيها انهار و كل ما تشتهيه النفس و ترغب به العين البشرية...و فيها ايضااا كل شيء لم يخطر على قلب رجل...


    الصور
    • سورة-الفرقاااا&#15.gif

      4.05 kB, 300×60, تمت مشاهدة الصورة 86 مرة
  • [ATTACH=CONFIG]69868[/ATTACH]


    الايات من(11-15)
    [FONT=&amp]
    [/FONT]
    [FONT=&amp]
    [/FONT]
    [FONT=&amp]{ بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا *
    إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا *
    وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا *
    لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا *
    قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا *}[/FONT]
    [FONT=&amp]

    [/FONT]
    معاني الكلمات[FONT=&amp]

    سعيرا: عذابا اليما لا يطاق في نار جهنم
    تغيظا:صوت يهمهم به
    زفيرا: الصوت الشديد
    مقرنين: مصدفين .. مقيدين...ايديهم الى اعناقهم
    ثبورا: هلاكااا و ويلااا

    [/FONT]
    [FONT=&amp] المعنى العام للآيات من (11-15)[/FONT][FONT=&amp]

    هنا الله تعالى يذكر عذاب المكذبين و يقول: انه هؤلاء الكفار قد كذبو و انكروا قيااام الساعة.. و قد توعدهم الله تعالى بالعذاب الشديد فالاخرة و قال انهم سيدخلون جنهم.. اجااارنا الله منهااا واياااكم...
    و عاد النار لما ترأى هؤلاء الكفار و المشركين تبدأ تثور و صوتها يبدأ يعلااا و يكون الصوت مسموع .. ولما ينرمو فيهااا...و تكون ايديهم مربوطه لحد اعناقهم...و يصيحون بالويل والهلاااك...
    عاد الله هنا يقول هل أهل النار خير ام أهل الجنة ؟؟ و طبعا اهل الجنةهم المتقون.. و دخلو الجنه لأنهم امنوااا و صدقو الرسول بكل ما جاااء به و دعااا إليه...

    [/FONT]
    الصور
    • سورة-الفرقاااا&#15.gif

      4.05 kB, 300×60, تمت مشاهدة الصورة 95 مرة
  • [ATTACH=CONFIG]69869[/ATTACH]

    الايات من(16-20)


    [FONT=&amp]{ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا *
    وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ *
    قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا *
    فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا *
    وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا *}[/FONT]
    [FONT=&amp]

    [/FONT]
    معاني الكلمات

    بورا:هلكى
    صرفا: دفعاا او رد العذاب



    المعنى العام للايات من(16-20)

    [FONT=&amp]و يواصل الله تعالى وصف الجنة التي وعدهاا للمؤمنين و المصدقون لدعوة الرسول لى الله عليه و آله وسلم...فيقول: فالجنة خلووود لا موووت.. و كل ما يتمناه المؤمن ...سيجده اكيد في جناااات الله فالاخرة...
    في يوم القيامة ... الله يحشر الجميع... المؤمنون والكفار...فيسأل الله رؤساء و رؤوس الكفر:
    هل انتم كنتم السبب في كفر هؤلاء الكفر او وحدهم كانهو السبب؟؟؟
    فيردوا على ربنا و يقولو:
    يا ربنا نحن ما دعوناهم.. وحدهم كفروااا بك و بالاخرة وبالرسول... اصلااا ما يصيرلنا ولا لغيرنا ان نعبد غيرك... لكن سبب كفرهم بسبب اطاله العمر وسعة الرزق..و هذا دعاهم الى ترك و كفران ما جاء على لسان رسلك عليهم الصلاة والسلااام...
    بعدين الله يتوعد هؤلاء بالعذاب الشديد لانك اشركو به... لانه سبحانه يغفر كل شيء الا ان يشرررك به... لانه غنى الشرك...
    بعد ذلك الله يثبت و يطمئن الرسول و يقول له:كل الرسل و الانبياء اللي سبقوك يا محمد.. كانو بشر مثلك... كانو ياكلون الطعام و يمشون فالسوق و يخالطون الناس ويتزوجون...
    و سبب وجود الكفر بين الناس... هو ابتلاااء من الله لرسله...ايصبرون ام لااا...و الله شاااهد على كل شيء...

    [/FONT]
    الصور
    • سورة-الفرقاااا&#15.gif

      4.05 kB, 300×60, تمت مشاهدة الصورة 64 مرة
  • ما اجمل التدبر بكتاب الله وكلامه
    درست مساق الاعجاز بالقرآن كان مساق رائع ومعلومات حلوة واستفدت منها كثير’’
    كان ودي اشارك معاكم ولكن لظروفي سأكون متابعة لكم وبشغف,,,
    برنامج بجد رائع ومفيد
    بارك الله فيكم وزادكم من فضله
    في ميزان حسناتكم ان شاء الله ..
    موفقين بإذن المولى
    دٱئمٱً ۆ ٱبدٱً ~o) : ( ا̄ﻟبسٱطہ - ٺضيف علئ شخصڳ رونققٱً مميزٱً .. ﻳ̉جعلڳ مختلف ڳن بسيطٱً ٺڳن ٱجمل ..
  • Sun ....تدبر جميل بارك الله فيك
    وليفة الغربة ..أسعدنا هذا التواجد ويمكنك المشاركة ولو بآيات بسيطة وليس شرطاً أن تكون سورة بأكملها
    والله يتقبل منا صالح الأعمال
    :/
    ودمتم
    $ شـُــــــكـــراً $$9
  • لقد حملنا الله عز وجل أمانة بين ايدينا ، وحثنا على الإهتمام بهم والمحافظة عليهم وتربيتهم تربية إسلامية القائمة دعائمها على مبادىء الدين الحنيف والإلتزام بالقيم والأخلاق الرفيعة ، التي من شأنها أن تنيء بهم عن الوقوع في براثن الرذيلة والقضايا والأحداث التي قد تعسف بحياتهم وتدمر مستقبلهم وتطلعاتهم في هذه الحياة الفانية .
    إعزائي أخواني وأخواتي متابعي هذا البرنامج الشيق المفيد والذي لا يسعنا هنا أن أشكر الأخت المراقبة ( أطوار) لإتاحة الفرصة لي لمناقشة قضية هامة تلامس حال النشء وتربيتهم تربية إسلامية مثالية ، من خلال التدبر والتفكير في نصائح لقمان الحكيم لإبنه الواردة في سورة لقمان .
    إن تربية الأبناء في الوقت الحاضر تأخذ منعطفا خطيرا وخاصة مع المتغيرات التي حصلت في عالمنا الحالي وكثرة التواصل بين الأبناء ذكورا وإناثا ـ والمشاكل التي تحدق بهم ، وخاصة إذا إهملت التربية ولم يكن هنالك دور عظيم للمربي "كمن ترك الحبل على الغارب " ونسى أهمية وقيمة الأمانة التي أوكلها الله عز وجل على كاهله ، فليس المهم أن نأتي بالأبناء والتباهي بالنسل ـ وليس المهم أن نقدر على توفير كافة متطلباتهم من مأكل ومشرب وملبس، ولكن الأهم من ذلك ( التربية) ، وهي شرط الإستقامة ، فأتت أولا ثم بعد ذلك التعليم ، فلو إزدانت أنفس النشء ورسخت في قلوبهم مبادىء الدين الحنيف وغرست فيها الأخلاق والقيم الفضيلة فإن هذه العقول ستكون جديرة لها أن تنهل العلم ، لكن ماذا لو كان العكس من ذلك فكيف سيكون حالها ، إليس الضياع والإنحراف .
    فكيف ستكون عقولهم قادرة على نيل العلم والمعرفة ، فالأبناء أمانة عظيمة وضعها الخالق عز وجل بين ايدينا ويجب علينا كولاة أمر المحافظة عليهم ، وأن نؤدي هذه الأمانة على أكمل وجه دون تقصير أو تذمر أو إتكال على الغير ، لأن ولي الأمر أولى بتربية أبنائه ، فلا يترجى أن من جاره أو من مجتمعه أن يهتم بتربيتهم ، فالتقصير بحقهم هنا لا يضر فقط الأبناء وإنما سيضر أيضاء ولاة الأمر وكذلك سينعكس أثره سلبي على الفرد والمجتمع ، وخاصة في ظل المتغيرات الكثيرة التي شهدتها حياتنا العصرية ، وفي ظل وسائل الإتصال والتعارف التي غزت ديارنا وما أتي به الفكر الغربي من أمور ومعتقدات ، أخذ للأسف البعض من أبنائنا ما يضر شخصيتهم ويدمر عقيدتهم ، بالتقليد الغرب في مختلف الأوضاع في الملبس والهيئة وغيرها من الأمور التي لا تمت بصلة لقيمنا وعاداتنا في بلد مسلم محافظ ، فلماذا تغيرت عقول بعض الأبناء وأنجرفوا وراء التقليد الأعمى والأخذ بما يفسد شخصيتهم ويدمر عقيدتهم ـ لأن المربي أهمل تربية أبنائه وغفلت عينه عن تراقبهم وأصبح لا يبالي بما يقترفون في حق أنفسهم من أمور تضرهم ، لهذا بدلا أن تنار عقول النشء بالعلم والمعرفة ، دمرتها وما هو مسكر ومخدر ، وبدلا أن تسخر تلك العقول للإختراع والتدبير والتفكير في أمور تخدم حياتهم وتدر بالخير على أوطانهم شغلوها في تقليد الغرب ، فهنا كان المقصد من ذلك الغزو الفكري أن تشغل عقول أبنائنا ممن إنجرفت خلف تيار التقليد الأعمى لعادات الغرب وأهوائهم بدلا أن ينيروا عقولهم بالعلم والمعرفة ، وفئة أخرى شغلتها الميوع والخنوع والحب الزائف الذي أتي بالكثير من المشاكل والقضايا والأحداث ، وللأسف أن البعض منا أستغل وسائل الإتصال والتعارف في أمور غير طيبة تخدش بالحياء وتدمر الأنفس وتلقي بها في تتبع براثن الرذيلة والسير في طرق ملتوية ، وكان نتاج ذلك ماذا بطون حملت ، وعقول دمرت ، وأنفس أنحرفت وشردت ، ودور إصلاحية لإصلاح العقول المدمنة إمتلائت ، حالها كحال غرف السجون التي أمتلئت بفلذات الأكباد ، فهذه هي الخسارة الكبرى أن نخسر أجيالا شابه بسبب إهمال المربي فكان غير جديرا بحمل الأمانة التي حمله إيها الخالق عز وجل .
    ومن خلال وصايا لقمان الحكيم لأبنه والتي وردت في سورة لقمان ، وحتى لا أحمل نفسي تباع تفسير الآيات الكريمة بأسلوب خاطيء " فرحم الله أمرى عرف قدر نفسه " سأدرج تباعا بعض الدروس القيمة التي أجادت بها أقلام بعض الدكاتره والأساتذة الذي أناروا عقولنا بما وهبهم الله من علم نافع .
  • وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ

    وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ

    وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

    يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ

    يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ

    وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ

    وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ

  • يتضمن القرآن الكريم مجموعة من الحوارات الراقية بين الآباء والأولاد، وبين الأولاد والآباء، تحمل في طياتها حكماً عظيمة وأساليب مؤثرة في تربية الأولاد تربية صحيحة متوازنة، ومن هذه الحوارات والوصايا: وصايا لقمان الحكيم لابنه حيث تتضمن الوسائل الصحيحة المؤثرة المفيدة في تربية الأولاد التي نحاول عرضها في هذه المقالة بصورة موجزة حيث يقول الله تعالى: «ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن الله غني حميد، وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم، ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير، وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا، واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون، يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأتي بها الله إن الله لطيف خبير، يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور، ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير» من سورة لقمان: الآية 12 ـ 19.
    أولاً: ان الله تعالى أراد أن يبين أنه قد أعطى الحكمة للقمان، ومن هنا فكل ما يقوله في هذا الصدد حكمة ولذلك سجل الله تعالى تلك الوصايا وخلدها في القرآن الكريم، فالحكمة هي العقل والفطنة والعلم مع الاصابة في القول، وقال بعض العلماء: هي وضع الشيء المناسب في المكان المناسب، ولا يختلف هذا التفسير عن التفسير السابق، فالحكمة هي العلوم النافعة، والتجارب الناجحة التي ترتب عليها الخير الكثير للإنسانية. ولقمان كما في كتب التفاسير هو لقمان بن ياعور ابن اخت ايوب، أو ابن خالته، كان من سودان مصر من النوبة، وعاش، حتى أدرك نبي الله داود فأخذ منه العلم وآتاه الله الحكمة، ولم يكن نبياً عند الجمهور وقال ابن عمر رضي الله عنهما: سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (لم يكن لقمان نبياً، ولكن كان عبداً كثير التفكير، وحسن اليقين، أحب الله فأحبه، فمنَّ عليه بالحكمة، وخيره في ان يجعله خليفة يحكم بالحق، فقال: رب إن خيرتني قبلت العافية وتركت البلاء، وإن عزمت علي فسمعاً وطاعة فإنك ستعصمني)، واخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي مسلم الخولاني رضي الله عنه، قال، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن لقمان كان عبداً كثير التفكر، حسن الظن، كثير الصمت، أحب الله فأحبه الله تعالى، فمن عليه بالحكمة. نودي بالخلافة قبل داود عليه السلام، فقيل له يا لقمان، هل لك ان يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق؟ قال لقمان: إن أجبرني ربي عزَّ وجل قبلت، فإني أعلم أنه إن فعل ذلك أعانني وعلمني وعصمني، وإن خيرني ربي قبلت العافية ولا أسأل البلاء، فقالت الملائكة: يا لقمان لِمَ؟ قال: لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيخذل أو يعان، فإن أصاب فبالحري أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكون في الدنيا ذليلاً خير من أن يكون شريفاً ضائعاً، ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة. فعجبت الملائكة من حسن منطقه، فنام نومة فغط بالحكمة غطا، فانتبه فتكلم بها)، وكان لقمان قاضيا في بني إسرائيل، نوبيا أسود مشقق الرجلين ذا مشافر، قاله سعيد ابن المسيب، ومجاهد، وابن عباس، وقال له رجل كان قد رعى معه الغنم: ما بلغك يا لقمان ما أرى؟ قال: صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني، وقال ابن المسيب: كان من سودان مصر، من النوبة، وقال خالد بن الربيع: كان نجاراً، وقيل: كان خياطاً، وقيل: كان راعياً. وحكم لقمان كثيرة مأثورة، قيل له: أي الناس شر؟ قال: الذي لا يبالي إذا رآه الناس مسيئاً. (تفسير ابن عطية 489 ـ 490/11).

    والحكمة في أن الله تعالى قال قبل ذكر سرد الوصايا: (ولقد آتينا لقمان الحكمة) هي بيان أن هذه الوصايا مزكاة من قبل الله تعالى وأنها ترجع إلى مشكاة نور الله تعالى. ويستفاد من هذه الآية من الجانب التربوي ما يأتي:

    أ ـ ضرورة التعريف بالمربي قبل أن يبدأ بالتربية، وأن يكون مزكى حتى تكون التربية مؤثرة، وحتى يكون المتربون على علم بمرتبة مربيهم ومعلمهم، لأن لذلك دوراً نفسياً كبيراً في نفوسهم.

    ب ـ ضرورة اختيار الشخص المزكى للتربية، وليس أي شخص، فالمهمة صعبة وخطيرة وكبيرة، وهنا تلقى مسؤولية عظيمة على الآباء وأولياء الأمور ولجان وزارات التربية في اختيار المربين والمعلمين حيث يتحملون مسؤولية عظيمة أمام الله تعالى وأمام هؤلاء الأطفال والتلاميذ إذا لم يبذلوا جهوداً عظيمة للاختيار والانتقاء، بل لا ينبغي لهم الاختيار إلا بعد البحث والتزكية من قبل الثقات.

