"أحيوا سنته"

    • السؤال : لماذا تزوج النبى هذا العدد من النساء ؟


      الإجابة,

      2 - إعداد كوادر جديدة من الدعاة عن طريق المصاهرة لنشر الدعوة الإسلامية بين مشركى مكة.
      2 - الزواج بالمصاهرة إحدى طرق نشر الدين الجديد بين القبائل و الناس فى جميع أنحاء العالم.
      3- الزواج أنقذ النبى أزواج بعض الزوجات من انتقام و تعذيب العائلة عاجلاً او آجلا.
      4 - وزوجات أخرى كافأهن الرسول لتمسكهن بالإسلام
      5- جعل النبى كل زوجة من زوجاته داعيه للإسلام و عاملة بتعاليم الإسلام فى حياتها اليومية مبيناً الأحكام الشرعية و الغير شرعية لتجيب على ردود السائلات
      6- ن حياة النبى الزوجية لا تسير برغبتة كسائر البشر و إنما كانت بتقدير الوحى و رب القدرة ( الله عز و جل).

    • 7- ن التاريخ الإسلامى مدين إلى زوجات النبى رضى الله عنهم لأنهم كانوا دائماً فى صحبته فى جميع غزواته حيثما يذهب إرضاء لإنسانيته , و عوناً له على الشدائد مجددين نشاطه لكى يتحمل الأعباء الثقيلة .

      8 - تأصيل العلاقة بين الصحابة مما يؤدي إلى تماسك الأمة.

      9 - الرحمة بالأرامل, حيث تزوج عليه الصلاة والسلام من الأرامل


      10 - استكمال تشريع الإسلام, حيث كان يقوم بالفعل بنفسه ليكون قدوة للمسلمين من بعده, سواءاً كان بتكريم الأرامل أو الرحمة بمن أسلم من غير المسلمين كزواجه بصفية بعدما أسلم أبوها, رفعة ً لشأنه عند حاسديه من اليهود.

      أرجو أن الحكمة من تعدد زوجات النبى قد اتضحت و الأيات الكريمة تلخصها , قال تعالى { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ




      مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا } (37) سورة الأحزاب , و قال تعالى ايضاً { لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا

      مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا } (52) سورة الأحزاب , و قال تعالى { عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا } (5) سورة التحريم , و يروى عنه انه قال : ما
      زوجت شيئاً من بناتى إلا بوحى جاءنى به جبريل عن ربى عز و جل , ومما هو جدير بالذكر أن حياه النبى كان يحكمها منهج قرآنى ,فلكل فرد داخل بيت النبى حقوق وواجبات و سلوك يجب أن يتبعنه و لهن الثواب و إن خالفنه فعليهن العقاب
      كما قال تعالى فى كتابه العزيز { يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا } (32) سورة الأحزاب


    • الزلازل في ظل الإسلام



      اولاً: الأدله الشرعيه عليها:


      -روى البخاري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاتقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض ) .


      -وروى أحمد بسند صحيح عن عبدالله بن حواله قال وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي أو على هامتي فقال يابن حواله إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك


      -وروى الإمام بسند صحيح عن سلمة بن نفيل قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه فقال أني غير لابث فيكم ولستم لابثين بعدي إلا قليلا وستأتون ـــ يفنى بعضكم بعضا وبين يدي الساعة ـــ شديد وبعده سنوات الزلازل .
    • ثانياً: قد تكون الزلازل عذاب أو عظه أو رحمه:




      ١- عذاب:


      فقد تكون الزلازل غضبا وانتقاما من الكافرين وقد أهلك الله والأمم الماضية بكفرهم وجحدهم لرسالات رب العالمين .


      {فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وماكان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}.




      ٢- عظه:


      قال تعالى {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا}




      ٣- رحمه وتطهير للمسلمين:


      وقد تكون الزلازل عذاب في الدنيا وتطهيرا ورحمة للمسلمين .


      فعن أي موسى قال : قال رسول الله
      (أمتي هذه أمة رحومة ليس بها عذاب في الآخرة وعذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل )
      رواه أبو داوود وأحمد بسند صحيح .




      وقد دلت الأحاديث على أن صاحب الهدم ترجو له الشهادة فعن أبي هريرة ( الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله )


    • ثالثاً: التعامل الشرعي معها:


      -عن صفية بنت أبي عبيد قالت زلزلت الأرض على عهد عمر حتى اصطفقت السرر فخطب عمر الناس فقال أحدثتم لقد عجلتم لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم .


      -وفي رواية ( تزلزلت الأرض على عهد عمر فقال أيها الناس ماكانت هذه الزلزلة إلا عند شيء أحدثتموه والذي نفسي بيده إن عادت لا أساكنكم فيها أبدا ) رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح


      -قال كعب ( إنما تزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي فترعد فرقا من الله جل جلاله أن يطلع عليها )




      -روي عن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا


      -وقال عمر بن عبدالعزيز ( إن هذا الرجف شيء يعاقب الله به العباد ) .




      -ولما رجفت الأرض في الكوفة . قال ابن مسعود (أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه)


      أي يطلبكم الرجوع عن الإساءة واسترضائه فافعلوا


    • -وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما نزل قول الله تعالى :
      " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم " قال : ( أعوذ بوجهك ) " أو من تحت أرجلكم " قال : ( أعوذ بوجهك ) .

      صحيح البخاري 5/193



      -كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف : (فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره )
      متفق عليه




      -ومن ذلك الصلاة عند الزلازل قال ابن قدامه يصلى للزلزلة كصلاة الكسوف .


      وصلى ابن عباس للزلزلة بالبصرة . رواه البيهقي بسند صحيح.


      ولكن لاتشرع لها الجماعة ولكن تصلى فرادى




      -ومما يستحب تذكير الناس ووعظهم كما خطب عمر لما وقعت الزلزلة




      -ومن أسباب العافية والسلامة من كل سوء مبادرة ولاة الأمور بالأخذ على أيدي السفهاء ، وإلزامهم بالحق ، وتحكيم شرع الله فيهم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

      "اللهم اغفر وارحم وأنت خير الراحمين"

    • الإبتلاء

      ان من سنن الله تعالى التي لا تتبدل ولا تتغير هي سنة الابتلاء ،انها الاختبار الحقيقي لحقيقة الايمان ،فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان ،قال تعالى : { أحسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ،ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } ،ان نتيجة الامتحان اما الصدق واما الكذب ،اما أن تكون صادقاً مع الله ،واما أن تكون كاذباً ،فليس الصدق في القول فقط مع الله ،بل الصدق في الأعمال ،في المنشط والمكره ،وفي السراء والضراء ،وفي الغنى والفقر ،وفي السر والعلن ،وفي الشدة والرخاء، وفي البأساء والضراء ،وحين البأس ،وان الابتلاء له دواء وسلاح ،وهو الصبر ،فمن رضي وصبر فله الأجر ومن سخط فله السخط ،قال تعالى
      :{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ،وبشر الصابرين ،الذين اذا أصابتهم مصيبة ،قالوا انا لله وانا اليه راجعون ،أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة ،وأولئك هم المهتدون} .

    • فهذه الدنيا دار بلاء وشقاء ،ومنزل ترح لا فرح ،فجعل الله بلاء الدنيا سبباً لعطاء الآخرة ،وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً ،فالله يأخذ ليعطي ،ويبتلي ليجزي ،فقال الله تعالى بحق نبيه ابراهيم عليه السلام : { وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا ،انا كذلك نجزي المحسنين ،ان هذا لهو البلاء المبين } ،وقال كذلك بحق نبيه أيوب عليه السلام : { انا وجدناه صابراً ،نعم العبد انه أواب} ،فسنة الابتلاء قد جرت على من قبلنا من الامم السابقة ،لأن الجنة غالية ولا يستحقها الا من أخلص دينه لله وصدق الله في كل المواطن ،قال تعالى : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا ،حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا ان نصر الله قريب } ،وان من يتدبر آيات القرآن يجد أن الله تعالى لم يخلقنا ويتركنا عبثاً أو سدى فقال تعالى : { أيحسب الانسان أن يترك سدى} ،وقال أيضاً : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم الينا لا ترجعون } ،فكانت حكمته جل في علاه أن يبتلي العباد ليعلم الصابرين من غيرهم ،فقال في محكم التنزيل : { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم ونعلم الصابرين ،ونبلو أخباركم } ،فالمجاهدين والصابرين هم المقصودون في الآية المرقومة ،واذا علمنا الصابرين فان المجاهدين لا تقتصر على المجاهدين في سبيل الله ،بل المجاهدين الذين جاهدوا أنفسهم على الصبر على البلاء ،وجاهدوا أنفسهم على الصبر على الطاعات ،وجاهدوا أنفسهم على ترك المنكرات ،وجعلوا مخافة الله شعارهم ،قال تعلى : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى } ،وقال كذلك : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } ،فحياة الانسان تبدأ بالابتلاء والمكابدة منذ بداية خلقه وحتى مماته ،قال الله تعالى : { انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً } ،وقال كذلك : { لقد خلقنا الانسان في كبد } .
    • فالناس أمام الابتلاء أصناف ،فقد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : ( اذا مات ولد العبد ،قال الله لملائكته : أخذتم ولد عبدي وفلذة كبده ؟ فيقولون نعم ياربنا ،فيقول لهم : وماذا قال عبدي ؟ - وهو أعلم بما قال - فيقولون : حمدك يا رب واسترجع ، - أي قال انا لله وانا اليه راجعون - فيقول الله لملائكته : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة ،وسموه بيت الحمد ) .
    • فعلى كل واحد منا أن يوطن نفسه على الصبر ،لأن هذه الدنيا دار من لا دار له ،ولها يجمع من لا عقل له ،وان سهام القدر قد تصيبنا على حين غفلة من أمرنا ،وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه ،قال تعالى : { فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين } ،فالصابرين موقنون بنصر الله لهم ،وتأييده لهم ، واكرامه وجزائه لهم الجزاء الأوفى ،فصاروا قادة في الهدى والخير نظير صبرهم ويقينهم ،قال تعالى : { وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بأياتنا يوقنون } .
    • ولا عجب بأن الابتلاء يكون اما بالشر أو بالخير ،فابتلاء الشر يكون ظاهراً ،واما ابتلاء الخير فيغفل عنه كثير من الناس ،ويكون بالمال أو الأولاد ،فقال تعالى : { ونبلوكم بالشر والخير فتنة ،والينا ترجعون } ،فالمؤمن يتعامل مع الابتلاء بروح ايمانية عالية ، على خلاف ونقيض الكافر أو المنافق ، ولتوضيح هذه الصورة والفرق بين الموقفين ،قال صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح مرة وتعدلها أخرى ، ومثل المنافق كمثل الأرزة يكون انجعافها مرة واحدة ) .
    • وعلى المسلم أن يعلم بأنه لاتكون مصيبة ،ولا تكون بلوى الا بفعل المعاصي والذنوب والخطايا والآثام ،فقال صلى الله عليه وسلم : ( حتى الشوكة يشاكها المسلم الا كفر الله بها من خطاياه ) ،وتأكيداً لهذا المعنى يقول الله تعالى : { وما أصابكم من مصيبة ، فبما كسبت أيديكم ، ويعفو عن كثير } ،ومن رحمة الله تعالى بنا أن جعل هناك أموراً في شرعنا تخفف من الابتلاء ،من أهمها الدعاء ،كما جاء في الحديث الشريف : (ولا يرد القدر الا الدعاء )،وكذلك فان الصبر سلاح المؤمن فقال تعالى : { واستعينوا بالصبر والصلاة } ،وكذلك الصدقات ،فقال صلى الله عليه وسلم : ( داووا مرضاكم بالصدقات ) .
    • صور من رحمة النبي بغير المسلمين



      الصورة الأولى :
      عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال ( لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئاً ) رواه البخاري .

      • الصورة الثانية :
      عن ابن عمر رضي الله عنهما ( أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة . فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان ) رواه البخاري ومسلم .
      وفي رواية لهما ( وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي . فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان ).

      • الصورة الثالثة :
      عن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري .

      • الصور الرابعة :
      عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري .

      الصورة الخامسة :
      عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أمر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا . ثم قال ( اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ( أو خلال ) . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها ، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين . يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع المسلمين . فإن هم أبوا فسلهم الجزية . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك . فإنكم ، أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم ، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله . ولكن أنزلهم على حكمك . فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ) رواه مسلم .

      • الصورة السادسة /
      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : عندي خير يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل منه ما شئت . فترك حتى كان الغد ، فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال : ما عندك يا ثمامة فقال : عندي ما قلت لك فقال : ( أطلقوا ثمامة ) . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد ، فاغتسل ثم دخل المسجد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، يا محمد ، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب دين إلي ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ، وإن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت ، قال : لا ، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا والله ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه البخاري ومسلم .

      • الصورة السابعة :
      عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فأتت اليهود فشكوا أن الناس قد أسرعوا إلى حظائرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها ) رواه أبو داود بسند حسن .

      • الصورة الثامنة /
      عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر : ( لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه ) . فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى ، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى ، فقال : ( أين علي ) . فقيل : يشتكي عينيه ، فأمر فدعي له ، فبصق في عينيه ، فبرأ مكانه حتى كأنه لك يكن به شيء ، فقال : نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : ( على رسلك ، حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم ) . رواه البخاري ومسلم .

      • الصورة التاسعة :
      عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة "رواه مسلم .

      • الصورة العاشرة :
      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة . فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره . فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي . قلت : يا رسول الله ! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي . فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره . فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! اهد أم أبي هريرة " فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم . فلما جئت فصرت إلى الباب . فإذا هو مجاف . فسمعت أمي خشف قدمي . فقالت : مكانك ! يا أبا هريرة ! وسمعت خضخضة الماء . قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها . ففتحت الباب . ثم قالت : يا أبا هريرة ! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيته وأنا أبكي من الفرح . قال قلت : يا رسول الله ! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة . فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا . قال قلت : يا رسول الله ! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عبادة المؤمنين ، ويحببهم إلينا . قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين . وحبب إليهم المؤمنين " فما خلق مؤمن يسمع بي ، ولا يراني ، إلا أحبني ) رواه مسلم .

      الصورة الحادية عشرة :
      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه ، على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، إن دوسا عصت وأبت ، فادع الله عليها ، فقيل : هلكت دوس ، قال : ( اللهم اهد دوسا وأت بهم ) رواه البخاري .

      الصورة الثانية عشرة :
      عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنهم قالوا : يا رسول الله ! أحرقتنا نبال ثقيف ، فادع الله عليهم . فقال : اللهم اهد ثقيفا ) رواه الترمذي بسند صحيح .
    • البطنة تذهب الفطنة


      قال تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ
      تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (
      31) سورة
      الأعراف



      الإسراف هو مجاوزة الحد
      ، ويكون ذلك بالأكل فوق الشبع ، وهذا لا يتحدد بوجبة أو وجبتين أو ثلاثة ، فقد يأكل
      الإنسان وجبة واحدة في اليوم ويسرف فيها . وقد يأكل ثلاث وجبات بغير إسراف
      .
      عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ:
      سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: (مَا مَلَأَ
      آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أَكَلَاتٍ يُقِمْنَ
      صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ
      وَثُلُثٌ لِنَفَسِه )
      اخي المسلم .. حديث المقداد فيه الحث على التقليل من
      الطعام والاكتفاء بما يقيم الصلب ، وليس فيه تعرض لعدد الوجبات ، فقد يأكل هذه
      اللقيمات ثلاث مرات في فطوره وغدائه وعشائه ، ويكون مقتصدا مقلا ، فإن أراد أن
      يتجاوز اللقيمات - في وجبته - فليجعل ثلثا لطعامه ، وثلثا لشرابه ، وثلثا لنفَسه ،
      فإن احتاج إلى وجبة أخرى - كما هو غالب حال الناس - فلا حرج في ذلك ، ويراعي فيها
      ما سبق أيضا ، وهكذا لو احتاج إلى ثلاث وجبات أو أربع ، وعدد الوجبات يختلف باختلاف
      الشخص ، ونوع الطعام ، وطبيعة المجهود الذي يبذله . والمقصود هو حفظ البدن ، وعدم
      الإضرار به ، سواء بالشبع أو بالجوع .
      والمقصود أيضا : التقوي على الطاعة ، وهذا
      يحصل بالأكل المعتدل ، لا بالتخمة المُثقلة ، ولا بالجوع المنهك
      قالت عائشة رضي
      الله عنها : ( إن أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد قضاء نبيها صلى الله عليه وسلم :
      الشبع ، فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم ، فتصعبت قلوبهم ، وجمحت شهواتهم )
      رواه البخاري


    • وعن عمر رضي الله عنه:
      أيها الناس، إياكم والبطنة، فأنها مكسلة عن الصلاة، مفسدة
      للجسد، مورثة للسقم.


      وعن علي رضي الله عنه :
      إياكم والبطنة، فإنها
      مفسدة للقلب.


      وقد اختلف في الزائد على قدر الحاجة على قولين : فقيل حرام
      ، وقيل مكروه . قال ابن العربي : وهو الصحيح ، فإنّ قدر الشبع يختلف باختلاف
      البلدان والأزمان والأسنان والطعمان. ثم قيل : "" في قلة الأكل منافع كثيرة "" منها
      أن يكون الرجل أصح جسما وأجود حفظا وأزكى فهما وأقل نوما وأخف نفسا. وفي كثرة الأكل
      كظ المعدة ونتن التخمة ، ويتولد منه الأمراض المختلفة ، فيحتاج من العلاج أكثر مما
      يحتاج إليه قليل الأكل. وقال بعض الحكماء : أكبر الدواء تقدير الغذاء ...
      عن
      عثمان بن زائدة قال: كتب إليَّ سفيان الثوري: إن أردت أن يصحَّ جسمك، ويقلَّ نومك،
      فأقلَّ من الأكل)).
      وعن الشافعي، قال: ما شبعتُ منذ ستَّ عشرة سنة إلاشبعة
      اطرحتها؛ لأن الشبع يُثقِلُ البدن، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن
      العبادة)
      قال طبيب العرب:الحارث بن كلدة : الحمية رأس الدواء، والبطنة رأس
      الداء).وقال أيضاً: الذي قتل البرية، وأهلك السباع في البرية، إدخال الطعام على
      الطعام قبل الانهضام.

    • الخشوع في الصلاة

      معني الخشوع

      الخشوع في اللغة :هو الخضوع
      والسكون . قال :{ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا
      هَمْساً}
      [طه : 108] أي سكنت.
      والخشوع في الاصطلاح:هو قيان القلب بين يدي
      الرب بالخضوع والذل.قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "أصل الخشوع لين القلب ورقنه
      وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته،فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح
      والأعضاء،لأنها تابعة له " [الخشوع لابن رجب،ص17] فالخشوع محله القلب ولسانه المعبر
      هو الجوارح . فمتى اجتمع في قلبك أخي في الله – صدق محبتك لله وأنسك به واستشعار
      قربك منه، ويقينك في ألوهيته وربوبيته ،وحاجتك وفقرك إليه.متى اجتمع في قلبك ذلك
      ورثك الله الخشوع وأذاقك لذته ونعيمه تثبيتاً لك على الهدى ،قال تعالى :{
      وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}[محمد: 17] وقال تعالى :{ وَالَّذِينَ
      جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت :69].
    • الخشوع واااجب

      أن الخشوع في الصلاة،هو توفيق من الله جل وعلا،يوفق إليه الصادقين في عبادته
      ،المخلصين المخبتين له ،العاملين بأمره والمنتهين بنهيه. فمن لم يخشع قلبه بالخضوع
      لأوامر الله خارج الصلاة،لا يتذوق لذة الخشوع ولا تذرف عيناه الدموع لقسوة قلبه
      وبعده عن الله .قال تعالى :{ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء
      وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت:45] ،فالذي لن تنهه صلاته عن المنكر لا يعرف إلى الخشوع
      سبيلاُ،ومن كان حاله كذلك ،فإنه وإن صلى لا يقيم الصلاة كما أمر الله جل وعلا ، قال
      تعالى:{ َاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ
      عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة : 45].
      واعلم أخي المسلم بأن الخشوع واجب على كل
      مصل .قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ويدل على وجوب الخشوع قول الله جل وعلا،قال
      تعالى:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ
      }[المؤمنون:1-2] .
      [الفتاوى 22/254].
    • فضل الخشوع في الصلاة

      لو لم يكن للخشوع في
      الصلاة إلا فضل الانكسار بين يدي الله،وإظهار الذل والمسكنة له ,لكفى بذلك فضلاً
      ،وذلك لأن الله جل جلاله إنما خلقنا للعبادة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ
      إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات : 56] وأفضل العبادات ما كان فيها الانكسار والذل
      الذي هو سرها ولبها.ولا يتحقق ذلك إلا بالخشوع .ولذلك فقد امتدح الله جل وعلا
      الخاشعين في آيات كثيرة:قال تعالى : {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ
      وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [الإسراء:109].
      وقال سبحانه :{ َإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ
      إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } [البقرة:45].
      وجعل سبحانه وتعالى الخشوع من صفه
      أهل الفلاح من المؤمنين فقال:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي
      صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }[المؤمنون:1-2].
      وقال{وَيَدْعُونَنَا رَغَباً
      وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء : 90].
      ولما كان الخشوع صفه
      يمتدح الله بها عباده المؤمنين ،دل على فضله ومكانته عندالله ،ودل على حب الله
      لأهل الخشوع والخضوع ،لأن الله سبحانه لا يمدح أحداً بشيء إلا وهو يحبه ويحب من
      يتعبده به . ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سبعة يظلهم الله في ظله ،يوم
      لا ظل إلا ظله-وذكر منهم- ورجل ذكر الله خالياُ ففاضت عيناه"[متفق عليه].
      ووجه
      الدلالة من الحديث:أن الخاشع في صلاته يغلب على حاله البكاء في الخلوة أكثر من
      غيرها,فكان بذلك ممن يظلهم الله في ظله يوم القيامة.
    • أهم أسباب الخشوع


      أن الخشوع ما هو إلا ثمرة لصلاح القلب واستقامة الجوارح ولا يحصل ذلك إلا بمعرفة
      الله جل وعلا،والإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره
      وشره،ومعرفة أمره والعمل به ،ومعرفة نهيه واجتنابه ،والإيمان برسول الله صلى الله
      وسلم واتباعه.ثم اقتران ذلك كله بالإخلاص.لذلك فإن مرد أسباب الخشوع كلها إلى هذه
      الأمور.
    • أهم تسعة أسباب للخشوع في الصلاة


      1) معرفة الله:

      وهي أهم الأسباب وأعظمها ،وبها ينور
      القلب ويتقد الفكر وتستقيم الجوارح ،فمعرفة أسماء الله وصفاته تولد في النفس
      استحضار عظمة الله ودوام مراقبته ومعيته.ولذلك قال الله جل وعلا:"فاعلم أنه لا إله
      إلا الله".
      فالعلم اليقين بلا إله إلا الله ،يثمر في القلب طاعة الله وتوقيره
      والذل والانكسار له في كل اللحظات،ويعلم المؤمن الحياء من الله لإيقانه بوجوده
      ومعيته وقربه وسمعه وبصره.قال تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ
      وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }[الحديد:4].
      فاعلم-أخي الكريم- أنك متى
      ما عودت نفسك مراقبة الله في أحوالك كلها أورثك الله خشيته ووهبك الخشوع في
      الصلاة,وذلك لأنك حينما تستحضر معية الله في أقوالك وأفعالك فإنما تعبد الله
      بالإحسان،إذ الإحسان هو:"أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"كما في
      حديث جبريل [رواه مسلم].

    • 2) تعظيم قدر الصلاة :

      وإنما يحصل تعظيم قدرها ،إذا
      عظم المسلم قدر ربه وجلال وجهه وعظيم سلطانه واستحضر في قلبه وفكره إقبال الله عليه
      وهو في الصلاة، فعلم بذلك أنه واقف بين يدي الله وأن وجه الله منصوب لوجهه ،ويا له
      من مشهد رهيب ، حق للجوارح فيه أن تخشع وللقلب فيه أن يخضع، وللعين فيه أن تدمع
      .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا صليتم فلا تتلفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه
      عبده في الصلاة ما لم يلتفت" [رواه مسلم]. ولذلك كان السلف رضي الله عنهم يتغير
      حالهم إذا أوشكوا على الدخول في الصلاة، فقد كان على بن الحسين ‘ إذا توضأ اصفر لونه
      فيقول له أهله:ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء ؟فيقول : أتدرون بين يدي من أقوم؟
      [رواه الترمذي وأحمد].
      وهذا مسلم بن يسار تسقط أسطوانة في ناحية المسجد ويجتمع
      الناس لذلك ،وهو قائم يصلي ولم يشعر بذلك كله حتى انصرف من الصلاة.

    • 3)الاستعداد للصلاة:


      واعلم – أخي الكريم – أن استعدادك
      للصلاة هو علامة حبك لله جل وعلا ،وأن حرصك على أدائها في وقتها في وقتها مع
      الجماعة ، هو علامة على حب الله لك ،قال تعالى في الحديث القدسي:"وما تقرب إلي بشيء
      أحب إلي مما افترضته عليه " [رواه البخاري].
      ولذلك فإقامة الصلاة على الوجه
      المطلوب هو أول سبب يوجب محبه الله ورضوانه ،وإنما يكون استعدادك – أخي الكريم –
      بالتفرغ للصولة تفرغاً كاملا، بحيث لا يكون في بالك شاغل يشغلك عنها ،وهذا لا يتحقق
      إلا إذا عرفت حقيقة الدنيا،وعلمت أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة،وأنك فيها غريب
      عابر سبيل سوف ترحل عنها في الغد القريب.قال صلى الله عليه وسلم: "كن في الدنيا
      كأنك غريب أو عابر سبيل".

    • وكان عبدالله بن عمر يقول :"إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر
      الصباح ،وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك " [رواه البخاري].
      فإذا تفرغ قلبك
      من شواغل الدنيا،فأصبغ الوضوء كما أمرك الله متحرياً واجباته وشروط سنته لتكون على
      أكمل طهارة،ثم انطلق إلى بيت الله سبحانه بخطى ملؤها السكينة والوقار واحرص على
      الصف الأول يمين الإمام.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه
      وسلم:"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟"قلنا:بلى يا رسول
      الله .قال :"إسباغ الوضوء على المكاره،وكثرة الخطى إلى المساجد ،وانتظار الصلاة بعد
      الصلاة،فذلكم الرباط.فذلكم الرباط"[رواه مسلم والترمذي]
      وقال صلى الله عليه
      وسلم :"لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ،ينتظر الصلاة ،والملائكة تقول:اللهم
      اغفر له.اللهم ارحمه.حتى ينصرف أو يحدث".
    • وقد كان السلف رحمهم الله يستعدون للصلاة أيما استعداد سواء كانت فرضاُ أم نفلاً
      .روي عن حاتم الأصم أنه سئل عن صلاته،فقال:إذا حانت الصلاة،أسبغت الوضوء ، وأتيت
      الموضع الذي أريد الصلاة فيه،فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي،ثم أقوم ‘الي صلاتي ،وأجعل
      الكعبة بين حاجبي ،والصراط تحت قدمي ،والجنة عن يميني،والنار عن شمالي ،وملك الموت
      ورائي ،وأظنها آخر صلاتي ،ثم أقوم يسن يدي الرجاء والخوف ,أكبر تكبيراُ بتحقيق
      ,وأقرأ بترتيل ،وأركع ركوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع..وأتبعها الإخلاص ،ثم لا
      أدري أقبلت أم لا؟.
      *ومن الاستعداد للصلاة أن تقول وراء المؤذن غير أنه إذا قال:"حي
      على الصلاة حي على الفلاح"فقل:"لا حول ولا قوة إلا بالله "ثم ذلك بما صح عن رسول
      صلى الله عليه وسلم من الأدعية المأثورة ومن ذلك :"اللهم رب هذه الدعوة التامة
      والصلاة القائمة ,آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته"[رواه
      البخاري] واعلم – أخي الكريم – أن أداء النوافل والرواتب تزيد من خشوع المؤمن في
      الصلاة ،لأنها السبب الثاني الموجب لمحبة الله .كما قال جل وعلا في الحديث القدسي
      :"ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه"[رواه البخاري ].
    • 4) فقه الصلاة :

      وإنما جعل فقه الصلاة من أسباب الخشوع
      ،لأن الجهل بأحكامها ينافي أداءها كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ،ولأن خشوع
      المسيء صلاته ،لا يفيده شيئاً في إحسانها ولا يكون له كبير ثمرة حتى يقيم صلاته كما
      أمر الله.
      ولقد صلى رجل أمام رسول الله عليه وسلم فأساء صلاته،فقال له النبي
      صلى الله عليه وسلم "ارجع فصل فإنك لم تصل"[رواه البخاري ومسلم وأبو داود].

      فيجب عليك – أخي الكريم – أن تعلم أركان الصلاة وواجباتها ، وسنن الصلاة
      ومبطلاتها ،حتى تعبد الله بكل حركة أو دعاء تقوم به في الصلاة.قال رسول الله صلى
      الله عليه وسلم :"صلوا كما رأيتموني أصلي".

    • 5) اتخاذ السترة :

      وذلك حتى لا يشغلك شاغل ولا يمر
      يديك مار سواء من الإنس أو الجن ،فيقطع عليك صلاتك ويكون سبباً في حرمانك من
      الخشوع.
      عن سهل بن حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إذا صلى أحدكم إلى
      سترة فليدنُ منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته"[رواه النسائي وأبو داود].
      وأعلم
      أخي الكريم أن اتخاذ السترة في الصلاة ,قد تهاون فيه كثير من الناس،وذلك لجهلهم بما
      يوقعه من السكينة والهدوء في قلب المصلي ولجهلهم بحكمه في الصلاة.

    • 6) تكبيرة الإحرام:

      أخي الكريم – أما وقد عرفت ربك
      والتزمت بأمره واتبعت سبيله ،فلبيت نداءه وتركت ما سوى ذلك من حطام الدنيا وراء
      ظهرك ,وأقبلت أحسن إقبال بصدق وصفاء وإخلاص ،- أما وقد حصل لك ذلك
      الاستعداد كله – فاعلم أن تكبيرة الإحرام هي أول شجرة تقطف مها ثمرة الخشوع والذل
      والانكسار،تقطفها وتتذوق حلاوتها حينما تتصور وقوفك بين يدي الله ، وحينما تغرق
      تفكيرك في معاني "التكبير" فتتصور قدر عظمة الله في هذا الكون ،وتتأمل – و أنت تكبر
      – في قول الله جل وعلا { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} [البقرة :
      255] ثم تتأمل قول ابن عباس رضي الله عنه أن الكرسي موضع القدم،فحينئذ تدرك حقيقة
      الله أكبر".تدركها وهي تلامس قلبك الغافل عن الله فتوقظه,.وتذكره بهزل الموقف وعظم
      الأمانة التي تحملها الإنسان ولم يؤديها.
      تدرك أخي الكريم – حقيقة
      التكبير وأسراره وتنظر إلى حالك مع الله وما فرطت في جنبه سبحانه ثم تتيقن أنه
      سبحانه قد نصب وجهه لوجهك في لحظه التكبير لتقيم الصلاة له راجياً رحمته وخائفاً من
      عذابه ،إنه لموقف ترتعش له الجوارح وتذهل فيه العقول .كان عامر بن عبد الله من
      خاشعي المصلين وكان إذا صلى ضربت ابنته بالدف ،وتحدث النساء بما يردن في البيت ولم
      يكن يسمع ذلك ولا يعقله .وقيل له ذات يوم:هل تحدثك نفسك في الصلاة بشيء؟قال:نعم
      ,بوقوفي بين يدي الله عز وجل ,و منصرفي إلى إحدى الدارين ،قيل فهل تجد شيئاً من
      أمور الدنيا؟ فقال:لأن تختلف الأسنة في أحب إلي من أن أجد في صلاتي ما تجدون.

      فهكذا كان السلف إذا دخلوا في الصلاة فكأنما رحلت قلوبهم عن أجسادهم من حلاوة
      ما يجدون من الخشوع والخضوع
      .

    • 7) التأمل في دعاء الاستفتاح:

      وأدعيه الاستفتاح
      كثيرة،وكلها تشمل معاني التوحيد والإنابة وعظم الله وقدرته وجلال وجهه ،لذلك
      فالتأمل فيها يورث أخي الكريم هذه المعاني العظيمة التي تهز القلب وتحرك الشوق
      وتقوي الأنس بالله جل وعلا.ومن الأدعية المأثورة:"سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات
      والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين"

      وأيضاً:"وجهت وجهي للذي فطر السماوات
      والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ،إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب
      العالمين ،لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "[رواه مسلم].
      قال القرطبي
      :"أي قصدت بعبادتي وتوحيدي له عز وجل وحده "[تفسير القرطبي 7/28].
    • 8) تدبر القرآن في الصلاة:

      وأعلم – أخي الكريم – أن
      تدبر القرآن من أعظم أسباب الخشوع في الصلاة ,وذلك لما تشتمل عليه الآيات من الوعد
      والوعيد وأحوال الموت ويوم القيامة وأحوال أهل الجنة والنار وأخبار الأنبياء الرسل
      وما ابتلوا به من قومهم من الطرد والتنكيل والتعذيب والقتل وأخبار المكذبين بالرسل
      وما أصابهم من العذاب والنكال،وكل هذه القضايا تسبح بخلدك أخي الكريم فتهيج في قلبك
      نور الإيمان وصدق التوكل وتزيدك خشوعاً على خشوع وكيف لا وقد قال الله جل وعلا:
      {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً
      مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ
      لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }[الحشر : 21] .ولذلك استنكر الله جل علا على الغافلين
      عن التدبر غفلتهم فقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ
      أَقْفَالُهَا} [محمد : 24] وقال تعالي أيضاً:{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ
      وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}
      [النساء : 82].
      ويتعين التدبر في سورة الفاتحة لما روى أبو هريرة رضي الله عنه
      قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى :قسمت الصلاة بيني
      عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ،فإذا قال العبد {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
      }[الفاتحة : 2] قال تعالى :حمدني عبدي .وإذا قال {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
      [الفاتحة : 4] قال مجدني عبدي .وإذا قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
      [الفاتحة : 5] قال:هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل .فإذا قال:{ اهدِنَــــا
      الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ
      عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة : 7,6] قال :هذا لعبدي ولعبد ما سأل "[رواه
      مسلم].