ذكرا كثيرا

    • حكم مكفر تارك الصلاة

      هل الذي لم يكفر تارك الصلاة وقع في المرجئة
      لفضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي .حفظه الله :


      السؤال :


      ما هو القول الراجح في تارك الصلاة، وما مدى صحة قول من يقول: ومن لم يكفِّر تارك الصلاة فقد وقع في الإرجاء شعر أم لا، فهل لهذا القول سلف أم لا؟


      الجواب


      نحن لا نعترض على من يكفر تارك الصلاة، ولا نتهمه؛ بل نحترمه ونجله وله أدلته التي نقدرها، بارك الله فيك، والذين لم يكفروه نقدر فقههم ومكانتهم ومنزلتهم ولهم متعلقات من القرآن والسنة منها قول الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾[النساء: 48، 116]؛


      ومنها أحاديث أخر، ومنها أن الكفر هنا كفر دون كفر، كما قال عليه الصلاة والسلام: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"؛ أطلق الكفر على من يرتكب بعض الكبائر, وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه أبصارهم وهو مؤمن"، "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن"، قالوا: من يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يأمن جارُه بوائقه".


      فكما تُؤَوَّل هذه النصوص باتفاق إخوانهم الآخرين الذين يكفرون، أيضا تُؤوَّل النصوص الواردة في كفر تارك الصلاة, هـٰذه وجهة نظر من لا يكفر، ومنهم الشافعي ومنهم مالك، ومنهم أبو حنيفة، ومنهم عدد كبير من أتباع هٰؤلاء ومن سلفهم لا يكفرون تارك الصلاة بناء على هـٰذه الأدلة التي ترجح فيها عندهم عدم تكفير تارك الصلاة، وهم من أئمة الإسلام ومن أئمة أهل السنة.


      ومن قال: ومن لم يكفِّر تارك الصلاة فقد وقع في الإرجاء شعر أم لا!


      هذا غلط، وكلام فيه مجازفة وغلو وانحراف عن منهج أهل السنة والجماعة!!


      فإننا إذا قلنا هذا في أناس معاصرين فهو يتناول من باب أولى الأولين! لأنهم هم سنوا هذه السنة؛ مالك والشافعي وأحمد في قول له؛ بل حتى إن ابن بطة وابن قدامة ينكرون أن الإمام أحمد يقول بكفر تارك الصلاة! وكثير من الشافعية، إلا من ندر، المالكية والأحناف وفيهم علماء فحول، الحنابلة فيهم علماء فحول لا يقولون بكفر تارك الصلاة، هل نقول هؤلاء كلهم مرجئة أو وقعوا في الإرجاء؟! هذا من الجهل بأصول أهل السنة والجماعة، ومن الجرأة التي تستخف بعض الناس، نسأل الله العافية .


      المصدر :
      من موقعه الرسمي.


      rabee.net/ar/questions.php?cat=42&
      • القرآن جنتي
    • افسحوا يفسح الله لكم

      قال الله ﷻ :

      "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ ".


      كل من وسّع على عباد الله أبواب الراحة، وسّع الله عليه خيرات الدنيا والآخرة ، ولا تُقيد الآية بالتفسح بالمجالس.


      الرازي_رحمه الله_
      • القرآن جنتي
    • القلب الصحيح

      قال ابن القيم رحمه الله:

      "فالقلب الصحيح: هو الذي همّه كله في الله، وحبّه كله له
      وقصده له، وبدنه له، وأعماله له، ونومه له ويقظته له
      وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث
      وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابّه
      والخلوة به آثر عنده من الخلطة، إلا حيث تكون الخلطة أحب إليه وأرضى له،
      قرة عينه به، وطمأنينته وسكونه إليه
      فهو كلما وجد من نفسه إلتفاتاً إلى غيره تلا عليها:


