يامن أظهر الجميل وستر القبيح إسترعيوبنا وخواطرنا التي نخجل من ذكرها ولكنك تسمعها وتعلمها اللهم انك عفوا تحب العفوا فأعفوا عنا
حينما تظل الطريق وتكون وحيد في عتمة الليل تذكر هكذا هو حالك في قبرك فلا ترتجي وصل ولا سؤال ولا أم ولا أخ فقط أترك بسمتك وعملك الصالح ليتذكرك الغير ويدعوا لك بالرحمة والمغفرة
اللهم إني أسألك بحسن الخاتمة وإغفرلي مامضى من عمري يارب
وما سر التناقض في الافعال مع والد حسام وما سر ذلك الكيس الذي يحمله انا اقرأ القصة واحاول الا اصدق مدى تغير النفوس يمكن لاني غير متقبلة الفكرة بالرغم انها واقع القصة اجمالا رائعة مع حزنها ربما يوجد بصيص امل في قصة بدر والشيخ وبيت محتمل له ربما :: لا اعرف ولكن لا تلغي شعاع الامل هذا يا اخي نحن عرب نحب النهايات السعيدة :) لك الشكر الجزيل رقيق المشاعر على دعوتك ومتواصلين معكم باذن الكريم
حينما تتناثر كلماتك بأضوائها البهية كتناثر الجواهر من عقدها ،،،،،، عندها يعجز المرء عن وصفها وذلك لكمالها وحسنها و حينما تتساقط كلماتك بسطوعها اللؤلؤي كزخة مطر من سحابة ممطرة ،،،،،، عندها يعجز القلم عن الكتابة والتعبير عنها وذلك لسموها وقوة معانيها و حينما يقرأ نجم الساحة ما خطت بنانك بقلمك المعجز ،،،،،، عندها يصبح أسير كلماتك الساحرة وموهبتك الفذة وبصيرتك الثاقبة ، ولا يملك إلا أن يقول لك من أعماق قلبه سلمت بنانك ووفقك الله في ما تحب ويرضى وإلى الأمامدائما
مريم أصبحت تعشق الوحدة والانطواء ، تقطع وقتها بين بكاءٍ ونومٍ وقراءة بعض الروايات الكئيبة ، واليوم انضمت الأغاني الحزينة إلى قائمة اهتمامات مريم ، طيف أمها يعشش في أحلامها ومخيلتها ، وخناجر الخيانة تضرب أوتار قلبها وتمزق أحشائها ، والمحاولات اليائسة منها في تغيير منحنى حياتها لم يبلغ الجد والاتزان ، وجهها يزداد شحوبا كل يوم ، وشهية الأكل انعدمت ، فالماء وبعض التمرات والخس هو كل مأكلها . في خلال مناوبة سمير وقع شجار بين سيدة تبلغ الأربعين من عمرها ، وبين أحد الشباب المراهقين ، وكان يتعقبها ويلقي كلمات الغزل على مسامعها ، مما يثير اشمئزازها ، فصرخت في وجهه تشتمه ، وكاد المراهق أن يلطمها بيده ، لولا أن تدخل سمير وفضّ الاشتباك ، فشكرته السيدة الفاضلة ممتنةً له على صنيعه النبيل ، ولكن الأمر الذي بدأ يثير اهتمام سمير أكثر هو ذلك الصبي الصغير الذي يعشق الوحدة ويمشي بمفرده دائما ، وتظهر عليه ملامح البؤس والعناء ، وكأنه فرعٌ قد قطعت كل جذوره وأصوله . اليوم نطق الحكم النهائي ، وكان المحامي ذكيا جدا وفطنا ، عمل كل جهده وطاقته في تبرئة سعيد ، ولكن أدلة المحامي الآخر لوالد الطفل كانت هي الأكثر وضوحا وإقناعا ، ومع هذا كله تمكن المحامي اللبيب من تخفيض العقوبة بأقصى الدرجات الممكنة ، والقاضي يلوح بيده للجميع بالهدوء ، ومطرقته تجبر الكل على الإنصات ، ويأتي الخبر الصاعق لسعيد ، القاضي يحكم بسجنه خمس سنوات ، وتهمة الشروع في القتل تقتضي السجن من 5 إلى 15 سنة ، والفضل يرجع للمحامي الأنيق الفطن . وقبل أن ينقل سعيد للسجن المركزي طلب مقابلة المحامي ، وسأله على الفور عن الشخص الذي قام بتوكيل المحامي له ، فأخبره أن مريم هي من دفعت تكاليف القضية الباهظة ، حيث أنها باعت ذهبها وأرضها الصغيرة بجوار بيتهم ، استغرب سعيد من كرم تلك السيدة وتضحيتها ، والاهتمام به رغم أنه لا صلة بينهما أبدا ، هي الشخص الوحيد الذي تذكره في هذه المحنة ، والعجيب أن أهله لم يأتوا حتى لزيارته أو الاطمئنان عليه .
لستُ مجبوراً أن أُفهم الآخرين من أنا 00 فمن يملك مؤهِلات العقل والإحساس
سأكـون أمـامهُ كالكِتاب المفتـوح وعليـهِ أن يُحسِـن الإستيعاب
إذا طـال بي الغيــاب فَأذكـروا كـلمــاتي وأصفحــوا لي زلاتـي
انا لم اتغير.. كل مافي الامر اني ترفعت عن (الكثير) ... حين اكتشفت... ان (الكثير) لايستحق النزول اليه
كما ان صمتي لا يعني جهلي بما يدور (حولي) ... ولكن أكتشفت ان ما يدور (حولي) ... لايستحق الكلام
تنتهي مناوبة سمير في الصباح الباكر ، ولكنه انتظر إلى أن تشرق الشمس ليتمكن من رؤية ذلك الصبي ، اشترى بعض السندوتشات ووضعها في كيس ، ثم انتظر أمام بوابة العمارة ، وكالعادة أتى الصبي يمشي ببطيء كبير ، لا يكاد يرفع رأسه من الأرض من كثرة التفكير والانزعاج ، استوقفه سمير يسأله عن صحته ، فلم يجب الصبي ، هز رأسه ومشى ، فلحق به يكلمه ، صغيري خذ هذا الكيس فهو هدية لك ، أنا عمك سمير أشتغل ناطور على هذه البناية ، نظر إليه الصبي بعيونٍ شاردة ونظراتٍ مكلومة ، ابتسم له سمير وغمزه بعينه أن يأخذ الكيس ، وهذه بداية صداقةٍ بينهما ، مع اختلاف أعمارهما وثقافتهما .
سعيد يُنقل إلى السجن المركزي ، وهو يحمل استفسارات كثيرة بداخلة ، يتخيل وضع مريم المحرج ، وصحتها التي بدأت تتدهور رويدا رويدا ، ما سر موقفها الرائع ؟ ولماذا تفعل ذلك مع سعيد ؟ يسرح بخياله بعيدا إلى عالم النجوم ودنيا الأفلاك ، فيرتد إليه البصر ليرثى حاله المرير ، وقسوة الظلم ، يناجي نفسه ويعاتب المآل الذي صار إليه ، كلما أغمض جفنا تذكر قول الشاعر : أوما ترون الليل يغمر أمتي *** لا نجمهُ غنَّى ولا رقص القمر أوما ترون الأقربين استخدموا *** فينا سلاحا ليس يبقي أو يذر يسأل عن القرابة والأهل ، فيجدهم في منأى عنه ، يخاطب الخلان والأحباب ، فيجدهم قد رحلوا من دنياه ، يعتصر الألم ويبكي ندما ، إلى أن قطع حبل أفكاره ذلك الشاب الملتحي ، قائلا له ، هوّن على نفسك أخي : فظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على المرء من وقع الحسامِ المهندِ كن متماسكا أخي ، فالخير يبرق من عينيك ، فأنتِ رجلٌ خَيِّر ، ولا أزكي على الله أحدا ، ذلك ما أوحته لي ملامحك وما استدل به قلبي ، فقلب المؤمن دليله ، يرشده إلى الخير ، وفي الوجه ملامح الشخصية فهي انعكاس الداخل ومرآة القلب ، ألم تقرأ قول شاعر العرب : بعض الوجوه يسرُّ العين منظرها تقىً *** وفي بعضها قبحُ الغرابيبِ سعيد ينصت لكلام هذا الشاب الحكيم ، فلقد تغلغلت كلماته إلى الأعماق ولامست شغاف القلوب ، ووجدت مكانا خاليا فتمكنت فيه ، فدنا منه ، مسلما عليه ، سائلا عن حاله وصحته ، ويقول في قرارة نفسه ، هذا رجلٌ أرسله الله ليخفف آلامي ويشحذ عزيمتي . خلود تقترب من مريم أكثر فأكثر ، تسهر على راحتها ، وتوفر لها كل مطالبها ، أما الأخيرة فبدأت تفكر في بيع كل ورثها من أمها ، فهي تنوي فتح مدرسةٍ خيرية ، تكون مدرسةً صباحية للأطفال الصغار ، ومدرسة مسائية لتعليم محو الأمية ، وتهب كل الخير والأجر في صحائف أمها إن كان الله يتقبل منها ، فهي لا تنفك تدعو بالخير وحسن الثواب لأمها الراحلة ، بل وصل بها الأمر أنها تصلي في اليوم عشر مرات ، خمسا فرضا عليها ، والخمس الأخريات تهب أجرها وثوابها لأمها ، ولا تزال الحسرة في القلب على فقدانها ، والوجع يقتل كل ذرةٍ فرحٍ لديها .
قررت وزارة الإسكان منحُ بدر بيتا شعبيا ، مكونا من ثلاث غرف ومجلس وصالة ، بالإضافة إلى راتب شهري من الشؤون ، يعينه على تسيير حياته، والفضل يرجع بعد الله إلى الشيخ محمود ، الذي بذل المستحيل لكي يحصل بدر على بيتٍ يؤويه ، فرح بدر بذلك ، وقرر الدراسة في أرض الوطن ، فهو الآن يقدم أوراقه في الجامعة ، ويختار كلية الهندسة ، فهو يسعى أن يكون مهندس نفط ، وترك حلمه القديم ،فهو الآن لا يعشق الطيران ، بعد أن تحطم جناحاه بوفاة أهله . سمية حكت قصتها لأختها سامية ، قلبها يتقطع ، ودمعها لا يرقأ ، ولسانها لا يتلفظ إلا بذكر بدر ، أما سامية ، تعيش مأساة أختها ، تحاول أن تأخذها من العبوس إلى الأمل والإشراق ، تطلب من سمية أن تكون عونا لبدر في هذه المرحلة ، فهو يحتاج لدعمها وسندها ، وهي ستقف بكل تأكيد إلى جانب سمية وتوفر لها المناخ المناسب للقيا بدر . عائشة تقع في يد أحد الشباب ، فلقد تبادلا النظرات طويلا في سوق الملابس ، وقد تمكن من اصطيادها عن طريق البلوتوث ، وها هي المكالمات تتكرر بينهما ، والحب والغزل سمة بارزة ، خصوصا عائشة التي تتأقلم مع كل شاب ، فقلبها يرفرف في صدرها ، لا يثبت في مكانٍ واحد ، ولا يستقر لشخص واحد ، فهي ترى نفسها ملكة الحب ، تهب حبها لكل الشباب . بدر أنهى صلاة العصر ، أمسك بالمصحف يقرأ ويراجع محفوظاته ، وهو الآن يحفظ سورة النور ، ويقف عند الآية الخامسة والثلاثين كثيرا ، يتأملها وقلبه يتلذذ بحلاوة الإيمان ، ما أروع هذه الآية وأعظمها، فالقرآن كله عظيما ، ولكنها تصف نور الله : " الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ". ختم الآية وخرج من المسجد يمشي ، مستمتعا بنور الإيمان ، الطريق مزدحم بحركة الناس ، رجلاه تسوقانه نحو محل البوظة " الآيسكريم " ليسترجع أيام الصبا والطفولة ، طلب آيسكريم فراولة ، ومضى يكمل طريقه وهو يلعق الآيسكريم مثل الصبيان تماما ، تلمحه سمية من بعيد ، وتصرخ ذاك بدر ، إنه البدر يا سامية ، توقفت بجانبه ، تكاد لا تصدق عينيها ، أيعقل أن يكون هذا بدرا؟ سلمت عليه وعرفته على أختها ، سَعُد كثيرا برؤيتها ، وشعر بالأمان والدفء والحنان ، وعدها أن يأتي قريبا لخطبتها ، فهو لا يقوَ البعد عنها ، فرحت بذلك فرحا عظيما ، يكاد يغمى عليها ، لم تستطع الكلام ، فتكلمت سامية بدلا عنها ، نحن في انتظارك ، ولن نجد أفضل منك يا بدر الدجى ، ابتسموا ، ثم انصرفوا .
[B]ما أجمل البيت الجديد ، فهو قريبٌ جدا من مسجد النور ، وفي الجهة المقابلة تقع حضانة الأطفال ، وبدر يملك عشقا خاصا للأطفال فهم البراءة وزينة الحياة وبسمة الدنيا وبهجتها ، لكنه موحشٌ جدا ، فلا أنيس يشاطره الحديث والحياة ، ولا حبيب يركن إليه عند الدعة والهم ، يتأمل الغرف الثلاث ، ينتقل بينهن ولا يرى شيئا يفتح النفس ويسعد الخاطر ، فتجيش به الذكريات نحو الأحبة ، يخاطب نفسه : أواه كم اشتقت لنصائحك أبي ، وكم عيني تود رؤيتك يا أماه ، فداك نفسي يا أختي الصغيرة " ربى " ، يجفف دموعه ، وينتقل للمجلس عل تباريح الجوى يخف وطؤها ، وعلّ النفس تسجد لخفتات الأمل القادم ، فلا بد أن نقبل الواقع بكل صروفه .
سامية تبدو أكثر سعادةً من أختها ، تنظر بنظرات خبثٍ لسمية ، وتحدثها بجمال بدر وخفته وظرفه الشديد ، مما بدأ الأمر يتطور للغيرة ، وأصبحت سُمية تفسر كل كلمة إعجابٍ من سامية لشخص بدر على أنها بذرات حبٍ قد تتأصل في أعماقها ، فالحب لا يقيد بقيود ولا يحده رسمٌ أو حدود ، إلا أن سامية ترسم الأمل الجميل في قلب سُمية حينما تحدثها باستمرار عن يوم زفافهما ، وكيف ستحيى حياة السعداء مع بدر ، وأنها ستكون خالةً عما قريب ، فتبدأ المغرمة سُمية في الغوص في أعماق الخيال ، عيناها لا تتوقفان عن النظر لأعلى ، وأصابع اليدين في حركة استشعارية ، والابتسامة تواكب التأمل العميق . عائشة تحدد موعدا لعشيقها الجديد ، فاللقيا حياة الحب وماء القلوب ، والحبيب الجديد ، يبكى الصبابة والألم ، فالشوق يضرب أوتار جسده ، وقلبه يخفق بتراتيل وجده ، فالأنفاس حرّى دفينة ، والحنين يسكره ويصرعه ، ويدّعي أيضا ، بأنه بات حاله كسيرا ، ولقيا الحبيبة يجبره ويشعبه ، وكذلك عائشة المتيمة لا يغمض لها جفن ، فهي دائمة التفكير بالحبيب المخلص ، هذا الأنيق الذي شغل كل فكرها ، واستوطن كل مشاعرها ، فصار الهوية وملح الحياة ، والموعد يوم الأحد ، يوم نصرهم برؤية بعضهم .