    ج ـ ضرورة تعظيم المربي في نفوس المتربين، والنظرة إليهم نظرة تقدير واحترام من خلال تقديمه من قبل الوالد، أو ولي الأمر، أو مسؤولي وزارة التربية والتعليم، وذلك بأن يقدم المربي إلى المتربين بشكل يستشعر فيه المتربون والمتعلمون بأن مربيهم له مكانة عظيمة وأنه كذا وكذا.

    وهذه النظرة من المتربي أو المتعلم إلى المربي لها دور كبير في قبول وصاياه وتقبل نصائحه، واحترام أقواله وآرائه، وهي تقتضي أن تعطي للمربين والمدرسين والمعلمين مكانة لائقة بهم أدبياً ومعنوياً ومادياً، وأن لا ينظر الى الجانب الاقتصادي في اختيار المربين بحيث لا تكون النظرة قاصرة على التوفير، بل ينظر إلى أن المربي أو المعلم الذي أعطيت له مكانته اللائقة يكون له التأثير على المتربين أكثر من غيره.

    ثانياً: قوله تعالى: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه) يدل على ضرورة أن يجلس الأب مع ابنه دائماً أو كثيراً للوعظ والتوجيه والتربية، ذلك أن جملة «وهو يعظه» جملة اسمية تدل على الثبوت والدوام والاستقرار وهي جملة حالية عن «لقمان» الوالد.

    ومن جانب آخر ان الطريق إلى التربية والتوجيه والتقويم يمر عبر الوعظ ووسائله المشوقة ووسائل الترغيب، والحكمة، والثواب والعقاب. والتعبير القرآني يدل على اعطاء أولوية كبيرة للجلوس مع الأولاد ذكوراً وإناثاً للوعظ والنصح والتربية، فهي مهمة ليست سهلة، وهي تستحق كل العناية والاهتمام، لأنها تتعلق ببناء الإنسان، وبناء الجيل القادم، وبناء القيادة للأمة.

    ثالثاً: قوله تعالى حكاية عن لقمان: (... يا بني) يدل أنه على المربي أن يختار الألفاظ المحببة والمشوقة لدى المتربي، وأن يشعره بأنه يحبه، وأنه لا ينصحه إلا من باب حبه الكثير، وأنه حتى لو تشدد معه فهو كالطبيب المعالج الذي تقتضي مصلحة مريضه أن يقوم باللازم، حيث استعمل القرآن الكريم في البداية لفظ (يا بني) الذي كما يقول العلماء يدل على نداء المحبة والإشفاق وأن تصغير بني للتحبب ولبيان زيادة الحب والعطف. ومن هنا فعلى المربين والمعلمين حتى ولو كانوا آباء للمتربين أن لا يستعملوا الألفاظ الجارحة، أو حتى الألفاظ العادية، بل يتفننوا في استعمال الكلمات الجميلة الراقية التي تدل على الاحترام والمحبة والإشفاق.

    رابعاً: استعمال الأشياء المفهومة للأولاد، والألفاظ الواضحة، وبعبارة اخرى أن يكون خطابهم باللغة التي يفهمونها هم وليس بلغة الكبار، وهذا ما فعله سيدنا لقمان في وعظه لابنه حينما تحدث عن الأصوات المرتفعة الكريهة شبهها بأصوات الحمير، وذلك لأن أصوات الحمير مفهومة جداً للأطفال وكريهة كذلك ومزعجة، فاستعمل وسيلة التقبيح المفهومة لديهم، وكذلك حينما نصحه بأن لا يشرك بالله تعالى ذكر بأن الشرك لظلم عظيم، والظلم مفهوم بالفطرة ومستقبح لدى الجميع، ثم بين بأن الشرك ليس ظلماً عادياً بل هو ظلم عظيم، وذلك لأن الظلم اعتداء على الحقوق، وتجاوز عن الحدود، وصرف الحق عن أهله، وأن الشرك هو اعتداء على حق الخالق، ومساواة ظالمة بين المخلوق والخالق، وإعطاء حق العبادة للشريك الذي لا يستحقها، واخضاع للنفس الإنسانية المكرمة لعبادة الخسيس، بدل الخضوع لخالقها وباريها.

    خامساً: عدم الاكتفاء بسرد الأشياء المجردة عن أدلتها وحكمها وأسبابها، وعن التعليل والبيان حيث لم يكتف لقمان الحكيم بمجرد النهي، بل بين السبب وأوضح العلة وشرح الحكمة فقال: (لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) وقال أيضاً: (يا بني اقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك) ثم علل ذلك بقوله: (إن ذلك من عزم الأمور) وقال أيضاً: (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً) ثم بين السبب بقوله (إن الله لا يحب كل مختال فخور) وقال: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك) ثم علل ذلك بقوله (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير).

    وهذا منهج تربوي رصين قوي يدل على أنه يعطي القيمة لعقول الأولاد والمتربين والتلاميذ حيث لا يفرض عليهم المعلومات، بل تشرح لهم مع أسبابها وحكمها، فيكون ذلك أدعى للقبول.

    سادساً: البحث الجاد عن وسائل الإقناع: ويدل ما ذكرناه في البند الخامس على أن سيدنا لقمان الحكيم استعمل وسائل الإقناع بشكل واضح حيث لم ينه عن الشرك، لأنه شرك، بل أوضح ما يقنع ابنه بأن الشرك أمر قبيح مكروه غير مقبول، لأنه ظلم عظيم، والفطرة السليمة تأبى الظلم والضيم، وكذلك نهاه عن التكبر، ثم استعمل وسيلة الإقناع من خلال أن الله تعالى لا يحب كل مختال فخور، بل إن كل إنسان عاقل لا يحب المختالين، وكذلك حينما نهاه عن القصد والتوسط في المشي والصوت، استعمل وسيلة مقنعة واضحة وهي أن أنكر الأصوات لصوت الحمير.

    وقصدي من ذلك ان استعمال وسائل الاقناع ضروري للمربين والمعلمين، وان هذه الوسائل ليست محصورة فيما ذكر، بل هي متنوعة تشمل الوسائل العقلية، والعاطفية والمادية، وكل الوسائل المعاصرة ولكن مع ملاحظة عقول هؤلاء المتربين.

    سابعا: ان يتدخل من يطاع ويسمع له في شأن التعلم وذلك بأن تتدخل الدولة بالتوجيهات السديدة لصالح التعليم والتربية، وهذا ما يفهم من الآيتين (14، 15) اللتين اصبحتا فاصلتين بين نصائح لقمان وهما قوله تعالى (ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لي ولوالديك الي المصير، وان جاهداك على ان تُشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا، واتبع سبيل من اناب الي ثم اليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) حيث أمر الله تعالى الأولاد بالتزام أوامر ونواهي الوالدين في غير المعصية.

    ثامنا: التربية عن طريق السؤال والجواب، وانتهاز فرصة حاجة المتربي لذلك، حيث ورد ان ابن لقمان سأل أباه حينما رأى البحر المتلاطم الأمواج فقال: يا أبتاه: لو وقعت حبة في هذا البحر أيعلمها الله تعالى؟ فأجاب لقمان بقوله (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير) فأجاب إجابة دقيقة فذكر بدل الحبة مثقال حبة من خردل وهي غاية في المبالغة في الصغر، كما ذكر بما يدل عليه بطريق أولى فقال: (يأت بها الله) أي قادر على ان يأتي بها.

    ومن الطبيعي جدا اسئلة الاولاد الكثيرة فلا ينبغي للمربي ان ينزعج منها بل يستفيد منها، ويبني عليها، ومن الجانب النفسي فإن الاطفال يملون من العرض والالقاء فلا بد إذن من ايصال المعلومات عن طريق الاسئلة والأجوبة وغيرها من وسائل التشويق.

    تاسعا: التربية عن طريق قاعدتي الثواب والعقاب والتخويف، والترغيب والترهيب، حيث تضمنت الوصايا الأجزية على تلك الافعال، وما يترتب عليها من ثواب وعقاب وجنة ونار، ومن محبة للناس أو بغضهم أو نحو ذلك، حيث وصف الالتزام بالقيم الاخلاقية والعبادات فإنها من مكارم الاخلاق وعزائم أهل العزم.

    عاشرا: ضرورة الاتيان بالبدائل عند النهي عن اي شيء، حيث بعدما نهى لقمان عن الخلق الذميم من التكبر ونحوه رسم له الخلق الكريم فقال (واقصد في مشيك) بعدما قال (ولا تمش في الأرض مرحا) فعلى المربين ان يوجدوا البدائل المقبولة لكل المنهيات المستهجنة، ومن فضل الله تعالى ان ديننا يقوم على ذلك.

    أحد عشر: ان الوعظ الذي يقدمه الوالد، أو المربي ينبغي ان يكون شاملا لجميع ما يحتاج اليه المتربي من خلال خطة زمنية ومن خلال فقه الأوليات، ولذلك شملت وصايا لقمان لابنه الجانب العقدي، والجانب الاخلاقي، والجانب العملي، كما انها راعت فقه الاوليات حيث بدأ الحديث والتركيز على العقيدة الصحيحة، وعلى زرع التقوى والخوف من الله في قلوب المتربين، ثم التركيز على أداء الصلاة واقامتها، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر، ثم التركيز على الجوانب الاخلاقية القولية والسلوكية، يقول الامام الرازي في تفسيره (25/150): والذي يظهره وجوده الأول هو أن الانسان لما كان شريفا تكون مطالبه شريفة فيكون فواتها خطرا فأقدر الله الانسان على تحصيلها بالمشي فإن عجز فبإبلاغ كلامه اليه، والثاني: هو ان الإنسان له ثلاثة اشياء عمل بالجوارح تشاركه فيه الحيوانات، فإنه حركة وسكون، وقول باللسان ولا يشاركه فيه غيره، وعزم بالقلب وهو لا اطلاع عليه الا لله، وقد أشار اليه بقوله (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير) اي أصلح ضميرك فإن الله خبير، بقي الأمران فقال (واقصد في مشيك واغضض من صوتك) اشارة الى التوسط في الافعال والاقوال، الثالث: هو ان لقمان اراد ارشاد ابنه الى السداد في الأوصاف الانسانية والأوصاف التي هي للملك الذي هو أعلى مرتبة منه، والأوصاف التي للحيوان الذي هو أدنى مرتبة منه، فقوله (وأمر بالمعروف وانه عن المنكر) اشارة الى المكارم المختصة بالإنسان دون الملك، فإن الملك لا يأمر مالكا آخر بشيء ولا ينهاه، وقوله (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا) إشارة الى المكارم التي هي صفة الملائكة من عدم التكبر، وقوله (واقصد في مشيك واغضض من صوتك) اشارة الى المكارم التي هي صفة الحيوان، ولكن الإنسان يهذب هذه الصفات.

    اثنا عشر: بدأ لقمان الحكيم وصيته لابنه بقوله: (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) والسبب في البدء بهذا يعود الى ان أول واجب على الوالد، وولي الأمر هو غرس العقيدة الصحيحة، فهي الأساس لبناء إيمان الشخص وتصوراته وأفكاره، ثم إن لقمان الحكيم بدأ بالنهي عن الشرك ولم يبدأ معه بالأمر بالإيمان بالله تعالى وذلك لأن الإيمان بالله تعالى متحقق لدى الأطفال بحكم الفطرة، ولكن المشكلة هي تحقيق توحيد الألوهية وهذا هو الذي ضل فيه كثير من الناس، وأما توحيد الربوبية واثبات الخلق لله تعالى فهو محل اتفاق اكثر العالمين على مرّ التاريخ، وإنما ضل الناس بسبب الشرك لله تعالى سواء كان من الشرك الأكبر أم الأصغر قال تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) سورة يوسف الآية (106) ولذلك ركز عليه لقمان.

    ثلاثة عشر: التأكيد على غرس المحبة والشوق، والترغيب والترهيب، والخوف من الله تعالى في قلوب المتربين واستشعار رقابته على الإنسان وعلمه بكل الخفايا مهما خفيت فلا تخفى على الله تعالى فقال (يا بني إنها) أي الخطايا والذنوب، بل خصال الشر والخير والأعمال كلها (إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير) وهذا مثال مادي مفهوم ضرب به حتى يثبت في قلب ابنه ان الذنوب مهما صغرت ومهما حاول صاحبها اخفاءها بكل الوسائل الممكنة فإنها لا تخفى على الله تعالى، وحينئذ كن يا بني على علم بأن الله يعلم كل تصرفاتك ويرى كل حركاتك وسكناتك ويأتي بكل ذنوبك لتشهد عليك في يوم لا ينفع مال ولا بنون، وكذلك يأتي بكل أعمالك الصالحة فتشفع لك فتكون من الفائزين في ذلك اليوم العظيم، وقد روي ان ابن لقمان سأل اباه عن الحبة تقع في مثل البحر، أيعلمها الله؟ فأجابه لقمان بهذا الكلام السابق.

    أربعة عشر: تعليم الأطفال والمتربين العبادات الاساسية والتأكيد على ادائها، وبالأخص على اقامة الصلاة، حيث يجسد ذلك ربطهم بالله تعالى وحمايتهم من الانحراف.

    خمسة عشر: تعويدهم في سن مبكرة على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تترتب عليه عدة نتائج في غاية من الأهمية منها:

    1 ـ الانطلاق من التعلم الى التعليم للغير.

    2 ـ القدرة على المواجهة حيث يدرب المتربي وهو صغير على ان لا يكون سلبيا بل يكون ايجابيا يجهر بدعوته ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

    3 ـ البدء بإكمال الآخرين بعد البدء بإكمال ما عليه من الواجبات، فهذه وظيفة الانبياء والمصلحين.

    4 ـ بناء الشخصية القوية القادرة على البيان والافصاح عما تريد، فمن الطبيعي ان يكون الشخص الذي يتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ان تكون له القدرة الادبية، والفصاحة والبيان، أو يعود نفسه على ذلك، كما ان ممارسة ذلك تؤدي الى تحقيق هذا الهدف المنشود، والقدرة على مواجهة الاحداث والرجال.

    ستة عشر: وصية لقمان لابنه (واصبر على ما اصابك) تدل على ضرورة تعويد الاولاد والمتربين على تحمل المشاق والمشاكل والمصائب والصبر على النوائب، وعلى كل ما يصيب الانسان بسبب الالتزام بدينه وفي ذلك بناء للشخصية القوية الجلدة التي تستطيع ان تبني، وان تتحمل النتائج، كما ان فيه دعوة لعدم تعويدهم على الترف والدلال الذي يقتل فيهم روح القوة والبناء (اخشوشنوا فإن الترف يزيل النعم) كما قال عمر رضي الله عنه.

    سبعة عشر: العناية القصوى بغرس القيم والاخلاق وبالاخص قيم السلوك وفن التعامل مع الناس من التواضع وعدم التكبر، والتوسط في الأصوات والمشي، فقال (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) حيث تتضمن عدة نصائح:

    1 ـ (ولا تصعر خدك للناس)، والصعر: الميل، والمعنى: ولا تمل خدك للناس كبرا عليهم واعجابا، واحتقارا لهم، قال الشاعر:

    وكنا اذا الجبار صعر خده أقمنا له من ميله فتقوم والصعر في الاصل داء يصيب الإبل في رؤوسها حتى يلف اعناقها ويلوي رؤوسها فيسقط بعد ذلك.

    وعلى ضوء ذلك خصص لقمان وصيتين من وصاياه للنهي عن الكبر، وفي ذلك دلالة عظيمة على خطورة الكبر من حيث الجانب الديني الذي وردت فيه آيات وأحاديث كثيرة تدل على عظم ذنوب المتكبرين وسوء عاقبتهم وحرمانهم من الجنة، وكذلك للكبر دور سلبي خطير في التعلم، فالمتكبر لا يتعلم، حيث يمنعه كبره عن العلم اضافة الى ان الله تعالى لا يهدي نور العلم للمتكبرين المتجبرين، واذا اعطاهم فإنه استدراج، وعلم غير مبارك.

    للدكتور / علي محي الدين القره داغي

    * استاذ ورئيس قسم الفقه والأصول ـ جامعة قطر

  • وصايا لقمان لابنه.. دروس مهمة للدعاة والمربين

    يتضمن القرآن الكريم مجموعة من الحوارات الراقية بين بعض الآباء والأولاد "حوار لقمان مع ابنه" وبعض الأبناء والآباء (حوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه)، تحمل في طياتها حكماً عظيمة وأساليب مؤثرة في النصح والتوجيه، ومن هذه الحوارات والوصايا: وصايا لقمان الحكيم لابنه وهي تتضمن مجموعة من الوسائل الصحيحة المؤثرة المفيدة في تربية الأولاد نحاول عرضها في هذه المقالة بصورة موجزة.

    يقول الله تعالى: ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد (12) وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم (13) ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على" وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير (14) وإن جاهداك على" أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون (15) يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير (16) يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على" ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور (17) ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور (18) واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير (19) (لقمان).
    ومن خلال هذه الآيات المباركات نتوقف معاً عند النقاط التربوية التالية:

    أولاً:
    إن الله تعالى بين أنه قد أعطى لقمان الحكمة، ومن هنا فكل ما يقوله في هذا الصدد حكمة، ولذلك سجل الله تعالى تلك الوصايا وخلدها في القرآن الكريم.
    والحكمة هي العقل والفطنة والعلم، مع الإصابة في القول. وقال بعض العلماء: هي وضع الشيء المناسب في المكان المناسب.
    فالحكمة هي العلوم النافعة، والتجارب الناجحة التي ترتب عليها الخير الكثير للإنسانية.
    ولقمان كما في كتب التفاسير، هو لقمان ابن ياعور، ابن أخت أيوب، أو ابن خالته، كان من سودان مصر من النوبة، وعاش حتى أدرك نبي الله داود، فأخذ منه العلم وآتاه الله الحكمة، ولم يكن نبياً عند الجمهور.
    قال ابن عمر رضي الله عنهما، سمعت النبي { يقول: "لم يكن لقمان نبياً، ولكن كان عبداً كثير التفكير وحسن اليقين، أحب الله فأحبه، فمنَّ عليه بالحكمة، وخيَّره في أن يجعله خليفة يحكم بحكم الحق، فقال: رب إن خيرتني قبلت العافية وتركت البلاء، وإن عزمت عليَّ فسمعاً وطاعة، فإنك ستعصمني". وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي مسلم الخولاني }، قال رسول الله "إن لقمان كان عبداً كثير التفكر، حسن الظن، كثير الصمت، أحب الله فأحبه الله تعالى، فمنَّ عليه بالحكمة، نودي بالخلافة قبل داود، فقيل له يا لقمان: هل لك أن يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق؟ قال لقمان: إن أجبرني ربي عزَّ وجل قبلت، فإني أعلم أنه إن فعل ذلك أعانني وعلمني وعصمني، وإن خيَّرني ربي قبلت العافية ولا أسأل البلاء، فقالت الملائكة: يا لقمان لِمَ؟ قال: لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيُخذل أو يُعان، فإن أصاب فبالحري أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكون في الدنيا ذليلاً، خير من أن يكون شريفاً ضائعاً، ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة، فعجبت الملائكة من حسن منطقه، فنام نومه فغط بالحكمة غطاً، فانتبه فتكلم بها".
    وكان لقمان قاضياً في بني إسرائيل، قاله سعيد بن المسيب، ومجاهد، وابن عباس، وقال له رجل قد رعى معه الغنم: ما بلغك يا لقمان ما أرى؟ قال: صدق الحديث، والصمت عمَّا لا يعنيني.
    وقال ابن المسيب: كان من سودان مصر، من النوبة، وقال خالد بن الربيع: كان نجاراً، وقيل كان خياطاً، وقيل: كان راعياً، وحكم لقمان كثيرة مأثورة، قيل له: "أي الناس شرّ؟ قال: الذي لا يبالي إذا رآه الناس مسيئاً" (تفسير ابن عطية 11-489 490). والحكمة في أن الله تعالى قال قبل ذكر سرد الوصايا: ولقد آتينا لقمان الحكمة هي بيان أن هذه الوصايا مزكاة من قبل الله تعالى، وأنها ترجع إلى مشكاة نور الله تعالى، ويستفاد من هذه الآية من الجانب التربوي ما يأتي:
    أ ضرورة التعريف بالمربي قبل أن يبدأ بالتربية، وأن يكون مزكى حتى تكون التربية مؤثرة، وحتى يكون المتربون على علم بمرتبة مربيهم ومعلمهم، لأن لذلك دوراً نفسياً كبيراً في نفوسهم.
    ب ضرورة اختيار الشخص المزكّى للتربية، وليس أي شخص، فالمهمة صعبة وخطيرة وكبيرة، وهنا تلقى مسؤولية عظيمة على الآباء وأولياء الأمور ولجان وزارات التربية في اختيار المربين والمعلمين، حيث يتحملون مسؤولية عظيمة أمام الله تعالى وأمام هؤلاء الأطفال والتلاميذ إذا لم يبذلوا جهوداً عظيمة للاختيار والانتقاء، بل لا ينبغي لهم الاختيار إلا بعد البحث والتزكية من قبل الثقات.
    ج ضرورة تعظيم المربي في نفوس المتربين، والنظرة إليه نظرة تقدير واحترام من خلال تقديمه من قبل الوالد، أو ولي الأمر، أو مسؤولي وزارة التربية والتعليم، وذلك بأن يقدم المربي إلى المتربين بشكل يستشعر فيه المتربون والمتعلمون بأن مربيهم له مكانة عظيمة وأنه كذا وكذا.
    وهذه النظرة من المتربي أو المتعلم إلى المربي لها دور كبير في قبول وصاياه وتقبل نصائحه، واحترام أقواله وآرائه، وهي تقتضي أن يُعطى المربون والمدرسون والمعلمون مكانة لائقة بهم أدبياً ومعنوياً ومادياً.

    ثانياً:
    قوله تعالى: وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يدل على ضرورة أن يجلس الأب مع ابنه دائماً للوعظ والتوجيه والتربية، ذلك أن جملة وهو يعظهجملة اسمية تدل على الثبوت والدوام والاستقرار، وهي جملة حالية عن "لقمان" الوالد.
    ومن جانب آخر، فإن الطريق إلى التربية والتوجيه والتقويم يمر عبر الوعظ ووسائل الترغيب، والحكمة، والثواب والعقاب.

    ثالثاً:
    قوله تعالى حكاية عن لقمان: يا بني يدل أنه على المربي أن يختار الألفاظ المحببة والمشوقة لدى المتربي، وأن يشعره بأنه يحبه، وأنه لا ينصحه إلا من باب حبه الكثير، وأنه حتى لو تشدد معه فهو كالطبيب المعالج الذي تقتضي مصلحة مريضه أن يقوم باللازم، حيث استعمل القرآن الكريم في البداية لفظ يا بني الذي كما يقول العلماء يدل على نداء المحبة والإشفاق، وأن تصغير بني للتحبب ولبيان زيادة الحب والعطف.
    وهذا ما بينه الرسول الكريم { حيث جعل المعلم بمثابة الوالد في الإشفاق فقال: "إنما أنا لكم مثل الوالد لولده" وفي بعض الروايات "بمنزلة الوالد أعلمكم" رواه أبوداود في سننه (1-27)، والنسائي (1-35)، وأحمد في مسنده (2-247).

    رابعاً:
    استعمال الأشياء المفهومة والألفاظ الواضحة، وبعبارة أخرى أن يكون خطابهم باللغة التي يفهمونها هم وليس بلغة الكبار، وهذا ما فعله سيدنا لقمان في وعظه لابنه، حينما تحدث عن الأصوات المرتفعة الكريهة، حيث شبهها بأصوات الحمير، وذلك لأن أصوات الحمير مفهومة جداً للأطفال وكريهة كذلك ومزعجة، فاستعمل وسيلة التقبيح المفهومة لديهم.
    خامساً:
    عدم الاكتفاء بسرد الأشياء المجردة عن أدلتها وحكمها وأسبابها، وعن التعليل والبيان، حيث لم يكتف لقمان الحكيم بمجرد النهي، بل بيَّن السبب وأوضح العلة وشرح الحكمة، وهذا أبلغ في الإقناع والتأثير، فقال: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم 13، وقال أيضاً: يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على" ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور 17. وهذا منهج تربوي رصين، يقدر عقول الأولاد والمتربين، فلا يفرض عليهم المعلومات، بل يشرح لهم أسبابها وحكمها، فيكون ذلك أدعى للقبول.
    سادساً:
    التربية عن طريق السؤال والجواب، وانتهاز فرصة حاجة المتربي لذلك، حيث ورد أن ابن لقمان سأل أباه حين رأى البحر المتلاطم الأمواج فقال: يا أبتاه: لو وقعت حبة في هذا البحر أيعلمها الله تعالى؟ فأجاب لقمان بقوله: يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير 16، فأجاب إجابة دقيقة، فذكر بدل الحبة مثقال حبة من خردل، وهي غاية في المبالغة في الصغر، ثم قال: يأت بها الله، أي قادر على أن يأتي بها.
    ومن الطبيعي أن يكثر الأولاد التساؤلات، فلا ينبغي للمربي أن ينزعج، بل يستفيد منها، ويبني عليها، ومن الجانب النفسي، فإن الأطفال يملون العرض والإلقاء المباشر، فلا بد إذن من إيصال المعلومات عن طريق الأسئلة والأجوبة وغيرها من وسائل التشويق.

    سابعاً:
    التربية عن طريق قاعدتي الثواب والعقاب والتخويف، والترغيب والترهيب حيث تضمنت الوصايا الأجزية على تلك الأفعال، وما يترتب عليها من ثواب وعقاب وجنة ونار، ومن محبة للناس أو بغضهم أو نحو ذلك.

  • [TABLE='width: 600, align: right']
    [TR]
    [TD]د. حسن الاشرف
    التربية الاسلامية السليمة من خلال نصائح لقمان لابنه:

    [/TD]
    [/TR]
    [TR]
    [TD]نصائح غالية دونها القرآن العظيم وتُتلى الى ما شاء الله تعالى, تلك التي أوصى بها لقمان الحكيم ابنه في هاته الآيات الكريمات :"واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله, ان الشرك لظلم عظيم. ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك الي المصير, وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب الي ثم الي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون. يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أوفي السماوات أو في الارض يأت بها الله , ان الله لطيف خبير. يا بني أقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر, واصبر على ما أصابك ,ان ذلك من عزم الامور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا , ان الله لا يحب كل مختال فخور, واقصد في مشيك واغضض من صوتك, ان أنكر الاصوات لصوت الحمير" .من سورة لقمان. .الآيات.
    إن هاته الآيات الكريمات من سورة لقمان تنضَحْن بمعاني سامية جليلة, وبدروس في التربية الاسلامية غاية في الرقي والسمو والتحضر كأنها ُزْبدة ما يسمونه اليوم بلغة العصر :علم التربية الحديثة والبيداغوجيا ..
    ان من أهم أهداف التربية :تعريف الفرد بخالقه وبناء العلاقة بينهما على أساس ربانية الخالق وعبودية المخلوق واعداد الفرد للحياة الاخرة, وكذلك تطوير وتهذيب سلوك الفرد وتنمية أفكاره وتوجيهه لحمل الرسالة الاسلامية الى العالم, وغرس الايمان بوحدة الانسانية والمساواة بين البشر والتفاضل لا يكون الا بالتقوى, كما تسعى التربية الاسلامية السليمة الى تحقيق النمو المتكامل المتوازن للطفل في جميع جوانب شخصيته. .وهذا غيض من فيض جاء في مجمل وصايا العبد الحكيم لقمان لابنه وهو يعظه في القرآن الكريم ..ولقد جاء في الاخبار والروايات الكثير من لآلئ المعاني التي سطرها التاريخ وهي تخرج كالدرر النفيسة من في لقمان الى أذني ابنه وقبلهما العقلة وقلبه. .ومن بين هاته المعاني السامية والراقية في الاخلاق والسلوك الناضج القويم ما قاله :
    *"ياب ني إذا جلست لذي سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل, فلعله يأتيه من هو آثر عنده منك فينحيك فيكون نقصا عليك".
    *"يا بني ان أردت أن تواخي رجلا, فأغضبه فان أنصفك في غضبه والا فدعه."
    *يا بني لا تضحك من غير عجب ولا تمشي في غير أدب ولا تسأل عما لا يعنيك."..
    وعن خالد الربيعي أن لقمان كان عبدا حبشيا قال له مولاه :اذبح لنا هذه الشاة, فذبحها وقال له: أخرج أطيب مضغتين فيها, فأخرج لقمان لسانها وقلبها. .ثم مكث ما شاء الله ثم قال له يوما: اذبح لنا هذه الشاة, فذبحها.. وقال له مولاه :أخرج أخبث مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب مرة أخرى. .قال له مولاه: أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجت القلب واللسان, ثم أمرتك بإخراج أخبث ما في الشاة فأخرجت القلب واللسان. .كيف ذلك. .فأجابه لقمان: "انه ليس أطيب منهما اذا طابا, وليس أخبث منهما اذا خبثا"...
    وهنا بالذات يظهر تركيز لقمان المربي الفاضل على مضغتين في جسد الفرد هما: القلب واللسان ..فلو حفظهما المرء من السوء ومن الآثام والمعاصي لفاز فوزا عظيما, ولكنهما أحيانا كثيرة يكونان مجلبة لكثير من الفضائح والزلات والعصيان ,لا لشيء سوى لأنهما لا يخضعان لمراقبة المسلم وخشيته من الله تعالى في حله وترحاله..
    ولنعد الى الآيات الكريمات في سورة لقمان حيث يعظ ابنه بعدة وصايا ونصائح نفيسة ولنستخرج منها هاته العبر والفوائد الجليلة.. لكن قبل ذلك, هناك ملاحظات أساسية لابد من إبدائها والمرتبطة بالشكل الذي قدم بها لقمان نصائحه الغالية لابنه منها:
    -مبدأ الحوار بين الأب والابن بطريقة سلسة دون اثارة مشكلة عدم التواصل بين جيل الاباء مع جيل الأبناء, وهي القضية التي تعاني منها كثير من الاسر في واقعنا اليوم. .لقمان كان يخاطب ابنه بأسلوب كله حوار راقي وحضاري, فالأب يسدي النصائح والمواعظ والابن ينصت أحسن الانصات, وتمر الامور في هدوء وروية بين الطرفين..
    -وسيلة الاقناع بحيث أن لقمان الحكيم كان يورد الامر أو النهي ويُتبعه بالشرح والتبرير ..مثلا يعظ ابنه بأن لا يصعر خده للناس وبأن لا يتكبر, فيفسر له للتو بأن ذلك السلوك يكرهه الله تعالى بالقول :"ان الله لا يحب كل مختال فخور". ولما أمره باللين بأن لا يرفع من صوته وأن يقصد فيه, أردف ذلك بالقول:" ان أنكر الاصوات لصوت الحمير"..
    -بدء الخطاب بالرفق والاسلوب الذي كله رقة وعذوبة: "يا بني" ..وهي لفظة تصغير لكلمة "ابني" من أجل التحبب والتقرب بغية ايصال الخطاب بطريقة سليمة وكاملة ولفت الانتباه للمُخاطَب..
    -الرد على التساؤلات المحرجة للطفل مهما كانت حتى لو جاءت في موضوع الجنس, وذلك بالجواب اللطيف والذكي دون قمع الطفل السائل او ابداء تذمرا من سؤاله أو ضجر من الحاحه في السؤال..
    -تقديم البديل: حين قال لقمان لابنه بأن لا يمشي في الارض مرحا أتى له بالبديل وهو أن يقصد في مشيه. .وهكذا دواليك تتأسس التربية الاسلامية السليمة للأبناء..
    أما البناءات التي تضمنتها كلمات لقمان الى ابنه فتتشكل ركائزها على ما يلي:
    1*بناء العقيدة الصحيحة للطفل المسلم:
    + التوحيد: وهو الأمر الذي بدأ به لقمان كلامه لابنه لأنه أساس كل كلام بعده. .فالتوحيد حق الله على العباد. قال الله تعالى :" وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" الذاريات56.وقال أيضا: "ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" النمل36.وقال: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا"...وفضل التوحيد كبير, ففي حديث عتبان الله تعالى حرم على النار من قال لا اله الا الله ليس باللسان فقط وانما يلزم ترك الشرك باللسان وبالقلب وبجميع الجوارح. .وعن انس بن مالك رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى يا ابن آدم لو آتيتني بقُراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة "..وهكذا من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب. لهذا نجد لقمان الحكيم يحذر ابنه من الشرك ويبرره بكونه أعظم الظلم ..واستهل نصائحه بهذا التحذير لعلمه أن الاصل هو التوحيد..
    + طاعة الوالدين: قرنها الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية بطاعة الله تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا". بل ان من طاعة الله تعالى طاعة الوالدين الا أن يدعوا الى الشرك به.. وحتى في هذه الحالة الاستثنائية يجب مصاحبتهما ومعاشرتهما بالمعروف مع عدم طاعتهما في ما يدعوان اليه. كما أمر الله عز وجل العبد بالشكر له وبوالديه بشكل مترابط اذ قال:" ووصينا الانسان بوالديه أن اشكر لي ولوالديك الي المصير" ..فلولا الوالدان لما كان لنا أثرو لاوجود في هذه الدنيا ,ومن ثَم فهما السبب المباشر لحياتنا, لكن ينبغي التذكر دوما أن الله تعالى هو السبب في وجود كل الخلائق..
    +مراقبة الانسان لله تعالى: أضاف لقمان عظة غالية من عظاته لابنه جوابا على سؤال سابق كما جاء في الروايات التي تناولت حياة لقمان, فقد سأله ابنه يوما قد يكون محرجا للأب الذي لا يحسن الاجابة ولا يملك الدراية بفنون القول في اطار من اللين والرفق ..لم يتضايق لقمان ولم ينهر ابنه ولم يأمره بالصمت أو ينعته بالغباء او الجهل حين سأله عندما رأى البحر متلاطم الأمواج هل بإمكان الله تعالى أن يعلم تواجد حبة اذا ألقيت في أعماق بحر كهذا, فأجابه بأن الله تبارك وتعالى يعلم أقل من الحبة فقال له مقدما لفظة التحبب لابنه:" يا بني" انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله .ان الله لطيف خبير".
    وهكذا فقد أورد لقمان أمثلة غير البحر الذي ذكره له ابنه, فأعطى له المثال بالصخرة وبالسماوات وبالأراضين..ففي هذا الفضاء الواسع ألا منتهي, يعلم سبحانه مثقال حبة من خردل ,فانظر إلى صغر هذه الحبة حتى في الصخرة الصماء أو في الليلة الظلماء يعلم كل أمر مَهما حقر شأنه أو عظم.. يقول ابن حجر "إ ن أعظم زاجر عم الذنوب هو خوف الله تعالى وخشية انتقامه وسطوته وحذر عقابه وغضبه وبطشه" .إن قوام التربية الإسلامية ان يشعر الانسان منذ أن يكون طفلا صغيرا بأن الله قريب منه يسمعه ويراه ويحصي سيئاته وحسناته. يقول الله عز وجل" وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ماتكسبون"آية3 الانعام, وقوله في سورة الحديد " وهو معكم أين ماكنتم والله بما تعملون بصير"...ومما يعمق مراقبة الله تعالى في نفس الإنسان المداومة على صلوات الفرض. لهذا انتقل لقمان مباشرة إلى وصية ولده بالصلاة بعد أن وعظه بمراقبة الله تبارك وتعالى..
    +إقامة الصلاة: لاشك أن الصلاة تحمي المسلم من الفواحش والمنكر لقول الله تعالى في سورة العنكبوت "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" ..والأمر بالصلاة هو أمر بإقامة الصلة بالله حتى تطهر نفس الإنسان ويغلق على الشيطان منافذه الكثيرة, والعجيب أن الوضوء الذي يسبق الصلاة هو أيضا طهارة للمرء المسلم من الذنوب التي تخرج مع آخر قطرة ماء. .وفضلا على ذلك, الصلاة تمده بالطاقة الروحية التي تزين الشعور بالطمأنينة والأمن النفسي وهدوء البال وراحة العقل, ولقد أدرك ذلك أحد الأطباء الغربيين وهو ديل كارينجي في كتابه" دع القلق وابدأ الحياة"
    بالقول" إن الصلاة هي أهم أداة عرفت إلى الآن لبث الطمأنينة في النفوس وبث الهدوء في الاعصاب".
    2*بناء العبادات:
    +الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أمر لقمان ابنه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه يعلم حق اليقين أنها رسالة عظيمة حاملُ لوائها ينفع نفسه وينفع الأمة الإسلامية جمعاء, إذ ان المعروف الذي يحث عليه الاسلام هو الأمر النافع للمجتمع بجلبه الخير له وتحقيق التعاون بين أفراده, أما المنكر فهو كل أمر يؤدي إلى الخصومات والاعتداء على حرمات الإنسان في ماله وعرضه وماله ونفسه ..ولقمان في وعظه ابنه بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, يكون ضمنيا قد نهاه على أن لا يكون حياديا كما هو شأن الكثيرين من الناس اليوم, فموقف الحياد في معركة الحق مع الباطل في واقعنا هو موقف سلبي يهدم المجتمع أكثر مما يبنيه, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تكونوا إمَعة تقولون إنْ أحسن الناس أحسنا, وإن ظلموا ظلمنا, ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تسيئوا". وهذا هو خلق المؤمنين والمؤمنات ومن سمات المجتمع المسلم. قال الله تعالى:" والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.." من سورة التوبة.
    + الصبر على المصيبة: إنه خُلق كريم نصح به لقمان ابنه وعَبْره يجب على كل أب أن يوصي به أبناءه, فبفضل الصبر تُبنى شخصية الفرد المسلم وتُصقَل توجهاته في الحياة وتُزرع فيه دعائم القوة والصلابة , أما الجزع والتخاذل أمام أدنى مشكلة أو مصيبة فإنها من علامات ضعف الشخصية ووهنها.. والصبر فوق كل هذا وذاك يثيب عنه الله تعالى خاصة إذا احتسب المؤمن الأجر عند الله تعالى عند تلقيه أول مرة للمصيبة..
    3*بناء الاخلاق: هو بناء شيده لقمان في الآيات الكريمات المذكورة أعلاه على أساس دعامتين اثنتين هما:
    + النهي عن التكبر: بقوله تعالى "ولا تُصَعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا". .وتصعير الخد للناس هو كناية عن التبرم وإدارة الوجه عنهم وعدم الاقبال عليهم بمؤانستهم والأُلفة معهم, بل التعالي عنهم للإحساس بالغرور والتكبر المشينين وزكى لقمان نصيحته الاولى بالقول: "ولا تمش في الأرض مرحا", ليبرر بعد ذلك قوله كأسلوب للإقناع
    بأن الله تعالى لا يحب كل مختال فخور ,ومادام الله يكره هذه الخصال فالأجدى أن يبتعد عنها الفرد المسلم..
    + الاقتصاد في الاُمور كلها: يقول لقمان لابنه واعظا إياه بأن يقصد في مشيه ويغض من صوته.. ودائما في أسلوب راقي في الاقناع, يضيف لقمان:" إن أنكر الأصوات لصوت الحمير" حتى تعاف النفس هذا الصوت وتهرب منه فيتحرى الانسان عدم الرفع من الصوت بدون حاجة.. والمعنى الضيق للاقتصاد في المشي والغض من الصوت هو عدم المشي ببطء قاتل ولا السرعة المفرطة, وأيضا عدم الرفع من الصوت يشكل يؤذي السامعين ولا خفضه بطريقة لا تُسمع الآخرين, بل اللازم هو أن يكون المشي بين السرعة والهرولة والصوت بين المنخفض والعالي, لكن المعنى العام والشامل هو سلامة نهج الاقتصاد دون إفراط ولا تفريط في أمور الحياة كلها حتى في جزئياتها من قَبيل المشي والصوت. .وهذه دعوة عجيبة منذ زمان بعيد هو زمان لقمان إلى سلك الاقتصاد الوسط بمعناه العلمي الحديث الحالي .وقد أثبتت التجارب العلمية أن هذا النوع من السلوك الاقتصادي هو الأمن والأسلم في اقتصادات اليوم...

    [/TD]
    [/TR]
    [/TABLE]

  • يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ

    ( الصلاة )
    وهي عماد الدين والتي تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ـ لكن واقع حال بعض شبابنا للأسف أهملوا الصلاة وأنشغلوا بملذات الدنيا ولهوها ، يسمعون صوت المأذن ينادي لها لكنهم لا يتركون لهوهم ولعبهم ـ يشربون الشيشة وقت إقامة الصلاة في الوديان والمنتزهات وكأن أذانهم سكرت لا تسمع صوت المؤذن ، فأين دور المربي هنا ، لهذا كثرت الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وكثرت المشاكل والقضايا التي تحدق بالأبناء لأنهم تركوا عماد الدين التي تنهى عن الخوض في الفواحش وتتبع الرذائل ، فالصلاة نور للقلوب المسلمة والتي يحرص على تأديتها في جماعة وفي وأقاتها المحددة لها وخاصة صلاة الفجر والعصر لإنشغال العامة في الأولى بالنوم والثانية بالأشغال .
  • ( النهي عن المنكر )
    وللأسف أن بعض شبابنا هداهم الله يشهرون بفعل الرذيلة ، فنجدهم يتفاخرون بأنه زنى بفلانه وأنه لديه علاقة مع فلانة وفلانة ، وإنه رقم فلانه لمأرب مفسدة ، فإذا قدمت لهم النصحية البعض ربما يتقبلها والبعض كأنه لم يسمعها .
    وسأعود لاحقا لتسليط الضوء على بعض النصائح التي نصح بها سيدنا لقمان إبنه
  • سورة لقمان .. فيها من النصائح الجمة.. الصالحة و المفيدة لكل زمان و مكان... هي نصائح من اب لابنه...

    كان الاب ينحصه لانه يخاف عليه من النار و عذابهاااا...متابعين معك اخي.. ولد الفيحاء...
  • بارك الله فيكم وزادكم من فضله
    سأحاول المشاركة ان سنحت لي الفرصة,,
    مابعة لكم فما اجملها من استفادة,,,
    أخي ولد الفيحاء : بارك الله فيك ,,استفادة رائعة,,
    كل التحايا لقلوبكم الجميلة ومساءكم حبــ إلهي
    دٱئمٱً ۆ ٱبدٱً ~o) : ( ا̄ﻟبسٱطہ - ٺضيف علئ شخصڳ رونققٱً مميزٱً .. ﻳ̉جعلڳ مختلف ڳن بسيطٱً ٺڳن ٱجمل ..
  • نواصل سويه التدبر في:

    [ATTACH=CONFIG]69974[/ATTACH]

    الايات من(21-25)

    [FONT=&amp]{ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا *
    يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا *
    وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا *
    أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا[/FONT]
    [FONT=&amp] *[/FONT][FONT=&amp]
    [/FONT]
    [FONT=&amp]وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا *}[/FONT]

    معاني الكلمات


    عتوا:الطغو
    الحجر: المنع
    مقيلا:منزل و مأوى
    بالغمام:غيم ابيض

    المعنى العام للايات من[FONT=&amp](21-25)

    فالاية 21 يقول الله على لسان الكفار الذين انكروا البعث و قيام الساعة... يقولون:
    لو انزل الله الينا ملائكة من السماء حتى يخبرونا انه محمد مرسل من ربه...او لو نشوف ونرى ربنا لكنا قد آمنااا...
    هم يعتبرون انهم طاغين لانهم طلبو رؤية الله تبارك و تعالى...

    بعد ذلك الايه 22..فيها افتراض و هو.. لو انهم شاهدوا الملائكة و هم بين الناس...لكانت الملائكة قالت لهم... حراااام عليكم و محرم عليكم الفلاااح اليوم..لانهم استكبروا في طلبهم رؤية الخالق..

    و هؤلاء الكفار في يوم القيامة يظنون انهم لديهم رصيد من الحسنات والاعمال الجيدة الصالحة.. لكن كل ذلك مجرد وهم...لان اعمال الكفار يوم القيامة تكون عبارة عن لااا شيء...خاصة اذا ما اقترنت بالشرك بالله و عدم الاخلاص في فعلهااا له عزوجل...

    وفالاية رقم 24...يصف الله حال اهل الجنة في يوم القيامة...فيقول عنهم:
    انهم في ذاك اليوم...هم خير من الكفار.. لانهم دخلو الجنة التي كان قد وعدهم اياها ربهااا... و هذه الجنه تعتبر خير منزل و مكان للاستقرار الابدي...لانهاا دار خلقهااا الله بيده لعباده الصالحون...
    الله يجعلنا من سكانهااا.. اميــــــــن...

    في يوم القيامة.. كل سماء من السموات السبع..تتشقق وتتمخض عن غيم ابيض.. و مع هذا الانشقاق... تتنزل الملائكة..فسبحان الله...لا احد يعرف كيف هالنزول.. ولا ينبغي لنا ان نسأل.. لانه من علم الغيب...فقط امرنااا ان نسلم و نؤمن بان ذلك سيحدث...[/FONT]
    الصور
    • سورة-الفرقاااا&#15.gif

      4.05 kB, 300×60, تمت مشاهدة الصورة 77 مرة
  • [ATTACH=CONFIG]69977[/ATTACH]

    الايات من(26-30)

    [FONT=&amp] { الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا *
    وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا *
    يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا *
    لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا[/FONT]
    [FONT=&amp] *
    [/FONT]
    [FONT=&amp]وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا *} [/FONT][FONT=&amp]
    [/FONT]
    [FONT=&amp]
    [/FONT][FONT=&amp]معاني الكلمات[/FONT][FONT=&amp]

    عسيرا:صعبا وقاسيا
    ويلتي:هلاكي

    [/FONT][FONT=&amp]المعنى العام للايات من[/FONT][FONT=&amp](26-30)[/FONT][FONT=&amp]

    الان في يوم القيامة..بعد تشقق السماء و نزول الملائكة... فهذااا اليوم المشهوود... لا ملك على هذا الكون سوى الله تباااارك و تعالى في عطمته و ملكوته...هذااا اليوم هم من اشد واصعب الايااام على الكفار...لانهم عرفو و شاهدوا انه كل ما اخبرهم به الرسول حصل والامور الاخرى التي اخبر عنهااا ستحصل ايضااا...

    عند ذلك هؤلاء الكفار يندمون اشد الندم.. ويعضون على اصابهم.. ويدعون بالويل والهلاااك لانفسهم... لانه الان مؤمنون ان عذاب و وعد الله واقع بهم لامحالة...لذلك هم يتنمو لو انهم اتبعو الرسول وصدقوه في حياتهم الدنيا...

    ثم بعد ذلك.. يقولون.. يا ليتنا ما اتخذنا اصحابنا واصدقاءنا اولياء و قلدناهم من دون الله.. لانهم كانو دعاه للنار و اصدقاااء سوء...و هم الان سبب في دخولهم النااار...و السبب الاول في دخولهم النار هو الشيطان.. لانه وبمساعده شياطين الانس...زين لهم المعاصي.. فالان .. هم نادمون على ماااضيهم في الحياة الدنيا...

    بعد ذلك الرسول صلى الله عليه و ىله وسلم.. يخاطب ربه ويقول: يا ربي.. ان بعضا من امتي هجرواا قراءة القرآنو تركوا العمل به..و المقصود بالهجر هنااا اكثر عن 3 ليال...حسب ما قرأت وسمعت.. والله اعلم...
    [/FONT]
    الصور
    • سورة-الفرقاااا&#15.gif

      4.05 kB, 300×60, تمت مشاهدة الصورة 70 مرة