أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك مباركاً اينما كنت، وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.
اعلم أرشدك الله لطاعته: أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة، فإذا عرفت أن الشرك اذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار، عرفت أن أهم ما عليك: معرفة ذلك، لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ [النساء:48]، وذلك بمعرفة أربعة قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه:
1⃣ القاعدة الأولى
أن تعلم أن الكافرين الذين قاتلهم رسول الله ، مقرون بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر، وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام، والدليل قوله تعالى: قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ [يونس:31].
فالشفاعة المنفية: ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، والدليل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254].
والشفاعة المثبتة: هي التي تطلب من الله، والشافع مكرم بالشفاعة، والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله - بعد الإذن - كما قال تعالى: مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ [البقرة:255].
3⃣ القاعدة الثالثة
أن النبي ظهر في اناس متفرقين في عباداتهم، منهم من يعبد الملائكة، ومنم من يعبد الأنبياء والصالحين، ومنهم من يعبد الاشجار والأحجار، ومنهم من يعبد الشمس والقمر، وقاتلهم رسول الله ، ولم يفرق بينهم، والدليل قوله تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه [الأنفال:39]. ودليل الشمس والقمر: قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت:37]. ودليل الملائكة: قوله تعالى: وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً [آل عمران:80]. ودليل الأنبياء: قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [المائدة:116]. ودليل الصالحين: قوله تعالى: أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ [الإسراء:57]. ودليل الاشجار والأحجار: قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى [النجم:20،19]، وحديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه، قال: خرجنا مع النبي إلى حنين - ونحن حدثاء عهد بكفر - وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها ذات انواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله، أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات انواط الحديث.
4⃣ القاعدة الرابعة
أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين، لأن الأولين يشركون في الرخاء، ويخلصون في الشدة، ومشركي زماننا شركهم دائماً في الرخاء والشدة، والدليل: قوله تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت:65].
الآثار المترتبة على تطبيق الحدود والتعزيرات الشرعية على الأفراد والمجتمعات.
الآثار المترتبة على تطبيق الحدود والتعزيرات الشرعية على الأفراد والمجتمعات.
السؤال:
ما هى الآثار المترتبة على تطبيق الحدود والتعزيرات الشرعية على الأفراد والمجتمعات؟
الجواب:
تطبيق الحدود فيها حماية؛ حمايةٌ للنفس، وحماية للعِرض، وحماية للمال، وحماية للأمن، أمن الجميع. وفيها حماية للمسلمين والضرورات الخمس التي هى: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العِرض، حفظ المال،هذه هى الضرورات الخمس. وكل واحدة لها عقوبةً محددة، حتى يأمنَّ الناس على دمائهم وعلى أعراضِهم وعلى أموالهم، وكل حدود الله رحمة. ولهذا جاء في الحديث: «حَدٌّ يُقَامُ فِي الأَرْضِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا»، ففيها عمارة البلاد، وفيها صيانة الأوطان، وفيها مصالح عظيمة.
وكما تتجلى في هذه البلاد ولله الحمد، التي تطبق الحدود وتُقيم الشرع، وتحكم بالشريعة، فإن هذه البلاد تنعم بنعمةٍ ولله الحمد يغبطها عليها غيرها، فالبلاد الكبرى على الرغم ما عندها من الحديد والنار والمخترعات لا يحصُلُ بها هذا الأمنَّ وهم يعاقبون بأشد العقوبات، ومع هذا لم يتوفر عندهم الأمن، وهذه البلاد لما كانت تطبق حدود الله كان يتوفر فيها الأمن على أروع مثال، لا يوجد نظيره على وجه الأرض، لأنه تشريعٌ من حكيمٍ حميد، وليس فيه ظلم ولا جور؛ إنما هو عدلٌ وحكمةٌ ورحمة، ولله الحمد.
الحدود في الإسلام كلها رحمة من الله، ونعمة على الجميع وأمر الله -عَزَّ وَ جَلَّ- بعبادته، وحدَّ حدودًا لعباده لمصالحهم، يسأل ما الحكمة من مشروعية الحدود؟
يقول اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ-: (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، فاللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- هو العالم بالخلق وما يصلحهم وما ينفعهم وما يضرَّهم،هوعالمٍ بهذا كله؛ لأنه خالق الخلق، وأدرى بمصالحهم، ولهذا شرع الحدود الشرعية لحكمة عظيمة، ومصالح:
أولًا: ردَّ على المجرمين، وكفَّاً لهم وعن إلحاق الضرر بالأمة، فإن المجرم إذا تُرك وشأنه سعى في الأرض فسادا، كما قال اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ-: ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ* وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ)، فالمجرم إذا ترك على شأنه طغى وبغى، والنفس أمارة بالسوء والشيطان يُضل الإنسان، فإقامة الحدود رادعة للإجرام، مانعة لهم أن يوقعون في الجريمة، فإذا تذكر أنه إذا قتل سيُقتل أو تقطع يده كفَّ عن هذه الجريمة وابتعد عنها.
ثانيًا: حتى هذا المجرم، رحمة في حقه، حتى لا يتبادر عليه بظلمه يُقضى عليه بقطع أو رجم، ويقطع من شره، فهو رحمة له بتفيذ أحكام الإسلام، كما إنها رحمةً للمجتمع بأمنه واستقرار قال الله -جَلَّ وَعَلاَ-: ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، ولابد للمسلم أن يمتثل لأحكام الله يوقن بها ويرضى بها، لا بد من هذا أن يؤمن بها حقًا، قال اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- في كتابه العزيز: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)، فلا بد أن نرضى بالأحكام ونعتقد بأنه حلٌ أمثل ورحمةٌ وإحسان.
قال ابن مسعود–رضي الله عنه–:
إن العبد ليَهمّ بالأمر من التجارة والإمارة حتى يتيسر له،نظر اللّه إليه من فوق سبع سماوات فيقول للملائكة: اصرفوه عنه،فإني إن يسرته له أدخلته النار ، فيصرفه اللَّه عنه ، فيظل يتطيّر(أي يتشاءم) يقول :"سبقني فلان ، دهاني فلان"، وماهو إلا فضل اللَّه عزوجل عليه
تكفل سبحانه برزق العباد فما من دابة إلا على الله رزقها، فليفوض العبد أمره إلى الرزاق وليبتغ عنده الرزق، وليعلم أنه لن تموت نفس حتى تستتم رزقها، ولا يغتم إلا عند انخرام الدين.
سؤال 5]: يقول أهلي: اذبح الذبيحة ووزعها على المساكين دفعة بلاء، فهل تجوز تلك النية ؟
[الجواب]: هذا فيه تفصيل، ذلك أن ذبح الذبائح إذا كان من جهة الصدقة، ولم يكان لدفع شيء متوقع، أو لرفع شيء حاصل، ولكن من جهة الصدقة وإطعام الفقراء، فهذا لا بأس به، داخل في عموم الأدلة التي فيها الحض على الإطعام، وفضيلة إطعام المساكين.
وأما إن كان الذبح لأن بالبيت مريضاً، فيذبح لأجل أن يرتفع ما بالمريض من أذى؛ فهذا لا يجوز، ويحرم.
- قال العلماء: (سدّاً للذريعة؛ ذلك لأن كثيرين يذبحون حين يكون بهم مرض، لظنهم أن المرض كان بسبب الجن، أو كان بسبب مؤذٍ من المؤذين إذا ذبح الذبيحة وأراق الدم فإنه يندفع شره، أو يرتفع ما أحدث، وهذا لاشك أنه اعتقاد محرم ولا يجوز).
والذبيحة لرفع المرض والصدقة بها عن المريض، قال العلماء: (هي حرام ولا تجوز سدّاً للذريعة) وللشيخ العلامة سعد بن حمد بن عتيق (رسالة خاصة في الذبح للمريض).
كذلك: إذا كان الذبح لدفع أذىً متوقع، مثلاً: كان بالبلد داء معين؛ فذبح لدفع هذا الداء، أو كان في الجهات التي حول البيت ثمَّ شيء يؤذي؛ فيذبح ليندفع ذلك المؤذي: إما لص مثلاً يتسلط على البيوت، أو أذى يأتي للبيوت، فيذبح ويتصدق بها؛ لأجل أن يندفع ذلك الأذى، هذا أيضاً غير جائز، ومنهي عنه سدّاً للذريعة؛ لأن من الناس من يذبح لدفع أذى الجنّ، وهو شرك بالله جل وعلا.
فإذاً تحصّل من ذلك أن قول النبي صلى الله عليه وسلم:((داوو مرضاكم بالصدقة)) فيما رواه أبو داود وغيره، وقد حسّنه بعض أهل العلم، وضعفه آخرون، أن معنى ((داوو مرضاكم بالصدقة)) يعني: بغير إراقة الدم، فيكون إراقة الدم مخصوص من ذلك -من المداواة بالصدقة- لأجل ما فيه من وسيلة إلى الاعتقادات الباطلة، ومعلوم أن الشريعة جاءت بسد الذرائع جميعا، إلا الذرائع الموصلة إلى الشرك، وجاءت أيضاً بفتح الذرائع الموصلة للخير، فما كان من ذريعة يوصل إلى الشرك والاعتقاد الباطل؛ فإنه يُنهى عنه. [شرح كتاب التوحيد/ درس: باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما]
... شيخ صالح آل الشيخ حفظه الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه,
أما بعد فهذه أسئلة وأجوبة ([1]) لتوعية الشباب بخطر الثورات والخروج على حكام المسلمين , إذ هم اللبنة الأولى التي يستهدفها أصحاب التنظيمات السرية التكفيرية كالإخوان المسلمين وداعش وغيرها, فبتأثرهم يحصل الفساد على المجتمعات , فكان لزاماً على الأبوين والمعلمين غرس وجوب السمع والطاعة للحكام المسلم بالمعروف في قلوبهم, وتأكيد التحذير من الخروج عليهم ليكون لهم حصاً واقياً من شبهاتهم وزخارفهم المخالفة للهدي النبوي والمهدد لذهاب الأمن في الأوطان.
والله أسأل أن ينفع بهذه الأسئلة شبابنا ومجتمعاتنا
س✅1 : ما هذه الثورات والمظاهرات التي حدثت في بلاد المسلمين؟
ج : هذه الثورات من الفتنة العظيمة, بسببها سقطت الدول, وسفكت الدماء, ونهبت الأموال, وهتكت الأعراض, وذهب الأمن وضعفت قوة المسلمين وتفرقة كلمتهم بسببها .
س✅2 : أليست المظاهرات والخروج على حكام المسلمين والمطالبة بالحقوق من الحرية ومن الإسلام ؟
ج : لا والله , ليست هي من دين الإسلام ، فإن دين الإسلام أمر بالجماعة وحث على السمع والطاعة لحكام المسلمين بالمعروف, وأكد على لزوم الصبر عليهم وحذر من الخروج عليهم.
س✅3 :ما هي الأدلة من القرآن والسنة على لزوم الجماعة ؟
ج : من الجميل أن يطلب المسلم الدليل حتى تستبين له السبيل ، فإن الأدلة على ذلك كثيرة ، فقد قال تعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} آل عمران:103.
وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ” عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ، مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ “ رواه الترمذي (2165).
س✅4 : وما هي الأدلة من القرآن والسنة على وجوب السمع والطاعة لحكام المسلمين وحرمة الخروج عليهم ؟
ج : جاءت الأدلة في ذلك كثيرة صحيحة صريحة ، فقد قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} النساء:59
وقال الرسول( صلى الله عليه وسلم ) : ” عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ “ رواه مسلم (1836).
قَالَ( صلى الله عليه وسلم ) :”مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً”. رواه البخاري (7053), ومسلم (1849).
س✅5: كيف يسمع ويطاع لبعض حكام المسلمين وهم عندهم شيء من الأخطاء والذنوب؟
ج: يسمع له ويطاع ولو كان عندهم شيء من الأخطاء تحقيقاً لأمن البلاد والمحافظة على الجماعة وتطبيقاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
س✅6: ما هي الأدلة التي دلت على أن العبد المسلم يسمع ويطيع لولي أمره المسلم ولو كان عنده شيء من الذنوب والأخطاء؟
ج: جاءت سنة نبينا صلى الله عليه وسلم مبينة موضحة لذلك فقال صلى الله عليه وسلم :” مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً”. رواه البخاري(7054), ومسلم(1849).
وقال صلى الله عليه وسلم:”إِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلاَ تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ”رواه مسلم(1855).
س✅7: كيف غابت هذه الأدلة عمن ينادي بالخروج والثورات ؟
ج : غابت هذه الأدلة بسبب دعاة الفتنة والأهواء والجهل بالمفهوم الصحيح للكتاب والسنة وما عليه الصحابة رضي الله عنهم والأئمة.
8: وكيف ينادي بهذه الثورات والخروج بعض المسلمين وبعضهم من الدعاة والعلماء ؟
ج : إن هؤلاء دخل عليهم مذهب الخوارج عن طريق الإخوان المسلمين فظهر تنظيم, داعش, والقاعدة وغيرها من الفرقة الضالة.
س✅9: ومن هم الخوارج والإخوان المسلمون, وداعش, والقاعدة ؟
ج : هم قوم خالفوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم, وخرجوا على وليّ أمرهم, وكفروا المسلمين وسفكوا دماءهم ونهبوا أموالهم وهتكوا أعارضهم وأفسدوا بلادهم.
س✅10: هل يجوز الذهاب للجهاد مع الخوارج , وداعش , وجبهة النصرة, والقاعدة وغيرها؟
ج: لا يجوز ذلك لأن ما يفعلونه ليس جهاداً في سبيل الله, بل هو فتنة وفساد وقتل للمسلمين والذهاب إليهم من كبائر الذنوب, كما أن خروجك بغير إذن وليّ أمرك ووالديك محرم.
س✅11: ما الدليل على أن هذا ليس جهاداً وأنه فتنة وفساد ؟
ج: الدليل واضح لمن بصره الله, وذلك لأن الجهاد لا يكون إلا مع ولي الأمر الظاهر المستقر, وزعيمهم خارج منشق عن جماعة المسلمين, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً, وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ, وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا, وَلاَ يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّى وَلَسْتُ مِنْهُ”.رواه مسلم(1848).
س✅12: ما الدليل على أن الذهاب للجهاد مع الخوارج بدون إذن وليّ أمرنا محرم ؟
ج: لا يجوز لمن في بلد أن يخرج للجهاد في بلد آخر إلا بعد إذن وليّ أمره قال تعالى::{:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ}.النور: ٦٢
يقول المهلب المالكي رحمه الله:”هذه الآية أصل في أن لا يبرح أحد عن السلطان إذا جمع الناس لأمر من أمور المسلمين يحتاج فيه إلى اجتماعهم أو جهادهم عدواً إلا بإذنه”.([1])
س✅13: ما الدليل على أن الذهاب بدون إذن الوالدين محرم ؟
ج: الدليل على حرمة الخروج للجهاد بدون إذن الوالدين ما جاء عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ أَبْتَغِى الأَجْرَ مِنَ اللَّهِ. قَالَ:”فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ”. قَالَ نَعَمْ بَلْ كِلاَهُمَا. قَالَ:”فَتَبْتَغِى الأَجْرَ مِنَ اللَّهِ”. قَالَ نَعَمْ. قَالَ:”فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا”.رواه مسلم(2549).
هذا في الجهاد الشرعي الصحيح فكيف بقتال الفساد والفتنة عند داعش, والقاعدة, وجبهة النصرة!!
س✅14: هل ما يفعله بعض المنتسبين للإسلام من تفجير أنفسهم في بلاد المسلمين من الجهاد والاستشهاد؟
ج: الحقيقة أن هذه عمليات انتحارية محرمة سميت بغير اسمها ومن فعلها فهو مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.
س✅15: ما الدليل على أن تفجير الإنسان نفسه من كبائر الذنوب؟
ج: الدليل بين واضح من القرآن والسنة قال تعالى:{ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}النساء:29
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :”مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا” رواه مسلم(109).
س✅16:ما هي الطريقة الشرعية الصحيحة للمطالبة بالحقوق؟
ج: يكون ذلك عن طريق القنوات التي سنها ولي الأمر مما يوافق الشرع من دون إحداث فتنة ومظاهرات فإن تم الحصول على الحقوق فلنحمد الله ونشكرهم, وإن لم يتم الحصول عليها فلنطلب الله وندعوه ونصبر, فقد سأل سلمة بن يزيد الجعفيt رسول الله r فقال يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقّهم ويمنعونا حقنا, فما تأمرنا؟ فأعرض عنه, ثم سأله فأعرض عنه, ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس فقال رسول اللهr:”اسمعوا وأطيعوا فإنّما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم”. رواه مسلم (1846).
س✅17: ما هي الطريقة الصحيحة في نصح ولي أمر المسلمين؟
ج: قد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الطريقة وهي النصح بسر ورفق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من أراد أن ينصح لسلطان بأمر, فلا يُبْدِ له علانية, ولكن ليأخذ بيده فيخلو به, فإن قبل منه فذاك, وإلا كان قد أدّى الذي عليه له“. رواه أحمد في المسند (15333).وصححه الألباني في ظلال الجنة رقم (10
ابن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح ، بن [ ص: 204 ] عدي ، بن كعب بن لؤي بن غالب ، الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن القرشي العدوي المكي ، ثم المدني .
أسلم وهو صغير ، ثم هاجر مع أبيه لم يحتلم ، واستصغر يوم أحد ، فأول غزواته الخندق ، وهو ممن بايع تحت الشجرة ، وأمه وأم أم المؤمنين حفصة ، زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون الجمحي .
قيل عنه :
قال إبراهيم : قال ابن مسعود : إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر .
ابن عون : عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله ; لقد رأيتنا ونحن متوافرون وما فينا شاب هو أملك لنفسه من ابن عمر .
أبو سعد البقال : عن أبي حصين ، عن شقيق ، عن حذيفة ، قال : ما منا أحد يفتش إلا يفتش عن جائفة أو منقلة إلا عمر وابنه .
وروى سالم بن أبي الجعد ، عن جابر : ما منا أحد أدرك الدنيا إلا وقد مالت به إلا ابن عمر .
وعن عائشة : ما رأيت أحدا ألزم للأمر الأول من ابن عمر .
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : مات ابن عمر وهو في الفضل مثل أبيه .
وعن طاوس : ما رأيت أورع من ابن عمر .
عن نافع ، قال : لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقلت : هذا مجنون .
عبد الله بن عمر ، عن نافع : أن ابن عمر كان يتبع آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل مكان صلى فيه ، حتى إن النبي - صلى الله عليه وسلم - نزل تحت شجرة فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة فيصب في أصلها الماء لكيلا تيبس .
وقال نافع عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو تركنا هذا الباب للنساء . قال نافع : فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات
عن نافع ، عن ابن عمر ، أنه كان يحيي الليل صلاة ، ثم يقول : يا نافع ، أسحرنا ؟ فأقول : لا . فيعاود الصلاة إلى أن أقول : نعم فيقعد ويستغفر ويدعو حتى يصبح .
قال طاوس : ما رأيت مصليا مثل ابن عمر أشد استقبالا للقبلة بوجهه وكفيه وقدميه .
عن عاصم الأحول ، عن من حدثه ، قال : كان ابن عمر إذا رآه أحد ظن به شيئا مما يتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم .
من أقواله ومواقفه:
بويع يزيد ، فقال ابن عمر لما بلغه : إن كان خيرا رضينا ، وإن كان بلاء صبرنا .
قال مروان لابن عمر : ألا تخرج إلى الشام فيبايعوك ؟ قال : فكيف أصنع بأهل العراق ؟ قال : تقاتلهم بأهل الشام . قال : والله ما يسرني أن يبايعني الناس كلهم إلا أهل فدك ، وأن أقاتلهم فيقتل منهم رجل . فقال مروان : إني أرى فتنة تغلي مراجلها والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا .
عن مالك ; بلغه أن ابن عمر قال : لو اجتمعت علي الأمة إلا رجلين ما قاتلتهما .
مقتطفات من سير أعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله، بتصرف .
أخرج ابن ماجه تحت رقم (4245) وصححه البوصيري في زوائد ابن ماجه، والألباني في صحيح ابن ماجه باختصار السند، وحسنه الأرنؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا".
المراد بهؤلاء أناس يظهرون خلاف ما يبطنون.
وليس المراد من يذنب من المسلمين، ويندم ويتوب ويستغفر؛ بدليل أنه لم يذكر في صفة هؤلاء الذين (إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا)، أنهم يطلبون التوبة ويستغفرون، فهم يستهينون بالمعصية في جنب الله، إذ فيهم نفاق، ولذلك حسناتهم بحسب الظاهر (أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا)، وهذه صفة من اختل فيه شرط القبول.
أمّا المسلم إذا أذنب فهو يقع في ذنبه بغلبة شهوة، ويندم ويبادر إلى التوبة، ولا يصر وإن تكرر منه الذنب، بل يبادر دوما إلى الاستغفار!
أخرج البخاري تحت رقم (7507)، ومسلم تحت رقم (275 عن أبي هريرة قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا - وَرُبَّمَا قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا - فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ - فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي.
والمعنى أنه ما دام يذنب ويندم ويستغفر فإني أغفر له، مهما عمل.
فعلى المسلم أن لا يترك الاستغفار ، والتوبة، والإنابة إلى الله، ولا ييأس من رحمة الله.
وكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزمر:53).
امرأة يهددها زوجها دائماً كلما حصل بينهما خلاف أن تذهب إلى بيت أهلها، وهذا يكثر عند الخلاف بين الزوجين، فما نصيحتك يا فضيلة الشيخ والحال هذه لمن هذا شأنه، خصوصاً وأن الله جل وعلا نهى المرأة أن تخرج من بيت زوجها ولو كان طلاقاً؟
الجواب:
نصيحتي لهؤلاء الرجال أن يكونوا رجالاً كما هم كذلك، وأن تكون لهم السلطة على أنفسهم، وألا يخضعوا للغضب، ولقد قال رجل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أوصني. قال: «لا تغضب» فردد مراراً قال:« لا تغضب».
ثم إن دواء الخلاف بين الزوجين ليس بأن يطردها من البيت إلى أهلها، هذا لا يزيد الأمر إلا شدة، بل الذي ينبغي أن يتودد إلى زوجته، وأن يعفو عن السيئات، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة» لا يفرك أي: لا يبغض، ولا يكره: «إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر».
والذي ينبغي أن يكون الرجل رجلاً بمعنى الكلمة، من الذي ينسى الحسنات إذا حصلت عليه سيئة واحدة؟ المرأة، أتريد أن تنزل بنفسك حتى تكون بمنزلة المرأة إذا رأيت منها سيئةً واحدة، قلت: ما رأيت خيراً قط.
فلذلك أنصح إخواننا إذا حصل بينهم وبين زوجاتهم مشاكل، أو سوء تفاهم، أن يصبر الرجل ويتحمل، ويعامل المرأة بما هي أهله، مما أوصى به الرسول عليه الصلاة والسلام، قال: «إنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج». هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام، وإني واثق من أن الرجل إذا أطاع الله ورسوله في معاشرة أهله، فسوف يقلب الله تعالى العداوة والبغضاء في قلبها إلى ولاية ومحبة، يقول الله عز وجل: ﴿وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت:34] القلوب بيد الله عز وجل، ادفع بالتي هي أحسن وستتغير الأمور.
☝ان يكون العبد معتمداً على الله ومتوكلاً على الله ويعتقد أن الناس مجرد اسباب والأسباب إن شاء الله نفعت وإن شاء لم تنفع فلا يجعل الحمد والذم للناس
وإنما يجعل الحمد لله سبحانه وتعالى وإذا لم يحصل له مطلوبه فليصبر وليعلم أن ماقدر له لابد ان يكون فليحمد الله ايضاً ،
وهذا هو حقيقة التوحيد.
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد
[شرح الشيخ صالح فوزان آل فوزان
✏ص٧۷
للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه
قال الإمام البربهاري رحمه الله:
والإيمان بأن الميت يقعد في قبره، ويرسل الله فيه الروح حتى يسأله منكر ونكير عن الإيمان وشرائعه، ثم تسل روحه بلا ألم.
الشرح:
يعني: الإيمان بأن العبد يفتن في قبره، وجاء في حديث التشهد: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات" ويقول الرسول: "إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب من فتنة الدجال" فهذه الفتنة هي الامتحان والاختبار، ويُختبر عن دينه ونبيه ورسوله، فالمؤمن يجيب، يقول: الله ربي ومحمد نبيي والإسلام ديني، ويقال أيضا: ماذا تقول في هذا الرجل: فيقول هو محمد ابن عبد الله الذي بعث بالحق، يقول: محمد بن عبد الله جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه، هذا المؤمن يقول هذا، ثم قرأ الراوي أو الرسول (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) [إبراهيم ٢٧]، وأما الفاجر أو الكافر فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، فيعذب، والمؤمن يقال له: صدقت، يفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها ونسيمها وتكون روحه في الجنة تسرح من الجنة حيث شاءت، أرواح الأنبياء، أرواح الشهداء أرواح المؤمنين والصديقين كلها في الجنة، وتسرح من الجنة حيث شاءت، ولها صلة -لا يعلمها إلا الله- بالأجساد، بحيث أن هذا النعيم الذي يقع للروح يقع للجسد أيضا وإن كانت الروح في أعلى عليين في الجنة والجسد في القبر، ولو كان ترابا، هذا يرجع إلى قدرة الله، وعلمه، وحكمته، فيمس الجسد من النعيم ما يمس الروح، فتكون نعمة في الروح ونعمة في الجسد، والروح المعذبة الكافرة والفاجرة هذه أيضا العذاب يشملها ويشمل الجسد.
وهذا الشاهد منه: الإيمان بفتنة القبر وبعذاب القبر وبنعيمه، المؤمن ينعم، والكافر والفاجر يعذبان، والسؤال يأتي عن الدين، عن الرسالة، يعني يسأله ملكان أحدهما يقال له: منكر، والآخر يسمى نكيرا، هما اللذان يسألان العبد، والسؤال يكون عن الإيمان وشرائعه، يسأل عن محمد ﷺ كما في حديث أسماء، وهو في الصحيحين، أنه يقال: "ماذا تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو محمد بن عبد الله جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه، فلهذا فليحرص المسلم على أن يعرف هذه البينات، ويهتدي بها، ويتبع الرسول على علم وبصيرة، وأما الذي يأخذ الإسلام تقليدا ووراثة من الآباء والأجداد فقد يسلم بعضهم وقد يقع بعضهم في قوله: هاه هاه لا أدري، هاه هاه لا أدري، خاصة إذا تصدى لمحاربة من يدعو الناس إلى اتباع كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، فيقول: عقيدتي، ويقول مذهبي، ويقول كذا، ويتشبت بما نشأ عليه من عادات وتقاليد، وبما نشأ عليه من مذاهب وعقائد، هذا الخطر عليه شديد جدا، خاصة الذي يحارب أهل التوحيد ويقول وهابية، من عباد القبور، ومن المتعصبين التعصب الأعمى للمذاهب والعقائد الفاسدة كالأشعرية، والاعتزال، والرفض، والزيدية، وما شاكل ذلك، هؤلاء كثير منهم يحاربون هذا المنهج وأهله، وهم يعلمون أنهم على حق، وبعضهم يحاربهم تقليدا، هؤلاء المحاربون للحق يخشى على كثير منهم أن يقول: هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.
(ثم تسل روحه بلا ألم)، يعني: كأنه بعد أن تعاد روحه، يعني تسل وتعود، لأنها تأتي لمهمة وهي المساءلة والإجابة، وإذا نجح في الإجابة رجعت روحه إلى عليين، وإذا فشل ذهبت إلى سجين، ثم يقع هناك ارتباط بينهما بقدرة الله عزّوجلّ، فما يقع للروح من نعيم يمس الجسد ويناله الجسد، وما يقع عليها من العذاب كذلك يشاركه فيها الجسد.
[عون الباري ببيان ما تضمنه شرح السنة للامام البربهاري (٤٤٦/١)]
«قد تدبرت أنواع الفساد
فوجدت عامتها نشأت عن
➊ إماتة السُّنـن
➋ أو إقامة البدع
ووجدت أكثر المسلمين يبدو منهم الحرص على اتباع السنن واجتناب البدع
ولكن التبس عليهم الأمر
فزعموا في كثير من السنن أنه بدعة
وفي كثير من البدع أنه سنة
وكلما قام عالم فقال
هذا سنة، أو هذا بدعة
عارضه عشرات، أو مئات من الرؤساء في الدين الذين يزعم العامة أنهم علماء
فردوا يده في فيه
وبالغوا في تضليله والطعن فيه
وأفتوا بوجوب قتله، أو حبسه، أو هجرانه
وشمروا للإضرار به وبأهله وإخوانه
وساعدهم ثلاثة من العلماء
➊ عالم غال
➋ وعالم مفتون بالدنيا
➌ وعالم قاصر في معرفة السنة، وإن كان متبحرا في غيرها.