      {يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية}


      إغاثة اللهفان: [1/121]
      • القرآن جنتي
    • ماحكم الطعام الساقط على السُفره

      مـاحـكــم الطعام الـسـاقــط عــلــى الـسُـفـرة

      لفضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تـعالـى -


      ✏ الـــسُـــــؤال :- الطعام الذي يسقط على السفرة، هل يدخل في حديث إماطة الأذى؟
      الـــجــــواب :-
      نـــعـــــم .
      الطعام الذي يسقط على السفرة داخل في قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :-
      « إذا سقطت لقمة أحدكم، فليأخذها ، وليمط ما بها من أذى ، ولا يدعها للشيطان ».
      ➖➖➖➖➖➖➖
      الـــمــــصـــــــدر :-
      [ سلسلة لقاءات الباب المفتوح / لقاء الباب المفتوح [31]
      • القرآن جنتي
    • معنى المعية

      صفة المعية لله عز و جل

      لفضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله


      السؤال:
      من يقول الله له معية حقيقية تليق بجلاله مثل النزول ونحوه من غير حلول ولا تمثيل ؟


      الجواب :
      انظروا يا إخوة ,أريحوا أنفسكم من هذا الكلام ,فسر السلف المعية ( وهو معكم أينما كنتم ) بالاطلاع والمشاهدة ( والله على كل شيء شهيد ) ( ألم تر أنّ الله يعلم ما في السماوات والأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ) فهذه معية علم واطلاع ومشاهدة ,يراهم ويسمع أقوالهم ويعلم أحوالهم سبحانه وتعالى وهو فوق عرشه فهذه معية علم واطلاع ,هذا يكفينا بارك الله فيكم لأننا إذا تجاوزنا هذا الحد دخلنا في مشاكل .


      والمعية غير النزول ؛النزول إلى السماء الدنيا كما يريد والراجح أنّه ما يخلو منه العرش لأن نزوله سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوقين .


      السؤال :
      كيف نرد على من يقول من المبتدعة عن السلفية أنهم أولوا صفة المعية بمعية النصرة وما شاكلها ؟


      الجواب :
      لا ,هذا تفسير وليس تأويلا ؛تفسير واضح (ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ) فالآية كلها في العلم ولهذا فسرها السلف بالعلم لأن السياق يدلّ على هذا ودلالة السياق أقوى من دلالة الألفاظ ,فهذا تفسير وليس بتأويل أبدا لأن السياق سياق علم ؛إثبات علم الله وإحاطته بكل شيء بالأفراد والجماعات ؛هذه هي المعية العامة ؛مع كل خلقه بعلمه واطلاعه ومشاهدته .


      فهذا تفسير وليس بتأويل لأن السياق يدل على إثبات شمول علم الله لكل شيء يجري في هذا الكون {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} ثم يؤكِّد هذا بالتفاصيل هذه ,فالسياق في إثبات علم الله الشامل لكل شيء وهذا يسمونه بالمعية العامة يعني بالعلم والاطلاع ,ويقول تعالى لموسى وهارون : { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } (طه 46) يعني بالنصرة والتأييد لأنهم كانوا خائفين من فرعون فقال لهم : أنصركم وأنا معكم بالنصرة والتأييد وليس بالذات تعالى الله عن ذلك ,فهذه هي المعية الخاصة ,وقال تعالى : {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} يعني معنا باطلاعه ونصره وردّ كيد الأعداء {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} قال أبو بكر : يا رسول الله ! والله لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} يعني يحمينا وينصرنا ويدفع عنا العدو .


      -----------------------------------------------


      المصدر :
      فتاوى فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 55 ] .
      • القرآن جنتي
    • الفرق بين الحسنة والدرجة والسيئة والخطيئة

      هل هناك فرق بين الحسنة والدرجة، وبين السيئة والخطيئة؟

      الجواب:



      الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصل وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:


      الحسنة والدرجة بينهما فرق؛ فالحسنة في العمل، والدرجة في الثواب، كما قال الله تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾


      فالدرجات تكون في الثواب، فإذا عمل الإنسان حسنة استحق بها درجة، وإذا عمل درجة أخرى استحق بها درجتين وهكذا


      أما السيئة والخطيئة فإنهما مترادفان، فإذا ذكرت كل واحدة على حدة، فالسيئة والخطيئة بمعنى واحد، وأما إذا ذكرت السيئة والخطيئة في مكان واحد فإن بينهما فرقاً والخطيئة أعظم من السيئة.



      المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [216]


      أصول الفقه وقواعده
      للعلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-
      الفرق بين الحسنه
      • القرآن جنتي
    • أصعب شئ قساوة القلب وإن نجعلها لينة ورقيقة
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • لكل ساحر يختلف من الشخص الآخر
      الله يهديهم
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • السحر لا يقع الا بمشيئة الله
      كما قال سبحانه ’ (( وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ))


      موضوع مميز اختي جزاك الله الجنه ...
      سيحدث وتصبح بخير لا تقف على احزانكك كثيرا
    • المحبة السلام كتب:

      أصعب شئ قساوة القلب وإن نجعلها لينة ورقيقة

      أمــــــ الحـــب ـير كتب:

      شكرا على هذا الموضوع

      أميرة الطيور كتب:

      جميل
      فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم

      نسأل الله العفو والعافية
      سعدت بمروركم جميعا

      أتمنى لكم صحبة طيبة
      وأوقات سعيده
      مساء الفل
      • القرآن جنتي
    • قصة قبيصة مع عمر

      ( فائدة عزيزة )

      قصة قبيصة بن جابر مع عمر بن الخطاب:

      أن رجلا خرج حاجا فرأى ظبي فرماه بحجر فأصابه فلما قدم مكة ذهب إلى عمر فقص عليه القصة"


      وكان إلى جنبه عبدالرحمن بن عوف " فقال عمر للرجل أعمدا قتلته أم خطأ
      قال الرجل لقد تعمدت رميه وما أردت قتله فقال عمر ماأراك إﻻ قد أشركت بين العمد والخطأ ،
      إعمد إلى شاة فاذبحها فتصدق بلحمها واستبق إهابها


      قال قبيصة فقمنا من عنده
      فقلت لصاحبي أيها الرجل عظم شعائر الله
      فما دري أمير المؤمنين مايفتيك حتى سأل صاحبه.إعمد إلى ناقة فانحرها فلعل ذاك يعني أن يجزي عنك


      قال قبيصة وﻻأذكراﻵية من سورةالمائدة (يحكم به ذواعدل منكم)فبلغ عمر مقالتي
      فلم يفجأنا منه إﻻ ومعه الدرة قال فعلا صاحبي ضربا بالدرة أقتلت في الحرم وسفهت الحكم!


      قال ثم أقبل علي فقلت يا أميرالمؤمنين.ﻻأحل لك اليوم شيئا يحرم عليك مني.

      فقال ياقبيصة بن جابر إني أراك شابا السن فسيح الصدر بين اللسان
      وإن الشاب يكون فيه تسعة أخلاق حسنة وخلق واحد سيئ فيفسد الخلق السيئ اﻷخلاق الحسنة ، فإياك وعثرات الشباب.

      قال العلامةأحمد شاكر معلقا على هذا اﻷثر
      وموعظة عمر لقبيصة في شأن الشباب أغلى المواعظ وأعلاها
      وأبلغها عبارة فما يفسد الشباب مثل خلق سيئ يدمر ماكان حسنا من اﻷخلاق ....

      العمدة في تفسيرابن كثير.المجلد1ص733
      • القرآن جنتي
    • فقه الأذكار

      سلسلة فقه الأدعية والأذكار

      الدُّعَاءُ لَيْلَةَ القَدْرِ


      إنَّ في السَّنَة أياماً فاضلة وأوقاتاً شريفةً، الدعاءُ فيها أفضل، والإجابةُ فيها أحرى، والقبول فيها أرجى، وله سبحانه الحكمة البالغة


      { يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ }
      القصص:٦٨


      فلكمال حكمته وقدرته وتمام علمه وإحاطته يختار من خلقه ما يشاء من الأوقات والأمكنة والأشخاص، فيخصُهم سبحانه بمزيد فضله وجزيل عنايته ووافر منَّته،


      وهذا من أكبر آيات ربوبيته وأعظم شواهد وحدانيته وتفرّده بصفات الكمال، وأنَّ الأمرَ له سبحانه من قبل ومن بعد، يقضي في خلقه بما يشاء، ويحكم فيهم بما يريد


      { فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)}
      الجاثية


      وإنَّ مِمَّا خصَّه الله عزَّ وجلَّ من الأوقات بمزيد تفضيله ووافر تكريمه شهرَ رمضان،


      حيث فضَّله على سائر الشهور،


      والعشرَ الأواخر من لياليه حيث فضَّلها على سائر الليالي،


      وليلةَ القدر حيث جعلهَا لمزيد فضلها عنده وعظيم مكانتها خيراً من ألف شهر، وفخم سبحانه أمرها، وأعلا شأنها، ورفع مكانتها عنده،


      أنزل فيها وحيَه المبين وكلامَه الكريم وتنزيله الحكيم، هدى للمتَّقين وفرقاناً للمؤمنين، وضياء ونوراً ورحمة.
      يقول الله تعالى:
      { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) }
      الدخان


      ويقول سبحانه:
      { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) }



      فللّه ما أعظمها من ليلة، وما أجلَّ خيرَها، وما أوفر بركتها، ليلة واحدة خير من ألف شهر، أي ما يزيد على ثلاثة وثمانين عاماً عُمر رجل معمَّر، وهو عمرٌ طويل لو قضاه المسلم كلَّه في طاعة الله عزَّ وجلَّ، فليلة القدر وهي ليلة واحدة خير منه،


      هذا لمَن حصَّل فضلها ونال بركتها.


      قال مجاهد رحمه الله: (( ليلةُ القدر خيرٌ من ألف شهر ليس في تلك الشهور ليلة القدر ))،
      وكذا قال قتادة والشافعي وغيرُ واحد.



      وفي هذه الليلة المباركة يكثر تنَزّل الملائكة لكثرة بركتها؛ إذ الملائكة يتنَزَّلون مع تنَزُّل البركة،


      وهي سلامٌ حتى مَطلع الفجر، أي أنَّها خير كلّها ليس فيها شرٌّ إلى مطلع الفجر،


      وفي هذه الليلة يُفرق كلُّ أمر حكيم، أي: يُقدَّر فيها ما يكون في تلك السنة يإذن الله العزيز الحكيم،
      والمراد بالتقدير هنا التقدير السنوي،


      أما التقدير العام في اللوح المحفوظ فهو متقدِّمٌ على خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحَّ بذلك الحديث عن رسول الله .


      إنَّ ليلةً هذا شأنها ينبغي على المسلم أن يحرصَ على طلبها تمامَ الحرص ليفوز بثوابها، وليغنم خيرها، وليحصِّل أجرها، ولينال بركتها،


      والمحروم من حُرم الثواب ومَن تَمرُّ عليه مواسمُ الخير وأيامُ البركة والفضل وهو مستمرٌّ في ذنوبه متماد في غيِّه، منهمكٌ في عصيانه، أتلفته الغفلةُ، وأهلكه الإعراضُ، وصدَّته الغواية، فما أعظم حسرته وما أشدَّ ندامته،


      ومن لَم يحرص على الرِّبح في هذه الليلة المباركة فمتى يكون الحرص، ومَن لم ينب إلى الله في هذا الوقت الشريف فمتى تكون الإنابة، ومن لَم يزل متقاعساً فيها عن الخيرات ففي أيِّ وقت يكون العمل.


      إنَّ الحرصَ على طلب هذه الليلة وتحرِّي الطاعة فيها والاجتهادَ في الدعاء من سِمات الأخيار وعلامات الأبرار،


      بل إنَّهم يُلحُّون على الله فيها أن يكتب لهم العفوَ والمعافاة؛ لأنَّها الليلةُ التي يُكتب فيها ما يكون من الإنسان في عامه كلِّه، ففي هذه الليلة يدعون ويُلحُّون، وفي عامهم كلِّه يَجدُّون ويجتهدون، ومن الله يطلبون العون ويسألون التوفيق.


      روى الترمذي وابن ماجه وغيرُهما عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (( قلت: يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي )) .


      وهذا الدعاءُ المبارك عظيمُ المعنى عميقُ الدلالة كبيرُ النفع والأثر، وهو مناسب لهذه الليلة غاية المناسبة،


      فهي كما تقدَّم الليلة التي يُفرق فيها كلُّ أمر حكيم، ويُقدَّر فيها أعمالُ العباد لسنة كاملة حتى ليلةَ القدر الأخرى،


      فمن رُزق في تلك الليلة العافية وعفا عنه ربُّه فقد أفلح وفاز وربح أعظم الرِّبح ومن أوتي العافيةَ في الدنيا والآخرة فقد أوتي الخير بحذافيره، والعافيةُ لا يعدلها شيء.


      روى البخاري في الأدب المفرد والترمذي في السنن عن العباس بن عبد المطلب قال: (( قلتُ يا رسول الله، علِّمنِي شيئاً أسألُه اللهَ عز وجل، قال: سَلِ اللهَ العافيةَ، فمَكثْتُ أياماً، ثمَّ جِئتُ فقلت: يا رسول الله علِّمْنِي شيئاً أسأله اللهَ، فقال لي: يا عبَّاسُ يا عمَّ رسولِ الله، سَلُوا اللهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرَة )) .


      وروى البخاري في الأدب والترمذي في السنن عن أنس بن مالك قال: أتى النَبِيَّ رجلٌ فقال: يا رسولَ الله، أيُّ الدعاء أَفضَلُ؟ قال: (( سَلِ اللهَ العَفْوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةَ ))، ثم أتاه الغد فقال: يا نَبِيَّ الله، أيُّ الدعاء أَفْضَل؟ قال: (( سَلِ الله العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةَ، فإذا أُعطيتَ العافية في الدنيا والآخرة فقد أَفْلَحْت ))().


      وروى البخاري في الأدب المفرد عن أوسط بن إسماعيل قال: سمعتُ أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله قال: (( قام النَبِيُّ عامَ أوَّل مقامي هذا ثم بكى أبو بكر، ثم قال: عليكم بالصِّدق، فإنَّه مع البِرِّ وهما في الجنة، وإيَّاكم والكذب، فإنَّه مع الفجور وهما في النَّار، وسلُوا الله المعافاة، فإنَّه لَم يؤت بعد اليقين خيرٌ من المعافاة، ولا تَقاطَعوا، ولا تدابَروا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً )) .


      ولهذا فإنَّ من الخير للمسلم أن يكثر من هذه الدعوة المباركة في كلِّ وقت وحين، ولا سيما في ليلة القدر التي فيها يُفرق كلُّ أمر حكيم،


      وليعلم المسلم أنَّ الله عزَّ وجلَّ عفوٌّ كريم يحب العفو
      وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25


      ولم يزل سبحانه ولا يزال بالعفو معروفاً، وبالصَّفح والغفران موصوفاً، وكلُّ أحد مضطرٌّ إلى عفوه محتاجٌ إلى مغفرته، لا غنى لأحدٍ عن عفوه ومغفرته، كما أنَّه لا غنى لأحد عن رحمته وكرمه،


      فنسأله سبحانه أن يشملنا بعفوه، وأن يدخلنا في رحمته، وأن يستعملنا في طاعته، وأن يهدينا إليه صراطاً مستقيماً.




      ✏فقه الأدعية والأذكار/ د٠عبد الرزاق البدر -حفظه الله


      مباركاً أينما كنت
      • القرآن جنتي
    • سبحان الله .. شكرا ع المعلومات في ميزان حسناتك أُخيتي
      حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم.